سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة العامة

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 01/05/2005, 08:11 AM
صورة عضوية digtal
digtal digtal غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 28/03/2005
الإقامة: هل تهمك حقا ..يكفي أن أكون أنا لا غيري
المشاركات: 346
مصباح ديوجين.. وفلسفة البرميل .... ماذا تعرف عنه

يحكى أنه عاش في أثينا خلال القرن الثالث قبل الميلاد رجل اسمه ديوجين.. وكان يلقب ،نظراً لأسلوب حياته، بالـ ( Cynic) وهي كلمة إغريقية تعني بالإنكليزية (dog)
ومن هنا جاء اسم الاتجاه الفلسفي المعروف بالـ (Cynicism) أو الكلبية..

هذا الرجل يوماً إلى الفيلسوف اليوناني أنتيثينس (وهو أحد أتباع سقراط ) وطلب منه أن يقبل به كتلميذ.. فرفض الأستاذ.. وعندما ألح ديوجين بطلبه .. ضربه أنتيثينس بعصاه، فقال ديوجين:

"اضربني كما تشاء.. لكنك لن تجد أبداً عصاً أصلب من تصميمي على البقاء والاستماع لما تقوله.. طالما أنه يستحق الاستماع"...

وعندها أُعجب الأستاذ به وقبله بين تلامذته... ومنذ ذلك الوقت أُعتبر ديوجين أحد أهم الفلاسفة الكلبيين..

يؤمن هذا المذهب بمبدأ سقراط القائل بأن الفضيلة هي غاية الحياة وهي سر السعادة.. حيث عرّف الفضيلة بأنها المعرفة.. ثم كل من جاء بعده حاول الوصول لهذه الفضيلة كل على طريقته...
وكانت الكلبية هي أحد المدارس الثلاث التي تفرعت عن السقراطية ( الرواقية، الأبيقورية، الكلبية)

بالنسبة للكلبيين فقد كانوا يرون أن السعادة هي المقدرة على التخلي عن كل شيء.. وأنها تتحقق بالعيش وفقاً للطبيعة وعبر تحقيق الاكتفاء الذاتي بالاستغناء عن كل ما هو زائد عن الحاجة ..
طبعاً لا يعتبر المذهب الكلبي مدرسة فلسفية منظمة بكل معنى الكلمة وإنما كان طريقة حياة أكثر من كونه نظام فلسفي..

كانوا يرفضون كل ما هو سائد من أعراف وقوانين وعادات وتقاليد ولم تكن نظرة الناس إليهم تهمهم في شيء..

وكان ديوجين أشهر رواد هذا المذهب..وأكثرهم طرافة.. لأنه كان يطبق نظريته عملياً.. ليثبت للناس أن الفضيلة ليست مجرد نظريات فلسفية...

حيث لم يكن يملك أي شيء .. وكان معتاداً على ضبط النفس والتقشف الصارم معرضا نفسه إلى البرد والحر الشديدين.. فكان يرتدي عباءة خشنة ويحمل عصا ومحفظة صغيرة.. ويعيش في برميل!!

عُرِف بازدرائه للغنى وذمه لمظاهر الترف والإسراف والتبذير.. والاكتفاء بما يتفضل به الناس عليه من طعام..

كان يقول أنه فقط أولئك الذين اعتادوا على الحياة الناعمة.. سيشعرون بالتذمر عندما يجربوا العكس..
أما أولئك الذين اعتادوا على حياة خالية من المتع.. فيبدو أنهم يجدون متعة أكبر في ازدراء مباهج الحياة...
تماماً كما يجد المحب قيمة ومتعة أكبر في البعد عمن يحب!!

مصباح ديوجين المضيء
أبحث عن رجل!

يقال أن ديوجين كان طوال حياته يحمل مصباحاً مضيئاً ويتجول به نهاراً بحثاً عن (honest man)..

وقد أصبح مصباح ديوجين .. مصباح الحكمة.. و رمزاً للبحث عن الحقيقة..

بعض أقواله

سُئِل مرة: هل الموت شر؟
أجاب: كيف يمكن أن يكون شر .. ونحن لا نشعر به عندما يكون بيننا!!


وعندما قال أحدهم بأن الحياة هي الشر..
قال: ليست الحياة .. وإنما ممارستها بشكل خاطىء!!


سأله أحدهم: لماذا تدرس الفلسفة؟؟
فأجاب: ما أهمية أن تعيش.. إن لم تتعلم كيف تعيش بشكل جيد!!


رأى ذات مرة شاباً متأنقاً بشكل مبالغ به فقال:
هو حمقٌ للرجال.. وسذاجةٌ للنساء...



سُئِل مرة: لماذا يتصدق الناس على المتسولين ولا يفعلون ذلك مع الفلاسفة؟؟
قال: الناس تتصدق على المتسولين لأنهم يخشون أن يصبحوا مثلهم..
لكن لا أحد يتوقع أنه سيصبح فيلسوفاً يوماً ما!!!



سأل يوماً بخيلاً شيئاً من الطعام..
فقال له البخيل: سأعطيك لو استطعت إقناعي
فقال ديوجين: لو كنت أستطيع إقناعك .. لأقنعتك بشنق نفسك!!

ذات مرة كان مسافراً فأمسك به قطاع الطرق وساقوه إلى سوق النخاسة لبيعه كعبد.. وعندما سألوه: ماذا بإمكانك أن تفعل؟؟
قال: أحكم الرجال.. بيعوني لمن يريد سيداً له!!
وعندما سمعه أحدهم.. أخذه إلى بيته وجعله معلماً لأولاده...

ديوجين والإسكندر الكبير

يقال أن الاسكندر الكبير( ملك مقدونيا وأحد عباقرة الحرب في كل العصور) مر يوماً بديوجين فوجده جالساً في برميله يستحم بأشعة الشمس، فوقف الاسكندر أمامه قائلاً:

- أنا الملك الإسكندر الكبير..

- وأنا ديوجين الكلبي..

- ألست خائفاً مني؟؟

- هل أنت رجل صالح أم شرير؟؟

- بل أنا رجل صالح..

- ومن يخاف من الصالح إذاً!!


ثم سأله الاسكندر: هل تعيش في هذا البرميل فقط لكي تلفت انتباه الناس وإعجابهم بك؟؟؟

قال ديوجين: وهل فعلاً تريد أنت فتح بلاد فارس وتوحيد كل بلاد الإغريق.. أم تفعل ذلك فقط لتنال الإعجاب؟؟؟

ابتسم الاسكندر وقال: هذا برميل مليء بالحكمة..

فقال ديوجين: أتمنى لو كان لدي بدل هذا البرميل المليء بالحكمة.. نقطة واحدة من الحظ الجيد..

للحكمة طعم مر.. وأحياناً تودي بك إلى الهلاك.. بينما الحظ يفتح لك أبواباً ويحقق لك سعادة ما كنت تحلم بها!!!

أعجب الإسكندر.. الذي يعرف جيداً معنى الحظ.. بكلام ديوجين ، ثم أخبره أن يطلب منه ما يشاء ليلبيه له..

فأجابه ديوجين بهدوء : أريد منك شيئاً واحداً...

إنك الآن تقف أمامي وتحجب عني أشعة الشمس..

لذا لا تحرمني من الشيء الوحيد الذي لا تستطيع منحي إياه...

لا تحجب شمسي بظلك!!




وينقل عن الاسكندر الكبير أنه قال: لو لم أكن الاسكندر الكبير.. لتمنيت أن أكون ديوجين..

كما يقال أنهما ماتا في نفس اليوم.. ديوجين عن عمر يناهز التسعين والاسكندر عن عمر لا يتجاوز الثلاثة والثلاثين...

حيث قرر ديوجين ذات يوم أن يتوقف عن التنفس ويمنع الهواء من الدخول إلى رئتيه.. ربما اقتنع يومها أنه لا جدوى من البحث!!!


ترى.. خلال جلوسه في ذلك البرميل وتجوله مع ذلك القنديل.. هل كان ديوجين يرى ما لم يستطع رؤيته الآخرين!!!


منقول ...بتصرف
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 01/05/2005, 08:47 AM
صورة عضوية سكووون
سكووون سكووون غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 24/08/2001
الإقامة: *~مسك الختام~*
المشاركات: 34,008
Thumbs up

~قراءة رائعه~ممتعه~
شكرااااا لك
*****
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 127
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.