عرض المشاركة وحيدة
  #39  
قديم 28/06/2006, 11:24 PM
صورة عضوية الحزين
الحزين الحزين غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 10/12/1999
الإقامة: عمان
المشاركات: 1,407
أعتقد أنه من الإنصاف التفريق بين مفهومين، مفهوم "البطل" و مفهوم "القائد". لأن القائد ضرورة تمليه علينا فطرتنا الإنسانية المتطلعة إلى من يقودها إلى بر الأمان. و لا يمكن لأي مجتمع - يريد الإرتقاء في سلم الحضارات الإنسانية - أن يهمل إختيار قائد بمواصفات لا تتغير بين مجتمع أو زمن و آخر .


يشير محمد قطب في كتابه "كيف نكتب التاريخ الإسلامي" إلى أن معظم المؤرخين لتاريخ المسلمين ركزوا على التاريخ السياسي للإسلام - وهو أسوأ ما فيه - متناسين الإنجازات الحضارية و الإجتماعية الأخرى التي كان أبطالها أفرادا عاديون جدا في مجتمعاتهم. وحين تتكلم عن التاريخ السياسي فأنت تتكلم عن "القائد البطل" أو "البطل القائد" سواءا صاحبت فترة قيادته إنجازات -عسكرية بشكل خاص - أم لا، المهم أن القائد هو المحور الذي تدور حوله الأحداث. وهذا شيء لا تستطيع تغييره في التأريخ السياسي لأي أمة، لأن "القائد البطل" هو في العادة هو المحرك و الدافع لأي إنجاز تقوم به الشعوب.

و في نظري ، أرى بأن الشعوب في كل الأزمان لها مقومات النصر، النصر الإجتماعي و الإقتصادي و السياسي و العلمي .... الخ ، و لكنها دائما تفتقر إلى قائد يستطيع جمع هذه المقومات و إستخدامها و إستغلالها على الوجه المطلوب لرفعة المجتمع و تطوره. أقول هذا لأنني أؤمن بأهمية إيجاد و مساندة "القائد المنقذ"، لا أن ننام و نستيقظ على وهم أو أسطورة "البطل المنقذ". فهل تستطيع المؤسسات خلق شخصيات قيادية في المجالات المذكورة؟
نعم تستطيع - نظريا - و لكنها لن تفعل، ببساطة لأن القائمين على المؤسسات الرسمية في دولنا لا تتحمل وجود منافس يظهر سقم خططهم للحاق بركب الحضارة و التطور.