سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة الثقافة والفكر

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 09/08/2005, 12:34 PM
جاسم آل محمد جاسم آل محمد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 09/11/2000
الإقامة: قلب أمي
المشاركات: 1,489
<< محمد العريمي: كتابة معاندة لها مذاق الصبر >>

حاوره في مسقط: عبد الجليل علي السعد:

محمد العريمي، روائي عماني مهم ومتمكن في عناده وإصراره على كتابة الرواية من روح المكان واستشراف الآتي، ضمن تصور شخصي/ انساني/ ثقافي، فرضته التجربة الإنسانية والفكرية للعريمي، في منطقة تفتقر لكتاب الرواية الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وفي إطار تجارب لا تتعدى الرواية الواحدة، بينما يحفر العريمي بصمت وقوة وصبر روايته الثالثة خلال خمس سنوات هي عمر تجربته في الكتابة أنجز خلالها مجموعة قصص قصيرة نشرت في الصحف المحلية وبعض الدراسات والترجمات التي شكلت قاعدة ومنطلقا لإبداعه، عدا الذاكرة الشعبية الحادة للمكان وشخوصه في حضورهم الطاغي والمستمر لديه·
شكلت الإعاقة الجسدية (شلل رباعي كامل) للعريمي نوعاً من الحافز والتحدي للتواجد ضمن البيئة الفكرية والأدبية من خلال التنوع والتفوق والحضور، وذلك عبر ترجماته وكتاباته ورواياته التي أثارت ضجة وحوارا داخل عمان وخارجها، حول تقنية وصدق الكتابة لديه، عدا التلمس السياسي الواعي للحدث العربي وتحويله لعمل أدبي· وتأتي روايته (حز القيد)، بعد روايته الأولى (مذاق الصبر) كسيرة ذاتية للكاتب يقدم فيها فلسفته ونظرته للإعاقة في الجزء الأول، وقراءته للمكان (صور) كشخصية أولى للكاتب في الجزء الثاني وهي دون شك تستحق القراءة والنظر إليها ضمن التجربة الروائية في الخليج والوطن العربي·
بالقهوة والحلوى العمانية وابتسامة عريضة استقبلني العريمي في بيته في منطقة فهود دون مقدمات أو خصوصيات، لنتحاور فيما يخص الرواية والعريمي وتجربته الروائية بصراحة وصدق ونوع من الخجل·


؟ كيف بدأت علاقتك بالكتابة؟
؟؟ بعد إصابتي في حادث عمل قبل أكثر من عشرين عاماً بشلل رباعي فرض علي عمل آخر وهو الترجمة في الشركة التي كنت أعمل فيها مهندس نفط، كانت علاقتي باللغة العربية والأدب ضعيفة قبلها، ولكن تحسنت وتطورت بعد عملي الجديد في الترجمة· أما الأدب فدخلته من باب الهلوسة، كان ذلك في منتصف الثمانينات ومع ظهور كتابات الهلوسة غير المفهومة كموجة حداثية، وظهرت مسابقة للقصة القصيرة شاركت فيها بقصة (هلوسة في يوم غائم) وفازت القصة بالجائزة الأولى مع كونها هلوسة حقيقية، والطريف أن أحد النقاد كتب عنها وفلسفها نقديا، رغم أنني لم أعتقد بجدواها، لكن بدايتي الحقيقية في الكتابة تبدأ من رواية (مذاق الصبر) وهي رواية من جزءين، يتناول الأول تجربتي الشخصية مع الإعاقة، والثاني تحت عنوان (الريحان والدخان) وتحكي طفولتي وتجربة المكان الذي تعلمت فيه قراءة القرآن الكريم تحت ظل شجرة، وعرفت البحر والبادية وحياة الوديان والتجارة· وتابعت دراستي متنقلا بين مدن الخليج في أبوظبي والبحرين والكويت والسعودية، بداية من مسقط وكانت المفارقة بين حياتين صور والعالم الآخر تهزني والآخرين من جيلي بثراء وتنوع تجاربها الإنسانية من غربة وتعاضد واستكشاف لاقاها العماني المغترب، حكايات تثلج الصدر، دون الدخول في تفاصيل هذا التكافل المليء بالحب والإيثار·

تجربة شخصية
؟ مذاق الصبر هي بداية الكتابة الجادة لديك كروائي، وهي تجربة شخصية خالصة، ألم تجد أو يخطر ببالك رواية أو حدث آخر يلح عليك أن تكتب فيه؟
؟؟ في الحقيقة لم يكن في خاطري كتابة الرواية، ولم أفكر بها لولا إلحاح الأصدقاء بكتابة تجربتي الشخصية، وبعد كتابتها اطلع عليها الصديق الدكتور محمد الذهب الذي كتب مقدمتها، وطبعتها فنالت استقبالا واهتماما جيدين ليس محليا ولكن خليجيا وعربيا، وكتبت عنها دراسات، وقيل فيها الكثير رغم تواضعها، وفي الرواية عريت نفسي بصدق· من جانب آخر أعتبر الكتابة تحد لنفسي وللإعاقة التي أتصارع معها يوميا منذ عام 1981 وأتصالح معها كذلك، فإذا نجحت أفرح وإذا فشلت لا أنعي حالي·

تجربة المعتقل
؟ رواية حز القيد لا تتصل بتجربتك الشخصية بل بمعتقل سياسي في أحد السجون العربية، وقدمت في إهدائك الرواية لنضال الشعب الفلسطيني والعراقي، حدثنا كيف خرجت التجربة؟
؟؟ لما قرأت وسمعت الكثير عن روايتي الأولى وعني ككاتب أو مشروع كاتب قررت كتابة رواية أخرى، وقرأت ما كتبه ناقد عني بأنني روائي، فقررت أن أصدقه وأتواصل مع الكتابة والأدب كونه رسالة نبيلة وكوني استمتعت بالكتابة لما تقدمه لي وللآخرين، فكتبت في حز القيد عن شارع طوبان أو الرواية الثانية التي تتمحور حول شاب يلتقي أو يتعرف بمجموعة من الشخصيات السياسية، وهي معرفة بسيطة لا تتعدى الإعجاب فيعتقل للاشتباه في أنه أحد أفراد هذا التجمع ويتعرض للتعذيب مع المجموعة في سبيل أن يعترف فيصمد دون أن يحني رأسه للجلاد رغم أنه ليس من أعضاء التنظيم السياسي·

التفرغ وأشياء أخرى
؟ كيف ترى الرواية كنوع من الأدب بعد هذي التجربة؟
؟؟ الرواية كما سائر صنوف الأدب اليوم، تسير ببطء، وفي قناعتي أن الإبداع موجود لدى الكثير من الكتاب ولديهم القدرة أيضاً، لكن طباعة وإصدار هذه الأعمال تقع على عاتق المبدع الذي يدفع ثمن طباعة أعماله، مما يعيق ظهور الإبداعات، ناهيك عما تمارسه دور النشر من ابتزاز برفع أسعارها وتوزيعها للكتاب مما يتسبب في تردد الكثير من المبدعين في نشر أعمالهم، لذا أقترح وجود مؤسسات تتكفل بطبع هذه النتاجات دون أن يتحمل الكاتب هذه المبالغ وهذا القلق، ودون وضعها في المخازن بل توزيعها بشكل جيد ومدروس· والمثقف والكاتب المبدع يحتاج كثيرا إلى التفرغ ليبدع بعيدا عن مهام الوظيفة التي تستلب وقته وجهده، فكلما أحس بالأمان المادي ازدادت إبداعاته وقدراته وقد طبقت الكثير من الدول هذه الخطوة لحماية الإبداع والمبدعين وتطوير قدراتهم وبرز نجاحها في وجود الأعمال الجيدة لهؤلاء المتفرغين·

معوقات لا إعاقة
؟ مذاق الصبر سيرة شخصية للعريمي و حز القيد تجربة شخصية للدم العربي في فلسطين والعراق، ماذا بعدهما، هل من عمل جديد؟
؟؟ حز القيد تجربة عربية لشعب ما في منطقة ما على الخريطة العربية وإهداؤها المحدد هو تحية لمآسي الشعبين الفلسطيني والعراقي، وهي تجربة الجرح النازف دون توقف حتى اليوم· أعمل اليوم على إعادة طباعة ذاق الصبر بتعديلات وإضافات أحس بجدواها للطبعة الثانية من روايتي الأولى، إضافة لمحاولتي التواصل مع المناخ الثقافي في السلطنة ولا تمنعني الإعاقة في هذا بل المعوقات التي منها عدم توفر العتبات والسلالم الخاصة للمعوقين في الوصول لهذه المحافل والتواصل مع روادها في محاولة لإثراء تجربتي الثقافية والفكرية التي بدأت بالقراءة حول الإعاقة باللغتين العربية والإنجليزية، وهو ما شجعني بعدها للكتابة وقراءاتي ومتابعاتي للصحافة الثقافية ولقاءاتي بالعديد من الأصدقاء والتحاور معهم، لكن قدرة الكتابة بطيئة لدي، كما أن لدي التزاماتي تجاه العمل·

غير متفائل
؟ كيف ترى الوضع الثقافي في عمان، وما مدى تفاؤلك بهذا الوضع اليوم وفي ظل اختيار مدينة مسقط كعاصمة الثقافة العربية لعام 2006؟
؟؟ ما لم يتغير الوضع الثقافي اليوم فأنا غير متفائل فيما يخص نشر النتاج الثقافي وتسويقه وتوزيعه، ولي تجارب شخصية مريرة في هذا، وتوجد تجارب مضيئة في توزيع الكتاب مثل تجربة إقبال حبيب في تبني فكرة بحث المكتبة عن القارئ حيث أنشأ فروعا لمكتبته في مجمل المجمعات والأسواق التجارية ليبقى الكتاب تحت نظر أكبر عدد ممكن من الناس وتكوين ألفة بينه وبين المتردد على هذه الأماكن· وشخصيا أعتقد أن أزمة الثقافة خاصة ومرتبطة بتجربة كل بلد ومدى توافق الدعم الثقافي من الدولة تجاه المثقفين ودورهم في تفعيل هذا الدعم·



http://www.3omani.com/adab/showthread.php?t=983
  مادة إعلانية
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.