سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة الثقافة والفكر

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع التقييم: تقديرات الموضوع: 2 تصويتات، المعدل 4.00.
  #1  
قديم 21/06/2004, 02:01 PM
البسيوي البسيوي غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 15/03/2001
الإقامة: مسقط / بسياء
المشاركات: 4,060
مونولوج مواطن عربي اسمه عبدالله

لقد تم اختيار هذا المونولوج مع ثمانية وثلاثين مونولوجا لكتاب مسرحيين إسبانيين لكي يقرأها ممثلون مميزون يوم المسرح العالمي في مسرح دائرة الفنون الجميلة في مدينة مدريد. هذه التظاهرة تنظمها جمعية كتاب المسرح الإسبانيين التي أنتمي إليها عضواً أيضا.

(عبدالله مواطن عربي يعيش في إسبانيا. في هذه اللحظات القادمة يُخضع نفسه لتحقيق من طرف واحد، فنحن لا نرى ولا نسمع سواه. لكنه يبدو متهما متعاونا وذكيا لذلك فهو يستمع باهتمام كبير إلى الأسئلة والاتهامات الموجهة إليه)




عبدالله:

اسمي عبدالله، عبدالله عبدالمهيمن. (صمت) عمري ثمانية وثلاثون عاما، أي بعد سنتين ربما أبلغ الأربعين من عمري. (صمت) أنا عربي، أو موروسكي كما يحلو لهم أن ينادونا هنا في إسبانيا. (صمت) متزوج من إسبانية. (صمت) جئت إلى هنا منذ ثلاث سنوات. (صمت) أعمل مخرجا مسرحيا. (صمت) عبدالله يعني عبداً لله عز وجل، وأما عبدالمهيمن فإنه يعني عبدالمسيطر الذي بيده كل شيء. (صمت) لا ليس هذا لقبي بل اسمي الحقيقي. (صمت) لقد أطلق علي والداي هذا الاسم. (صمت) لا يا سيدي، أنا لم أسم نفسي لأنني عندما ولدت كنت صغيرا جدا، هكذا (يشير بيديه إلى شدة صغره) يعني بيبي صغيراً جدًا جدًا. (صمت) نعم يا سيدي، أتذكر تمام التذكر أول شيء قلته عندما رأت عيناي النور لأول مرة، كما لو أن ذلك حدث يوم أمس؛ عندما أخرجت رأسي إلى العالم المادي نظرت إلى اليسار ثم إلى اليمين...(صمت) نعم، هذا ممكن،. ربما نظرت أولا إلى اليمين ثم إلى اليسار، وبعد ذلك صرخت “واع، واع، واع” (صمت) لست متأكدا من هذا يا سيدي. لم أعد أذكر إذا كنت قد صرخت “واع” ثلاث مرات أو أكثر. (صمت) نعم أذكر يوم الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول وكأنه حدث البارحة أيضا. (صمت) آنئذ كنت أتغدى مع زوجتي في البيت. (صمت يحاول خلاله التذكر) عدساً ولبناً...لا، لا بل أكلنا قليلا من الرز مع طبق من السلطة لأننا كنا قد بدأنا قبل أيام نظام حمية غذائية. (صمت قصير) لأننا كنا نشعر بأنفسنا بدينين في ذلك الوقت. (صمت قصير) لا لم نكن نريد أن نغير شكلنا. ولماذا نفعل ذلك يا سيدي؟ القصة وما فيها هي أننا، زوجتي وأنا، نتبع حمية غذائية من وقت إلى آخر، مثل المدخنين الذين يمتنعون عن التدخين آلاف المرات خلال حياتهم. ونحن يحدث لنا الشيء نفسه مع الأكل؛ نأكل كثيرا ثم نتبع نظام الحمية، نأكل ونتبع النظام، نأكل ونتبع النظام. (صمت) لا يا سيدي، ليس لي أي علاقة بنظام طالبان. لم أكن أعلم بوجودهم من قبل. عرفت ذلك بفضل الحادي عشر من سبتمبر. (صمت) كانت صورا مروعة حقا. (صمت) بالطبع لا يا سيدي، إطلاقا! أنا لم أفرح على الإطلاق بمنظر البرجين التوأمين وهما يحترقان ويهويان على الأرض! كيف تريدني أن أفرح يا سيدي وأنا أرى الناس يقذفون بأنفسهم من النوافذ إلى الفراغ اللا نهائي؟! لا يا سيدي، فنحن لا نفرح لمصائب الآخرين. معاذ الله! (صمت) إطلاقا يا سيدي، لم أشعر بأي شيء من السعادة... كان إحساسا غريبا، إحساسا.. كيف أشرح لك ذلك؟ كان شعورا ضد... ضد... ضد... ضد الجبابرة. نعم ضد الجبابرة. الشعور بأنهم هم أيضا مثلنا. (حائرا) أريد أن أقول إنهم فانون مثلنا، يموتون إذا رماهم أحدهم بقنبلة كما يحدث لنا حين يقذفوننا بالقنابل أو سواها...(أكثر حيرة) لا أعرف كيف أعبر لك عن قصدي جيدا حتى لا تفهمني خطأ... إنه شعور... أو إحساس... لا أدري...ربما هو شعور أكثر من كونه إحساسا على الرغم من أنني لا أدرك الفرق بينهما. (صمت)، فلنعتمد كلمة شعور إذا. بناء على ذلك كان شعوري في تلك اللحظات شعور ذاك الذي يريد أن يتأكد فيما إذا كان الجبابرة قادرين على أن يشعروا بالآلام نفسها التي يسببونها للآخرين. الآخرون هنا هم أبناء العالم الثالث الحقيقيون. (صمت) نعم فهناك أبناء عالم ثالث حقيقيون وأبناء عالم ثالث مندسون. (صمت) لا، فأنا أنتمي إلى أبناء العالم الثاني الذين لا يعرفون إلى أي عالم ينتمون بالضبط. (صمت) نعم سيدي، نعود إلى موضوعنا الأساسي. (صمت) أعتقد أن هدف الآلام التي يسببها جبابرة العالم الممتاز لمخلوقات العالم الثالث هو السيطرة على كل شيء في هذا الكون. (صمت) أقسم بالله العظيم إن ذلك الحدث المريع لم يفرحني! فالذين ماتوا يومها مخلوقات إنسانية مثلنا إذا صح التشبيه. إنهم إخوتنا. من يسعد بموت إخوته؟ (صمت) أنا؟! من قال إني أريد السيطرة على العالم؟ (يطلق ضحكة عصبية خفيفة) ولأي سبب؟ (صمت) نعم يا سيدي كنيتي هي عبدالمهيمن ولكن هذا مجرد اسم توارثته عن والدي اللذين توارثاه بدورهما عن والديهما وهكذا دواليك... عبدالمهيمن هو اسمي وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أنني أريد أن أهيمن على العالم. لو كان اسمي ناجي بدل عبدالمهيمن مثلا فهل هذا يعني أنني كنت قد تحولت إلى واحد من أولئك الناجين من الحادث السبتمبري؟ (يضحك بخوف ملحوظ) إنها مجرد أسماء يا سيدي. المسيحيون الذين يُسموْن عيسى ليسوا عيسى النبي، ولا يطمحون لأن يكونوا أنبياء. إنهم مجرد بشر يحملون هذا الاسم . حتى إن أغلب حملة هذا الاسم لا يمارسون طقوس العبادة، لا يا سيدي أنا لست مهتما بالسيطرة على العالم ولا بتغييره. إنني سعيد هكذا والحمد لله. (صمت) لا، ليس المتطرفون وحدهم هم الذين يقولون “الحمد لله”. كل الناس يقولون ذلك، حتى الذين لا يعتقدون بالله يقولون أحيانا “الحمد لله”. (صمت) إنه تعبير متوارث لم تخترعه القاعدة يا سيدي ولكنه لا يشذ عنها. أليس كذلك يا سيدي؟ (صمت) كيف تقول لي ذلك يا سيدي؟ التسامح أصل ديننا كما هو الحال في كل الأديان. نحن لا نكره المسيحيين، ولا اليهود ولا أي طائفة أخرى. هل تعرف يا سيدي أن زوجتي مسيحية بينما أنا مسلم؟ أظن أن هذا يشرح لك كل شيء، أليس كذلك يا سيدي؟ (صمت) عندما رأت زوجتي وقوع البرجين صرخت: “Oh, my God!” (صمت)

لا، زوجتي صرخت “Oh, my God!” بالإسبانية: “Dios moi!” وأنا صرخت الشيء نفسه ولكن باللغة العربية “يا إلهي!” ولكن أحدهم، أعتقد أنه كان شرطيا، صرخ بالتلفزيون بالإنجليزية: “Oh, my God!”. وهذا أيضا يعطي فكرة واضحة عن التعايش بين الثقافات المختلفة. (صمت طويل وحائر) ولكن كيف سأكون في مكانين في آن معا؛ في إسبانيا آكل الرز والسلطة مع زوجتي، وفي الوقت نفسه في الولايات المتحدة الأمريكية؟! (صمت) لا يا سيدي، أنا لا أعرف أين هي الولايات المتحدة الأمريكية. لقد كنت طوال عمري كسولا في مادة الجغرافيا. (صمت) كل العالم يعرفون أين تقع الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنا. أقسم على ذلك باسم سيدنا عيسى. أرأيت يا سيدي؟ أنا مسلم متطور ومنفتح، مسلم غربي. أقسم بعيسى إنني لا أعرف أين تقع الولايات المتحدة الأمريكية. فقط أعرف أنها بعيدة جدا جدا جدا جدا جدا إلى درجة أنني لا أستطيع الوصول إليها حتى بمخيلتي على الرغم من أنني مخرج مسرحي. أنا في الحقيقة لم أكن أجرؤ على أن أكون مخرجا مسرحيا لأن مخيلتي كانت قاصرة دائما. لكنني لم أكن أتخيل نفسي في مهنة أخرى غير هذه المهنة. ولأن الحياة غريبة فقد صرت مخرجا مسرحيا بفضل مخيلتي المتواضعة. عندما كنت صغيرا غالبا ما كنت أحلّق...(صمت مفاجئ) كنت أحلّق بتفكيري يا سيدي بتفكيري. (مؤكدا) كنت أحلق بتفكيري الصغير في كل أنحاء العالم. لكنني لم أصل قط أبدا إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأنها لم تكن موجودة بالنسبة لي. (مؤكدا مرة أخرى) كان ذلك عندما كنت صغيرا. ولكن عندما كبرت علمت بأن هناك بلدا نشأ منذ نحو مائتي عام تقريبا أنا كسول بالتاريخ أيضا وأنه في وقت قياسي تحول هذا البلد الناشئ إلى القوة الأولى في العالم. لا أحد يفهم كيف يمكن لبلد مراهق، مقارنة مع القارة الأوروبية العجوز، أن يحكم العالم! بالنسبة لي الأمر سيان فليحكم العالم من يشاء. الشيء الوحيد الذي يعنيني هو أن أحصل على عمل صغير وعلى قليل من السلام إذا كان هذا ممكنا. (صمت. فجأة يكاد ينفجر من الغضب) أنا لست إرهابيا. في ذلك اليوم المشؤوم كنت في البيت مع زوجتي. اسألوها إن لم تصدقوني. كنا نتفرج على التلفزيون ونحن نأكل سلطة ورزا على الرغم من أننا كنا قد فكرنا من قبل بأن نأكل عدسا مع لبن. لكن زوجتي أوحت إلي بأن العدس بمنزلة القنبلة بالنسبة إلى المعدة. من أجل ذلك لم تحضر لي في ذلك اليوم طبقي المفضل. غير أنني خدعتها في أثناء الطعام فأنا كنت أتناول الرز مع السلطة ظاهريا بينما في مخيلتي كنت آكل طبقا ضخما من العدس. أتيت على كل ما في الطبق الوهمي فشعرت حقيقة وكأن حجرا استقر في معدتي. كنت على وشك أن أنفجر لكنني تحملت الآلام حتى لا تتوقف زوجتي عن الطعام وتكتشف خديعتي لها. لكن العدس الخيالي كان يعذبني ولم أعد أستطيع الاحتمال أكثر، فقررت أن أترك معدتي تنفجر. عندئذ سمعنا معا دوي انفجار كبير. في البداية اعتقدت أنها معدتي وقد تحررت من عدسها الذهني. ولكن الدوي كان قادما من التلفزيون. آنئذ، زوجتي وأنا ورجل البوليس من التلفزيون صرخنا معا برعب: (يصرخ وكأنه يرى الحادثة مباشرة)

“Dios mio!

يا إلهي!

Oh, my God!”

(فجأة يرن الهاتف. ينظر باتجاهه ثم يذهب نحوه وقد نفدت قواه جميعها. يرفع السماعة ويتحدث بصوت مرتجف) ألو! (فجأة يستعيد قواه وطاقته) أهلا يا زوجتي الحبيبة. (يصرخ بفرح وكأنه يغني) بريء. أنا بريء. بريء يا حبيبتي. لقد جهزت دفاعا احتياطيا قويا جدا لكي أدافع به عن نفسي إذا اتهموني يوما بأنني عربي مسلم. لن يستطيعوا أن يأخذوني إلى جوانتانامو لأنني بريء. (يصرخ بفرح) بريء! بريء! (يسكت عن الكلام فجأة مستمعا باهتمام إلى الصوت القادم من الهاتف) لا يا حبيبتي، أرجوك. عدس لا. لا أريد أن أتغدى عدسا اليوم أفضل الرز. (صمت أخير)


نمر سلمون إسبانيا
الخليج الثقافي
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 23/06/2004, 11:53 AM
الصقر الذهبي الصقر الذهبي غير متواجد حالياً
الصقر الذهبي
 
تاريخ الانضمام: 02/03/2000
الإقامة: عمان
المشاركات: 2,288
مونولوج مواطن عربي اسمه عبدالله
  #3  
قديم 25/06/2004, 12:53 AM
صورة عضوية 6yar
6yar 6yar غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 24/06/2004
الإقامة: قلب أمي
المشاركات: 51
it is really goooooooooooood story thanks my brother
  #4  
قديم 30/06/2004, 09:57 PM
صورة عضوية ورد الامل
ورد الامل ورد الامل غير متواجد حالياً
الأمــــــــــل
 
تاريخ الانضمام: 15/06/2001
الإقامة: الأمــــل
المشاركات: 69,069
Thumbs up

مـونـولـــــــــوج رائـع ..!!

مـواطن " عـربي " !
  #5  
قديم 02/07/2004, 05:37 PM
صورة عضوية سرب
سرب سرب غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 11/12/2001
الإقامة: عمان
المشاركات: 6,488
صباح الزهر...

هذا حقا جميل...

فقط...فليحكم العالم من يشاء!
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.