سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة السياسة والإقتصاد

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 26/04/2005, 09:47 AM
هادف هادف غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 30/03/2000
الإقامة: عمان
المشاركات: 472
الموظفون الأشباح !

تناولت الصحف العربية في مارس الماضي خبرين حول ما أصبح يطلق عليه في المغرب العربي ب- الموظفين الأشباح« الأول في المملكة المغربية و يتعلق بقرار الحكومة التصدي بحزم لظاهرة الموظفين الأشباح الذين بلغ عددهم 80 ألفا من أصل 450 ألف موظف حكومي يتلقون رواتب شهرية «قد تكون سمينة« و حوافز إضافية أخرى من الخزانة المغربية دون أن تطأ أقدامهم مقر العمل والأدهى من ذلك أن بعض هؤلاء الأشباح غير متواجدين في المملكة أصلا، بالإضافة إلى عدد من القوى العاملة المنزلية من خدم منازل و سائقي سيارات تصرف رواتبهم من الخزانة وهم يعملون في منازل أصحاب المناصب من موظفي الدولة
وقد فتح ملف «الموظفين الأشباح« منذ عشر سنوات من قبل الصحافة المحلية، ومن قبل بعض الأحزاب بعد تفشي هذه الظاهرة بشكل كبير جدا طالت مؤسسات حيوية كالصحة والتربية وباتت هذه الفئة تستخف بكل القيم والأعراف وتسيء بشكل مباشر للإدارة المغربية و مصداقيتها، وتؤدي إلى زرع الإحساس بالغبن لدى الموظفين الكادحين، فضلا عن استنزاف الموارد المالية للحكومة التي تعاني من كبر حجم مصروفات الموظفين و تكدسهم في مؤسساتها.
أما الخبر الآخر فيتعلق بقرار المحكمة الإدارية العليا المصرية فصل الفنانة صفاء ابو السعود من عملها في البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، وذلك بعد أن أحالتها النيابة الإدارية العامة للتحقيق بشأن انقطاعها عن العمل طيلة خمسة اعوام في الوقت الذي كانت تتقاضى فيه رواتبها كاملة، وذلك إثر تلقي النيابة لمكالمة هاتفية من مجهول مفادها بأنه وطيلة الأعوام الخمسة الماضية كان يوقع نيابة عنها في سجل الحضور في الوقت الذي لم تتواجد فيه الا لحظة قبض راتبها.
هذان طبعا مثالان للموظف الشبح على حد تعبير إخواننا المغاربة و هو التعبير الذي أعجبني شخصيا وقررت اقتباسه عنوانا لمقال اليوم ذلك لأنه ذكرني بنماذج الموظفين الأشباح في مؤسساتنا الحكومية التي أرى أن نحذو حذو المغرب في التصدي لهم قبل أن تستفحل هذه الظاهرة حفاظا على مصداقية هذا البلد بالدرجة الأولى، فالتسيب يعتبر شكلا من أشكال الفساد الإداري الذي بدأت المنظمات الدولية توليه اهتماما كبيرا في ظل الاتجاه نحو الاقتصاد الحر والتجارة المفتوحة، و يعتبر الفساد أكثر التحديات التي تواجهها الدول وخاصة الدول النامية لكونه يلحق أضرارا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول، و يعيق قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية ولقد رأينا التأثير المدمر للفساد على اقتصاديات دول مثل نيجيريا واندونيسيا وروسيا حيث تسبب الفساد في إضعاف النظم الاقتصادية والسياسية لهذه الدول التي جاءت على قائمة أعلى الدول تفشيا في الفساد في دليل الفساد الصادر عن «منظمة الشفافية الدولية«. والنموذجان الأكثر إنتشارا في مؤسساتنا الحكومية هما فئتا المدخنين واصحاب الشهادات الطبية «بو ريالين« كما اصبح يطلق عليها. والفئة الأولى بدأت تظهر بعد تحول المباني الحكومية إلى مبان تمنع التدخين فيها، وبالتالي أعطت المؤسسات الموظفين المدخنين فرصة الخروج من المبنى الحكومي للتدخين، وكعادة البعض في إساءة استغلال الحقوق والمزايا الممنوحة لهم ترى الموظف يترك مكتبه لمدة تتجاوز النصف ساعة في بعض الأحيان للتدخين، و ليتخيل القارئ معي عدد المرات التي يخرج فيها هذا المدخن خلال السبع ساعات المخصصة للعمل، هذا طبعا إذا كان ممن يلتزمون بساعات الدوام الرسمية، إذ أن البعض لا يحضرللدوام قبل الثامنة وتراه يخرج قبل الثانية في كثير من الأحيان، ناهيك عن أوقات تناول الإفطار، و أوقات تلقي المكالمات الخاصة، فما الذي تبقى من الوقت المخصص للعمل؟ والشكل الآخر للموظف الشبح في مؤسساتنا هم أصحاب الإجازات الطبية «بو ريالين«، وهي فئة استغلت ميزة منحها القانون لها، وهي الحصول على إجازة طبية من العيادات الخاصة، و ضعف الوازع الديني لديها وافتقار قيمة أخلاقيات العمل إلى جانب ضعف نفوس بعض العاملين في العيادات الخاصة التي أصبح قسم أبوقراط عندهم لا يساوي أكثر من ريالين عمانيين. مما يدعو إلى ضرورة إدراك الموظف وخاصة الحكومي لأهمية وقدسية وقت العمل، ذلك أن إن الوظيفة العامة عبارة عن مجموعة من الواجبات والمسؤوليات يلتزم بها الموظف طيلة حياته الوظيفية مقابل تمتعه ببعض الحقوق والمزايا المترتبة عليها. ومن أهم هذه الواجبات والتي أكدتها نصوص قانون الخدمة المدنية ولائحته التنفيذية واجب الانضباط والتقيد بمواعيد الحضور والانصراف. فالمادة (62) من قانون الخدمة المدنية وضعت واجب «تخصيص ساعات العمل الرسمي لأداء واجبات الوظيفة« على رأس الواجبات وأكدت على هذا الواجب مرة أخرى في ذات المادة إذ نص البند (ج-) على أنه من ضمن واجبات الموظف الحكومي( أن يحافظ على الانتظام في العمل واحترام مواعيده الرسمية) وهو ما يفهم منه ان الموظف يجب عليه التواجد في مقر العمل طيلة الساعات التي يقتضي تواجده فيه، وليس هذا فحسب بل يجب عليه ان يكون خلالها فعالاً لاداء مهام واجبات وظيفته بكل دقة وامانة وعليه ان يتجنب كل ما يخالف هذا الواجب كالغياب او الحضور متأخراً او الخروج بدون اذن، لما يترتب على تلك التصرفات من ا ضرار بالوظيفة العامة وتعطيل مصالح الناس، كما أنها تؤدي به الى الاثراء على حساب المؤسسة التي يعمل بها، ويؤدي بالتالي إلى فقدان المؤسسة لمصداقيتها و إضعاف همة الموظفين الملتزمين، ناهيك عن إهدار الموارد المالية للدولة التي نعلم جميعا أن مصروفات ونفقات الموظفين تحظى بنصيب الأسد من موازنتها، وفي ذات الوقت لا نغفل دور المؤسسة في زرع هذه العادات لدى موظفيها، من خلال أنظمة الرقابة الداخلية، و أنظمة الحوافز والتوزيع العادل للأدوار، إذ نجد أن بعض الموظفين يتعرضون للتهميش من قبل إداراتهم، وخاصة النماذج الصعبة من الموظفين التي ترى الإدارة أن لا جدوى من إصلاحهم وبالتالي تمارس سياسة التهميش كحل سهل تلجأ إليه عوضا عن محاولة إصلاح الموظف و تعزيز الشعور لديه بأهمية الدور الذي يلعبه، مما يساهم في تحويل الموظف من قوى منتجة إلى عالة على المؤسسة وبالتالي الاقتصاد ككل، لأن هذا الموظف يتلقى رواتب و حوافز سنوية إضافة إلى أنه يستهلك موارد طاقة و قرطاسية وأدوات مكتبية، إذا نحن بحاجة إلى زرع ثقافة قيمة الوقت لدى الشباب العماني وبالتالي كيفية استغلاله الاستغلال الأمثل في تأدية المهام الموكلة إليه، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إدخال ندوات وورش عمل في خطط التدريب المعدة في المؤسسات الحكومية تتناول الفساد الإداري و إدارة الوقت، والنزاهة، إضافة إلى البرامج التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة، فالوقت أثمن من المال وهو أهم الموارد وأكثرها ندرة لأن الوقت هو المورد الوحيد الذي لا يتجدد واللحظة التي تمضي لا تعود أبدا، وأي خطأ ممكن إصلاحه إلا خطأ إضاعة الوقت، يقول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه «اعلم أن لله عملاً بالنهار لا يقبله بالليل وعملاَ بالليل لا يقبله بالنهار« من هنا نرى أن المؤسسات الكبرى أصبحت تعنى بإدارة الوقت عناية كبرى لإدراكها بأن الفرق بين الناجح والفاشل هو في إدراك قيمة الوقت وما تتطلبه إدارة الوقت من تخطيط وإدارة وترتيب أولويات.
حمدة الشامسي كاتبه عمانيه
منقول من جريدة عمان
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 12/09/2006, 05:42 PM
صورة عضوية SECRET ANGENT X
SECRET ANGENT X SECRET ANGENT X غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/07/2006
المشاركات: 170
مشكور على موضوعك المتميز!
  #3  
قديم 12/09/2006, 05:51 PM
أوس القحطاني أوس القحطاني غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 20/06/2005
المشاركات: 1,229
حلوة موظفين واشباح
بس 80 الف وايد
معقولة ما يداوموا
  #4  
قديم 12/09/2006, 07:48 PM
صورة عضوية بدون زواج أفضل
بدون زواج أفضل بدون زواج أفضل غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 20/08/2006
الإقامة: قاع الاحزان
المشاركات: 103
فعلا اخي لا بد من وجود هيئه او لجنه خاصة لمكافحة الفساد والتطهير من البداية الى النهاية ومن الكبار الى الصغار
وتعطي هذه اللجنه صلاحيات كبيرة بحيث يحق لها ان توقف الموظفين الفاسدين وتحاسبهم
لان البلد لم يعد يحتمل المزيد من الفاسدين والمزيد من نهب المال العام وان الاوان للقضاء على الفساد وتخليص المجتمع من مرتكبيه لان ذلك يقوي النسيج الوطني ويمتن الوحدة الوطنية ويخلق حراك سياسي واجتماعي .
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 02:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 127
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.