سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 30/10/2006, 03:26 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
سؤال أهل الذكر24 رمضان 1427 هـ،17/10/2006م


سؤال أهل الذكر 24 من رمضان 1427 هـ ، 17/10/2006م

الموضوع : عام

السؤال (1)
وسائل الاتصالات المعاصرة أتاحت تواصلاً بين أفراد المجتمع ، وكثيراً من هذه التواصلات هي مثمرة وهادفة .
من هذه التواصلات الوصال بين الشباب والفتيات ، ويُستغل هذا التواصل سواءً كان بالهاتف أو عن طريق الاتصال بالشبكة الالكترونية أو عن طريق رسائل البريد الالكتروني أو عن طريق الرسائل الفورية المعروفة بالدردشة ، يُستغل أيضاً أحياناً من قبل المتوجهين وجهة خيرية ليتواصل كلا الطرفين مع بعضهما للوصل إلى غاية طيبة .
هل هناك ضوابط معينة تُنظّم مثل هذا التواصل بين الشباب والفتيات إن كان هذا الغرض صالحاً فقد يكون استشارة دعوية أو قد يكون استفتاءً شرعيا ؟


الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فلا ريب أن هذه الوسائل هي من نعم الله تعالى التي ادّخرها الله سبحانه لأبناء هذا العصر ، إذ أصبح الآن ميسوراً ما لم يكن متصوراًً من قبل ، فأصبح الإنسان وهو في أقصى الأرض في الشرق يخاطب من كان في أقصاها في الغرب في نفس اللحظة ويترادان الحديث ويتبادلان أطرافه ويطرحان ما يطرحان وكل منهما يسمع الآخر وقد يكون أيضاً يبصره ، فهذه من نعم الله سبحانه وتعالى ، فكأنما الأرض زُوّيت من أطرافها وجُمّعت حتى صارت كأنها كرة صغيرة أو صارت بمثابة سكن واحد أهله يسمع بعضهم بعضا ويرى بعضهم بعضا ، وهذا مما يدخل في آيات الله التي قال فيها سبحانه وتعالى ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )(فصلت: من الآية53) .

فالله سبحانه يأتي كل يوم بجديد ليريه عباده مما يدل على عظيم قدرته ، ويدل على أن هذا الكون فيه ما فيه من عجائب صنع الله التي خبأ الله سبحانه وتعالى فيها ما خبأه لعباده ، فهم يكتشفونه حيناً بعد حين ، إذ طبيعة الكون هي هي لم تتغير ، ولم هنالك إحداث ما لم يكن من حيث طبيعة الكون ، فالكون لم تُحدَث له طبيعة جديدة وإنما اكتشفت طبيعته .

هذا الاكتشاف نعمة من الله سبحانه وتعالى ادّخرها لأبناء هذا العصر ولمن يأتي من بعد هذا العصر .
ولكن النعمة يجب أن تُشكر ، فالاتصال يجب أن يكون اتصال خير .

ولا ريب أن هذه الوسائل مما يقرب الشقة ويسهل إبلاغ الدعوة ، فبإمكان الإنسان ذكراً أو أنثى من خلال هذه الوسائل أن يقوم بالدعوة .

والمؤمنون والمؤمنات بما أنهم مطالبون أن يدعوا إلى الله على بصيرة ، وأن يتحملوا مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذَين هما قوام حال الأمة وسياج أمنها وضمان استقرارها فإن عليهم أن يستغلوا هذه الوسائل فيما يعود بالمصلحة على الدين والدنيا .

لكن بما أن هذه الوسائل تُيّسر الخطاب بين الصنفين ، والخطاب بين الصنفين قد يكون مُشعلاً لجذوة الفتنة يُصطلى بنارها والعياذ بالله فإن من الواجب أن يكون الاتصال بين الجنسين مُحاطاً بسياجٍ من القيود بحيث لا يكون مطلقاً كما يُملي الهوى على كل واحد من هذين الصنفين ، بل يجب أن يكون هذا الاتصال مُقَيداً بقيود أخلاقية بقيود دينية .

فالمرأة كما هو معلوم عاطفية وكثيراً ما تغتر ، ولا ريب أنها تتطلع على الرجل كما أن الرجل يتطلع إليها ، فهي كثيراً ما يؤثر عليها الرجل حتى بكلمات يسيرة ، قد يُشعل في قلبها جذوة الغرام ، قد يُهيّج عاطفتها حتى لا تدري ماذا تفعل فتنسى كل شيء ، تنسى دينها وتنسى شرفها وتنسى أخلاقها وتنسى سمعة أسرتها وتنسى كل ما يتصل بالفضيلة في سبيل تحقيق رغبتها .

كما أن الرجل أيضاً يتأثر من قبل المرأة بكل شيء ، نبرة صوتها لها أثر عليه فضلاً عما وراء ذلك من الحديث اللين الذي يُهيّج العواطف ويذكي شعلة الغرام ، فلذلك من الواجب أن يكون هذا الاتصال اتصالاً حذراً جداً من كل واحد من الجنسين .

وكم ممن فُتن بمثل هذه الاتصالات ، فلذلك من الواجب على كل واحد أن يكون يقظاً ، وأن لا ينخدع من قبل الآخر ، فقد يُملي الشيطان على هذا ليخدع ذلك ، فعلى كل واحد أن لا يكون منخدعاً بما عسى أن يسمعه من الطرف الآخر .

ولا يقال بأنه يكفي أن يكون هنالك وازع ديني عند كل واحد من الجانبين ويُتسامح في أن يكون الاتصال بنيهما مطلقاً لأن الوازع الديني يردع كل واحد منهما عن الوقوع في المحذور ، كيف ومن المعلوم أن أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن كن في ذروة التدين ، اختارهن الله سبحانه وتعالى لئن يكُنّ صواحب النبي صلى الله عليه وسلّم أن يكُنّ أزواجاً له ، وأن يكُنّ يُشكلّن بيته الذي يأوي إليه ومع ذلك حُذّرن ذلك الحذر ، على أنهن كنّ في كنف النبي صلى الله عليه وسلّم وفي بيته الطاهر ، والصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين كانوا يحوطون بالنبي صلى الله عليه وسلّم وببيته كانوا أكثر الناس تقديراً لهن ، بل كانوا يقدروهن أكثر مما يقدرون أمهاتهم ، لأنهن حقاً أمهاتهم بنص القرآن إذ يقول الله سبحانه وتعالى ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ )(الأحزاب: من الآية6) ، ولكن مع هذا كله وهن في كنف النبي صلى الله عليه وسلّم وفي بيت النبوة الطاهر وبين المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان أُمرنَ بما أُمرنَ به من التقيد من القيود التي تُتصور أنها عسيرة ولكنها في الحقيقة ليست بعسيرة إنما يراد من ورائها الحفاظ على شرفهن وعلى سمعتهن وعلى دينهن ، فالله سبحانه وتعالى يقول لهن ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفا ً* وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ) (الأحزاب:32-34) ، هذا الخطاب كما نرى صُدّر بما صُدّر به أمرهن بأن لا يُلِنّ القول لئلا يطمع الذي في قلبه مرض ، مع أن ذلك المجتمع كان مثالاً في طهره وفي نظافته وفي قدسيته ، مجتمع زكّاه الله سبحانه وتعالى إذ هو مجتمع المهاجرين والأنصار الذين ذكر الله سبحانه وتعالى أن مثََلهم في التوراة والإنجيل يقول سبحانه ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )(الفتح: من الآية29) ، ولكن مع ذلك أُمرنّ هذا الأمر الشديد قيل لهن ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ) ، ولئن كان هذا الخطاب موجهاً إلى أمهات المؤمنين وهن كما ذكرنا بين المهاجرين والأنصار والذين يدخلون عليهن أو الذين يسمعون حديثهن والذين يقتربون منهن كانوا كما ذكرنا يقدّرون أمومتهن إذ هن أمهاتهم بنص القرآن الكريم فكيف بالمجتمعات الأخرى ، هذا بالنسبة إليهن فكيف ببقية النساء ، هل عند بقية النساء من الطهر والعفاف والصون والحشمة والوقار والتدين ومخافة الله تعالى والتعلق به كما عند أمهات المؤمنين ؟

وهل رجال اليوم أو ما قبل اليوم أو ما بعد اليوم هم كرجال المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان الذين أثنى الله عليهم في كتابه واختارهم لئن يكونوا صحابة لرسوله صلى الله عليه وسلّم ، وأن يكونوا حملة لأمانة هذا الدين إلى الأجيال التي جاءت من بعهدهم ؟

لا ريب أن الفارق كبير ، فمع استشراء الفساد ومع انتشار الرذيلة ومع وسائل الشهوات التي تيسرت للناس في وقتنا هذا بما لم يتيسر من قبل ، مع هذا كله يجب الحفاظ ويجب الصون ويجب أن يكون الإنسان أكثر حَذَراً .

ولا ريب أن الدعوة مطلب سام ، ولكن لا يُتوصل إلى الحق بالباطل ، والغاية لا تبرر الوسيلة ، فإن الغاية النبيلة يجب أن تكون وسيلتها طاهرة نظيفة لا أن تكون وسيلتها مدنسة بشيء ، والله تعالى المستعان .
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 30/10/2006, 03:28 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
السؤال (2)
هناك من يقول لماذا الشريعة تستبق سوء الظن أليست هي من ترى أن الأصل في الناس الأمانة ، والأصل فيهم السلامة ، وكذلك يرى الأولياء أنه إن أحسن تربية ابنته والشاب الذي يثق في خلقه وفي سلامة نزعته لا يُخشى عليه بعد ذلك أن يكون في مثل هذا المعترك ؟


الجواب :
الشريعة هي من عند الله ، ليست هي من عند بشر ، وليست نتاج فكر مخلوق ، وإنما هي من وحي الله سبحانه وتعالى الذي جاء بحسب ما علم من طبيعة عباده ، لأنه هو الذي خلق العباد وأوجد فِطَرهم وأوجد الطبيعة في نفوسهم ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (الملك:14) ، فيجب على المسلم أن يسلّم تسليماً لأمر الله ، وأن ينقاد لحكمه ، وأن لا يتردد في ذلك ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً )(الأحزاب:36) .

وليس هذا من باب سوء الظن ، وإنما هذا من باب سد ذرائع الفساد ، وسد ثغرات الشيطان وقطع السبيل عليه ، وإغلاق الباب في وجهه ، فالمراد أن يكون الناس أهل طهارة وأهل نظافة وأهل صلاح وبر وإيمان واستقامة ، فلئلا يتدنس ثوب دينهم وثوب شرفهم وعرضهم أُمِروا بما أمروا به من هذا الاحتياط الذي يغلق منافذ الشيطان لئلا يلج إلى هذه القلوب الضعيفة التي سرعان ما تتأثر بمؤثرات شتى من إغواء الشيطان وإغرائه ، فليس في ذلك سوء ظن .

ونحن نرى أن الله سبحانه عندما أمر بما أمر به بدأ بأقدس بيت وأطهره ببيت النبي صلى الله عليه وسلّم إذ قال ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) (الأحزاب:59) ، جاءت نساء المؤمنين بعد أزواجه وبناته ، وهذا من باب تزكية النفوس وتظهير هذه النفوس حتى لا تتأثر ، ولذلك عندما أمر المؤمنين بغض الأبصار قال (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) ، فالله تعالى يقول ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) (النور:30) ، ثم اتبع ذلك الأمر للنساء بغض الأبصار وحفظ الفروج ، بل جاء في هذه الآية التي فيها توجيه الأمر للنساء التنبيه على تأثر الرجل بكل شيء من قِبل المرأة عندما قال ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )(النور: من الآية31) ، حذّر الله سبحانه وتعالى النساء المؤمنات من أن يُسمعن الرجال جرس حليهن لأن خيال الرجل كما قلنا يثور بما يكون من قِبل المرأة ، يثيره أي شيء ، فهو يتأثر بجرس حُليّها وبنبرة صوتها وبحركة مشيها وبنظرة عينها وبكل شيء من قِبلها .

السؤال (3)
امرأة بعد أربعين يوماً من النفاس عاودها دم خفيف ، قيل لها بأنه دم استحاضة كانت تغتسل وتجمع الصلاتين ، واستمر هذا الدم ثلاثة أشهر ينقطع اسبوعان ويعاودها ؟


الجواب :
هذا الدم إن كان ينقطع فلعل تلك الفترة هي فترة طهر ، وإن عاودها وفيه أوصاف دم الحيض بحيث كان دماً غليظاً ثخيناً بعدما كان ينقطع كما قالت اسبوعين أو أقل من اسبوعين ، مدة يمكن أن تكون طهراً ما بين الدمين ، وأقل الطهر ما بين الدمين عشرة أيام ، فإن كان ينقطع في هذه المدة ثم يعاودها وفيه أوصاف دم الحيض فتعطيه للحيض ، وأما إن لم تكن فيه أوصاف دم الحيض فعندئذ يكون نفاسا إلا أن تتقدمه دفعة من الدم الذي فيه أوصاف دم الحيض فيُحمل الدم الباقي عليه .

السؤال (4)
ما هي أحكام زكاة الفطر ؟


الجواب :
هي على أي حال صاع من الطعام يُخرج عن كل فرد من الأفراد ، يُخرج الإنسان المسلم صاعاً من الطعام عن نفسه ، وصاعاً عن كل من يعوله عولاً واجباً عليه ، إذا كان يعول أولاده أو يعول أبويه ، كل من يعولهم عولاً واجباً عليه حتى الزوجة على الأصح تدخل في ذلك يجب أن يُخرج عن كل واحد من هؤلاء زكاة الفطر ، ومقدار هذه الزكاة صاع من الطعام .

ولربما تساءل الناس كما سمعنا عن دفع القيمة ، الأصل عدم القيمة ، الأصل صاع من الطعام الذي يُقتات به من أي غالب قوت البلد الذي اعتاد الناس أن يأكلوه في شهر رمضان كالأرز أو القمح أو أمثال هذه المأكولات التي اعتاد الناس أن يقتاتوا بها ويتغذوا بها ، هذا هو الأصل ، ولم يأت في السنة إخراج القيمة ، ولكن عندما يتعذر وجود من يقبل الطعام لأن الفقراء لا يريدون الطعام فلئلا تتعطل الزكاة في هذه الحالة يُعطَوا قيمة الطعام ، قيمة ذلك الصاع ، والقيمة ترتفع وتنزل ، وإنما على الإنسان أن يسأل عن قيمة الصاع في السوق ليُعطي حسب ما يفي بقيمته ، والله تعالى أعلم .

السؤال (5)
الهدي إذا لم يأكل منه هل عليه شيء ؟


الجواب :
الأصل أنه يأكل من الهدي ، ولكن قد يتعذر أن يأكل خصوصاً في هذا الوقت عندما يُنيب غيره أن يهدي عنه وإلا فالأصل أن يأكل ، وهذا الذي دل عليه قول الله تعالى ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )(الحج: من الآية28) .
  #3  
قديم 30/10/2006, 03:30 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
السؤال (6)
لماذا لا تُورّث بنات الأخ مع أبناء الأخ ؟


الجواب :
التوريث هكذا نزل من عند الله ، ودلت السنة على توريث العَصَبة الذكور ، اللهم إلا البنات والأخوات فإنهن يدخلن في التعصيب ، وأما أولاد الإخوة وأولاد الأعمام فإن الذكور وحدهم هم الذين يرثون دون الإناث لقول النبي صلى الله عليه وسلّم : أعطوا الفرائض أهلها ، وما بقي فلأولى عَصَبة ذكر .


السؤال (7)
امرأة مضطرة لها بنت معوقة وزوج مصاب بعدة أمراض ولا معين لهم تسأل هل يجوز لها أن تستعين ببيع إحدى كليتيها ؟



الجواب :
نسأل الله تعالى أن يفرج أزمتها ، وأن ييسر لها ما يسد حاجتها ، وأن يكفيها كل مؤونة .
ولا ريب أن الإنسان لا يجوز له أن يتصرف في أعضائه ، إذ أعضاؤه يملك منفعتها ولا يملك عينها ، فهو لا يملك أن يبيع عيناً من عينيه ، ولا أن يبيع يداً من يديه ، ولا أن يبيع شيئاً من جسمه ، لذلك كان بيع الكلية من الأمور التي تتنافى مع الدين الحنيف .
فعليها أن تصبر ، والله سبحانه وتعالى يفرّج أزمتها وينفّس كربتها ، وعلى المسلمين الذين يعرفون أمرها أن يساعدوها على ذلك ، والله تعالى ولي التوفيق .

السؤال (8)
ما هو تفسير هذا القول ( إنا كنا نترك سبعين باباًً من الحلال خشية أن نقع في الحرام ) ؟



الجواب :
لا ريب أن الإنسان ليس له أن يُحرّم شيئاً أحله الله ، التحليل والتحريم إلى الله تعالى وحده ( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ ) (النحل:116) ، وقد بيّن سبحانه أن التحريم لما أحل الله إنما هو من شأن المشركين إذ قال ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا )(الأنعام: من الآية148) ، وقال ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) (النحل:35) ، فإذن تحريم ما أحل الله هو قرين الإشراك .

ولكن الامتناع لسببٍ أو لآخر ليس هو تحريماً ، فالامتناع عن الحلال ليس هو تحريماً للحلال وإنما قد يدخل في باب الورع .

قد يمتنع الإنسان عن المبادرة في اللذات وإن كانت هذه اللذات جائزة ردعاً للنفس حتى لا تشتغل بلذات هذه الحياة الدنيا .

وقد يكون ذلك من أجل الاحتياط ، فقد يترك الإنسان ذلك الشيء احتياطاً .

وقد يكون تاركاً له من أجل مراعاة صلة أو قرابة مع الآخرين ، قد يستحق إرثاً من أحد ولكن يترك هذا الإرث لبقية الوُرّاث ، فهذا بمثابة العطية منه لهم .

وقد يدخل في باب سد الذرائع ، قد يترك الشيء الذي هو في الأصل مباح ، ولكن حتى يسد ذريعة من ذرائع الفساد يترك ذلك الشيء .

وقد يكون ذلك أيضاً لئلا يندفع الناس إلى ما هو أكبر منه ، فمثل ما كان من عمر رضي الله عنه الذي كان خليفة للمسلمين ، ولما كان خليفة للمسلمين فلا ريب أن الناس سينظرون إليه فلو اشتغل بإعطاء النفس رغباتها في الحلال بحيث يعطيها كل ما تطمح إليه مما أحل الله سبحانه وتعالى لتجاوز الآخرون هذه الحدود ، فلذلك كان ترك الحلال المباح من أجل خشية الحرام أو من أجل قطع السبيل على ارتكاب المحرم من الأمور التي يؤجر عليها صاحبها ، والله تعالى أعلم .

السؤال (9)
هل للإمام أن يقصد قراءة آيات معينة في الصلاة لأجل وعظ ، أو قد يخص الناس بفكرة معينة بحيث إذا صلى مع الأغنياء قرأ آيات الصدقات حتى يكون في ذلك حث ونحو هذا فهل للإمام أن يتعمد هذا ؟


الجواب :
لا حرج في ذلك ما دام يقرأ من كتاب الله ، كل ما في كتاب الله يباح أن يُقرأ في الصلاة ( فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ )(المزمل: من الآية20) ، فأي شيء قرأ من القرآن ولو كان هنالك غرض ، على أن يكون هذا الغرض نبيلاً وليس من ورائه التشهير أو قصد إيقاع الفتنة أو نحو ذلك فلا حرج .
  #4  
قديم 30/10/2006, 03:32 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
السؤال (10)
نرجو توضيح أحكام الاستئذان الواردة في سورة النور ؟

الجواب :
نعم الله تبارك وتعالى أعطى البيوت حقوقاً وحرمات ، فالإنسان في بيته لا ريب أنه يأخذ حريته ، ويكون بحالة لا يرغب أن يراه الناس عليها ، فأحوال البيوت هي عورات والعورات تستر ، ولذلك كان اقتحام الإنسان على الناس في بيوتهم أمراً محرماً ومشدداً فيه ، ليس للإنسان أن يقتحم على غيره في بيته فيلج بيته من غير إذنه ، بل لا يدخل حتى يستأذن ثلاث مرات ويُسلّم فإن أذن له دخل وإن لم يؤذن له رجع ، هذا حق واجب ومفروض .

وهذا بالنسبة إلى العموم ، إلى الناس جميعاً حتى ما بين الآباء والأمهات من ناحية وبين البنين والبنات من ناحية أخرى ، فإن الحكم لا يختلف في ذلك ، على الجميع أن يستأذن .

وإنما هنالك نوع من الاستئذان ، هذا النوع إنما هو خاص بطائفة من الناس وذلك الذي دل عليه قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ )(النور: من الآية58) ، أي في هذه الأوقات من بعد صلاة العشاء إلى وقت الفجر ، من قبل الفجر ووقت الظهر ومن بعد العشاء ، على أن الذي ما بعد العشاء يمتد إلى الفجر .

هذه الأوقات الثلاثة يؤمر فيها حتى الذين ملَكة الأيمان وحتى الأطفال بأن يستأذنوا ، فالأطفال يُعوّدون أن لا يدخلوا على آبائهم وأمهاتهم في هذه الأحوال إلا بعد الاستئذان ، وكذلك بالنسبة إلى الأرقّاء أيام وجود الرق فإنهم أيضاً يؤمروا أن لا يلجوا على ساداتهم وسيداتهم في هذه الأوقات إلا بعد الاستئذان على أن يكون ذلك الاستئذان ثلاث مرات كما دلت الآية الكريمة وأن يكون معه سلام كما دلت عليه الآية الأخرى من أجل الأنس ومن أجل إفاضة الطمأنينة على النفوس .

وفي بقية الأوقات أي في ما عدا هذه الأوقات ، أي من بعد صلاة الفجر إلى ما قبل وقت القيلولة لا حرج في أن يدخل هؤلاء بدون استئذان لأنهم يترددون على البيت ، فالأطفال يدخلون ويخرجون ، وكذلك بالنسبة على الأرقاء يدخلون ويخرجون لقضاء حاجات أهل البيت فلذلك لم يُفرض عليهم الاستئذان ، وكذلك بعد القيلولة إلى وقت العشاء ، فهذا الاستئذان مقيد بهذه الأوقات المذكورة ، بينما استئذان الآخرين عام لا يقيد بوقت ، والأطفال إذا بلغوا الحلم فإنهم يستأذنون كما استأذن غيرهم ( وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )(النور: من الآية59) ، عليهم أن يستأذنون كما يستأذن الآخرون .

هذا كما قلت لأجل مراعاة الحرمات لأن للبيوت حرمات ، فالإنسان لا يرغب أن يرى على أي حالة يكون عليها في بيته ، وقد يكون زوجان في حالة لا يجوز أن يراهما عليها حتى أطفالهما الصغار ، فعليهم أن يتقوا الله ، وأن يُعوّدوا أولادهم ، وأن يُعوّدوا أرقائهم أن لا يلجوا عليهم في بيوتهم في هذه الأوقات إلا بعد الاستئذان .

السؤال (11)
تزوج ابني من امرأة لها بنات من زوج غير ابني هل يجوز لي أن أصافح بنات زوجة ابني ؟


الجواب :
لا ، لأنهن ليس بذوات محارم بالنسبة إليه ، هن ذوات محارم بالنسبة إلى ابنه الذي تزوج أمهن بعد أن يدخل بأمهن ، ولكن بالنسبة إليه هو لسن بذوات محارم .

السؤال (12)
ما حكم من دفع فدية الصيام إلى غني ؟


الجواب :
كيف تُدفع إلى غني والله تعالى يقول ( فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ )(البقرة: من الآية184) ، فالذي يُطعم إنما هو المسكين لا الغني بنص القرآن الكريم .

السؤال (13)
ما هو القول الراجح في حكم الكفارة بالنسبة لمن استمنى في نهار رمضان من غير جماع ؟ وهل هو نفس الحكم بالنسبة للرجل والمرأة ؟



الجواب :
نعم الذي نأخذ به أن الحكم واحد ، وعلى هؤلاء أن يتوبوا ويقضوا ويكفّروا .


سؤال (تابع)
كيف يعامل استمناء المرأة معاملة الرجل مع أنه ليس كشأن الرجل ؟



الجواب :
المرأة مأمورة أيضا أن لا تتعمد إخراج شهوتها في نهار رمضان ، فإذا فعلت فلا ريب أنها تكون في هذه الحالة كمن وُوقعت لأن الغرض تم وهو قضاء الشهوة .

السؤال (14)
ما معنى الوقت الضروري والوقت الاختياري في أوقات الصلاة ؟


الجواب :
الوقت الاختياري هو الوقت الذي تُشرع فيه الصلاة من أول الوقت إلى آخره .
وأما الوقت الضروري فهو الوقت الذي يستيقظ فيه الإنسان أو ينتبه للصلاة وقد تأخر ، فهذا الوقت ليس وقتاً اختيارياً وإنما هو وقت ضروري .

السؤال (15)
عندما يجب التيمم لعضوٍ في وسط الوضوء هل يجوز له أن ينشف يديه ووجه وخاصة عندما يكون التيمم بالتراب ؟



الجواب :
نعم له ذلك ولا يُمنع منه .

السؤال (16)
ما حكم من يصلي بثوب فيه صدأ الحديد ويمس جسده ؟


الجواب :
الصدأ لا يؤثر شيئاً على الصلاة وإن هو كان يُكره أو يُمنع أن يلبس الحديد ، الحديد لا ينبغي للإنسان أن يلبسه ، لأن الحديد ليس من حلية المسلمين ، وقد قيل بأنه حلية أهل النار والعياذ بالله .


السؤال (17)
إذا كان الإمام مقلداً لمن يقيد تحريم الإسبال بالخيلاء أو كان مهملاً في البحث عن الصواب في هذه المسألة فهل يُعتبر متأولاً تجوز الصلاة خلفه ما دامت مسألةً من مسائل الفروع ؟



الجواب :
على أي حال نحن لا نتشدد إلى هذا الحد ، وإن كنا نرى أن الأدلة تقتضي منع الإسبال مطلقاً لأن الأحاديث دلت على ذلك ، ويجب على الناس أن يحتاطوا في هذه المسألة ، وأن يحافظوا على ما دلت عليه السنة .


تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه
  #5  
قديم 30/10/2006, 09:02 PM
صورة عضوية رجل المحيط
رجل المحيط رجل المحيط غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: أعماق المحيط
المشاركات: 526
مشكور أخي أبو زياد وجزاك الله خيراً..
  #6  
قديم 01/11/2006, 12:19 AM
سليمان بن موسى سليمان بن موسى غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 14/10/2002
الإقامة: غرداية-الجزائر
المشاركات: 651
أسأل الله تعالى أن يبارك في جهود الأستاذ الفاضل أبي زياد في نقل حلقات الشيخ أحمد الخليلي من برنامج " سؤال أهل الذكر "
بالإمكان سماع هذه الحلقة أو تحميل الملف الصوتي لها من هــــــــــنا
وأسأل الله تعالى أن يبارك في الإخوة الأفاضل العاملين بموقع واحة الإيمان على جهودهم الطيبة
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.