سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع التقييم: تقديرات الموضوع: 2 تصويتات، المعدل 5.00.
  #1  
قديم 25/04/2004, 03:47 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
Post العالم يتطلع إلى فكر أهل الحق والاستقامة

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد

إخوتي الكرام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أشارك بهذا المقال في النقاش المتعلق بالفكر الإباضي وتطلع آمال العالم إلى واقع هذا الفكر واستنقاذه له من براثن النظريات المادية والأفكار العلمانية والأطروحات الهزيلة المتخاذلة.

وحديثنا عنه يجعلنا نتناوله من زاويتين: الفكر ، وأصحابه

أولا: الفكر الإباضي:

ماذا تحتاج أمتنا من الفكر الإباضي ؟ وإلى أي مدى تبلغ حاجتها إليه ؟

لابد من الإشارة أولا إلى أن الفكر الإسلامي يتميز بأنه رباني المصدر ، وأنه مستمد من نصوص الكتاب العزيز والتوجيهات النبوية الكريمة ، وقد جاء ملبيا حاجة النفس البشرية والمجتمع الإنساني الخاص والعام.

وقد تسابقت عقول المفكرين والعاملين في حقل الإسلام إلى إنشاء المدارس الفكرية لصياغة أطروحاتها ومناهجها بما يتواءم مع النظريات القرآنية ، وواقع السيرة النبوية ، فكانت المدارس والمذاهب المتعددة وقد أسهمت في ذلك إسهاما كبيرا ، غير أنها تباينت إلى حد بعيد فيما بينها ، وظهر هذا التباين في مدى النجاح أو الإخفاق فيما تقدمه كل منها لخدمة التشريع الإلهي وتلبية حاجة المجتمع الإسلامي والعالمي

وقد نجحت مدرسة الراشدين نجاحا باهرا في أصولها ومناهجها ، إذ إنها امتداد لروح النبوة والوحي والدفق الإيمان القوي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

ترى ، أي المدراس اللاحقة عاشت هذا الواقع الراشد المتميز وحولت المجتمع البائس إلى نعيم العدالة والحرية وجنان الإيمان والتقوى ؟!

إن تقويم أي فكر يقوم على مدى غنائه بعوامل القوة وقدرته على واقعيته وعطائه لبني الإنسان ، وتلبيته تطلعات النفس البشرية في ظل معاني التقوى ومبادئ العدل ، وأجواء الحرية المنضبطة.

الفكر الصحيح هو الذي تقوم علاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالى على الإيمان الراسخ والتصور العقدي السليم الخالي من التشويه والتحريف ، والعبادة الخالية من الخلل والفوضى والذوبان ، وتقوم فيه علاقة الإنسان بالإنسان على أساس الرابط الإيماني الأخوي ، ومبادئ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ، وحرية الكلمة الصادقة ، وقول الحق ، وتقوم فيه علاقة الكل بالتآزر والسعي لإقامة المجتمع على دين الله القويم والصراط المستقيم

فدعك من النظريـــات القائمة على الفصل بين الدين والدولة ، وبين الدين و العلم ، وبين العقيدة والسلوك ، وبين القول والعمل ، وبين النظرية والتطبيق

ودعك من النظريات القائمة على عدم الإكتفاء بالقرآن الكريم من خلال تلمس الحلول في واقع وأفكار الأمم الأخرى أو من خلال دعوى الحاجة إلى وحي ممتد بعد حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي اكتمل التشريع على يديه

ودعك من النظريات القائمة على إسقاط حق الإنسان في قول الحق أو في طلب الحق ، أو في المساهمة بالرأي النير والكلمة الهادفة في خدمة الأمة.

ودعك من النظريات القائمة على قتل روح البذل والتضحية أو دفعها إلى الإنزواء والانكفاء على سبحة وسجّادة في محراب أو في ســرداب وتغييب العقل والوعي عن روح التشريع ومقاصده الكبرى وأهدافه العامة

ربما لا نجد في مناهج هذه النظريات تلك العناوين المذكورة ، ولكن نجدها في واقع تذوب فيه معانيها بشكل واضح وأساسي

لست هنا بصدد التنديد أو التشنيع ولكننا نريد أن ننعطف إلى الفكر الإباضي الذي يتميز بأنه كلما أطل على مجتمع أغنى أفراده ومبادئه بعطاء الإسلام وروحه الوثابة وأنوار هدايته ، وذلك إذا أحسن الإباضية فهم فكرهم وأحسنوا تطبيقه ، وكذلك من يتبنـى فكرهم ويأخذ به.

والتاريخ مليء بالأمثلة الصادقة لهذه المعاني كلها ، وعلى دروب التاريخ الطويلة لافتات تشير إلى هذه النماذج الحية التي تكرر واقع الحياة الراشدية ، وفيه أيضا نقاط معتمة انطفأت فيها أنوار الهداية وغابت عنها كثير من المبادئ والقيم التي جاء بها ديننا الحنيف.

وهذا الأمر شأن القارئ ، فهو الذي يعرف كيف يفهم واقع أمته

وبعد تلك القرون المتطاولة عادت الصحوة من جديد إلى المدارس الفكرية المختلفة ، وبدأت مراجعات للأصول والنظريات والمناهج ، وقد حتم الواقع المرير تدارك الموقف ، واضطر الكثير إلى التصحيح من خلال الأطروحات الجديدة ، أو من خلال المواقف الصريحة الواضحة ذات النقد البناء في إطار الصحوة الفكرية الكبرى

وقد تهاوت عدد من الأفكار القديمة في ضوء الفهم الصحيح للنصوص ودراسة الواقع ومعطيات التاريخ ، فقد كانو قديما يتحدثون عن شرط القرشية للحاكم وضرورته ، وحدث ولا حرج عن الروايــات في الموضوع والشروح الكثيرة لها ، والتركيز على هذا الشرط في كتب الفكر السياسي السابقة (غير الإباضية) وكذلك كتب الفرق والتاريخ ، والردود على من لا يأخذ بهذا الشرط كابن خلدون المتهم بانحيازه للفكر الخارجي في هذه القضية حيث بناها على مبدأ اجتماعي بحت ، كما اتهم أهل النهروان رضوان الله عليهم بأن ثورتهم إنما هي ضد التغلب القرشي ، وكُـذّب البعض حين روى حديث القحطاني (غير القرشي) نظرا إلى معارضته لمبدأ القرشية.

وألغيت بناء عليه القبائل العربية الأخرى ، وحدث كثير من الاضطرابات نتيجة التمسك بهذا المبدأ من خلال الأمراء السابقين وعلماء أزمنتهم !

يا ترى كيف ينظر أصحاب هذا المبدأ إلى الواقع الآن ؟!

يتبع إن شاء الله

آخر تحرير بواسطة ناصر بن سليمان السابعي : 25/04/2004 الساعة 04:01 AM
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 25/04/2004, 12:25 PM
صورة عضوية السنور الصغير
السنور الصغير السنور الصغير غير متواجد حالياً
خــــــاطر
 
تاريخ الانضمام: 17/10/2002
المشاركات: 29
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال
طالما سمعنا عن الفكر الاباضي بانه فكر متزن ورزين في تعاطيه مع الحياة وخاصة في بقاءه وستمراريته من خلال الدول الاباضية المستقلةالتي تمكنت من الحفاظ على كيانها قرون عديده وازمنة مديده
فما هو السبب في ذلك؟
  #3  
قديم 25/04/2004, 01:09 PM
صورة عضوية الخطاب تيمور
الخطاب تيمور الخطاب تيمور غير متواجد حالياً
إداري
 
تاريخ الانضمام: 27/06/2000
الإقامة: يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث
المشاركات: 13,132
واصل حفظكم الله ورعاكم وجعل الجنة مثواكم
  #4  
قديم 25/04/2004, 04:30 PM
بلج بن عقبة بلج بن عقبة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 13/06/2002
المشاركات: 468
اشتقنا لمثل هذا العمق في الطرح ، الذي يحيط بالقضايا من جميع جهاتها ، و يستقرئ الأحداث و النصوص في عمقها.
ننتظر الشيخ حتى يكمل ثم ستكون لنا بعض مداخلات.
  #5  
قديم 25/04/2004, 06:51 PM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
Post

اشكر جميع الاخوة على التعليق والمتابعة وننتظر مساهماتهم وأفكارهم بعد اكتمال عرض الموضوع
  #6  
قديم 25/04/2004, 06:53 PM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
ومثال آخر على المراجعة النقدية الصحيحة ، فكرة انتظار المخلّــص التي تهاوت بكل وضوح وتم إلغاؤها عمليا بظهور فكرة ولاية الفقيه والنائب عن الإمام ، وإن بقيت الأدبيات تجتر الموروثات بخصوص هذا الموضوع ، والأمثلة كثيرة وظاهرة ..

وهكذا نجد أن ثمار الصحوة تجلت في معان كثيرة ، وبرزت الحاجة إلى الفكر الذي يتعامل مع عقل الإنسان ووجدانه ولا يلغيه

ونحن نرى في الفكر الإباضي أنه مثل صريح للفكر الناضج ، ومن دلائل ذلك الولادة المبكرة لهذا الفكر ، في حين أن عدداً من ركائزه لم يتوصل الآخرون إلى القناعة بها إلا بعد كفاح عملي ونظري.

فلا القرشية ولا غيرها من المبادئ أسست للنظرية الفكرية الإباضية منذ الخلاف الأول

العدالة ، المساواة ، الشورى ، حرية الكلمة ، الدعوة إلى الحق ، التسامح ، (المعرفة ، التعارف ، الاعتراف) ، الحوار ، العمل ، الكفاح ، الجهاد ، صفاء العقيدة ، الإيمان قول وعمل ، المسؤولية الذاتية ، اطّـراح الأماني ، الحب في الله ، البغض في الله ، وكثير من مفردات الفكر الإباضي ، وجدت قديما ولازالت تشع وتتألق في أدبيات الفكر الإباضي والإنساني ، وتبرز في واقع المنظومات الفكرية الحديثة

يتبع إن شاء الله
  #7  
قديم 25/04/2004, 07:17 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على هذه الدرر والنفائس ، ولكم نفوسنا متشوقة ومتعطشة إلى مثل هذا الطرح .
  #8  
قديم 25/04/2004, 07:30 PM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
Post

إخوتي الكرام:

لقد أصبحنا نواجه تيارات فكرية عارمة وأفكار خطيرة قوية لاسيما فكرة العولمة التي هي نتاج الثورة الصناعية والاجتماعية والفكرية على واقع الجمود الدين والمتطرف للديانة النصرانية المحرفة

فعلام نحصر ديننا في زوايا ضيقة أو إقليميات محدودة أو أنساب وأحساب ، وديننا عالمي ، ومبادئنا وقيمنا عالمية تسع الناس جميعا.

نحتاج إلى فكر يشرح عالمية ديننا ويحقق مبادئ العدالة والحرية والمساواة والإنصاف ويحفظ حقوق الإنسان ويصهر في ذاته كل الفروق التي لا تتسق مع معايير التوحيد والوحدة والتقوى والعمل الصالح والكفاح في ميدان الدعوة الى الله ، ويمتلك الفكر الإباضي رصيدا تاريخيا ورصيدا جاريا في كل هذه الميادين ولم يخفق قط في شيء منها

الفكر العقدي ، والفكر العملي ، والفكر السياسي ، والفكر التربوي كلها مجالات اتسعت أبوابها عند الإباضية ، وقد مضت الحقب والدول بما يناسبها من الأطروحات بما يتواءم مع معطياته ولغته ومناهجه

هاهنا يأتي دور الإباضية أنفسهم في تقديم مذهبهم وشرح حقيقته والبرهنة على أهليته لحمل أمانة الفكر وأداء رسالته العالمية.

وأركز مرة أخرى على أن هذه الدعوة إنما هي لإتاحة الفرصة لهذا الفكر أن يقدم ما لديه من حلول للمشكلات الكبرى والكثيرة في حياة الناس والأمم ، فإن تجاربه أثبتت قدرته على ذلك ، في حين أن ما قدمته المدارس الأخرى احتاج إلى تعديل كبير وقد أخفق في جوانب متعددة وأنتج مشكلات خطيرة ... فلتكن هناك إتاحة واسعة للفكر الإباضي ليقدم ويخدم هذا الدين ويبرز الجوانب المشرقة فيه

يتبع إن شاء الله ( الحديث عن حملة الفكر الإباضي )
  #9  
قديم 25/04/2004, 08:59 PM
شبكة أهل الحق شبكة أهل الحق غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 27/11/2003
الإقامة: oman
المشاركات: 86
بارك الله فيك شيخنا العزيز و المقال التالي يؤيد ما ذكرت من تطلع العالم لفكر أهل الحق و الاستقامة

http://www.ibadhiyah.net/hiwar/showthread.php?t=1626
  #10  
قديم 25/04/2004, 09:01 PM
المعافري المعافري غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 17/06/2002
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 3,157
هنيئا لنا هذه الدرر القيمة و الكلمات المضيئة فهل من سامع و هل من مشمر ؟!

بارك الله لنا فيكم و في علمكم..
  #11  
قديم 26/04/2004, 12:11 AM
مستر فيجاروووووو مستر فيجاروووووو غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 10/02/2002
الإقامة: دار ليس لها قرار
المشاركات: 217
واصل حفظكم الله ورعاكم وجعل الجنة مثواكم
  #12  
قديم 26/04/2004, 02:12 AM
الزهراء الزهراء غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 08/07/2000
الإقامة: عمان
المشاركات: 766
جزاكم الله خيرا على الجهود لنشر الفكر الاسلامي الاصيل
  #13  
قديم 26/04/2004, 02:13 AM
سمسوم جمجوم سمسوم جمجوم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 28/08/2002
الإقامة: www.omania.net
المشاركات: 72
لله در شيخنا السابعي على هذا الطرح
  #14  
قديم 27/04/2004, 01:57 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
الإخوة والاخوات الكرام:

أشكركم وجميع المشاركين والمتابعين ... وكذلك فلنكن كالبنيان المرصوص
  #15  
قديم 27/04/2004, 01:59 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
Post

ثانيا: حملة الفكر الإباضي

نرى أن خير من يمثل الفكر الإباضي هم الجيل الأول من سلف الأمة ، من الصحابة الكرام وأتباعهم بإحسان ، فكل دعائم هذا الفكر شيدت على أساس النصوص الشرعية من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته ، وسيرة خلفائه الراشدين ، ابتداء من قضايا العقيدة الكبرى ومرورا بالفقه العملي وانتهاء بمجالات الفكر السياسي والفكر التربوي ونحوهما ..

وقد ارتبطت حركة الفكر الإباضي بهذا المحور ارتباطا ارتكازيا ، وبنيت كل معالمه وقامت دوله على أسسه وهديه ، ولذا كانت المواجهات الساخنة نظرا إلى صلابة مبادئ الإباضية من جانب ، وإلى صعوبة التغيير من جراء الانعطافات الفكرية الخطرة الحاصلة لدى التيارات ذات السيادة.

تشكلت ملامح الفكر الإباضي وتكونت معالمه على أيدي أجيال مؤمنة داعية واعية واثقة تحمل معاني التقوى والفداء والبطولة والتضحية والإخلاص. وقامت جهود الإباضية على أساس أن الإيمان قول وعمل ، وأن الدين جهاد وبذل ، وأن الإنسان يتحمل المسؤولية كاملة أمام ربه سبحانه وتعالى من دون الشفعاء والوسطاء ، فعليه أن يقدم ما يمليه عليه إيمانه وخوفه من الله عزوجل ووعيه لدينه وتمسكه بثوابته.

وهنا يبرز السر في أن من سموا -فيما بعد- بالإباضية كانوا يسمون أنفسهم بداية الأمر بجماعة المسلمين وأهل الدعوة ... نظرا إلى عنصرين أساسيين:

الأول: الالتزام والاستسلام لله تبارك وتعالى.

الثاني: التواصل بديناميكية حية مع المجتمع أخذا وعطاء وحركة وجهادا ، وهو ما يوضحه مصطلح الدعوة ومفهومه ، وكأن صدق الانتماء إلى هذه المدرسة لا يكفيه مجرد الالتزام بالشرع ، بل إن صحة الالتزام مبنية على نقل السلوك إلى الآخرين ليصبح سلوكا عاما وجماعيا.

ولم يكن مصطلح الإباضية يعار اهتماما أو يعترف به من قبلهم ، لأنه محاولة مروانية أموية لصرف التفكير إلى قضايا هامشية ليس لها قيمة في مقاييس الكفاح الدعوي ... وقد نجح أولئك لاحقا حيث صار (أهل الدعوة) يدافعون عن مصطلح الإباضية:
معناه ؟! ومن أين جاء ؟! وهل فيه ضرر عليهم ؟! ولم لم يسموا بالجابرية ؟! ومن هو ابن إباض ؟!وما صلته بأهل الدعوة ؟!

وصرنا نقيم الحجج على صحة التسمية حيث إن عبدالله بن إباض المتحدث الرسمي والرجل المنافح عن هذا المذهب ومبادئه ... وتم لبني أمية ما أرادوه ، فقد غابت الفكرة في خضم الجدل المذهبي ، وأعلن الإباضية اعترافهم بهذه الاسم ، وتضاءلت الدعوة حين غاب مصطلح الدعوة عن أدبيات (الإباضية) ومؤسساتهم الخاصة والعامة.

وانتقلنا بعد ذلك إلى مصطلح أهل الحق والاستقامة لأنه نتيجة حتمية للجدل والصراع الفكري في مقابل أهل السنة والجماعة الذين كانوا يرون غيرهم أهل البدعة والفرقة ، ومع أن هذا المصطلح -أهل الحق والاستقامة- له دلالته الصحيحة للتعبير عن سلامة المعتقد وصدق السلوك إلا أنه لا يعكس إلى حد ما الجانب الحركي للفكر الإباضي الذي أسسته مدرسته الأولى.

يتبع إن شاء الله

آخر تحرير بواسطة ناصر بن سليمان السابعي : 30/04/2004 الساعة 02:53 AM
  #16  
قديم 27/04/2004, 02:09 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
Post

ومع ذلك ، فلقد حفظ لنا مصطلح أهل الحق والاستقامة عنصرين أساسيين للانتماء الإباضي ، هما الحق في الجانب العقدي والفكري والأصول العامة لهذه المدرسة ، والالتزام بالصراط المستقيم المسمى بحسب التعبير القرآني في آيات أخرى بــ ( الاستقامة) كقوله تعالى: (( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )).

وبقيت فكرة الحق والاستقامة محركة للوجدان الإباضي الفردي والجماعي والخاص ، ومنها انطلقت الجهود الإباضية وسعيهم الحثيث إلى إقامة العدل ونشر الصلاح والاستقامة ، والتركيز على السلوك والعمل وتصحيح مسار الفكر الإنساني ، وقد تجلى ذلك في أمرين:

- الجانب العملي ، وانعكس ذلك على مفاهيم العدل والاستقامة والحق المقترنة باسم الإباضية نظرا إلى أن ذلك من دينهم وديدنهم ، وهمهم وهمتهم ، ومناهم وآمالهم.

- الجانب النظري المتمثل في الأدبيات والتآليف والرسائل التي تتناول محور الإيمان المسمى بالعقيدة ، إذ هو المحرك الرئيسي لسلوك الإنسان والموجه الحكيم لعواطفه والمهذب القويم لغرائزه ، والتي تتناول الجانب العملي والفقهي ، إذ هو ثمرة الإيمان القلبي والاعتقاد ، والبرهان على صحة الدعوى باللسان.

هنا تتجلى ميزة أخرى للإباضية حيث يبتعدون -إلى حد كبير- عن الجدليات التي لا تخدم فكرة الحق والاستقامة في حين يقتربون من الجوانب العلمية للفكر الإسلامي القائم على ربط العمل بالإيمان وعده ركنا من أركانه.

يتبع إن شاء الله

آخر تحرير بواسطة ناصر بن سليمان السابعي : 27/04/2004 الساعة 09:36 PM
  #17  
قديم 27/04/2004, 08:00 PM
فداء الأقصى فداء الأقصى غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 28/02/2002
المشاركات: 1,422
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أشكرك شيخنا الجليل على هذا الطرح .. فعلاً موضوع قيّم.. وهذا ليس بغريباً عنك ،
فلقد عهدنا منك مثل هذه الكلمات الرائعة في أسلوبها .. والقوية في معانيها.

بصراحة .. سررت كثيراً عندما رأيت اسمك في سبلة الدين .. والحمد لله انك ما زلت
تكتب فيها..

تمنياتي لك بالتوفيق في دراستك .. وإن شاء الله تحوز على درجة الدكتوراه بامتياز..

  #18  
قديم 28/04/2004, 12:04 AM
سأحلم سأحلم غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 24/02/2000
الإقامة: سلطنة عمان الحبيبة
المشاركات: 1,282
الشيخ ناصر بن سليمان السابعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الشكر الجزيل للاطلالة الكريمة و المشاركة الطيبة في سبلة الدين و فتح باب المعرفة و التعارف و الاعتراف و التعرف و التعريف الذي أن أحسنت الايدي طرقه و تم الاستئذان وحسن قبول الدخول من خلاله فأن المرجو و المأمول لا بد من أن يكون صالحا و هادفا و نقيا تقيا .

نرجو التوفيق ... و نتمنى مشاركة الجميع في الحوار الذي لا بد ان ينتهي الى حتمية " كم يحتاج هذا العالم البائس الى فكر الاسلام " حتى يدواي جروحه والالامه الكثيرة.
  #19  
قديم 28/04/2004, 08:38 AM
محب العدل محب العدل غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 21/08/2003
الإقامة: جامعة شهداء النهروان
المشاركات: 4,648
لله درك من رجل حباه الله بعلم و حكمة نحسده عليها، اللهم لا حسد، اللهم زد وبارك في شيخنا و حبيبنا السابعي
  #20  
قديم 29/04/2004, 01:26 AM
صورة عضوية الخطاب تيمور
الخطاب تيمور الخطاب تيمور غير متواجد حالياً
إداري
 
تاريخ الانضمام: 27/06/2000
الإقامة: يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث
المشاركات: 13,132
Arrow

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة محب العدل
لله درك من رجل حباه الله بعلم و حكمة نحسده عليها، اللهم لا حسد، اللهم زد وبارك في شيخنا و حبيبنا السابعي
صدقت بارك الله فيك
  #21  
قديم 29/04/2004, 02:03 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
ومع كل ذلك اضمحلت الدعوة بشكل كبير ، وبدأ الانزواء والانكفاء لاسيما بعد التساقط المتلاحق للكيانات الإباضية التي امتدت قرونا وبقيت مثلا رائعا للإسلام وقميه السمحة وتشريعاته العظيمة ، وإنما امتدت الدولة الرستمية زمنا طويلا والدولة الإباضية المشرقية نظرا إلى أنهما ثمرات جهود متواصلة وكفاح دعوي له أسسه ونظريته وأصوله ، منذ زمان جابر وأبي عبيدة وسلمة بن سعد ودعاة الفكر وحملة العلم إلى المشرق والمغرب.

وأما حين فقد عنصر الدعوة فقد انكمش المغاربة أكثر من ألف قرن تحت نظام العزابة الذي استطاع أن يحفظ الكيان الإباضي هنالك دون أن يبحث عن مخرج آخر لهذا المأزق حيث ذابت فكرة الدعوة وكأن أرض الله الواسعة قد ضاقت فلم يبق إلا ذلك المكان الذي يعيش فيه نظام العزابة ، أو كأنه لا يوجد في افريقيا الواسعة إلا من كان في الجزائر فحسب ، مع أن أصول الدعوة في المدرسة الإباضية الأولى كانت قائمة على البحث عن الأرض الخصبة والتربة الصالحة للغرس الإباضي ، فمن البصرة إلى عمان ، وإلى صنعاء وإلى حضرموت وإلى المغرب البعيد ، ولم يكن للمسافات اعتبار قط.

والحال نفسه في المشرق ، حيث يمكننا أن نفسر الوضع على هذه النظرية –أي التي تبني استمرار الفكر على وجود قاعدة علمية دعوية لأي مشروع مؤسس كبير- ، ولهذا صارت الدول الإباضية تقوم وما تلبث أن تذهب ، ومن بعد الصلت بن مالك وما وقع في زمنه بدأ المد والجزر والغياب الكلي أحيانا لمعالم الفكر الإباضي ، ولذا لم يجد ابن بطوطة –مثلا- شيئا يثني به على الإباضية حين زار عمان إلا ما زعمه من أن الإباضية في نزوى –معقل الفكر الإباضي آنذاك- كانوا يبيعون لحوم الحمير في الأسواق ؟!

خلافا لما سطره ابن الصغبر المالكي حيث اضطر إلى الاعتراف بالفكر الإباضي المتسامح ، وقيم العدالة والحرية ، ونظم الحياة الراقية التي سادت المناطق الإباضية الواقعة تحت الحكم الرستمي الإباضي ، وكان ابن الصغير ممن ذاق حلاوة الحرية وطعم العدالة في جنة الدولة الإباضية وقيمها الرائعة.

كل ذلك حين وجد القائمون على الفكر الإباضي ونشره ، والمنظرون له والدعاة إليه والمتحمسون لقضيته والمدركون لحاجة الناس إليه.

يتبع إن شاء الله

آخر تحرير بواسطة المعافري : 30/04/2004 الساعة 12:00 PM
  #22  
قديم 29/04/2004, 02:11 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
اشكر الاخوة الكرام على المتابعة واتمنى أن أكون عند حسن الظن وما أنا الا واحد منكم وكلامي يعبر عن رأي قابل للأخذ والرد
  #23  
قديم 29/04/2004, 03:27 AM
أبو الهموم أبو الهموم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 12/04/2004
المشاركات: 169
بارك الله في شيخنا السابعي وجزاه الله خيرا ، فكم نحن بحاجة حقا - بعد حالنا المر- أن ندرك حقيقة عالمية الإسلام وأنه رحمة للعالمين ,وان نتعامل مع عقيدته وشريعته وفق هذا المبدأ حتى نعود أمة توجه العالم وفق شريعة الحق التي ارتضاها الله لعباده ،بعيدا عن الخرافات المذهبية والنزعات المصلحية غير المعقولة لطوائف بائدة أثبت التاريخ والواقع بعدها عن روح الإسلام وديموميته.
  #24  
قديم 29/04/2004, 03:57 AM
عنترة عنترة غير متواجد حالياً
خــــــاطر
 
تاريخ الانضمام: 24/09/2003
المشاركات: 26
موضوع جيد ولطالما نريد أحد أن ينا قش مثل هذا المواضيع التي تركها أصحابها
وأشكر الشيخ على هذه المبادرة
  #25  
قديم 29/04/2004, 07:05 PM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
بارك الله فيكم واشكركم على المتابعة والاهتمام
  #26  
قديم 29/04/2004, 07:07 PM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
ومع كل ذلك اضمحلت الدعوة بشكل كبير ، وبدأ الانزواء والانكفاء لاسيما بعد التساقط المتلاحق للكيانات الإباضية التي امتدت قرونا وبقيت مثلا رائعا للإسلام وقيمه السمحة وتشريعاته العظيمة ، وإنما امتدت الدولة الرستمية زمنا طويلا والدولة الإباضية المشرقية نظرا إلى أنهما ثمرات جهود متواصلة وكفاح دعوي له أسسه ونظريته وأصوله ، منذ زمان جابر وأبي عبيدة وسلمة بن سعد ودعاة الفكر وحملة العلم إلى المشرق والمغرب.

وأما حين فقد عنصر الدعوة فقد انكمش المغاربة أكثر من ألف قرن تحت نظام العزابة الذي استطاع أن يحفظ الكيان الإباضي هنالك دون أن يبحث عن مخرج آخر لهذا المأزق حيث ذابت فكرة الدعوة وكأن أرض الله الواسعة قد ضاقت فلم يبق إلا ذلك المكان الذي يعيش فيه نظام العزابة ، أو كأنه لا يوجد في افريقيا الواسعة إلا من كان في الجزائر فحسب ، مع أن أصول الدعوة في المدرسة الإباضية الأولى كانت قائمة على البحث عن الأرض الخصبة والتربة الصالحة للغرس الإباضي ، فمن البصرة إلى عمان ، وإلى صنعاء وإلى حضرموت وإلى المغرب البعيد ، ولم يكن للمسافات اعتبار قط.

والحال نفسه في المشرق ، حيث يمكننا أن نفسر الوضع على هذه النظرية –أي التي تبني استمرار الفكر على وجود قاعدة علمية دعوية لأي مشروع مؤسسي كبير- ، ولهذا صارت الدول الإباضية تقوم وما تلبث أن تذهب ، ومن بعد الصلت بن مالك وما وقع في زمنه بدأ المد والجزر والغياب الكلي أحيانا لمعالم الفكر الإباضي ، ولذا لم يجد ابن بطوطة –مثلا- شيئا يثني به على الإباضية حين زار عمان إلا ما زعمه من أن الإباضية في نزوى –معقل الفكر الإباضي آنذاك- كانوا يبيعون لحوم الحمير في الأسواق ؟!

خلافا لما سطره ابن الصغير المالكي حيث اضطر إلى الاعتراف بالفكر الإباضي المتسامح ، وقيم العدالة والحرية ، ونظم الحياة الراقية التي سادت المناطق الإباضية الواقعة تحت الحكم الرستمي الإباضي ، وكان ابن الصغير ممن ذاق حلاوة الحرية وطعم العدالة في جنة الدولة الإباضية وقيمها الرائعة.

كل ذلك حين وجد القائمون على الفكر الإباضي ونشره ، والمنظرون له والدعاة إليه والمتحمسون لقضيته والمركون لحاجة الناس إليه.

وهكذا توالت الحقب والقرون ، والفكر الإباضي يكافح ويناضل من أجل البقاء والاستمرار ، ومن أجل الظهور والانتشار.

ومع كل تلك الضغوطات فقد قدم الإباضية للفكر الإنساني في جوانب عديدة ما لم تقدمه المدارس الإسلامية الأخرى ، وبرز علماء كبار ومجتهدون كثيرون وقادة وأئمة وعظماء ، وقامت أمجاد كبيرة في الماضي والحاضر ، وشارك الإباضية إخوانهم من المذاهب الأخرى الحفاظ على الدين ونشر الإسلام والدعوة إليه ، وقامت دول إباضية ذات صولات وجولات في ميدان الجهاد والدعوة ، وميادين الحياة المختلفة ، وكان لدولة اليعاربة ودولة البوسعيد في العصور المتأخرة العطاء الكبير للإسلام في صورته الإباضية المشرقة.

كما ظهرت المؤلفات العديدة في شتى المجالات لاسيما الجانب العقدي والجانب الفقهي ، إلا أن بعض الجوانب لم ترزق حظاً وافراً من التأليف والاهتمام.

وكان للظروف العصبية التي مرت على الإباضية دور كبير في نقص التأليف في علوم التاريخ وعلوم القرآن وعلوم الحديث في الأدوار اللاحقة ، رغم أن الإباضية من أوائل من أسسوا لهذه العلوم ، ولهم مناهجهم وأصولهم الخاصة في هذه المجالات تماما كالحال فيما يخص علوم العقيدة والفقه.

ومسند الإمام الربيع ومدونة أبي غانم الخراساني يكشفان لنا جانبا نيرا وعظيما في التأصيل للتعامل مع الروايات والرواة وعلوم السنة والحديث والسيرة ، ولمبدأ الانتقاء الذي ظهر لاحقا في كتب الحديث لدى المدارس الأخرى.

وكذا الحال فيما يتعلق بالتاريخ كسير أبي سفيان محبوب بن الرحيل ، وسلك الجمان في سير أهل عمان المكون من خمسة مجلدات ألفه ابن النظر العماني في القرن السادس الهجري ، غير أن حرق خردلة لمكتبة ابن النظر بعد قتله إياه ساند التوجه العباسي في القضاء على تلك المؤلفات الإباضية حينما أحرق ابن بور القائد العباسي المكتبة العمانية بالرستاق ، كما ساند التوجه الفاطمي الذي أحرق مكتبة المعصومة بتيهرت.

وقد تدارك المفكرون الإباضيون النقص فقاموا بسد الثغرات ، وظهرت المؤلفات التاريخية وشروح الحديث والتفاسير وغيرها بما يغني الفكر الإباضي وحاجة الناس في هذه المجالات وغيرها.

وتواصلت الجهود العلمية والميدانية والحضارية من قبل الدول الإباضية والأفراد والمؤسسات والتجمعات الإباضية ، وأثبتت المدرسة الإباضية قدرتها على الصمود في وجه التحديات.

وما ذلك إلا لصلابة العود ، وقوة الأساس ، ومتانة القواعد ، وصحة العقيدة ، ورسوخ الإيمان ، واستنارة الفكر ، وقوة الارادة والعزيمة ، وبعد الطموح ، والتســـامح ، وفهم الحياة ، والوعي بالدين والشريعة كل ذلك من ثوابت المدرسة الإباضية.

وها هي انتفاضة أهل الحق والاستقامة ونهضتهم الفكرية والعلمية والدعوية في ظل الدول والمؤسسات والمفكرين والعلماء والمصلحين والدعاة تعود من جديد ليساهموا في خدمة هذا الدين العظيم ، دين الإسلام الحنيف الذي ارتضاه الله تعالى دينا للعالمين وشريعة لأهل الأرض أجمعين.

يتبع ان شاء الله (الحلقة الاخيرة )

آخر تحرير بواسطة ناصر بن سليمان السابعي : 29/04/2004 الساعة 07:19 PM
  #27  
قديم 29/04/2004, 10:41 PM
بلج بن عقبة بلج بن عقبة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 13/06/2002
المشاركات: 468
شكرا لك شيخي الجليل
نسأل الله لك التوفيق
نرجو أن يسمح وقتك الثمين بالمداخلات بعد الحلقة الأخيرة
  #28  
قديم 30/04/2004, 12:30 AM
صورة عضوية المحراب
المحراب المحراب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 17/12/2003
الإقامة: " موطن الأحـرار وأرض الصــمود "
المشاركات: 242
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة ناصر بن سليمان السابعي
وأثبتت المدرسة الإباضية قدرتها على الصمود في وجه التحديات.
وما ذلك إلا لصلابة العود ، وقوة الأساس ، ومتانة القواعد ، وصحة العقيدة ، ورسوخ الإيمان ، واستنارة الفكر ، وقوة الارادة والعزيمة ، وبعد الطموح ، والتســـامح ، وفهم الحياة ، والوعي بالدين والشريعة كل ذلك من ثوابت المدرسة الإباضية
.
وها هي انتفاضة أهل الحق والاستقامة ونهضتهم الفكرية والعلمية والدعوية في ظل الدول والمؤسسات والمفكرين والعلماء والمصلحين والدعاة تعود من جديد ليساهموا في خدمة هذا الدين العظيم ، دين الإسلام الحنيف الذي ارتضاه الله تعالى دينا للعالمين وشريعة لأهل الأرض أجمعين.
إن من البيان لسحر

بارك الله فيك شيخنا وجعلك من المكرمين .
  #29  
قديم 30/04/2004, 02:36 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
جزاكم الله خيرا

آخر تحرير بواسطة أبو شيخة : 30/04/2004 الساعة 02:39 AM
  #30  
قديم 30/04/2004, 02:37 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
مكرر.....

آخر تحرير بواسطة ناصر بن سليمان السابعي : 30/04/2004 الساعة 02:44 AM
  #31  
قديم 30/04/2004, 02:43 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة بلج بن عقبة
شكرا لك شيخي الجليل
نسأل الله لك التوفيق
نرجو أن يسمح وقتك الثمين بالمداخلات بعد الحلقة الأخيرة

سأكون من المتابعين للتعليقات النيرة والافكار البناءة قارئا ومعلقا عند الحاجة بعون الله تعالى

والشكر الجزيل للاخوين الكريمين المحراب وأبي شيخة

آخر تحرير بواسطة ناصر بن سليمان السابعي : 30/04/2004 الساعة 02:47 AM
  #32  
قديم 30/04/2004, 02:43 AM
ناصر بن سليمان السابعي ناصر بن سليمان السابعي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 25/11/2000
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 39
وبعد هذه المقدمة العامة عن الفكر الإباضي ، والتقويم العام السريع لماضي المدرسة الإباضية يمكننا أن نطرح السؤالين التاليين:

1- لماذا الفكر الإباضي ؟!! أي ماذا يحتاج العالم من الفكر الإباضي بما لا يستغن عنه بما قدمته المذاهب الإسلامية الأخرى ؟!!

2- ما هي برامج المدرسة الإباضية ومناهجها وحلولها ومنطلقاتها في خدمة الإسلام والمسلمين والعالم في ضوء الفهم الصحيح للدين الإسلامي ، وفهم الواقع ، والمتغيرات والمستجدات والصراعات الإنسانية بين الأمم والشعوب والأفكار والحضارات ؟!!

هذان السؤالان أطرحهما لا لأجيب عنهما ، وإنما لأدخل بوابة المدرسة الإباضية الكبرى طامحاً طامعاً في وجود الحلول والأفكار والمقترحات لخدمة الإسلام والمسلمين ونشر ديننا العظيم.

وألتفت هاهنا التفاتة سريعة إلى أفراد الإباضية حاملاً في نظراتها أملاً براقاً كبيراً ، كما أتوجه إلى مؤسساتهم المتنوعة لإبراز جوانب هذا الفكر في وقت نحن في أشد الحاجة فيه إلى فهم ديننا وواقعنا.

ويبدو لي أن الإسلام لحقه كثير من التشويه ، وساهمت عدد من التصرفات والمواقف في ذلك ، واستغلت القوى المعادية ذلك ضد الإسلام.

ونحتاج نحن ويحتاج غيرنا الآن إلى الإسلام الناصع الصافي غير المشوه لنعرضه على المؤسسات العلمية والتربوية والاجتماعية ومنظمات حقوق الإنسان والدول والحكومات والشعوب والأفراد ، ونريد أن نرى الفكر الإباضي يخدم هذه الفكرة وهذا التوجه لأن لديه المقومات الكثيرة التي لا تتوفر لدى المدارس الأخرى.

ورصيد المذهب الإباضي الفكري وغيره برهان على حسن تعامل أفراده ودوله مع المتغيرات المتنوعة بما يحقق مصلحة الإسلام وأهله ، ويحيي شرائعه ، وينشر مبادئه ، ويثبت دعائمه.

أعرف أن هناك تساؤلات كثيرة ومطالبات عديدة للتدليل على كل ما سبق ، غير أني أود أن تكون الاجابات من خلال تناول النقاط التالية ، وأتمنى على زملائي أن يساهموا بأقلامهم وأفكارهم للحوار فيما يلي:

1- ما هو تقويمنا لواقع الفكر الإباضي ؟!

2- من يـُعنى بمشروع الفكر الإباضي المستقبلي ؟!

3- ما هي معالم الفكر الإباضي في المجالات الفكرية والتربوية والإيمانية والعلمية والحضارية وغيرها ؟!

4- إلى أي مدى استطاع الفكر الإباضي أن يصحح مفاهيم ويقوم نظريات المدارس الأخرى ؟

5- ما دور المؤسسات الإباضية في نشر الفكر وتوعية الناس به ؟

6- ما دور العلماء والمفكرين والمصلحين وحملة الشهــادات تجاه مدرستهم ؟

7- ما صلة المدرسة الإباضية بالمفكرين والبارزين والمشاهير في اطار طرح فكر هذه المدرسة ؟

8- ما هي مادة الفكر الإباضي التي تغني مجتمعاتهم وتفي حاجة الفكر الإنساني عامة ؟

9- ما المعوقات التي تحول دون نشر وانتشار هذا الفكر ؟

10- ولا ننس الجانب النسائي ، فقد كان للمرأة الإباضية دور كبير في مجال الدعوة والتضحية والبذل ، فماذا يمكن أن تقدم نساء أهل الحق والاستقامة لمدرستها ولأمتها ؟


أكرر رغبتي في مشاركة الإخوة الكرام بأفكارهم النيرة وأطروحاتهم ونقدهم البناء ... وسأترك الميدان لفرسانه ليعبروا عما في نفوسهم ، وأود من الإخوة أن يكون الحوار بناء ، وأن ينصب الأمر على الفكر لا على الأشخاص.

وإلى لقاء بكم مرة أخرى من أجل خدمة الإسلام ، والتعاون مع إخواننا من أصحاب المذاهب والمدراس الأخرى ، لتحقيق العز لهذا الدين ، ورفع المعاناة عن الأمم المسلمة وشعوب العالم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم: ناصر بن سليمان السابعي

آخر تحرير بواسطة ناصر بن سليمان السابعي : 30/04/2004 الساعة 02:51 AM
  #33  
قديم 30/04/2004, 04:55 AM
بلج بن عقبة بلج بن عقبة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 13/06/2002
المشاركات: 468
شكرا جزيلا لك
سأحاول أن أتطرق لبعض الجوانب التي أحببت مشاركة قرائك فيها - شيخي الفاضل -
مسألة تقييم واقع الفكر الإباضي مسألة نسبية تخضع لمعايير شتى ، ليس آخرها المعيار النفسي لمن يقوم بعملية التقييم.
ثمة من المنظرين من ينظر بعين القلق و الترقب ، فلا يرى أمامه إلا مستقبلا مظلما ينتظرنا. و ثمة من غلب عليه تفاؤل مفرط فرأى بأن الفتح أقرب إليه من شسع نعله ، و ثمة من مزج بين النظرتين و حاول أن يكون وسطا بين الطرفين.
إن علينا قبل أن نصدر حكما في قضية كهاته أن نقرأ التاريخ من الأسفل كما يقال ، فندرس واقعنا قبل سنوات قليلة كيف كان ، و نقارنه بوضعنا اليوم. هذه المقارنة قد تكون معطياتها كافية في إصدار تقييمنا.
لا شك أن عمان تعتبر اليوم مركز الوجود الإباضي ، و لا يخفى أنها قبل عام 1970 م كانت شبه معزولة عن العالم.
بعد هذا التاريخ يمكن أن نقسم مراحل النهضة الإباضية إلى ثلاث مراحل أو أربع:
1- عقد السبعين
2- عقد الثمانين
3- عقد التسعين
4- الألفية الميلادية الثالثة إلى يومنا هذا

في عقد السبعين يصعب أن يقال بأن ثمة صحوة بمعناها المتعارف عليه اليوم ، فغاية ما يرجوه علماء المذهب و دعاته في ذلك العصر أن يجدوا شابا يصلي الفجر في جماعة ، و غاية ما يسعون إليه هو توفر الاستقامة بحدها الأدنى.

في عقد الثمانين بدأت تلوح في الأفق رياح التغيير ، و في منتصف ذلك العقد كان للكتب التي نشرتها وزارة التراث القومي و الثقافة ، مع وجود معهد القضاء الشرعي ، و الانتشار الجزئي للجوامع التي تقام فيها صلاة الجمعة ، و وجود عدد محدود من المحاضرين دور في إذكاء جذوة الصحوة الإسلامية بوجهها الإباضي.

عقد التسعين شهد تطورات ملحوظة ، ففي نصفه الأول ازداد عدد المحاضرين ، و أصبح مألوفا استقدام المحاضرين إلى المدن و القرى النائية على السواء ، و شهد حركة نشر غير حكومية تمثلت في بعض المكتبات التي نشرت بعض كتب التراث الإباضي إضافة إلى مؤلفات الإباضية المعاصرين لا سيما المغاربة منهم.
أما نصفه الثاني فقد شهد ميلاد أكثر من ثمان و عشرين مؤسسة مختصة بالشريط الإسلامي ، و قد نتج عن ذلك استغناء الفكر الإباضي بمحاضريه و منشديه و إعلامييه.
حركة التأليف هي الأخرى كانت أكثر حظا في الفترة الأخيرة ، فلا يكاد يخلو معرض من معارض الكتاب في مسقط من كتب جديدة هي جزء من النتاج الذي ينتظر دوره في النشر.

هذا المسار يعطي مؤشرا جيدا أن الفكر الإباضي قادم ، و أن الأيام حبلى بخير عظيم سيأتي في وقته إن شاء الله.

أعلم يقينا أن من بين الغيورين على المذهب من يقارن وضعه بوضع المذاهب الإسلامية الأخرى فيقول كيف نحكم على مذهبنا بأنه يتطور و الحال أن كل حركة إباضية يقابلها أضعاف تفوق الحصر عند الآخرين.
و لعل قائلا يقول إننا لم نتقن دخول العصر الرقني بعد ، و لا يوجد عندنا مؤسسات علمية و لا إعلامية بالمعنى المتعارف عليه. و من تتطلع إليهم الأمة ليكونوا قادة فكر رضوا بأن يكونوا في مخلفة الركب ، إلى نحو ذلك من عبارات التشاكي و التباكي.

و لكن يبدو لي أن هذه المقارنة عليها مأخذان:
المأخذ الأول : أنها لم تضع في عين الاعتبار أن تدرج التغيير سنة حضارية مركبة في هذا الكون لحكمة يعلمها سبحانه. إن المولى سبحانه خلق الكون في ستة أيام ، و لو شاء لخلقه في أدنى من لحظة ، و لكنه أراد ان يعلم عباده أن البناء من سنته التدرج.
إذا طبقنا هذه القاعدة فلعله ليس من المنطق أن نأمل أن يملك هذا المذهب بين عشية و ضحاها ما ملكه الآخرون عبر عقود و ربما قرون متطاولة.

المأخذ الثاني : أن حركة الآخرين كانت تقابل قبل عقود بسكون إباضي مخيف ، أما اليوم فمع قلة العدد و العتاد تقابل بحراك في إطار الممكن.

لست أريد بهذا التقييم أن ترقد الهمم ، و تخبو جذوة الحماس
ليس عندنا مسيح منتظر و لا مهدي مخلص فنتعلق بهما
و لكنني أردت باختصار أن ننظر إلى واقعنا كما هو لا كما نريده و لا كما نفسره.
و الله أعلم بالصواب
  #34  
قديم 30/04/2004, 05:30 AM
المنهل الصافي المنهل الصافي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2002
المشاركات: 1,063
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة بلج بن عقبة
شكرا جزيلا لك
سأحاول أن أتطرق لبعض الجوانب التي أحببت مشاركة قرائك فيها - شيخي الفاضل -
مسألة تقييم واقع الفكر الإباضي مسألة نسبية تخضع لمعايير شتى ، ليس آخرها المعيار النفسي لمن يقوم بعملية التقييم.
ثمة من المنظرين من ينظر بعين القلق و الترقب ، فلا يرى أمامه إلا مستقبلا مظلما ينتظرنا. و ثمة من غلب عليه تفاؤل مفرط فرأى بأن الفتح أقرب إليه من شسع نعله ، و ثمة من مزج بين النظرتين و حاول أن يكون وسطا بين الطرفين.
إن علينا قبل أن نصدر حكما في قضية كهاته أن نقرأ التاريخ من الأسفل كما يقال ، فندرس واقعنا قبل سنوات قليلة كيف كان ، و نقارنه بوضعنا اليوم. هذه المقارنة قد تكون معطياتها كافية في إصدار تقييمنا.
لا شك أن عمان تعتبر اليوم مركز الوجود الإباضي ، و لا يخفى أنها قبل عام 1970 م كانت شبه معزولة عن العالم.
بعد هذا التاريخ يمكن أن نقسم مراحل النهضة الإباضية إلى ثلاث مراحل أو أربع:
1- عقد السبعين
2- عقد الثمانين
3- عقد التسعين
4- الألفية الميلادية الثالثة إلى يومنا هذا

في عقد السبعين يصعب أن يقال بأن ثمة صحوة بمعناها المتعارف عليه اليوم ، فغاية ما يرجوه علماء المذهب و دعاته في ذلك العصر أن يجدوا شابا يصلي الفجر في جماعة ، و غاية ما يسعون إليه هو توفر الاستقامة بحدها الأدنى.

في عقد الثمانين بدأت تلوح في الأفق رياح التغيير ، و في منتصف ذلك العقد كان للكتب التي نشرتها وزارة التراث القومي و الثقافة ، مع وجود معهد القضاء الشرعي ، و الانتشار الجزئي للجوامع التي تقام فيها صلاة الجمعة ، و وجود عدد محدود من المحاضرين دور في إذكاء جذوة الصحوة الإسلامية بوجهها الإباضي.

عقد التسعين شهد تطورات ملحوظة ، ففي نصفه الأول ازداد عدد المحاضرين ، و أصبح مألوفا استقدام المحاضرين إلى المدن و القرى النائية على السواء ، و شهد حركة نشر غير حكومية تمثلت في بعض المكتبات التي نشرت بعض كتب التراث الإباضي إضافة إلى مؤلفات الإباضية المعاصرين لا سيما المغاربة منهم.
أما نصفه الثاني فقد شهد ميلاد أكثر من ثمان و عشرين مؤسسة مختصة بالشريط الإسلامي ، و قد نتج عن ذلك استغناء الفكر الإباضي بمحاضريه و منشديه و إعلامييه.
حركة التأليف هي الأخرى كانت أكثر حظا في الفترة الأخيرة ، فلا يكاد يخلو معرض من معارض الكتاب في مسقط من كتب جديدة هي جزء من النتاج الذي ينتظر دوره في النشر.

هذا المسار يعطي مؤشرا جيدا أن الفكر الإباضي قادم ، و أن الأيام حبلى بخير عظيم سيأتي في وقته إن شاء الله.

أعلم يقينا أن من بين الغيورين على المذهب من يقارن وضعه بوضع المذاهب الإسلامية الأخرى فيقول كيف نحكم على مذهبنا بأنه يتطور و الحال أن كل حركة إباضية يقابلها أضعاف تفوق الحصر عند الآخرين.
و لعل قائلا يقول إننا لم نتقن دخول العصر الرقني بعد ، و لا يوجد عندنا مؤسسات علمية و لا إعلامية بالمعنى المتعارف عليه. و من تتطلع إليهم الأمة ليكونوا قادة فكر رضوا بأن يكونوا في مخلفة الركب ، إلى نحو ذلك من عبارات التشاكي و التباكي.

و لكن يبدو لي أن هذه المقارنة عليها مأخذان:
المأخذ الأول : أنها لم تضع في عين الاعتبار أن تدرج التغيير سنة حضارية مركبة في هذا الكون لحكمة يعلمها سبحانه. إن المولى سبحانه خلق الكون في ستة أيام ، و لو شاء لخلقه في أدنى من لحظة ، و لكنه أراد ان يعلم عباده أن البناء من سنته التدرج.
إذا طبقنا هذه القاعدة فلعله ليس من المنطق أن نأمل أن يملك هذا المذهب بين عشية و ضحاها ما ملكه الآخرون عبر عقود و ربما قرون متطاولة.

المأخذ الثاني : أن حركة الآخرين كانت تقابل قبل عقود بسكون إباضي مخيف ، أما اليوم فمع قلة العدد و العتاد تقابل بحراك في إطار الممكن.

لست أريد بهذا التقييم أن ترقد الهمم ، و تخبو جذوة الحماس
ليس عندنا مسيح منتظر و لا مهدي مخلص فنتعلق بهما
و لكنني أردت باختصار أن ننظر إلى واقعنا كما هو لا كما نريده و لا كما نفسره.
و الله أعلم بالصواب


طيب...... نجلس ننتظر مئة عام لنواكب الاخرين.....

وسأعذر الشيعة الذين ينتظرون المهدي...ولكن بماذا اعذر نفسي...

هل بأن((واقعنا كما هو لا كما نريده ))!!!!!

ام أن ((كل حركة إباضية يقابلها أضعاف تفوق الحصر عند الآخرين))!!
  #35  
قديم 01/05/2004, 06:32 AM
أبو المنيب أبو المنيب غير متواجد حالياً
عضو فوق العاده
 
تاريخ الانضمام: 21/06/2001
المشاركات: 11,292
جزى الله الشيخ ناصر السابعي خير الجزاء ونفعنا وإياكم بعلمه
  #36  
قديم 02/05/2004, 02:30 AM
بهجت العلايلي بهجت العلايلي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/10/2002
المشاركات: 420
الشيخ ناصر السابعي،،،
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم، ولقد كانت لك تعقيبات وردود حول بعض جزئياته، فمثلاً قلت في أحدها:

(وأما سرداب محمد بن الحسن العسكري (عجل) فلا أعرف ماذا أنتج للإسلام ، فقد امتلأت الدنيا جورا في أماكن كثيرة وأزمان متوالية وقرون متطاولة ، فلم يملأها سردابه عدلا إلى الآن ، ولا أدري إلى متى ?!!)

هل هذا الكلام يعبر عن توجه المذهب الإباضي، أم هو رأي تراه في قضية المهدي، بناء على كونك أحد المعاصرين الذين يعتمدون على المراجعة لكثير من القضايا التراثية؟ أم هو توجه العلماء في عصرك وأنت تابعتهم على ذلك؟


أسألك لأني قرأت لعلامة المغرب في القرن السادس أبي يعقوب الوارجلاني رحمه الله في "الدليل والبرهان" ج2 ص 24: (فإن كان عن معصوم كان حقاً، ولا معصوم إلا المهدي وعيسى ابن مريم عليهما السلام).

وقال أيضاً "الدليل والبرهان" ج2 ص 35: (وقد وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المهدي أنه يكون في آخر الزمان، كادت تكون ضرورية، وأنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد إذ ملئت ظلماً وجوراً)، وقال في نفس الصفحة: (وقد ساغت لعمر بن الخطاب أمور كثيرة، أفلا يسوغ للمهدي مثلها أو أعظم منها) اهـ


ثم قرأت من بعد لصاحب جهينة الأخبار الشيخ المغيري أن أبا مسلم البهلاني رحمه الله كان يرتقب في القرن الماضي ظهور المهدي.

وقد شاعت عند العامة في ثقافتهم الشعبية في زمن الإمام الخليلي أن الإمام محمد بن عبدالله الخليلي رحمه الله تعالى هو المهدي لأنه كما جاء في الرواية (يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي).......وهذه الثقافة الشعبية لا يمكن أن تتغذى إلا بالفكر السائد لدى العلماء في ذلك الوقت.


ما قولكم في ذلك، وأرجو أن تبينو لنا موقف المذهب الإباضي من مثل هذه القضايا؟



ولا أنسى في هذا المقام أن أشكر الأخ العزيز بلج بن عقبة على قوله الرائع :
(أما كاتب المقال فهو من أهل الحق و الاستقامة الإباضية. و الإباضية لهم فكرهم المستقل فلا يصح في باب المناظرة أن تفرع على أصل لا يلتزمه الخصم.
لقد جعلت الحديث رفض عمر رضي الله عنه كتاب الرسول أساسا لتردي الأمة ، و لعلك بنيت خطابك على ورود الحديث في كتب المنتسبين إلى السنة ، و لكن فاتك أننا معاشر الإباضية نعرض ما ورد من أحاديث على محك النقد العلمي الدقيق ، و لسنا عبادا للأسانيد ، فما وافق قواعد الكتاب العزيز ، و لم يعارض مسلمات العقول ، و سلم من الدخن قبلناه ، و ما كان فيه شيء من هذه الشوائب رددناه و لا نبالي.

فنأخذ الحق متى نراه
لو كان مبغض لنا أتاه
و الباطل المردود عندنا و لو
جاء به الخل الذي له اصطفوا
....) اهـ

آخر تحرير بواسطة بهجت العلايلي : 02/05/2004 الساعة 02:33 AM
  #37  
قديم 02/05/2004, 02:40 AM
زكريا المحرمي زكريا المحرمي غير متواجد حالياً
باحث وكاتب إسلامي
 
تاريخ الانضمام: 13/04/2004
المشاركات: 116
(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

باديء ذي بدء أود الاعتذار للقاريء الكريم عن خيبة الأمل التي ربما تنتابه أثناء قراءته لكلامي المركوم بعبثية غير مقيدة بعقال أهل الحل ولا رباط أهل العقل وهو الذي ينتظر المن والسلوى والشاي والحلوى بعد أن تلذذ بأطايب مائدة الفكر والأدب التي أبدع في إعدادها وسبك فرائدها مفكرنا الذي لا يشق له غبار الشيخ الأستاذ ناصر بن سليمان السابعي حفظه الله ورعاه. إلا أني استميح الجميع عذرا في هذا التطفل رغبة مني في الاستفادة من بحر علوم شيخنا الكريم والاستزادة من وافر حكمته.

وقفات مع مقال الشيخ السابعي:

قبل أن اشرع في المشاركة في الموضوع أود أن أشيد ببعض النقاط التي اعتبرها محطات كبرى في المقال وأراجع معه -في عجالة بسيطة- بعض المحطات المهمة في مقاله القيم.

الإشادة:

1- أشيد بقول الشيخ في الحلقة الأولى من مقاله "إن تقويم أي فكر يقوم على مدى غنائه بعوامل القوة وقدرته على واقعيته وعطائه لبني الإنسان ، وتلبيته تطلعات النفس البشرية في ظل معاني التقوى ومبادئ العدل ، وأجواء الحرية المنضبطة."

وأضيف إلى الواقعية والعطاء وتلبية تطلعات النفس والتقوى والعدل والحرية "المنضبطة" التي ذكرها الكاتب أساساً جوهرياً آخر وهو "المساواة" وإن كان الكاتب قد أورده لاحقاً مما يوحي بعدم إغفاله إياه وإنما هو التفاوت في استشعار الأولويات. والمساواة في الحقيقة –من وجهتي نظري- من أوجب الأولويات حيث يقول تعالى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} الحجرات: 13.

2- وأشيد كذلك بقول الشيخ في مقدمة مقاله "فدعك من النظريـــات القائمة على الفصل بين الدين والدولة ، وبين الدين و العلم ، وبين العقيدة والسلوك ، وبين القول والعمل ، وبين النظرية والتطبيق".

وأغتنم هذه الفرصة للتنبيه على خطورة بعض المصطلحات التي بدأت تخترق سماء فكرنا النقي كمصطلح "القادة الروحيين" الذي أخذ يظهر في أدبيات بعض المفكرين، فهو مصطلح تنبعث منه روائح الكهنوت الكنسي القائم على فصل الدين عن الدولة وتفوح منه سموم العلمانية المبطنة التي ما فتئت تكيد للإسلام والمسلمين، وفي مصطلحات القرآن الكريم غنية عن استيراد مثل هذه البضائع الرخيصة ذات التأثير المزدوج. فلا فصال بين الروح والجسد في الإسلام الذي جاء ملبيا لحاجات الإنسان الروحية وموجها لرغباته الجسدية.

يتبع...

آخر تحرير بواسطة زكريا المحرمي : 02/05/2004 الساعة 02:46 AM
  #38  
قديم 02/05/2004, 02:51 AM
زكريا المحرمي زكريا المحرمي غير متواجد حالياً
باحث وكاتب إسلامي
 
تاريخ الانضمام: 13/04/2004
المشاركات: 116
(2)

3- وأثني على كلامه حين قال: "ونحن نرى في الفكر الإباضي أنه مثل صريح للفكر الناضج، ومن دلائل ذلك الولادة المبكرة لهذا الفكر، في حين أن عدداً من ركائزه لم يتوصل الآخرون إلى القناعة بها إلا بعد كفاح عملي ونظري".

ولعل مداخلاتي اللاحقة منصبة على ترسيخ هذا الرؤية عن طريق ضرب الأمثلة والنماذج والتحليلات.

4- وأهم محطة –من وجهة نظري الشخصية- في المقال هي قوله "نرى أن خير من يمثل الفكر الإباضي هم الجيل الأول من سلف الأمة ، من الصحابة الكرام وأتباعهم بإحسان ، فكل دعائم هذا الفكر شيدت على أساس النصوص الشرعية من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته ، وسيرة خلفائه الراشدين ، ابتداء من قضايا العقيدة الكبرى ومرورا بالفقه العملي وانتهاء بمجالات الفكر السياسي والفكر التربوي ونحوهم"

وهذه المحطة للأسف الشديد قد تجاوزتها قطارات الفكر المنطلقة بسرعة هوجاء لدى بعض مفكرينا الذين لم يركّزوا اهتماماتهم العلمية والعملية في محاولة استجلاء مناهج المدرسة العظيمة التي رسخها الرعيل الأول من أئمة أهل الحق والاستقامة، وأقصد بهم التابعين بإحسان وتابعيهم الذين هم امتداد طبيعي لفقهاء الصحابة كأم المؤمنين السيدة عائشة وابن عباس وغيرهم.

5- من المحطات الكبرى أيضاً في المقال قول الشيخ حفظه الله "ومع كل تلك الضغوطات فقد قدم الإباضية للفكر الإنساني في جوانب عديدة ما لم تقدمه المدارس الإسلامية الأخرى ، وبرز علماء كبار ومجتهدون كثيرون وقادة وأئمة وعظماء ... كما ظهرت المؤلفات العديدة في شتى المجالات لاسيما الجانب العقدي والجانب الفقهي ... وكان للظروف العصبية التي مرت على الإباضية دور كبير في نقص التأليف في علوم التاريخ وعلوم القرآن وعلوم الحديث في الأدوار اللاحقة ، رغم أن الإباضية من أوائل من أسسوا لهذه العلوم ، ولهم مناهجهم وأصولهم الخاصة في هذه المجالات تماما كالحال فيما يخص علوم العقيدة والفقه. ومسند الإمام الربيع ومدونة أبي غانم الخراساني يكشفان لنا جانبا نيرا وعظيما في التأصيل للتعامل مع الروايات والرواة وعلوم السنة والحديث والسيرة ، ولمبدأ الانتقاء الذي ظهر لاحقا في كتب الحديث لدى المدارس الأخرى"

ويكفي أن أقول أني قد ألفت كتابيّ "قراءة في جدلية الرواية والدراية عند أهل الحديث" و "البلسم الشافي في تنزيه الباري" للتأكيد على حقيقة أصالة منهج المدرسة الجابرية ورسوخه في التعامل الفقهي والعقدي المنطلق من روح الإسلام المستوعبة للزمان والمكان في مقابل الثغرات المنهجية الكبرى التي يعاني منها منهج أهل الحديث الذي شكل –للأسف- المنظومة الفكرية التي تقدم للعالم كممثل وحيد للإسلام، واستحضر هنا مقولة المستشار عبد الجواد ياسين في كتابه القيّم "السلطة في الإسلام" ص151 حين قال "ونحن نعجب من هذا الموقف الحنبلي المتعصب، ونرى فيه ضربا من السذاجة الفكرية وضيق الأفق، ونأسف شديد الأسف لأن أصحابه بالذات ودون غيرهم هم الذين كتبوا علم الحديث ودونوا السنة، ثم شرعوا يكتبون الفقه ويقدمون باسم الإسلام منظومة مفصلة وجاهزة، هي تلك التي يتم توارثها بين المسلمين حتى اليوم"اهـ
  #39  
قديم 02/05/2004, 02:58 AM
النجم النجم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/04/2000
الإقامة: الدولة الإسلامية
المشاركات: 364
شكرا للشيخين السابعي والمحرمي على هذه الدرر المكنونة
  #40  
قديم 02/05/2004, 07:35 AM
محب العدل محب العدل غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 21/08/2003
الإقامة: جامعة شهداء النهروان
المشاركات: 4,648
مذهول من قوة التعبير و فصاحة المنطق و جمال اللغة و بيان الحجج.
  #41  
قديم 02/05/2004, 12:47 PM
سيد المعلمين سيد المعلمين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 22/02/2004
المشاركات: 456
نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريكات للمشايخ الاجلاء المشاركين في الموضوع ولبقية المسلمين جميعا بذكرى ولادة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم .. وكل عام وأنتم بخير
  #42  
قديم 02/05/2004, 02:38 PM
البدر المنير البدر المنير غير متواجد حالياً
البدر المنير
 
تاريخ الانضمام: 20/11/2002
الإقامة: الباطنة ومسقط ارض المهجر
المشاركات: 5,813
Exclamation

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة المنهل الصافي
طيب...... نجلس ننتظر مئة عام لنواكب الاخرين.....

وسأعذر الشيعة الذين ينتظرون المهدي...ولكن بماذا اعذر نفسي...

هل بأن((واقعنا كما هو لا كما نريده ))!!!!!

ام أن ((كل حركة إباضية يقابلها أضعاف تفوق الحصر عند الآخرين))!!
الأخ المنهل الصافي:
لقد اوضحت رأيي الشخصي حول كلام الاخ بلج في موضوع الأعلام الاباضي على الرابط التالي:
http://216.7.174.116/avb/showthread.php?t=124761

وقلت له:
"اختلف معك تماما حول نقطة التأليف خلال الخمس سنوات الماضية ، فما تنتظره الامة الاسلامية من الاباضية في ظل الانفتاح الحاصل هو شيء ضخم" بالاضافة الى اعتراضات اخرى تراجع في مكانها ارى بلج مازال يكررها بطريقة او باخرى

فبلج يقول للإباضيه معيدا نفس الاسطوانة التي ذكرها في موضوع الاعلام الاباضي:
يا اباضية لا تستمعوا الى نداءات السابعي والحجري ووو....الخ فحالكتم الدعوية مطمئة جدا فعندكم التسجيلات الاسلامية (28مؤسسة تتسابق على اشرطة مسعود) ، ومعارض الكتب لا تخلو من الكتب الاباضي فلله الحمد والمنة خلال خمس السنوات الماضية اصدر المشايخ والعلماء مؤلفات عالجت حالة النقص التي يشتكي منها السابعي واضرابه فهناك الطوفان وكتاب السابعي نفسه وكتاب الحجري اللذين نسيا نفسيهما في غمرة كتابة هذه المقالات ولم ينظروا بالنظرة البلجية التي تخطو الهويداء ماشية بثقة فما تم انجازه خلال ثلاثين عام يجعلنا نفخر ونواصل العمل بنفس الرتابة والبطء الدعوي حتى لو تداعت علينا الظروف الاقليمة والعالمية منادية ضرورة حركة الاباضية ، فكتاب آخر من الشيخ القنوبي بعد عشر سنوات سيرضي غرورنا الاباضي وسنجلس نمدحه ليل نهار في مجالسنا ، وان اخرج السابعي كتاب الرفع والضم بعد خمس سنوات فذلك قمة الانجاز ، وان اخرج المقبالي سبعين الف شريط في العام بحيث تفتت عقد تسجلاتنا الاسلامية وتكالبت على قصعتها ركضا خلفها فهذا غاية المنى ، وان فتحنا المجلات اللندنية وصارت تصدر عددا واحدا في العام فهذا ليس بخطأ مشايخ ودعاة المذهب فهي سنة الحياة فربما سنة الحياة "الاباضية" تجعلنا نرضى بعدد واحد خلال خمس سنوات القادمة فهذا قمة الانجاز في نظر بلج ، واذا فتحنا المواقع المتعددة ومارسنا سياسات القمع الفكري للآراء فهذا هو الفكر الاباضي ولن نصرح ابدا ابدا حتى لو باتت اكبر عناكب الارض تعشش في هذه المواقع فمازلنا نعيش حياة المراهقة الدعوية وعدم الرغبة في اصلاح البناء ومعالجة اس المشكلة

ايها الاباضيون ايها الدعاة منكم سيروا على ما انتم عليه واتبعوا تعلميات بلج واتركوا ما يقوله ناصر وعلي واحمد الخليلي (محاضرة همم الدعاة وآلاف المحاضرات الاخرى) فانتم قد حققتم 28 مؤسسة تعنى بالشريط الاسلامي وهذا الرقم سيتضاعف خلال السنوات القادمة ان شاء الله ومجلة لندنية تتجه الى الظهر مرة كل عدة سنوات وسيخرج كتابا واحدا لبعض مشايخنا كل عقد زمني وأغلبهم سيوصد بابه على نفسه ، وبهذا نحقق انتشار الفكر الاباضي الاصيل بعيدا عن التفاعل مع مستجدات الاحداث المحلية والاقليمة والدولية التي تفرض مزيد عمل !

ارجو المعذرة من المشايخ وخاصة الشيخ ناصر فلقد حاولت ان امتنع عن التعليق عدة أيام !

آخر تحرير بواسطة البدر المنير : 03/05/2004 الساعة 01:46 AM
  #43  
قديم 02/05/2004, 06:47 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
شيخي الفاضل السابعي جزاك الله خيرا على هذا الطرح المتعمق حول المدرسة الإباضية وما تحمله من فكر متعمق وتراث واسع وتجربة طويلة يمثل ما تحتاجه الإنسانية لتخرج من ضياعها وهيمانها ...

ولدي سؤالان :

1- شيخي الفاضل تناولت بالتحليل أو بالإشارة مدرستين إسلاميتين ألا وهما أهل السنة والشيعة الإمامية ، ماذا عن المعتزلة والزيدية ، ما المؤاخذات على هاتين المدرستين إن وجدت ؟

2- نلاحظ في الآونة الأخيرة انحرافا لدى بعض أتباع المدرسة الإباضية عن المنهج الإباضي ، حيث أنهم تأثروا بالمنهج الإخباري وبمنهج أهل الحديث واجتزاء النصوص ، مما تولد عنه ظهور نتوءات وانزلاقات في المذهب عند هذه الفئة ...

فما الأسباب التي أدت بهذه الفئة إلى هذا الانحراف عن المنهج الإباضي الأصيل ؟!

وجزاكم الله خيرا
  #44  
قديم 02/05/2004, 11:41 PM
شمس الحقيقة شمس الحقيقة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/12/2002
الإقامة: أعماق الحقيقة
المشاركات: 772
Thumbs up

انقل لهذا الموضوع الهام هذا الرد الرائع:

(المدرسة الإباضية نشأت في معزل عن العمالة السياسية للدولة الأموية كما هو الحال مع أئمة المدرسة السنية (الزهري وأبي الزناد) لبني أمية، ومالك لأبي جعفر المنصور، وأحمد بن حنبل للمتوكل، فلهذا فإن الإباضية لم يتأثروا بالفكرة النازية الفاشية التي تدّعي قدسية عرق معين على آخر، ووجوب إمامة القرشيين أو العلويين، فلهذا رفضوا روايات القرشية وقالوا بأن المسلمين الأحرار أكفاء، وأن ميزان المفاضلة هو الميزان الرباني لا غير، وهو الذي فصّله الله تعالى وبينه في قوله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

واعتبر الإباضية قضايا القرشية والعلوية والأموية قضايا منافية للإسلام، بل أن الإسلام ينسب هذه النوعية من المفاضلة حسب الأعراق إلى إبليس عدو رب العالمين، حيث أورد على لسانه إقراره السافر بسبب عصيانه لأمر الله {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}، فميزان المفاضلة العرقي ليس إسلامياً إنه ميزان شيطاني، فلهذا تجد الإباضية من أشد الناس محاربة له.

وهم أكثر المذاهب دعوة إلى تحقيق العدالة الإجتماعية على المستوى البشري احتراماً لبشرية الإنسان، والتزاماً بمنهج القرآن الذي رسخ فكرة المساواة الربانية {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، والقائل في دحض شبهة التفاضل العرقي الشيطانية {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} فقرابة العلويين من الرسول وقرابة القرشيين منه لا تغني في ميزان الله شيئاً بل أنها تحقق فوضى الوسائط الوثنية، ولو كانت تغني من الحق شيئاً لأغنت ابن نوح وزوجته وزوجة لوط، ولأغنت أبا لهب من الحريق واللهب.

كما أن الإباضية يأخذون بمبدأ جواز الخروج على الحاكم الفاسق الذي لا يقيم حدود (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)، استقراءاً منهم لعمومات نصوص كثيرة تدعو إلى نصرة الحق ومحاربة الباطل {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، إلى غير ذلك، ولا يقولون بوجوب ذلك كما قالت الخوارج (الأزارقة والصفرية)، واتفق ابن حزم وأبي حنيفة مع الإباضية مع هذا الأصل الإباضي.

كما أن الثورة على الظالم عند الإباضية ليست عملية عشوائية بل هي عملية منظمة أشبه بالإنقلاب الأبيض الغير مسلح، فهم يشترطون للثوار أن يكون لهم نصف قوات الحاكم الفاسق ولهم نصف عتاده مستلهمين لذلك من قوله تعالى {الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

فلهذا لا تجد في تاريخهم عمليات تخريبية كالتي يقوم به أتباع الجماعات الجهادية في المدرسة السنية كاتباع ابن لادن وغيرهم.

فلهذا لا تجد في تاريخهم عمليات تخريبية كالتي يقوم به أتباع الجماعات الجهادية في المدرسة السنية كاتباع ابن لادن وغيرهم.



منقول من كلام (بهجت العلايلي) على هذا الرابط

الفروق الجوهرية بين المدرسة الإباضية والمدارس السنية

آخر تحرير بواسطة شمس الحقيقة : 02/05/2004 الساعة 11:45 PM
  #45  
قديم 03/05/2004, 01:03 AM
البدر المنير البدر المنير غير متواجد حالياً
البدر المنير
 
تاريخ الانضمام: 20/11/2002
الإقامة: الباطنة ومسقط ارض المهجر
المشاركات: 5,813
الشيخ الاستاذ ناصر السابعي:


اشكرك على المشاركة بهذا الموضوع القيم واشكر جميع من شارك من المشايخ والاساتذة والاخوة ومن سيشارك مستقبلا

احب ان اثير نقطة هامة يتجاهلها معظم اباضية العصر الحالي مع ان مذهب اهل الحق والاستقامة قد عانى ومازال منها الشيء الكثير الا وهي ما تم دوينه عن الإباضية في كتب المقالات و الفرق والملل والنحل،

مما أدى بالعلامة المفكر علي يحيى معمر رحمه الله في في كتابه الرائع (الإباضية بين الفرق الإسلامية) ص 11 أن يقول:
( عندما كنت أقرأ في كتب المقالات ما يتصل بالإباضية تصادفني عجائب في العقائد والآراء والأقوال تنسب إليهم إما بعبارات واضحة صريحة أو بأساليب ملتوية لكنها معبرة ، وتصادفني كذلك أسماء لأشخاص كثيرين يعتبرون أئمة لهم ، وأنا علي يقين كامل بأن ذلك غير موجود عند الإباضية. فإذا كانت هذه هي الحال مع فرقة ينتشر أتباعها في كثير من البلاد الإسلامية ، ولا يخلو قطر من أقطارها من كتبهم فكيف الحال مع من انقرض فلم يبق له أتباع ، ولم يترك كتبا مصنفة فيما يختص به )

وقال بعدها:
( لقد أصاب الإباضية من كتاب المقالات كثير من الأذى ، قد لا يكون مقصودا ، ولكنه واقع ، وقد أحدث بالفعل فجوة بينهم وبين اخوتهم في بقية المذاهب ، كانت متسعة في الماضي وأصبحت تضيق ، ونرجو أن تتمهد وتزول في هذا العصر الذي يجب ان يتلاقى المسلمون فيه على وحدة العقيدة ، ووحدة العمل ، ووحدة السلوك ، في مجابهة أعداء الإسلام ، مع مراعاة صادقة لحرية الرأي والفكر ، واحترام كامل لجميع أئمة المسلمين وعلمائهم السابقين ، دون تهجم أو انتقاص ، ودون تقديس أو تعظيم )

وأحب ان اربط هذه القضية بالعصر الرقمي الذي نعيشه جميعا ولقد اجاد الكاتب الاستاذ محمد موسى بابا عمى في موضوعه الهام (صورة الإباضية في العصر الرقمي) شرح القضية التي احاول ان اسلط عليها الضوء:


يقول الاستاذ محمد محمد موسى بابا عمى في مقاله المنشور بمجلة الحياة:
(ومع الثورة الرقمية في التسعينيات من القرن الماضي، ظهرت برامج كمبيوتر على شكل أقراص مدمجة، فكان منها الجيِّد المفيد، الذي قرَّب التراث الإسلاميَّ للباحث والدارس، وسهَّل مهمَّة التنقيب في المئات من المجلَّدات العزيزة المنال.. وكان منها المغرض المنتمي، الذي عمل على تكريس مذهب معيَّن([1])، واتجاه معروف بيِّن، على حساب روح التسامح والوحدة بين المسلمين.

وفي مقالنا هذا، سنعرض نصوصا نستخرجها من بعض هذه البرامج، حول الإباضية، والإباضيين: عقيدة، وفقها، وتاريخا.. ليعلم القارئ مدى خطورة عدم الاجتهاد في هذا المجال، ومدى الخطر الذي يتهدَّد المدرسة الإباضية في المستقبل القريب - وكلَّ مدرسة إسلامية ليس لها وجود رقميٌّ - إذا لم يعمل أتباعها على إنشاء مشروع كبير في التكنولوجيا الرقمية، يعرِّفون من خلاله تراثهم من مصادرهم، لا من مصادر غيرهم.. ويصحِّحون الصورة المشوَّهة عنهم عبر مراحل التاريخ الإسلاميِّ..)انتهى كلامه


نعم أيها الإباضية إن هناك خطرا الكترونيا قادما عبارة عن اقراص متداولة الآن وستتداول بكثرة كلما اتجه العالم الى العالم الالكتروني ، فــ "الباحث المستقبليِّ، الذي نسمِّيه بالباحث الرقميِّ، لاستخدامه التكنولوجيا الرقمية، برامج الكمبيوتر وشبكة الأنترنات، كمصدره الأوَّل، وللكتب الورقية في الدرجة الثانية" ، فماذا قدمتم ؟

وهل فكرتم في هذه النقطة ؟

وهل قمتم بالعمل لوصد باب هذه الخطر القادم ، لا اظن ذلك واليكم ما قاله الاستاذ محمد موسى بابا عمى:
(في جميع النصوص التي أوردناها، وعلى كثرتها، لم يُعتمد ولو مصدر إباضيٌّ واحد، من أيِّ فنٍّ من الفنون، ومن أيِّ عصر من العصور.. ونحن في هذا لا نلقي اللوم على أصحاب هذه النصوص فقط، فلأتباع المذهب لا محالة قسط من المسؤولية في عدم توفير مصادرهم ومراجهم، وفي أحيان كثيرة كانت الظروف السياسية، هي المتسبِّبة في كلِّ ذلك ([6]).)

وقال بعدها:
(تتناقل الكتب أحكاما وعبارات بألفاظها، من أوَّل قرن هجريٍّ إلى القرون المتأخِّرة، فلم يبدل أصحابها كبير جهد في التحقيق، أو الإضافة، أو التعديل.. إيجابا أو سلبا. مما جعل الحكم على إباضيٍّ من القرن الأول هو نفس الحكم عليه في القرن الخامس عشر. وهذا يدلُّ على أنَّ التقليد هو المسيطر على الكتَّاب لا الاجتهاد، وأنَّ سلطة النصِّ التراثيِّ لا تزال هي المهيمنة على عقول المؤلِّفين من الفقهاء والمؤرِّخين. فيبدأ الحكم على المذهب - حسبما تتبعناه تاريخيا - كرأيٍ لعالِم أو إمام، ثم يتحوَّل إلى حكم شامل على جميع أفراد ذلك المذهب أو تلك الجماعة، من لدن نشأتها إلى أن يرث الله
الأرض ومن عليها، في جميع الأمصار والأعصار.)


اترك هذه النصوص لاصحاب الفكر ومن سرت دماء حب الدعوة في شرايينه ، ومن اراد قراءة مقال الاستاذ محمد كاملا فسيجده على الرابط التالي:
صورة الإباضية في العصر الرقمي


_______
[1] - ولا أدلَّ على هذا التوجُّه المذهبي من إبعاد تفاسير لها وزنها مثل تفسير الرازي، وتفسير الزمخشري، وتفسير ابن عاشور، وتفسير القطب اطفيش... لأسباب ودوافع مختلفة، وإدراج تفاسير مذهبية أقلَّ قيمة في جلِّ هذه البرامج.
ويلاحظ كذلك أنَّ بعض المؤلَّفات المذهبية تتكرَّر في جميع البرامج، لا لقيمتها العلمية، ولكن لنـزعتها المذهبية. وقد يكون الدافع وراء ذلك هو إرضاء دول وهيئات غنيَّة، حتى تقتني هذه البرامج، وتنجح في السوق تجاريا، وتبرز عبر وسائل الإعلام دعائيا. فتغيب الحقيقة العلمية بين ثنايا الأغراض الدنيئة والقريبة.

[6] - نعتقد أنَّ أيَّ فكرة أو حركة أو مذهب لا يملك السلطات التقليدية: السياسية والمالية...، والجديدة: الإعلام، والتكنولوجيا...، لا يمكنه أن يُثبت وجوده، ولا أن ينتشر عبر العالم، بل إنَّ مآله الانحسار والتقهقر. وإننا نعيش في عصر العولمة وفق معادلة التأثير أو التأثُّر؛ فإمَّا أن نؤثِّر أو نتأثَّر، ولا يوجد خيار ثالث. وانظر محاضرة- الأمة الميزابية بين السلطة واللاسلطة، من إنجازنا، سنة 1420هـ/2000م.

آخر تحرير بواسطة البدر المنير : 03/05/2004 الساعة 01:37 AM
  #46  
قديم 03/05/2004, 01:17 AM
البدر المنير البدر المنير غير متواجد حالياً
البدر المنير
 
تاريخ الانضمام: 20/11/2002
الإقامة: الباطنة ومسقط ارض المهجر
المشاركات: 5,813
كذلك انقل هذا النص من مقال الاستاذ بابا عمى لانني اعرف ان البعض حاول ان يقلل من اهمية استخدام التكنولوجيا الرقمية و برامج الكمبيوتر وشبكات الأنترنت، كمصادر للبحوث المستقبلية ، (يقول الدكتور الحبيب بالخوجة: «إنَّ لقاعدة المعلومات بالنسبة لنا، معشر أساتذة الجامعات، وطلبة الجامعات، أهمية كبيرة وخطيرة، من حيث المنافسة في مستوى البحث العلميِّ، بيننا وبين الغربيين، في أقسام الدراسات الشرقية. فليس من المعقول أن أبدأ العمل اليدويَّ، والمستشرق يأخذ مائة صفحة معلومات في ظرف خمس دقائق، بينما أقوم بجمعها في ظرف سنة، هذه ليست معادلة صحيحة»([3]).

وليس من المعقول - كذلك - أن يُطلب من الدارسين في مختلف مناطق العالَم أن يعتمدوا المذهب الإباضيَّ، وأن يُنصفوه، في الحين أنـَّه لم توفَّر لهم مصادره في برامج متطوِّرة؛ ومن جهة أخرى تُنشر برامج من مختلف الجهات، أقلُّ ما يقال عنها إنَّها تحمل ثقل النصوص القديمة، وترزأ تحت وطأة الأحكام القبْليَّة والمقولَبات، التي تبيَّن لنا من خلال جمعها أنـَّها – في حقِّ الإباضية - سلبية في الغالب الأعمِّ، بل نكاد لا نقرأ نصًّا واحدا يصنِّفهم ضمن المسلمين غير المبتدعين. )

____
[3] - كتاب ندوة استخدام الحاسب الآلي في العلوم الشرعية، جدة، 1990؛ ص457.

آخر تحرير بواسطة البدر المنير : 03/05/2004 الساعة 01:41 AM
  #47  
قديم 03/05/2004, 02:42 AM
طالب العلى طالب العلى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 29/06/2002
المشاركات: 47
أشكر الشيخ ناصر على تطرقه لهذا الموضوع الحيوي المهم، واستميحه والقراء الكرام العذر على هذه المداخلة المتواضعة. وهل لي من تواضع بعد عبارات الأخ الطبيب زكريا المحرمي.

وإذا كان الشيخ ناصر قد هيأ لنا المقدمة الكاملة، ليكون تركيزنا على نقاطه الأخيرة الخادمة لمجالنا الدعوي اليوم، فإني أرى ردود الأخوة الكرام ما زالت في معظمها بعيدة عما أراده الشيخ.

وإذا كان الشيخ قد قسم موضوعه إلى قسمين: الفكر الإباضي، وأصحابه، متتبعا ذلك من أول تأريخهم إلى ما قبل نهايته، فإنّي لا أظن أنه سيتركه هكذا ابترا دون التركيز على حاضر الفكر الإباضي، وآمال وآلام حامليه، فهو ابن عصره الذي يهمه النهوض بهذه الأمة حاضرا ومستقبلا.

وفي البداية، لا أدري إن كان علينا أن نتفق مع الشيخ في كل ما حكاه من تفاصيل في مجاليه الفكر وأصحاب الفكر. فهل علينا مثلا أن نتفق مع الشيخ فيما قاله عن الدعوة وأسباب تقاصر أصحابها عنها في بعض الأوقات الماضية. وماذا لو مثلا اختلفنا معه وقلنا أن المجال الدعوي الإباضي يخبو وينشط تبعا لظروف سياسية وثقافية داخلية وخارجية كثيرة. ولذلك رأينا التقلص الدعوي في عصر النباهنة الطويل، ثم رأينا تلك الطفرة الكبيرة للدعوة الإباضية في العصر الأول لدولة اليعاربة. وإن نظام العزابة هو اجتهاد فريد لرجالات الإباضية الأوائل للحفاظ على الكيان الإباضي من الزوال، كما زال أو كاد في مواطن كثيرة.


إن ما أريد أن أقوله هنا، إنّا وإن كنا نتفق جميعا على أهمية الدعوة، فإنه ليس من الضروري أن يتفق كل المفكرين والمحللين -ولست منهم، وإنما فقط أضرب مثالا هنا- على تفاصيل الماضي والحاضر. لذلك علينا أن لا نجعل تلك التفاصيل منطلقات لنا في مشروعنا الدعوي، وإلا كثر فيها التأويل والاختلاف.

ولست هنا أدعو إلى عدم التحليل والتفصيل في الأمور، حاشا لله، ولكن لنجعل لنا مساحة كبيرة نستطيع أن نختلف حولها، ولا تضر بمشروعنا الدعوي، والداعي الناجح هو الذي يستطيع أن يحسن تسويق بضاعته، ويدعو لها كافة الأطراف. وهنالك على العموم طرق كثيرة لتسويق الأفكار، ليس أفضلها برأيي تنقيص بضاعة الآخر ومحاولة طمسها، وإن كان الفرق فيما بينهما سيظهر لا محالة.

وإذا أتينا إلى حاضر الدعوة فإني في الحقيقة، كالأخ بلج بن عقبة، من الناس المتفائلين، كما إني أشجع طرح مثل هذه المواضيع التي تهدف إلى رسم الكيفية التي يمكن بها دفع مسيرة الإباضية الحاضرة.

إلا أن رأيي أن بعض الانكماش الظاهر في مجال الدعوة متوقع. فليس كل مشروع سيكتب له التوفيق هكذا من دون مصاعب، وهذا الذي نراه بالنسبة مثلا لمجلة المعالم، فأصحابها رسموا لها وخططوا، ثم اصطدموا بالواقع، فكان عليهم التلاؤم معه, وأنا واثق بأنهم إن شاء الله سينجحون في مشوارهم الذي بدءوا به.

وكذا بقية المجالات، فالمكتبات مثلا تعاني الكثير من السلبيات، وهم برأيي بحاجة إلى الاجتماع والتدارس، فعليهم بعمل الدورات والاجتماعات، وسؤال أهل الخبرات للنهوض بحالهم هذا، وإلا فإنهم سيتلقون بعض النصائح العامة الصادرة من متحمس راغب، أو محلل مؤول، وهذا الذي يعنيه عندي النظام المؤسسي.

على الرغم من ذلك فإني أكبر الكثير من الأعمال الدعوية، سواء الذي يقوم به الرجال أو النساء، وإنها إن شاء الله لا بد أن تكلل عن قريب بالنجاح. والفكر والواعي عندما ينضج في رؤوس أصحابه، وخاصة المنظرين منهم، فإن حصاده سيكون ثمارا يانعة بإذن الله تعالى.
  #48  
قديم 03/05/2004, 06:16 PM
المنصور المنصور غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 29/02/2000
الإقامة: عمان
المشاركات: 291
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.

أولاً : أشكر الأستاذ ناصر على هذا المقال الذي كنا نرتقبه من فترة.

ثانياً: الحديث عن المذهب الإباضي هو حديث عن الإسلام، هو حديث عن القول ومعه العمل، هو حديث عن الدنيا والآخرة ، هو حديث عن تاريخ الاستقامة ، هو حديث عن تاريخ الرسالات وأتباعها الصادقين.
هذا هو الحق ، نقوله بصدق ، وننشره بالحجة ، ونعلمه للآخرين بالبرهان.
تاريخ الإباضية حقيقة تاريخ الإسلام ، وحياة الإباضيين بصدق هي امتداد لحياة الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

لقد وقف الإباضيون عبر تاريخهم وقفات كلها شرف وكلها عز للإسلام والمسلمين.

ففي الوقت الذي تفرقت فيه الأمة كان دور الإباضية لم الشمل ورص الصفوف، والتاريخ هو الشاهد.

وفي الوقت الذي تجري فيه دماء المسلمين على يد الجبابرة كان الإباضية هم الدرع لحرمات المسلمين في الشرق وفي الغرب.

ليس هذا القول مبنيا على ادعاءات بل هو حق يصدقه التاريخ والواقع، ولعل الأمثلة التي سنسطرها هنا فيها الدليل لمن يرغب في الدليل:

(1 )

فمن الأمور التي استحدثت في تاريخ الإسلام وخاصة عند الكعبة المشرفة من قبل أتباع المذاهب الأربعة، ولم يوافقهم عليها أتباع المذهب الإباضي، ما كان يسمى بمقامات الأئمة. كان يوجد في المسجد الحرام أربع مقامات، ينسب كل مقام إلى أحد أئمة المذاهب الأربعة، وهي: " المقام الشافعي والمقام الحنبلي والمقام الحنفي والمقام المالكي". فقد تم تشييد تلك المقامات بين القرنين الرابع والخامس وتم والحمد لله هدمها بأمر من الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1377 ما عدا المقام الشافعي فقد تم هدمه عام 1383هـ.
فكل مقام كان على هيئة بناية صغيرة يصلي فيها أتابع كل مذهب بمفردهم.
فالأحناف كانوا يصلون في مقامهم الخاص بهم و الشافعية والحنابلة والمالكيون كانوا يصلون في أماكنهم التي ابتدعوها في حرم الله الآمن.
فمقام الأحناف كان مقابلاً لميزاب الكعبة، ومقام الشافعية كان فوق بناء بئر زمزم، ومقام الحنابلة كان قرب بئر زمزم، ومقام المالكية كان مقابلاً لظهر الكعبة. وكان أدائهم للصلاة كالآتي:
كان يصلي أولاً إمام الشافعية ثم يصلي بعده إمام المالكية ، ويصلي إمام الحنبلية معه في وقت واحد، ثم يصلي إمام الحنفية، كل في محرابه، وترتيبهم هكذا في الصلوات الأربع ، وأما صلاة المغرب فإنهم يصلونها في وقت واحد كل إمام يصلي بطائفة.
ويدخل الناس من ذلك سهو وتخليط، فربما ركع المالكي بركوع الشافعي، وسجد الحنفي بسجود الحنبلي. (انظر كتاب التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، ج5/ص326-330 وكذلك رحلة ابن بطوطة ص177)
بدعة المقامات هذه التي استمرت في حرم الله الآمن زهاء عشرة قرون خلفت في نفوس الناس بدع أمثالها حتى أصبح جيران المسجد الواحد في الحارة الواحدة ينصبون أربعة محاريب. فقد قال محمود مهدي الاستنبولي ( انظر العواصم من القواصم، تحقيق محب الدين الخطيب هامش ص 92) :
" ظل أكثر المسلمين بعد الأئمة الأربعة إلى اليوم مختلفين في كثير من المسائل الاعتقادية والعملية….. وإن شئت أن ترى أثر هذا الاختلاف والإصرار عليه، فانظر إلى كثير من المساجد، تجد فيها أربعة محاريب يصلي فيها أربعة من الأئمة ! ولكل منهم جماعة ينتظرون الصلاة معه كأنهم أصحاب أديان مختلفة ! وكيف لا وعالمهم يقول: أن مذاهبهم كشرائع متعددة ….."

يتبع .....
  #49  
قديم 03/05/2004, 11:20 PM
بلج بن عقبة بلج بن عقبة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 13/06/2002
المشاركات: 468
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة ناصر بن سليمان السابعي
أعرف أن هناك تساؤلات كثيرة ومطالبات عديدة للتدليل على كل ما سبق ، غير أني أود أن تكون الاجابات من خلال تناول النقاط التالية ، وأتمنى على زملائي أن يساهموا بأقلامهم وأفكارهم للحوار فيما يلي:

1- ما هو تقويمنا لواقع الفكر الإباضي ؟!

2- من يـُعنى بمشروع الفكر الإباضي المستقبلي ؟!

أكرر رغبتي في مشاركة الإخوة الكرام بأفكارهم النيرة وأطروحاتهم ونقدهم البناء ... وسأترك الميدان لفرسانه ليعبروا عما في نفوسهم ، وأود من الإخوة أن يكون الحوار بناء ، وأن ينصب الأمر على الفكر لا على الأشخاص.

أخوكم: ناصر بن سليمان السابعي
في مداخلتي السابقة حاولت - جهد الاستطاعة - أن أتعرض للقضية الأولى و هي تقويم واقع الفكر الإباضي.
في المداخلة الحالية سأحاول مقاربة المسألة الثانية و هي من يعنى بمشروع الفكر الإباضي المستقبلي؟
و بما أن المستقبل لحظة ما تزال في حيز العدم فلا بد من استشرافها من اللحظة القائمة في حيز الوجود و هي الحاضر.
تنقسم المؤسسات القائمة في عالم اليوم إلى ثلاثة أقسام:
1- المؤسسات الرسمية
2- المؤسسات التجارية
3- مؤسسات المجتمع المدني

من خلال تطبيق هذا التقسيم على الواقع الإباضي تبين لي ما يلي:
1- بالنسبة للمؤسسات الرسمية لا توجد في واقع الأمر مؤسسة رسمية تتبنى الفكر الإباضي ، بخلاف ما هو موجود عند كافة ملل الأرض.
و مع الاعتراف بالجهود التي قامت بها وزارة التراث القومي و الثقافة و وزارة الاوقاف و بعض الجهات الأخرى لكن لا يخفى أن مجرد نشر بعض الكتب شيء و تبني الفكر شيء آخر.
و من هنا يصعب التعويل على المؤسسات الرسمية لتكون منطلقا حقيقيا لنشر الفكر الإباضي.

2- المؤسسات التجارية : و المؤسسسات التجارية في عالم اليوم أصبحت ركنا ركينا لنشر الفكر لأن كل منتج يحمل معه سمات الحامل الاجتماعي.
إن اليهود لم يصل عددهم إلى اليوم إلى 13 مليون نسمة ، و مع ذلك فإن وجود سوق قوية لهم كفل بتمرير فكرهم إلى أربعة أركان الأرض ، عبر السينما و الكتاب و الصحيفة و المجلة ، و عبر الانتاجات الأخرى ذات الصلة.
النصرانية هي الأخرى وعت هذه القضية ، ففي عقد الثمانين من القرن الميلادي المنصرم افتتحت المنظمات النصرانية - في إطار ما عرف بالكنيسة الالكترونية - أكثر من 1400 إذاعة و قرابة 60 قناة تلفزيونية في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، و كان يديرها و يشرف عليها كبار القساوسة من أمثال جيمي سويجارت و أورال روبرت و غيرهما( انظر Sociology- by: John Macionis- P453)
المؤسسات التجارية كذلك كان لها دولر في نشر الفكر الوهابي في العالم الإسلامي ، و يكفي للتمثيل على ذلك أن معرض القاهرة الدولي في عام 1995 شاركت فيه مكتبة أشعرية واحدة يقابلها 300 مكتبة وهابية تقريبا.
في العالم الفضاني تصاعدت حدة المنافسة بين القطبين الشيعي و الوهابي ، لكن الشيعة أكثر ظهورا عبر قنوات مثل العالم و سحر ، إذا غضضنا الطرف عن المنار على اعتبارها منظمة غير ربحية.
إذا جئنا إلى الفكر الإباضي فإننا سنلحظ أن التجار كانوا هم الدعاة الكبار الذين ساعدوا على انتشاره ، فأبو عبيدة عبدالله بن القاسم في الصين ، و سليمان بن يخلف في غانا و غرب افريقيا عامة ، و ابن عباد في مصر. و على كل حال فإن من يقرأ كتاب طبقات المشائخ بالمغرب - الجزء الأول - سيلحظ تكرار عبارة - و كان موسرا - في طبقة ابي عبيدة و ما بعدها.
حتى هذه اللحظة توجد بعض مؤسسات تجارية قامت ببعض الدور ، هذه المؤسسات تمثلت في المكتبات و التسجيلات الإسلامية. لكن معاناة هذه المؤسسات تكمن في أن القائمين عليها دعاة لم يتقنوا التجارة و التسويق ، و لهذا يصعب أن يقال بأنها يمكن أن تقوم في المستقبل بدور يفوق دورها اليوم ، فبعيد عن التصور أن تتحول هذه المؤسسات إلى دور نشر كبرى ، أو إلى قنوات فضائية ، ما لم تتدارك هذا الخلل.

3- مؤسسات المجتمع المدني : مصطلح المجتمع المدني الذي يعزى إلى الإيطالي (غرامشي) يطلق ليراد به كل مؤسسة غير رسمية و غير تجارية. فتدخل فيه الأوقاف و الجمعيات الأهلية و مؤسسات النفع العام غير التابعة للحكومة.
هذه المؤسسات كانت و ما تزال صاحبة الدور الأكبر في انتشار الفكر الشيعي الإمامي و الفكر الوهابي ، بله المؤسسات التنصيرية العاملة تحت هذا الغطاء.
إذا جئنا إلى المذهب الإباضي سنجد تفوق إباضية المغرب على إباضية المشرق ، فحلقة العزابة من جانبها ، و مؤسسات الحفاظ على التراث من جانب آخر ، و التجمعات العلمية من جانب ثالث.
بالنسبة لعمان - حسب علمي القاصر - لا توجد إلى اليوم مؤسسة مجتمع مدني ، و مرجع ذلك ببساطة إلى أن الحكومة إلى وقت قريب كانت لا تعترف رسميا بالجمعيات. و لكن بعد صدور النظام الأساسي للدولة صدر مرسوم سلطاني يحدد نظام الجمعيات ، و لست أعلم إن كانت هناك أي جهة ثقافية حصلت على الاعتراف الرسمي لتكون مؤسسة عاملة في هذا الحقل.
هذا بالنسبة لعالم اليوم ، أما المستقبل فله احتمالات أظهرها ثلاثة:
- إما أن تفسح الحكومة العمانية الطريق للجمعيات الثقافية بممارسة دورها ، و في هذه الحالة ستكتسب أي جمعية إباضية الاعتراف الرسمي و سيكون لها دور نشط في المستقبل.
- و إما أن تكون الممارسة الثقافية محصورة في إطار ضيق - كما هو الشأن اليوم ، و يستمر الإباضية في حصر أنفسهم في إطار إقليمي ضيق ، و في هذه الحالة لن يكون لمؤسسات المجتمع المدني دور في رسم خارطة المستقبل.
- و إما أن تكون الممارسة الثقافية محصورة في إطار ضيق - كما هو الشأن اليوم - و لكن سيستثمر الإباضية حسنات العولمة بإنشاء جمعيات و مؤسسات مجتمع مدني في الدول التي تسمح بذلك.
  #50  
قديم 04/05/2004, 03:43 AM
المنصور المنصور غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 29/02/2000
الإقامة: عمان
المشاركات: 291
هذه المقتطفات من تاريخ الإباضية تبرهن على قوة فكر أهل الحق والإستقامة الذي يتطلع إليه العالم.

( 2 )

فبدعة تلك المقامات ما كانت تستهوى الإباضية وما كانوا ليتخذوا منها سبباً لنشر مذهبهم بين أوساط الناس. فقد جاء في تيسير التفسير ( ج1/ص173) لقطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش – رحمه الله - : " ولا مقام إلا مقام إبراهيم عليه السلام، وهو مقام المؤمنين كلهم على حد سواء، ولا وجه لنسبته للشافعي، ولا وجه للبناء فيه لأنه نقص منه ومن المسجد، ولا وجه لجعل مقام آخر لمالك، وآخر لأبي حنيفة، وآخر لأحمد، فإن ذلك زيادات في الدين وتشرع فيه وبدعة، ونقص من الحرم والمقام بالبناء، ومناقضة لمقام إبراهيم حتى إنه استوت الثلاثة عند العامة بمقام إبراهيم، ويفضلها عامة أهلها على مقام إبراهيم، وقد قال أمير مكة للسلطان حمود ، وهو سلطان زنجبار ، أعوام إقامته بمكة : أبني مقاماً لك وللإباضية أهل مذهبك؟ فقال : لا تفعل ، لأنه خلاف الشريعة، ولأنهم لا يقبلون ذلك عني ولا عنك، ولا يقف به أحد منهم".
فالإباضية لا يمتنعون عن الصلاة خلف أي مسلم من أي مذهب كان ما دام قد أتى بشروط الصلاة كما بينها الشرع. فمذهب يدعو إلى الوحدة بين أتباع الأمة الإسلامية في كل شؤون حياتهم لجدير بأن يتبع ويتخذ منهجاً في السير إلى رضوان الله.
فعلى الذين يتطاولون على المذهب الإباضي دراسة مبادئه ومعرفة تاريخ أتباعه وإلا فمن الأفضل لهم عدم الخوض فيما ليس لهم به علم.

يتبع ....
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 08:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.