سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة الثقافة والفكر

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 08/10/2006, 06:23 AM
liberty84 liberty84 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 14/01/2006
المشاركات: 54
الإستقامة إلتزام وتوجيه

قال تعالى{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم * ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين } فصلت(30-33)

وقال تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون}الأحقاف(13-14)

ما أجمل ما ساقته الآيات الكريمة وعدٌ صادق وبشرى ساقها الله تعالى إلى كل من لزم المنهج الحقّ وارتضى الله ربا، وما ألذّ العيش في دوحة الإستقامة ، هل تخيلنا ذلك الثواب الذي ينتظرنا لكن {وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم } ، ياالله مالِ ابن آدم يُذكر بالحق فيصد عنه ، ويتبع الباطل ويلهو فيه .

إن المتأمل لمعنى الإستقامة يجده شاملا للجانب الروحي والجسدي والعقلي ، فكل يُغذّى بطريقة خاصة للحصول على لؤلؤة محمية بصدفة متينة لا يعكر صفوها تكالب الأعداء ولا تخاذل الأقرباء ، فالإستقامةُ روحٌ تربط الإنسان بخالقه فيبقى في اتصال دائم مع ربه يجدده بطاعة وفريضة كتبت عليه ، والإستقامة جسدٌ مليء بالحيوية يحمل الخير في تعامله مع الناس ، والإستقامة عقل مفكر ويد مدبرة في آن واحدة .

ما رأيكم أن نعيش واقعا من عالمنا اليوم والذي تتكيء عليه الأمة وترتجيه في بناء حضارة قام أساسُها ولكن مات روّادها وخلفوا من يحمل همّ النوم والخلود إلى الراحة وكل سهل ، لن أكون في صدد هجوم ولا دفاع أيضا ، وإنما سأعرض واقعا نعيشه وربما نتجاهله ، وليعلم الجميع أن ما كتبته وما أكتبه من دافع الغيرة على هذا الدين وعلى كل من نهج الإستقامة والله من وراء القصد.

لا أتوقع أنّ منّا من لا يحمل همّ هذه الأمة الثكلى التي تندب حظها وترثي بنيها وتصرخ فيهم ولكن لا حياة لمن تنادي ،ولكن المشكلة تقع في فهمنا الخاطيء في ترجمة الواقع أو فقهه، فنحن نعيش في زمن ينتظر منا الكثير ، ولكن هيهات ونحن نائمون ننتظرُ أن تدور عقارب الزمن فتخرج لنا بحضارة إسلامية نتفيأُ ظلالها ونعيش في أكنافها ، ونحن و الزمن في صراع من منّا سيصرع الآخر ؟! فهي بداية من مشكلة ال(فرد) إلى ال(أمة) لها كيانها وإستقلاليتها.

الإستقامة هل هي حماسٌ يطفي شعلته وضعنا أم أنها شعلة بين الكياسة والحماسة كلٌ واحد دليل للآخر في معادلة حياتية موزونة؟! أصبح هناك خلطٌ كبير بين من عرف الإستقامة الحقّة وبين من نهجها سبهللا .

قد يأتي الإلتزام من خلال التوجيه فيصادف قلبا خاليا فيتمكنُ منه فينبض به ويعيش به ويعمل جاهدا في سبيل ما امتلكه قلبه في بناء حضارة تعطشت لها القلوب ، أو حملها آخر لا يلبث أن يكون كالظل ما إن غربت الشمس حتى اختفى وعاد بردة فعل مضادة لكل مستقيم ،وقد يأتي الإلتزام من خلال الفطرة وهذا أراه أثبت في القلب وأقوى من سالفه فيمكن أن ينبت في أرض سيئة والأسهل بطبيعة الحال نباته النبات الحسن في بيئته .

يتبع...
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 08/10/2006, 06:24 AM
liberty84 liberty84 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 14/01/2006
المشاركات: 54
فيأتي السؤال ...يا تُرى ما هي هموم المستقيم وما هي توجهاته التي ينبغي عليه أن يتوجها بعد إلتزامه ؟! سؤال ينبغي وعيه ودراسته قبل الإجابة عليه .

نرى أنّ من إلتزم ومنّ الله عليه بالهداية يبدأ توجهه عكس ما كان متوقعا ، فيبدأ بالفرع ويترك الأصل ويأخذ بأمور ثانوية ولا يعي فهم الأولويات والحاجيات التي يجب أن يبدأ بها كونه التزم وانتهج منهج الله تعالى وأراد الدعوة إلى سبيله ... أجد أن البعض يبقي همّه على أن فلان مذهبه كذا والمذهب الفلاني كذا ومسائل الإختلاف كذا... العقيدة من الأولويات نعم ، ولكن هل مسألة خلق القرآن والرؤية وغيرها مما يُثار في هذا الجانب من الأمور العقدية يجب علينا كمسلمين معرفتها ، بغضّ النظر أين الصحيح؟؟؟!!ولماذا نعقد مسائل فقهية إختلف فيها العلماء ... يا تُرى أهذه أولويات في عصر تكالبت فيه الأمم علينا بل وأصبحنا عدوا لبعضنا ، لماذا لا تترك أمثال كل هذه المسائل لأهل الإختصاص ، هل كان هذا هو منهج سلفنا والصحابة رضوان الله عليهم ، لماذا التركيز على هذا الجانب فقط على الرغم من فسحة الأفق وكثرة المجالات التي يستطيع من خلالها التوجيه والإنارة أو نهل المعرفة والحصول على ما ينفع في الدنيا والآخرة.

الناسُ تفرح والله بكل من إستقام وتراهم يغبطونه على إستقامته لأنهم يعلمون أنّ ما عليه الحقّ ولكن ماذا بعد الإستقامة ؟؟ أإبتعاد عن الناس الذين لا يلزمون منهجه الصحيح ؟ هل هي التخلي عن كلّ من هو في أمس الحاجة إلى نصحه والوقوف بجانبه ؟! الدين ترغيبٌ لا ترهيب ، وتقريب لا تنفير ، فلماذا لا تكون قلوبنا واسعة كالسماء ولنا في ذلك أسوة برسولنا وحبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أليس لنا في صبره مثل نحتذي به في دعوتنا ، والله تعالى يعده من عزم الأمور ‏‏{‏وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور‏}. الأنعام. 132

أعلم أنّ الكل قرأ في سيرة محمد عليه صلوات ربي وأفضل التسليم ولكن يبقى السؤال لماذا نجد كل هذا وسيرته موجودة بيننا، أهي صعوبة ترجمة سيرته عليه الصلاة والسلام على أرض الواقع ؟ أم هو اختلاف الزمان ؟ هناك من حمل همّ الدين والدعوة في ظروف أصعب وأحلك مما نعيشها وعلى الرغم من كل التحديات نجحوا في بناء ما انهدم وإرجاع ما سُلب فكانوا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالمنهج الحق وبالتي هي أحسن.

نحن ما زلنا بحاجة إلى مضخة فكرية يتدفقُ عطاؤها ممن غطّوا على أنفسهم والتحفوا ببردة التواضع ، وبهذه المضخة ستجري المياه ويزول الإنسداد الذي تراكم وصار عائقا أمام نهوض فكر واع لداعية أساسه ومنهجه من القرآن والسنة، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
  #3  
قديم 28/10/2006, 09:27 PM
liberty84 liberty84 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 14/01/2006
المشاركات: 54
أشكركم على تفاعلكم المبهر وغير المتوقع !
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 05:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.