بسم الله الرحمن الرحيم
من اخطر الدعوات الهدامه التي ابتلي بها الاسلام في تاريخه هو ذلك المزج بين النص والسياسه فالدين كما هو معروف للجميع هي مجموع النصوص الآلهيه التي انزلها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وتشكل القيم الأخلاقيه النصيب الاكبر من هذه النصوص وهذه القيم بدورها لم ينفرد بها الاسلام بل هي قيم انسانيه مشتركه فالبوذي مثلا يؤمن بأن الكذب والخداع والغش عادات سيئه جدا تؤدي بالأنسان الي المهالك وكذلك الزنا والقتل واللواط فهي محرمه في المسيحيه وكل الأديان السماويه والأرضيه ولكن المصيبه هي اننا لا نقرأ فقد حبسنا انفسنا في بوتقه ضيقه جدا ولم نحاول ابدا الأنطلاق الى الفضاء الأوسع للأنسانيه فأكثرنا لم يطلع على الثقافات الأنسانيه الأخرى
فكم منا قرأ الأنجيل والتوراة والآداب الأوروبيه والأمريكيه والثقافه اليابانيه والفلسفات الأوروبيه القديمه والحديثه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بالتأكيد الجواب يكون النادر جدا ومن قرأ الأحاديث النبويه يجد ان الأعرابي كان يأتي الى رسول الله يسأله عن امور دينه وفي دقايق
معدودة جدا يشرح له رسول الله كل اصول الدين وفروعه ولكن بعد ان تم الخلط بين النص والسياسه اصبح عدالة الصحابه اجمعين جزء من الأيمان وخلافة ابي بكر عند السنه وولاية علي عند الشيعه هو الفاصل بين الكفر والايمان حتى اصبح اليوم الطعن في خلافة بني اميه طعن في الاسلام واصبح كل كتب العقيده تعج بالمئات وفيها آلاف المسائل المعقده الذي لا يفهمها حتى المثقفون فما بالكم بالعامه المساكين ان الافكار الهدامه التي دخلت بالاسلام هي التي انتجت لنا اليوم امثال ابن لادن والزرقاوي والمقدسي وغيرهم وهي التي انتجت الابتهاج بقتل اتباع الديانات الأخري لمجرد انهم غير مسلمون وهي التي انتجت لنا هذه الطبقه الكهنوتيه التي احتكرات الدين ولبست لباس القداسه ان المطلوب اليوم هو العوده الى الدين الحقيقي الى النص كما هو موجود بالقرآن الكريم الخالي من مصطلحات حاكمية الله
وولاية الفقيه
والدوله الاسلاميه
وغيرها من المصطلحات الضاله التي اوجدها الفكر المنحرف في الاسلام.