سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 15/11/2004, 12:44 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
سؤال أهل الذكر 8 من رمضان 1425هـ ( مرض الإيذر / 1)

فهرس أسئلة وأجوبة برنامج سؤال أهل الذكر

فهرس حلقات برنامج سؤال أهل الذكر

سؤال أهل الذكر 8 من رمضان 1425هـ ،23/10/2004م

الموضوع : مرض الإيدز(1)

السؤال(1)
سماحة الشيخ من خلال الأسئلة التي ترد إليكم عن هذا المرض وكذلك من خلال تتبعكم من خلال القراءة والاطلاع على خارطة انتشار هذا المرض ، ما مقدار التهديد الذي ينتظره العالم من هذا المرض ؟ وهل سيظلون باقين على هذه الحالة إن لم يتيقظوا للعلاج الحقيقي ؟


الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

فإن لله تبارك وتعالى سنناً لا تتبدل ولا تتحول ، فهو عز وجل لا يجامل أحداً من خلقه إذ ليس بينه وبين أحداً من خلقه علاقة إلا ما يكون من علاقة طاعة العبد وإخلاصه لله سبحانه وتعالى وانقياده لأمره وإذعانه لحكمه ويقينه بأن الله عز وجل لا يأمره إلا بما فيه مصلحته ولا ينهاه إلا عما فيه مضرته .
والله عز وجل أمر ونهى ، ووعد وتوعد ، وحذر من الوقوع في المغبة السيئة التي وقعت الأمم فيها من قبل ، وضرب لعباده الأمثال ، وقرّب إليهم البعيد بما صوّره لهم من أحوال الأمم البائدة التي بادت بذنوبها وجرائمها فأصبحت أثراً بعد عين ثم خبراً بعد أثر .
فالله سبحانه وتعالى يقول ( أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ) (الأنعام:6) ، ويقول سبحانه وتعالى ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً * وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ) (الإسراء:16-17) .
فالله سبحانه وتعالى يجازي عباده بعدله ، فهذه الأمراض التي تنتشر إنما هي نوع من الجزاء الرباني والعدل الإلهي الذي ينتشر في الناس بقدر انتشار مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى .
ومن المعلوم أن الله سبحانه حذّر من كل معصية من المعاصي ، وبيّن مغبة المعاصي في الدنيا وفي الآخرة ، ولكن مع ذلك تتفاوت هذه المعاصي بقدر أثرها في النفس وأثرها في المجتمع .
وإن من أخطر المعاصي ما كان فيما يتعلق بعلاقة الجنس بالجنس الآخر ، هذه المعاصي إنما كانت أخطر المعاصي لأنها تتعاقب آثارها في الأجيال متسلسلة ولذلك عندما حذر الله سبحانه وتعالى من هذه المعصية لم يأمر بتركها فحسب بل حذّر من قربانها ، ومعنى ذلك أنه سبحانه وتعالى ينهى عن قربان أي شيء يقرب الإنسان من هذه المعصية فقد قال الله تعالى ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) (الإسراء:32) .
ونحن نرى أنه سبحانه وتعالى ذكر الزنا في هذه الآية الكريمة هنا ما بين قتلين ، ما بين نهيه سبحانه وتعالى عن قتل الأولاد ونهيه عن القتل مطلقا ، قبل هذه الآية يقول سبحانه وتعالى ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ) (الإسراء:31) ، ثم قال ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) (الإسراء:32) ،ثم تبع ذلك قوله ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ) (الإسراء:33) .
وكذلك نجد مثل هذا في سورة الأنعام عندما قال الله سبحانه وتعالى ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )(الأنعام: من الآية151) ، ثم قال ( وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )(الأنعام: من الآية151) ، ثم قال ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ)(الأنعام: من الآية151) .
فمعنى ذلك أن الإنسان يؤمر أن يجتنب هذه المعصية لما تؤدي إليه هذه المعصية من دمار عظيم وخطر لا يبقي ولا يذر ، ونحن حسبنا أن نسمع عن نبينا عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام يحذر من انتشار الفاحشة ( وما انتشرت الفاحشة في قوم حتى يعلنوها إلا انتشرت فيهم الأوباء والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ) .
وهكذا بقدر انتشار هذه الفواحش في الناس تنتشر فيهم الأوجاع والأوباء التي لم تكن معروفة في أسلافهم .
وليس هذا فحسب بل هناك ما هو أشد وأخطر ، هناك الشذوذ والانحراف والعياذ بالله ذلك الانحراف الخطير الذي عاقب الله سبحانه وتعالى بسببه من كانوا أئمة في هذا الانحراف عقاباً لم يعاقبه أحداً من العالمين ، ذلك عقاب قوم لوط ، إذ أرسل عليهم الله تبارك وتعالى حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك ، وعندما ذكر الله تعالى هذا العقاب بهذه الحجارة قال بعد ذلك ( وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )(هود: من الآية83) .
فهذا الضرر ينتشر من هذين الدائين الخطيرين ، داء الفاحشة التي تكون الرجال والنساء ، وداء الفاحشة التي تزيد بالشذوذ وهي التي تكون بين الجنس والجنس ، وكلا الدائين خطير .

والإسلام بطبيعة الحال جاء بالعلاج النافع ، لم يترك في هذا الجانب أي نافذة من نوافذ الخطر إلا سدها ، ولكن الناس يفتحون هذه النوافذ بمخالفتهم للإسلام وانحرافهم عن منهج الحق ، فالله سبحانه وتعالى فرض الأخلاق الحسنة وفرض الآداب القويمة على الجنسين على الرجال والنساء معاً بجانب كونه سبحانه وتعالى حذر من الزنا ونهى عن قربانه ، ومعنى ذلك عن الإتيان بأي سبب من أسبابه أمر الله سبحانه وتعالى بالتزام الأخلاق ، فنحن نجد في كتاب الله سبحانه وتعالى أنه عز وجل يقول ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) (النور:30) ، أمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلّم أن يأمر المؤمنين بأن يغضوا من أبصارهم وأن يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ، وليس الإتيان بحفظ الفروج بعد الأمر بالغض من الأبصار إلا لأن حفظ الفروج إنما هو نتيجة حسنة لغض الأبصار .

ومن المعلوم أن الإسلام لا يرضى بالمفارقات ، ولا يرضى أبداً بالتناقضات ، فتعاليمه تكون كلها متوائمة منسجماً بعضها مع بعض مكملاً بعضها لبعض ، لا ينقض بعضها بعضا ، ولا ينسف بعضها بعضا ، لذلك جاء بعد هذا التوجيه الموجه إلى المؤمنين توجيه آخر موجه إلى المؤمنات ذلك لأنه من المفارقات الفاضحة والتناقضات البعيدة أن يؤمر المؤمنين بأن يغضوا من أبصارهم وأن يحفظوا فروجهم مع إرخاء العنان للجانب الآخر جانب النساء بحيث لا يرون إلا طوفاناً من التبرج الفاضح ، ولا يرون إلا ما يدعو إلى الوقوع في الفحشاء والرذيلة من قبلهن ، فلذلك أمرت النساء بما أمر به الرجال أولاً من غض الأبصار وحفظ الفروج ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ )(النور: من الآية31) ، ثم بجانب ذلك أمرن أيضا بأن لا يبدين زينتهن ، لأن المرأة لها أثر كبير على الرجل فهي تثير خياله بأي شيء ، بنبرة صوتها وبنفحة طيبها وبجرس حليها وبأي شيء منها ، فلذلك أمرت المرأة أن تكون متزنة ، أولاً أن تكون محتشمة من حيث اللباس الشرعي السابغ ، وأيضاً أن تكون محتشمة من حيث الحركات ، فالله سبحانه وتعالى يقول ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )(النور: من الآية31) .

ونرى أنه عندما أمر الله سبحانه وتعالى هذا الأدب الرباني بمن بدأ ؟ إنما بدأ بأقدس بيت وأطهره ، بدأ ببيت النبوة ، بدأ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلّم وبناته ثم بسائر نساء المؤمنين ، فالله تعالى يقول ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) (الأحزاب:59) .

بجانب هذا هناك توجيهات ربانية كثيرة منها ما جاء في القرآن الكريم ومنها ما جاء على لسان الرسول العظيم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم كلها تؤدي إلى صون هذه النفوس وإبعادها عن الشهوات وتوجهيها الوجهة السليمة ، فالله سبحانه وتعالى أمر بالاستئذان ، أمر باستئذان عام يكون حكمه حكماً عاماً وذلك في قوله سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) (النور:27-28) .
هكذا يوجه الله سبحانه وتعالى عباده إلى الإستئذان لأن العين تسبق ، والعين هي رائد الشهوات ، والعين هي سهم مسموم يصم به الشيطان الرجيم قلوب الناس ، فلذلك أمر الناس بأن يستأذنوا لئلا يطلعوا على عورات غيرهم في بيوتهم ، بحيث لا يندفعون إلى بيوت الآخرين إلا بعد استئذان ، هذا استئذان عام مأمور به بالنسبة إلى أي أحد .

هناك استئذان من نوع آخر ، استئذان خاص بالأطفال الذين في البيوت وبالأرقاء الذين يدخلون على ساداتهم باستمرار ، هؤلاء أمروا باستئذان في ثلاثة أوقات هي مظنة الاطلاع على ما لا يحمد الاطلاع عليه ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ )(النور: من الآية58) ، هذا كله من أجل أن تكون النفوس نفوساً طاهرة ، وأن يربى الناس على الطهارة والنظافة .

كذلك شُدد في ذكر الفحشاء ، لأن ذكر الفحشاء يهونها ، فالناس مأمورون أن يطهروا ألسنتهم من ذكرها حتى لا تهون عندهم ، لأنهم لو اعتادوا ذكرها لكانت أمراً هيناً يتربى عليها الصغير ويشيب عليها الكبير ، أما عندما تكون الألسن مطهرة من ذكرها ، وتكون النفوس مرتدعة عن تصورها يكون الواقع كله واقعاً طهوراً نظيفاً .
فالله سبحانه وتعالى شدد في قذف المحصنات ، وليس قذف المحصنين مباحاً ، ولكن ذكرت المحصنات لأن الأمر في جانبهن أعظم إذ طهارة المرأة تنعكس آثارها على أسرتها وعلى مجتمعها ، فلذلك يجب أن لا يكدر صفو هذه الطهارة ، فالله سبحانه وتعالى يقول ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (النور:23) .
بجانب ذلك شرع الحد في قذف المحصنات وهو ثمانون جلدة .

كذلك من الآداب المتعلقة بهذا الجانب التي تقطع دابر الفساد وتصد هذا الخطر صداً ما أمر الله سبحانه وتعالى به على لسان عبده ورسوله صلى الله عليه وسلّم من مراعاة الهاجس النفسي الذي يكون عند كل جنس من الجنسين بسبب لقائه بالجنس الآخر ، فالنبي صلى الله عليه وسلّم يقول ( إياكم والدخول على النساء . فقال له رجل من الأنصار : أرأيت الحمو يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلّم : الحمو الموت ) .
وكذلك يقول عليه الصلاة والسلام ( ألا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم ) .
ويقول صلى الله عليه وسلّم ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) .
ويقول ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة إلا مع ذي محرم ) .
كل ذلك من أجل تبقى هذه الغريزة هادئة لا تستثار إلا بطريقة مشروعة من أجل تفريغها في وعاء نظيف لا في وعاء نجس يؤدي بعد ذلك هذا التفريغ إلى مثل هذه الأمراض الجسدية بجانب الأمراض الروحية وبجانب الأمراض الخلقية التي تتفشى في المجتمع .

ومع هذا العلاج الذي نستطيع أن نقوله هو من باب التخلي ، وهناك علاج آخر وهو علاج إيجابي ذلك أن الله سبحانه وتعالى ما حرم على عباده شيئاً إلا أباح لهم في مقابله ما فيه مصلحتهم ، فالله سبحانه وتعالى أباح الزواج وحض عليه وأمر به ، فالله سبحانه وتعالى يقول ( وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (النور:32) ، ويقول ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (الروم:21) .
وأمر بتيسير هذا الزواج ، وأن لا يقف أحد حجر عثرة في سبيله ، والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .
والنبي صلى الله عليه وسلّم يقول ( النكاح سنتي وسنة المرسلين من قبلي ) .

هذا مما يعالج هذه المشكلة علاجاً جذرياً وذلك أن تُفرغ هذه الطاقة التي توجد عند الجنسين في هذا الوعاء النظيف ، الوعاء الذي تتربى فيه الذرية الصالحة الطيبة ، لا أن يكون تفريغ هذه الطاقة الموجودة عند الجنسين في الوعاء الجنس الذي يؤدي فيما بعد إلى وجود الأمراض النفسية والأمراض الجسدية التي يعسر علاجها .

فعلاج هذه المشكلة إنما هو بالرجوع إلى الأخلاق والآداب التي فرضها الله تبارك وتعالى في كتابه وجاءت بها سنة نبيه صلى الله عليه وسلّم .
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 15/11/2004, 12:46 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
السؤال(2)
وسائل الإعلام تحاول أن تجعل لهذا المرض سبباً مادياً مقطوع الصلة عن كونه عقوبة من الله سبحانه وتعالى ، ويدفعون بحلول للذين يتهددهم هذا المرض أو الذي يخافون منه وهو أن يستخدموا العازل أو الواقي أو شابه وهذا الذي يدور في ألسنة غير المسلمين .
المسلمون على أي حال حملتهم الإعلامية في التنفير من هذا المرض لا تزال في بداية أو لم تكن بالطريقة المثلى ، فهل يقوم المسلمون بعرض هذا المرض على أنه عقوبة من الله سبحانه وتعالى وهم مطالبون أن يفعلوا ذلك ؟


الجواب :
نعم ، هذه عقوبة من الله تعالى دل على ذلك الحديث الشريف والقرآن يشير إلى ذلك في قول الله تبارك وتعالى ( وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ )(هود: من الآية83) . وكذلك يشير إلى ذلك في كونه أخذ الذين ظلموا بعذاب بئيس في الأمم السابقة ، فهذه العقوبة إنما هي من سنة الله تعالى في خلقه التي لا تتبدل .
ثم مع هذا كله علينا نحن الذين نؤمن بالله تعالى وبما أنزل الله عز وجل أن نجعل نصب أعيننا كتاب الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع ما نراه من الشواهد ، فإن المؤمن معتبر بغيره ، إذ من لم يكن معتبراً بغيره كان معتَبراً لغيره ، ونحن نرى حتى في الأمم السابقة عندما حصل ما حصل من هذا الانحراف أصيبوا بما أصيبوا به من الأمراض .
كانت حملة في القرون السابقة لا أذكر في عهد من ، حملة فرنسية على الشرق ، وكان الإمبراطور الفرنسي أراد أن يرفه على جنود هذه الحملة فأرفق هذه الحملة بعدد كبير من الفتيات الحسناوات من أجل أن يقضوا منهن أوطارهم ، فإذا بأولئك يصيبهم مرض كان في ذلك الوقت مرضاً غريباً لأنه حدث لأول مرة فيهم ، وهو مرض الزهري ، وبسبب وصوله في بلاد المشرق من طريق هؤلاء الغربيين سموه العرب سموه مرض الإفرنج ، ولا يزال يسمى بهذا الاسم ( مرض الإفرنج ) وهو مرض الزهري ، إنما كان بسبب هذا الفساد وبسبب هذا الانحراف ، فكذلك مرض فقدان المناعة المكتسب إنما هو بسبب الوقوع في الفحشاء وعدم التورع عن ذلك ، والأطباء يقررون بان المجتمعات التي تشيع فيها الفاحشة وتنتشر فيها الرذيلة هي مكمن هذا الداء الخطير وهي منشأه ، والله تعالى المستعان .
  #3  
قديم 15/11/2004, 12:48 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
السؤال (3)
المصاب بهذا المرض وضعه خطير بين بني جنسه فما هي حدود التعامل ، وما هي ضوابط التعاطي مع المصاب بمرض الإيدز ؟


الجواب :
حقيقة الأمر هذا أمر يجب أن تتضافر عليه جهود الأطباء والفقهاء معاً من أجل تحديد كيفية التعامل ، فأي ضرر متوقع أو ضرر متيقن من هذه العلة الخطيرة يجب أن يغلق بابه ، فإن كان الأمر يقتضي أن يكون على هؤلاء حجر حتى لا ينتقلوا المرض منهم إلى غيرهم من خلال الالتقاء بهم فإن الحجر يجب أن يفرض عليهم ، وهذا شيء يستطيع أن يحدده الأطباء ، إذ لا بد من الاستعانة بآراء الأطباء .
ومن المعلوم بأنه قيل بأن هذه الأمراض - حسبما اطلعت في الصحف منذ أمد بعيد مما يقرب من حوالي عشرين عاماً من الآن بداية ظهور المرض - مما اطلعت عليه في بعض الصحف أن هذا المرض قد ينتقل حتى من خلال المراحيض ومن خلال المناديل أو الموس التي يحلق بها أو خلال الإبر التي يحقن بها ، كل ذلك مما يسبب انتقال العدوى فضلاً عن الدم إذا نقل من جسم مصاب بهذا المرض إلى جسم غير مصاب فإن العدوى تنتقل بسبب ذلك ، المرض ينتقل مع هذا الدم وهكذا .
فهذه الأمور يجب أن يكون الناس على بينة منها .
أما إذا أصيب احد الزوجين بهذا المرض فهنا بطبيعة الحال يجب التوقي من مباشرة الزوج الآخر ، فالرجل إن أصيب بهذا المرض فللمرأة أن تطلب فسخ النكاح لأنها لا يمكن أن تعاشره مع إصابته بهذا المرض الخطير إلا إن كانت هي ستظل بمعزل عنه وتستغني عن المعاشرة ، فالقضية خطيرة جداً ، ولئن تعمد نقل المرض إليها يعد في هذه الحالة قاتلاً قتلاً عمدا ، لأنه تعمد نقل مرض قاتل إلى من لم يكن فيه هذا المرض ففي هذه الحالة يكون هو بمثابة القاتل العمد وعقوبته عقوبة القاتل العمد في الدنيا والآخرة ، أما عقوبته في الدنيا فكما قال الله تبارك وتعالى ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ )(البقرة: من الآية179) ، وكما قال عز وجل ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً ) (الإسراء:33) .
وأما بالنسبة إلى الآخرة فعقوبة ذلك ما جاء في قول الله تعالى( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) (النساء:93) .
كذلك بالنسبة إلى الإنسان الذي لا يبالي ، يأتي الفحشاء لا يبالي أن يصاب بهذا المرض إنما هو قاتل لنفسه ، والله تعالى يقول ( وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ) (النساء:29-30) .

وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان وغيرهما من طريق أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ، ومن رمى نفسه من شاهق فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ، ومن احتسى سماً فقتل به نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ) . هذا هو عقاب من قتل نفسه .

فالذي يقع في هذا الخطر العظيم فإن كان تسبب في ذلك باندفاعه إلى الفحشاء وعدم مبالاته فهو على كل حال قاتل لنفسه يحمل وزر قتل نفسه بجانب كونه حاملاً لوزر الفحشاء التي مارسها ، وإن نقل هذا المرض إلى غيره أيضاً يكون في حكم القاتل العمد إن كان متعمداً لذلك ، أما إن لم يكون عارفاً بذلك ولم يكن متعمداً لذلك فعندئذ يكون حكمه حكم من قتل خطأ . والله تعالى أعلم .
  #4  
قديم 15/11/2004, 12:50 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
السؤال (4)
إذا علم شخص بإصابة رجل أو امرأة بهذا الداء هل يجب عليه التحذير من تقدم للزواج منه إذا كان سليماً ؟


الجواب :
نعم ، وهذا من النصح ، والدين النصيحة ، ومن ضمن النصيحة أن يقيي الإنسان غيره الوقوع في مثل هذه المخاطر .

السؤال(5)
هل يحق لأحد الزوجين طلب الفحص عن هذا الداء من زوجه إذا شك في وجوده فيه ؟


الجواب :
إذا كان شاكاً فنعم .

السؤال(6)
الطبيب إذا أخطأ فأصاب شخصاً بهذا الداء ؟


الجواب :
يلزمه ما يلزم المخطئ ، إن كان ترتب على ذلك موت يلزمه ما يلزمه قاتل الخطأ .

السؤال(7)
إذا تابت المصابة بالإيدز من جريمة الزنا توبة نصوحا ، وكان قد أصيب بسببها بهذا الداء ، ثم أرادت الزواج فهل يجوز لها الزواج برجل مصاب بهذا المرض ولو كان غير تائب ، وأيضاً حالة المصاب الذي أصيب خطأ من غير قصد كأن يوضع له دم فيه هذا الفيروس أو أنه جرح وتلامس الجرح مع الفيروس ، فهل يجوز له الزواج بامرأة مثله على أن يمنع من الحمل لأن الولد سيولد إن ولد مصاباً بالمرض ؟


الجواب :
أما زواج الشخص المصاب بهذا المرض مع مصاب مثله فلا حرج ، فإن كان أصيب بسبب الزنا فزواج الزانية بمن كان زانياً مثلها لا حرج فيه بنص القرآن الكريم ( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ )(النور: من الآية3) ، وإنما حكم المشرك نسخ وبقي حكم الزانية بالزاني والزاني بالزانية ، وأما إن كان هذا الذي وقع في هذا المرض لم يكن ووقوعه فيه بارتكابه الفاحشة وإنما كانت إصابته من خلال تعاطي شيء مما أدى به إلى أن يصاب من غير تعمد وغير أن يكون متفطناً لذلك ففي هذه الحالة يجوز زواجه بمثله ممن كان على شاكلته من الجنس. ويمنع من الحمل لأن الولد يأتي مصاباً أيضا .
  #5  
قديم 15/11/2004, 12:52 PM
أبو زياد أبو زياد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 27/05/2001
المشاركات: 1,254
السؤال(8)
من تعمد نقل هذا المرض إلى نفسه عن طريق الفواحش هل تكون صلواته وعباداته مقبولة ؟


الجواب :
إن تاب إلى الله توبة نصوحا ، وأخلص لله تعالى توبته ، ورجع إلى الله فالله تعالى يقبل توبته إذ الله تعالى يقول ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) (الزمر:53-55) .


تمت الحلقة بعون الله تعالى وتوفيقه
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 127
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.