|
#1
|
|||
|
|||
!.! الـهـــاتــــف !.! للقاصة لمياء الحراصي
!.! الـهـــاتــــف !.!
رنين الهاتف الثابت يتعالى مرة أخرى .. حملت جسدها المرتعش إلى زاوية الهاتف ورفعت السماعة بيد مرتعشة وهمست بصوت متهدج: الو؟؟ ، كالعادة بعد فترة صمت سمعت ضحكة شيطانية أفزعتها كالعادة .. وفي بعض الأحيان كان يستعيض عن الضحكة الشيطانية بتهديدات صريحة وتارة مبطنة !! ولكن محور جميع تلك الاتصالات هو تهديدها بكشف سرها المر ، السر الذي أمضت السنة الأخيرة من عمرها تجاهد كي لا يكتشفه أخوها فيقتلها !! صمت الهاتف .. نظرت له برعب ثم انفجرت باكية وصرخاتها تعلو وتندب حظها الذي جعلها فريسة لطيشها .. نظرت من حولها إلى الشقة المتواضعة التي استأجرها أخوها بعد أن اضطر للعمل في مكان بعيد عن منزلهما ،فقام بتأجير المنزل للانتفاع بماله ،و ها هي الآن في التاسعة عشر من عمرها ولم تعرف حلاوة ربيع العمر هذا ..كل ما عرفته هو الألم والبؤس .. ونكران للذات ولطيشها .. كل أحلامها ذبلت وأمانيها غدت أوراق خريفية يابسة ، أضحت حياتها جحيما عندما بدأت هذه المكالمات الهاتفية المهددة بالتدفق بغية الوصول إلى شقيقها لكشف أمرها .. كم حمدت ربها حينما كانت تصل إلى الهاتف قبله !!.. وكم لعنت صديق حبيبها السابق لأنه يتفنن في تعذيبها !! كم تمنت أن تعود بها السنين لتتراجع عن غلطتها الفادحة لكن ما عساها تفعل وقد هيأ لها ذاك المغفل جواً رومانسيا كان من المستحيل عليها أن تقاومه ليموت بعدها فجأة ويتركها لتعاني بئس المصير لوحدها ! لا تدري كيف غفت على الأريكة القرمزية ، ولم تشعر بنفسها إلا حينما حركها شقيقها بلطف محاولاً إيقاظها .. فتحت عينيها فزعة لتفاجأ بابتسامة عريضة على وجهه .. شقيقها يبتسم لها ؟؟!! أصيبت بصدمة ! فركت عينيها لتتأكد ..نهضت حينما قال لها : - لا تستغربي ، إنني خجل من طريقتي السيئة في معاملتك .. ولقد عاهدت ربي أن أحافظ عليك كما وعدت والدتي ..ولسوف أصونك وأحافظ عليكِ ولن ترتفع يدي مجدداً عليكِ ...هل أنت ِ سعيدة الآن ؟ مع كل كلمة كان ينطقها كانت عيناها وشفتاها تتسعان دهشة واستغراب .. فكرت في كلامه لثوان ..استحضرته مرة أخرى في رأسها .. هل حقاً يود أن يصالحها ؟؟ هل حقاً هذا هو أخوها ؟؟ ابتسامته العريضة أكدت لها أن عقلها سليم .. ابتسمت له بعد أن تعب رأسها من تقليب الأفكار وتكرارها ...طلب منها فنجان قهوة فطارت إلى المطبخ الصغير لتحشر نفسها فيه وتعد له أجمل قهوة تركية على الإطلاق !! أخذت تدندن وهي تعد القهوة التركية ولكن رنين الهاتف الثابت مرة أخرى أرعبها وجعل القهوة تندلق على يدها فأطلقت صرخة مكتومة وأسرعت لتضع يدها المحترقة تحت صنبور الماء البارد ودقات قلبها تتحدى الريح ، يا الهي !! نذير شؤم !! بالكاد سحبت نفسها إلى باب المطبخ لترى شقيقها يقبض على سماعة الهاتف بقوة .. رمقها بنظرة شيطانية فشعرت بأن هناك خطباً ما .. خذلتها ساقاها و تجمدت مكانها وتمنت أن تموت فوراً ..دب الرعب في أوصالها حينما بدأ شقيقها بالصراخ .. و حينما شتم شقيقها المتحدث على الطرف الآخر من الهاتف عرفت فوراً ماذا يحدث .. تمنت أن تهرب .. لم يكن اتخاذ القرار صعبا فأسرعت لترمي بنفسها من النافذة لكن خطوات شقيقها كانت أسرع إليها بعد أن رمى بسماعة الهاتف أرضاً .. امسكها بقوة فأطلقت صرخة استنفدت فيها صوتها .. لطمها بقوة جعلتها لا تقوى على تحسس خدها المحترق .. دموعها كانت صوتها الوحيد حينما بدأ شقيقها يضربها بقوة .. شدها من شعرها ثم شتمها " أيتها الساقطة السافلة الحقيرة ! شدها من شعرها فأطلقت صرخة رغماً عنها و بدأت تهذي وتردد كلمات غير مفهومة ولا مترابطة محاولة استعطافه ليرحمها لكن مع كل كلمة كانت تنطقها كان الصراخ والتهديد يزداد " سأقتلك ! " حينما اكتفى من لكم وجهها رماها أرضا وبدأ يركلها بقدميه مكيلا لها الشتائم وهي تتلوى باكية وتصرخ منادية والدتها لكي تساعدها .. لكن أين هي والدتها ؟؟ لقد رحلت !! وكذلك والدها !! إنها يتيمة إلا من هذا الشقيق الشرير الذي لم يعاملها يوماً على أنها شقيقته !! بدأت خاصرتها تثور ألماً ..ولدقائق فقدت الإحساس برجليها فصرخت مذعورة تتوسله أن يسامحها لكن يبدو انه لن يفعل ذلك ! عاجلها بضربة على صدرها أفقدتها القدرة على التنفس .. وظلت تتلوى وتشهق بقوة محاولة سحب الهواء إلى رئتيها .. وباغتتها كحه قوية فاستسلمت لها متألمة .. نظر إليها شقيقها من أعلاها ثم بصق على وجهها وخرج واقفل الباب خلفه بالمفتاح وهو يلعنها ! للقاصة : لمياء الحراصي نقلا عن جريدة الوطن... |
مادة إعلانية
|
#2
|
|||
|
|||
لا حولة ولا قوة الا بالله
اللهم اهدي بناتنا وابعدهن عن مسالك الشيطان |
#3
|
||||
|
||||
قصة رائعة من الواقع الإجتماعي
|
#4
|
|||
|
|||
لا حولة ولا قوة الا بالله
اللهم اهدي بناتنا وابعدهن عن مسالك الشيطان |
#5
|
|||
|
|||
اقتباس:
|
#6
|
|||
|
|||
اقتباس:
أتمنى للقاصه كل التوفيق ومواصلة القراءه والكتابه ليتسنى لها مضاعفة خبرتها التراكميه ككتابه الشكر لناقل الموضوع آخر تحرير بواسطة الاشياء : 30/10/2006 الساعة 12:36 PM |
#7
|
|||
|
|||
والله هذيلا شبابناالحين ذائب جاعئة تفترس جميع البنات
أخي العزيز تذكر يوم لك ويوم عليك ... بجد قصة محزنة وسلم يد الكاتبة ونرجو لها أن تواصل الكتابة وننتظر إبداعتها على احر من الجمر |
#8
|
|||
|
|||
الشاب وحش مفترس يأكل ماأمامه بدون مراعاة ولا أحساس
هذا ماتريد الوصول له ؟؟؟ اسلوب الطرح حلو .... بس المضمون سيء .... ولا ننسى دور الفتاة التي سمحت لنفسها أن تخون أهلها وتكلم هذا الذئب اللذي تتكلمون عليه ..... والبنت كان لازم تتعاقب على فعلها ... والإنسان العربي بطبيعته الحقيقة دمه حار ... يعني ينسى اللي قدامه واللي وراه لما يتعلق الموضوع بالشرف .... وهذا شي ماجديد على مجتمعنا العربي |
#9
|
|||
|
|||
يا اخواني ما اعتقد ان الكاتبة تريد تشوه صورة الرجل
بالعكس هي بين بوضوح شديد خطأ الشابة .... وعرضت واقع الرجل حين يتعرض شرفه لهزه باسلوب صحيح ...ومتمكن.. استغرب كيف تقولون ان النص ضعيف .... بالعكس لقد عكست الكاتبة (حسب تفكيري وفهمي للنص) .. الواقع عن قرب ...وجعلت الباقي للقارئ الذكي ان يفهمه ويستنبطه... لا اراها شوهت الرجل بالعكس طرحت القضية جيدا... واحترمت الرجل والمرأة... وربما هي طرحت ردة فعل الاخ الاكبر والوصي على الفتاة كردة فعل طبيعية ومتوقعة من شرقي...وفي ذهنها ان ينتبه الرجال ان العنف لا يجدي ... ولن يحل المشاكل مطلقا... بصراااااااااااحة احيي القاصة المعروفة لمياء على جهدها ومثابرتها واختلافها في طرح مواضيعها وقضايا قصصها كوني من المتابعات لها... ولها كل الود والاحترام. |
#10
|
|||
|
|||
يا اخواني ما اعتقد ان الكاتبة تريد تشوه صورة الرجل
بالعكس هي بينت بوضوح شديد خطأ الشابة .... وعرضت واقع الرجل حين يتعرض شرفه لهزه باسلوب صحيح ...ومتمكن.. استغرب كيف تقولون ان النص ضعيف .... بالعكس لقد عكست الكاتبة (حسب تفكيري وفهمي للنص) .. الواقع عن قرب ...وجعلت الباقي للقارئ الذكي ان يفهمه ويستنبطه... لا اراها شوهت الرجل بالعكس طرحت القضية جيدا... واحترمت الرجل والمرأة... وربما هي طرحت ردة فعل الاخ الاكبر والوصي على الفتاة كردة فعل طبيعية ومتوقعة من شرقي...وفي ذهنها ان ينتبه الرجال ان العنف لا يجدي ... ولن يحل المشاكل مطلقا... بصراااااااااااحة احيي القاصة المعروفة لمياء على جهدها ومثابرتها واختلافها في طرح مواضيعها وقضايا قصصها كوني من المتابعات لها... ولها كل الود والاحترام. |
#11
|
||||
|
||||
سيدتي الفاضلة " بنوتة صحار "
شكرا لك على نشر هذه القصة هنا وكنا نتمنى أن تقوم صاحبتها بذلك لكي تستفيد من آراء الأخوة الأعضاء ، ولكن ذلك لا يمنع الاستفادة ومطالعة الردود ولو عن كثب.. قصة تحكي شيئا من الواقع بطريقة دراماتيكية تشد القارئ حتى تجعله يلتهم آخر كلمة فيها.. شخصياتها وأحداثها محددة لذلك فهي لا تشتت القارئ في كثرة الشخصيات والأحداث.. وهذا هو أسلوب القصة القصيرة.. وعذرا للتطفل فلست بناقد ولا قاص وإنما متذوق بسيط.. بورك قلم هذه القاصة الشابة الواعدة وأخواتها ، وفي انتظار المزيد فهن يتطورن بسرعة ولديهن في جعبتهن الكثير ليضعنه على ساحتنا الأدبية وقد فازت لمياء هي وأختها في المسابقة الأدبية الأخيرة.. لا حرمنا أمثالهن وكل التوفيق والنجاح للجميع.. دمتم بود وهناااااء وعزة وإخااااااء آخر تحرير بواسطة asha3er : 06/11/2006 الساعة 07:44 AM |
أدوات الموضوع | البحث في الموضوع |
|
|
تقييم هذا الموضوع | |
تقييم هذا الموضوع:
|
|
|