سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع التقييم: تقديرات الموضوع: 2 تصويتات، المعدل 5.00.
  #101  
قديم 06/05/2004, 11:24 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
إليهم إما بعبارات واضحة صريحة أو بأساليب ملتوية لكنها معبرة ، وتصادفني كذلك أسماء لأشخاص كثيرين يعتبرون أئمة لهم ، وأنا علي يقين كامل بأن ذلك غير موجود عند الإباضية. فإذا كانت هذه هي الحال مع فرقة ينتشر أتباعها في كثير من البلاد الإسلامية ، ولا يخلو قطر من أقطارها من كتبهم فكيف الحال مع من انقرض فلم يبق له أتباع ، ولم يترك كتبا مصنفة فيما يختص به ) (1)

والمعروف المشهور –بعد احتكاك بعضنا ببعض في الآونة الأخيرة- وكما قرأنا في النص السابق ، ان أهل الفرق الأخرى ينكرون بل يتعجبون من وجود أسماء أناس مجهولين مقحمة فيهم ، وهنا يتمثل أمامنا شيئان:

1- ان كتاب المقالات في حربهم مع الفرق كانوا يتخيلون أشخاصا وهميين عمدا ، وينسبون إليهم أقوالا تقولوها فاسدة ، وبالتالي يسوقون هذه الشخصيات الوهمية إلى هذه الفرقة أو تلك.

2- ان كتاب المقالات كانوا يعتمدون إذاً في جرح قوم أبرياء لحاجة في نفس يعقوب ، فتكون نزاهتم –إسلاميا- موضوع شك واتهام ، لتقولهم أقاويل كاذبة لغايات رخيصة كاذبة على أناس أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم رأوا ما رأوه حقا فاتبعوه وتمسكوا به مخلصين ، لقد خانوا ودنسوا القداسة العلمية وحرمتها بوضعهم أحداثا من عندياتهم وتزيدهم واصطناعهم مواقف وأقوالا قالوا إنها تمثل آراء الفرق ونسبوها إليهم بغية التشويش والتشويه ، ونحتوا أسماء شخصيات لا وجود لها في التاريخ الإسلامي إلا في الخيال على غرار عبدالله بن سبأ (2) ، وكل ذلك رغبة في توهين حجة الخصم ولاثبات فساد معتقده ، وكأنه انتصار عظيم.

ولا أعتقد أن هذه الظاهرة قد غابت عن أذهان بعض كتاب المقالات أنفسهم –كحقيقة مرئية- وهذا أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري يقول بصراحة: ( ورأيت الناس (يقصد الكتّاب) في حكاية ما يحكون من ذكر المقالات ويصنفون في النحل والديانات من بين مقصر فيما يحكيه ، وغالط فيما يذكره عن ..


الحاشية:
(1) الإباضية بين الفرق الإسلامية ص 8.
(2) انظر عبدالله بن سبأ ، وقارون بـ: .... وخمسين صحابي مختلق: للمرتضي المعسكري.


---------------------ص 50------------------
  مادة إعلانية
  #102  
قديم 07/05/2004, 04:57 AM
محب الصلاح محب الصلاح غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 01/06/2003
الإقامة: الوادي المبارك
المشاركات: 1,558
جزاك الله خيرا أخي أبا شيخة
  #103  
قديم 07/05/2004, 07:43 PM
الإباضي الإباضي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/02/2001
المشاركات: 730
إلى الأخ العزيز (التيهرتي) وإلى القائمين بهذا المشروع...

أعتذر لكم عن مواصلتي معكم في طباعة هذا الكتاب وذلك لبعض الظروف ولقد كنت أخذت الدور الثاني والخامس من طباعة هذا الكتاب،،، ولقد قمت بطباعة الدور الثاني وعرضته عليكم.. ولكنني أعتذر عن طباعة الدور الخامس وهو (5- هل الأباضية خوارج ؟ و مع الخوارج: من ص64-88) فأرجو ممن لديه متسع من الوقت أن يأخذ هذا الدور عني..
وأرجو كذلك من الإخوة المعذرة..
  #104  
قديم 12/05/2004, 11:42 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الإباضي
إلى الأخ العزيز (التيهرتي) وإلى القائمين بهذا المشروع...

أعتذر لكم عن مواصلتي معكم في طباعة هذا الكتاب وذلك لبعض الظروف ولقد كنت أخذت الدور الثاني والخامس من طباعة هذا الكتاب،،، ولقد قمت بطباعة الدور الثاني وعرضته عليكم.. ولكنني أعتذر عن طباعة الدور الخامس وهو (5- هل الأباضية خوارج ؟ و مع الخوارج: من ص64-88) فأرجو ممن لديه متسع من الوقت أن يأخذ هذا الدور عني..
وأرجو كذلك من الإخوة المعذرة..
افا والله ، ما عهدنا شباب الاستقامة هكذا ، ولو رأيت بطئ في عرض الكتاب لعرفت انني اعاني من ضيق الوقت ، ولكن مستمر في المشروع حتى الاخر ان شاء الله
  #105  
قديم 12/05/2004, 11:44 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
قول مخالفيه ، ومن بين معتمد للكذب في الحكاية إرادة التشنيع على من يخالفه (وشهد شاهد من أهلها) ، وبين تارك للتقصي لروايته فيما يرويه من اختلاف المختلفين ، ومن بين من يضيف إلى قول مخالفيه أن الحجة تلزمهم به " (1) ، فيعلق الشيخ علي يحيى معمر على هذا الكلام فيقول: ( فأنت ترى أن أبا الحسن الأشعري –وهو من أوائل من كتب في هذا الموضوع- قد انتقد عدة عيوب في أولئك الذين يقصدون للحديث عن مخالفيهم كالتقصير في التحقيق واعتماد الكذب ، وإضافة أقوال ، والغلط وعدم التقصي في البحث والزيادة .. الخ

فكل هذا ، إذا ، بغية تمويه الحقائق إمعانا في تنفير المسلمين عن أهل الفرق ، والصحيح أن انطباعا كهذا يؤدي إلى سلوك لا يخدم الإسلام أو المسلمين بأي نحو.

والحق أن من يريد الكتابة في مسألة معينة فعليه بحثها في مظانها ، وهذا هو العلم الحي ، ليزود الناس علما محترما خالصا.

ولقد تبنت وكالات الأنباء في عصرنا هذا أسلوبا حكيما جدا في تصيد المعلومات الصحيحة ، وذلك عن طريق بعث المراسلين إلى مواقع الأحداث ، فإذا وقع سوء تفاهم بين بلدين ، بعثت الوكالات بمراسليها إلى كلتا الجبهتين بغية نقل خبر حي سليم ، دون الاعتماد على ما تبثه إذاعة واحدة من الطرفين المتشاجرين ، بل وإمعانا في الحيطة ، أنشأت معظم الدول وكالات لها لتقصي الحقائق ، مرتابة بسلامة المعلومات التي تبثها الوكالات الاجنبية ، لأننا –كبشر ندرك في داخلنا أن مبدأ –التزوير وارد فينا في كلا ما لا نحبه ، وأننا دوما نحاول إصباغ الأمور على تهواه ارادتنا وتتمناه ، فمبادلة الظنون أمر مفروغ منه في علاقتنا بحكم تكويننا فطريا.

وإذا أردت المبالغة ، قلت ، على أثر انعدام الثقة فيما نكتبه نحن المسلمين وكتبناه ، شرع أبناء الإسلام يسافرون إلى الغرب ليدرسوا في جامعاته تاريخ الإسلام


الحاشية:
(1) مقالات إسلامية ص 33.



--------------------- ص 51 ------------------
  #106  
قديم 13/05/2004, 11:08 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
والمسلمين بل فقه الإسلام والمسلمين ظنا بأن جامعات الغرب ينابيع الحقائق ، فليت شعري ، وما السبب ؟ لأنها فقط غرب مستحوذ ، ونحن منهزمون نفسيا 0اقتباسا من اصطلاحات الكاتب الأردني (يوسف العظم)- أم لأن الأوروبيين أقدر على التمحيص ، وتقصي الحقائق والحذر في قبول الأخبار على عواهنها ؟

أعتقد بأن كلا الاحتمالين وارد ، فانهزامنا النفسي كمسلمين –لا جدال حوله- وأما "منطقية" الغربي ، فدعوى في حاجة إلى دليل ، فنحن نعلم أنهم بشر مثلنا لا يمتازون عنا بيولوجيا ، وبالتالي فليس هناك امتياز سوى التباين في العواطف.

فهاهما ذان التوراة والإنجيل مزورين ، فلم لم يعصمهما العقل الأوروبي ؟ لا بل إن معظم ذوي العقول الناضجة منهم يقولون بعدم صحتهما تاريخيا وعلميا ، ويتهمونهما –وخصوصا الإنجيل- بسوء الترجمة ، وتصرف المترجم ، ونحن نقول نعم ما أتيتمونا بجديد ، وعليه فلم التمسك بهما إذا ؟

وأما فيما يتعلق بكل شيء إسلامي ، فإنهم يجدون فسحة في النقد والانتقاد لأنه شيء لا يخصهم ولا يتعلق بهم ، فهم فيه أحرار يشيدون أو يقلعون فسيان.

ولكن الشائع عنهم –افريقيا- أنهم يسيئون إلى تاريخ غيرهم ، لقد حاولوا ما وسعتهم المحاولة تزوير التاريخ الافريقي ومسخ وجهه ، وصوروا بأن الافريقي إنسان بلا تاريخ "وكأنه قدم على هذه الأرض منذ أيام من إحدى الكواكب السابحة في الفلك العريض ، ولذا فإن صلته بهذه الأرض حديثة وعليه فلا ماضي له فيها ولا تاريخ !!

ولا اعتقد بأن الشرقيين يتهمونني باتهام الاوروبيين بما هو منه برآء.

وأما مثقفونا من الأفارقة فلقد أحسنوا –وما أقل ما يحسنون- حين رفضوا التاريخ الذي كتبه الأوروبيين عنا كأفارقة ، وحذورا منه ووصفوه بأنه مجموعة من الترهات المنبثقة من الحقد ، وحذفوه من كتب التاريخ المدرسية بصفته تاريخا سقيما. وكلاما سفيها ، وعدوانا سافرا.

كثر القول بأن المستشرق أفضل من الشرقي في تحليل ظواهر الأمور العلمية ، إذ المستشرق يقضي شطرا من عمره في البلاد التي يكتب عنها أو ما يعرف "بالدراسة الميدانية" فإذا لم يتسن له ذلك بإن كان الحدث الذي يكتب عنه

--------------------- ص 52 ------------------
  #107  
قديم 13/05/2004, 11:09 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
قديما ، أطال النظر ، وأمعن في المقارنة ، ودقق في العلل والمعلومات ، متجردا عن كل عاطفة من شأنها أن تحول بين بصيرته وجوهر الأمور فتأتي كتابته –لهذا محترمة وموثوقا بها ، وعلميا تطمئن إليها النفوس ، في حين أننا نحن المسلمين لو أراد أحدنا أن يكتب عن منطقة من المناطق الإسلامية أو فرقة من الفرق الإسلامية تراه يعتمد على النقل والنسخ والتخمين والاستيحاء البعيد ، ويضيف من عنده ما يشاء من آراء ، لذا فضل المنهج الغربي الدقيق الجريء في المسائل العلمية.

قد يكون في هذا شيء من الصحة ، غير أني أشم منه رائحة محاباة الإنسان الغربي.

والحق " ان الدراسة الميدانية" منبع ليس من اكتشافات الغرب ، ولا بوليدة القرون المتأخرة ، فإن القدامى من المسلمين كان أحدهم يقضي شطرا من عمره في البادية مع الأعراب الفصحاء ، ليأخذ اللغة من ينابيعها الصافية ، تطرق أذنيه كلمات اللغة ، ويسمع موسيقى الكلمة وصفير المخارج وهي طازجة فور خروجها من شفة الناطق بها ، ويرى بعينه حركة الشفتين من فم الأعراب ، ويشاهد كيفية إلقاء الشعر ، والقاعدة في قبولها أو رفضها لديهم ، وكل ذلك في حركة معايشة حية متفاعلة ، وليس كالكلام الميت الجميل جمال النعش المنقوش الذي تضغطه جلود المجلدات التي نفرح بحشوها في مكتباتنا اليوم.

إن المحدث بل وطالب الحديث "كان يقطع القفار والفيافي أياما وليالي سعيا وراء حديث يود أخذه مشافهة من الراوي ، وليست الغاية مجرد الأخذ من الراوي هي باعث الطعن إليه ، وإنما لمعرفة أحواله شخصيا ، فإذا وجده طالب الحديث في حال لا ترضي الله والدين ، أو لا تنصهر بالتحشم والمروءة أنكر عليه ورفض قبول الرواية منه ، لعدم اطمئنانه على أهلية الرواية".

وأما الحذر والتدقيق فأعتقد بأن أحدا لا يتجاسر على مقارنة الأوروبيين بسلفنا ، فيكفي أن يلقي أحدنا نظرة على أو كتاب من كتب "علم مصطلح الحديث" تقع عليه عينه ليرى التروي والدقة والأمانة في العلم ، وأعتقد بأن المسلمين وحدهم وضعوا علم الرجال وشروط قبول رواية الراوي أو مصطلحات تشير إلى درجات الثقة ، مثل صدوق ، عدول ...إلخ ، أو صحيح ، حسن ، مشهور ...إلخ

--------------------- ص 53 ------------------
  #108  
قديم 13/05/2004, 11:10 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
أو كذوب ، ركن الكذب .. إلخ او صدوق يهم ، أوينسى ..الخ وليس هذا مقتصرا على العلوم الدينية فحسب ، بل تعداه الى العلوم الدنيوية أمثال اللغة والمستشهد بكلامهم من الثقاة –لغويا-.

أما بعد ، فإنه منذ أن ماتت هذه الورح فينا وتخلينا عن منهجنا أصبحنا نعجب بغيرنا في حين أن هذا الغير في زعمي لم يتبن إلا عشر أعشار منهجنا القديم ، ومنذ أن مات روح التحري والدقة والاعتماد على الموثوق بهم ، والاستعداد على اصطياد الخبر الصحيح على حساب الراحة البدنية ، عدنا نعتمد على التكهن ، والانطباع سماعا ، بل على الاستنباطات والاستيحائات ، وليس الاستنباط أو الاستيحاء بمذمومين في مجال يقتضيهما ، بيد ان الدراسة عن قوم معينين أوفئة معينة لها وجودها –ماديا- يقضي استبعاد أسلوب التكهن والاستنباط والاستيحاء والحق أنها تتطلب العيش معهم ، والسماع منهم ، ومعاشرتهم ، ومشافهتهم فما بفم ، ليكون أنصف له وللقراء وللعلم.

فلنرجع –بعد هذه الجملة المعترضة- إلى موضوعنا ، فلنأخذ مثلا بالتجني على الفرق والافتراء من قبل كتاب المقالات ، وننظر حول ما إذا كان أهل الفرق مقرين صحة ما ينسب إليهم ، ويقال عنهم أو يرفضونه ، فالنماذج نأخذها طبعا من الأباضية ، لأنها مجال دراستنا ، ولكنها تعكس ما لدى غيرها من الفرق ، معتمدين على كتاب (الإباضية بين الفرق الإسلامية) لمؤلفه المرحوم علي يحيى معمر كمصدر ، والسر في ذلك أنه أباضي ، وأحد علمائهم فقها وتاريخا "فأباضيا" إن ردوده وتعليقاته حول الكلام الذي يقال عن المذهب الأباضي "كفرقة" تمثل آراء الأباضية خير تمثيل في الواقع.

ونرجو مسبقا ألا يتبادر إلى ذهن القارئ ، بأن التحدي والتحدي المضاد بين الفرق والمذاهب هو ما نحث عليه في هذه الدراسة ، بل الدافع هو إلقاء ضوء كاشف بنية صالحة ، ووازع سليم على أفكار الفرق ومبادئها وعقائدها ، والتمييز بين ما قلته ، وبين ما قيل على لسانها لكي يقف الباحث المتأمل ، والدارس المستزيد على حقائق الأمور وهي سليمة لا زيف فيها ولا غش.

--------------------- ص 54 ------------------
  #109  
قديم 16/05/2004, 02:56 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
فمن حق الإسلام علينا دفع الشبهات وتنقية الأجواء وتصحيح الأخطاء لتزداد روابطنا متانة ، ولنبني تلك الروابط على أسس وافية سلمية القواعد ، ولنزيل عنا غشاوة سوء التفاهم الذي ساد بين أبناء الأمة المسلمة نتيجة اختلافهم وافتراقهم إلى فرق ومذاهب متناسقة حينا ومتدابرة أخرى ، لنرجع كلنا إلى إمامنا الواحد الوحيد وهو القرآن الكريم ، فعندما نصحح أخطاء سادت ردحا من الزمن فإننا نكون قد خدمنا أنفسنا كمسلمين وممنا الصدع الموجود في جسم الأمة الإسلامية ، ووحدنا قوتنا بتوحيد هيكلها.

وليست الإشارات إلى أخطاء وقع عليها هذا المذهب أو تلك الفرقة جرحا له أو لها ، وإنما هي مجرد محاولة للإنصاف ، وتنظيف الممرات من الشوك والأذى ، قولنا إن كتاب المقالات بالغوا كثيرا بل تزيدوا أحيانا على الفرق قول لم نقله من عندنا ، وإنما كشفه واقع الحقيقة المشاهدة والمعايشة اليوم.

والحق أننا نغبط الحظ السعيد الذي أتاح لنا-وخاصة في هذا القرن- فرصة الاتصال المباشر مع كافة الفرق والنحل لنسمع عنهم مباشرة ، ويسمعوا عنا ، ونعيش حياتهم وهم في بيوتهم وفي حقيقتهم حيث لا التقية ولا الدبلوماسية ، إن انتشار الوعي والثقافة جعل الناس يتجردون عن روح الطن بالآخرين لمجرد الظن والشك وسوء الفهم.

إن افتراق أمة محمد بعد محمد صلى الله عليه وسلم إلى فرق ومذاهب كان رد فعل لحوادث معينة مفتعلة ، وبروز كتاب الفرق منههم كان امتدادا لتلك الحروب الدموية حينا ،و والكلامية أخرى ، ولكنها سلاسل متصلة الحلقات تعود برمتها إلى تلك الحوادث التي حدثت ، وإذا ، فإن افتراقنا إلى فرق ومذاهب كان سببه يرجع إلى عوامل غير طبيعية.

فالقرآن واحد لا يختلف ، والإسلام واحد ليس له ثان ، فرسول الإسلام شخص واحد ، فليس بشخصين ، فالصحابة الكرام كانوا على هديه صلى الله عليه وسلم ، وبما أن الأحداث التي أدت إلى بروز الفرق وإلى ولادة اصطلاحات أخذت أصباغا حزبية حادة وبالغة التطرف ، قد ماتت لعامل الزمن ، فلا مبرر إذا لبقاء المشاحنات التي نشأت نتيجة اختلافات سياسية ، فتلك السياسات قد قبرت ، وقبر

--------------------- ص 55 ------------------------

معها مبادئها وأفكارها ، فلم يعد أمامنا ، معاوية ، ولا علي ، ولا يزيد ، ولا حسين ، ولا حجاج ، ولا جابر ، ولا الخوارج ، ولا المعتزلة ... إلخ

ونحن نعلم أن الكلام الذي كانت تقوله الفرق على غيرها كلام قبل ساعة غضب ، ومهاترات اقتضاها الموقف الذي كان مشحونا بالتوتر والتشنج ... وعليه فإن كلاما من هذا الطراز كلام غير راق ، ولا يستحق الخلود ، لأنه غير ثمين.

بل إني أرى مبررا لاحتفاظنا –نحن الأبناء- بألفاظ المهاترات التي استخدمها الآباء في ساعة العسرة ، ألا ترى لو أن جدك وجد (زيد) تخاصما يوما وتعاركا وقال كل واحد منهما على الآخر قولا قبيحا ، وتبادلا رسائل السباب والمقاذعة ، ثم ماتا ، وأنتم –كأحفاد- ترعرعتم ، ثم عثر –كل على حدة- على تلك الرسائل التي كان يتبادلها جداكم ، فماذا –ترى- تفعلون بها ، أتحتفظون بها لتكون دوما مصدر شر وقلاقل وقنابل مؤقتة –كما يقولون- أم أنكم ستبادرون إلى طمرها تحت الرمال أو تصييرها وقودا للنار ، كمحاولة لنسيان الماضي المتعكر ، بغية انشاء مستقبل جميل من العلاقات ؟

واعتقد أن الحل أو السلوك الثاني أحكم وأحمد

فكتب المقالات كردود فعل لأفعال ، تمثل هذا النمط من المثل الذي قلناه ، فنحن اليوم –كأبناء- في أحوج ما نكون إلى التعاضد لا إلى تحفيظ الأبناء أساليب المناظرة وفنونها التي كانت تجري بين الشيعة والسنة ، وبين الخوارج والعلويين ، أو بين الأباضية ومتهميهم بالخارجية ..إلخ ، لنستمر نحن من جديد على نفس الدرب ليس فقط لأنها أمور مهترة ومفسدة للعقل ، بل أنه بالإضافة إلى رجعيته وعدم علميته مضر بنا ومهدم لبنيتنا كمسلمين.

لقد شاهدنا هناك رجالا في إيران ، أمثال آية الله القمي –يدعون المسلمون إلى الإسلام ويدعون إلى التفاهم- ، وهم في عرفنا فرقة ، ورأينا رجالا من الأباضيين في عمان أمثال أحمد بن حمد الخليلي وغيره من علماء الأباضية أمثال علي يحيى معمر يمدون أيديهم إلينا وهم عرفنا فرقة ، والحق أنهم يمدون أيديهم إلى باقي المسلمين للتفاهم ونبذ الخلافات ، ونسيان ما أفسده سوء التفاهم ، ومن حقهم علينا أن نفهمهم وأن نجيب دعوتهم ، ولا يجوز أن نتركهم يسبقوننا إلى هذا الخبر العظيم خير محاولة إلى جمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

--------------------- ص56 ------------------

آخر تحرير بواسطة محب الصلاح : 20/05/2004 الساعة 03:02 AM
  #110  
قديم 20/05/2004, 06:10 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
Thumbs up

وبما أننا نحن السنيين – نحن الأغلبية ونحن – إلى حد ما – الرافضون لقبولهم – فعلينا مراجعة أنفسنا في مواقفنا اتجاههم ومراجعة ما كتب عنهم أيام أن كانوا خصوماً – لا أرجع الله أيام الخصومات – فلهذا نحن نراجع ما كتب عنهم وننظر ماذا يقولون علَّ قارئاً يقرأ هذا الكلام ، فيسر ، إذا وجد أن الأباضية ليست بعيدة عن المذاهب الأخرى البعد الذي صوره فأحسن صورته أو تصويره كتاب المقالات في ساعات الغضب والانفعال أو على الأقل يجد فرصة الاستماع إليهم وهم يقدمون أنفسهم ويدافعون عن مبادئهم كما هي وليست كما يرويها غيرهم.

الأباضية تتحدى:
يظهر أن الأباضيين يتتبعون أخبار الكتب التي تصدر عن الفرق ، وإذا وجدوا شيئاً يخصهم ، انتقدوه ، وبينوا الأخطاء الواردة فيه. وهذا الشيخ على يحيى معمر يدرس كتب المقالات واحداً واحداً ويرد عليها ونحن نقتبس من ردوده – كما أشرنا سابقاً -.

قال تحت عنوان: الأباضية عند الأشعري:
"قد يعجب القارئ الكريم إذا قلت له: إن أبا الحسن الأشعري رغم أنه كتب عن الأباضية كثيراً ، فإنه لا يعرف عن الأباضية شيئاً ، وإن أكثر ما كتبه عنهم لا علاقة لهم به ، ولا علاقة له بهم. وليتضح للقارئ الكريم هذا القول فاني أرجو منه أن يرافقني قليلاً".

وبعد أن أطال الحديث عن الأشعري وتشنيعاته والتناقضات بين ما أورده وذكره وبين واقع الأباضية ، أضاف قائلاً وناقلاً عن كلام الأشعري ونحن هنا نكتب ما نقله الأشعري ونضعه بين قوسين ، وننقل تعليقاته عليه كما هي:
"والفرقة الثالثة من الأباضية أصحاب حارث الأباضي قالوا في القدر بقول المعتزلة ، وخالفوا فيه سائر الأباضية".

وبعد أن يذكر لهم جملة التشنيعات يقول:
"والفرقة الرابعة منهم يقولون بطاعة لا يراد الله بها ، على مذهب أبي هذيل. ومعنى ذلك أن الإنسان قد يكون مطيعاً لله إذا فعل شيئاً أمره الله به وإن لم يقصد بذلك الفعل ، ولا أراده به".

== ص57 ==
  #111  
قديم 20/05/2004, 06:47 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
ويعلق الشيخ الأباضي على هذا الكلام فيقول:
"هكذا بدأ أبو الحسن حديثه عن الأباضية ، فبمجرد ما ذكرهم ، بدأ في تقسيمهم إلى فرق ، وجعل ينسب إلى كل فرقة جملة من الآراء والأقوال. والقارئ الكريم عندما يبدأ في قراءة ما كتبه الأشعري عن الأباضية ، يفهم أن الأباضية ينقسمون إلى أربع فرق كبرى هي هذه الفرق التي ذكرها ، وأن بعض هذه الفرق ، قد انقسم أيضاً إلى فرق أخرى فرعية. وذكر الأشعري أقوالاً أخرى وشنائع أخرى ، نسب بعضها إلى جميع الأباضية ، ونسب بعضها إلى إحدى تلك الفرق ، وعند الرجوع إلى كتب الأباضية التي ألفت في عصر أبي الحسن والتي ألفت بعده ، فإن القارئ لن يجد فيها شيئاً عن هذه الفرق ، ولا عن أسمائها ولا عن آرائها ولا عن أئمتها.

وخذ ما شئت من كتب السير والتراجم عند الأباضية ، التي تتقصى أخبار أئمتها وعلمائها ومشايخها ، فإنك لن تجد ولا إشارة واحدة عابرة إلى أولئك الأئمة الذين ذكرهم الأشعري واعتبرهم أئمة لفرق كاملة من الأباضية. واقرأ ما شئت في كتب العقائد عند الأباضية فإنك لن تجد ذكراً لهذه الفرق ولا لآرائها ، وكل ما نستطيع أن نعتذر به عن إيراد أبي الحسن لهذه التفاصيل أنه وقع فريسة لبعض المشنعين ، فكان يتلقى مقالات الفرق عن أناس يثق بهم ، ولكنهم ليسوا في المحل الذي يراه لهم ، ويضعهم فيه من الثقة والصدق سواء نقله عنهم عن طريق الرواية والسماع أو عن طريق القراءة والاطلاع في كتب مدونة ، فهو لم يشر إلى ذلك على كل حال.

ويكفي فيما أعتقد لنفي أن يكون ما قاله أبو الحسن عن الأباضية صحيحاً ، جهله بهم وعدم ذكرهم لأي شئ منه في مراجعهم العامة والخاصة المكتوبة والمتحدثة.

ويستمر قائلاً:
"والفرق الثانية يسمون اليزيدية ، كان إمامهم يزيد بن أنيسة" وذكر فيما ذكر من آراء هذه الفرقة ما يلي: "وزعم – أي يزيد بن أنيسة – أن الله سبحانه وتعالى سيبعث رسولاً من العجم ، وينزل عليه كتاباً من السماء ، يكتب في السماء ، وينزل عليه جملة واحدة ، فترك شريعة محمد ، ودان بشريعة غيرها".

وزعم أن ملة ذلك النبي الصائبة ، وليست هذه الصائبة التي عليها الناس اليوم الخ ..

== ص58 ==
  #112  
قديم 21/05/2004, 06:10 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
Thumbs up

ويعلق الشيخ الأباضي على هذا الكلام فيقول:
" والغريب في الأمر أن القارئ الكريم إذا رجع إلى المصادر الأباضية من كتب وأسماء علمائها منذ أوائل القرن الثاني الهجري إلى هذا العصر ، فإنه لن يجد عند الأباضية هذا الإمام الذي سماه أبو الحسن الأشعري – يزيد بن أنيسة – ولا يجد عندهم ذكر لفرقته ولا لآرائه ، بل أنهم يحكمون على من يدين بمثل تلك المقالات بأنه مشرك وخارج عن الملة ، ومن كان مشركاً وخارجاً عن الملة الإسلامية لا يمكن أن يحسب في فرق المسلمين ، ولست أدري كيف ساغ لأبي الحسن أن يزيد – هذا اليزيد – إلى الأباضية وأن يحشر معهم فرقته – هذا إن وجد حقاً ، ووجدت له فرقة – وكيف ساغ له أن يحسبها في فرقة الإسلام ، وينسبها إلى إحدى طوائفه ، وهو نفسه يحكم عليها بالخروج عن الإسلام الخ".

ويضيف الأشعري قائلاً في تعداد الفرق الأباضية "والفرقة الثالثة من الأباضية ، أصحاب الحارث الأباضي ، قالوا في القدر بقول المعتزلة ، وخالفوا سائر الأباضية ، وزعموا أن الاستطاعة قبل الفعل" ويعلق الشيخ الأباضي على هذا الكلام نافياً صحته ومفنداً "وهذا الحارث أيضاً لم يحرث عند الأباضية ، ولم يزرع لا آراءاً ولا حبوباً ، ولم يحصد الأباضية عنه أو عن فرقته شيئاً ، إن كان حقاً حرث في أي مكان الخ".

قال الشيخ الأباضي على يحيى معمر ، "يقول أبو الحسن الأشعري في مقالاته "الأباضية لا ترى اعتراض الناس بالسيف ، ولكنهم يرون إزالة أئمة الجور ومنعهم من أن يكونوا أئمة بأي شئ قدروا عليه بالسيف أو بغيره" وقال علي يحيى معمر " وترددت هذه الكلمة على أقلام أكثر من كاتب عن الأباضية معتمداً على غير مصادرهم".

ويستطرد قائلاً في نفس السياق ، ناقلاً عن فتوى أطفيش "قال قطب الأئمة الإمام محمد يوسف أطفيش " وهو أحد أقطاب الأباضية" في غير موضع من كتبه ما يلي: "ونحن لا نقول بالخروج على سلاطين الجور الموحدين ومن نسب إلينا وجوب الخروج ، فقد جههل مذهبنا". فقارن بين ما ادعاه الأشعري ونسبة إلى الأباضية وبين ما يقوله الأباضية حقيقة".

مسألة أخرى: مع ابن حزم:


== ص 59 ==
  #113  
قديم 22/05/2004, 09:33 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
Thumbs up

قال علي يحيى معمر: " يقول ابن حزم " ويوجبون – أي الأباضية – القضاء على من نام نهاراً فاحتلم" ويعقب الشيخ الأباضي فيقول موضحاً المسألة "وليس الأمر هكذا بهذا الإجمال كما زعم ابن حزم ، وإنما يوجبون القضاء على من أصبح جنباً مع شئ من التفريط عملاً بالحديث الشريف الذي رواه الربيع بن حبيب والبخاري ومسلم ومالك في الموطأ (1)".

مسألة أخرى:
قال علي يحيى معمر: " يقول ابن حزم: "ويتيممون وهم على الآبار التي يشربون منها" "واعترض العالم الأباضي مفنداً ، فقال: "ويخجلني أن أقول للعلامة ابن حزم أن هذه الدعوى باطلة لا أساس لها من الصحة" ، وبعد أن يستمر في توضيح الأمور بلهجة لا تخلو من الخشونة ، أضاف "والذي يحملنا أن نقف هذا الموقف الذي لا يخلو من العنف ، هو أن أكاذيب كثيرة جرت على أقلام شهيرة ضد الأباضية ، منها ما يناقض بعضها بعضاً ، ومنها ما يكذبه الواقع وتبطله الحقائق المعروفة الثابتة ، مما يدل على أن تلك الأكاذيب صدرت من مخيلات تتصور ، لا عن مشاهدات تبصر ، أو حقائق تقع. فكتب الأباضية ، - وفي الطهارة خاصة – موجودة ومنتشرة في عصر ابن حزم ، وقبل أن يوجد ، وليس فيها ما يشم منه رائحة التهاون ، وأي نوع من التساهل في قضية الطهارة الخ".

وما زلنا نسوق الأمثلة في دحض الأقوال الشنيعة والمتقولة على الأباضية و"الفرق" والظاهر أن كتاب المقالات ما كانوا أمناء في الذي كانوا يقولونه "بحق الفرق" وانهم لم يطلعوا قط على فقه "الفرق" الذي كتبوا عنه اطلاعاً كافياً يسمح لهم بالخوض فيه ، وتبيين هفواته ، إن كان فيه هفوات.

مسألة أخرى:
قال علي يحيى معمر: " ذكر الأستاذ عبد القادر شيبة الحمد ، أن من مذهب الأباضية "أن من زنى أو سرق ، أقيم عليه الحد ، ثم استتيب ، فإن تاب وإلا قتل".

.........................
(1) انظر بقية المسألة والحديث في صفحة: 328 في "الاباضية بين الفرق الاسلامية".


== ص60 ==
  #114  
قديم 23/05/2004, 12:23 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
وعقب علي يحيى مفنداً فقال: "هذه فرية عن الأباضية أطلقتها شفة آثمة مغرضة – ولسنا نتهم بها الأستاذ عبد القادر شيبة الحمد ، فإنها موجودة في مصادر قديمة وبما أخذ منها – وكل مسؤولية الأستاذ عبد القادر في هذا الموضوع وأشباهه ، إنما هو التقصير وعدم التثبت ، وعدم النزاهة عند الحديث عن الفرق ، وكان عليه أن يتثبت ويتحقق قبل أن يرمي الكلام على عواهنه. ولا أساس لهذا الرأي عند الأباضية ، فحد الزنى وحد السرقة ثبت بالنص ، وكذلك بقية الحدود ، وما ثبت بالنص عند الأباضية ، فلا مجال فيه للرأي ، ولا يتجاوزون فيه حكم النص(1) الخ.

مسألة أخرى: "قضيب التيس"(2):
قال علي يحيى معمر: "قال ابن حزم "ويحرمون أكل قضيب التيس والكبش". ويعقب قائلاً "لست أدري لماذا هذا الاهتمام الكبير بهذه الألياف التي لا يعمد إلى أكلها أحد ، ولا يستسيغها أحد ، سواء كانت حلالاً أم حراماً. وقد صدق ابن حزم في هذه القضية فإن الأباضية يبعدونها لسببين: السبب الأول أنها أشياء قذرة تتقزز منها النفوس ، وينفر منها الطبع السليم وليس فيها ما يغري على الأكل أو يفيد الجسم. الثاني ، أنها حامل بول ، ولا تخلو منه ، والبول – عند كثير من المذاهب ، منها الأباضية – نجس ، لأنه قذر خبيث ، وقد حرم الله تبارك وتعالى الخبائث. فامتناع الأباضية عن أكل تلك القضبان وتقديمها على موائدهم وفي ولائمهم ، يرجع إلى أنها حوامل للخبيث ، وأنها مستقذرة على كل حال. أما موضوع الحكم بنجاسة بول ما يؤكل لحمه ، فهو أيضاً فقهي عرفي اختلفت فيه أنظار المجتهدين ، وتعددت أقوالهم ، وطال فيه النقاش والبحث ، واستقرت الأباضية على القول بالتحريم والنجاسة وهم لا يقطعون فيه عذر من خالفهم لأنها مسالة فرعية".

.......................
(1) نفس المصدر: ص: 332 ، راجع الكتاب المذكور إذا رغبت في الوقوف على الرد كله ، والحق انه كتاب يستحق قراءة متأنية.
(2) نفس المصدر ص: 327.


== ص 61 ==
  #115  
قديم 23/05/2004, 02:28 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
وبعد دفاع مرير عن المذهب الأباضي من الشيخ علي يحيى معمر ، وبعد إيراده عشرات العشرات من الأمثلة ، التي اتضح فيها أن كتاب المقالات ، ثم المحدثين الذين تبنوا الأسلوب نفسه ، قليلو الحظ في الاطلاع على حقيقة الفرق ، يقول علي يحيى معمر "وهذا الجهل بالمذاهب الإسلامية ومقالاتها الحقيقية ، والخلط بين ما يذهب إليه كل واحد منها ونسبته إلى الآخر ، والتشويه الذي ينتج عن ذلك – سواء كان مقصوداً أو غير مقصود – هو ما يجب أن يبرأ عنه حملة الشريعة الإسلامية والأساتذة الذين يناط بهم تدريس مواد الإسلام وتكوين أجيال تحمل مشاعل النور والهداية(1) الخ.

والحق أنه لا مندوحة لمن يريد معرفة حقيقة أية فرقة من الفرق عن قراءة فقهها قراءة دقيقة وشاملة.

والمعلوم أن المسلمين كلهم مهما اختلفوا في اجتهاداتهم في الفروع ، فإن القرآن والسنة يجمعانهم أجمعين. والحق أن الإنسان الحصيف يستطيع فهم أئمة أي مذهب ، ولون تفكيرهم ونزعتهم ، من خلال معالجتهم للمسائل الفقهية الاجتهادية لأنها عصارة العقل ، وعليه فالدارس عن الفرق – بعد دراسته دراسة صادقة ومتجردة لتاريخ نشاة الفرقة التي ينوي الكتابة عنها – أن الخطوة الأولى والأساسية له ، هي الفقه ، لأنه ، كما أسلفنا ، بين مدى قرب المذهب أو بعده لمصدري التشريع الإسلامي "الكتاب والسنة" غير أن الظاهر أن معظم – إن لم يكن كل – كتاب المقالات لم يجشموا أنفسهم عناء دراسة فقه المذاهب الصغيرة لسوء ظنهم به مسبقاً وازدراء اجتهادات علماء الفرق.

بيد أن الأمانة العلمية – وقتئذ – كانت تتطلب منهم عدم الخوض في المسائل الدينية التي للفرق فيها كلام وآراء ومواقف كالفقه ، والكلام وغيرها وأن يكتفوا فقط بالإشارة إلى مواقف "الفرق" تجاه الحكام لأن ذلك – إلى حد بعيد – شئون سياسية. وإن لبس ثوباً دينياً مزركشاً. والسياسة مجال واسع يقبل الأخذ والرد والتحليل والتعليل بدون ذنب. ولو فعلوا هذا لكانوا قد طبقوا الآية الشريفة

................................
(1) نفس المصدر ، ص: 105.


== ص62 ==
  #116  
قديم 23/05/2004, 02:29 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
"ولا تقف ما ليس لك به علم" إذ أن من يخض فيما ليس له به علم ، يوشك أن يقع في المحذور. وهو "الكذب" ولقد رأينا أن الأباضية اتهمت كتاب الفرق ومن تبعهم من بعدهم بعزو أقوال غير صحيحة "فقهياً" إلى المذهب الأباضي ، إما جهلاً ، وإما عمداً ، فكلاهما لا يغتفر في مثل هذه المواقف ، لانه تزوير للحقائق ، وتزييف للأمور ، وتحريف لكلام الغير ومبدئه. كما اتهموهم أيضاً في التلاعب بتاريخ الأباضية "وربما الفرق كلها" لإقحام رجال مجهولين في تاريخ الأباضية ومذهبها ، ونسبتهم إلى ذلك المذهب ، واختراع أحداث لم تقع وما شاكل هذه الأمور.

== ص63 ==
  #117  
قديم 23/05/2004, 02:31 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
وبهذا يكون القسم المنوط بأبي شيخة قد تم الفراغ من عرضه
  #118  
قديم 23/05/2004, 03:51 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
جزاك الله خيرا أخي لأبل شيخة

أظن الدور الآن على الأخ abrawi ليواصل عرض الكتاب ...
  #119  
قديم 27/05/2004, 01:20 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
للبحث عن الأخ abrawi
  #120  
قديم 27/05/2004, 02:17 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
ارسلت رساله الى الاخ abrawi لسؤاله وعندي فكرة ان يقدم احد المتبرعين الى الامام ليحل محله واذا عاد الاخ abrawi نعطيه قسما من الاقسام المتأخرة

من يتبرع ليقايض دور الاخ abrawi :
جني عمان
فتاة الاستقامة
التيهرتي
أَمَـةُ اللّـهِ

؟!!!
  #121  
قديم 29/05/2004, 09:30 PM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
المشروع توقف فلم استلم رد من الاخ abrawi وحصلت على رد من الاخت امة الله تذكر انه لم تستطع الحصول على الكتاب

فماذا ترون ؟!!!
  #122  
قديم 31/05/2004, 04:15 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة أبو شيخة
المشروع توقف فلم استلم رد من الاخ abrawi وحصلت على رد من الاخت امة الله تذكر انه لم تستطع الحصول على الكتاب

فماذا ترون ؟!!!
أشكرك أخي أبا الشيخة على هذا الجهد المبارك جعله الله تعالى في ميزان حسناتك ...

وأتمنى من الأخوة الذين شاركوا في المشروع الجدية وألا يقدموا على شيء إلا وهم متأكدين إن شاء الله تعالى أنهم قادرين على إتمامه ...

على العموم سأنوب عن الأخ abrawi الذي حجز من ص64- 88 ، بالرغم من زحمة مشاغلي وأسأل الله تعالى أن يعينني ويعين الأخوة ...

إذا ستكون الخطة فيما تبقى من الكتاب بعد التعديل :

5- هل الأباضية خوارج ؟ و مع الخوارج: من ص64-88 التيهرتي

6- معتقدات الإباضية والأباضية تقول عن نفسها: من ص88-106. جني عمان

7- من أوائل قادة الفكر الإباضي و أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي: من ص106-114. فتاة الاستقامة

8- المذهب الإباضي في العالم الإسلامي والخاتمة من ص 114-129. أَمَـةُ اللّـهِ

9- ملاحظات مقدم الكتاب: من ص129 الى النهاية. التيهرتي


وبخوص أمة الله فإن دورها لا يزال بعيدا فبإمكانها التعجيل واقتناء نسخة من الكتاب وهو يباع في المكتبات كمكتبة الاستقامة في روي ، وتستغل هذه الفرصة لطبع قسمها إلى أن يصل دورها ...
  #123  
قديم 01/06/2004, 02:28 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة التيهرتي
أشكرك أخي أبا الشيخة على هذا الجهد المبارك جعله الله تعالى في ميزان حسناتك ...

وأتمنى من الأخوة الذين شاركوا في المشروع الجدية وألا يقدموا على شيء إلا وهم متأكدين إن شاء الله تعالى أنهم قادرين على إتمامه ...

على العموم سأنوب عن الأخ abrawi الذي حجز من ص64- 88 ، بالرغم من زحمة مشاغلي وأسأل الله تعالى أن يعينني ويعين الأخوة ...
...
الله ياجرك
  #124  
قديم 01/06/2004, 02:41 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
هل الإباضية خوارج

كل المصادر للتاريخ الإسلامي أجمعت بأن عبد الله بن إباض ، زعيم المذهب الأباضي ، كان من الخوارج وانشق عنهم . ولذا فإن المؤرخين – غير الأباضيين – يربطون أتباعه " الأباضيين " بالخوارج ويعتبرونهم مجرد فرقة من الخوارج .

قالت دائرة المعارف الإسلامية عن الأباضية :

" يطلق هذا الاسم ( الأباضية ) في شمال إفريقية على فرقة من الخوارج الذين انفصلوا عن علي عندما قبل التحكيم مع معاوية " .

وفي فلسفة الأباضية حول الخلافة والخليفة تقول دائرة المعارف الإسلامية : " رأي الأباضية في الإمامة ، ليس من الضروري أن يمون الإمام قرشيا بل يكفي أن يكون فاضلا ورعا ، وأن يحكم طبقا لأوامر القرآن والسنة ، فإذا ابتعد عنهما ، وجب خلعه " (1) .

وقال أحمد أمين في " ضحى الإسلام " عن الأباضية في معرض حديثه عن الخوارج من أجل هذا لم يرد لنا عن الخوارج مذهب مفلسف . ولا فقه واسع منظم ولا نحو ذلك ، إلا ما كان من الأباضية ، أتباع عبد الله بن أباض الخارجي ، الذي مات في عهد عبد الملك بن مروان ، فإن هذه الفرقة عاشت وانتشرت في شمالي إفريقية ، وفي عمان ، وفي حضرموت ، وزنجبار .

واستمرت إلى يومنا هذا . فكان من الطبيعي أن يكون لهم أصول اعتقادية وتعاليم فقهية الخ .. " إلى ان يقول " فما استقر السفاح في خلافته حتى تحرك خوارج عمان ، وعلى رأسهم الجلندى ، وكان هو وأصحابه من الخوارج الأباضية ، فأرسل إليهم السفاح جيشا على رأسه أحد القواد العظام ، خازم بن خزيمة . فسار في البحر حتى أرسى على ساحل عمان الخ .. " ويقول أيضا " وثار الخوارج أيضا في الغرب ( تونس وما حولها ) من صفرية وأباضية ، فأرسل إليهم المنصور عمر بن حفص من ولد قبيصة بن أبي صفرة اخى المهلب ، فدامت المعارك بينهم طويلا ،

........................................

(1) – ج1 ، ص : 114 .


-64-
  #125  
قديم 01/06/2004, 02:43 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة أبو شيخة
الله ياجرك
آمين شكرا لك
  #126  
قديم 01/06/2004, 09:13 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
وانضم كثير من البربر إلى الخوارج وكان على رأس الخوارج أبو حاتم الأباضي الخ " (1) .

والأستاذة الدكتورة / سيدة اسماعيل كاشف ، قد لاحظت وذكرت تلازم اسمي الخوارج والأباضية في كتب التاريخ وأقلام الكتاب فقالت : " لكننا نلاحظ أن جل المؤرخين وكتاب الفرق والعقائد والنحل القدماء والحديثين ، فضلا عن سائر الكتاب ، يعتبرون الأباضية إحدى فرق الخوارج ، وهذا واضح مثلا في كتابات الأشعري والمالطي الشافعي ، وعبد القاهر البغدادي ، والخطيب الرازي ، وابن حزم الأندلسي ، والشهرستاني ، والشاطبي الغرناطي ، فضلا عن سائر الكتاب المعاصرين ، المستشرقين منهم ، وغير المستشرقين " . وتضيف قائلة : " وأدخلهم البعض عن جهل أو تعصب ضمن فرق الغلاة الذين غلوا بدينهم وخرجوا عن أصول الإسلام " .

سوى أنها سرعان ما تضع ملاحظة أخرى مهمة لها قيمتها . فتقول وفي اعتقادنا أن إطلاق صفة الخوارج على الأباضية يرجع إلى الجهل بالمصادر الأباضية والفقه الأباضي . (2) الخ .

وقال عنهم الأستاذ الكبير محمد أحمد أبو زهرة " الأباضية هم أتباع عبد الله بن أباض ، وهم أكثر الخوارج اعتدالا ، وأقربهم إلى الجماعة الإسلامية تفكيرا ، فهم أبعدهم عن الشطط والغلو ، ولذلك بقوا ولهم فقه جيد ، وفيهم علماء ممتازون ، ويقيم طوائف منهم في بعض واحات الصحراء الغربية ، والبعض الآخر في بلاد الزنجبار ، ولهم آراء فقهية ، وقد اقتبست القوانين المصرية في المواريث بعض آرائهم الخ .. (3) .

غير أن الأباضيين لم يدعوا فرصة سانحة بدون أن ينتهزوها معلنين براءتهم من الخوارج ورفضهم لمبادئ الخوارج وأفكارهم ومعتقداتهم المغالية المتطرفة عقائديا .

.........................

(1) – ضحى الإسلام ، ج2 ص : 336- 337- 338 ط دار الكتاب العربي . بيروت .
(2) – عمان في فجر الإسلام ، ص : 12- 43- 44 .
(3) – المذاهب الإسلامية ، ص : 127 .

-65-
  #127  
قديم 02/06/2004, 06:44 PM
شمس الحقيقة شمس الحقيقة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/12/2002
الإقامة: أعماق الحقيقة
المشاركات: 772
جزاكم الله خيرا
  #128  
قديم 03/06/2004, 10:35 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة شمس الحقيقة
جزاكم الله خيرا
آمين شكرا لك
  #129  
قديم 03/06/2004, 10:39 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
فما من عالم أباضي كتب إلا وأبدى تبرأ المذهب الأباضي من الخوارج وأبعده منذ تاريخ نشأة المذهب إلى اليوم ، والحق أن الأباضية قدمت نفسها إلى المسلمين بصفتها أحد المذاهب الإسلامية لا كإحدى الفرق المتطرفة المغالية .

غير أنه من الواضح أن المسلمين السنّيين – وهم الغالبية العظمى في الجماعة الإسلامية – ظلت نافرة أو متحفظة عن اعتراف الفرق كإخوان على قدم المساواة ، كما تعترف المذاهب الأربعة السنية ببعضها بعضا ، معتبرة خلافاتها ، بأنها خلافات في الفروع ، لا تمس جوهر العقيدة ، وأن عقيدتها واحدة في الأمور الأساسية الرئيسية ( روح العقيدة ) .

والسؤال هنا ، هو : لماذا يرفض باقي المسلمين الإصغاء إلى حجة الفرق أمثال : الأباضية ، الجعفرية ، الزيدية الخ .. بروح رياضي ؟ ولماذا لا يفتحون لها مجالا في عرض آرائها على الجمهور السنّي بدون أن يضع علماء السنة عراقيل تحول دون فهم العوام ، وأنصاف المتعلمين حقيقة الفرق الأخرى ؟ ولم يصطنعون التشويش في الجوّ الذي يسود العلاقة السنية الفرقية ؟ وما هي المصلحة في إبقاء تلك العلاقة متوترة دوما ، وكأن العلاقة من طبيعتها أن تتوتر ؟ بيد أني أعتقد – مع وضع الفرق الأخرى غير الأباضية جانبا ، لأن الأباضية هي موضوع دراستنا – أن كل المسلمين الذين أتاح لهم الحظ الاتصال بالأباضية يجدون أن ما يقال عنهم غير صحيح ، بل إنهم مسلمون كباقي المسلمين ، قد يخطئون في اجتهاداتهم حينا ، ويصيبون في أكثرها كغيرهم تماما ، لأن المصدر واحد ، وهو كتاب الله وسنة رسوله بلا أدنى تمييز بين هذا المذهب أو ذاك ، غير أن المسلمين السنّيين في الحقيقة ما زالوا يتقلبون في خطأين . وأما الأول : فخطأ تاريخي ، والثاني : خطأ منهجي .

والخطأ الراجع إلى التاريخ ، هو في رأينا ، الاستمرار في خلط الأمور التي تداخلت يوما ثم انفصم بعضها من بعض فيما بعد عمليا ، إلا أن المؤرخين بقوا يضعونها في خانة واحدة . أقصد من هذا عدم التمييز بين الأباضية والخوارج ، رغم انفصال زعيم الأباضية عن الخوارج ، ومحاربته إياهم ، ورغم شهادة التاريخ بأن أحد أكبر قادة الجيوش الإسلامية التي حاربت الخوارج حروبا متواصلة ضارية ، كان أباضيا عُمانيا وهو مهلب بن أبي صفرة . ورغم اعتراف باقي المسلمين بأن

-66-
  #130  
قديم 06/06/2004, 07:57 PM
لواء الحق لواء الحق غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2002
الإقامة: كتيبة الحق
المشاركات: 219
نشكر الأخ التيهرتي على هذا الجهد المبارك
  #131  
قديم 07/06/2004, 02:32 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة لواء الحق
نشكر الأخ التيهرتي على هذا الجهد المبارك
جزاك الله خيرا
  #132  
قديم 07/06/2004, 02:34 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
الأباضية شديدو الغيرة على الإسلام والتمسك به ، والتفاني بالإخلاص له ، وعدم الاتصاف بالتعصب المذهبي ، ومع كل هذا فالمسلمون الآخرون ظلوا ينظرون إلى الأباضية – من خلال صورتهم المرسومة في كتب التاريخ – على أنهم مجرد فرقة من الخوارج ، وهو ما جعل الناس تنظر إليهم نظرتها إلى الخوارج في إطار ما قيل عنهم تاريخيا ، سواء أكانوا مظلومين في الأحكام التي أنزلت عليهم أم كانوا حقا كما وصفتهم كتب التاريخ التي نقرأها ونستقي منها معلوماتنا عنهم .

والحق أن الخوارج كانوا مرفوضين من الجماعة الإسلامية ليس فقط لأنهم كانوا من بين أتباع الإمام علي ، ثم تمردوا عليه ، وانفصلوا عنه وحاربهم ، وحاربوه ، رغم اتفاق كافة المسلمين بأن إمامته كانت سائغة شرعيا . فلو كان الأمر متوقفا على مخالفة الإمام ، لهان ، لأن وجهة نظر الخوارج في تخطئتهم الإمام في قبوله التحكيم ، وجهة نظر لها حججها ، إلا أن من دقق النظر في الملابسات التي أدت إلى قبول الإمام للتحكيم يدرك بأن الإمام كان في وضع وظروف من الدقة والحساسية والخطورة بحيث لم تدع له حرية للتصرف أو مجالا للمناورة سياسيا ليخرج من تلك الدّوامة بربح أكبر وخسارة أقل .

ولكن أمر الخوارج هؤلاء ، تمادى واستفحل حتى كان اغتيال الإمام في يد أحدهم لا في يد خصمه المتمرد العائق لرأي الجماعة " معاوية بن هند " فعندما تم اغتيال الإمام علي على يد الخوارج أصبحوا يحملون وصمة يلازمهم عارها أبد الدهر ، ومع فداحة الخطب فإننا لا نجدهم قد ندموا ، أو يحمّلون الفاعل وحده ، " وزر إزهاق تلك النفس الزكية " حيث لا تزر وازرة وزر أخرى ، بل إننا نراهم حبارى مسرورين بفعلة زميلهم هذه الشنعاء ، " عبد الرحمن بن ملجم " هذا الذي يتشاءم البشر من ذكر اسمه ، ويقول قائلهم مشيدا بحادثة الاغتيال :

يا ضربة من ( تقيّ ) ما أراد بها :: إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنـــي لأذكـــره يـــومـــا فـأحسبــه :: أوفى البريـــة عنـد الله ميزانــــا

-67-

آخر تحرير بواسطة مهنا بن راشد السعدي : 07/06/2004 الساعة 02:41 AM
  #133  
قديم 07/06/2004, 08:07 PM
الضوء الساطع الضوء الساطع غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2000
الإقامة: بلدة عربية
المشاركات: 1,743
هل الاخ جني عمان جاهز لمواصلة العمل

فلم الحظه بالسبلة منذ فترة
  #134  
قديم 08/06/2004, 02:39 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الضوء الساطع
هل الاخ جني عمان جاهز لمواصلة العمل

فلم الحظه بالسبلة منذ فترة
لم أفهم ماذا تعني ؟
  #135  
قديم 08/06/2004, 06:18 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
ناهيك عن استمرارهم في تكفير باقي المسلمين واستحلالهم دماءهم وأموالهم مما جعلهم مسهوكين إسلاميا ، إذا ، فكل ما يرتبط بهم يلحقه ما يلحقهم . وبما أن كتب التاريخ – وإن بطريقة النسب – تربط الأباضية بهم بصلة أو بأخرى ، لذا ظلّ الناس ينظرون إلى الأباضية بشيء من " الخوارجية " فكل من تحدث عن الخوارج ، تسمعه يقول : " لقد انقرضوا ، فلم يبق لهم باقية إلا قيلا في جبال عمان " يقوله بشيء من الاستخفاف .

وأما الخطأ المنهجي الذي وقع عليه المسلمون السنّيون ، فهو إصرارهم على اعتبار الكتب التي كتبوها عن " الفرق " هي المصادر والمراجع الصحيحة لكل شيء متعلق بالفرق وشؤونها ، وتاريخها ، ووجودها ، وعقائدها ، ومبادئها .

وهنا ، في معرض استمرار الأباضية نفي الزعم القائل إنهم " خوارج " والإصرار على ذلك ، يقول أحمد بن سعود السيابي في مقدمة له لكتيب صغير الحجم (1) لمؤلفه " أبو إسحاق إبراهيم أطفيش " واسمه " الفرق بين الأباضية والخوارج " يقول : " على أنه ليست ثمة علاقة تربط الأباضية بالخوارج الأزارقة والصفرية والنجدية وغيرها من فرق الخوارج ، وإنما هي دعاية استغلتها الدولة الأموية لتنفير الناس من الذين ينادون بعدم شرعية الحكم الأموي كما أن جعل المحكمة " أهل النهروان " الذين هم سلف الأباضية ، وليسوا سلفا للأزارقة والصفرية والنجدية من الخوارج ، هو من وضع الواضعين ، ومن صنع أرباب الأقلام المغرضة . مع أن الخوارج يسيرون في خط معاكس مع الأباضية . يتضح ذلك من خلال المبادئ والأسس التي يقوم عليها مذهب كل من الفريقين ، وللأباضية العديد من المواقف ضد الخوارج .

إذاً ، فالأباضية يرفضون أن يكونوا من الخوارج فيرون أن تصنيفهم من جملة الخوارج هو من صناعة الدولة الأموية .

إلا أني مع تفهمي لموقفهم أرى أنه ليس من المستقيم جمع قولين متناقضين ، فكون الأباضية يعترفون أن المحكمة هم سلف الأباضية معناه . أنهم تاريخيا

--------------------

(1) – ولكنه جدير بالقراءة لمن يريد الوقوف على الفرق بين الأباضية والخوارج .

-68-
  #136  
قديم 08/06/2004, 08:01 PM
الضوء الساطع الضوء الساطع غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2000
الإقامة: بلدة عربية
المشاركات: 1,743
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة التيهرتي
لم أفهم ماذا تعني ؟

استاذي العزيز

لاحظنا توقف المشروع بمجرد عدم جاهزية الاخ ابروي ، فهل سيحدث هذا الامر مرة اخرى مع الاخ جني عمان والذي يغيب عن الساحة خلال هذه الفترة

نتمنى عدم حدوث ذلك وان يكون هناك تنسيقا بينكم من خلف الكواليس
  #137  
قديم 09/06/2004, 12:11 AM
أبو شيخة أبو شيخة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/05/2003
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 991
حقيقة قمت بالتواصل مع معظم المشاركين بالمشروع وتعلل بعضهم بعدم وجود الكتاب

اما الاخ جني عمان فهو مشغول بالامتحانات هذه الايام

اعانه الله وسهل له امره
  #138  
قديم 09/06/2004, 12:31 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الضوء الساطع
استاذي العزيز

لاحظنا توقف المشروع بمجرد عدم جاهزية الاخ ابروي ، فهل سيحدث هذا الامر مرة اخرى مع الاخ جني عمان والذي يغيب عن الساحة خلال هذه الفترة

نتمنى عدم حدوث ذلك وان يكون هناك تنسيقا بينكم من خلف الكواليس
وأنا كذلك أتمنى عدم حدوث ذلك ، وأتمنى من الشباب المشاركين أن ينهوا ما تكفلوا بطباعته قبل أن يصل إليهم الدور ، وذكرتهم سابقا بأننا نتمنى الجدية من الأخوة المشاركين وألا يشاركوا في عمل هم غير متأكدين من قدرتهم على إتمامه !!
  #139  
قديم 09/06/2004, 12:33 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة أبو شيخة
حقيقة قمت بالتواصل مع معظم المشاركين بالمشروع وتعلل بعضهم بعدم وجود الكتاب

اما الاخ جني عمان فهو مشغول بالامتحانات هذه الايام

اعانه الله وسهل له امره
مشكور أخي أبا شيخة ، ونسأل الله التيسير والنجاح للأخ جني عمان
  #140  
قديم 09/06/2004, 11:48 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
يربطون أنفسهم بأس أساس الخوارج ، فأهل " النهروان " كما هو معلوم ، بذور الخوارج ونواتها . وأنا لا أعلم كيف يتبرؤون من الخوارج في حين أنهم ينسبون أنفسهم إلى أصل أصول الخوارج . وإذا كانت الأزارقة والصفرية والنجدية " كفروع " لا تنتمي إلى المحكمة كأصول ، فإلى أين ينتسبون ؟ فهل كان هناك خوارج قبل خروج المحكمة من صف الإمام علي ؟ والحق أنه لمن الصعب على الأباضية أن ينفوا أنهم ليسوا بخوارج في حين أنهم يثبتون أن المحكمة هم أصل الأباضية ، فالمرء يكاد يفهم من قولهم ذاك ، أنهم أكثر خارجية من الأزارقة . والنجدية . والصفرية أنفسهم ، اللهم إلا إذا كان شافعهم هو أن قصدهم هو أن المحكمة ما كانوا خوارج بالمفهوم المتطرف الذي عرف به الخوارج الغلاة فيما بعد ، وهو قصد مقبول إن كان هو المقصود (1) * .

غير أني أرجع وأقول من جديد بما أن الأباضية ينفون عنهم التعصب والغلو فإنه ليس هناك داع يدعو إلى الإصرار أنهم خوارج وأنهم يقولون كذا ، وكذا ، لقد قابلت شيعيا وتحدثنا منفردين عن الأباضية ، فوصفهم بأنهم شديدو التمسك بالكتاب والسنة ، وأنهم ليسوا بمتعصبين . وقابلت بعد ذلك شافعيا فحدثني نفس الكلام . مما يثبت عندي – مع تجربتي الشخصية – أنهم بعيدون عن التعصب والغلو ، وهي شهادة أدليها لوجه الله ، والحق أني لا أجد وجها يبرر إقناع إنسان في اعتناق أو اعتقاد ما لا يعتنقه ولا يعتقد به . فأنا أتصور بأن مبتغانا كأمة محمد ( ص ) هو إحسان الظن في بعضنا بعضا ما وسعنا السعي إلى ذلك بغية توحيد صفوفنا وغض الطرف عن زلات أولئك الذين نعتبرهم محدثين في أمرنا شيئا ، طالما قد غيروا من مواقفهم أو أبدوا استعدادا لتغييرها ، ومعايير الحق تكمن في الاعتقادات والسلوك والعمل ، وليس في تقييم الأطراف المتنازعة بعضها بعضا .

.......................................

(1) – الفرق بين الإباضية والخوارج ، ص : 4 ، مطبعة الاستقامة . روي . مسقط .

-69-
  #141  
قديم 09/06/2004, 11:49 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660

ملاحظة وتنبيه :

توجد تعليقات للشيخ أحمد بن سعود السيابي على بعض كلام عمر با ملحق في نهاية الكتاب ، ويتم الإشارة إلى تلك التعليقات برمز النجمة ، وعلى سبيل المثال في الصفحة السابقة 69 نلاحظ وجود نجمة في نهاية الفقرة الأولى مما يعني أنه يوجد تعقيب للشيخ السيابي على عمر با في نهاية الكتاب على القارئ الرجوع إليه .

فأرجو عدم اعتماد جميع أحكام واستنتاجات عمر با لأنه في بعضها لم يحالفه الحظ بالرغم من أنه وفق في غالبها ، وربما يعود ذلك إلى عدم اطلاعه بشكل واسع على قواعد المذهب الإباضي وفكره وعقيدته ، أضف إلى ذلك أنه مالكي المذهب أي أنه سوف يكون عاجزا عن توضيح بعض الإشكالات في المذهب الإباضي ، والإباضية هم فقط القادرون على الإجابة على تلك الإشكالات لأن المذهب الإباضي مذهبهم فيعرفون كل ما يتعلق به ، وهذا ما قام به الشيخ السيابي حفظه الله ، وسنقوم بعون الله بعرض جميع تعقيبات الشيخ السيابي عندما نصل إليها في نهاية الكتاب
  #142  
قديم 11/06/2004, 03:08 AM
لواء الحق لواء الحق غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/02/2002
الإقامة: كتيبة الحق
المشاركات: 219
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبارك
  #143  
قديم 12/06/2004, 01:56 AM
راس المال راس المال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 10/01/2004
المشاركات: 977
  #144  
قديم 12/06/2004, 04:48 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة لواء الحق
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبارك
آمين وجزاك الله خيرا
  #145  
قديم 12/06/2004, 08:59 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
غير أن بعض الوعاظ والكتاب يظنّون أنهم كلما وفقوا في بيان فساد عقيدة المذاهب الأخرى ، نالوا عند الله حظوة ، مما ولد كثيرا من تبادل التهم والتهم المضادة ، كأنما المسألة غدت وأصبحت مسألة " تنافس وغيره " واحتكار منازل ، وجمع الفضائل في اليد والاستئثار بها } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا { . صدق الله العظيم . النساء آية : 94 .
فتعليمات القرآن إلينا واضحة ، إذا ، وهي : ألا نقول لمسلم إنك لست مسلما ، وإنك تعتقد كذا ، في حين أنه ينفي عن نفسه الاعتقاد بما نريده أن يعتقد فقط لنجد فرصة التعليق عليه والنيل منه .
ويستمر الشيخ القطب أبو إسحاق إبراهيم اطفيش في تنديده لأولئك الذين ظلوا يسيئون إلى الأباضية لإرجاع نسبهم إلى الخوارج ، فيقول " وما خلطوا بين الأباضية والخوارج إلا لطمس معالم الحق والصواب حسدا من عند أنفسهم ، وأنى لمن اتخذ التشعيب مطية ، أن يعترف بالحق والصواب وقد عميت بصيرته " (1) .
ولاشك أننا نلمس أسلوبا متصفا بالرفض العنيف من الأباضية لتهمة نسبهم إلى الخوارج . ويقول عالمهم ، أطفيش ، الذي تحدثنا عنه ، في نفس السياق " فشلوا في قول الصواب ، فخلطوا بين الأباضية والخوارج . فتارة ينسبون الأباضية إلى الخوارج وتارة ينسبون الخوارج إلى الأباضية ، كما يفعل الكثير من المدوّنين في الأصول والفروع في إضافة أقوال المعتزلة إلى الأباضية والعكس ، مما أوجب التخليط والتشويش ، فيذهب المؤلفون الذين يعتمدون على " النقل " إلى ما هو أشبه بالتهريج ، ولا عذر لهم عندي مطلقا لأن الذي ينشر الحق ، يطلبه من ينبوعه ، لا عن من يحتك حسب هواه .

...................................

(1) – الأباضية بين الفرق الإسلامية ، ص : 36 .

-70-
  #146  
قديم 15/06/2004, 11:09 PM
شمس الحقيقة شمس الحقيقة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/12/2002
الإقامة: أعماق الحقيقة
المشاركات: 772
جزاكم الله خيرا وننتظر الباقي
  #147  
قديم 19/06/2004, 03:29 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
وأما السبكي فيقول في طبقاته : " إن المؤرخين على شفا جرف هار ، لأنهم يتسلطون على أعراض الناس ، وربما وضعوا في الناس تعصّبا أو جهلا أو عتمادا على نقل من لا يوثق به " .

لقد دأب الشيخ الأباضي علي يحيى معمر على تقصّي تلك الكتب التي تصدر وتعنى بدراسة الفرق ، فذكر بان الكتّاب يصنعون رجالا وهميين ، ويختلقون أقوالا زائفة وغير صحيحة ، وينسبونها إلى هؤلاء الرجال الصناعيين ، وبالتالي ينسبونهم بأقوالهم الزائفة تلك إلى الأباضية فيقول :

" إن جميع الأشخاص الذين اعتبرهم (1) أبو الحسن إما رؤساء لفرق من الأباضية ، أو من مؤلفيهم ومتكلميهم لا وجود لهم عند الأباضية " .

الأباضية لا يعرفون شيئا عن هؤلاء الرجال وعن فرقهم .

فبعد أن ناقش أقوال القدامى من الكتّاب الإسلاميين كان له لقاء مع الكتّاب الإسلاميين المعاصرين الذين تبنوا نهج القدامى في الكتابة حول الفرق بدون أن يزيدوا في الموضوع شيئا ذا بال . فتحدث عن كتابة الأستاذ عبد القادر شيبة الحمد المدرس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة : فقال مستنكرا تحامل " الأستاذ عبد القادر " على الأباضية ، ومفنّدا آراءه ومنتقدا أسلوبه : " وهكذا يستمر الأستاذ شيبة الحمد يحاضر لأبناء المسلمين من سبعين بلدا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة – فلسفة تنسب إلى الفرق الإسلامية لا وجود لتلك الفلسفة عند تلك الفرق ، ويتخذ لها أئمة وعلماء لا تعرفهم تلك الفرق ، وتعرف عنهم شيئا . بل قد تَبْرَأْ من تلك المقالات ومن يقول بها " (2) .

ويضيف : " فكيف تسمح إدارة الجامعة العامرة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدرّس أباطيل عن فرقة من فرق المسلمين على طلاب سبعين بلدا من مختلف بقاع العالم " . ويضيف : " إذا كان التقليد الأعمى أو حب الراحة ، أو عدم العناية بالبحث والتنقيب ، أو حتى سوء النية ، هي الأسباب التي حملت

.....................................

(1) – الأباضية بين الفرق الإسلامية ، ص : 36 .

(2) – نفس المصدر السابق ص : 98 .


-71-
  #148  
قديم 19/06/2004, 03:31 PM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة شمس الحقيقة
جزاكم الله خيرا وننتظر الباقي
آمين وبارك الله فيك ...
  #149  
قديم 21/06/2004, 12:16 AM
مهنا بن راشد السعدي مهنا بن راشد السعدي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 16/04/2001
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,660
" شيبة الحمد " على تلك المواقف ، فكيف للجامعة العامرة أن تغفل عن مراقبة ما يجري فيها في أهم ركن من أركان رسالتها ، وهي القوامة على كلمة الحق ، المسئولة عن العمل لجمع كلمة الأمة ، المطالبة بالتحقيق والتثبت والصدق في جميع ما تقدمه لأبناء الأمة في مجال العلوم الشرعية .

ويردف قائلا : كنا نأمل أن تعمل الجامعة الإسلامية على التحقيق فيما يقال عن فرق المسلمين وأن تأخذ آراءهم ومقالاتهم من كتبهم وعلمائهم ، وبذلك يمكن للجامعة أن تعلن كلمة الحق ، وتجمع الشمل ، وتوحّد الصف ، وتكون مركز القيادة الوحيدة لهذه الأمة بجميع مذاهبها لأنها مهّدت اللقاء بينهم على نور العلم وجعلت كل واحد منهم يعرف ما عند الآخر . اهـ .

قلت : لو توفرت النية الصالحة لدى السعوديين لتبنوا هذه الخطة في رسم المناهج الدراسية في جامعتهم تلك ، فأهل من يعرفون بالفرق الإسلامية مجاورون لهم ، فالأباضية في عُمان ، فعُمان جارة لهم ، والشيعة الاثنا عشريون في العراق ، فالعراق جارة لهم ، والزيدية في اليمن ، فاليمن جارة لهم . بل فلا يستبعد أن يوجد أتباع لكل هذه المذاهب في البلاد السعودية نفسها كمواطنين مما يسهّل عليهم مهمة البحث من علماء مؤهلين لتدريس هذه المذاهب تدريسا سليما جادا نقيا بعيدا عن التحامل ، بدلا من إناطة ذلك إلى علماء خارج تلك المذاهب ، فيكون في الأمر شيء من الاجتهاد . أو الافتراضات فالأخطاء .

ويواصل الشيخ علي يحيى معمر عرض آرائه وتمنياته إلى الجامعة الإسلامية ، فيقول : " بل إننا نطمع في الجامعة في أكثر من ذلك ، وذلك بأن تكون لجانا للتأليف يشترك فيها علماء الأمة من مختلف مذاهبهم ، ويصدرون كتبا حسب المناهج المقررة في الجامعة لتدرس فيها – مشتملة على المقالات الحقيقية للفرق والمذاهب المعاصرة فعلا – وبذلك تقضي على النظرات الضيقة ، وتوقف زحف العصبية المقيتة . وتحول دون التأثير الفردي في توجيه الطلاب المسلمين .

إن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة يجب ألا تصطبغ بمذهب معين فهي للمسلمين جميعا ، تقدّم لهم الثقافة الإسلامية من منابعها الصافية – كتاب الله وسنة

-72-
  #150  
قديم 21/06/2004, 12:41 PM
سيد المعلمين سيد المعلمين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 22/02/2004
المشاركات: 456
Thumbs down

شيبة الحمد جاهل

آخر تحرير بواسطة الضوء الساطع : 23/06/2004 الساعة 11:53 PM
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 05:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 127
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.