سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #51  
قديم 08/09/2003, 06:17 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: اصبر عليَّ ففهمي ينبو عن مرامي حديثك .
- قلت: ان ترك الحبل على غاربه لشبابنا ليقيموا العلاقات بدعوى الحب لهو خطر وأي خطر، خاصة في عنفوان شبابهم، وزهرة عمرهم، وفي سن مراهقتهم بالتحديد، فالشهوة مجنونة لا تقف عند حد حتى تذيق أهلها ويلها وتكويهم بجمرها، وتذرهم محطمين ممزقين، وقد أعجبني مقال قرأته ، أقتطف لك منه ما يخدم غرضنا هنا، يقول صاحبه:

إن علينا أن نراقب سلوك المراهقين، ففي هذا السن يبحث كل من الجنسين عن أنيس يسد فراغه ، ومن المعلوم أن الذي يتقدم لملئ هذا الفراغ لا يريد - غالبا - إلا الإنس الجسدي الذي لا يزيد الروح إلا تحقيراً وازدراء ، والذي سلَّم جسده لصاحب الهوى مرة ، اعتاد على التسليم في كل مرة ، وان ادعى صاحبها المحبة البريئة ، والدليل عليه قصر العلاقة ، وتبدل ذوي العلاقة ، وتبخر الغرام المزعوم عند اول خصام .

ان من الغريب حقا تفريغ الفؤاد - الذي خلق ليكون حرماً لمحبة الله تعالى – لكل من ادعى المحبة ، وذلك بمجرد الحديث وراء الأثير ، او إرسال صورة عبر البريد ، فأين المحك الصادق الذي على أساسه يربط الانسان عروة فؤاده بمن يستحق ذلك ، من ذوي الكفاءة والأمانة؟! إن البحث عن شريك العمر من خلال مواقع المحادثة سراب لا يركن إليه، فان الذي يعرض نفسه بالعلن أمره مريب وغير سوى في الباطن ، فأين نهي القرآن عن الخضوع في القول ، وخاصة في زمان كثر من في قلبه مرض ؟!.

ان من عشق شيئاً أو شخصا ، ليسأل نفسه عن المبررات الموضوعية لذلك من دون أن يخادع نفسه ! ويسأل عن إمكانية الوصول لما عشقه بحسب مقتضيات الواقع ! وليسأل نفسه عن السبب في الإصرار على شيء لا يقطع جزما بجدواه ! وليبحث أخيرا عن البدائل الأخرى ، مع عدم اليقين الحقيقي بانحصار تحقيق الهدف فيما عشقه ، وفيمن عشقه ، فإن الإصرار فرع اليقين دائماً .

ان القرآن الكريم يهدد بوضوح بقوله { فتربصوا حتى يأتي الله بأمره } الذين يقدمون حب الآباء والأبناء والأخوان والعشيرة والأموال والمساكن والتجارة على حب الله ورسوله ، أولا يكفي هذا التهديد لأن نراجع زوايا قلوبنا لنرى الحب المتسلل الذي دخل غير مملكته ، ولنعلم أن حب خالق الحب يبدأ قليلا ليتحول إلى ولهٍ وشغفٍ ، يجعل الإنسان يحتقر كل شيء يصده عن ربه، أولم يقل الصديق يوسف عليه السلام: { رب السجن احب اليّ مما يدعونني إليه } فالخلوة مع الحبيب أحب إليه من الخلوة مع الفاني ، ولو كانت أميرة في قصرها.
  مادة إعلانية
  #52  
قديم 11/09/2003, 02:22 AM
BMW BMW غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 06/08/2002
المشاركات: 3,937
سامحوني بس عندي سؤال:-

هل المصارحة بالحب بين الرجل والمرأة تعتمد عل نية الطرفين ؟
  #53  
قديم 11/09/2003, 05:48 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
النية هي اساس كل شيء، وفي الحديث ( انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى ) .

فمن نوى الخير والقيام بحق الولاية بين المؤمين كان من المأجورين، ومن فسدت نيته كان من الآثمين، ومع ذلك فالتحوط في مثل هذه المزالق أسلم لأن المصارحة بالحب ليست شرطا للولاية وانما هي من علاماتها .

شكرا لك على المتابعة .
  #54  
قديم 11/09/2003, 07:18 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: هل أفهم من كلامك بأن العلاقات الفاسدة التي تكون بين الشباب والفتيات منشؤها تلك المصارحة بالحب والعشق والغرام وأنه فارس الأحلام؟

- قلت: نعم ، فلولا تلك التداعيات لما أتت تلكم البليَّات، فقد يتعرف الشاب على الفتاة، وقد يراها فتمر عليه مرور الكرام، أو ربما تكون هناك متعة عابرة، ثم ما يلبث أن ينساها ، لكن أرأيت لو بدأت العلاقة ثم تلتها الرسائل الغرامية والأشواق القلبية، في مصارحة فاضحة بأنه فارس أحلامها، وأنه يذوب فيها حباً، وينحل شوقاً وعشقا، فتبادله المصارحة بأنها له حبيبة وأنها لا تنام إلا على خياله ، ولا تصحو إلا على ذكره، وأنه غاية مناها ، ومنتهى هواها، ألم تسمع إلى التي تقول عن معشوقها ( بأنها لا تحبه بل تعبده)- عياذاً بالله من حب يباعد عن الله- ثم تقع في الشرَك، بعد أن وضع لها الشبَك، وكانت المصارحة الآثمة بالمحبة المزعومة أكبر طُعم اصطادها به .

- قال: أحسب أن هؤلاء الفاسدين لا يلقون شباكهم إلا على أشباههم .

- قلت: كلا، هم يلقون شباكهم في كل اتجاه لعلها ترجع بصيد سمين، أما المؤمنة الطاهرة فلا تعلق بأشراكهم لتصونها وطهرها، وأما من عداها ممن اتبعت هواها فهي سرعان ما تستجيب، وتراسل الحبيب، ومنهن من لم تكن نيتها إلا خيرا لكن لم يدركن خبث أفئدة الذئاب البشرية فدخلن بحسن نية وبسلامة طوية ، فسلَّمن أنفسهن لمن لا يستحق، فمنَّاها وزعم هواها، فلما استسلمت له أكلها لحماً ورماها عظماً وذهب يبحث عن أخرى، فترجع المسكينة محطمة النفس، ميتة الحس، قد انهارت قواها، وربما فكرت في الانتحار، أو ظلت بقية عمرها في انهيار عصبي واضطراب نفسي، فلا يهنأ لها بال ولا تقر على حال .

- قال: لعلها حالات شاذة نادرة لا وزن لها ولا كرامة؟
- قلت: نعم هي علاقات شاذة لا وزن لها ولا كرامة، لكنها ليست نادرة ولا فريدة، بل أصبحت شغل الكثيرين من شبابنا بعد انفتحوا على عالم الانترنت وتبادل الصور والرسائل عبر البريد الالكتروني وبرامج المحادثة ( الشات ) ، ثم الاختلاط آفة الآفات وما جر على المجتمع من بليات، فأصبحت المواعيد الليلية واللقاءات الخلائية ، وعقد الصداقات واتخاذ الخليلات من شارات التقدم والتمدن والتفنن في نظرهم، فهو ليس بالمنغلق ولا بالمتحجر ولا بالمنطوي كغيره من المتزمتين في نظره، بل يظهر براعته في اصطياد الأوانس ، ويتفنن في ضروب إغرائهن بمظهر جذاب، و كلام معسول، ولولا أن الله حليم ستَّار لذكرت لك من قصص هذا الصنف عشرات الحوادث والفجائع والفضائح .
  #55  
قديم 12/09/2003, 07:01 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما كنت أحسب أن الأمر وصل إلى هذا الحد، لكن لا بأس بالتمثيل ولو بالقليل، إذا تكرمت عليَّ حتى تتضح الصورة .

- قلت له : نعم، من ذلك أن أحدهم كتب رسالة غرامية قوية المبنى فاسدة المعنى، دبجها يراعه الأدبي فصاغها بأسلوب غرامي يقطر شهداً وعسلا، لو سمعتها أقبح امرأة على ظهر الأرض لظنت أنها أجمل الجميلات، ولو قرأتها الغوية لحسبت نفسها من العفيفات الطاهرات، ولو طالعتها ألأم النساء لتصورت بأنها الأميرة في قصرها، الطاهرة في ذيلها لِما ملأها من وصف وتشبيب بمفاتنها ومحاسنها ، ولولا أن هذا الرسالة فُتن بها الكثيرون ، وانتشرت وعم شرها لما ذكرتها لك، بل أصبحت مادة جاهزة وُطعماً يرسلها أهل الهوى للصالحة والطالحة ليصطادوا في الماء العكر، ولا أظن بأن من يرسلها لم يظفر بصيده، ولو واحدة .

- قال محدثي: لقد شوقتني للإطلاع على هذه الرسالة ، فاكشف فحواها حتى نحذر بلواها .
- قلت: هي رسالة طويلة جدا، كُتبت على مهل ، وضع فيها كاتبها كل براعات تفننه، ونظراً لانتشارها والتحذير من شرها أذكرها لك برمتها، لقد حزَّ في نفسي أنها ترسل لكل أحد ، للصالح والطالح، حقيقة الأمر أن المسلم يصاب بالغم والحزن لأجل هذه السفاهات والدناءات حرقة على الدين وتوجعا لما وصل إليه حال كثير من شبيبة الإسلام، والعجيب أنه يتكلم بحس إسلامي إيماني وهو ميت الإحساس والنخوة والفضيلة، كأنما الدين أصبح في عرف البعض مصيدة ، وهو يخاطب معشوقته التي يتخيلها كأنه يعرفها منذ زمن طويل، متى رآها؟ وأين؟ لكنه التغرير!
  #56  
قديم 12/09/2003, 07:03 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: إذن عجل بهذه الرسالة حتى نحذرها ونحذِّر منها .
- قلت: إليكها برُمَّتها:

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الحبيبة ..........
لقد عدت مرهقا تعبا، أتمنى أن أغمض جفني طويلا لكي أرتاح، ولكن يأبى النوم أن يعانق عيني ولو لثواني معدودة، وكل هذا بسبب طيفك الذي لا يفارقني، إنه كالظل في النهار يتبعني أوله واتبعه باقيه، بل إنه كدقات قلبي التي لا تفارقني إلا إذا فارقتني روحي .

إنني أسمع دقات قلبي تلومني على قبولي أن أفارقك، لا أعرف كيف سولت لي نفسي هذا الأمر العظيم؟! نعم إن النفس أمارة بالسوء، وهل أسوأ من فراق الأحبة إلا دخول النار والعياذ بالله، إنني أرفع يدي وأتضرع إلى الله أن يجمع قلبينا، ويسعد أنفسنا بلذة اللقاء ومتعة اجتماع الأرواح المتآلفة، لكن هذا هو القدر، وهذه هي تصاريف الأزمان والدهور، وكما يقول الشاعر :
( تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ ) .

نعم أنا أريد وأنت تريدين ولكن يفعل الله ما يريد، أريد أن أرى بسمة الرضا على وهج شفتيك الشهيتين، كما أتمنى رؤية بريق السعادة يُلمح من عينيك الجميلتين، إنك كالزهرة المتفتحة في ضحى نهار ربيعي، في حديقة يملأ عبقها أفق الدنيا، أكاد أشم رائحة الورد والياسمين والعنبر عند كل نسمة تمر عليّ .
  #57  
قديم 12/09/2003, 07:04 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
إنني أسمع صوتك كألحان عذبة، ينشدها بلبل صغير يقف على شباك الدنيا ليسمع العالم لحن الحب، فتنتشي الدنيا وتغرق في تلك الألحان، إني أهذي كمجنون لا يريد أن يشفى من أحلى أسقامه، لقد كلمتُ الباب ولمته: لماذا لا تدخلين منه؟ فوجدته يبكي شوقاً إليك، وحدَّثتُ القلم عنك فأراد أن ينتحر حتى لا يكتب بعدك شيئا .

لقد كنت أحدث الأوراق والدفاتر، وحدثتُ البحر والأمواج عن جمال روحك وبشاشة وجهك المنير، كالبدر أوسط الشهر، وعن تلك الأجفان الناعسة، وعن السيوف المصوبة نحو قلبي، أكاد أحس بأطرافها بين ضلوعي تحاول فتح صندوقي المغلق، لا وألف لا في وجه العالم كل العالم إلا أنت، لا اقدر أن أمنع قلبي من طوفان الشوق الجارف، من بحر حبك المتلاطم الأمواج، يلعب كما يلعب الطفل بدميته، تحملني موجة فتوصلني إلى شاطئ غرامك المعسول، فإذا بي في وسط غياهبه، أكاد أغرق.. أغرق في قاع محيط الإحساس، عندها يحرقني وهج الأنفاس .

أسمع صوتك يناديني، يناجيني كما تناجي الأم رضيعها، ثم لا أسمع شيئا، صمت رهيب، أين تركتني وحيداً، كالتائه في الصحراء لا يجد الزاد ولا الماء، أنت الماء والهواء، وأنت الداء والدواء، يا لذة العيش كيف العيش بدونك؟ بل كيف المسير في هذه الدنيا بدون شمعة هواك؟ تنير لي طريق الخطى .
  #58  
قديم 12/09/2003, 07:05 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
حبيبتي الغالية :
لقد وصلتني رسالتك الأولى، ولقد طِرتُ من الفرح والسعادة، وعندما فتحتها وقرأتها، لم أستطع أن أقف عند قراءتها، فقرأتها أكثر من مائة مرة، وكل مرة أقرأها أحس أني اقرأها لأول مرة، لم أصدق عيني وأنا أرى كلمة أحـــــــــبك، نعم أحبك أحلى كلمة في الدنيا، وأحلى رسالة في العالم، من أحلى وأغلى إنسانة بالعالم .

أشكرك، وأقبل يديك على الكلمات الرقيقة والجمل العذبة التي أثلجت صدري، وأزاحت كل هموم الدنيا عن قلبي، وأرجعتني إلى كل اللحظات الجميلة التي قضيناها مع بعض، لقد أصبحت رسالتك كالحجاب للمجنون، أحملها أينما أذهب، فهي كالجسد للروح، رسالة الحبيبة فيها أعذب ألحان الدنيا .

كأنني حين أقرأها كالناجح في مدرسته، وكالعريس في حفلته، وكالقائد عند انتصاره، لقد ألهمتني وأسعدتني، أتمنى أن أحصل على رسالة كل يوم، لقد عرفت معنى الإدمان، إنه لذة الشوق للحبيب ولوعة الفراق، أنت النافذة التي تدخل منها أشعة الشمس؛ لتضيء ظلام دنيا الأحزان، وأنت النافذة التي يدخل منها النسيم العليل؛ الذي ينعش الروح ويبث فبها الحيوية والبهجة، وأنت البيت الذي يظلل على سكانه ويحميهم من الأخطار، وأنت شجرة العطاء التي لا تمل ولا تتعب، دائمة العطاء، لا تأخذ شيئاً وتعطي كل شيء.

أنتِ.. أنتِ لا أعرف كيف أصفك، فمهما قلت ومهما كتبت لا أوفيك حقك، ولا أعبر عن جزء من مليون مليون إحساس بالحب والتقدير يسكن قلبي تجاهك، أنت يا مدينة الحب، سورها التقدير، وبابها الكلمة الطيبة، وبنيانها العشق، وسماؤها الغرام، وأساسها الشوق واللهفة، أنت يا نبع الحنان يفيض باللطف والرقة والعذوبة، أنت لي كجناحي الطائر، بدونك لا أقدر أن أرى الدنيا ولا أحس معنى الحياة، أنت فرحة العيد للأطفال، وجنة أحلام العاشقين، وسراج التائهين ومنية الروح.

آخر تحرير بواسطة الأزهر : 12/09/2003 الساعة 07:07 AM
  #59  
قديم 12/09/2003, 07:08 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
تحية من أعماق القلب ، تحية من قلب شغوف بحبك،،،

وبعـــــــــــــــد ،،،
فقد ترددت كثيرا قبل أن أفكر بالكتابة إليك هذه الرسالة … الرسالة الأولى- لأول فتاة في حياتي - ولكن ترددي لم يطل، وتغلبت الرغبة في نفسي على الرهبة ! إنني لا أدري من أين أتتني هذه الجرأة ، وقد كنت أشد الناس حياء وخجلا ، أكتب إليك منذ أن شاء لي القدر أن أراك وأن أحبك … ذلك الحب الذي أسر قلبي وتغلغل في كياني، وجعلني أرى الدنيا من خلال عينيك الساحرتين، كأنها ابتسامه جميلة على شفتيك الورديتين .

لقد أصبحت منذ ذلك اليوم أسير حبك ، و سجين هواك ! إنني لا أزال اذكر ذلك اليوم الذي رأيتك فيه لأول مر، وكان أجمل أيام حياتي، ولا زلتِ أيامنا الحلوة، فمنذ ذلك اليوم وأنا أعيش في حلم دائم جميل، تبتسم فيه الحياة، و يتفتح فيه المستقبل عن أعذب الآمال.

لم أكن أعرف أنه كلما طال أمد الفراق زاد لهيب الهوى في القلب اشتعالا ، حتى ذقت ذلك وعرفته ، إني أرى الحياة بدونك تافهة ، والدنيا في غيابك مظلمة، فأنت سر حياتي ونور دنياي! ولو أنك وضعتِ حب الناس كلهم في كفة ، ووضعت حبي لك في كفة أخرى.. لرجح حبي لك حبهم جميعا!

إن بعدك عني يضنيني، وحرماني منك يكويني، ونار الشوق تحرقني، ولولا الأمل في لقائـك لأهلكني غيابك!. وإن أشد ما أتمناه الآن يا حبيبتي، هو أن أكون بجانبك؛ لأسعد بقربك، وأهنأ بحبك ، وأملأ نفسي بنور عينيك.
  #60  
قديم 12/09/2003, 07:09 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
هل تذكرين يا حبيبتي تلك الأيام والليالي التي عشناها معا؟ إنني لن أنسي حلاوتها ماحييت .. إنني لن أنسى تلك الكلمات الرقيقة التي كنت أسمعها من فمك فتسحرني ، ولا تلك النظرات التي كانت ترسلها عيناك فتنفذ إلى كياني فتخدِّره ، و تجعله يترنح مما به من نشوة! ليت هذه الأيام كانت دهرا، إنني لا زلت أعيش فيها وكأنني أعيش في حلم جميل ؟ إن وجهك الضاحك لا يزال يبدو لي كأنه الأمل الباسم الذي طالما بحثت عنه بعين خيالي، فإذا بي أعثر عليه فجأة فيبدد ما كنت أعيش فيه من ظلمات .

لقد حاولت عبثاً أن أتجنب ذلك الحب ، ولكن سهامك كانت أقوى من إرادتي، أليس هذا هو الحب؟! أليست هذه علاماته؟! نعم إنه هو ، وهذه علاماته ، و لا مفر لي من الاعتراف به! إني أحبك يا حبيبتي ، أحبك من صميم قلبي.. أين ذلك الحب؟ هل تلاشى وزال ؟!
  #61  
قديم 12/09/2003, 07:10 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
نسيتي تلك الأيام الخالدة التي بدأ فيها حبنا ، حين كنا نلتقي فتخفق القلوب، وتحن الأرواح، و تتحدث العيون والشفاه مطبقة، حتى كان ذلك اليوم الذي لا أنساه ما حييت .. اليوم الذي قلتِ لي فيه هامسة ، و صوتك يرتجف , ووجهك يلتهب .. إنك تحبينني ! لقد أحسستُ حينذاك بقلبي يكاد يقفز من ضلوعي ، وتملكني ارتباك شديد ولم أنبس بكلمة ، أتراكِ نسيتِ ذلك اليوم يا حبيبتي… ونسيتِ ما أعقبه من أيام جميلة ؟ إذا كنت نسيتيه يا حبيبتي فان قلبي لا ينساه، ويا ليتني أستطيع أن أكون مثلك ، فأبادلك الهجر بالهجر .. لأتخلص مما ألقاه في حبك من عذاب ، ومما أحس به من مرارة الذكرى، وألم الحرمان...
أنتظر رسالتك على أحر من الجمر....

- قال محدثي وهو لا يكاد يصدق ما سمع:
هل انتهت رسالته؟ أم بقي لها بقية؟
- قلت له: بل انتهت بتمامها- لا أبقى الله لها بقية .
  #62  
قديم 12/09/2003, 07:14 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي، وهو لا يكاد يتقضى عجبُه:
أهذه رسالة أم خُطبة ؟ أوَلا يستحيي أن يستفتحها بالبسملة؟! حسبي الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون، أيعقل هذا أن يصدر من شبابنا؟ ما أظن فتاة من فتيات الهوى تسمع بهذا الكلام إلا وتطير من مكانها وتحسب أنها ملكة زمانها، آهٍ .. آه! ما أشبه الليلة بالبارحة، نعم هؤلاء هم الذين قلتَ فيهم: بأنهم يسكبون معسول الكلام على الطرقات للغاديات والرائحات . من أي أموره أعجب؟! ان الرسالة كلها عجب من أولها لآخرها، لو لم تذكرها لما صدقت أن مثلها يكون .

- قلت له: هوِّن عليك، فهناك أشد منها، وأكثر إسفافاً وغواية .

- قال: لا أريد أن أسمع من هذا الهراء مزيدا .
قلت: وأخوك ليس له نية المزيد، وإنما ذكرتها للحذر منها، وتنبيه الغافلين والغافلات حتى لا يقعوا في أحبولتها ، ولتفويت الفرصة على الذين يصطادون في الماء العكر ويعبثون في الظلام، ( لعلهم يتقون أو يُحدث لهم ذكراً ) .
  #63  
قديم 13/09/2003, 06:15 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: لقد أدركت الآن خطورة المصارحة بالمحبة اذا خرجت عن مسارها الصحيح، وأن فتح هذا الباب بدون قيود وضوابط يقود إلى بلاء عظيم، ولا أظن هذا الشر يقتصر على جانب دون جانب، فالانترنت والبريد الالكتروني والهاتف كلها وسائل واسعة لمن أراد أن يسلك هذا المسلك، أليس كذلك؟

- قلت: بلى، وحقاً ما تقول، فإن الشاب أو الفتاة يجدان متنفساً كبيرا للبوح بهذه المشاعر والعواطف والأشجان عند غياب الرقيب، فتقوم علاقات طويلة عبر سنوات والأهل لا يدرون بذلك إلا حينما تقع ابنتهم في الأحبولة .

- قال : أذكر أن لك كلاماً جميلاً يخص هذه القضية أوردته في مقال كتبته عن الهاتف وخطورته .

- قلت: ذكرني به لعلي نسيته .
- قال: لقد ذكرت من ضمن سلبيات الهاتف قضية خراب البيوت تحت ما يُسمى بالعشق والغرام ، فقد قلت:

نعم، إن هذه السلبية تغطِّي على كل ما ذكرناه من سلبيات، إذ أصبح الهاتف في يد بعض الشباب المريض والفتيات لعبة للتسلية ، يتسلى كل منهما بالجانب الآخر، كانوا يعيبون في إطالة المحادثة من الزوج لزوجته والخاطب لمخطوبته، ولكن الأمر تطور إلى أبعد من ذلك، فصار أيضا بين الصديق وصديقته، أو العشيق وعشيقته، وانك إن تعجب فاعجب مما فيه يتحدثون الساعات الطوال، ألخدمة دينهم؟ أم إصلاح أنفسهم؟ كلا ليسوا من ذلك في شيء، وإنما هو في الهوى والمجون، حتى يخرج الحديث إلى مزالق وورطات، وتليها تداعيات وهلكات .

من ذلك أن فتاة تكلم صديقا لها كل يوم بين أربع ساعات إلى ست ساعات بل ثمان ساعات أحيانا، فسألتهم: هل هذا يريد الزواج بها؟ قالوا: لا، قلت: أين أبواها؟ قالوا: تغافلهم فهي لا تتكلم إلا بعد ما ينامان، من منتصف الليل إلى قرب طلوع الفجر، قلت: ألم يتقدم إليها احد من أخواتها لنصحها؟ قالوا: بلى، ولكنها تقول: هذه حريتي وسعادتي بها أستطيع أن أنفس عن مشاعري وأحاسيسي، قلت: إنا لله وانا إليه راجعون .

- قال: إن هذا الأمر خطير، لكن في تصورك ما هو المسبب لذلك؟
- قلت: هذا أمره واضح، إنهم لا يجدون متنفساً ينفسون فيه عن لواعج أشجانهم ، تصور شبابا وفتيات في ميعة الشباب بدون زواج لأن الزواج أصبح عسرا لما أحيط به من قيود، مع المثيرات المتعددة من أفلام وأزياء ومجلات هابطة، عندما يترك للفتى والفتاة الخروج بدون قيد أو شرط، أو يكون معه هاتفه بدون رقيب، وتتوافر تلك النظرات واللقاءات في الأسواق والحدائق والأماكن العامة، فحدِّث ولا حرج عما يقع ، انه يتفنن في اقتناص فرائسه بكلامه المعسول، وتنجذب هي بأناقتها وجمالها الفتان، فتثور الكوامن فلا يجدون لها متنفسا إلا أن يفرغوها في هذه العلاقات الآثمة والأحاديث الساقطة، مع ما يتبع ذلك من الهوى والأشجان، والشوق والهيام والغرام، فيعلق بها وتعلق به، ثم تكون التداعيات التي لا يعلم نهايتها إلا الله سبحانه .
  #64  
قديم 15/09/2003, 07:14 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: إن الحياة بحر متلاطم الأمواج، من لم يُجد فيه السباحة فإنه يتكسر ويغرق وفي ذلك تلفه وهلاكه وعطبه، لكن لا بد أن تسير الحياة على مدار الاختبار والابتلاء، لا بد من وجود المغريات حتى يظهر المحسن من المسيء، وما أظن أن الحكمة تقتضي ترك ما أحل الله لنا من نعم بدعوى أنه يُساء استخدامُها من قبل البعض .

- قلت: إن نعم الله علينا كثيرة، فأيَّها تعني؟
- قال: أعني وسائل الاتصال والمحادثة مقروءة ومرئية ومسموعة، فلا يمكن أن نمنع شبابنا من استخدامها، ولو تركت لهم بدون قيد أو شرط لكانت نقمة عليهم، إذ تعقد العلاقات الآثمة من خلالها، خاصة أن الفتاة لا تقاوم كثيراً إذ سرعان ما تستجيب لداعي القلب والهوى، ولا أدل على ذلك مما نسمعه الآن من بعض الشباب والفتيات الذين يتفقون على الزواج وقد توطدت بينهم العلاقة والمحبة، ولم ُيبقوا للمصارحة أي وجه من الوجوه إلى أن صرحوا فيما بينهم بما لا يجوز التصريح به إلا ما بين الزوجين فقط ، حتى أضناهم الشوق والدنف والعشق والغرام، رغم أنه لا يعرفها ولا تعرفه إلا من خلال الاتصالات أو المراسلة أو الشبكة، فهل من من آداب حميدة وضوابط كريمة يمكن أن يسير عليها جميع شبابنا ليحذروا مغبة هذه الشرور؟

قلت : نعم، اعلم وفقنا الله وإياك إلى كل خير بأن وسائل الاتصال والمحادثة والرسائل وما شابهها هي من نعم الله تبارك وتعالى علينا ، فينبغي استغلالها في الخير ، والنأي بها عن الشر ، والحكم يدور حلية وتحريما على استخدام الإنسان لها، فهي سلاح ذو حدين ، مع مراعاة شخصية المستخدم من ناحية تمكنه من تجنب سلبيات هذه البرامج، فإن كان كذلك ، وبأن مقصده الخير والدعوة إلى الله وإرشاد الضلاّل ونشر كلمة الحق فالله تعالى يثيبه على نيته، ويكون عمله من الطاعة التي يؤجر عليها ، أما إن كان ضعيف الإيمان لا يأمن على نفسه من ضررها وخطرها ويكون ما يفسد أكثر مما يصلح، فهذا عليه أن يجنب نفسه مُضلاّت الفتن ومواضع الهلاك .

على أن الناظر إلى شريحة كبيرة من شبابنا من مستخدمي هذه الوسائل يجدهم بمنأى عن الفضيلة والأخلاق زيادة عن الطرق التي تثار بها الغرائز وتكون مكمن الشر لشبابنا، فكم من شاب أو فتاة انحرف عن منج الله بسبب أنهما لم ينضبطا بآداب استخدام هذه النعم .

ولا يعزب عن البال وضعية الفتاة التي يغرر بها من قبل الشباب؛ والتي تكون فريسة سهلة يتعاورونها من كل حدب وصوب، فكانت لقمة سائغة لأمثال هؤلاء الجياع، فعليها أن تحكم أمرها وأن لا تلج مسالك العطب والهلاك، وذلك لا يتأتى إلا بإحراز جملة آداب مهمة للشباب والفتيات على السواء :

1- اتق الله حيثما كنت وراقبه حق المراقبة ، فإنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .
2- غض البصر وتحصين الفرج بالزواج الشرعي، فإن لم يكن فعليك بالصيام فإنه طهارة روحية وعفة إيمانية .
3- وقت الفراغ بلاء وشقاء على المرء، يريد أن يسده بأي شيء ولو بتوافه الأمور من المكالمات الطويلة، وإفراغ اللواعج والأشجان، فعليه أن يشغله بالأعمال الخيرة والبرامج الهادفة والمهارات المفيدة ، عليك أن تفوِّت على الشيطان أي فرصة ليلهو بك ويعبث .
4- اعلم بأن هذه نعم أنت مسئول عنها ومحاسب عليها، فلا تكن عليك وبالاً، وإنما سخِّرها في الخير فاستفد منها وأفد من خلالها غيرك، فإن رأيت العطب والهلاك لسوء استخدامها من قبلك فانجُ بنفسك، فنفسك أغلى ما تملك فلا تضيعها بما يُغضب الله .
5- استعن بالله وأكثر من ذكره، واقترب منه، واسأله العون فهو المعين ولن يضيع عباده .
6- وبالنسبة لبرامج المحادثة عليه أن يقتصر على الغرف النظيفة والمواقع النافعة، وأن يترك الغرف العفنة والمواقع المتحللة من الفضيلة .
7- عدم إعطاء البريد الخاص بالشخص لمن لا يثق به ، خاصة الفتاة التي تكون منظر إعجاب الجميع، فينهال عليها سيل جارف من رسائل المعجبين، ومنهم الذين يصطادون في الماء العكر .
8- تحديد الغرض من دخول هذه البرامج وحمل همِّ الإسلام والدعوة إليه، وإصلاح ما يمكن إصلاحه من سلبيات يراها ويسمعها .
9- الانضباط بوقت معلوم حتى لا يؤدي به الحال إلى الإدمان، فإنه من الملاحظ أن من يستخدم برامج المحادثة يدمن عليها إدمانا يضيع عليه أوقاته وعبادته وحقوق أهله، وكل ذلك غير جائز .
10- الانسحاب في أي لحظة يحس فيها بأنه سيرتكب أخطاء، وسيقع في مآزق لا يستطيع الخروج منها ، والفتاة على الخصوص فلتوصد أبواب الشر، وتحسم الأمر في مبدئه، فإذا تساهلت بدعوى الثقة بالنفس والتعرف على الجنس الآخر، فلا تأمن على نفسها أن تنزلق وتهوي .
11- أن يكون متوفرا على وسائل تعينه على إنجاز ما يريد فعله من خير من مقروء أو مسموع .
12- تجنب محادثة الجنسين لبعضهما البعض، واقتصار كل واحد منهما على جنسه، فإن كان لا بد فيكن بالكتابة وحدها دون المحادثة الصوتية، مع التصون والتحفظ في الألفاظ والعبارات، وأن يكون أحرص على أخته من أهلها .
13- محاسبة النفس بعد كل دخول إلى هذه البرامج، حتى يمكن له أن يتلافى السلبيات التي وقع فيها من حيث لا يشعر ، وتتميم ما يمكن أن يكون قد وقع من نقص ، مع الاستغفار لكل زلة وقعت منه ولو في غفلة، ( وما أبرِّئُ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ) .
  #65  
قديم 17/09/2003, 06:05 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: عندي سؤال أخير حتى نختم به موضوعنا هذا، فقد طال الحديث بنا كثيرا .
- قلت: ليكن ختامه مسك، فهاتِ ما عندك نستفيد .

- قال: ماذا عن الخاطب مع مخطوبته؟ إلى أي مدى يمكن أن يصارحها بالمحبة؟
- قلت: هي قبل العقد عليها أجنبية عليه ، وهو كذلك بالنسبة لها، وإنما يباح له أن يستكشف شخصيتها وتستكشف شخصيته من غير خلوة أو ريبة، وزد على ذلك أن ينظر إليها وتنظر إليه مع وجود المحرم، بما يديم العشرة بينهما، فقد أمر صلى الله عليه وسلم رجلاً أن ينظر إلى من خطبها، إذ قال له: ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) .

- قال محدثي: ما حدود النظر؟ هل عام أم خاص ؟
- قلت: ينظر منها ما يجوز كشفه فحسب من الوجه والكفين، ولا يجوز له ما فوق ذلك لأنها امرأة أجنبية عليه .

- قال: وماذا عن مصارحتها بالمحبة ومحادثتها بالهاتف؟
- قلت: أما المصارحة بالمحبة الإيمانية التي هي ثمرة الولاية بين المؤمنين فلا حرج فيها ما لم تؤدِ إلى محظور، فهي ما زالت أجنبية عليه، وكذا محادثتها في الهاتف ينبغي أن يكون صيناً عن دواعي الهوى والإثارة حتى يعقد عليها العقد الشرعي فيحل له ما حُجر عليه من قبل .

- قال: ألا ترى أنهما يحتاجان إلى التعارف عن قرب لكي يزيلا ما بينهما من حواجز؟
- قلت: ينبغي أن يكون هذا التعارف بالضوابط الشرعية، لا بأن يطلقا لنفسيهما العنان، فيخرجان سوياً بدون محرم منهما أنى شاءا وأنى أرادا في نزهات ورحلات وجولات ، يحملها في سيارته ويدور بها سحابة نهاره، وتستمر بينهما الاتصالات واللقاءات ، ويسكبان من خلالها لواعج الأشواق والهيام، وتتكشف له تكشفاً مغرياً، متفننة في إظهار زينتها وإغرائها، حتى إذا طال بهما المطال وقعا في المحظور وقارفا المحجور، وكم من بلاء من وراء هذه السفاهات التي عدها شبابنا رقياً وتقدما، في هذه الخلطة المشينة، والفعلة المنكرة، ومن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، كان بإمكانه أن يعقد عليها وتصبح زوجة له لا يمنعها عنه أحد .

- قال: هل أفهم من قولك هذا أنه يجوز لهما أن يتحادثا بالهاتف، ويعرف كل منهما خصائص الآخر لكن في قيود الفضيلة والأدب؟

- قلت: الحق ما قلت، وإن أردت زيادة اطمئنان فإليك ما أجاب به شيخنا الصالح العلامة الخليلي - ملأ الله أيامه سعدا:

السؤال :
ما هي حدود التعارف المسموح بها شرعاً بين الخاطب ومخطوبته ؟

الجواب :
يجب أن يكون هذا اللقاء بينهما في حدود ما أذن به الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلّم عندما قال : ( لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخلو بامرأة إلا مع ذي محرم ) . وقال : ( ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم )، فيجب أن يكون اللقاء مع وجود ذي المحرم، لا أن يكونا يلتقيان بنفسيهما هكذا، وحتى الاتصالات بالهاتف عندما تكون هذه الاتصالات رقيقة الحاشية ، بطريقة مثيرة للعواطف ، مهيجة للشهوات فإنها أيضاً تحرم ، إذ الوسيلة تحرم بسبب حرمة الغاية التي تؤدي إليها ، وسد ذرائع الفساد من الواجب على المسلمين ، والله تعالى أعلم .
  #66  
قديم 18/09/2003, 06:05 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: أحياناً ما ترغب المرأة في الاقتران بشخص لميلها إليه وحبها له، ولكن لا تستطيع أن تبوح بذلك لأهلها، ولا يعرف ذلك الرجل بحالها، هل لها أن تراسله تعريضاً، وذلك إذا خشيت على نفسها العنت بسبب انتشار الفتن والمغريات؟

- قلت: عين سؤالك أجاب عنه سماحة شيخنا الخليلي، أورد لك جوابه، وهو يغنيك عن كثير من القول، فقد سأله سائل :

ما رأي سماحتكم في الحب ؟ وهل يجوز لفتاة أن تراسل شابا صالحا لترغبه في الزواج بها بسبب الفتن التي تعيشها ؟

الجواب:
أما الحب الطبيعي الذي هو مجرد ميل نفسي، فذلك مما لا يقوى الإنسان على مقاومته؛ لأنه أمر تقتضيه الطبيعة البشرية، والله تعالى جعل بين النساء و الرجال المودة و الرحمة كمـا هو معلوم، قال تعالى : ( و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكـم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )، ولا حرج أن تراسل فتاة رجلا أو شابا صالحـا لترغبه في الزواج بها من أجل إعفاف نفسها، ومن اجل الاستعانة به على أمـور دينها، فليـس في ذلك من عيب إن كانت راغبة فيه من اجـل الصلاح و التـقـوى و الاستقــامة، بدليـل فعـل السـيدة خديجـة رضي الله عنهـا مع رسـول الله عليه وسلم، ولم يُعَد أحد ذلك أمرا معيبـا، بل عدوه من رجاحة عقلها لأنها اختارت الرجل الصالح، لمـا توسمته فيه من فضل و استقامـة وتقوى و بر، فلا حرج في مثل هذه الأمور ، والله تعالى أعلم.

- قال محدثي: ما أعظم هذا الحب وما أجله، عندما تكون المصارحة نابعة من القلوب، ليت أنه الواقع بين شباب اليوم لا كلمة تلوكها الألسنة، إن المحبة النظيفة هي من محبة الله سبحانه، فالحب هبة من العلي الأعلى، إذا سار في سَننه أينع ثماراً غضة، وإذا حاد عن سبيله جرَّ البليات وأورد صاحبه التلف والمهلكات .
  #67  
قديم 18/09/2003, 04:00 PM
النسيم الأسود النسيم الأسود غير متواجد حالياً
النسيم الأسود
 
تاريخ الانضمام: 21/06/2003
الإقامة: حيث أنا
المشاركات: 3,699
بارك الله فيك اخي ...... كتبت فأبدعت
  #68  
قديم 18/09/2003, 06:09 PM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
وبارك الله فيك لحسن ظنك .
  #69  
قديم 19/09/2003, 05:35 PM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قلت: قد آن لنا أن نلملم أطراف الموضوع، فهل تكرمت علينا بإيجازه في نقاط يسهل فهمها، ويمكن استيعابها، على حسب قدرتك واستطاعتك .

- قال محدثي: حباً وكرامة، هذا ملخص لذلك الموضوع الرائق، عسى أن تكون وقفات للاستذكار:

1- المحبة الصادقة نفحة روحانية إيمانية نفثها الحق في روع من أحب من عباده، سكب الحق جل جلاله المحبة في سويداء قلوبهم، فأبصرت أُنساً انقطعت دونه المُنى .

2- المحبة هي : ميل النفس إلى الشيء لكمال أدركته فيه ؛ بحيث يحملها على ما يقربها إليه ، والعبد إذا علم أن الكمال الحقيقي ليس إلاَّ لله - عز وجلّ ، وأن كل ما يراه كمالاً من نفسه أو من غيره فهو من الله وبالله وإلى الله ، لم يكن حبه إلاَّ لله وفي الله .

3- المحبة الحقة هي محبة المحبوب من جوهره لا من شكله، ومن بره وفضله لا من شكله ولونه، اما محبة الألوان والاجساد فتلك محبة عبيد الشهوات، الذين يتمتعون بجمال الصور ، ويغفلون عن جمال جواهر القلوب الزكية .

4- ينبغي أن لا تشاب المحبة الخالصة بالشهوة المحرمة ، كما أن المحبة الإيمانية منشؤها محبة في الله، ومنتهاها العمل للقاه، وبين ذلك مخافة الله ومراقبته في السر والعلن .

5- ان العشق المذموم هو الانجذاب القلبي الشديد نحو شخص ما، مع الميل للوصول إليه بأي شكل كان، ولو على حساب الشرع والعقل والعرف، فأساسه مرض ناتج عن فراغ القلب وبطالته .

6- الاطار الصحيح الذي يمكن ان يجتمع من خلاله الرجل والمرأة، ويستطيعان عبره تفريغ ما بداخلهما من مشاعر وعواطف وأشجان ومحبة الزواج الشرعي الرابط المقدس الذي أخذ الله عليه الميثاق الغليظ .

7- المحبة بين المؤمنين هي الولاية الحقة التي فرضها الله بين المؤمنين والمؤمنات، ولا تخرج عن حدود الطاعة لله والتعاون على البر والتقوى، انها قمة الأخوة في الله في رباط ايماني وثيق ( بعضهم أولياء بعض ) .

8- لا يمنع المسلم أن يصرح لمسلمة أنه يحبها في الله ، ولا تمنع المسلمة أن تصرح لمسلم أنها تحبه في الله ما لم يكن هناك ريبة، ذلك لأن المودة بين المؤمنين والمؤمنات مشتركة ، فالمودة هي تجسيد للولاية التي تجب بين المؤمنين والمؤمنات .

9- المصارحة بالمحبة ليست واجبة وإنما هي مستحبة، اذ ان الولاية بين المؤمنين والمؤمنات ليست منوطة بالمصارحة ، بل الولاية ترابط القلوب على طاعة علام الغيوب، وهي ترجمان ولايتك بسعيك في قضاء حوائجهم والانضواء معهم تحت راية واحدة تظلهم بجلائل الأعمال وكريم الخصال، من النصرة والعون بالنفس والمال، والعمل لله وفي سبيل الله ، صرَّحت لهم بمحبتك أم لم تصرح .

10- المحبة بين الزوجين من أهم الدعائم لإقامة الأسرة السعيدة .
  #70  
قديم 19/09/2003, 05:37 PM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
11- إن التصريح بالمحبة التي تغتال الفضيلة محرمة فيما بين الرجال، فكيف تجوز بين الرجال والنساء .

12- ان ترك الحبل على غاربه لشبابنا ليقيموا العلاقات بدعوى الحب لهو خطر وأي خطر، خاصة في عنفوان شبابهم، وزهرة عمرهم، وفي سن مراهقتهم بالتحديد، فالشهوة مجنونة لا تقف عند حد حتى تذيق أهلها ويلها وتكويهم بجمرها، وتذرهم محطمين ممزقين .

13- ان من عشق شيئاً أو شخصا ، ليسأل نفسه عن المبررات الموضوعية لذلك من دون أن يخادع نفسه! ويسأل عن إمكانية الوصول لما عشقه بحسب مقتضيات الواقع !

14- إن المصارحة بالمحبة أصبحت شباكا يلقيها الشباب في كل اتجاه لعلها ترجع بصيد سمين، أما المؤمنة الطاهرة فلا تعلق بشراكهم لتصونها وطهرها، وأما من عداها ممن اتبعت هواها فهي سرعان ما تستجيب.

15- ان وسائل الاتصال والمحادثة والرسائل وما شابهها هي من نعم الله تبارك وتعالى علينا ، فينبغي استغلالها في الخير ، والنأي بها عن الشر، وذلك بمراعاة آدابها وشروطها الآنفة الذكر .

16- لا يعزب عن البال وضعية الفتاة التي يغرر بها من قبل الشباب؛ والتي تكون فريسة سهلة يتعاورونها من كل حدب وصوب، فكانت لقمة سائغة لأمثال هؤلاء الجياع، فعليها أن تحكم أمرها وأن لا تلج مسالك العطب والهلاك .

17- يجب أن يكون اللقاء بين الخاطب ومخطوبته في حدود ما أذن به الله تعالى، فيجب أن يكون اللقاء مع وجود ذي المحرم، لا أن يكونا يلتقيان بنفسيهما هكذا، وحتى الاتصالات بالهاتف عندما تكون هذه الاتصالات رقيقة الحاشية ، بطريقة مثيرة للعواطف ، مهيجة للشهوات فإنها أيضاً تحرم ، إذ الوسيلة تحرم بسبب حرمة الغاية التي تؤدي إليها ، وسد ذرائع الفساد من الواجب على المسلمين .

18- لا حرج أن تراسل فتاة رجلاً أو شاباً صالحـاً لترغبه في الزواج بها من أجل إعفاف نفسها، ومن اجل الاستعانة به على أمـور دينها، فليـس في ذلك من عيب إن كانت راغبة فيه من اجـل الصلاح و التـقـوى و الاستقــامة .

19- ليحذر من عذاب الله كل غارق يتبع هواه، ويؤثر معشوقه في الغيبة والحضور، قد جعله جنته وناره ، ويطيعه إطاعة لو أن العباد أطاعوا ربهم مثلها لأقفرت من أهلها جهنم ! ينسى في الحب دينه أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته، أو يشتري بلذة لحظة في الدنيا عذاباً سرمدياً في جهنم .

آخر تحرير بواسطة الأزهر : 19/09/2003 الساعة 05:41 PM
  #71  
قديم 20/09/2003, 05:29 PM
الساهر الساهر غير متواجد حالياً
Registered User
 
تاريخ الانضمام: 19/10/2002
الإقامة: البارصا الكاتالوني
المشاركات: 209
من وجهة نظري اذا كان هذا الحب سيؤدي الى الزواج فهذا جائز
  #72  
قديم 21/09/2003, 06:03 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
أحسنت أخي على وجهة نظرك .
  #73  
قديم 21/09/2003, 06:03 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: قد تصرَّم بنا الكلام، فهل من كلمة أخيرة أو نصيحة؟

- قلت: قد بان شأن المصارحة بالمحبة، فإما أن ترفع إلى درجة الأبرار، أو تنزل بالإنسان إلى دركات الفجار، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يتقيا الله فيها، فهما عنها مسئولان، إن التلاعب بالمشاعر من أخطر الخطورات، تداس بها كرامات، وتُنكأ بها جراحات، فاحرص على صون أختك حتى لا تزل بها القدم، واحرصي على صيانة أخيك من أن يبقى مقرح الأجفان بسبب نزقات كان مبدؤها المصارحة ثم الصرم والهجران .

يا شباب الإسلام:
ليست المصارحة بالمحبة هي كل شيء، بل العمل من أجلها وأجل الإسلام هي أساس كل شيء، فلا تتعلقوا بالقشر وتدعوا اللباب .

أخي المسلم:
لا تظلم أختك إن فتحت لك قلبها وصرحت بحبها، وجِّهها وأرشدها، وخذ بيدها إلى رضوان الله ، وأعلمها بأن المصارحة بالمحبة هي شرارة، إن لم نتحكم بها استطارت وأحرقت الأخضر واليابس، وأتت على الطارف والتليد، فلتكن محبتك قوة إيمانية دفاقة تحيي القلوب بعد موتها، ولا تجعل من العمل الدعوي أحبولة تقتنص بها أخواتك، فالدعوة كلمة رفيعة شفافة أساسها الإخلاص، فإن أخرجتها عن ابتغاء مرضات الله إلى أغراض نفسية فقد ظلمتها .

أي أخيّ:
إنك لا تحب أن يلحق الأذى أختك من أبيك وأمك التي يجمعك بها التراب والنسب، فكيف ترضى أن تلحق الأذى بأخواتك اللاتي يجمعك بهن رابط الإسلام الذي لا يدانيه رابط ، ان منابر الدعوة قد تنوعت وتطورت، فإياك ثم إياك وأنت على هذه المنابر أن تغرر بأخواتك، ودع عنك الدعاوى الفارغة بأنها أختك في الله ، ونعمل من أجل الدعوة إلى الله، فتبيح لنفسك ما تمنع منه غيرك، وتبيح لقلبك ما تحرمه على غيرك، ثم تتفنن في الإغراء حتى تجر على أخواتك البلاء، فيتعلقن بك ثم تمضي وتدعهن وقد علقن بك، وكم من وراء ذلك من تداعيات وبليّات، وكم هي الأمثلة كثيرة متكررة في هذا المجال، فالزم الجادّة، ودع بُنيّات الطرق .
  #74  
قديم 22/09/2003, 05:58 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
ويا أخت الإسلام:
صوني نفسك وإخوانك، أعينيهم على طاعة الله ، ولا تنسجي من دعاوى الإعجاب بفلان وفلان أثواباً موشّاة مزركشة، وليكن الإعجاب سبيلاً للاقتداء بصالح أعمالهم، لا أن يميل بك الهوى ذات اليمين وذات الشمال، فإن الفاصل بين المحبة الإيمانية والأغراض النفسية دقيق وخفي يكشفه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لوابصة رضي الله عنه ( اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إلَيْهِ الْقَلْب، وَالإِثْمُ مَا حاكَ في النَّفْسِ وَتَردَّدَ في الصَّدْرِ وَإنْ أَفْتَاكَ النّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .

وكم من علاقات قامت في الخفاء، وجرت على أصحابها البلاء؛ لأنها لم تكن على سَنن الحق، ربما طالت بين أهلها المراسلات، وكادت تفضح أستارهم الكلمات، لأنهم تسوَّروا البيوت من ظهورها ، ولو أتوها من أبوابها لسلموا وكانوا في أمان، ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله ) .

أيْ أخيَّة :
( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ) كما قال نبينا المطهر صلى الله عليه وسلم، ولا بد من جولة جديدة يصول فيها أهل الحق على أهل الباطل، فلتكوني في مقدمة الركب تسديداً وإرشادا، لقد آن لنفوسنا - أخيّه - لتستعلي على شهواتها، وتمضي على صهوات المجد إلى عليائها محققة مجد الإسلام وعزته، في صيانة ونقاء وإخلاص وتفانٍ .

يا شبيبة الإسلام رجالاً ونساء:
لنعمل بإخلاص في حقل الدعوة الممرع الواسع، متناصحين متعاونين، مشجعين لكل عمل ينصبُّ خيره في الإًصلاح والعمل الجاد، وليكن بيننا من التحفيز والتشجيع ما يبعث الهمم النائمة ويستثير المواهب الكامنة بدون مغالة في الخطاب، وأعني بالمغالاة التزيّد في الثناء من غير مناسبة ، فلنكن صينين متأدبين مع بعضنا البعض، لا ينبو بنا القول، ولا ينحرف بنا الخيال، وانظر إلى كل كلمة تخطها أو رسالة ترسلها أو موضوع تكتبه أو تعليق تعلقه، هل هو في لله ولله، أم هناك حظوظ للنفس، فدع حظوظها واطلب ما عند الله ( ولا تمدنَّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى ) .
  #75  
قديم 23/09/2003, 05:48 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي : ما أروع هذه النصيحة لو عقلنا العمل بها، فهل من كلمة لشباب الهوى والغواية ممن استباح العلاقات، وسكب ماء وجهه في الطرقات .

- قلت: أتحفهم بكلمات بارعة خطها يراع المفكر الأديب علي الطنطاوي، حيث يقول عن حال هؤلاء في مقال له بعنوان ( مع العشاق ) :

يُمضي عمره بعيداً عنها، خالياً قلبه من حبها، لا يدري بوجودها، ثم يراها مرة واحدة، ينظر إليها نظرة فيحسب أنه قد عرفها من الأزل، وأنه لم يفارقها ساعة، ويُقسم أنها ما خلقت إلا له، ولم يُخلق إلا لها، ولا يعيش إلا لها وبها... ينظر بعينيها، ويسمع بأذنيها، ويجوع ببطنها، فإن أكلت شبع، وإن شربت روي، وإن سُرّت ضحك، وإن تألمت بكى، يطرب وهو بعيد عنها، ويبتسم وهو في أعماق منامه .

يتبع هواها على القرب والبعد، ويؤثر رضاها في الغيبة والحضور، ويطيعها إطاعة لو أن العباد أطاعوا ربهم مثلها لأقفرت من أهلها جهنم !
يعتذر من ذنبها وهي المذنبة، ويبكي من حبها وهو القتيل، فهي شفاؤه وهي دواؤه، وهي نعيمه وهي شقاؤه، وهي جنته وهي ناره .

وهكذا أبداً دأب العاشقين ، إنهم يئسوا من أن يساعدهم الناس على بلواهم، فتركوا دنيا الناس وعاشوا وحدهم في دنياهم، هاموا على وجوههم يبحثون عن قطع قلوبهم التي خلّفوها في مدارج الهوى وملاعب الصِّبا ، وتحت الأطلال يسائلون الحفر والحجارة ويناجون الأحلام والأوهام .اهـ

ويقول في موضع آخر عن هؤلاء البؤساء:
هذا هو الحب، ثوب براق تحمله المرأة وتمشي حتى تلقى رجلاً فتخلعه عليه فتراه به أجمل الناس، وتحسب أنه هو الذي كانت تبصر صورته من فُرج الأحلام .

مصباح في يد الرجل، يوجهه إلى أول امرأة يلقاها، فيراها مشرقة الوجه بين نساء لا تشرق بالنور وجوههن، فيحسبها خُلقت من النور وخلقن من طين، فلا يطلب غيرها ولا يهيم بسواها، لا يدري أنه هو الذي أضاء محياها بمصباح حبه ، خدعة ضخمة من خدع الحياة، خفيت عن المحبين كلهم .

ما في الحب شيء، ولا على المحبين سبيل، إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه أو يضيع خلقه، أو يهدم رجولته، أو يشتري بلذة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم ... الخ كلامه الرائع .
  #76  
قديم 26/09/2003, 12:52 PM
موطن الامل موطن الامل غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 01/03/2003
الإقامة: عمان
المشاركات: 633
لا يعتبر الحب حباً اذا خالطته الشوائب

وطبعاً اذا كان الزواج هو الهدف فلا حرج ... فهو خالي من الشوائب

تسلم اخي العزيز
  #77  
قديم 28/09/2003, 06:03 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: ما أحسن قوله:
ويطيعها إطاعة لو أن العباد أطاعوا ربهم مثلها لأقفرت من أهلها جهنم !

- قلت: إنها حياة الضياع ، فهم يعيشون طوال حياتهم على شهواتهم، لا يهمهم من أمر دينهم وآخرتهم شيء، والدنيا حلوة خضرة لكنها سرعان ما تتصرم شهواتها وتذهب لذاتها ، وتبقى الحسرة والتبعات ، ويتلوها عذاب الله الذي ليس له دافع .

أفيقوا يا شباب، فقد رأيتم من شب شاب، وربما اخترمته المنية قبل قضاء الأوطار، وربما لقي ربه في أحضان البغايا والمومسات، أو جاءه هادم اللذات في خلواته ونزواته، وما ذلك العيش بعيش! أحلام وآلام وأوهام ، وفرقة وخصام، ومواعيد ولقاءات ، وعواطف مسكوبة، وقلوب ممزقة، وأعين مقرحة، ثم ماذا بعد ذلك، حياة ضنك وتعب يتلوه تعب، وإجهاد عقلي، وتفكير ذهني، أعصاب مشدودة ، وأفئدة مجرَّحة، وتعاسة ما بعدها تعاسة .

إن الله خلق الملائكة لطاعته، وخلق البشر لعبادته، ورفع عن الحيوان والجماد التكليف، فالملائكة عقل بلا شهوة، والإنسان عقل وشهوة، والحيوان شهوة دون عقل، فإن لزمت العقل شابهت ملائكة الله، وإن انغمست في الشهوة صرت أدنى من رتبة الحيوان، فمتى ستدرك هذه الحقائق؟! ومتى ستدرك حقيقة ما خلقت له؟! ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ) .

أي أخيّ:
عُد إلى ربك، وسلك طريق الرشاد، ودع الغواية والعناد، واقرع سن الندم، واستفتح باب التواب الرحيم ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون )، وقد دعاك وناداك فلا ترد نداء الله ، ولا تعرض عن ضيافته وكرمه ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) .

وختاماً يهديك الشيخ أبو مسلم - رحمه الله - هدية غالية، فأصغِ إليها بأذنك، واجعلها عنوان عملك :
استنبط العــــــــلم وزكِّ العمـــلا *** ولا تعــــش بغــــــرةٍ سبهللا
لا تترك الأنفاس في الهزل سدىً *** أدرك من جد وفي الجد العُلا
جوهــــــــــرة النفس إذا ضيعتها *** في لعب لم تلــــــقَ منها بدلا
رشحــــك الحق لأمر جـــــــــللٍ *** تدركـــــــه إذا ركبت الجــللا
لو لم يرد قربــــــــــك من جنابه *** لم يهبِ العقــــــل ويهدِ السُبُلا

- قال محدثي: جزاك الله خيرا وبارك فيك، وحقق الله في دروب الرشاد مساعيك .

- قلت: آمين، ونستغفر الله من زلل القول وسيئ العمل، ولا يؤخذ مني إلا الصواب، واستغفره مما كان مني وما يكون ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ) .
  #78  
قديم 28/09/2003, 06:10 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
- قال محدثي: وقد آن لنا أن نؤذن بالتمام ، وبالدعاء يكون الختام:

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم اجعل محبتنا لك ولدينك ولرسولك خالصة، واجعل محبتنا للمؤمنين والمؤمنات صادقة، في غير ما ريب ولا بلاء، واجعلنا من المتاحبين فيك ، والمتجالسين فيك ، والمتازورين فيك، والمتدالين فيك، واجعل ثمرة محبتنا نيل رضوانك والعمل بطاعتك وإعزاز كلمتك، يا ذا الجلال والإكرام .

اللهم إنا نستغفر ونتوب إليك إن تقولنا عليك أو على رسولك أو أحد من خلقك ما لا نعلم، أو قلنا ما لم نفعل، أو خالفت أفعالنا أقوالُنا، أو أمرنا الناس بالبر ونسينا أنفسنا، أو لحق عملنا أي شائبة رياء، اللهم إنا نستغفرك من كل ما خالفنا فيه الحق من صغير أو كبير أو سر أو علانية، يا أرحم الراحمين .

اللهم بأسرار كتابك أنِر بصائرنا، وفجر ينابيع الحكمة في قلوبنا، ورزقنا مرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .

اللهم اهدِ شباب المسلمين، وخذ بنواصيهم إلى الحق والاستقامة يا رب العالمين، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، واجعلهم من الراشدين يا ذا الجلال والإكرام .

سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا إلى يوم الدين.

( انتهى الموضوع )
  #79  
قديم 29/09/2003, 11:12 AM
صورة عضوية ساعي _البريد
ساعي _البريد ساعي _البريد غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 27/09/2003
الإقامة: على اخر تراب الارض
المشاركات: 4,103
!!!
  #80  
قديم 29/09/2003, 12:10 PM
alisaid alisaid غير متواجد حالياً
خــــــاطر
 
تاريخ الانضمام: 09/09/2003
المشاركات: 1
Re: ### ( هل من حرج في المصارحة بالحــــب بين الرجــل والمــــرأة ؟ ) ###

ممكن
  #81  
قديم 29/09/2003, 07:37 PM
محب الصلاح محب الصلاح غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 01/06/2003
الإقامة: الوادي المبارك
المشاركات: 1,558
Thumbs up

كتب الله لك بكل حرف حسنة وبارك فيك وفي من تحب.
  #82  
قديم 30/09/2003, 06:23 AM
المناشد المناشد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 13/10/2000
الإقامة: عمان-USA
المشاركات: 1,513
موضوع جيد سلمت أناملك و بارك الله فيك

سأجمعه في ملف خاص لاحتفط به ان شاء الله، فعسى الله أن ينفعنا بما كتبت.


شكرا لك


تحياتي الطيبة
  #83  
قديم 01/10/2003, 10:23 PM
راعي العلم راعي العلم غير متواجد حالياً
خــــــاطر
 
تاريخ الانضمام: 12/09/2003
الإقامة: ارض الله الواسعه
المشاركات: 12
لا حرج

اخي العزيز موضوعك جميل وشيق ولكني عندما اقول لا حرج فانما اعني عبدما تكون المصارحة بعد التقم لزواج وليس قبله او ليس مشافهة وانما بالتعريض درا للشبهة والسلام.
  #84  
قديم 02/10/2003, 03:47 PM
الندىالبارد الندىالبارد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 11/04/2001
الإقامة: زهرة يانعة يترقبها الذبول
المشاركات: 1,436
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي الكريم...الأزهر

تابعت موضوعك بكل لهفة جاهل للمعرفه ...عسى أن يجزيك الله بكل حرف خطته اناملك خير الجزاء عن اخوتك واخواتك......كتبت الموضوع وناقشته من جميع الجوانب فكفيت ووفيت.......


"لكل قلب ّإذا ما حب أسرار وكل حب لغير الله ينهار
للحب سر أجل...لا زلت أجهله وكم سواي بسر الحب قد حاروا"
"جزاكم الله الف خير"
  #85  
قديم 02/10/2003, 09:05 PM
صورة عضوية * ابو جاسم *
* ابو جاسم * * ابو جاسم * غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 28/09/2003
الإقامة: Oman
المشاركات: 3,511


تسلم ولك الاجر
  #86  
قديم 03/10/2003, 06:09 AM
الأزهر الأزهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/04/2001
المشاركات: 186
شكرا لجميع الإخوة الذين مروا على الموضوع على حسن ظنهم ، ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل، والتوفيق في الدنيا والآخرة .
  #87  
قديم 03/10/2003, 06:02 PM
موقع الأمل المشرق موقع الأمل المشرق غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 30/06/2000
الإقامة: عمـــــــــــــان
المشاركات: 1,074
Lightbulb

يمكن الحصول على هذا الموضوع منسقا على هذا الرابط:

http://216.221.185.71/ktob/azhr-love.zip

والشكر الجزيل للأخ الاستاذ الازهر على هذا الموضوع وننتظر الجديد.

مع تحيات أخوانكم في موقع الأمل المشرق

http://www.alaml.net
  #88  
قديم 08/10/2003, 07:43 AM
محب الصلاح محب الصلاح غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 01/06/2003
الإقامة: الوادي المبارك
المشاركات: 1,558
Thumbs up

يرفع للفائدة
  #89  
قديم 09/10/2003, 10:06 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
Post

اقتباس:
الكاتب للموضوع الازهر:
شكرا لجميع الإخوة الذين مروا على الموضوع على حسن ظنهم ، ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل، والتوفيق في الدنيا والآخرة
آمين
  #90  
قديم 14/07/2004, 04:18 PM
الضوء الساطع الضوء الساطع غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2000
الإقامة: بلدة عربية
المشاركات: 1,743
Arrow

صدر شريط لسماحة الشيخ حول نفس مادة الموضوع ، والتفاصيل على الرابط التالي:

http://om.s-oman.net/showthread.php?p=1747327

للرفع
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 10:34 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.