سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع التقييم: تقديرات الموضوع: 2 تصويتات، المعدل 5.00.
  #1  
قديم 18/03/2004, 02:27 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
دراسة في الفكر الإباضي ، تأليف : عمر با

بسم الله الرحمن الرجيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد سمعت منذ فترة عن الباحث عمر با من السنغال وكتابه ( دراسة في الفكر الإباضي )

ولقد كنت أسعى للحصول على هذا الكتاب والاطلاع عليه ، خاصة أني سمعت أن الباحث كان متجردا من كل هوى عند كتابته لهذا الكتاب ، وبالفعل بتوفيق من الله تعالى تمكنت من الحصول على الكتاب فوجدته كتابا رائعا أسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسنات مؤلفه .

فلقد كان الباحث متجردا من الهوى والرضوخ للموروثات المذهبية التي ابتلي بها الكثير من الباحثين وللأسف الشديد .

ولشدة إعجابي بالكتاب ومؤلفه قررت طباعته ونشره في السبلة لتعم به الفائدة ، مع تنبيهي لوجود بعض الملاحظات الطفيفة والتي لا تنقص من قدر الكتاب وقدر مؤلفه ، وقد نبه عليها سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي - المقدم للكتاب - في نهاية الكتاب ، وسأقوم بعرضها إزاء كل صفحة تم التنبيه على بعض الملاحظات فيها .

والكتاب من الحجم المتوسط ويقع في 150 صفحة مع الفهارس ، والحقيقة اسم دار النشر غير مسجل .

ولقد تكفل الشيخ أحمد السيابي بوضع ترجمة مختصرة لمؤلف الكتاب ، وستأتي في التقديم ، ولا بأس من أن أعرضها هنا سريعا ، حتى يتم التعرف على مؤلفنا المتألق :

هو الأستاذ عمر بن الحاج محمد صالح با ، مالكي المذهب ، من السنغال ، من قبيلة ( با ) المتفرعة من قبيلة الغلاني ، القبيلة الكبيرة المنتشرة في معظم أقطار غرب إفريقيا .

ولد في جنوب السنغال وتلقى تعليمه بها ، ثم هاجر إلى مالي وتلقى هناك بعض العلوم في اللغة العربية والدين الإسلامي ، ثم هاجر إلى الخرطوم بالسودان فدرس في معهد القضاء سنتين ، ثم هاجر إلى لبنان والتحق بكلية أزهر لبنان ، ثم حصل على منحة للدراسة في إيران ، فشد عصى الترحال إلى طهران فدرس هناك حتى حصل على الشهادة الجامعية ، هل اكتفى بذلك ؟!

كلا ، أبت نفسه الشغوفة بطلب العلم إلى مواصلة الترحال لنيل المزيد من العلم مذكرا إيانا بسير السلف الصالح في الهجرة وشد الرحال لطلب العلم النافع

فهاجر إلى جامعة ( لال نهرو ) في دلهي بالهند لمواصلة دراسته العليا فنال شهادة الماجستير منها ، وكان كتاب ( دراسة في الفكر الإباضي ) هو موضوع رسالته ، ولتعرفه على الإباضية والمذهب الإباضي وعمان قصة سيحدثنا عنها بنفسه في كتابه ...

والأستاذ عمر با كثير القراءة واسع الاطلاع - كما وصفه الشيخ أحمد السيابي - ويجيد اللغة العربية إجادة تامة وبطلاقة وفصاحة ، ويجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية والفارسية مع لغته المحلية بالسنغال طبعا .

هذه ترجمة مختصرة للأستاذ الرحالة عمر با ...

يقول الأستاذ عمر با واصفا ترحاله لطلب العلم :

( حتمت الظروف عليَّ ، وشاءت الأقدار لي ، أن أضرب في الأرض طالبا للعلم وسائحا في آن معا ، وكنت أول الأمر مستاء لوضعي ، حيث لم تسمح لي الظروف في أن أعيش في بلادي مستقرا ودارسا فيها ... وفي الشرق ... أرغمتني الظروف أيضل على التنقل في أكثر من بلد لأسباب كثيرة ، غير أني سرعان ما بدأت أجد فائدة في أسفاري وتنقلاتي ، حيث أتاحت لي فرصة الاختلاط مع مختلف الشعوب ، وشتى الثقافات ، وأضراب من النحل والملل والأديان والفلسفات ، وعشت عيانا ما كنت أسمعه كقصص وأخبار ، وخابرت مشافهة ما كنت أقرأ وأطالع كحكايات ، فإذا هي فائدة كثيرة ، ، فإذا هو علم جم منّ الله عليَّ به ... ) اهـ ص6 من الكتاب

ومن نفائس ودرر كلامه :

( كنت شديد الحرص على الاتصال بالمسلمين ... ولم اتقيد بقيود المذهبية ، ولم أتأثر قط بدعوتي الطائفية ، وروضت نفسي على عدم القبول لما يقال عن فرقة أو طائفة حتى أتصل بتلك الفرقة ، واتعايش معهم ، وأسمع منهم ، وأقرأ لهم ما تيسر ، وأفهمهم كما هم ... ) اهـ ص6

ويقول :

( ... ولا تُعطينَّ فلانا عقلك يحشو فيه ما يشاء من أخبار يسميها المسلمات من حقائق العلم وجواهر المعرفة ، وتظل أنت أسير توجيهاته ومخزن معلوماته ، وسوى القرآن الكريم فإن كل كتاب وقع في يدك فاعلم أن فيه صوابا وخطأ ، ولا تسلم مبدئيا صحة كلام معين من إنسان معين ، أو سقم كلام معين من إنسان معين ، سوى الأنبياء والرسل لما لهم من منازل إلهية ، ولما يحيط بهم من عناية ربانية ، غير أن كلام هؤلاء - يقصد الأنبياء والرسل - أيضا دخل فيه ما دخل ، وتلاعبت فيه الأهواء ... ) اهـ ص6

وقال :

( والحق أن كتاب المقالات جنوا على التاريخ ، وجنوا على العلم ، وحنوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ جنوا على التاريخ لأنهم زوروه وكتبوا وقائعه على نحو سقيم ... ؛ وجنوا على العلم لأن كتبهم - مع عدم صحة ما ورد فيها وانتفاء العلم الثقة منها - أصبحت مراجع يرجع إليها من يريد الاطلاع على آراء الفرق الإسلامية ، والتزود بمادة علمية منها ، والحال أنها خالية عن أية مادة علمية ؛ وجنوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لمحاولة تفريقها ، أو الإمعان في تمزيقها ، وبالتالي إضعافها ... ) اهـ ص48

وقال :

( والغريب أن بعض كتاب المقالات وضعوا أنفسهم موضع الحكم فتراهم قد ذكروا الفرق الناجية منها ، والهالكة ، عجيب ! فكيف عرفوا الناجية من الهالكة ؟! ... ) اهـ ص48

وقال :

( والمصيبة أن الكتاب المحدثين أصبحوا يعتمدون على كتب المقالات كمراجع ... ) اهـ ص49

هذه بعض الدرر والنفائس التي احتواها هذا الكتاب الشيق وسيأتي منها المزيد إن شاء الله عند عرض الكتاب .

وأود التنبيه إلى أنه إن كانت لي تعليقات حول الكتاب وبعض الآراء التي توصل إليها الباحث فسوف أعرضها وأشير إلى ذلك ، وإن لاحظت بعض آراء الكاتب - وهو باحث قد يصيب ويخطئ - لا تتوافق مع حقيقة المذهب الإباضي فسأعلق على ذلك ، وذكرت أن الشيخ أحمد السيابي علق على النقاط التي لا تتوافق مع حقيقة المذهب والتي وقع فيها الأستاذ عمر با بسبب كونه لا ينتمي إلى المدرسة الإباضية مع أنه كان متجردا ومنصفا وباحثا عن الحق لأبعد الحدود ، والدليل على ذلك أنه لم يأنف من وضع ملاحظات الشيخ أحمد السيابي في نهاية الكتاب فجزاه الله خيرا .

وعلى العموم الكتاب قيم جدا ومفيد لقارئه ، خاصة أنه من شخص من خارج المدرسة الإباضية حتى لا يقال أنه متعاطف مع مذهبه !!

هذا وأشد على أيدي الأخوة للمساعدة في طباعة هذا الكتاب ، فإن كان أحد من الأخوة يمتلك نسخة من الكتاب ويحب المساعدة في الطباعة والإسهام في هذا العمل الخير لنيل الأجر والمثوبة من الله تعالى فمرحبا به ...


وإلى لقاء مع كتابه الشيق وأسلوبه الرائع في الكتابه والطرح ...
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 18/03/2004, 05:07 AM
المنصور المنصور غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 29/02/2000
الإقامة: عمان
المشاركات: 291
بارك الله فيكم ونصر الله بكم الإسلام والمسلمين
  #3  
قديم 18/03/2004, 07:37 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
Arrow

اقتباس:
Originally posted by التيهرتي
هذا وأشد على أيدي الأخوة للمساعدة في طباعة هذا الكتاب ، فإن كان أحد من الأخوة يمتلك نسخة من الكتاب ويحب المساعدة في الطباعة والإسهام في هذا العمل الخير لنيل الأجر والمثوبة من الله تعالى فمرحبا به ...


وإلى لقاء مع كتابه الشيق وأسلوبه الرائع في الكتابه والطرح ...
إلى الإباضية: اطردوا الفراغ بالعمل الجماعي (مشروع)

http://om.s-oman.net/showthread.php?s=&threadid=123313

آخر تحرير بواسطة أبو شيخة : 18/03/2004 الساعة 07:45 AM
  #4  
قديم 18/03/2004, 11:55 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
شيخي وأستاذي وقدوتي المنصور جزاكم الله تعالى خيرا ...

أخي أبا شيخة بارك الله فيكم ...
  #5  
قديم 18/03/2004, 03:41 PM
المتقي بالله المتقي بالله غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ الانضمام: 19/07/2003
المشاركات: 108
أخي الكريم التيهرتي

لقد كنت بصدد اتخاذ قرار بالتقليل من الدخول في هذه السبلة ، بسبب رداءة الموضوعات التي اصبحت السمة الغالبة. لكن موضوعكم هذا جاء في الوقت المحدد لنعيد النظر.

نتمنى لك التوفيق في نقل ما بوسعكم ، وحبذا ذكر دار النشر والتوزيع ، ليتسنى لنا الحصول على نسخة من الكتاب.
  #6  
قديم 19/03/2004, 10:02 AM
جني عمان جني عمان غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 28/05/2000
الإقامة: الكرة الأرضية
المشاركات: 4,594
اقتباس:
Originally posted by المتقي بالله
أخي الكريم التيهرتي

لقد كنت بصدد اتخاذ قرار بالتقليل من الدخول في هذه السبلة ، بسبب رداءة الموضوعات التي اصبحت السمة الغالبة. لكن موضوعكم هذا جاء في الوقت المحدد لنعيد النظر.

نتمنى لك التوفيق في نقل ما بوسعكم ، وحبذا ذكر دار النشر والتوزيع ، ليتسنى لنا الحصول على نسخة من الكتاب.
وانا كذلك أريد نسخة !!

لاننا أول مرة نسمع عنه ، خاصة مع إعجاب التيهرتي به ووصفه بالحياد ونقله لبعض الأوقال والدرر التي صدرت منه ...

فنريد نسخة لو مصورة

يعني النسخة المصورة لا تصل لريالين عند محلات التصوير إن لم توجد نسخ مطبوعة ..

شكرا لكم ورأينا هناك في الوصلة

  #7  
قديم 19/03/2004, 01:11 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أخي الكريم التيهرتي

لقد كنت بصدد اتخاذ قرار بالتقليل من الدخول في هذه السبلة ، بسبب رداءة الموضوعات التي اصبحت السمة الغالبة. لكن موضوعكم هذا جاء في الوقت المحدد لنعيد النظر.

نتمنى لك التوفيق في نقل ما بوسعكم ، وحبذا ذكر دار النشر والتوزيع ، ليتسنى لنا الحصول على نسخة من الكتاب.
أخي الكريم المتقي بالله السبلة موقع حواري حر يتسع صدره للرأي والرأي الآخر ، وهذا أحسن ما تتميز به السبلة ...

أيضا فمن الإجحاف بمكان أن نطلق حكما عاما على جميع مواضيع السبلة أو غالب مواضيعها ، فالملاحظ وجود مواضيع قيمة تستحق المتابعة والقراءة ، ولكن هي تظل وجهة نظر خاصة بك لها محلها من الاحترام والتقدير ...

ولكن نعم أنا أتفق معك أنه توجد في السبلة بعض الأقلام التي لا تحسن العرض وانتقاء المواضيع ولكنها تظل قليلة ويتم التعامل معها وتهذيبها من قبل الأخوة المشرفين ...

على العموم أشكرك لإخراج موضوعي هذا من دائرة الضوء




اقتباس:
وانا كذلك أريد نسخة !!
أخي جني عمان أشكرك للمشاركة ولعرضك المساعدة في طبع الكتاب ، وذكرت لك كما ذكر لك الأخ أبو شيخة في الرابط الذي فتحهه حول مشروع طباعة هذا الكتاب أن الكتاب يباع في مكتبة الاستقامة بروي ...
  #8  
قديم 20/03/2004, 12:18 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
أبدأ بعون الله عرض القسم الذي حجزته وهو من ص3 - ص19

والنسخة التي سنعتمدها هي نسخة مكتبة الاستقامة الطبعة الثانية 1413هـ / 1992م ...

.......... يتبع
  #9  
قديم 20/03/2004, 12:22 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
الإهــــداء :


إلى والدي الروحي وشيخي الأجل الحاج عمر بابلي .. دامت فضائله
شيء من الوفاء


ابنكم الروحي وتلميذكم الوفي
عمر بن الحاج محمد صالح با
( عمر با )


- 2 -
  #10  
قديم 20/03/2004, 12:24 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
تقـــديـــم :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد ..

فإنه ليس من الغريب القول بأن العام الأربعين للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام ، هو عام كانت الأمة الإسلامية فيه على مفترق الطرق .

فقد تمخضت تلك الحروب أو الفتن – إن صح التعبير – عن نشوء فرق أو كيانات إسلامية ذات نزعة سياسية أو عمق سياسي بجانب مرئياتها الفكرية والعقائدية والفقهية ولكنها – بالطبع - تلتقي على مركز واحد وتدور على محور واحد ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، تستخرج كل فرقة منهما ما يؤيد وجهة نظرها وتستنبط منهما ما تراه دليلا لصحة رأيها .

والذي يلاحظ في الأمر أن تلك الفرق أو المذاهب التي وجدت في القرن الأول الهجري كانت يغلب عليها الطابع السياسي ، بينما تلك الفرق أو المذاهب التي وجدت في القرن الثاني وما بعده كانت ذات طابع فقهي وعقائدي فقط .

والكتابة في موضوع الفرق والمذاهب الإسلامية أمر شائك وخطير بقدر ما هو ممتع ومفيد أيضا .
أما خطورته فلأن الكتابة فيه تحتاج إلى تجرد مطلق من رواسب العصبية المذهبية المقيتة ، تلك العصبية المغرورة المبنية أو الناشئة عن الجهل أو التجاهل .

أما الشيء الممتع فيه فإن الباحث يعرف عن كثب وبعمق ما عند الفرق والمذاهب الإسلامية من آراء واتجاهات وأفكار ومبادئ ليقدم ذلك إلى الآخرين في قالب تقييمي وتحليلي لتلك المبادئ والأفكار ، وهو أمر سيتمكن من خلاله من إزالة المفاهيم الخاطئة عن المذاهب الإسلامية التي كانت وليدة الجهل أو الحقد وهو ما عبر عنه المؤلف بقوله : " غير أن المبرر الذي نعتبره أكثر إلحاحا لتعريف الناس بالمذهب الأباضي ، هو السعي لإزالة فهم تاريخي خاطئ عن هذا المذهب تداوله الكتاب ، وأصبح سائدا في الأوساط العلمية وغير العلمية " التقليدية " وهذا المفهوم يتحمل تبعته كتاب غير دقيقين في كتاباتهم ولا مقدرين مسئولية نحو المادة العلمية التي يقدمونها إلى

- 3 -
  #11  
قديم 20/03/2004, 12:27 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
ملاحظة مهمة :

المقدم للكتاب هو سعادة الشيخ أحمد بن سعود السيابي ، فالنص أعلاه والذي سيأتي حتى ص5 هو للشيخ أحمد السيابي ، هذا للعلم ...


التيهرتي
  #12  
قديم 20/03/2004, 06:22 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
الجمهور كشيء خالد له دوره في تكوين الفكر البشري " والمؤلف – والحق يقال – قد تخلّى عن رواسب العصبية المذهبية – بصفته مالكيا – وتحلى بروح الصدق والإنصاف في كتابته عن الأباضية . وفي نظرته إلى المذاهب الإسلامية الأخرى – عرفنا ذلك عنه من ثنايا كتابه الذي بين أيدينا ، ومن حديثه أثناء لقاءاتنا معه ، وهو لا يتوانى في الرد على أولئك المؤلفين والكتاب الذين كتبوا عن الفرق الإسلامية وأساؤا إساءة بالغة إلى الفرق المخالفة لهم ، وعليهم وزرها ووزر من قال بها . يقول المؤلف في شأن أولئك : " والحق أن كتاب المقالات جنوا على التاريخ وجنوا على العلم وجنوا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

جنوا على التاريخ لأنهم زوّروه وكتبوا وقائعه على نحو سقيم واعتدوا على قوم أبرياء – قلميا – وزيّفوا مبادئهم ، وقالوا في ألسنتهم ما لم يقله هؤلاء .

وجنوا على العلم ، لأن كتبهم – مع عدم صحة ما ورد فيها وانتفاء الثقة عنها – أصبحت مراجع يرجع إليها من يريد الاطلاع على آراء الفرق الإسلامية ، والتزود بمادة علمية منها . والحال أنها خالية من أية مادة علمية . وجنوا على أمة محمد r لمحاولة تفريقها والإمعان في تمزيقها " .

وهذا الكتاب – دراسة في الفكر الأباضي – يدل على اطلاع مؤلفه على المذهب الأباضي فكرا وتاريخا ، وهو يمثل رؤية صحيحة وصادقة على التفتح الفكري لدى المؤلف ولدى الشباب المسلم المثقف الواعي . وربما لم تتضح للمؤلف بعض النقاط أو بعض المفاهيم أثناء استعراضه لنشأة المذهب الأباضي وتطوره الفكري ، الأمر الذي دعانا إلى وضع بعض الملاحظات على الكتاب ، التي سيجدها القارئ مدونة في آخر الكتاب . بيد أن هذا الأمر لم يكن مخلا بالكتاب قط ، وإحساس عميق بضرورة الوحدة الإسلامية .

ومؤلف كتاب دراسة في الفكر الأباضي هو الأخ الفاضل الأستاذ عمر محمد صالح با من السنغال ، وهو من قبيلة الغلاّني ، القبيلة الكبيرة المنتشرة في معظم أقطار غرب أفريقيا .

وقد ولد عمر با في جنوب السنغال وتلقى أول تعليمه بها ، ثم سار إلى " مالي " التي كانت المركز الثقافي لغرب أفريقيا ، حيث تلقى هنالك بعض العلوم في اللغة العربية وعلم الدين الإسلامي ، وبعدها انتقل إلى الخرطوم فدرس في معهد القضاء سنتين ، ثم انتقل إلى لبنان حيث التحق بكلية " أزهر لبنان " وبعد ذلك حصل على

-4-
  #13  
قديم 20/03/2004, 07:01 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
تنبيهان مهمان :

1- الملاحظ على غالب الكتاب استخدام مصطلح ( الإباضية ) بفتح الهمزة ( الأباضية ) ، ولهذا سألتزم بما جاء في الكتاب ...

والحقيقة أنه ورد الخلاف بين إباضية المغرب والمشرق في مصطلح ( الإباضية ) هل هو بمفتح الهمز أم بكسره حسب اطلاعي السابق على المصادر الإباضية ، وحاولت مراجعة معلومات لأعرف ما يرجحه المشارقة وما يرجحه المغاربة فلم أجد ما يسعفني في هذا في الوقت الحالي ، ولكن حسب اطلاعي السابق يذهب أحد الفريقين إلى القول بفتح الهمز والآخر إلى القول بكسره .

والظاهر أن المغاربة هم الذين يقولون بالفتح حيث أن البرادي في الجواهر قال : " ... عبد الله بن إباض رضي الله عنه النسبة إليه أباضي بفتح الهمزة ... " إهـ ( البرادي ، الجواهر المنتقاه ، مخطوط ، ص155 ) .

وأما الإمام القطب فذكر في شرحه على عقيدة التوحيد صحة الفتح والكسر والضم فقال : " والنسب في أباضيا - بفتح الهمزة وضمها وكسرها - إلى عبد الله بن أباض - مثلث الهمزة كذلك ... " اهـ ( محمد يوسف اطفيش ، شرح عقيدة التوحيد ، ت : مصطفى الناصر وينتين ، جمعية التراث ، القرارة ، الجزائر ، ط1 : 1422هـ / 2001م ، ص350 ) .

وزاد الشيخ سالم بن حمد الحارثي بعد أن ذكر قول البرادي وقطب الأئمة : " ... وفي القاموس بالكسر فقط ... " اهـ ( سالم بن حمد الحارثي ، العقود الفضية في أصول الإباضية ، ص122 ) .

وعلى العموم الأشهر هو بالكسر ( الإباضية ) وهو المتداول في المؤلفات المعاصرة .

2- ذكر الشيخ أحمد بن سعود السيابي في ص4 أن عمر با ينتسب إلى قبيلة ( الغلاني ) ، والظاهر أنه يقصد قبيلة ( الفلاني ) بالفاء وليس ( الغلاني ) بالغين ، فلعله خطأ مطبعي ، وذلك أن قبيلة ( الفلاني ) قبيلة كبيرة ومشهورة في غرب إفريقيا ويتحدثون اللغة الفلانية ، وقد تعرفت على عدد من أتباع هذه القبيلة من مالي ومن السنغال في أثناء دراستي بمعهد العلوم الشرعية ، وحدثوني عن نسبهم ولغاتهم وبلادهم ، ووجدتهم خيرة الشباب حفظة لكتاب الله ذوا خلق رفيع وتواضع ، ولهم دور في بلادهم الآن في نشر المذهب الإباضي ، حتى أنه قام أحدهم وقد تخرج في السنة الماضية بإنشاء مسجد ومركز دعوة للإباضية في مالي بدعم من أهل الخير معترف من قبل حكومة مالي والحمد لله رب العالمين ...

ولعل الحديث يجر بعضه ، فقد أخبرني أحدهم أن الدعوة الوهابية السلفية حاولت أن تجد لها موطئ قدم في مالي ولكن لم يحققوا مرادهم والحمد لله ، فيذكر أنهم - أي الوهابية - يقومون بتوزيع كتبهم بين الناس ، فيقوم الماليون بإحراقها !!

وأخبرني أن المذهب الإباضي على العكس من الوهابية ينتشر بين الناس ويتقبلونه بكل رحابة صدر والحمد لله رب العالمين .


التيهرتي
  #14  
قديم 21/03/2004, 03:53 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
منحة في إيران فدرس في جامعة طهران حيث حصل منها على الشهادة الجامعية .

ثم حصل على منحة من جامعة جواهر لال نهرو في دلهي بالهند لمواصلة دراسته العليا ، فنال منها شهادة الماجستير .
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا هو رسالة تقدم بها المؤلف لنيل درجة الماجستير من الجامعة المذكورة ، وقد حصل بموجبها على الدرجة المشار إليها .

والأخ عمر با – بالرغم من حداثة سنه – فهو كثير القراءة واسع الاطلاع . وقد أفادته هذه الرحلات والجولات في التعرف كثيرا على جوانب فكرية وأدبية متنوعة ومتعددة ، وهو ما برح راحلا ومتجولا لا يكاد يلقي عصا الترحال في مكان إلا وتراه حملها مرة أخرى إلى مكان آخر .
وهو يجيد العربية إجادة تامة بطلاقة وبفصاحة كما أنه يجيد اللغات الفرنسية والإنجليزية والفارسية ، بجانب اللغة المحلية للسنغال .

أحمد بن سعود السيابي
7 محرم الحرام 1406هـ
22 سبتمبر 1985م
مسقط

-5-
  #15  
قديم 21/03/2004, 03:54 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
تصديــر

حتمت الظروف علي ، وشاءت الأقدار لي ، أن أضرب في الأرض طالبا للعلم وسائحا في آن معا ، وكنت أول الأمر مستاء لوضعي ؛ حيث لم تسمح لي الظروف في أن أعيش في بلادي مستقرا ودارسا فيها ، كما قدر الله لغيري من أبناء بلادي ، واستثناهم القدر عن مكابدة صعاب الاغتراب ، وحالفهم الحظ السعيد في تلقي العلم في مسقط رأسهم ، ووسط أهلهم ، بدون أن يتجشموا مشقات الأسفار ، ومتاعب الترحال ، وعناء الغربة ، وويلات مفارقة الأوطان ؛ وفي الشرق ، حيث قصدت مع من قصد لتحصيل العلم ، أرغمتني الظروف أيضا على التنقل في أكثر من بلد لأسباب كثيرة ؛ غير أني سرعان ما بدأت أجد فائدة في أسفاري وتنقلاتي ، حيث أتاحت لي فرصة الاختلاط مع مختلف الشعوب ، وشتى الثقافات ، وأضراب من النحل والملل والأديان والفلسفات ، وعشت عيانا ما كنت أسمعه كقصص وأخبار ، وخابرت مشافهة ما كنت أقرأ وأطالع كحكايات ، فإذا هي فائدة كثيرة ، فإذا هو علم جم ، منّ الله عليّ به ، في حين كنت أعتقد ، محنة رماني إليها سوء الطالع غير أني – وفي جميع أسفاري – كنت شديد الحرص على الاتصال بالمسلمين حيثما وجدوا ، لأسمع عنهم وأستفيد منهم ، ولم أتقيد بقيود " المذهبية " ، ولم أتأثر قط بدعوتي " الطائفية " وروضت نفسي على عدم القبول لما يقال عن " فرقة " أو " طائفة " حتى اتصل بتلك الفرقة ، وأتعايش معهم ، وأسمع منهم ، وأقرا لهم ما تيسر ، وأفهمهم كما هم ، حارصا على إقصاء الزائف من العلم والمعلومات عن دماغي قدر الإمكان ، واضعا في عين الاعتبار أن البشر هم ذوو تكوين واحد فلا يمتاز بعضهم عن بعض شيئا ، ولا تعطينّ فلانا عقلك يحشو فيه ما يشاء من أخبار يسميها المسلمات من حقائق العلم وجواهر المعرفة ، وتظل أنت أسير توجيهاته ومخزن معلوماته ، وسوى القرآن الكريم ؛ فإن كل وقع في يدك فاعلم أن فيه صوابا وخطأ ، ولا تسلم مبدئيا صحة كلام معين من إنسان معين ، أو سقم كلام معين من إنسان معين ، سوى الأنبياء والرسل لما لهم من منازل إلهية ؛ ولما يحيط بهم من عناية ربانية ، غير أن كلام هؤلاء أيضا دخل فيه ما دخل ، وتلاعبت فيه الأهواء ؛ إن أي خبر وصلك افترض وجود نسبة مئوية فيه من الصحة ، وعدم الصحة ، ما عدا تلك

-6-
  #16  
قديم 21/03/2004, 10:39 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
الأخبار التي جاءنا بها الذكر الحكيم ؛ أثبت أنه قال بها الرسول الأمين ، لأنه لا ينطق عن الهوى ؛ إن هو إلا وحي يوحى وأما مهاتراتنا نحن البشر فإنها – في يقيني – ليس لها عند الله وزن ؛ نعم ، فسوف تقرأ منافرات بين الفرق الإسلامية المعترف بها ؛ وحاول دوما ألا تفاضل بين المسلمين ولا يغرنك ما يقوله بعضهم على بعض ، فإنها مجرد انطباعات شخصية واجتهادات فردية ليس لها عند الله أي اعتبار لأنها مجرد انفعالات صادرة من بشريتنا ؛ وعندما أقول الفرق الإسلامية فلا أقصد تلك التي وجدت في صدر الإسلام وما تلاها بعيد حين كالبهائية والبابوية والأحمدية أو " القاديانية " ، إذا ؛ خارجة عن تعريفي ؛ فإنها لا تحسب في الفرق الإسلامية لأنها وإن كانت فيها شبه إسلامية ، إلا أنها حاولت يوما أن تكون دينا جديدا قائما بذاته ومستقلا ، ولكن بتأييد من الإسلام ضمني ، ولكن بشهادة مزورة من الإسلام ، ولكن أن يبنى وجودها الديني والعقائدي على أنقاض الإسلام ، وعلى حساب الإسلام ؛ ولما أعيتها الحيل ولما انكشفت خططها واتضح أمرها فإذا هي تحاول الاختفاء وراء الإسلام ، وتصطنع سلوك الإسلام وتظهر بمظهر الإسلام ، إلا أن الإسلام أعظم من أن تحطمه مكائد البهائية بوحي من اليهود أو تشوهه ألاعيب الأحمدية بتشجيع وتوجيه من الإنجليز ، وعندما نقول " الفرق الإسلامية " فإننا نقصد تلك الفرق الإسلامية التي تعتبر محمدا رسولها ، ونبيها ، تقر به خاتم الأنبياء والمرسلين ، وتقر بالله ربا ، وبالقرآن كتابا منزها من عند الله ، ولا كتاب بعده سينزل من السماء ، ولا نبي بعد محمد سيرسل من عند الله سبحانه وتعالى ؛ وأما الخلافات الأخرى فهي قابلة للتأويل ، لأنها مجال للاجتهاد ، لأنها نتاج ملابسات معينة .

لقد شاء الله لي أن أولد في بلاد تتمتع بوحدة المذهب حيث أن كل أهل غرب إفريقيا من المسلمين مالكيون المذهب ، وسنيون اعتقادا ، فلم يكن في تلك المنطقة – إلى وقت قريب – أي نزاع ذي طابع ديني ؛ أو طائفي مذهبي ، إلا ما يكون من قبل الجهال من العوام ، أو السذج من المتشيخين الذين ما نالوا ذرة من العلم ، يتعصبون لهذا الشيخ أو ذاك ، ويفاضلونهم ، في الولاية والغوثية والقطبية ، إلى آخر ما هنالك من اصطلاحات حشاها الشيخ في أدمغة العوام ، ليلقبوا بها

-7-
  #17  
قديم 21/03/2004, 10:46 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
سأتوقف عن مواصلة عرض الكتاب لعدة أيام ، حيث أني سأذهب لزيارة أحد المشايخ الكرام حفظه الله تعالى

وعند عودتي سأستأنف عرض الكتاب إن شاء الله تعالى
  #18  
قديم 22/03/2004, 06:05 AM
لهفان لهفان غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/12/2002
الإقامة: سيح الضبي
المشاركات: 121
بار الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك اخي التيهرتي.

كيف يمكن الحصول على هذا الكتاب؟
  #19  
قديم 22/03/2004, 06:32 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
Lightbulb

اقتباس:
Originally posted by لهفان
بار الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك اخي التيهرتي.

كيف يمكن الحصول على هذا الكتاب؟
أخي لهفان
لو قرأت الموضوع بالأعلى لوجدت الجواب

ولو قرأت هذا الموضوع أيضا لوجدت الجواب كذلك

إلى الإباضية: اطردوا الفراغ بالعمل الجماعي (مشروع)

عليك بالقراءة الدائمة
  #20  
قديم 26/03/2004, 10:26 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
بار الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك اخي التيهرتي.

كيف يمكن الحصول على هذا الكتاب؟
آمين

الكتاب طبعته مكتبة الاستقامة ومقرها بروي ، وقد أجاب الأخ أبو شيخة

وقيمة الكتاب ريال واحد فقط ...
  #21  
قديم 28/03/2004, 10:32 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
شيوخهم رغم وجود طوائف صغيرة تسمي نفسها " وهابية " ؛ والملاحظ أخيرا أن شبكات القاديانية بدأت تعيد بعض الضحايا من الذين لا يعلمون من الإسلام وتاريخه وحقيقته إلا بقدر ما يعرف الضب بالذي يجري في البحار ؛ وهذه الظاهرة تزدهر في المستعمرات الإنجليزية القديمة حيث يتكاثر الهنود والباكستانيون الذين هم أصل هذه الدعوة .

إلا أني وما وطئت قدماي أرض الشرق حتى بدأت أسمع وأرى النزاع المذهبي وتنافس الطوائف بشكل حاد ، فهو – في الحقيقة – ليس بعجب لأن الشرق منبع الأديان ومصدر الإسلام ، فمنتهى الجذور يختلف جوامع منتهى الفروع ؛ فعندما تم التحاقي في " أزهر لبنان " كطالب في تلك الكلية الشرعية الإسلامية ، وجدتني مضطرا أن أدرس مذهبا – وهو المذهب الحنفي – غير مذهبي الأصلي ، وهو المذهب المالكي ؛ غير أني – والحق – لم أشعر تعصبا مذهبيا يمارس في تلك الكلية ؛ وربما لأجل أزهريتها – وهي شبه فرع من الأزهر الشريف – فأساتذتها إما مصريون أقحاح ؛ فمصر معروفة بالتسامح والبعد عن كافة أنواع التعصب ، أو العنف في مجال الفكر ؛ فأزهريتهم أضافت إليهم شيئا آخر – بالإضافة إلى فطرتهم – من المرونة حيث إن رسالة الأزهر الإسلامية تقتضي عدم التعصب ، كما أن رسالتها الإسلامية إلى غير المسلمين تتطلب التسامح ..

وإما أن يكونوا من اللبنانيين الأصليين ، أي إنهم ثقافيا وتعليميا أزهريون بحكم التربية والتعليم ، بيد أنه بصرف النظر عن الجو الأزهري المتناغم دينا ومذهبا ، فإن طبيعة تركيب المجتمع اللبناني تهيئ الطالب الأجنبي تهيئة طائفية ، دينيا ، كان أو سياسيا ، لأن الجو مشبع بخليط من الأفكار والاتجاهات المختلفة ؛ فالمدارس بمللها ونحلها ، والمعاهد بمختلف الرسالات ، والجامعات بمختلف الأهداف والغايات – كلها مؤسسات مبثوثة بثا ومنثوثة نثا من هنا وهناك ، تفرز مختلف الأفكار والأيديولوجيات لأنها تدار من مختلف الأمخخة ، فهنا – أنا أيضا – بدأت أتصل فكريا بكثير من الأفكار الإسلامية اتصالا مباشرا وعمليا .
فمادة " الفرق الإسلامية " كانت مقررة على طلبة السنة النهائية فدرست بعض الشيء كمعلومات عامة ، بل مبادئ أولية عن الفرق ، لأن الدراسة المنهجية

-8-
  #22  
قديم 30/03/2004, 10:18 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
بطبيعتها المحددة والمرسومة لا تستطيع أن تقدم دراسة مفصلة تفي بالغرض بيد أن المعلومات العامة التي درسناها عن الفرق أتاحت لي فرصة تعميق المدارك فيها حيث وجدتني مولعا بالمطالعة لكل شيء يتصل بالفرق ؛ فدراسة الفرق تثير الفضول لدراسة التاريخ الإسلامي دراسة جادة تحليلية ؛ ونظرا إلى كون لبنان – وربما أيامئذ – المركز الثقافي في الشرق الأوسط ، فإن الكتب والمراجع هي في متناول يد كل من له شغف من التزود بالعلم ، وما على المرء إلا أن يرتاد المكتبات ، وما أكثرها .

غير أني لم أكن في الحقيقة خالي الذهن تماما عن بعض هذه الفرق الإسلامية ، وبخاصة " الشيعة " ؛ وهنا بدأت أقرأ عن التشيع لأن الشيعة ألمع الفرق ، وأكثرها إثارة ؛ وما فتح الباب أمامي وجود مدرسة شيعية تابعة للإمام موسى الصدر في مدينة صور ، بأن وجود مجموعة من التلاميذ الأفارقة من " غرب إفريقيا " فيها ؛ وهو أمر أتاح لي فرصة زيارة هذه المدرسة مرات متتالية ، وفي أول الأمر كنت أتصرف مع جو المدرسة بشيء من التحفظ والحذر ، بل عدم الاهتمام ، غير أني يوما – في إحدى زياراتي لها – رأيت شيخا من شيوخهم يدرس النحو " ألفية بن مالك " بشرح وتعليق أعجباني ، ورأسه مكور بعمامة سوداء كعادة الشيعة ؛ فأنا تلميذ مشغوف ومغرم بقواعد اللغة العربية ، فجلست في أخريات الجالسين أستمع منصتا ، والشيخ لا يحمل كتابا ولا ينظر إلى قرطاس ، أو سبورة ، وكأنما الشواهد النحوية منقوشة في ذهنه نقشا ، ومحفورة في ذاكرته حفرا ، فحينما يستشهد ببيت شعر جاهلي ، ثم يتلو القصيدة التي فيها البيت برمتها ، بدون ما داع ، وطورا يستحضر آية قرآنية ، وربما انساب لسانه فيها انسيابا ، حتى آخر السورة ، فتارة يقول : قال الأشموني كذا في هذه المسألة ، قال المكودي كذا فيها ، قال ابن عقيل كذا فيها ، وقال ابن هشام فيها كذا ، وأما السيوطي في ألفيته ، فإنه يقول كذا وكذا ؛ ويقوم تلميذ النحو ويحل محله تلميذ المنطق ، فإذا الشيخ في المنطق منطقي أكثر منه في النحو نحويا ؛ يشرح ويفصل في المقدمات : صغراها وكبراها ، ونتائجها ومحمولها ، ومصورها ، ومصدقها ، ودالها ومدلولها ، وكأنها اصطلاحات من صنع يديه ، لم يسبقه إليها سابق ؛ فإذا أنا أجدني منساقا بالتسليم عليه باحترام جم ، وابتسم لي فقال : كأني بك ضيفا ، ليس لي سابق عهد برؤيتك هنا ؟ قلت أي إنك لصادق ،

-9-
  #23  
قديم 31/03/2004, 01:30 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
فحدثته بأني أزهري ( طالب في أزهر لبنان ) فاستحسن ، فقال إني لجد سعيد أن أرى ناشئة الإسلام يسافرون من ديارهم إلى الشرق منبع الإسلام ، ليتلقوه صافيا خاليا من الشوائب والأدران ؛ وطلبت منه أن يرشدني إلى الكتب التي أستطيع التزود منها بمعلومات عن المذهب الجعفري " الشيعي " فقال إن أردت ذلك فمبدئيا عليك بكتب الشيخ شرف الدين الموسوي العاملي ، وهكذا اتصلت بهذا المذهب العظيم ، عن طريق هذا الرجل العملاق الذي يجهل مقامه كثير من أبناء الإسلام ، من غير الشيعة ، بيد أني لا أخفي بأني كنت مشبعا عن المذهب الجعفري بمعلومات أدرك الآن – والحمد لله – بأنها في أحسن تعبير كانت سقيمة وفاسدة ، ولا تمت إلى واقع الجعفرية والتشيع بصلة ، ولذا فإنني في أول الأمور كنت ربما قرأت مقدمة كتاب ، ثم أضعه جانبا متكاسلا عن مواصلة القراءة لأني – نفسيا – لم أكن مهيأ للانسجام مع الموضوع الجديد ؛ إلى أن لفت نظري كتيب صغير الحجم – شيعي – أغراني عنوانه بقراءته واسمه " أصل الشيعة وأصولها " أعتقده من مؤلفات الشيخ حسين كاشف الغطاء ؛ فقرأته مرة تلو أخرى لاطمئنان نفسي فيما جاء فيه من تقرير ، لأنه كتاب وضعه قلم شيعي ، فإني – إذا – واثق بأني أحشو عقلي بمعلومات صحيحة عن الموضوع الذي أقرأ فيه ( التشيع ) والحق أني لم أجد فيه ما يسيء إلى القوم أو ما يجعل عقيدتهم تنسب إلى الخنى ؛ فشاورت أحد العلماء الكبار الذين أثق ثقة مطلقة في علمهم وحيادهم – إن جاز استخدام كلمة " الحياد " في المسائل الاعتقادية – من الأزهريين عن حقيقة الشيعة والتشيع ، فأفتاني بل أسهب في الفتيا ، ومما قاله لي : إن إسلام الشيعة كإسلام أي مسلم آخر لوحدة المصدر ، وهو كتاب الله والسنة ، فالشيعة في اجتهاداتهم يصيبون ويخطئون ، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من أهل السنة ؛ وهنا شرعت بشيء من الاهتمام أكثر من القراءة لهم ، مما دفعني أيضا إلى توسيع حصيلتي عن التاريخ الإسلامي ، لمعرفة مزيد من الجذور التاريخية للمذاهب الإسلامية ، ومواطن اختلافاتها ، وأسباب تلك الاختلافات ، ودوافعها ، وأتاح لي الحظ زيارة " إيران معقل الشيعة " ودرست في جامعة طهران ردحا من الزمن ، مما أتاح لي فرصتين عظيمتين ، فرصة الاتصال برجال الشيعة الكبار وعلمائها الأجلاء في مدينة " قم " ( المقدسة لدى الشيعة ) وغيرها من المدن

- 10 -
  #24  
قديم 31/03/2004, 05:40 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
استاذي:
الاخ الاباضي تبرع بطباعة:

اقتباس:
2- عبدالله بن أباض والأباضية كمذهب: من ص 19-30.
  #25  
قديم 05/04/2004, 03:47 PM
الإباضي الإباضي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/02/2001
المشاركات: 730
Thumbs up

انتهيت من طباعة المقرر الذي أخذته وأنتظر دوري لعرضه،،،
  #26  
قديم 05/04/2004, 07:15 PM
الضوء الساطع الضوء الساطع غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2000
الإقامة: بلدة عربية
المشاركات: 1,743
Smile

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الإباضي
انتهيت من طباعة المقرر الذي أخذته وأنتظر دوري لعرضه،،،
بارك الله فيك

واود ان انبهك الى ان الاخ التيهرتي يعاني من مشاكل للدخول الى السبلة !!

آخر تحرير بواسطة الضوء الساطع : 05/04/2004 الساعة 07:18 PM
  #27  
قديم 06/04/2004, 08:55 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الإباضي
انتهيت من طباعة المقرر الذي أخذته وأنتظر دوري لعرضه،،،
جزاك الله خيرا ، وأعتذر لتأخري في الرد عليك حيث أني حاولت الرد عليك مرارا وتكرار ولكن الوضع الذي مرت به السبلة حال دون وصول ردي ...

على العموم بعون الله سؤواصل عرض بقية الصفحات وانتظر دورك بعدي مباشرة إن شاء الله تعالى
  #28  
قديم 06/04/2004, 09:10 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
الكبيرة ، وفرصة قراءة الفكر الشيعي عربيا وفارسيا ومناقشة علماء الشيعة مشافهة ( بصفتي سنيا طبعا ) والحق أني – شهادة أمام الله – أقول بأني لم أجد فيهم ما كنت أسمعه عنهم من أقوال منكرة وتصرفات بذيئة ، ولم أر شيئا يأتي به عوامهم إلا ويأتي بمثله أو أمثاله عوام السنة في مصر ، أو في المغرب ، أو في السودان ، أو في السنغال ، مما يدفع عنهم تهمة " تخريب الإسلام والغلو فيه " ، والحق أن ما يوجد لدى غير الشيعة من الغلو ، كالاعتقاد بجدوى زيارة الأولياء ، والتمسح بأضرحة الصالحين ، والتضرع إليهم ، والإيمان بشيوخ الطرق ، لا أعتقد بأنه يوجد مثيل له لدى الشيعة ، وهو واقع يجعل المنصف يفكر مليا قبل توجيه سهام الاتهام إليهم بالغلو وممارسة البدع .

وأما اتصالي المباشر بالفكر الأباضي " المذهب الأباضي " فإنه يرجع إلى صيف 1980 ، وقبل هذا التاريخ ما كانت معلوماتي عن الحركة الأباضية تعدو كونها معلومات سطحية وساذجة ؛ وشاءت الأقدار لي أن أكلف بتقديم بحث عن " سلطنة عمان " ؛ لقد اعتاد القسم العربي في معهد اللغات التابع لجامعة " جواهر لال نهرو " تكليف طلابه بالكتابة حول دول عربية معينة ، تاريخها السياسي ، ونظامها السياسي ، اقتصادها ، وحياتها الاجتماعية الخ ؛ واختار زملائي في القسم دولا عربية مشهورة مثل العراق ، وسورية ، والسعودية الخ ... نظرا لتوفر المراجع عن هذه الدول ، فوقعت عمان في نصيبي ، ونظرا لقلة معلوماتي عن عُمان إلا على مستوى ما تقدمه وسائل الإعلام – وهو شيء لا يصلح أن يكون بحثا جامعيا – عزمت السفر إلى عُمان ، وحظيت الفكرة بتشجيع من أستاذي ، السيد " عبد الحق بن شجاعة علي " مدرس المادة ، وقدم لي سعادة سفير سلطنة عمان في دلهي " السيد أحمد حمود المعمري " تسهيلات جمة ، وزودني بمجموعة صالحة من كتب تتعلق بتاريخ عمان ونهضتها الحديثة ، كما أتاح لي فرصة الاتصال برجال العلم في عمان لتسهيل مهمتي ؛ والحق أني لم أندم على ما قمت به ، ولقد غنمت من تلك السفرة مغنما ثقافيا وفكريا جعلاني أحِسّ بسعادة تغمرني ، فلو كنت اكتفيت فقط بالمعلومات المتاحة من وسائل الإعلام ، وتعليقات المسافرين ، وانطباعات السياح ، لتكون لدي شيء من المعلومات ، غير أنها ما كانت لتعدو مستوى الأخبار المسموعة ، يتعذر

-11-
  #29  
قديم 07/04/2004, 05:18 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اعتبارها علما مركزا ، اللهم إلا إذا أردت أن أجعل من نفسي نسخة مكررة من " كتاب المقالات " فرغم ضيق ذات اليد ، ورغم شح المصادر المادية – كطالب – عكمت عيبتي ، وتوكلت على الله ، إلى عمان ؛ فعمان في الصحيح كانت – إلى زمن قريب جدا – بلاد مغلقة الحدود ، لا يكاد الناس يعرفون ما يجري في داخلها ، بيد أنها في حقيقتها بلاد واحدة من أغزر وأغنى البلاد الشرقية في المادة التاريخية ، ولها صفحة مشرقة في تاريخ الخليج والجزيرة العربية ، وكثير من العلماء المسلمين الكبار من أصول عمانية ، والحق أن دور عمان التاريخي لم ينحصر فقط في الجزيرة العربية والخليج ، وإنما تعداهما إلى إفريقيا حيث خضعت شرق إفريقيا للنفوذ العماني ، نقلت عاصمتها من مسقط إلى " زنجبار " ولقد كان للعمانيين علاقة تجارية قديمة جدا مع كل من الهند والصين ، كما كان لها قوة بحرية مكونة من أساطيل تجارية تجوب البحار ، وأساطيل حربية لحراسة موانئ عمان العديدة .
ولقد هالني عند زيارتي لها معالمها التاريخية ، وهي آثار تعبر وتشهد وتتحدث عن ماض عريق وتاريخ حافل بالعظمة ، تبهر العين ؛ فقلاعها الشامخة ، وحصونها المنيعة ، وأسوارها الشاهقة ، وقصورها العالية ، تعد بالمئات وكلها تنبئ عن مدنية عظيمة سادت هذه البلاد .. وهنا بدأت أعيش مع الأباضية ، فالأباضية هو المذهب الرسمي للدولة ؛ فبادئ الأمر كنت أحسبهم – والذنب ذنب التاريخ – من الخوارج ، وكنت قد هيأت نفسي ( كمسلم سني ) لمعايشة فرقة من فرق الخوارج المتشددين جدا ، والذين لا يترددون في إنزال أشد العقاب على أصغر ذنب ، وأتفه معصية – إن كان في المعصية ما هو تافه – استنادا إلى التاريخ الذي قرأناه عنهم ، غير أني لا أخفي دهشتي حين لم أجد شيئا من قبيل ما كنت أتوقعه منهم ، فإذا هم مسلمون عاديون يصلون كما نصلي ، ويقومون بسائر العبادات طبق ما تعودتُ ممارسته ، والذي رأيت الناس يمارسونه ، فقرآننا جميعا واحد لم نختلف فيه حرفا .
والذي لفت نظري فيهم – وهي ظاهرة قلما وجدت في العالم الإسلامي – اكتظاظ مساجدهم بالمصلين في سائر أوقات الصلاة ، وانعدام مرض الغيبة من بينهم – وهو مرض متفش في العالم الإسلامي حتى من بين أولئك الذين يعتبرون في مستوى قيادة الأمة فكريا – فلم أسمعهم يسبّون أحدا ، وجملة القول أني لم أر منهم ما أنكرت .
-12-
  #30  
قديم 07/04/2004, 06:20 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
وأرجو ألا يكونوا قد رأوا ما ينكرون ؛ وجالست علماءهم وأفدت منهم ، واستهواني التعرف بمزيد عن مذهبهم – المذهب الأباضي – وهو – والحق – مذهب خليق بعناية المثقفين واهتمام الكتاب والدارسين من المحققين والباحثين لأنه جزء بالغ الأهمية في التاريخ الإسلامي ؛ فوجدتني غير مؤهل للكتابة عن عمان بتاريخها الحديث والقديم ، وما مر بها من أحداث جسام ، وما فيها من أمور تصلح أن تكون موضوعات تستغرق مجلدات ؛ فهنا خطر ببالي الكتابة عن المذهب الأباضي والتركيز فيه فقط دون سواه ، لعلمي وليقيني أن جلّ المسلمين لا يعرفون عن هذا المذهب إلا نزرا يسيرا لا يتعدى مستوى " السماع العابر " فهو شيء غير جائز فينا كمسلمين ؛ فمن الواجب على المسلمين أن يعرف بعضهم ما لدى البعض معرفة مفصلة ، بغية تفادي تبادل التهم وسوء الظن .

ولقد حاولت في هذا الكتيب تقديم فكرة صحيحة عن المذهب الأباضي إلى جمهور المسلمين – وليس لي من هدف سوى إنصاف العلم ، وإنصاف الذين أكتب عنهم – وإلى الذين أكتب لهم ، ما وسعني التوفيق ، ثمة آراء للأباضية بدا لي أنها صحيحة جدا ، وهي تخالف ما لدى غيرهم ، ولم أتردد في تأييدها تأييدا مطلقا ، وثمة بعض الآراء أيضا بدا لي أنها ماهية ، ولم أتردد في نقدها وإظهار ما رأيته أقرب إلى الصواب ؛ فالتاريخ الإسلامي للمسلمين جميعا – سواء منه ما ينسب إلى هذه الفرقة أو تلك – ولا ينبغي أن ننظر إلى شيء منه أو جانب منه ، وكأنه يخص طائفة معينة ؛ فتاريخ الأباضية جزء مهم من التاريخ الإسلامي ، فهو – إذا – تاريخ إسلامي ؛ وتاريخ الشيعة جزء مهم من التاريخ الإسلامي ، فهو – إذا – تاريخ إسلامي ؛ فلا ينبغي أن ندرس أيا من هذه التواريخ على أنه منفصل أو على أنه يخص فرقة معينة ، أو أن ندرس تاريخ الفرق وكأنه تاريخ مليء بالافتراءات والأكاذيب ، فهذا تحامل سافر ؛ فأنا شخصيا قد تكون لدي انطباع مفاده أن تاريخ الفرق أو التاريخ الذي كتب من قبل علماء الفرق تاريخ جدير أن يكون من أصح التواريخ ، فهؤلاء لم يكونوا يكتبون مترجمين لوجهات نظر الدولة الأموية ، أو وجهات نظر الدولة العباسية ، أي إنهم ما كانوا مقربين إلى ذوي النفوذ في هاتين الدولتين اللتين تعتبران البناء المتكامل للعقل العربي الإسلامي ؛ فبما أنهم لم يتعاملوا مع هاتين الدولتين ،

-13-
  #31  
قديم 08/04/2004, 03:16 AM
المتقي بالله المتقي بالله غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ الانضمام: 19/07/2003
المشاركات: 108
يا ترى كم من الجماعات التي فتحت دكاكين للتفرقة يقبل بمنطق هذا الباحث ؟

أما والله لئن حذوا المسلمون حذو هذا الباحث ، لوجدوا كم هائل من الترسبات الذهنية لا أساس لها على أرض الواقع. ولوجدوا أن ( جدار برلين ) الذي يعيق توحيد المسلمين إنما كان بسبب قصور إدراك وضيق أفق عند بعض المؤرخين. وحقد آخرين ممن تطفلوا على العلم ، يبرزون ما يفرقون به كلمة المسلمين ، فيشتتون شملهم باسم الدين ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

نسأل الله تعالى أن يكثر في هذه الأمة ، أمثال هذا الباحث ( عمر با ) الذي ينطلق في بحثه استنادا لقول الله تعالى " تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ".

آخر تحرير بواسطة المتقي بالله : 08/04/2004 الساعة 03:19 AM
  #32  
قديم 09/04/2004, 02:19 AM
الضوء الساطع الضوء الساطع غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2000
الإقامة: بلدة عربية
المشاركات: 1,743
نثبت الموضوع تشجيعا لجهود المخلصين
  #33  
قديم 09/04/2004, 02:28 AM
الإباضي الإباضي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/02/2001
المشاركات: 730
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الضوء الساطع
نثبت الموضوع تشجيعا لجهود المخلصين

يستاهل أخونا العزيز (التيهرتي)
  #34  
قديم 09/04/2004, 03:31 AM
هرازمن هرازمن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 01/03/2003
الإقامة: oman
المشاركات: 45
شكرا لك اخي على هذه المعلومات القيمه عن الشيخ عمر با فقد تشوقت ان اسمع عن هذا الشيخ بعد ما ذكره شيخنا الجليل احمد الخليلي في احد دروسه وذكر فوزه بجائزه مدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان مطلعها هجرت بطاح مكة والهضابا وودعت المنازل والرحابا
  #35  
قديم 09/04/2004, 02:48 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة هرازمن
شكرا لك اخي على هذه المعلومات القيمه عن الشيخ عمر با فقد تشوقت ان اسمع عن هذا الشيخ بعد ما ذكره شيخنا الجليل احمد الخليلي في احد دروسه وذكر فوزه بجائزه مدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان مطلعها هجرت بطاح مكة والهضابا وودعت المنازل والرحابا
جزاك الله خيرا ، وهذا واجب علينا إبراز انتاجات الباحثين المنصفين ...
  #36  
قديم 10/04/2004, 03:12 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
فإنهم أبعد من أن يكونوا تحت تأثير الناقدين فيجاملوهم في كتاباتهم ، أي إن تاريخهم ، أو بالأحرى التاريخ المكتوب بأقلامهم ، لا يعكس وجهة نظر الدولة الإسلامية فيكون أشبه " بالتاريخ الرسمي " والتاريخ الرسمي تاريخ سياسي ، فنسبة الصحة فيه ضئيلة ؛ فمن المعلوم أن الأباضية والجعفرية والفرق الأخرى التي كانت تناهض الدولتين – الأموية والعباسية – ما كان قضاتهم مع الحكام والولاة لهاتين الدولتين ، فيقوموا بإصدار فتاوى لهم لاستحلال دماء بعض الناس ، أو استخراج حيل شرعية للولاة لتحليل حرام أو تحريم حلال ؛ ولم يرو عنهم أنهم كانوا ينتقلون من مذهب إلى آخر ؛ طمعا في منصب القضاء ، فهم – إذا – عندما يتحدثون عما كان يجري في هاتين الدولتين إسلاميا ، فإن شهادتهم تكون أجدر بالقبول لبعدها عن تبرير المواقف .

وإذا كان للفرق عثراتها وزلاتها ؛ فإن لغيرهم عثراتهم وزلاتهم ، غير أن كثيرا من الناس يغضون البصر عن سيآت ما يحبون ، وينقبون عن سيآت ما لا يحبون .

عندي أن المسلمين جميعهم على قدم المساواة لا توجد ميزة تنفرد بها طائفة دون غيرها ، فتبادل التهم مهاترات لا تصل إلى السماء ؛ لقد آن الأوان للتخلي عنها ، فقولك إن مذهبي هو المختار الصحيح المقبول عند الله هو قول قلته أنت ، لم يقله الله ، ولم يقله رسول الله ، فثق أن غيرك راض عن مذهبه ومطمئن فيه ، فعندما تفني نفسك بصحة وسلامة اعتقادك ، فإن فتواك هذه من باب مدح أعطاف الذات فإن غيرك أيضا يستطيع فعل نفس الشيء ، والواقع أنه ينبغي أن تبتعد الانفعالات العاطفية عن المسائل الدينية .

والله ولي التوفيــق ،،،

عمر بن الحاج محمد صالح با
( عمر با )
نيودلهي – 19 / 6 / 1981م
-14-
  #37  
قديم 11/04/2004, 10:17 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا ومولانا رسول الله

كلمة الافتتاح :

لا يخامرني شك في أن معظم المسلمين – غير الأباضيين – في حاجة إلى تعريف بالمذهب الأباضي لأسباب منها عدم انتشار هذا المذهب انتشار باقي المذاهب في العالم الإسلامي ، فيطرق الآذان ذكر اسمه كثيرا .

ومنها ظن معظم الناس أننا لسنا في حاجة إلى مزيد من المذاهب ، وكأن هذا المفهوم المفترض واقع فعلا ، ويمحو وجود باقي المذاهب ، فنتج عنه تجاهل المذاهب الصغيرة " عددا " .

غير أن المبرر الذي نعتبره أكثر إلحاحا لتعريف الناس بالمذهب الأباضي ، هو السعي لإزالة فهم تاريخي خاطئ عن هذا المذهب ، تداوله الكتاب وأصبح سائدا في الأوساط العلمية وغير العلمية " التقليدية " وهذا المفهوم يتحمل تبعته كتاب غير دقيقين في كتاباتهم ، ولا مقدرين مسئولية الكاتب نحو المادة العلمية التي يقدمها إلى الجمهور كشيء خالد له دوره في تكوين الفكر البشري .

فنحن ندرك تماما أن معظم الأخوة من المسلمين لا يعلمون حول ما إذا كان هناك مذاهب إسلامية عدا المذاهب الأربعة الموصوفة " بالسنية " وهي المالكية والشافعية والحنبلية والحنفية ؛ بل حتى أولئك الذين نالوا قسطا وافرا من الثقافة الإسلامية ، وإن كانوا يعلمون أن هناك مذاهب أخرى ، فإنهم يعتقدون ويحكمون – مسبقا – بفسادها ، لأنها – مسايرة لفلسفتهم – ( من الفرق الضالة ) ، فهم إذا سمعوا عن فرقة اسمها " الأباضية " تعوذوا أو " الجعفرية " استرجعوا ، وكأنما آذانهم اقترفت ذنبا من الكبائر .

ولعل العامل في ذلك هو لما لوقع كلمة " السني " من زنين موسيقي مؤثر في النفس ، وهي كلمة تكاد تكون محتكرة – اصطلاحا – لتلك المذاهب ، وتصف بها نفسها وتتلقب بها .
ذلك لأن كلمة " السنة " رديف مباشر يأتي بعد القرآن الكريم ، وعليه فإن المعنى المتبادر إلى الذهن عند قولنا – المذاهب السنية – هو أنها تمشي طبق سنة

-15-
  #38  
قديم 11/04/2004, 10:11 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلى ضوء تعاليم القرآن الكريم ، ملتزمة بهما التزاما مطلقا لا شذوذ فيه ، ولا استثناء ، ولا مخالفة مثال ذرة ، فهي – إذا استنادا إلى مفهوم هذا الاسم إسلاميا – من الصحة والسداد ، بحيث لا يأتيها الباطل من أي مأتى ، فمن أين يأتيها هذا الباطل وهي تسترشد بالقرآن ، وتهتدي بهدي السنة الغراء ! .

وعليه فإن غيرها من تلك التي – لا توصف بالسنية – ليست سنية بكل ما في " عدم السنية " من معنى مبعد عن الحق والسداد ، ومن مجافاة جوهر الدين ، والتخلي عن مصدرية الصحيحين : الكتاب والسنة .

وبناء على هذا المفهوم فإنها ليست بملتزمة بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله ، إذ لو كانت ملتزمة بهما لتسمت بتلك التسمية " المذهب السني " .

وهذا المفهوم الخاطئ سبب مباشر " من جملة أسباب أخرى قد نذكرها لاحقا " ، لإدبار معظم المسلمين عن المذاهب الأخرى ، بل حتى ضنّوا عليها باسم ( مذهب ) وسمّوها ( فرقا ، جمع ، فرقة " وهذا شأن المسلمين من أنصاف المتعلمين .

وأما العارفون منه بحقائق الأمور ، فإنهم إما أن يكونوا قد عرفوها بعد أن فات أوان تصحيح الأخطاء لشيوعها شيوعا فاحشا ، وإما لأنهم أخذوا بمبدأ اللامبالاة وترك الأمور كما هي ، وإما لأن محاولة تصحيحها تضر وتقلب الموازين التي قد تم استقرارها ، وإما لأن " جهلها لا يضر " ، وإن معرفة تفاصيل أصول جواهر المسائل العلمية من خصائص المتخصصين ، والراسخين في العلم ، ولا بأس في انفرادهم بها كامتياز ، وأما العوام فلا أحد يسهر على تصحيح عقائد العوام في أمور كهذه .

فهم إن قيل لهم : إن الفرقة الأباضية ليست فرقة بمعناها الموحي بالانعزالية ، بل هي مذهب ، تساءلوا كيف ؟ أيتأتى لها ذلك ؟ وإذا قيل لهم : - علاوة على ذلك – إنه ليس مجرد مذهب فقط ، بل إنما هو مذهب سني ممعن في سنيته لالتزامه بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ، زادوا في غرابة هذه الدعوى ، وقالوا من يعترف له بذلك ؟ ومن يشهد ؟ وكأنه في حاجة إلى معترف يعترف ، أو شاهد

-16-
  #39  
قديم 13/04/2004, 06:11 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
وعللوا رفضهم بأن أي مسلم يبغي الانصهار في بوتقة المرضي عنهم ( إلهيا ) فعليه – لا مندوحة – باتباع أحد مذاهب السنة والجماعة .

ولا أعتقد أن أحدا ينازع على ثبات الذي قلته ، والحق أنه مفهوم واسع جدا يكاد يعم سائر المسلمين السنيين ؛ غير أنه من الملاحظ في أسلوب كثير من المعاصرين من الكتاب الإسلاميين من السنيين التحرر من عقدة الشعور " بالأفضلية " إلى حد ملموس ، والميل إلى إعطاء كل ذي حق حقه طبق موازين منطقية علمية معقولة ، بعيدة عن روح التعصب المذهبي ، أو تكرار أقوال المتعصبين من القدامى الذين عاشوا أجواء مشحونة بصراعات فلسفية ، نتيجة ضيق الأفق الفكري ، أو إقحام السياسة في المسائل الدينية البحتة مما ولد سوء فهم ، وتفاهم ، ألحق بالأمة ضررا فادحا .

ثم ، لنا أن نتساءل : هل من المسلّم به أن يعكس الاسم حقيقة المسمَّى كشيء بديهي ؟ أولا نرى أقواما يحملون أسماء إسلامية في منتهى العظمة والقدسية لدى المسلمين في حين أن سلوكهم سلوك أعتى مشرك ، وتصرفهم تصرف أرعن ملحد ، وأعند كافر ؟ تعيش " الأسماء " فالاسم لا يعدو كونه علما ، وفقط ، سواء أكان اسم إنسان أم اسم شيء من الأشياء .

وبخاصة في المحيط الديني ، حيث السلوك والمحل وسلامة الاعتقاد ، المعيار الذي يعرف به رجحان الكفة أو نقصانها ، فالله لا يحاسب الناس على أعمالهم يوم قيامتهم على ضوء أسمائهم ، إذ لو كانت الأسماء في حد ذاتها نافعة لحامليها ، وشافعة لهم مجردا من أي عمل حميد عند الله ، أو تحدد رجحان كفة الميزان يوم الجزاء ، لما كان في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من اسم سوى اسمه " أو أسمائه " صلوات الله وسلامه عليه ، ولما حافظ المسلمون على أسماء سلفهم الصالح أمثال أبي بكر ، عمر ، عثمان ، علي ( رضوان الله عليهم ) ؛ بل لقد رأينا أبناء الصحابة في حياة محمد صلى الله عليه وسلم يحملون أسماء غير أسمائه صلى الله عليه وسلم أمثال عبد الله ، حسن ، حسين الخ .. ولم نسمع بأنه صلى لله عليه وسلم طلب أو أمر بتغيير الأسماء ؛ غير أننا سمعنا – والحق – عن حديث يقول : ( خير الأسماء ما حمِّد أو عبِّد ) على فرض صحته ، وأعتقد أن المقصود هو التيمن والتبرك ، لا التفضيل بمعناه الديني .

-17-
  #40  
قديم 13/04/2004, 06:23 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
والحق أن اسم أهل " السنة ، الشيعة ، الأباضية " اصطلاحا ، ولا مشاحة في الاصطلاح ؛ فالاصطلاح إنما الغاية منه خلق اسم جديد لمسمى جديد ، وغالبا ما تكون هذه الأشياء والأفكار المستحدثة والآراء المستنبطة .. لكيلا يحصل التباس يبنها وبين نظيراتها من تلك العواتق من الأسماء : أسماء الأشياء ، وليتبادر إلى الذهن ذلك الشيء المقصود في الاسم الجديد فور ذكر اسمه مباشرة .
غير أننا – رغم تسليمنا برونق وجاذبية اسم " السنة " – فإنه اسم كان له في مرحلة من مراحل التاريخ الانتقالي مفهوم لا يدعو إلى التباهي .
إنه كان في الزمان الأول قبيحا ، لكون المراد بالسنة التي سنّها معاوية في سب ( علي ) وشتمه على المنابر ، فصار ذلك سنة ينشأ عليها الصغير ويموت عليها ، حتى غيرها عمر بن عبد العزيز في خلافته فأهل ذلك الحال هم أهل السنة في ذلك الزمان ، ثم اندرس هذا السبب واختفى ؛ وفي مرحلة أخرى لاحقة أخذت كلمة " السنة " مفهوما آخر جديدا أقرب إلى حقيقتها في معناها اللغوي والديني ، فأخذوها وفسروها بأنها سنة النبي r وتمسحوا بها ، وجمعوا بين المتضادين في الولاية ، وهم يعلمون أن الحق مع فريق منهم ، وخالفوا سنتهم الأولى " سبّ الصحابة في المنابر " لحين صارت الدولة لبني العباس من بني هاشم (1) .

............................

الهامش :

(1) – العقود الفضية ، ص71 ، نقلا عن المسعودي والحاكم .

-18-
  #41  
قديم 13/04/2004, 06:27 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
بهذا أكون قد انتهيت من عرض القسم الذي حجزته من الكتاب وهو : التقديم والتصدير وكلمة الافتتاح: من ص 3-19

والآن جاء دور الأخ الإباضي ليعرض القسم الذي حجزه وهو : عبدالله بن أباض والأباضية كمذهب: من ص 19-30

مع تمنياتي بالتوفيق للأخ الإباضي وبقية الأخوة وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل المبارك في ميزان حسناتهم .
  #42  
قديم 13/04/2004, 06:40 PM
الإباضي الإباضي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/02/2001
المشاركات: 730
Thumbs up

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة التيهرتي
بهذا أكون قد انتهيت من عرض القسم الذي حجزته من الكتاب وهو : التقديم والتصدير وكلمة الافتتاح: من ص 3-19

والآن جاء دور الأخ الإباضي ليعرض القسم الذي حجزه وهو : عبدالله بن أباض والأباضية كمذهب: من ص 19-30

مع تمنياتي بالتوفيق للأخ الإباضي وبقية الأخوة وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل المبارك في ميزان حسناتهم .
على الخط
  #43  
قديم 13/04/2004, 06:42 PM
الإباضي الإباضي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/02/2001
المشاركات: 730
Thumbs up عبد الله بن أباض والأباضية

المذهب الأباضي الذي نحن بصدد ذكره، ينسب إلى التابعي/ عبد الله بن أباض/ فمن هذا الرجل؟
قال خير الدين الزركلي في الأعلام: عبد الله بن أباض المقاعسي المروي التميمي من بني مرة بن عبيد بن مقاعسي: رأس الأباضية وإليه نسبتهم، اضطرب المؤرخون في سيرته وتاريخ وفاته، وكان معاصراً لمعاوية، وعاش إلى أواخر حياة عبد الملك بن مروان، قال: وأخبار الأباضيين كثيرة في التاريخ القديم والحديث ولا يزال مذهبهم منتشراً، ويردف قائلاً باقتباس عن كتاب "أبو الهول" قال لي لا تزال بقية هؤلاء "الأباضية" في بلاد الجزائر وهم يعيشون على وتيرة منظمة وتقاليد عريقة ولا تحكم بينهم محاكم الدولة، وإذا ماطل مدين دائنه دخل المسجد وأعلن ذلك. وحينئذ يقاطع المدين فلا يسلمون عليه ولا يعاملونه حتى يوفى ما عليه، قلت والقول ما زال لصاحب الأعلام، وهم في المشرق اليوم أكثر أهل المملكة العمانية، ولهم فيها الإمامة والسيادة. أما في الجزائر فبلاد وادي ميزاب معظم سكانها أباضية ولهم في كل بلد منها مجلس يسمى مجلس العَزّابة "بفتح العين وتشديد الزّاي" وهو جمع عازب ويعنون به من انقطع للعلم والدين عزوباً عن الدنيا، ويتألف من عشرة أشخاص، يجتمعون في مسجد البلد، ويفصلون بين المتقاضيين ابتعاداً عن الرجوع إلى المحاكم غير الإسلامية. وهي هناك فرنسية (قبل استقلال الجزائر) ومن أبى حكمهم أعلنوا البراءة منه، فيقاطع حتى يرد الحق ويتوب. أ هـ(1).
قال دونالدهولي: "ينسب المذهب الأباضي إلى عبد الله بن أباض الذي ظهر ذكره حوالي عام 64هـ 683م. وإذ نشأ في عهد معاوية بن أبي سفيان، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان"(2).
--------------
الهامش:
(1) الأعلام، خير الدين الزركلي، ج4، ص184.
(2) دونالدهولي: عُمان ونهضتها الحديثة، ص167.

- 19 -

آخر تحرير بواسطة الإباضي : 13/04/2004 الساعة 06:44 PM
  #44  
قديم 13/04/2004, 06:46 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
لله درك يا الإباضي

قالوها الشياب : الحي يحييك والميت يزيدك غم

بارك الله فيك وكثر من أمثالك جعلك الله من أهل الجنان رفيقا للنبي وصحابته الكرام في عرصات جنته .

آخر تحرير بواسطة مهنا بن راشد السعدي : 13/04/2004 الساعة 06:52 PM
  #45  
قديم 13/04/2004, 06:46 PM
الإباضي الإباضي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/02/2001
المشاركات: 730
غير أن المؤرخين مختلفون بعض الاختلاف في شخصية عبد الله بن أباض هذا الذي اشتق منه اسم المذهب الأباضي كما اختلفوا حول حصول الصحبة له وعدمه. ومنهم من ذكر بأن الصحبة حصلت له لوقت قصير. ويشير أطفيش إلى أن عبد الله بن أباض كان صحابياً لفترة قصيرة من الوقت، نقلاً عن كتاب "رسالة شافية"(1).
غير أن الثابت باتفاق المؤرخين هو أنه كان تابعياً. ويذكر بعض المؤرخين الأباضيين أن ابن أباض قد نشأ في زمن معاوية بن أبي سفيان، وعاش إلى زمن عبد الملك بن مروان(2). والحق أن عبد الله بن أباض نفسه يذكر في رسالته المشهورة التي بعث بها إلى عبد الملك بن مروان بأنه أدرك معاوية وأنكر عليه أشياء من أعماله وتصرفاته، وهذا – إن صح – يدحض كلمة "نشأ في عهد معاوية" لأنه لينكر على معاوية شيئاً من أعماله، فلا بد أن يكون في مستوى من العمر والثقافة يؤهلانه لوعي ما يجري في الدولة الإسلامية من أحداث وأمور، والقدرة على الحكم لها أو عليها، فإنكاره على معاوية شيئاً من الشئون المتعلقة بالشريعة وقضاياها يفهم بأنه كان مهتماً بالأحداث الجارية اهتمام العارف بها والمتتبع لها عن كثب وإن لم يبلغ درجة التورط فيها. وأنه أيضا كان على جانب من الثقافة والإدراك والتمييز ما يسمح بنقد سياسة معاوية نقداً علمياً مستنداً على الكتاب والسنة.
اللهم إلا إذا كان المقصود هو النشوء الفكري وليس نشأة الولادة، ومهما يكن من أمر عُمر عبد الله بن أباض، فإن من المسلم به هو أنه أقدم بكثير من أبي حنيفة ومالك وناهيك عن الشافعي وابن حنبل.
غير أنه لم ينل شهرة في دنيا المذاهب تضارع شهرة أصحاب المذاهب الأربعة الكبرى لموقفه تجاه الحكام وموقف الحكام تجاهه وتجاه مذهبه، لأن الحكام حاربوا مذهبه، وحالوا بين الناس وبين معرفة حقيقة ذلك المذهب سوى كونه من الخوارج المعتدلين.
-----------------
الهامش:
(1) الدكتور عوض خليفات: نشأة الحركة الأباضية، ص71.
(2) نفس المصدر، نقلا عن الأزكوي والحارثي.

- 20 -
  #46  
قديم 13/04/2004, 06:47 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
هذا عرض للخطة التي أعدها الأخ أبو شيخة مع أسماء الأخوة الذين تبرعوا بطباعة بعض أقسام الكتاب :

1- التقديم والتصدير وكلمة الافتتاح: من ص 3-19 ( التيهرتي )

2- عبدالله بن أباض والأباضية كمذهب: من ص 19-30 ( الإباضي )

3- نضرة شخصية في نسب الأباضية وتناقض: من ص30-47 ( مستر فيجارووووو )

4- الأباضية في أقلام الكتاب والأباضية تتحدى: من ص47-64 ( أبو شيخة )

5- هل الأباضية خوارج ؟ و مع الخوارج: من ص64-88

6- معتقدات الإباضية والأباضية تقول عن نفسها: من ص88-106 ( جني عمان )

7- من أوائل قادة الفكر الإباضي و أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي: من ص106-114 ( فتاة الاستقامة )

8- المذهب الإباضي في العالم الإسلامي والخاتمة من ص 114-129 ( أمة الله )

9- ملاحظات مقدم الكتاب: من ص129- 135 نهاية الكتاب

إذا نلاحظ أن قسمين لم يحجزهما أحد وهما :

5- هل الأباضية خوارج ؟ و مع الخوارج: من ص64-88

9- ملاحظات مقدم الكتاب: من ص129- 135 نهاية الكتاب

سأحجز رقم 9 ( ملاحظات مقدم الكتاب ) .

فهل من طالب خير وأجر عظيم شهم باسل من محتد كريم غيور على حياض أهل الحق والاستقامة يتصدى للقسم رقم 5 من ص64-88 ، وله منا صالح الدعاء ومن المولى القدير أجر عظيم يثقل ميزانه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
  #47  
قديم 13/04/2004, 06:51 PM
الإباضي الإباضي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/02/2001
المشاركات: 730
قبل لا حد يسبقني ،،،،

القسم الخامس لي لا أقبل التفاوض في ذلك
  #48  
قديم 13/04/2004, 07:01 PM
صاحب الجمل صاحب الجمل غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 08/09/2002
المشاركات: 647
جزاكم الله خيراً على المواضيع الهادفة
  #49  
قديم 13/04/2004, 07:07 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الإباضي
قبل لا حد يسبقني ،،،،

القسم الخامس لي لا أقبل التفاوض في ذلك
الله اكبر ، بارك الله فيك أخي الإباضي أنت أسد من أسود أهل الحق والاستقامة لا تهاب حومات الوغى ، فها أنا أفي بوعدي لك وأدعو لك هنا وفي ظهر الغيب :

أسأل الله تعالى العلي القدير الخالق البارئ المصور العظيم المهيمن الغفور الرحيم المنان بأسمائه الحسنى وبعدد خلقه وزنة عرشه وبمداد كلماته وعظيم سلطانه أن يغفر لك ذنوبك ويحسن خاتمتك ويبارك فيك وفي عمرك ورزقك وأهلك وذريتك ، ويرزقك العمل الصالح والذرية الصالحة الباره والرزق الحلال الطيب الواسع ، وأسأله تعالى أن يزوجك بالحور العين ، ويوردك حوض نبيه ، ويسكنك فردوس الجنان ويجعلك مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وأسأله تعالى أن يحفظك أينما كنت في حلك وترحالك ، وأسأله تعالى أن ينصرك على كل من عاداك وألا يسلط عليك عدوا ولا ظالما ، فمن أرادك بسوء قسمه ، وأسأله تعالى أن يهبك علما نافعا ، وأسأله تعالى أن يحيي بك الأمة إنه على كل شيء قدير وبإجابة الدعاء جدير نعم المولى ونعم النصير .

وأطلب وبإلحاح من الأخوة أن يدعو للأخ الإباضي ، ولهم الشكر .
  #50  
قديم 13/04/2004, 07:07 PM
الإباضي الإباضي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/02/2001
المشاركات: 730
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة التيهرتي
لله درك يا الإباضي

قالوها الشياب : الحي يحييك والميت يزيدك غم

بارك الله فيك وكثر من أمثالك جعلك الله من أهل الجنان رفيقا للنبي وصحابته الكرام في عرصات جنته .
يا رب
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 10:02 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 154
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.