|
|
|
أدوات الموضوع | البحث في الموضوع | تقييم الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
حـاجــات الـنـظــام الـتـــربـــــوي إلــى الإصـــلاح – د.عـبــاس مـــدنــــي
"إن الحضــارة أي حضــارة إذا فـقــدت عنصر التجديد لسبب مــا فإنها تهــدد بـالـركــود و الإنحـطـاط.."، بهذه العبـارة يصدر د.عباس مدني مقاله في مجلة البيان، و يؤكد د.عباس مـدنــي عـلـى أغـراض الإصلاح و يقــول أن من أهـمـها "شحــذ عبقرية الأمة و دفعها نحو الإبداع و التجديد انطلاقا من خدمة التراث الأصيل".
كمـا يــؤكــد أيضا عـلى أن مسـايـرة التـقــدم و التـطـور التكـنـولوجـي الهـائــل فـي العـالـم يـشـكــل أحــد أعـقــد المشـكلات و أعوصها أمـام التـربـيـة، و يركــز عـلى عـامـل الزمن باعتباره مهما في الإصلاح و للتحكم في الـتـغـير الإجـتـمـاعي، و يقول في مقاله:"إذا لم تحقق التربية غلبتها على عامل الزمن فإنها تتقهقر و تتخلف، و تصير تابعة لا متبوعة، و تعجز عندئذ عن ضمان حاجة الحضارة إلى التجديد و النمو..". كـمـا ينـبـه د.عـبــاس مـــدنـــي إلى أن التربـيــة يجـب أن تتمتع بالـرؤية الواضحـة عــن "الحاضـــر بكــل جــوانـبه، و المستـقـبــل بكـل أبـعـــاده". و يسرد الكاتب في مـقاله نماذج من الإهـتـمام الكـبيـر الــذي توليـه الدول المتــقـدمـة لنـظمها التربويــة كــل ذلك من أجـل قيام التطور التكنولوجي، فـفــرنسـا لـم تـلـهـهـا أهــوالـها في الحرب مع الألمان عن اعداد الخطة الإصلاحية التربوية، أما بريطانيا فقد قررت ديمقراطية التعليم بقرار 1944 الشهير، و اليابان المحروقـة و ألمانيا المهزومة و غيرها من الدول التي أدركن حاجتها إلى اصلاح نظمها التربوية. و يفند د.عباس مدني في مقـاله أقوال العلمانيين العرب الذين يزعـمـون باطلا أن "النظم التربـويـة فـي العــالــم الإسـلامي إنما تخلفت عن ركب الحياة لكونها في الأصل دينية، و لا يمكن أن تصلح للمجتمعات الحديثة"، و يــرد كاتب المقال عليهم بأن "زعمهم باطل لا سند له من أدلة النقل و لا براهين العقــل....فأحكـامهـم ذاتيــة و مــزاعـمهــم ادعائية، و ابعد ما يكونون عن موضوعية العلم و حكمة العلماء"، أما ربطهم الإسلام و ظاهـرة التخلـف التي تعاني منها الأمة فهـو أمر بعيد كل البعد عن المعطيات التاريخية، فـقـوة المسلمين و عزتهم و سيادتهم على العالم إنما كانت يوم أن عرفوا كتاب ربهم و طبقوه في حياتهم، يوم أن كانوا سائرين على نهج الهدى و خلفاءه الراشدين، "و ما أن دب في الأمة الضعــف في دينها حتى دب الضعف في كل شئ إلى أن آل الأمر إلى ما آل إليه حال الأمة اليوم". و يرد الكاتب أيضا على افتراء العلمانيين – الطابـور الخامـس للغـرب فـي بلادنا – الـقـائـل بأن النـظـم الغـربـيــة لــم تتـطور إلا بـعــد أن نفـضـت غـبار الدين عـنهـا، فهذا الزعم "قــد يـصـح لــو كـانــت كــل النظـم التـربـويـة التي تتـمتـع بسمـعة أكاديمية هي النظم اللائكية"، و لكن الحـقـيـقــة أن الكثـير من المعاهـد الكاثـوليكـيـة و البروستانتية و الإنجـلـيكــائـيـة و اليهـودية لها من الشهرة مـا هــو معـــروف في العـالـــم. و يـعـود الكاتب إلى القول بأن "العملية الإصلاحية التربوية مـعـقـدة لا يجـوز تـركـهــا للمصـادفــة و المخـاطـرة و الإرتجـال.."، و يؤكد في نهاية مقـالـه عـلى أهـمية "النظام التربوي في أعمـاق الأمــة الثـقــافـيـة و الإجـتـماعـيـة و الإقـتصاديــة و السـياسـيــة و الحـضـاريــة و وضـعــه مـنـهـا متوضــع الـعـمـود الفــقـري فـي الجـسـم..". |
مادة إعلانية
|
#2
|
||||
|
||||
بارك الله فيك
|
#3
|
|||
|
|||
noway
حقيقة أعجبني توقيعك هل تسمح لي بإضافته إلى قائمتي..؟ |
|
|