سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة السياسة والإقتصاد

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 02/10/2006, 12:39 PM
صورة عضوية عفوا
عفوا عفوا غير متواجد حالياً
خــــــاطر
 
تاريخ الانضمام: 18/01/2005
المشاركات: 7
صنميات قرن الخداع الشامل : ما هي صلة ايران واسرائيل وامريكا؟

قرأت الموضوع وأحببت ان تشاركوني فيه مع العلم بأنني لست مؤيد 100% أو مخالف 100% لمحتواه
ولكن من باب المشاركة والتفاعل مع أعضاء وزوار السبلة.

والموضع يأتي على اجزاء سأرفق روابطها بعد استعراض الجزء الاول والذي يأتي تحت عنوان:

صنميات قرن الخداع الشامل : ما هي صلة ايران واسرائيل وامريكا؟ وبعد بروتوكولات حكماء صهيون : هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟

صلاح المختار
صوت شيطاني : أنت تخدع اذن انت مسعود
والمسعود ليس مسعود البرزاني فقط بل هو ايضا علي خامنئي ونهجه الشوفيني الصفوي التوسعي ، وبنيامين نتنياهو رمز التوسعية الاسرائيلية ، وجورج بوش العوبة النخبة الانكلوسكسونية الحاكمة في امريكا ، فهؤلاء هم أبرزاقطاب عصر الخداع الشامل وهم عبدة اصنامه وصانعي صنمياته ! انني اجزم ان البشرية لم تشهد في تاريخها كله زمنا صار فيه الخداع مهنة الاكثر ثراء ، والاكثر تقدما مدنيا ، واحتل المركز الاول بلا منازع على عرش عهر الضمير ، كما يحصل في عصرنا المعولم هذا ، عصر تعهير كل شيء من احقر الاشياء وادناها في سلم الغرب وهو الضمير ، الى اعلاها شانا في نفس السلم وهو الدولار . أن اخطر مظاهر عصر ما بعد الحرب الباردة بروزا وطغيانا عولمة عهر الضمير ، بحيث صار مصدروا الديمقراطية وحقوق الانسان في اوربا وامريكا الشمالية يصدرون بضاعتهم الاصلية التي من ارباحها اقاموا رفاهيتهم : ابادة شعوب الاطراف لاجل نهب ثرواتها ، وفقا لسياقات ما كان يسمى ( المركزية الاوربية ) في عصر الاستعمار ، والتي صارت المركزية الامريكية في عصر الايدز المزروع عمدا في ارحام البشرية البائسة في الاطراف .
وابادة (الشعوب الملونة ) ليس هوسا بوشيا ، ولا هو من عنديات (المحافظون الجدد) ، بل هو تجل صارم واصيل لتطلعات نخب اوربية امريكية شمالية ، مزروع في نخاعها الشوكي منذ وطأت ارجلها امريكا ،لابتلاع كل ما هو ثمين وسمين لدى الاطراف حتى لو ادى ذلك الى دفن مئات الملايين من شعوب الاطراف وهم احياء ، وتحويله الى رفاهية ملعونة للجنس الابيض حتى لو كانت معدته تئن من تخمتها وراس صاحبها ينام على وسادة صنعت من شعر ملايين الاطفال الذين رحلوا قبل ان ينبت الشعر في وجوههم ! ان ما اطلق عليه تسمية (تقرير عام 2000 ) ، والذي اصدرته وكالة المخابرات المركزية الامريكية في السبعينيات حينما كان جورج بوش الاب مديرا لها ، يكشف بصراحة ان امريكا قد خططت لابادة الشعوب الملونة أي السمر والسود والصفر كي يبقى الجنس الابيض الانكلوسكسوني مسيطرا على العالم بلا منازع !
انها كارثة البشرية الاعظم في تأريخها التي تجسدت في قفز قرد ابيض الى مسرح العالم ، مستغلا زمن غفوة الاطراف التي صنعت اول الحضارات البشرية ، وهو يحمل ابتسامة ملوثة بفايروس الايدز اسمها (الخداع الشامل )، والعالم كان لا يعلم ماهو الايدز الذي دس في أبتسامة ذلك القرد ، فبدأت المأساة ، واخذت الملايين تتساقط وهي تذوي دون ان تعلم لماذا ، والقرد يضحك وهو يعرف سر موت الملايين لانه هو الذي وضع الفايروس عمدا فوق تفاحة قدمها اليهم باسم التحضر، ونسج حولها اكاذيب جميلة لم يسبق للانسان الطيب ان سمع بها من قبل مثل حقوق الانسان والحيوان والديمقراطية !
انهم يخدعون العالم عن عمد وتخطيط ، ويلقون الضمير في زبالات احياء الاحتضار ، خصوصا ان الدب الروسي مات بعد ان تعاطى جرعة مخدرات كبيرة ، وبعد ان رحل التنين الصيني الى جزيرة نائية مستمتعا بدف شمس احلام المستقبل ، وهكذا اصبح القرد الابيض قادرا على ممارسة احقر انواع عهر الضمير دون خوف من رادع . والخداع الشامل هو ابرز تجليات عهر الضمير ، ونحن العرب اهم ضحايا هذا السلاح الفتاك ، لانه يجردنا من حصانتنا ، ويضعنا مام تحديات قاتلة ونحن لا نعرف اننا متجهون الى الموت والابادة ، او نعرف لكننا ، وبسبب الخداع الشامل ، نجد انفسنا حائرين في فهم حقيقة ما يجري ، عاجزين عن الامساك براس كبابة الخيوط ، او رؤية الضوء في نهاية النفق ، فنمشي نحو حتفنا حتى حينما نظن باننا ندخل بيت الامان .
وابرز ما يواجهنا الان من مخاطر قاتلة هو ذلك التمويه الخطير والمدمر للدور الايراني في الوطن العربي بشكل خاص وفي العالم الاسلامي بشكل عام . اننا وعبر تجارب كارثية اكتشفنا وتيقنا بان الغرب والصهيونية هما مصدر مأسينا واصبح الطفل لدينا يعرف ذلك ، لهذا كان من الحتمي خداعنا بواسطة خطر جديد لا نفهم دوافعه الحقيقية وان فهمنا لا نصدق او لا يصدقنا البعض ، فكما احتجنا الى عقود من الزمن لنتيقن ان الصهيوينة وداعميها وحماتها في الغرب هم مصدر الخطر المميت ، فان البعض يحتاج لعقود للتيقن من ان ايران الصفوية هي الاخرى تشكل خطرا مميتا على العرب ! وحينما نكتشف تلك الحقيقة ربما بعد فوان الاوان نكون قد تمددنا في قبورنا ، ان كنا كعرب سنجد قبورا ونحن نرى فيلق بدر وجيش المهدي ينتشران من موريتانيا الى اليمن ، ولا يكتفيان بقتل العرب بل يتلذذان بتشويه جثث قتلانا ثم رميها في المزابل او المياه الثقيلة والاسنة بعد ان تفقد ملامحها كما يفعلون الان في العراق ! ان الة الدعاية الجهنمية الغربية وبالتعاون مع الالة الايرانية الصفوية العريقة في فن الخداع والتغلغل الشامل خصوصا في زمن العباسيين ، وضعت العرب شعبا وحكاما امام معضلة فهم حقيقة الصلة بين ايران وامريكا واسرائيل ، ففي حين ان ظاهر الامور كان يشير الى وجود خلافات عميقة بين ايران خميني والطرفين الاخرين الا ان ثمة مؤشرات قوية جدا تنبه الى ان ثمة قواسم مشتركة تربط هذه الثلاثي حينما يتعلق الامر بالامة العربية رغم ان التنافس على الغنائم موجود بينهم ! ان ما يجري في العراق خصوصا منذ غزوه في عام 2003 يقدم لنا صورة شائكة بالنسبة للبعض في فهم الدور الحقيقي لايران .
والارباك في الفهم ناجم عن ان هذه الاطراف تحترف مهنة لا يتقنها العرب ، مع الاسف الشديد ، وهي التخطيط الطويل المدى لتحقيق اهداف ستراتيجية عظمى تحتاج لعشرات السنين ، وربما مئات السنين احيانا لتنفيذها ، بحيث لا يكتشفها من تعود على التفكير العفوي والاني . كما ان هذا الخداع الشامل يستخدم التقية وسيلة للخداع والتغلغل داخل صفوفنا ، والتقية هي تمثيل ادوار لاجل خداع الطرف الاخر وتضليله . واذا نظرنا الى تاريخنا سنجد ان بلاد فارس كانت حينما تضعف او تريد تسهيل الغزو تعتمد على الخداع او القوة المجردة ، واوضح مثال على الخداع هو البرامكة واختراقهم للدولة العباسية ونخرها من الداخل لان العرب كانوا اقوياء جدا ولا يمكن دحرهم في الحرب . مقابل ذلك نجد ان استخدام القوة من قبل الفرس ، متمثلا في التمردات الكثيرة على العباسيين وفي مقدمتها تمرد بابك الخرمي الذي استمر حوالي عشرين سنة وانهك العباسيين ، يكمل دور البرامكة السلمي ضمن ستراتيجية واضحة تقوم على نزع الملك من العرب ! اما الصهيونية فهي الاخرى تخطط على حسابنا لمئات السنين اضافة للقرد الجديد الاتي الى مسرح العالم وهو النخبة الانجلو- سكسونية ، التي خططت لنهب العالم والسيطرة عليه بكافة الاساليب وفي مقدمتها الخداع الشامل .
وهذا الحال يفرض علينا ان نعيد النظر بما حدث ، وبما يحدث ، لاجل اكتشاف الحقائق وادراك ما يحيط بنا وتحديد حركة ارجلنا وهي تسير ، وفقا لنقد وتحليل عقلانيين يعتمدان على متابعة ودراسة كل الاطراف ودون فرضيات مسبقة بل يجب الاعتماد فقط على الواقع الملموس والتنقيب فيه وخلفه وتحته وفوقه حتى نصل الى تكوين صورة متكاملة عن محيطنا وبيئتنا الاقليمية والداخلية وما فيها من تحديات ومخاطر ووحوش .
تأملوا فقط كيف ان فلسطين اغتصبت بعد عمل استمر حوالي نصف قرن منذ مؤتمر بال في سويسرا الذي قرر الاستيلاء على فلسطين ، والانطلاق منها لاقامة اسرائيل التوراتية على الرقعة الجغرافية الممتدة بين الفرات والنيل . والان وصلنا الى حد تفتيت المفتت من الاقطار العربية ، كمقدمة لنشوء اسرائيل التوراتية طبقا لمخططات لخصت في ما يسمى (بروتوكولات حكماء صهيون ) التي انكر وجودها وعدت مؤامرة ضد الصهيونية العالمية مع اننا نرى تطبيقها اليومي على الارض . وعلى الجهة الاخرى انظروا الى ايران التي فقدت امبراطوريتها حينما جاء الفتح العربي الاسلامي ومنذ ذلك الوقت اصبحت ايران ( الاسلامية ) مصدر اخطر التحديات المجاورة التي تواجه العرب والمسلمين . ففي زمن الخلفاء الراشدين كانت العناصر الفارسية منبع الفتن والاغتيالات والانقسامات واهمها واخطرها تحويل الخلاف السياسي حول الخلافة الى انشقاق مذهبي خطير ! ثم جاء اسماعيل الصفوي ليختار من التشيع اسمه وشكله فقط تهربا من الخضوع للولاية العثمانية ، ففرضه بانهار من الدم ، واصبحت ستراتيجيته هي اقامة امبراطورية فارسية باسم التشيع الصفوي كغطاء للمطامع الفارسية القديمة .
واستمر النهج الصفوي الفارسي الصريح حتى سقوط الشاه محمد رضا بهلوي وقيام نظام ادعى انه اسلامي ، لكنه وبفضل النظرة الشوفينية الفارسية غلف المطمح الامبراطوري القومي للشاه باسم (الثورة الاسلامية) ونشرها تطبيقا لخطط مشابهة لخطط الصهيونية تضمنتها ( بروتوكولات حكماء فارس ) ! وكانت النتيجة المؤلمة هي ان العالم الاسلامي يشهد منذ وصول الملالي للسلطة أسوء مراحل تاريخه من حيث الكوارث والازمات والحروب الطاحنة والانشقاقات المذهبية !
هل كنا نحن العرب نخطط مثل النخب الفارسية او النخب اليهودية للمستقبل من اجل الحفاظ على وجودنا وليس التوسع على حساب الغير ؟ وهل وضع حكماء العرب بروتوكولات كتلك التي وضعها حكماء بني صهيون او كتلك التي وضعها حكماء بني فارس لضمان التوسع على حسابنا وحساب ارضنا ومستقبل أبناءنا وفقا لخطط شاملة وبعيدة الزمن ؟ كلا بالطبع فاننا خصوصا النخب الاكاديمية والسياسية والانظمة الحاكمة لا نفكر ابعد من انوفنا ، لذلك واجهنا النكبات والماسي المتواترة والتي لم تنتهي حتى الان ! من هنا علينا اذا اردنا انقاذ انفسنا واطفالنا من العبودية للغرب واسرائيل وايران ان نفهم اللعبة المشتركة بين هذه الاطراف والتي تتمحور حول كيفية السيطرة على الامة العربية وتقسيمها لاجل نهبها واستعمارها .
ومضة ضوء تذكيرية
منذ اسقط الشاه بدعم غربي واضح ، وحولت ثورة الشعوب الايرانية التحررية الى محض ثورة ظاهرها طائفي لكن مهمته الاساسية تغطية مطامع توسعية شوفينية فارسية ، تمثلت في صعود الخمينية في ايران والمنطقة ، بصفتها تجديد عصري لمطامح امبراطورية فارسية عتيقة بدأ نظام خميني دعوته العنصرية ، المغلفة بغطاء اسلامي طائفي اطلق عليه اسم (تصدير الثورة الاسلامية ) ، واخذت المؤشرات تترى واحدا اثر الاخر لتزرع يقينا متناميا عام 1979 بان ايران خميني تنفذ مخططا يقوم على تقسيم الوطن العربي والعالم الاسلامي على اسس طائفية ظاهرية تموه الهدف الفارسي العنصري التوسعي ، وهو اقامة امبراطورية فارسية تتستر باسم الاسلام . وهذا يعني عمليا تغيير خارطة العالم الاسلامي والذي ستكون بدايته في العراق كما اعلن خميني ونهايته في كوالالامبور ! ووقعت الحرب العراقية الايرانية نتيجة اصرار خميني على اسقاط النظام الوطني في العراق واقترن ذلك بزرع اعنف واخطر الاضطرابات في الوطن العربي والعالم الاسلامي .
كما ان هذا النهج التوسعي تزامن مع وصول اليمين الاسرائيلي الى السلطة واعادة العمل في برنامج التوسع الصهيوني على اسس حديثة تمثلت في تحييد مصر في الصراع والتركيز على العراق بعد النقل الرسمي لمحور التركيز الامريكي من اوربا الى الخليج العربي منذ منتصف السبعينيات . واخيرا وليس اخرا طرح عوديد ينان المستشار الخاص لمناحيم بيجن صيغة عصرية للبروتوكولات الصهيوينة عام 1980 والتي اطلق عليها اسم (خطة لاسرائيل في الثمانينيات ) قامت رسميا على تقسيم الاقطار العربية ، كلها ودون استثناء من موريتانيا الى اليمن، على اسس عرقية وطائفية . وكان اساس الخطة هو دعم اسرائيل والصهيونية لايران خميني من اجل اسقاط النظام الوطني في العراق كما قال ينون . منذ حصل ذلك اخذت اسئلة مهمة تفرض نفسها ومنها :
ما هي علاقة نهج خميني بالغرب واسرائيل ، هل هي علاقة صراع عدائي رئيسي ، كما تبدو الصورة الظاهرية ؟ ام هي علاقة تحالف مخطط له ؟ ام هي لقاء ستراتيجيات كما بدت الصورة على ارض الواقع خصوصا في العراق ؟ وازدادت هذه الاسئلة اهمية وخطورة عقب غزو العراق ولعب ايران الدور الحاسم والاساسي فيه ، بعد الدور الامريكي . وكان الجواب يعتمد على زاوية رؤية السائل ، فمن كان بعيدا عن منطقة التجاور العربي - الايراني كان لا يرى الا شعارات ايران الاسلامية ، وكان ذلك المنظور يفضي الى التعاطف مع ايران ، خصوصا وانها رفعت شعارات حبيبة على قلوب العرب والمسلمين ، اهمها دعم نضال الشعب الفلسطيني ، وانشأت أذرع عربية لها في اكثر من مكان لتقوم بدور خطير غير معلن لكنه مرئي ، وهو تبييض وجه ايران الذي بشعته جرائمها في العراق وجعله مقبولا من قبل العرب والمسلمين الأبعدين عن ساحة التجاور ، بتبني مواقف مع الشعب الفلسطيني ، تنفيذا لتكتيك التقية المعروف في بروتوكولات حكماء بني فارس ، حتى حين تكون ايران في حالة غزو مع العرب الأقربين ، مثل غزو جزر الامارات العربية ، او في حالة حرب وجود ، مثل الحرب العراقية الايرانية ، او غزو العراق واسهام ايران فيه بدور رئيسي .
لكن من كان يعيش في جوار ايران من العرب كان يرى العلاقة من منظور اخر مختلف تماما ، فايران ، بالنسبة للعرب الاقربين ، هي حاضنة ومنبع اخطر واقدم حركة توسع على حساب العرب في الخليج العربي والجزيرة العربية عمرها الاف السنين ، ظهرت قبل الاسلام بكثير وقبل ظهور الصهيونية بزمن طويل ، وكانت تستبطن ، وتعبر عن ،( حتميات ) جيوبولتيكية منفصلة عن الحكام ونواياهم الشخصية ، قررت مسارات العلاقات العربية – الفارسية عبر اكثر من ثلاثة الاف عام ، خصوصا على جبهة العراق وبلاد فارس ، حيث تمحورت الصراعات والتفاعلات ، ومنها انتشر اشعاعها الى دائرة تتوسع تدريجيا لتشمل اجزاء اخرى من الوطن العربي . في ضوء هذه الحقيقة التاريخية كان عرب جوار ايران ينظرون اليها بعين الشك والتحسب او بعين الرفض والعداء .
وبعد غزو العراق دخلت العلاقات العربية - الايرانية مرحلة خطيرة جدا بعد ان لعبت ايران الدور الاقليمي المباشر الاخطر ( الدور الاسرائيلي مختف خلف امريكا ) في تدمير العراق وقتل واضطهاد مئات الالاف من اهله ، ونهبه بصورة منظمة ومخططة، والعمل على تغيير هويته العربية بزرع الفتنة الطائفية وادخال اربعة ملايين ايراني فارسي وكردي غير عراقي الى العراق ومنحهم الجنسية العراقية وبدعم امريكي كامل ، لايجاد توازن سكاني جديد يصبح العرب فيه اقلية او في افضل الحالات قومية من بين قوميات متقاربة العدد لتسهيل تقسيمه لاحقا مع ان القومية العربية قبل الغزو كانت تشكل اكثر من 85 % من سكانه ! لذلك توقف الجميع ، اولئك الذين نظروا الى ايران بعين ملدوغ متشكك ، او اولئك الذين نظروا اليها بعين مسلم يتعاطف مع كل مسلم ، وطرحوا سؤالا مهما جدا وطري جدا وهو : هل حقا ان ايران خميني وخامنئي تحركت وما زالت تتحرك بدافع اسلامي ؟ ام بدافع قومي فارسي يتبرقع باسم الاسلام للسيطرة على ارض النهرين والخصب ، قديما ، وارض الخصب والماء والنفط حديثا ، والتي تعدها ايران خلال اكثر من ثلاثة الاف عام منطقتها الحيوية جيوبوليتيكيا ؟
ان ما حدث ويحدث في العراق منذ الغزو الصهيو- امريكي- ايراني للعراق ، من تدمير منظم له شعبا وبنية تحتية ووحدة وطنية وتصفيات جسدية للعلماء والمبدعين ونهب المعامل والاموال وتدمير اثار العراق وتغيير تكوينه السكاني ...الخ ، والذي لعبت فيه ايران الدور التنفيذي الاخطر من بين كل من ساهموا في الغزو بعد امريكا ، اجبر حتى اشد انصار ايران من العرب ، بل اجبر حكام ايران بالذات على الاعتراف بان ما يحرك ويقرر اهداف ايران الستراتيجية هو مصالحها القومية وليس الاسلام او الطائفة .
في مطلع عام 2004 وفي مؤتمر عالمي في ابو ظبي وقف السيد محمد علي ابطحي ، نائب الرئيس الايراني محمد خاتمي وقتها ، ليعترف بما كانت ايران وتوابعها العرب ينكرونه بشدة ، وقال : لولا ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق وافغانستان . وفي نهاية ذلك العام ، وقف الرئيس الايراني شخصيا ليقول الشيء ذاته ويعترف مجددا بانه لولا ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق ، ودخل على هذا الخط هاشمي رفسنجاني ، رئيس (مجلس تشخيص مصلحة النظام ) اثناء حملته الانتخابية عام 2005وتنافسه مع احمدي نجاد ليقول للسي ان ان معاتبا ان امريكا تنسى انه لولا دعم ايران لما نجحت في غزو العراق .
اذن نحن بأزاء صورة قديمة خدعت الكثيرين وصورة جديدة حررت الكثيرين من اوهام (تحررية واسلامية ) ايران خميني وتوابعها التنظيمية ، واجبرت الجميع ، بما في ذلك اتباع ايران العرب ، على التساؤل عن صواب او عدم صواب التقويم السابق لايران خميني . كما انه وضع انصار ايران في اضعف موقف منذ جاءت الخمينية ، لدرجة ان احد اشد دعمي ايران في لبنان واسمه هاني فحص قد قال علنا اثناء لقاء له مع فضائية العربية بان ما يحرك ايران في سياستها الخارجية هو مصلحتها القومية وليس الاسلام . والسؤال هنا بعد غزو العراق هو هل انتهت مرحلة التماهي مع الاسلام والتبرقع بغطاء الطائفة وبدات مرحلة العمل المباشر باسم مصلحة ايران القومية ؟ واذا كان الجواب نعم ان ايران تفقد الغطاء الاسلامي المناهض لامريكا واسرائيل ، ويحل محله وجه قبيح وبشع نتيجة الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها في العراق ، فان سؤالا اخرا يفرض نفسه وهو : هل ستتوقف ايران عن محاولة انقاذ مشروعها الامبراطوري القومي المتستر بالاسلام ام ستغير تكيتيكاتها واساليب عملها لاحتواء موجة النقد الحاد لها والقلق منها والتراجع عن تاييدها وتمثيل مسرحية متقنة النص والاخراج لاعادة من وقف معها واتبعها الى صفها بعد ان تننظف ذاكرته من صور مأساة العراق ؟ وهل يمكن لهذه المسرحية ان تكون غير التبرقع بغطاء فلسطين ؟
هذه الاسئلة والتساؤلات تتحكم بمسألة الدور الايراني الحقيقي وما اذا كانت امريكا ستضرب ايران . كما ان دورها المتماهي مع الدور الامريكي في العراق يطرح تساؤلات جدية حول الهدف من تصعيد الحملات والتهديدات بين امريكا وايران مع انهما مازالتا تعملان سوية ضد الشعب العراقي ووحدة العراق ، ويفسر ما كان غامضا وموضع خلاف شديد ، وهو سر عدم ضرب امريكا او اسرائيل لايران خميني خلال حوالي ربع قرن منذ اسقاط الشاه ووصول خميني ، رغم الهرج الاعلامي ودق طبول الحرب بين هذه الاطراف الثلاثة ؟! بل بالعكس فانه وسط قذائف مدفعية الصراع الخلب قامت اسرائيل بتقديم اسلحة وعتاد لايران ومعلومات عن العراق اثناء الحرب العراقية الايرانية ، وقد كشف ذلك سقوط الطائرة الارجنتينية التي كانت تحمل اسلحة وعتاد من اسرائيل الى ايران في عام 1981 في جنوب الاتحاد السوفيتي ! كما يفسر ما اطلق عليه رسميا اسم ( ايران جيت ) او ( ايران كونترا ) ، والتي عقد صفقتها رسميا هاشمي رفسنجاني وروبرت مكفارلين مستشار الامن القومي الامريكي الذي زار ايران سرا ، وتم بموجبها تقديم اسلحة وعتاد ومعلومات استخبارية الى ايران عن العراق ادت الى غزو الفاو في جنوب العراق . وقتها كذبت ايران ذلك ولكن ، وبعد ان برزت وثائق دامغة ، اعترفت ايران بان الصفقة مع اسرائيل قامت على استرجاع دين ايراني لدى اسرائيل منذ زمن الشاه اعيد بشكل اسلحة وعتاد ! كذلك اعترفت ايران بايرانجيت وصورتها على انها رفع للتجميد عن اموال ايرانية في امريكا ودفعها على شكل اسلحة ! ورغم هذه الحقيقة نجد عهار ضمير عرب يتهمون العراق بانه تلقى الدعم من امريكا اثناء الحرب مع ايران مع اننا تحدينا من يقول ذلك ان يثبت وجود (عراق جيت) واحدة ففشلوا لان الواقع يؤكد ان العراق لم يستلم رصاصة واحدة من امريكا !
هذا الواقع فرض فرضا طرح اسئلة كان طرحها يواجه بعض الصعوبة ومنها : لماذا تقدم امريكا واسرائيل دعما لايران رغم انها تعلن بصخب عال انها تحارب الشيطان الاكبر ؟ ولماذا لم تضرب ايران خلال ربع قرن رغم كل التهديدات من قبل امريكا واسرائيل ؟ ولماذا سمح لايران ببناء مشروعها النووي ، المؤلف من عدة مفاعلات نووية ، حتى وصل مرحلة الاكتمال، في حين انه كان للعراق مفاعلا واحدا في طوره الابتدائي وضرب ودمر ؟ ولماذا اشركت امريكا ايران في غزو وتدمير العراق وسلمتها حكومة العراق في ظل الاحتلال وسمحت لايران بتصدير حوالي اربعة ملايين ايراني ( فارسي وكردي غير عراقي ) للعراق ومنح اكثر من مليونين ونصف المليون منهم الجنسية العراقية رسميا كما اعترف ابراهيم الجعفري حينما كان رئيسا لوزراء حكومة الاحتلال، ولماذا سمحت لايران بالقيام بنهب العرق وتدمير قدراته العلمية والتكنولوجية ؟ ولماذا لم تتدخل امريكا عند قيام ايران بذبح مئات العلماء والضباط العراقيين ؟ ولماذا زورت امريكا الانتخابات مرتين والاستفتاء مرة في العراق لاجل احكام قبضة اتباع ايران على الحكم في العراق ؟ ولماذا جاءت امريكا بفكرة دعائية كاذبة تلقفتها ايران بسرور غامر وهي فكرة (ان الشيعة كانوا مضطهدين رغم انهم الاغلبية) ؟ وما حقيقة ماسمي بسياسة ( الاحتواء المزدوج ) التي عدت العراق وايران خصمان يجب احتواءهما ، وسياسة محور الشر التي شملت العراق وايران وكوريا الشمالية ؟
هذه الاسئلة وغيرها يجب ان تناقش الان بكامل الصراحة ويجاب عليها هي وغيرها ، في ضوء الواقع العياني الذي نراه وليس بتأثير الدعاية والتثقيف الامريكي والايراني الطويلين ، واللذان اديا الى غسل ادمغة ملايين الناس ومنعهم من اكتشاف الخيط الرفيع ، ولكن الفولاذي القوة ، الذي ربط ويربط ستراتيجيا وتكتيكيا ايران بامريكا واسرائيل .
انها لحظة اماطة اللثام عن كل الوجوه وتحديد ملامحها الحقيقة تحت ضوء الحقائق الموضوعية لندرك الخطر المميت الذي تشكله ايران على مستقبل الامة العربية وشعبها والذي يكمل ولا يتناقض مع الخطر الاستعماري الغر بي والصهيوني . ولاجل تسهيل عميلة اماطة اللثام عن الوجه الحقيقي لايران يجب التذكير ببعض اساسيات وقواعد الصراع وتكتيكاته المتناقضة والغامضة او المموهة غالبا .
وا يجب الانتباه الى ان هناك فريقا من المثقفين العرب ، ولاسباب مختلفة، يدافع عن ايران ويرى ان بالامكان كسبها الى جانب العرب في صراعهم مع امريكا والصهيونية ! وهذا الكلام حينما كنت اسمعه اتسائل بجدية : هل من يقول ذلك ساذج او جاهل بما فعلته وتفعله ايران في العراق وفي كل الوطن العربي حتى الان من زرع للفتن والاضطرابات ؟ ام انه يتلبس قناعة ذاتية يعرف انها خاطئة لكنه يريد اقناعنا بان نتوقف عن الدفاع عن انفسنا وايران تحرك سكينا صدئة على رقاب شبابنا ورجالنا ونساءنا واطفالنا وهي تذبحنا كل يوم كما تفعل العصابات الايرانية في العراق ؟ لقد قلنا لهؤلا ء ونكرر الان : نعم سيكون اسعد من السعد ذاته ان تتوقف معاركنا مع ايران وان ننصرف الى التحدي الصهيوامريكي ولكن اليس من حقنا ان نطلب من ايران ان تتوقف عن ابادتنا في العراق ؟ كيف نتوقف عن كشف اعمالها الاجرامية وهي تواصلها وتزيدها وتفتعل معارك مموهة ، هنا وهناك لاجل تحسين صورتها من اجل ان تواصل قتلنا وتذويب هويتنا العربية في العراق بشكل خاص ، ولكي تقدم لانصارها المهزومين نتيجة خدمتهم للاحتلال الامريكي منطقا يدافعون به عن خياناتهم برفع راية حروب مسرحية ؟ لتوقف ايران مجازرها ضدنا ، لتوقف ايران تعاونها مع الاحتلال في العراق عند ذاك سنكون اول من يطالب بالتحالف معها ضد أي عدو مشترك ، ولكن لن يكون هناك صمت الا بعد ان تتوقف ايران عن تنفيذ خطة غزو الوطن العربي وتفتيته طبقا لبروتوكولات حكماء الفرس ، لذا يجب على هؤلاء المادحين للدور الايراني ان يقنعوها بذلك وان يكفوا عن الضغط علينا .
يتبع


الجزء الثاني :
ما هي صلة ايران واسرائيل وامريكا وبعد بروتوكولات حكماء صهيون : هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟ (2)

http://www.watan.com/modules.php?op=...rder=0&thold=0

الجزء الثالث :
بعد بروتوكولات حكماء صهيون : هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟ (3)

http://www.watan.com/modules.php?op=...rder=0&thold=0

الجزء الرابع :
بعد بروتوكولات حكماء صهيون : هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟ (4)

http://www.watan.com/modules.php?op=...rder=0&thold=0

الجزء الخامس :
بعد بروتوكولات حكماء صهيون : هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟ (5)

http://www.watan.com/modules.php?op=...ticle&sid=8741

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 02/10/2006, 01:09 PM
معاويه ابو يزيد معاويه ابو يزيد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/09/2006
المشاركات: 389
لقد حذرنا مرارا و تكرارا من الوقوع في فخ أعلانات أيران الصفويه السبلاويه و كل مره كنا نقابل بنعوت الطائفيه و غيرها من النعوت

لعمري ان أيران الصفويه لتحمل احقادا ليس من شيء كفيل بأزالتها سوى رؤية دماء العرب تسيل أنهارا

أنه شيء مستأصل فيهم

ينبغي ان تكف حكومات العرب عن سخافاتها و مهازلها و انه حري بها أن تتنبه ألى هذا الخطر الذي قدم و صار أدنى ألينا أو أقل
  #3  
قديم 02/10/2006, 01:09 PM
السهم المسدد السهم المسدد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 08/09/2002
الإقامة: شواطئ الصحراء
المشاركات: 1,007
موضوع خطير ويجب على جميع المهتمين بالوضع السياسي الإقليمي قراءته.

لقد حذرت سابقا من الركون إلى إيران ونبهت إلى خطورة هذه الدولة تاريخيا على جميع دول الخليج.
  #4  
قديم 07/10/2006, 02:19 AM
الماحي السني الماحي السني غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ الانضمام: 09/11/2005
الإقامة: قلبي
المشاركات: 1,487
موضوع خطير...يرفع للافادة
  #5  
قديم 07/10/2006, 03:09 AM
المقاتل المصري المقاتل المصري غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/03/2006
الإقامة: United States Of Arabia
المشاركات: 1,532
موضوع فعلا شيق للغاية و يفتح الشهية للنقاش
عندي فقط بعض الملاحظات:
1- البروتوكولات حقيقية و سعي اليهود لقلب الانظمة و توظيف الحكام مستمر منذ مئات السنين و المحافل الماسونية اكبر دليل على ذلك!
2- حكام العرب و لا ارى او اشم رائحة لهم هنا و لا ادري لماذا لهم الدور الاكبر في تحطيم و وأد اي محاولة لقيام الخلافة الاسلامية بدءا بالشريف حسين و الدولة الوهابية مرورا بالانقلابات العسكرية و خلع الملوك في العالم العربي بما فيها ثورة يوليو في مصر نهاية بالحكام الحاليين!
3- ايران دولة براجماتية تفعل اي شيء لمصلحتها و لا اختلاف على ذلك لكنها ليست عميلة في النهاية و لهم مشروع ضخم يسعون الى تحقيقه بينما سعت كل الدول العربية الى ذبح العراق و تقديمه كأضحية للذئب الامريكي و هي تعلم تمام العلم بأن دورها قادم لا محالة!

اذا كان لنا ان نوقف ما يسمى بالخطر الايراني فلا امل في ذلك في وجود الحكام الحاليين و الذين يدركون خطرها تماما و لا يفعلون شيئا سوى الصراخ و التحذير و هذا اكبر شيء يمكن ان يفعله شخص جبان كأي حاكم عربي و من ما زال مقتنعا بأن الحكام العرب من اولياء الله الصالحين فليتوجه الي بهذا الكلام و بالاثباتات!
  #6  
قديم 07/10/2006, 03:55 AM
المقاتل المصري المقاتل المصري غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/03/2006
الإقامة: United States Of Arabia
المشاركات: 1,532
اقتباس:
كذلك اعترفت ايران بايرانجيت وصورتها على انها رفع للتجميد عن اموال ايرانية في امريكا ودفعها على شكل اسلحة ! ورغم هذه الحقيقة نجد عهار ضمير عرب يتهمون العراق بانه تلقى الدعم من امريكا اثناء الحرب مع ايران مع اننا تحدينا من يقول ذلك ان يثبت وجود (عراق جيت) واحدة ففشلوا لان الواقع يؤكد ان العراق لم يستلم رصاصة واحدة من امريكا !
الكلام باللون الاحمر غير صحيح و لا توجد دولة عربية واحدة لا تشتري اسلحة من امريكا الا سوريا فقط!
  #7  
قديم 07/10/2006, 05:18 AM
المقاتل المصري المقاتل المصري غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/03/2006
الإقامة: United States Of Arabia
المشاركات: 1,532
اقتباس:
تأملوا فقط كيف ان فلسطين اغتصبت بعد عمل استمر حوالي نصف قرن منذ مؤتمر بال في سويسرا الذي قرر الاستيلاء على فلسطين ، والانطلاق منها لاقامة اسرائيل التوراتية على الرقعة الجغرافية الممتدة بين الفرات والنيل . والان وصلنا الى حد تفتيت المفتت من الاقطار العربية ، كمقدمة لنشوء اسرائيل التوراتية طبقا لمخططات لخصت في ما يسمى (بروتوكولات حكماء صهيون ) التي انكر وجودها وعدت مؤامرة ضد الصهيونية العالمية مع اننا نرى تطبيقها اليومي على الارض
و الايرانيون يعلمون ذلك و الا ماذا نفسر تواجدهم بالعراق؟ انها حماية انفسهم من خطر التفتيت انه الامن القومي الذي فقدناه بل و نتعمد القضاء عليه و انظروا الى الخريطة، مصر محيدة سياسيا بالكامل على الرغم من انها اكبر و اقوى دولة عربية عسكريا حتى الان، المغرب العربي يعيشون في عالما أخرا تماما، الانقلابيون في موريتانيا لماذا لم يقيموا الحكم الديمقراطي الذي وعدوا به؟ هراء أخر يضاف الى الهراءات السابقة، انظمة ملكية وراثية فاسدة لا يهمها سوى الاستمتاع بالدنيا و ليذهب الشعب الى الجحيم!
انظمة جمهورية وراثية بدأت ببشار و تابعوا معنا حلقات مبارك و القذافي و شاويش اليمن و من قبلهم صدام و ابناءه الذين لم يصبهم الدور و البقية تأتي!
مشاكل حدودية لا تنتهي!
حقد و تنافر بين كل دولة عربية و الاخرى!
احلاف واهية و ضد من؟ ليست ضد ايران و لا اسرائيل بل ضد دول عربية اخرى!
اقتصاديات استهلاكية و تعمد اذلال الشعوب بلقمة العيش حتى لا تطالب بحقوقها المدنية و حقها الطبيعي في عيش بكرامة!
ميزانيات ضخمة للانفاق العسكري لزوم المنظرة و تخويف المعارضين و الشعب و كل من ينبس بكلمة على الملك او الرئيس!
انترنت مراقب تجمعات مراقبة جامعة مراقبة مقاهي مراقبة تليفونات مراقبة! لماذا؟ حماية البلد ام حماية النظام الفاسد؟
جماعات مسلحة ارهابية تحارب انظمة فاسدة و المتضرر هو الشعوب!
القائمة لا تنتهي و الحياة تصبح سوداء يوم بعد يوم لكن السؤال هو؛ هل ما نحن فيه بسبب ايران و بروتوكولات ايران و اسرائيل و امريكا ام ان العيب من عندنا نحن؟
هل حل مشاكلنا يبدأ من ايران و اسرائيل و امريكا ام يبدأ من عندنا نحن؟
هل حكامنا مهتمون فعلا بالخطر الايراني او الاسرائيلي او الامريكي؟
اتحدى ان يأتيني شخص واحد و يقول لي بعكس ذلك!
عندما يتجول العربي من بلد عربي الى اخر بدون تأشيرة عندها سوف استبشر خيرا!!!!
  #8  
قديم 08/10/2006, 01:30 PM
صورة عضوية عفوا
عفوا عفوا غير متواجد حالياً
خــــــاطر
 
تاريخ الانضمام: 18/01/2005
المشاركات: 7
بعد بروتوكولات حكماء صهيون : هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟ (الخاتمة )

إليكم ايها الاخوة الجزء السادس والاخير للموضوع


بعد بروتوكولات حكماء صهيون : هل توجد بروتوكولات حكماء الفرس ؟ (الخاتمة )

صلاح المختار
الاستنتاجات الختامية
ما هي اهم الاستنتاجات المترتبة على هذا الاستعراض المعمق للصلة بين ايران ، من جهة ، وامريكا واسرائيل ، من جهة ثانية ؟ هل هي صلة تطابق ستراتيجي ؟ ام هي صلة تلاق ستراتيجي ؟ وما هي نقاط اللقاء ونقاط الخلاف ؟ وهل للتلاقي الايراني مع امريكا والصهيونية العالمية ضد الامة العربية صلة بصراع الحضارات ؟ فيما يلي ملاحظات مركزة حول هذه الاسئلة :
1 – من خلال دراسة ستراتيجية الاطراف الثلاثة امريكا والصهيوينة وايران اتضح ، بما لا يقبل الشك ، بان هناك تلاق كامل بين الستراتيجيات العامة لهذه الاطراف عند نقطة تقاطع واضح وهو معاداة العرب والعمل على تدميرهم والغاء دورهم ومحو هويتهم ، وتقاسم ثرواتهم واستغلال مواقعهم وامكاناتهم في الصراعات الدولية والاقليمية ، ولكل طرف اسبابه وحيثياته الخاصة . وحينما نقول تلاق ولا نقول عمالة ايران لتلك القوى فالمعنى العميق واضح وهو ان لايران مصالح وتطلعات قومية راسخة وقديمة وتعمل على تحقيقها ، بغض النظر عن الغطاء الذي يستخدم للتمويه ، طبقا لكل كمرحلة من مراحل التطور ، وبغض النظر عن وجود خلافات او عدمه بين ايران والطرفين الاخرين امريكا واسرائيل .
وهنا يجب ان نشدد على نقطة مركزية عند محاولة معرفة بعض اسباب عدم وصول خلافات ايران مع الغرب ، او مع اسرائيل ، الى حد التناقض الوجودي او الحرب المستمرة حتى خراب احد هذه الاطراف الثلاثة ، كما حصل للعراق ، وهي ان المشروع النهضوي الايراني ، ومهما كانت له مطامع في الارض والثروات العربية ، له حيزه الجغرافي الخاص والاساسي وهو الارض الايرانية ، الامر الذي يجعل التوسعية الايرانية قائمة على الحصول على مغانم في بلدان عربية وليس الانفراد بالسيطرة عليها ، وهي لذلك مطامع تكميلية وليس جوهرية مقارنة بالمطامع الصهيونية والغربية ، رغم انها بالنسبة لايران حيوية جدا . ان ايران تعرف حدودها في الواقع ، لانها تدرك سلفا ان الغرب وبالاخص امريكا مستعدة لخوض حرب شاملة طبقا ل( مبدأ كارتر) ضد من يريد الاستحواذ على الوطن العربي وطردها منه ، من الجيران او الابعدين . فاذا كان الغرب قد انغمس في صراع وجود مع الاتحاد السوفيتي وكانت من بين اهم اهدافه منعه من الوصول الى المياه الدافئة ، أي الخليج العربي ، فهل يمكن تصور ان ايران تستطيع التورط بما لم يستطيعه الاتحاد السوفيتي ؟
لذلك فان حدود الخلافات الايرانية مع الغرب بشكل عام وامريكا بشكل خاص تبقى محصورة في تكتيك الضباع وهو الحصول على بقايا ، او فتات ، ما يمكن للاسد ان يتركه من الفريسة وليس الفريسة بذاتها التي تبقى حصته الملوكية . بتعبير اخر ان الخلافات الايرانية مع الغرب واسرائيل لا تتمحور كلها حول الاستيلاء على الارض العربية ، بما فيها من موارد وامكانات ، بل تتمركز حول المناورة مع الغرب واسرائيل للحصول على مناطق نفوذ ومكاسب يحددها الطرفان الاخران وموازين القوى السائدة وقتها . لهذا فان الصراع الايراني مع الغرب واسرائيل ليس صراعا حول نفس الارض ويريدها الطرف الايراني لنفسه لانه بدونها سيتقوض المشروع النهضوي الايراني ، فايران لديها حيز جغرافي واسع جدا وموارد جيدة لكنها تحتاج لسد نواقص وتحقيق مكاسب تدعم امبراطوريتها وتسهل توسيع نفوذها وتحولها الى قوى عظمى اقليميا معترف بها غربيا واسرائيليا .
هذا هو الفرق الجوهري بين علاقة ايران باسرائيل والغرب ، والتي تقوم على التنافس على مغانم وليس القتال الوجودي الحاسم ، وبين علاقة العرب بنفس الجهات ، والتي تقوم على اعتبار الوطن العربي نفس المجال الحيوي لكل من الاطراف الثلاثة : العرب واسرائيل والغرب ، مما يجعل الصراع بين الغرب واسرائيل واي قوة عربية تحررية صراع حياة او موت لكل هذه الاطراف الثلاثة . وافضل مثال هو ان (مبدأ كارتر) يطبق في الوطن العربي وليس في ايران ، وان (ارض الميعاد ) تقع في الوطن العربي وليس في اير ن . وهذا يعني تحديدا ان ايران ليست مجالا حيويا اساسيا لا يتحمل الغرب واسرائيل خسارته ، بل يمكن خسارته ومع ذلك تستمر العجلتان الراسمالية الغربية والصهيونية بالدوران العادي ، وهو ما اثبتته تجربة استغناء امريكا عن ايران منذ اسقاط الشاه وحتى الان . ويترتب على هذه الحقيقة الجيوبولوتيكية ان ايران ومهما اختلفت مع الغرب فانها خلافات تبقى في اطار التعاون والتلاقي والتنافس على المغانم وحل الخلافات سلميا ، او بالضغط والترهيب ، وفي اسوأ الاحتمالات حدوث اشتباكات موضعية محدودة ومؤقتة . وهذا هو بالضبط ما حددته (سياسة الاحتواء المزدوج ) وسياسة (محور الشر) ، التي ما زالت متبعة من قبل امريكا تجاه ايران والعراق وتميزان بدقة تامة بينهما كما وضحنا .
بتعبير اخر ، وبوضوح اكبر، اننا يجب ان لانقع في فخ الافتراض بان ايران تسلك نهجا ايجابيا او تحرريا حينما تختلف مع امريكا واسرائيل ، العدوين التقليديين لنا ، ما دمنا نحن الخاسرين والضحية لهذه الاطراف او لبعضها ،وما دامت ايران وهي تختلف ، وبأي مستوى مع هذين الطرفين ، تخدم مصالحها هي وليس مصالحنا نحن . بل ان ممارسة هذه الخلافات يتم من خلال قيام ايران بتمزيقنا وقتل شبابنا واطفالنا ونساءنا وشيوخنا وانتهاك حرماتنا وتدمير وطننا الصغير ( العراق ) وسلب اجزاء من وطننا الكبير في الامارات والاحواز وتستعد لغزو اجزاء اخرى كالبحرين وغيرها . ان اهم سؤال يجب ان يبقى شامخا امام نواظرنا هو : ماذا نستفيد نحن من خلافات بين ايران وامريكا واسرائيل اذا كنا نحن من يدفع الثمن فادحا ومدمرا ، كما يجري الان في ساحات عربية عديدة اهمها العراق الذي تحول الى ساحة تصفية خلافات امريكية وايرانية على حساب الدم العراقي والوحدة الوطنية العراقية والسيادة العراقية ؟
2 – من الواضح ، وبعد تجارب مريرة مع ايران الشاهين رضا وولده والشاهين المعممين خميني وخامنئي ، ان لايران مشروعها الامبراطوري الاقليمي او الكوني ، والذي يحتاج الى غطاء يسمح بتحقيقه وتسهيل قيامه وهذا المشروع منح تسمية مضللة وهي ( نشر الثورة الاسلامية ) . وليس هناك غطاء افضل من الاسلام الصفوي لاقامة الامبراطورية واخفاء نقاط ضعف الغطاء الفارسي الصريح كما كان الامر في عهد الشاهين رضا وابنه ، واللذان تعرضا لهزيمة المشروع الامبراطوري الايراني نتيجة التفاخر بقوميته الفارسية . ان نجاح ايران في كسب دعم مسلمين مستحيل من دون غطاء اسلامي لذلك فان الاسلام الايراني هو اسلام براغماتي وظيفته الاساسية في الداخل هي توحيد الشعوب الايرانية لان ايران تتألف من شعوب وقوميات متعددة ومتوازنة العدد نسبيا ( الفرس نسبتهم 40 % فقط) ، ولذلك فان السيطرة باسم قومية فارسية صريحة خطأ ستراتيجي قاتل اثبتت تجارب الحاضر والماضي انه يجر الى خراب المشروع الصفوي . من هنا فان التشيع الصفوي هو في المقام الاول حاجة ايرانية داخلية لضمان توحيد القوميات الايرانية (عرب ، ترك ، اكراد و بلوش ...الخ وهؤلاء يشكلون 60 % من سكان ايران ) ودمجها في ايديولوجية اسلامية الاسم صفوية الجوهر ، تؤمن سيطرة الاقلية الفارسية على الاغلبية ، تدام نيرانها بتكتيكات مجالس العزاء واللطم الدورية ، والمقترنة بالتثقيف الاحادي التكفيري للاخر .
كما ان الاسلام البراغماتي يوفر غطاء فعالا لاختراق حصون المسلمين الاخرين ، خصوصا العرب ، واستخدام مصادر قوتهم لانجاح المشروع الصفوي الايراني . مرة اخرى ، واخرى ، نقدم المثال العراقي لانه كامل في دلالاته ومعانيه المتبلورة ، فلولا الاسلام البراغماتي لما نجحت ايران في ايجاد اذرع لها داخل العراق كانت الاداة الاساسية في تنفيذ المخطط المشترك الامريكي – الايراني -الاسرائيلي في هذا البلد ، والذي كان الدرع الذي يمنع ريح القوميين الفرس من العصف بالامة العربية ، كما حصل في الاف السنين الماضيات . وفي العالم الاسلامي ما كان لايران ان تخترق حصونه لولا التستر بغطاء التشيع المدعوم بمليارات النفط التي تصرف على الانصار . ما الذي يجعل المسلم المغاربي يفكر بخدمة ايران لو لم يكن هناك نداء ديني اسلامي المظهر ؟ أذن لايران مصلحة في احلال اسلام صفوي طائفي يخفي الجوهر العنصري ، محل العلاقات والمؤثرات الاخرى ، وجعله شعارا عالي الصوت بحيث يطغى على الاصوا ت الاخرى . بتعبير اخر ان من مصلحة ايران القومية ان تستخدم تكتيك التفكيك الطائفي للعرب والمسلمين كاداة من ادوات تحقيق المصلحة القومية عبر كسب عرب باسم التشيع واضعاف الخصوم ومناهضي التوسع الامبراطوري الايراني .
اما امريكا فانها ترى في التفكيك الطائفي سلاحا جبارا لتحييد القوى الاجتماعية والسياسية التي تناهض مخططاتها الاستعمارية ، من منطلق تحرري .ان شق المواطنين على اسس طائفية وعرقية يفتح الابواب امام النجاحات الامريكية الكلية والجزئية الدائمة او المؤقتة في العالم الاسلامي والوطن العربي . ومما يزيد في الضرورات الستراتيجية لاستخدام امريكا للدين كاداة سياسية للتمزيق واثارة الحروب حقيقة ان النظام الراسمالي الامريكي قد شاخ ودخل مرحلة الاحتضار مع انه اكبر واغنى واهم نظام في المنظومة الراسمالية العالمية ! فما العمل للتخلص من هذه المفارقة الكونية التي تتمثل في ان فرصة العمر التي انتظرتها امريكا لاقامة امبراطوريتها الكونية قد اتيحت في ظرف تدهورها البنيوي الداخلي ؟ الحل هو زرق امريكا بحقن منشطة تستمد مادتها من دماء الشعوب في العالم الثالث ، وفي مقدمتهم العرب والمسلمين ، لذلك يجب تغطية هدف النهب وامتصاص الدماء بغطاء مموه وهو حروب الحضارات والثقافات والاديان ، وهنا تلتقي ايران مع امريكا واسرائيل واوساط اوربية حول ضرورة اشعال ازمات طائفية في العالم الاسلامي .
اذا حلت نزعات التطرف الديني في كل الديانات فاننا سنشهد صراعات لم يسبق لها مثيل تباد فيها الملايين كل عام من اجل الصليب او الهلال او نجمة داود او البقرة الهندوسية المقدسة ، ظاهريا طبعا ، مع تناس كامل للنهب الامبريالي واغتصاب الارض ! تبقى اسرائيل ، وهي الطرف الاكثر استفادة من التقسيم الطائفي والعرقي للعالم لانها اساسا عنصرية وطائفية وتوسعية ، فنشوء توترات دينية يسمح لاسرائيل ، من بين اشياء كثيرة اخرى سيسمح بها ، تأكيد انها ليست مصدر مشاكل الشرق الاوسط وحروبه بل العرب والمسلمين ، الذين يعلمهم دينهم الكراهية ويمجد الحروب والقتل ، وهو ما يشكل عماد الدعاية الصهيونية والغربية المناهضة للامة العربية والاسلام . كما ان اصطراع ابناء الاديان ، كما تشير برتوكولات حكماء صهيون ، يوفر لاسرائيل فرصا مثالية للتوسع واقامة اسرائيل التوراتية نتيجة تقسيم العرب على اسس طائفية وتحويلهم الى امارات متنازعة ومتحاربة كملوك الطوائف في الاندلس .
3 – ولكن : كيف تنجح ايران في تدمير حصون العرب وتفتيتهم وكسب اقسام منهم ؟ بالتاكيد لن يتم ذلك بشتم العرب ، فذلك اسلوب الجهلة والعاجزين والاغبياء الذين يستعيضون عن العمل بالصوت العالي والفارغ ، فلكي تخترق جهة ما عليك ان تكسب ثقتها او ثقة قسما منها، عن طريق اقناعه بانك مخلص وصادق جدا ، ثم تبدأ عملية التدمير البطئ من الداخل وليس من الخارج على الاغلب . هل سمعتم يوما بان قوة متقدمة وواعية قد اخترقت وهزمت باساليب غبية وساذجة ؟ ام ان هزيمتها تمت بوسائل الخداع الذكي بل الذكي جدا ؟ ان مصطلح حصان طروادة يقدم لنا مثالا واضحا لما نعنيه . فلولا فكرة صنع حصان ضخم ومجوف يختبأ فيه مقاتلون من النخبة ويهدى الى طروادة الصامدة ، التي نجحت في رد كل الهجمات لاختراقها ، كدليل على الرغبة في السلام لما هزمت طروادة ودمرت ! في الحرب انتصرت طروادة ولكن في فن الخداع هزمت طروادة ، لانها فقدت تنبهها واعتقدت ان العدو جاد في الصلح وانه تعب وهزم لذلك قبلت الهدية وادخلت الحصان الى داخل الحصن فكانت نكبتها ! و(حصان طروادة ) الايراني هو التشيع الصفوي دون ادنى شك .
ان ايران تستخدم حصانها لاختراق حصوننا ، والمشكلة تبدو اكبر لان لايران خيولا كثيرة وليس حصانا واحدا ، وهذه الخيول تتمثل في (فيالق) ايران السرية ، وهي منظمات سرية يطلق على كل منها اسم (فيلق) واحدها المنظمة الاجرامية البشعة في العراق التي تقتل العراقيين بتفنن سادي واسمها (فيلق بدر) ، وهناك فيالق في الاقطار العربية تعمل لاجل نشر التشيع الصفوي ، اعدتها ايران اعدادا عالي المهارة ، استخباريا وعسكريا ومذهبيا وسياسيا ولغويا ، من اشخاص ايرانيين وعرب وارسلتهم الى الاقطار العربية . وهذه الفيالق الايرانية تتبرقع باسم الاسلام والتشيع من جهة ، واستغلال اهم ما يحرك العرب والمسلمين وهو القضية الفلسطينية من جهة ثانية .
هذان السلاحان هما اللذان استخدمتهما ايران لتدمير حصانتنا التاريخية ضد العصبية الفارسية ودخول حصوننا ، وتحقيق احلام اباطرة الفرس الذين هزموا وانتهت دولتهم على يد الفتح الاسلامي . في السلاح الاول ، او الحصان الاول ، وهو الطائفية الصفوية تغلغلت ايران تدريجيا وبنعومة الافعى طبقا للتقية اليهودية ، وفرخت بيضها لعدة قرون استعدادا ليوم الخروج من شرنقة الاسلام واشهار الطابع القومي للتوسع الصفوي . وباستخدام غطاء التشيع الصفوي وادعاء حب ال البيت ، وبادعاء الدفاع عن القضية الفلسطينية ، مست ايران وفيالقها قلوب بعض العرب والمسلمين البعيدين عن ساحة الصراع التاريخي المرير بين العرب والفرس . فحب ال البيت ظاهرة اسلامية عامة ، والدفاع عن فلسطين هو الهم العربي والاسلامي الاول .
لقد سرقت ايران الصفوية نبتة الخلود التي بحث عنها جلجامش العراقي ووجدها ، لكن الافعى سرقتها منه فعجز عن التمتع بالخلود ، فيما اصبحت الافعى متمتعة بالتجدد كلما خلعت ثوبها ! حينما ترفع ايران صوتها ، او يرتفع صوت اذرعها الممتدة خارج حدودها ، ويقول بان الانظمة العربية قد تخلت عن فلسطين واننا اتباع ايران سنقوم بالدفاع عن فلسطين نصل الى ذروة تناول السم ، فكما تجرع خميني سم العراق باعترافه بهزيمة مشروعه استعمار العراق امام اسود الرافدين ، فان العرب يواجهون ثأرات ايران بسرقة القضية الفلسطينية واستغلالها ، لتخلي حكام عرب عنها وغدرهم بالشعب الفلسطيني ، من اجل ان تطعن ايران بالعرب كشعب وليس كحكام !
والنخب الفارسية ذكية على نحو يبهر ويستحق الاحترام، فنحن نجد امامنا شخص يبتسم لنا ويصافحنا بحرارة ، ويقبل وجنتنينا بصدق وينحني ، وهو يقول تأدبا واحتراما : مولاي ! وحينما يدعوك للغداء لا يجلس ابدا بل يتحول الى خادم لك يخدمك بلا كلل ولا ترفع ، فتدهش وتظن انك بازاء فارس شهم وانسان تعب عليه اهله في التأديب والتهذيب . لكن هذا الشخص نفسه ما ان تتاح له فرصة طعنك حتى تجد خنجره في قلبك ، وان كنت محظوظا فسوف يغرزه في بطنك او ذراعك ! فتدرك انك تتعامل مع فارسي حاقد ولئيم وليس مع فارس شهم وعظيم ! هل ما زالت اعينكم ترى ما تفعله ايران وامريكا في العراق من جرائم بشعة لم نسمع بمثلها ولا قرانا عن نظير لها في كل صفحات تاريخ الوحشية في العالم ؟
حينما وقع العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من هذا العام تصرفت ايران بمسئوليها واعلامها و( فيالقها ) العرب على انه نصر ايراني وكأن جنود ايران هم الذين سجلوا ملحمة الصمود العظيم في الجنوب اللبناني وليس ابناء لبنان الابطال ! وراح هؤلاء الإيرانيون يشتمون حكومات عربية ويعيرونها بانها عاجزة او متواطئة ، وهو امر صحيح ، لكن هؤلاء نسوا ان ايادي ايران ووجهها مغمسة بدم شباب ونساء واطفال العراق ، في مشهد اسوأ بعشرات المرات من المشهد الاجرامي في فلسطين المحتلة ولبنان ! كان الطرب الايراني لفلسطين ليس الا محاولة لاخفاء جريمة ايران ضد العراق وشعبه واقناع الراي العام العربي بان الموقف الايراني في العراق المتعاون كليا مع الغزو الامريكي لا يقلل من شأن الموقف الايراني تجاه فلسطين ! وضرب ايران على وتر القطرية العربية أتى اكله ، مع الحزن والاسف ( المريرين جدا بالنسبة لكل عراقي قدم حياته وتاريخه لفلسطين والتي لا تضاهيهما الا مرارة كل فلسطيني هاله الموقف العربي الرسمي المتواطأ مع اسرائيل ضد شعب فلسطين ! ) لصمت أكثر القادة الفلسطينيين ومنظماتهم على جرائم ايران في العراق مع انها لا تقل خطورة عن جرائم اسرائيل ، لمجرد ان ايران تهتف باسم فلسطين واعلنت انها ستقدم 50 مليون دولار لحكومة حماس دن ان تدفع في حين ان قطر قدمت 50 مليون دولار للسلطة الفلسطينية ولكن احدا لم يرقص لقطر مثلما رقص لايران !
كنا نعرف وكنا ننبه العرب ، منذ اتى خميني للسلطة على حصان طروادة امريكي له جناحين طار به من باريس الى طهران بسلامة تامة ، الى ان دهاء النخب الصفوية غريب على النخب العربية الغارقة في سذاجة العجز عن النظر ابعد من الانف ، وانه أي خميني لم يأتي للسلطة من اجل فلسطين كما يدعي بل من اجل ان يجعل من كل بيت عربي في كل قطر عربي ينزف دما كما تنزف رام الله وغزة والشهيدة الفلوجة والمظلومة البصرة .
4 – ان الدين بالنسبة لامريكا ضمانة لابقاء كيانها موحدا وقويا ، لذلك ابتكرت صراع الحضارات ، او صدام الحضارات ، ليكون البديل الايديولوجي عن صراع الطبقات عالميا وقاريا ،والاخير هو الصراع الحقيقي لان هدف كل استعمار هو النهب والاستغلال . من هنا فان امريكا ترقص طربا وبحماس لايضاهيه الا رقص عرب تصهينوا واخرين تفرسوا ، لصعود التطرف الديني وبالاخص اذا كان يسير على عكازتين احداهما طائفية صفوية وثانيهما طائفية سنية ، الاولى تشتم الثانية بوصفها ب( ناصبية ) والثانية تشتم الاولى بوصفها ب (رافضية ) ، فذلك هو المنى والهنا المطلوب امريكيا وصهيونيا وايرانيا . أليس المخطط لنا هو ان ندخل صراع الحضارات الى غرف نومنا وعدم الاكتفاء برؤيته يزدهر في حدائقنا العامة ؟ لذلك على السذج والخدج منا الذين يظنون ، وهذا الظن هو ابو الاثام ، بان امريكا تخشى التطرف الديني وترفضه ان يعيدوا النظر لانها لا تمرح ولا تفرح ولا تسرح الا في حلبة تناطح الاديان والطوائف . ولا تطرب ولا ترقص الا على شخير ثيران التطرف الطائفي وهي تتناطح فتتكسر اضلعنا وقوارير تاريخنا وتهز حرمة اسلامنا وتضيع بوصلة هدايتنا ، فنقف جماعات وافراد نطلب من امريكا الرحمة وايقاف نزيف الدم والروح ، ونعدها باننا سنقبل ( قرأنها ) الجديد المسمى الفرقان الذي طبعه اثرياء في الكويت بحماس شباب لديه فائض طاقة !
5 – حينما يسقط البعض الوطنية والقومية ويرفع راية الطائفية هاديا ومرشدا اوحدا له ، تحل قيامة العرب ويحتشدون على ابواب جهنم لدخولها باختيارهم لان ما شاهده العراقيون من جرائم امريكا وايران يجعل جهنم ارحم لهم . وانا اسأل من دخل جهنم الحقيقية بعد موته : هل يشمل التعذيب هناك استخدام الدريل ( المثقاب الكهربائي ) لاحداث ثقب في الراس والعين والاماكن الحساسة كما يفعل عملاء ايران باجساد الاحياء من العراقيين ؟ وهل يتضمن تعذيب زبائن جهنم مد اليد وليس الاصبع فقط في مؤخرة شيخ في السبعين من عمره امام احفاده واولاده وجيرانه لتحطيم كرامته كما تفعل امريكا وايران في العراقيين ؟ ان الطائفية هي نتاج حتمي وافراز طبيعي للتطرف الديني ، ولا يمكن باي حال من الاحوال تصور قيام حزب متطرف دينيا الا اذا كان طائفيا من حيث الجوهر . وهكذا فان من مصلحة امريكا ان تشجع وتدعم حلول احزاب متطرفة دينيا محل القوى القومية والوطنية والتقدمية . ان نهاية الامة العربية وغروب هويتها القومية وتحولها الى مجاميع من الكيانات المجهرية ، كما تمنت الكاتبة الصهيوينة الامريكية فلورا لويس في الثمانينيات ، تبدأ حالما تحل الطائفية محل الوطنية والقومية فنشهد يوم قيامة العرب حيث سيصطفون متزاحمين لدخول جهنم باختيارهم هروبا من جرائم ايران وامريكا التي لا نظير لها . هذا هو احد اهم دروس تجربة العراق الكاملة المرارة ، والتي نحتت على جباه الاف الشهداء العراقيين عبارة : اذا كنت ترغب في تفتيت الامة فان اقصر طريق هو التطرف الديني المفضي حتما وجبرا الى الطائفية .
6 – نعم توجد بروتوكولات حكماء الفرس ، اذ يكفي ان نقرأ ما ورد في دستور ( جمهورية ايران الاسلامية) لندرك فورا ان هناك مشروعا ومخططا بعيد المدى لاقامة امبراطورية ايرانية على انقاض الامة العربية والعالم الاسلامي ، والفقرات التي اشرنا اليها في هذا البحث تكفي لاثبات ذلك . اما اذا اردنا ان نقرأ الوثائق الايرانية فسوف نزداد يقينا ان ما نقرأه انما هو بروتوكولات خمسينية* تقسم الى خمس مراحل وكل مرحلة تستغرق 10 سنوات تنتهي بتحويل العالم الاسلامي الى التشيع الصفوي ، وبالطبع فان ذلك مستحيل من دون حروب طاحنة بين المسلمين السنة واخوتهم الشيعة ! من يعد هذا الحدث هو حلم العمر ؟ بالطبع انه الصهيوينة العالمية وامريكا . فهل توجد مناسبة اسعد من ان يقتل العرب والمسلمون بعضهم البعض الاخر ؟ ان الدستور الايراني مضافا اليه السلوك الخارجي الايراني ، المستند على ، والمنطلق من ، ستراتيجية ( نشر الثورة الاسلامية ) ، يؤكد بالقطع ان ايران تعمل وفقا لخطة نشر المذهب الصفوي في العالم الاسلامي انطلاقا من الوطن العربي ، وهذا المفهوم (نشر الثورة الاسلامية) الذي كان ومازال المحرك الاساس لايران ليس سوى تعبير دقيق عن النهج التوسعي الايراني وبغض النظر عن التبدل الذي يحدث في التكتيكات للوصول اليه.
وكما تنكر اسرائيل ، بغباء تام وببغاء اتم ، وجود البروتوكولات لاننا نرى تطبيقاتها على الارض العربية والاقليمية والعالمية ، فان ايران تنكر وجود بروتوكولاتها ، وهي تبتسم بدهاء تام وبغباء اتم ، لاننا نرى تطبيقاتها الفعلية على ارض الوطن العربي كله ، وخصوصا في الخليج العربي والمغرب العربي . لكن لا نكران اسرائيل نفع ولا نكران ايران ينفع ، فنحن نرى باعيننا ونلمس بحواسنا صوت الدرل الايراني الممسوك بيد فيلق بدر وهو يثقب جماجمنا ويسلب منا الروح قبل الجسد ، وتنهال على رقابنا الحافات القاطعة لقامات ( القامة هي اداة قطع حادة اطول من السكين واقصر من السيف ) فيلق الصدر لتقطعها وهي تصرخ بسادية فريدة وغريبة : هل من مزيد ؟ ونقرا الدستور الايراني فنراه المرجعية الرسمية التي تحدد درب التوسعية التكفيرية الايرانية باسم نصرة المظلومين في العالم !
7 - هل سأل احد منكم نفسه في لحظة تأمل : لم تتحدث ايران باسم طائفة من طوائف الاسلام مع انها دولة اسلامية كبرى ؟ هل سأل احدكم نفسه في لحظة يقظة محكومة بضابط التحمل : من بادر واسمى حزبه باسم طائفي ونزع قبعة كارلوس الماركسية العدمية ، او طوى لافتة العروبة او حركة فتح او الوطنية واعتمر عمامة يحيى البرمكي وشهر سيف بابك الخرمي ، وصار ينّظر ل (ال البيت) بدل التنّظير القديم لديكتاتورية البروليتارية او للمجالسية او لحتمية الوحدة العربية ؟ هل سأل احدكم نفسه في لحظة نيرفانا صوفية : لم تجمع ايران الصفوية بين لحظة الوجد الصوفي الصفوي وهي تغني لفلسطين ، ولحظة الوجد الشيطاني لجسد يزني في محارم التاريخ والدين ويزدرد لحم الخنزير ويكرع العرق المستكي ، وهو يرقص على جثث ابناء ارض قال شاعر فيها ، ما معناه ، احذر وانت تمشي فوق تربة العراق ففوق كل ذرة تراب دم شهيد وعطر ولي من اولياء الله وبقايا نبي نثر جسده فداء لها ؟ ان التوسعية الصفوية لاحدود لبراغماتيتها ، والتي تعد التقية اليهودية اصلها البدائي . فلقد راينا البرامكة ينازعون العرب في اعتمار العمامة والتمسك بالبسملة والمزايدة على حاتم الطائي في البرمكة وفعل الخير ، لكنهم كانوا من خلف العباءة العربية يغرزون خناجرهم في قلب الخلافة العربية !
وحينما ظنت الصفوية ان الشعارات القومية المباشرة يمكن ان تبني امبراطورية فارسية رأينا الشاه يعود للطعن العنصري بالعرب ، ويتحدث علنا عن امبراطورية تكون (خامس قوة في العالم ) ، واصبح لا يتردد عن المطالبة بالعراق والبحرين والكويت واجزاء اخرى من الخليج العربي ، واحتل بالقوة الجزر العربية الثلاث . وهذا النهج العنصري وحد العرب والمسلمين ضد الشاه بما في ذلك مسلمين في ايران . لذلك نشطت الطبيعة البراغماتية ، المتحركة بقوة امها الاصلية التقية اليهودية ، واستبدلت الشاه بشاه اخر لكنه معمم ويبسمل ويصلي ويشتم الغرب واسرائيل ! راينا خميني يطفو على المسرح بتقطيبة شيطانية بارزة وحقد فارسي على العرب لا حدود له تجاوز احقاد محمد رضا بهلوي وشرع بسفح انهار الدم العراقي والايراني من اجل نشر ثورته الصفوية الدموية .
ولم يخفي خميني هويته بل اصر على ان يثبت في الدستور الايراني ان ايران دولة اسلامية وفق تفسير المذهب الاثنى عشري ، وانها تريد نشر المذهب الاثنى عشري وتسويقه ، ولم يقم بتثبيت الاسلام بشكل عام كما فعلت كل دولة ادخلت الاسلام في دستورها . كما انه كان يستنكف من الحديث بلغة القران كما اكد محمد حسنين هيكل والكاتب الفرنسي اريك رولو ، فاحدث ذلك زلزالا مدمرا في العالم الاسلامي كله لانه جعله يواجه مشكلة خطيرة اخرى ، ربما ستلهيه عن مشكلته الاكبر مع الصهيوينة وداعميها في الغرب ، وهي مشكلة الصراع الطائفي في العالم الاسلامي ! فهل يستطيع المسلمون خوض ثلاثة صراعات رئيسية ومدمرة بنفس الوقت هي الصراع مع الاستعمار الغربي والصراع مع الصهيوينة والصراع مع العدوان الصفوي ؟ وللتذكير فقط فان الشعبين الاسلاميين الذين اقاما امبراطوريات باسم الاسلام ،وهما الشعب العربي والشعب التركي ، لم يتحدثا باسم طائفة ،على وجه العموم ، بل تحدثا باسم الاسلام ، على وجه العموم ، بينما ثورة خميني ( الاسلامية ) نشأت اصلا طائفية الهوية والهوى والهدف . لقد اراد الترك والعرب نشر الاسلام دون التقيد بطائفة ما بينما خميني الصفوي يريد نشر الصفوية وليس الاسلام ، وبما ان ذلك مستحيل فان التقية علمته ان يستخدم اسم الاسلام للوصول الى الهدف القومي الفارسي العتيق .
8 – اذا قسم العراق ، كما تخطط ايران وتعمل بالتعاون مع امريكا واسرائيل، هل سنستعيد فلسطين ؟ ان اولئك الذين يراهنون على ايران في دعم القضية الفلسطينية ينسفون الاساس الذي قامت عليه العروبة وهو وحدة المصير العربي وترابط كل قضية عربية بالاخرى . ان ايران تسعى لتقسيم العراق ، عمليا بحفر خنادق الطائفية ، ورسميا بدعوة اتباعها في العراق لتطبيق اهم ما في برنامج الاحتلال الامريكي وهو الفدرالية ، ( وهو في الواقع كونفدرالية ) ويبدو ذلك واضحا من خلال اصرار المجلس الاعلى ( جماعة الحكيم ) ، الايراني التاسيس والهوية ،على تطبيقها في جنوب العراق في خطوة تكمل خطوة صهاينة الشمال الذين اعلنوا انفصالهم الفعلي منذ زمان .
يجب ان ننبه ، ونؤكد ونذكر، باعلى صوت اولئك الطرشان ، والعميان والخصيان ، المراهنين على ايران ، بان معركة الحسم وكسر العظم العالمية وليس العربية فقط تجري في العراق وليس في فلسطين او لبنان او غيرهما ، والسبب يعرفه اجهل الجهلان ، وهو ان امريكا تقاتل في العراق ، وامريكا ، لمن نسى او تناسى ، هي رئة اسرائيل وهوائها ودرعها والمصنع الذي يلقمها غذائها ، فاذا هزمت امريكا في العراق وخرج العراق منتصرا قويا فان اسرائيل ستشهد حتما موجة هجرة جماعية معاكسة ستفرغها من كتلة السكان الاكبر خلال زمن قد لا يتعدى العام ، وبذلك تزول اسرائيل بلا حرب . ان من يدحر امريكا سيفتح الابواب امام البنادق في كل مكان لدحر اذناب امريكا ومحمياتها ومنها اسرائيل .
هذه حقيقية عملية وستراتيجية تعرفها اسرائيل وامريكا ( ونرجو من الاخ خالد مشعل ان يكتشفها قبل فوات الاوان ) ولهذا فان الاخيرة باقية في العراق رغم انها كان يجب ان تنسحب بعد معركة الفلوجة الاولى في عام 2004 ، لكنها بقيت رغم قناعتها بان حرب تحرير العراق قد حسمت لصالح حركة التحرر الوطني العراقية وقيادتها المقاومة المسلحة ، لان الانسحاب لن يعني الا خراب مشروع القرن الامريكي ، وتحول امريكا الى قرد اجرب يتحداه حتى صديقنا ارنب جزر القمر كما قلنا مرارا . أذن كيف نراهن على ايران وهي تتحالف وتتعاون مع امريكا وتعقد مساومات قذرة على حساب العرب والمسلمين في حين اننا ننسى العراق الثائر وهو ساحة الحسم النهائي ؟ وكيف نعول على دعم ايران وهي تريد تقسيم العراق وتقيم يوميا اكثر من ( تل زعتر) في مدن العراق ؟ وكيف نظن ان ايران تدافع عن فلسطين وضباعها في العراق يقتلون الفلسطينيين المقيمين فيه ؟ هل هناك فرق بين فلسطيني يقيم في العراق واخر يقيم في غزة ؟ وهل هناك فرق بين عراقي او فلسطيني ؟
ان فلسطين ستموت مرة ثانية واخيرة وستدفن مع اسمها وشعبها أذا قسم العراق او هزمت مقاومته المسلحة لا سامح الله ، لان (قرن امريكا) سيبقر بطن غزة والضفة قبل أي بطن اخرى ، وستفقأ عيون كل عربي يرفض انكار عروبته وستقبر اخر امال العرب في التحرر والنهضة لا سامح الله مرة اخرى ، وستقف ايران ضاحكة بتشف من العرب في العراق لانهم الجدار العالي الذي منع غزواتها حديثا في القادسية الثانية ، والقوة التي حطمت اخر امبراطورية فارسية باسم الاسلام ، بعد ان تكمل صفقاتها مع امريكا واسرائيل أثر عراك لا يختلف عن افلام المصارعة الحرة الامريكية ! فهل يدرك فرسان الكلام ما معنى ان تشتم المقاومة العراقية او يعتم عليها او تصور على انها حرب اهلية مع انها اعظم حرب تحرير شهدها العالم حتى الان ، وان يركن جهادها في زاوية مظلمة وظالمة وترتفع الاصوات المبحوحة تهتف للبنان وفلسطين فقط ؟
9 – ما حجم ونوع الخطر الايراني ؟ وكيف نواجهه ؟ بالحرب ؟ ام بالاستعداد ؟ هل يجب ان نحاور ونشجع من لديه الاستعداد في ايران للحوار معنا لاستبدال الحرب الدائمة لالاف السنين بسلم دائم قائم على التفاهم ؟ هذه الاسئلة هي اهم ما في موضوع صلتنا بايران ، ولذلك علينا ان نجيب عليها بمنتهى التعقل والدقة والحذر . باختصار شديد ان ايران حينما تصبح خطرا مباشرا يدق ابوابنا ولا يمكن رده الا بالاستنفار الشامل الوطني او القومي او كليهما حسب الوضع العياني ، فانها تصبح عدوا مباشرا لابد من مواجهته والتعامل مع الحرب معه بصفتها خيارا مفروضا علينا وليس اختيارا قلبيا من قبلنا . اما حينما يكون الخطر الايراني غير مباشر او بعيد فيجب ان نركز على الخطر المباشر الاصلي أي امريكا واسرائيل ، مع مراقبة الخطط الايرانية وتطورها . وهذه الزاوية تقوم على مبدأ ثابت وهو ان ايران بلد مجاور وفيه كتل اجتماعية ضخمة تدين بالاسلام ، ومن ثم علينا ان نجد الطرق الكفيلة بالتعايش السلمي معها ، على اعتبار انها جار لا يمكننا تغيير مكانه على الخارطة ولا تغيير قناعات كل اهله ، وهذا بالضبط هو حالنا نحن فايران لا تستطيع تغيير مكاننا في الخارطة ولا تستطيع اقناع كتل عراقية ضخمة بتغيير رايها .
الخط العام الذي حددناه ما هو الا نتاج تجربة اخيرة لا حدود لمرارتها وهي تجربة غزو العراق ، التي علمتنا ما لم تنعلمه في خمسة الاف عام او اكثر من التجارب المريرة مع بلاد فارس . اذن ما هو الحل التاريخي لمشكلة الصراع العراقي – الايراني الذي امتد الاف السنين ؟ ليس مطلوبا ولا صحيحا ان نبادر بمعاداة ايران او استفزازها باي شكل وطريقة ، فهي لا تتشكل من كتلة واحدة بل فيها تيارات وكتل مختلفة . ومهما كانت الشوفينية الفارسية قوية فان هناك في ايران من يرفضها ، لهذا علينا ان لا نكل عن البحث عن اصدقاء داخل ايران للحوار معهم من اجل التعايش السلمي ، وبنفس الوقت يجب ان لا نقدم لحكام الامر الواقع الحجة لتفجير صراعات بل يجب ان نحاورهم ونفاوضهم حول كل القضايا ولكن من موقع الاستعداد التام والفعال لرد أي عدوان او اختراق .
ان سايكولوجيا ايران تتميز بالخصوصية ، كاي شعب اخر ، ولذلك من غير العملي التعامل معها من دون معرفة خصوصية هذه السايكولوجيا . ان الايراني يتميز بانه يريد ان يأخذ دون ان يعطي ، فاذا اخذ منك شيئا لايقدم لك مقابله شيء اخر بل يبدأ بطلب شيء ثان منك ويهيئ المناخ لازمة جديدة حول موضوع جديد ! اما اذا تنازلت له عنه فقد اصبح حقا مكتسبا لا يناقشك فيه بقدر ما يستطيع . وهذه الحقيقة هي احد اهم اسباب العلاقات العدائية او المتوترة بين العراق وايران عبر التاريخ خصوصا حينما يحكم العراق نظام وطني قوي لا يساوم على حقوقه . فكيف يمكن التعامل مع هذه السايكولوجيا الاحادية الجانب والعدوانية ؟ ان الاسلوب الاكثر فعالية ، حتى لو بدى وكانه يزيد الازمات تعقيدا ، هو ان يبدي الطرف العربي تمسكا كاملا بحقوقه وان لا يقدم لايران أي تنازل حتى لو كان ثانويا ، بشرط الصمود والقدرة على ردع ايران عسكريا وتركها هي تصرخ اولا . ان تجربة الحرب مع العراق تقدم انموذجا صحيحا للتعامل العربي مع ايران ، فالعراق كان يحمل بيد غصن الزيتون وباليد الاخر البندقية الشرسة جدا في الرد .
ولذلك استمرت الحرب ثمانية اعوام بفضل وجود طرفين يملكان العزم على عدم التراجع مهما كان الثمن غاليا . لمدة 8 اعوام كان خميني يرفض الوساطات والمبادرات ويعيد التاكيد على انه سيسقط الرئيس صدام حسين ، الى ان اقنعه مساعدوه بان القوات العراقية تتقدم داخل ايران وان لا احد يقاومها ، فقبل وقف اطلاق النار وهو يقول انني اقبله كما لو انني اتجرع سما زعاف ! اذن البندقية الشرسة وغصن الزيتون هما الضمانة الوحيدة ، والصحيحة ، للتعامل مع ايران بنجاح . يجب ان نضع حقوقنا في الاحواز والمناطق الحدودية العراقية والتعويضات على تدمير العراق والجزر العربية الثلاث ومحاولات تفريس الخليج والتدخل في الشؤون الداخلية للاقطار العربية باسم الطائفية في مقدمة اجندة الحوار والتفاوض مع ايران وان نكون ، قبل هذا وذاك ، قادرين على اقناع ايران بانها ستتعرض لخسائر هائلة كما نتعرض نحن اذا لم نحل المشاكل بالطرق السلمية
10 - هناك قانون مطلق في بروتوكولات حكماء الفرس وهو انه كلما حوصرت ايران وتراكمت الانتقادات عليها وازدادت عزلتها ، نتيجة تنفيذ جزء من مخططها التوسعي في قطر عربي او اكثر ، أثارت ازمات مفتعلة مع امريكا واسرائيل ، او لجأت الى اذرعها ( او فيالقها السرية والعلنية في الوطن العربي ) ، من اجل تبييض وجهها وابعاد التهم عنها بالصراخ باسم فلسطين ، او على الاقل ارباك اصحاب الحجج القوية ضدها بوضعهم امام تحدي التناقض في الموقف الايراني ، وهذا تكتيك مألوف في سلوك من يخطط ستراتيجيا . ان افضل مثال هو ما تفعله ايران واذرعها العربية منذ وصلت سمعة ايران الى الحضيض نتيجة تعاونها التام والرسمي مع امريكا في غزو العراق وافغانستان ، وتدميرهما وقتل مئات الالاف من شعبيهما بمشاركة ايران الفعلية العسكرية والرسمية وهو ما اكده محمد خاتمي ونائبه ورفسنجاني وغيرهم ، حينما اجمعوا على الاعتراف بانه لولا مساعدة ايران لما نجحت امريكا في غزو العراق وافغانستان ، وهي تصريحات لم تنفها ايران ابدا بل يعيد كبار المسؤولين تكرارها بلا تحفظ او تردد .
كانت البداية اعلان ايران رسميا اثناء اقتراب غزو العراق بانها ستقف على الحياد ، رغم ان وزير دفاعها علي شمخاني صرح بان ايران ستسمح للطائرات الامريكية بدخول الاجواء الايرانية وستقدم المساعدات الانسانية للطيارين ، اذا اسقط العراق طائراتهم ! والسؤال المهم هنا هو التالي : هل ينسجم موقف الحياد مع ما ورد في الدستور من ان ايران ستدافع عن كل مظلوم وهي اعترفت بان امريكا تريد شن عدوان على العراق ؟ واذا كان الموقف الايراني هو الحياد ففي أي حالة تقف ايران مع المظلومين ؟ هل للانتساب الطائفي والايديولوجي صلة تقرير بذلك ؟ ان الموقف الايراني من العراق وافغانستان اكد بما لا يقبل الشك بان ايران تعمل لخدمة مصالحها القومية وليس خدمة الاسلام او الشيعة العلويين . ولذلك ساءت سمعتها واصبح حديث ايران وانصارها في الوطن العربي عن معاداتها للشيطان الاكبر ،مع انها تجلس في أحضانه في العراق وافغانستان ، نكتة جعلت وجه ايران بشعا ببشاعة وجه امريكا ، وسقطت اساطير الشيطان الاكبر وتمثيل الاسلام والشيعة .
ما العمل لانقاذ المشروع التوسعي الايراني القومي الذي افتضحت هويته الحقيقية وهي الهوية القومية الفارسية ؟ الحل كان ان يعاد رسم وجه ايران بصورة جميلة كي تستطيع مواصلة دورها التخريبي في الوطن العربي والعالم الاسلامي ، من خلال التغلغل في الوسط الجماهيري ، عبر اللعب بورقة محببة الى قبله وهي ورقة فلسطين . الخطوة الاولى كانت اسقاط رفسنجاني في انتخابات عام 2005 بقرار من خامنئي ، لانه معروف عالميا بانه مدعوم من الغرب ، والخطوة الثانية هي تصعيد شخص من الخطوط الخلفية اسمه محمود احمدي نجاد لانه من الخط المتطرف وتكليفه بشتم امريكا واسرائيل ، على نفس طريقة خميني بعد وصوله للسلطة . ان تصريحات نجاد النارية كانت مصممة اصلا لتجميل وجه ايران البشع بعد ان ارتكبت جرائمها في العراق هي والتابعين لها . اما الخطوة الثالثة فكانت اصدار امر لاتباعها بان يركزوا على نفس ما يركز عليه نجاد ، وهو العراك مع اسرائيل وامريكا !
وهكذا اختلطت الاوراق ووضع المواطن العربي البسيط والساسة الباحثين عن ترويح امام صورة انفعالية لايران تختلف عن صورتها البشعة في العراق ، فتغلب السطح على العمق والعاطفة على العقل لدى كثيرين ، وساروا مع الموجة التي تمتدح ايران مع انها في نفس الوقت امرت فيلقي بدر والصدر بزيادة جرائمهما في العراق الجريح ! ووصل البؤس وعمى البصيرة لدى البعض حد انهم حينما هتفوا للبنان وفلسطين نسوا العراق الثائر مع ان شعبه هو الذي يحمل ويتحمل الالام الاقسى والتضحيات الاعظم ، ويخوض معركة الحسم وكسر العظم مع الشيطان الاكبر ! بل ان عمى البصيرة تحول الى موت ضمير لدى البعض حينما انزل مرتبة الثورة العراقية المسلحة الى حالة حرب اهلية لاجل ان يسمح ذلك بتجاهل عظمتها ويوفر له غطاء شكليا للهتاف لايران ! فهل يوجد تخلف ، بالنسبة للبعض ، وارتزاق ، بالنسبة للبعض الاخر ، وفقدان هوية ، بالنسبة للبعض الثالث ، من نسيان ان دحر اسرائيل لن يكون ممكنا الا بدحر امريكا او فك ارتباطها بالقوة مع امريكا وهو ما يجري في العراق وليس في غيره ؟
ان احد اهم مظاهر مأساة الامة العربية تتجسد في ان بعض نخبها ترقص مع اللحن العالي ، او مع كأس خمر ينسي شاربه الفرق بين كلمتي الضمير والحمير ، والا كيف نقبل من شخص اسمه مصطفى الفقي ويدعي انه مفكر قومي ( كان ناصريا وهو الان عضو مجلس الشعب المصري ) ان يقول انه غير رايه في ايران بعد دعوة وجهت له لزيارتها ؟ هل وصل الحال بهذا (المفكر القومي) العبقري حد ان زيارة عابرة تغير موقفه جذريا ؟ هل تتغير المواقف بهذه البساطة ؟ الا يعني ذلك احد امرين : فاما ان موقفه السابق ضحل او ان موقفه الجديد ضحل ، والضحالة ليست صفة من يطلب ان يوصف بانه مفكر ! حتى القرد يحتاج الى تدريب طويل ليتعلم بعض الحركات لكن (مفكرنا القومي) غير موقفه خلال زيارة بضعة ايام لعله ذاق خلالها الكافيار الايراني المشهور! فاي بؤس وانحطاط هذا الذي يسم بعض افراد النخب العربية ؟ هذا هو التأثير المضلل للفصل المسرحي الذي اداه نجاد والاخر الذي اداه انصار ايران العرب .
أيها النخب العربية اذا لم تفهمي بعد لعبة ايران فنرجو منك ان تدرسي حالة العراق ستجدين ان ايران خطر كبير على كل شبر من الوطن العربي ، اما اذا كنت كالقرود الثلاث ، لا ترين ولا تسمعين ولا تتحدثين ، فالافضل لك ان تتركي السياسة لمن يفهمها ويتحمل نتائج الانخراط في صراعاتها . ولئن كنا نشهد في عالمنا المعاصر تناقض سياسات الكثير من الاطراف فليس امامنا اكثر تناقضا من مواقف ايران وهي ، واكثر من غيرها ، التعبير الدقيق عن الاسطورة اليونانية ( وجها جانوس) حيث ان وجهه الامامي يبتسم لك بحب ووله لكن وجهه الخلفي ينظر اليك
بحقد لا حدود له.
واختتم هذا البحث بطرح اسئلة جوهرية لا اريد الجواب عليها بل اريدكم ان تفكرو فيها بعقل متحرر من المواقف المسبقة او المصالح والعواطف الشخصية ، واهمها : هل سألتم ايران لم لم تنفي تصريحات مسؤوليها حول معاونة ايران لامريكا في غزو العراق ؟ واذا كانت هذه التصريحات صحيحة هل تفهمون ما تعنيه عمليا ؟ هل يمكن لمن يساهم في احتلال العراق ودماره ان يدافع بصدق عن فلسطين ؟ وهل يحمي فلسطينوا الارض المحتلة من تقتل عصاباته في العراق الفلسطينين ولا يتدخل لمنع ذلك رغم عشرات النداءات التي وجهت لايران ؟ واذا كانت فلسطين والعراق متساويان ، في معيار الانتماء القومي ، هل يجوز التفريط بالعراق باسم الدفاع عن فلسطين ؟ هل نسيتم انه تم غزو العراق واسر الرئيس صدام حسين لانه رفض المساومة على فلسطين اساسا كما اثبتت الحقائق التي عرفها العالم كله ؟ واخيرا وليس اخرا نسئل من يقولون لنا بانه ليس مناسبا نقد ايران الان : هل سألتم ايران من يرفض التطبيع والتعاون والسلام : الاطراف العربية ، وفي مقدمتها العراق ، والتي تريد كل ذلك ، ام ايران التي تناور بكلام معسول لكنها ترفض التطبيع والسلام الا بعد ان يتنازل لها العرب عن كل ما تريد تماما مثل اسرائيل ؟
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 04:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.