سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 13/09/2000, 11:17 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Thumbs up بيان معتقد " الأئمة الأربعة" .. الصفات - الإستقرار - تعالى الله عن ذلك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رغبة مني في إيضاح وبيان معتقد الأئمة الأربعة في مسألة : (استقرار الله – سبحانه وتعالى- على العرش – تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا) فقد قمت بتجميع ما سيأتي معتمدا على بعض المصادر ككتاب "السيف الحاد" وبعض المقالات التي طرحها بعض الأخوة جزاهم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة :

قال بذلك (أي الإستقرار) بعض أرباب النحلة الحشوية كالدارمي المجسم وابن تيمية وابن القيم ، بل قال بعضهم إنه يقعده بجنبه يوم القيامة محمدا صلى الله عليه وسلم وقد وضعوا للتدليل على ذلك بعض الأحاديث كما وضعوا في ذلك أيضا عدة أبيات على الإمام الدارقطني:-

فلا تنكروا أنه قاعد #### ولا تجحدوا أنه يقعده
وأورده ابن القيم في بدائع الفوائد ج4 ص48 هكذا :-
ولا تنكروا أنه قاعد #### ولا تنكروا أنه يقعده

والكل كذب فقاتل الله الكذب والكذابين ومن يدافع عنهم.

والمتهم بوضعه ابن كادش الكذاب أو شيخه العشاري المغفل ، وقد كان أحد مجانينهم يقول: لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش واستفتاني لقلت له : صدقت وبررت ، هكذا قال هذا اللعين أخزاه الله وعامله بما يستحق.

وإليك أيضا ما رواه الخلال الحنبلي المجسم في كتابه ( السنة " ( 1 / 215 ) من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال: يقعده معه على العرش ، قال أبو بكر بن أبي طالب : من رده فقد رد على الله عزوجل ( 1 ) ، ومن كذب بفضيلة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كفر بالله العظيم . وأخبرني أحمد بن أصرم بهذا الحديث ، وقال : من رد هذا فهومتهم على الله ورسوله ، وهو عندنا كافر ، وزعم أن من قال بهذا فهو ثنوي ، فقد زعم أن العلماء والتابعين ثنوية ، ومن قال بهذا فهو زنديق يقتل " انتهى كلام الخلال فتأملوا ! !

هذا كما أنهم كذبوا على رسول الله صلى الله عليه سلم وصحابته في هذه المسألة وغيرها كذلك ، كذبوا على الأئمة الأربعة ونسبوا إليهم القول بالإستواء الحسي وهم كاذبون

وإليك بيان ذلك:-
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 13/09/2000, 11:20 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Post

1)- الإمام أبي حنيفة :

نسبوا إليه : من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر لأن الله يقول (الرحمن على العرش استوى) ، وعرشه فوق سبع سموات.

الجواب:

هذا الكلام كذب باطل مصنوع على الإمام إبي أحنيفة وذلك لأن الراوي لهذا الكلام هو أبو مطيع البلخي وهو كذاب دجال ، قال ابن معين: ليس بشيء ، وقال مرة ضعيف ، وقال النسائي: ضعيف ، وقال أحمد: لا ينبغي أن يروى عنه شيء ، وقال البخاري : ضعيف صاحب رأي ، وقال النسائي: ضعيف ، وقال أبو حاتم: كان مرجئا كذابا ، وقد جزم الذهبي بأنه وضع حديثا كما في ترجمة عثمان ابن عبد الله الأموي ، قال ابن أبي عز شارح الطحاوية الحشوي المجسم الضال ج2ص480 نقلا عن ابن كثير : وأما أبو مطيع فهو الحكم بن عبدالله بن سلمة البلخي ، ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، وعمرو بن علي الفلاس ، والبخاري وأبو داود وأبو حاتم الرازي وأبو حاتم محمد بن حبان البستي والعقيلي وابن عدي والدارقطني وغيرهم اهـ.

هذا ما قاله هنا بينما بعدما أورد الأثر السابق ص287: ولا يلتفت إلى من أنكر ذلك ..... فتأمل كلاميه واحكم عليه بما شئت . وأبو اسماعيل الأنصاري الملقب بشيخ الإسلام الراوي لهذا الأثر لا يحتج بنقله ولا كرامة لأنه مجسم خبيث قائل بالحلول والإتحاد كما قال ابن تيمية كما نقله الإمام السبكي في ((الطبقات الكبرى)) ج4ص272 نقلا عن الحافظ الذهبي. اهـ

وعلى تقدير صحة هذا الكلام فقد أجاب عنه الإمام ابن عبد السلام في حل الرموز كما نقله علي القاري في ((شرح الفقه الأكبر)) ص271 قال: من قال لا أعرف الله تعالى في السماء أم في الأرض فقد كفر ، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكان فهو مشبه. أهـ

قال القاري: ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم فيجب الإعتماد على نقله لا على نقل الشارح – يعني شارح الطحاوية المجسم الضال- مع أن ابا مطيع رجل وضاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد . اهـ

وقال أيضا ص (172) ما نصه : " ومن الغريب أنه استدل على مذهبه الباطل برفع الايدي في الدعاء إلى السماء . " اهـ ، يعني شارح الطحاوية


على أن الإمام أبا حنيفة قد صرح بنفي الإستقرار على العرش كما في كتابه ((الوصية)) كما في ((شرح الفقه الأكبر)) ص61 حيث قال: نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن تكون له حاجة إليه ، واستقراره عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى ، فهو منزه عن ذلك علوا كبيرا اهـ.

وإلى لقاء ما باقي هذه السلسلة ........

<font size=1 face=tahoma>[تم تعديل الموضوع بواسطة البدر الساري (في 15 September 2000).]</font>
  #3  
قديم 13/09/2000, 11:56 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Thumbs up

احسنت وبارك الله فيك ، ولا أخفيك أنني أحاول تجميع كتاب شيخنا القنوبي منذ زمن وها أنت تساعدني بذلك فجزاك الله خيرا متمنيا منك الاهتمام كثيرا بالاحاديث التي تسقط الوهابية من الجولة الأولى للحوار وذلك لقلت بضاعتهم من هذا الكنز النفيس ألا وهو علم الجرح والتعديل.

فترى كبار علمائهم مثل الألباني المتناقض على سبيل المثال يصحح الضعيف ويضعف الصحيح وتراه أيضا ينسب للصحيحين (البخاري ومسلم) ما ليس فيهما وعسى أن تجد في هذا الرابط ما يدلك على صحة ما قلت:
http://om.s-oman.net/vip/ubb/Forum2/...1.html?1583643

كنت أتمنى لو عرضت مقالاتك على فترات متباعدة ولكن الرأي لكم وأنتم أدرى وأعلم بصالح عملك.

أخوك : أبو مهند

<font size=1 face=tahoma>[تم تعديل الموضوع بواسطة أبو مهند (في 13 September 2000).]</font>
  #4  
قديم 13/09/2000, 04:18 PM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Post

الأخ العزيز البدر الساري

نشكر لك هذه المساهمة ، وقد كنت أقاسم الأخ أبو مهند طرحه في ضرورة إدراج السلسلة من الموضوع على فترات متباعدة لتحقيق هدف القراءة من قبل المشاركين .

إن وافقتنا على ذلك قمنا - بعد إذنك - بحذف بعض الإضافات التي تفضلت بها مؤخرا ، مع إبقاء البعض الآخر ، على أن تقوم مشكورا في وقت لاحق بإعادة طرحها من جديد .

الأمر مرجعه أولا وأخيرا لك ، فانظر ماذا ترى .
  #5  
قديم 16/09/2000, 08:42 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Post

أخي العزيز أبو مهند

إنها لخطوة مباركة منكم في طباعة كتاب "السيف الحاد" ولقد خطرت لي هذه الفكرة منذ فترة ليست ببعيدة غير أن الأسباب لم تتح لي ، فجعل الله ذلك في ميزان حسناتك ورزقك مرضاته ...... ونحن نتتطلع إلى ذلك اليوم الذي نجد فيه هذا الكتاب وغيره مثل "جواهر التفسير" متوفرة على الشبكة المعلوماتية ...... وشكرا

أخي العزيز الأرقم

إقتراح جيد ولك أن تحذف الردود الثلاثة الأخيرة وسوف أضيفها بنفسي في فترات مختلفة وبارك الله فيك وجعل مسعاك في ميزان حسناتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
  #6  
قديم 16/09/2000, 08:58 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Thumbs up

اخي الكريم بدر الساري

بارك الله فيك، وإنه لمجهود طيب في جمع أقوال العلماء الأفاضل سادة الأمم، ولكن هل تجيز لي نسر هذه المقالة إلى المنتديات الأخرى؟؟

إن وافقت أو لم توافق فذلك من حقك، لأنك قمت بالجمع والكتابة والبحث .

وشكرًا .
  #7  
قديم 17/09/2000, 11:12 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Post

أخي العزيز المؤيد الأشعري
يمكنك الإستفادة من المقال بما تراه مناسبا


------------------
" نية المؤمن خير من عمله "
  #8  
قديم 18/09/2000, 11:14 PM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Thumbs up

(2)- الإمام مالك بن أنس - الجزء الأول :-

فإنهم يروون عنه أنه قال "الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة".

الجواب:

هذا لم يثبت عن الإمام مالك من رواية صحيحة ولا حسنة ولا ضعيفة خفيفة الضعف ، إنما جاء بلفظ : ((الكيف غير معقول والإستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة )) وهذا قاصمة لظهور المجسمة.

قال ابن اللبان في تفسير قول مالك كما في ((إتحاف السادة المتقين)) ج2ص72: قوله: كيف غير معقول أي كيف من صفات الحوادث وكل ما كان من صفات الحوادث فإثباته في صفات الله تعالى ينافي ما يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله تعالى ، قوله : الإستواء غير مجهول أي معلوم المعنى عند أهل اللغة ، والإيمان به على الوجه اللائق به تعالى واجب ، لأنه من الإيمان بالله وبكتبه ، والسؤال عنه بدعة ، أي حادث ، لأن الصحابة كانوا عالمين بمعناه اللائق بحسب وضع اللغة فلم يحتاجوا للسؤال عنه ، فلما جاء من لم يحط بأوضاع لغتهم ولا نور كنورهم يهديه لصفات ربه شرع يسال عن ذلك ، فكان سؤاله سببا لإشتباهه على الناس وزيغهم عن المراد اهـ.

وللمزيد فإننا نورد كلمة الأخ محب الأل السني وهو مالكي من أتباع الإمام مالك وهم الحجة في ذلك ، وهذا يقوله الأخ المحب موثقا كلامه بكلام أئمته:

هذه العبارة لم ترد لا من طريق صحيح ولا ضعيف عن الإمام -بعد أن سمعت ذلك من أشياخي ثم بحثت ونقبت - وإنما يتناقلها من يتناقلها رواية بالمعنى وذكرها من ذكرها بغير إسناد ولعله لحاجة في أنفسهم
أما ما صح عنه فهو:

الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة – وسيأتي تخريج ذلك بأسانيده-

وسمعت السيد محمد علوي المالكي يقول :

وعلى فرض ورود العبارة الأولى فمعناها يكون: الاستواء معلوم أي لله تعالى
وكذا في هذه العبارة غير مجهول أي لله سبحانه وتعالى وليس ذلك بكلام من غير لغة العرب

ثم دعني أعطيك مثلا مما تلقيت عن بعض مشايخي يوضح لك المراد من كلام فريقين من علماء أهل السنة وعليه تفهم ما جاء في هذا الباب نفعني الله وإياك وفتح بصائرنا لما يحب ويرضى:

كلمة يد في اللغة لها معان كثيرة جدا من معانيها الجارحة وهذه كنقطة داخل هذه دائرة دائرة التشبيه وبقية المعاني خارج هذه الدائرة إلى ما لا حدود له مما نعلم ولا نعلم فدائرة التشبيه وما فيها من جارحة مستحيلة على الله تعالى أما المعاني الأخرى خارج دائرة التشبيه والجوارح فهي كثيرة جدا منها القوة والقدرة وغير ذلك ومن يؤول من أهل السنة أنما يذكر ذلك كمثال لإخراج المشبه من دائرة الجارح المستحيلة في حق الله تعالى إذ ليس كمثله شيء وهم حين يؤولون لا يجزمون أن ذلك هو مراد الله تعالى فإن المتشابه لا يعلم حقيقته إلا الله ( وما يعلم تأويله إلا الله ) وما عرف حقيقة الله إلا الله

أما إن لم يكن هناك خوف من الوقوع في التشبيه فالأسلم هو ترك الخوض وحينئذ تفسيرها قراءتها

والقاعدة

وكل ما خطر ببالك فهو هالك والله بخالف ذلك
كل ماخطر ببالك فهو شيء وهذا هالك لقوله تعالى كل شي هالك إلا وجهه
والله بخلاف ذلك لأنه ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا أحد

وإليك إخي السائل المراجع التي نقلت ذلك عن الإمام:

  #9  
قديم 21/09/2000, 07:58 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Post

الاعتقاد للبيهقي ج: 1 ص: 116

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنا أبو محمد بن حيان ثنا أبو جعفر أحمد بن زيرك اليزدي قال سمعت محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري يقول سمعت يحيى بن يحيى يقول كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فأطرق مالك رأسه ثم علاه الرحضاء ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا فأمر به أن يخرج

حلية الأولياء ج: 6 ص: 325

حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي ثنا القاضي أبو أمية الغلابي ثنا سلمة بن شبيب ثنا مهدي بن جعفر ثنا جعفر بن عبدالله قال كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء يعني العرق ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج

سير أعلام النبلاء ج: 8 ص: 100

وبه حدثنا محمد بن علي العقيلي حدثنا القاضي أبو أمية الغلابي حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر حدثنا جعفر بن عبد الله قال كنا عند مالك فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج

قال سلمة بن شبيب مرة في رواية هذا وقال للسائل إني أخاف أن تكون ضالا

وقال أبو الربيع الرشيديني حدثنا ابن وهب قال كنا عند مالك فقال رجل يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استواؤه فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال له كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه
وقال محمد بن عمرو قشمرد النيساوي سمعت يحيى بن يحيى يقول كنا عند مالك فجاؤه رجل فقال الرحمن على العرش استوى فذكر نحوه وفيه فقال الاستواء غيرمجهول

طبقات المحدثين بأصبهان ج: 2 ص: 214

حدثنا عبد الرحمن بن الفيض قال ثنا هارون بن سليمان قال سمعت محمد بن النعمان بن عبد السلام يقول أتى رجل مالك بن أنس فقال الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال فأطرق وجعل يعرق وجعلنا ننتظر ما يأمر به فرفع رأسه فقال الاستواء منه غير مجهول والكيف منه غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالا أخرجوه ما داري

اعتقاد أهل السنة للالكائي ج: 3 ص: 398

أخبرنا عبد الله بن محمد بن أحمد قال ثنا عبد الصمد ابن علي قال حدثني محمد بن عمر بن كبيشة أبو يحيى النهدي بالكوفة في جبانة سالم قال حدثنا أبو كنانة محمد بن أشرس الأنصاري قال ثنا أبو عمير الحنفي عن قرة بن خالد عن الحسن عن امه عن أم سلمة في قوله الرحمن على العرش استوى قالت الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والاقرار به إيمان والحجود به كفر ، ذكره علي بن الربيع التميمي المقري قال ثنا عبد الله ابن أبي داود قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا مهدي بن جعفر عن جعفر بن عبد الله قال جاء رجل إلى مالك بن أنس فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال فما رأيت مالكا وجد من شيء كموجدته من مقالته وعلاه الرحضاء يعني العرق قال واطرق القوم وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه قال فسرى عن مالك فقال الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة فإني أخاف أن تكون ضالا وامر به فأخرج

اخبرنا عبد الله بن أحمد بن القاسم بن شينك النهاوندي قال ثنا أبو بكر أحمد بن محمود بن يحيى داود النهاوندي بنهاوند سنة ثنتي عشرة وثلثمائة قال ثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن آدم عن ابن عيينة قال سئل ربيعة عن قوله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق

فتح الباري ج: 13 ص: 406

وأخرج البيهقي بسند جيد عن عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فأطرق مالك فأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كما وصف به نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع وما أراك الا صاحب بدعة أخرجوه

ومن طريق يحيى بن يحيى عن مالك نحو المنقول عن أم سلمة لكن قال فيه والاقرار به واجب والسؤال عنه بدعة

وأخرج البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي قال كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحددون ولا يشبهون ويروون هذه الأحاديث ولا يقولون كيف

قال أبو داود وهو قولنا
قال البيهقي وعلى هذا مضى أكابرنا

وأسند اللالكائي عن محمد بن الحسن الشيباني قال اتفق الفقهاء كلهم من المشرق الى المغرب على الإيمان بالقرآن وبالأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير فمن فسر شيئا منها وقال بقول جهم فقد خرج عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفارق الجماعة لأنه وصف الرب بصفة لا شيء

ومن طريق الوليد بن مسلم سألت الأوزاعي ومالكا والثوري والليث بن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفة فقالوا أمروها كما جاءت بلا كيف

وأخرج بن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر واما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأنه علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر فنثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال ليس كمثله شيء

وأسند البيهقي بسند صحيح عن احمد بن أبي الحواري عن سفيان بن عيينة قال كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه

ومن طريق أبي بكر الضبعي قال مذهب أهل السنة في قوله الرحمن على العرش استوى قال بلا كيف والآثار فيه عن السلف كثيرة وهذه طريقة الشافعي وأحمد بن حنبل

التمهيد لابن عبد البر ج: 7 ص: 151

وأخبرنا محمد بن عبدالملك قال حدثنا عبدالله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا بكار بن عبدالله القرشي قال حدثنا مهدي بن جعفر عن مالك بن أنس أنه سأله عن قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال فأطرق مالك ثم قال استواؤه مجهول والفعل منه غير معقول والمسألة عن هذا بدعة
قال بقي وحدثنا أيوب بن صلاح المخزومي بالرملة قال كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له يا أبا عبدالله مسألة أريد أن أسألك عنها فطأطأ مالك رأسه فقال له يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال سألت عن غير مجهول وتكلمت في غير معقول إنك امرؤ سوء أخرجوه فأخذوا بضبعيه فأخرجوه
إلى أن قال أبو عمر: الذي أقول أنه من نظر إلى إسلام أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعد وعبدالرحمن وسائر المهاجرين والأنصار وجميع الوفود الذين دخلوا في دين الله أفواجا علم أن الله عز وجل لم يعرفه واحد منهم إلا بتصديق النبيين بأعلام النبوة ودلائل الرسالة لا من قبل حركة ولا من باب الكل والبعض ولا من باب كان ويكون ولو كان النظر في الحركة والسكون عليهم واجبا وفي الجسم ونفيه والتشبيه ونفيه لازما ما أضاعوه ولو أضاعوا الواجب ما نطق القرآن بتزكيتهم وتقديمهم ولا أطنب في مدحهم وتعظيمهم ولو كان ذلك من عملهم مشهورا أو من أخلاقهم معروفا لاستفاض عنهم ولشهروا به كما شهروا بالقرآن والروايات

إنتهى كلامه ، ووضح الصبح لذي عينين ، ولله وحده تعالى الفضل

وإلى لقــــــــــــــــاء مع الإمام الشافعي .


------------------
" نية المؤمن خير من عمله "
  #10  
قديم 24/09/2000, 02:26 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Post

(3)- الإمام محمد بن إدريس الشافعي:-

كذلك ألصقوا به (الحشوية المجسمة) القول بالجسمية والتحيز وأن الله مستقر على العرش – تعالى الله عن ذلك.

يقول العلامة التقي الحصني الشافعي شارحا ((الجوهرة)) ص183:

ولقد أسرف بعض الناس في هذا العصر فخاضوا في متشابه الصفات بغير حق ، وأتوا في أحاديثهم عنها بما لم يأذن به الله ..... فهم قوم قد تصوروا الذات الإلهية كما صورتها لهم أخيلتهم ، ثم راحوا يستنهضون ظواهر بعض الأيات إلى تلك الأخيلة لتصدقها ، ومن الزيغ أنهم يواجهون العامة وأشباههم بما اعتقدوه ، ومن المؤسف أنهم ينسبون ما يقولون إلى سلفنا الصالح ، ويخيلون إلى الناس أنهم سلفيون.

ومن أقوالهم: أن الله سبحانه يشار إليه بالإشارة الحسية ، وأن له من الجهات الست جهة الفوق ، وأنه استوى على العرش بذاته استواء حقيقيا ، بمعنى أنه استقر استقرارا حقيقيا ، غير أنهم يعودون للقول بأنه ليس كأستقرارنا وليس على ما نعرف ، وليس لهم مستند في ذلك إلا التشبث بالظواهر ، وقد تجلى مذهب السلف والخلف آنفا ، وفيه: أن حمل متشابهات الصفات على ظواهرها مع القول بأنها باقية على حقيقتها ليس رأيا لأحد المسلمين ، وإنما هو رأي لبعض أصحاب الأديان الأخرى كاليهود والنصارى وأهل النحل الضالة كالمشبهة والمجسمة.

وقال ص188: والحق أنه ليس من السلف فعل ما فعلوه ، ولا أحد من الخلف ذهب إليه ، اهـ المراد منه.

وقال الذهبي في ((الميزان)) 3/656 ، 657 : أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن ، منها حديث في فضل ليلة عاشوراء ، ومنها عقيدة الشافعي اهـ وأقره الحافظ على ذلك في ((اللسان)) ج5ص301 ،302 على ذلك. اهـ ،

ويقول ايضا (العلامة تقي الدين الحصني الشافعي) في مقدمة كتابه ((دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل أحمد)) : وبعد : فإن سبب وضعي هذه الاحرف اليسيرة ، ما دهمني من الحيرة من أقوام أخباث السريرة ، يظهرون الإنتماء إلى مذهب السيد الجليل الإمام أحمد ، وهم على خلاف ذلك ، والفرد الصمد ، والعجب ، أنهم يعظمونه في الملأ ، ويتكاتمون أضلاله مع بقية الأئمة ، وهم أكفر ممن تمرد وجحد ، ويضلون عقول العوام وضعاف الطلبة بالتمويه الشيطاني ، وإظهار التعبد والتقشف ، وقراءة الأحاديث ويعتنون بالمسند ، وكل ذلك خزعبلات منهم وتمويه .... والحاصل من كلام ابن حامد والقاضي وابن الزاغوني من التشبيه والصفات التي لا تليق بجانب الحق سبحانه وتعالى ... هي نزعة سامرية في التجسيم ، ومزعة يهودية في التشبيه ، وكذا نزعة نصرانية .... وبالغوا في الإفتراء إما لجهلهم وإما لضغينة في قلوبهم لانهم أفراخ السامرة في التشبيه ويهود في التجسيم.

هذا كلام أحد علماء أهل السنة الشافعية ، وناهيك بالمحضر الذي كتبه علماء الشافعية في الرد على الحشوية المجسمة، منهم الشيخ أبو اسحاق الشيرازي والإمام أبو بكر الشاشي وآخرون كما في ((تبيين كذب المفتري )) لإبن عساكر ص310 جاء فيه بعد كلام:

ونسبوا (يعني الحشوية) كل من ينزه الباري – تعالى وجل – عن النقائص والآفات ، وينفي عنه الحدوث والتشبيهات ، ويقدسه عن الحلول والزوال ويعظمه عن التغير من حال إلى حال ، وعن حلوله في الحوادث ، وحدوث الحوادث فيه ، إلى الكفر والطغيان ..... إلى أن قال: وتمادت الحشوية على ضلالها والإصرار على جهالتها وأبو إلا التصريح بأن المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل وأنه ينزل ويتردد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلان من ذهب ....... اهـ إلخ هرائهم ، نستغفر الله مما قالوه

ويقول الإمام السبكي الشافعي في ((السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل)) ص55 بعدما أورد كلاما لإبن القيم الحشوي المجسم : انتهى كلام هذا الملحد تبا له وقطع الله دابر كلامه .......... إلى أن ذكر هذا الملعون – حسب تعبيره- أقام طوائف الحنفية والمالكية والشافعية في صورة الملاحدة الزنادقة المقرين على أنفسهم باتباع فرعون وهامان وأرسطو وابن سينا .... إلخ


يتبع..........
  #11  
قديم 27/09/2000, 07:29 PM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Post

4)- الإمام أحمد بن حنبل الشيباني:-

ولم يسلم منهم الإمام أحمد ، وكيف يسلم؟؟ والله تعالى ما سلم من كلامهم الخبيث ، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، فمن بقي؟؟

نذكركم بالمحضر الذي كتبه علماء الشافعية ((تبيين كذب المفتري)) ص310 لإبن العساكر

جاء فيه بعد كلام:

((أن جماعة من الحشوية الأوباش الرعاع المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة ما لم يسمح به ملحد فضلا عن موحد ، ولا تجوز به قادح في أصل الشريعة ولا معطل ، ونسبوا كل من ينزه الباري – تعالى وجل – عن النقائص والآفات ، وينفي عنه الحدوث والتشبيهات ، ويقدسه عن الحلول والزوال ويعظمه عن التغير من حال إلى حال ، وعن حلوله في الحوادث ، وحدوث الحوادث فيه ، إلى الكفر والطغيان ..... إلى أن قال: وتمادت الحشوية على ضلالها والإصرار على جهالتها وأبو إلا التصريح بأن المعبود ذو قدم وأضراس ولهوات وأنامل وأنه ينزل ويتردد على حمار في صورة شاب أمرد بشعر قطط وعليه تاج يلمع وفي رجليه نعلان من ذهب ....... اهـ إلخ هرائهم ، نستغفر الله مما قالوه

وقد ابتلي الإمام أحمد بن حنبل بأصحاب جهلة كذبوا عليه ونسبوا إليه ما لم يقله من العقائد الفاسدة والأراء الكاسدة ، كما ذكر ذلك جماعة من العلماء منهم ابن الجوزي وابن الصلاح وابن عبدالسلام والإمام السبكي وابنه التاج والذهبي وآخرون
قال العلامة التاج السبكي في ((طبقات الشافعية الكبرى)) عن هؤلاء الحشوية:
(فهذه عقيدتهم ويرون أنهم مسلمون ، وأنهم أهل السنة ، ولو عدوا عددا لما بلغ علماؤهم ولا عالم فيهم على الحقيقة مبلغا معتبرا ، ويكفرون غالب علماء الأمة ثم يعتزون إلى الإمام أحمد ابن حنبل ، وهو منهم بريء) اهـ
وقد نقل التقي الحصني في " دفع شبه من شبه وتمرد " ص ( 123 ) عن الحافظ ابن رجب الحنبلي ما نصه : ( وكان الشيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي ممن يعتقد كفر ابن نيمية وله عليه الرد ، وكان يقول باعلى صوته في بعض المجالس : معذور السبكي يعني في تكفيره) ،

قال الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) ج11ص286 بعدما أورد شيئا من العقائد الفاسدة الكاسدة : والله ما قالها الإمام أحمد ، فقاتل الله واضعها ، ثم قال: فانظر جهل المحدثين كيف يروون مثل هذه الخرافة ويسكتون عليها اهـ.

ومن هؤلاء الجهلة، أرباب النحلة الخاسرة من الحشوية ، ابن حامد وابن الزاغوني والقاضي أبو يعلى ، قال عنهم ابن الجوزي الحنبلي في ((دفع شبه التشبيه ص99:

(صنفوا كتبا شانوا بها المذهب (أي مذهب الإمام) ، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام ، فحملوا الصفات على مقتضى الحس ، فسمعوا أن الله خلق أدم على صورته فأثبتوا له صورة ، ووجها زائدا على الذات ، وعينين ، وفما ، ولهوات ، وأضراسا ، وأضواء لوجهه هي السبحات ، ويدين ، وأصابع ، وكفا ، وخنصرا ، وإبهاما ، وفخذا ، وساقين ن ورجلين، وقالوا: ما سمعنا بذكر الرأس (دليل على أنهم يأخذون بقيدتهم من القال والقيل) ، وقالوا : يجوز أن يمس ويمس ، ويدني العبد من ذاته ، وقال بعضهم : ويتنفس ، ، ثم يرضـون الـعوام بقولهم : لا كمـا يـعـقل ، وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها تسمية مبتدعة ، لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ، ولم يلتفتوا إلى النصــوص الصـارفة عن الظواهر إلى المـعاني الواجبـة لله تعالى ، ولا إلى إلغــاء ما يوجبه الظـــاهر من سمات الحدوث ... ثم يتحرجون من التشبيه ، ويأنفون من إضافته إليهم ، ويقولون: نحن أهل السنة ، وكلامهم صريح في التشبيه ، وقد تبعهم خلق من العوام ... لقد كسيتم هذا المذهب شينا قبيحا ، حتى صار لا يقال عن حنبلي إلا مجسم.... وقد كان أبو محمد يقول في بعض أئمتكم : لقد شان المذهب شينا بيحا لا يغسل إلى يوم القيامة) اهـ.
ورد عليهم العلامة تقي الدين الحصني الشافعي في مقدمة كتابه ((دفع شبه من شبه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل أحمد)) :
(والحاصل من كلام ابن حامد والقاضي وابن الزاغوني من التشبيه والصفات التي لا تليق بجانب الحق سبحانه وتعالى ... هي نزعة سامرية في التجسيم ، ومزعة يهودية في التشبيه ، وكذا نزعة نصرانية .... وبالغوا في الإفتراء إما لجهلهم وإما لضغينة في قلوبهم لانهم أفراخ السامرة في التشبيه ويهود في التجسيم). اهـ
وقال العفيف اليافعي في ((مرهم العلل المعضلة في دفع الشبه والرد على المعتزلة)) :
(ومتأخروا الحنابلة غلوا في دينهم غلوا فاحشا ، وتسفهوا سفها عظيما ، وجسموا تجسيما قبيحا ، وشبهوا الله بخلقه تشبيها شنيعا ، وجلعوا له عباده أمثالا كثيرة ، حتى قال أبو بكر ابن العربي في ((العواصم)) : أخبرني من أثق به من مشيختي ، أن القاضي أبا يعلى الحنبلي كان إذا ذكر الله سبحانه وتعالى يقول فيما ورد من هذه الظواهر في صفاته تعالى : - ألزموني ما شئتم إلا اللحية والعورة. قال أئمة بعض أهل الحق: وهذا كفر قبيح ، واستهزاء بالله – تعالى – شنيع ، وقائله جاهل به تعالى ، لا يقتدى به ولا يلتفت إليه ، ولا هو متبع لإمامه الذي يتسب إليه ويتستر به ، بل هو شريك المشركين في عبادة الأصنام ، فإنه ما عبد الله ولا عرفه ، وإنما صور صنما في نفسه ، فتعالى الله عما يقول الملحدون والجاحدون علوا كبيرا). اهـ
هذا وإذا نظرنا إلى عقيدة هؤلاء في أسماء الله وصافه فإننا نجد أنهم خالفوا الإمام أحمد في ذلك ومن تلك الأمثلة أن الإمام أحمد يؤول ظاهر بعض الصفات وإليك مثالا:
قال ابن كثير في " البداية والنهاية "( 10 / 327 ) : " روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن احمد بن حنبل ، تأول قول الله تعالى (وجاء ربك) أنه جاء ثوابه . ثم قال البيهقي : وهذا إسناد لا غبار عليه ". ثم قال ابن كثير : " وكلامه - أي الامام أحمد - في نفي التشبيه وترك الخوض في الكلام والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه " .


------------------
" نية المؤمن خير من عمله "

<font size=1 face=tahoma>[تم تعديل الموضوع بواسطة البدر الساري (في 28 October 2000).]</font>
  #12  
قديم 02/12/2001, 02:01 PM
أبو مجاهد أبو مجاهد غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 26/02/2000
الإقامة: سلطنة عمان - مسقط
المشاركات: 932
Post

رفع تحقيقا للفائدة والمنفعة.

------------------
((( إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله )))
  #13  
قديم 12/12/2001, 08:37 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Question

نفتقد مشاركة الاخوة المهتمين بالكتبة عن العقيدة الاسلامية الصحيحة مثل الاخ البدر الساري.

فهل من رجعة قريبة أخي العزيز؟

------------------
  #14  
قديم 13/12/2001, 12:49 AM
ضيف
 
المشاركات: n/a
Post

شكراً للجهد المنير للفاضل البدر الساري.

مع تمنياتي لك لمزيد من نور الله تعالى، أتمنى أن يحتسب ما تعمله لدين الله ضمن حسناتك مضاعفاً إلى يوم القيامة.
  #15  
قديم 21/02/2005, 03:26 PM
المستبلي المستبلي غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 31/01/2004
الإقامة: مسقط
المشاركات: 3,569
للإطلاع والفائدة
  #16  
قديم 26/02/2005, 04:41 AM
الاسكندر الاكبر الاسكندر الاكبر غير متواجد حالياً
الـقـيـصـر
 
تاريخ الانضمام: 12/01/2004
الإقامة: Green and Clean Country
المشاركات: 11,142
  #17  
قديم 26/02/2005, 09:38 AM
زهر الاوركيد زهر الاوركيد غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 23/04/2004
الإقامة: *حاضرة الشمال*
المشاركات: 3,688
جميل جدا
  #18  
قديم 27/02/2005, 11:03 PM
منافح منافح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 04/02/2005
المشاركات: 75
صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه فذكر الحديث وفيه أن رسول الله أشار إلى أبي بكر أن أمكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله ثم استأخر فذكره
  #19  
قديم 27/02/2005, 11:05 PM
منافح منافح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 04/02/2005
المشاركات: 75
ذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة من حديث سعيد بن جبير رضي الله عنه قال تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السموات السبع إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك
  #20  
قديم 27/02/2005, 11:07 PM
منافح منافح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 04/02/2005
المشاركات: 75
وقال إسحق بن راهويه أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة في قوله تعالى ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم )قال ابن عباس رضي الله عنهما لم يستطع أن يقول من فوقهم علم أن الله من فوقهم
  #21  
قديم 27/02/2005, 11:09 PM
منافح منافح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 04/02/2005
المشاركات: 75
ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال كانت زينب تفتخر على أزواج النبي وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات وفي لفظ غيرهما كانت تقول زوجنيك الرحمن من فوق عرشه كان جبريل السفير بذلك وأنا ابنة عمتك رواه العسال
  #22  
قديم 27/02/2005, 11:11 PM
منافح منافح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 04/02/2005
المشاركات: 75
روى الدارمي والحاكم والبيهقي وغيرهم بأصح إسناد إلى علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول نعرف ربنا بأنه فوق سبع سموات على العرش استوى بائن من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية وفي لفظ آخر قلت كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما قالت الجهمية
  #23  
قديم 27/02/2005, 11:14 PM
منافح منافح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 04/02/2005
المشاركات: 75
قال البيهقي حدثنا أبو بكر بن الحارث الفقيه قال حدثنا أبو محمد ابن حيان أخبرنا أحمد بن جعفر بن نصر قال حدثنا يحيى بن يعلى قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة يقول كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهميا فدخلت الكوفة فقيل لها إن هاهنا رجلا قد نظر في المعقول يقال له أبو حنيفة فأتيه فأتته فقالت أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك أين إلهك الذي تعبده فسكت عنها ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ثم خرج إلينا وقد وضع كتابا إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض فقال له رجل أرأيت قول الله تعالى ( وهو معكم ) قال هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت عنه غائب قال البيهقي لقد أصاب أبو حنيفة رحمه الله تعالى فيما نفى عن الله تعالى وتقدس من الكون في الأرض وفيما ذكر من تأويل الآية وتبع مطلق السمع في قوله إن الله عز وجل في السماء
  #24  
قديم 27/02/2005, 11:17 PM
منافح منافح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 04/02/2005
المشاركات: 75
قول إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى
ذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد أن ابن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا شريح بن النعمان حدثنا عبد الله بن نافع قال قال مالك بن أنس الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان قال وقيل لمالك ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى فقال مالك رحمه الله تعالى استواؤه معقول وكيفيته مجهولة وسؤالك عن هذا بدعة وأراك رجل سوء
  #25  
قديم 27/02/2005, 11:43 PM
الجذيل المحكك الجذيل المحكك غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 12/09/2003
المشاركات: 101
rrrr

eeeeeeeeeeeeee

آخر تحرير بواسطة الجذيل المحكك : 27/02/2005 الساعة 11:48 PM
  #26  
قديم 28/02/2005, 07:05 AM
المستبلي المستبلي غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 31/01/2004
الإقامة: مسقط
المشاركات: 3,569
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة منافح
ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال كانت زينب تفتخر على أزواج النبي وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات وفي لفظ غيرهما كانت تقول زوجنيك الرحمن من فوق عرشه كان جبريل السفير بذلك وأنا ابنة عمتك رواه العسال
رواية أخرى استغلَّ أهل الْحَدِيث غفلة الرواة في نقلها هي ما جاء عن زينب بنت جحش أنَّها كانت تفخر على أزواج النَّبِيّ وتقول: "زوَّجَكُنَّ أهاليكنَّ، وزوَّجَني الله تعالى من فوق سبع سماوات". التي رواها البخاري عن رجل مَجهول اسمه أحمد، احتار ابن حجر العسقلاني كغيره من أهل الْحَدِيث في تسميته، يقول ابن حجر: (حدثنا أحمد) كذا للجميع غير منسوب، وذكر أبو نصر الكلابذي أنه أحمد بن سيار المروزي، وقال الحاكم: هو أحمد بن نصر النيسابوري، يعني الْمذكور في سورة الأنفال، وشيخه فيه مُحمَّد بن أبي بكر الْمقدمي قد أخرج عنه البخاري في كتاب الصلاة بغير واسطة، وجزم أبو نعيم في المستخرج بأنَّ الباخري أخرج هذا الْحَدِيث عن مُحمَّد بن أبي بكر الْمقدمي ولم يذكر واسطة، والأوَّل هو الْمعتمد"

بينما روى التِّرمذي هذه الرواية عن مُحمَّد بن الفضل الْمختلط الذي شهد باختلاطه البخاري وأبو حاتِم، وأبو داود، والدارقطني.

ومع أنَّه لا حُجَّة في الرواية لكونها موقوفة على زينب بنت جحش، وليست من كلام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ أَنَّهُ ولبيان حقيقة عدم ضبط الرُّواة، فقد وردت نفس هذه الرواية من طريق أنس بن مالك نفسِه بلفظ: "إنَّ الله أنكحني في السَّماء". وجاءت أيضاً من طريق أنس بن مالك بلفظ "إن الله أنكحني من السماء"
  #27  
قديم 28/02/2005, 10:50 PM
منافح منافح غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 04/02/2005
المشاركات: 75
قول الإمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر إمام السنة في زمانه رحمه الله تعالى
قال في كتاب التمهيد في شرح الحديث الثامن لابن شهاب عن ابن سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له هذا الحديث ثابت من جهة النقل صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة وهو حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم إن الله في كل مكان وليس على العرش والدليل على صحة ما قال أهل الحق في ذلك قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى )
وقوله تعالى ( ثم استوى على العرش ما لكم من دونه ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون )
وقوله تعالى ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان )
وقوله تعالى ( إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا )
وقوله تبارك اسمه ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )
وقوله تعالى ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )
وقوله تعالى ( أءمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )
وقوله تعالى ( فسبح اسم ربك الأعلى ) وهذا من العلو
وكذلك قوله ( العلي العظيم ) و ( الكبير المتعال ) و ( رفيع الدرجات ذو العرش ) و ( يخافون ربهم من فوقهم ) والجهمي يقول إنه أسفل
وقوله تعالى ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه )

وقوله تعالى ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي )
وقوله تعالى ( بل رفعه الله إليه )
وقوله تعالى ( فالذين عند ربك يسبحون له )
وقوله تعالى ( ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه ) والعروج هو الصعود
وأما قوله ( أءمنتم من في السماء ) فمعناه من على السماء يعني على العرش وقد يكون في بمعنى على ألا ترى إلى قوله تعالى ( فسيحوا في الأرض ) أي على الأرض
وكذلك قوله تعالى ( ولاصلبنكم في جذوع النخل ) وهذا كله يعضده قوله تعالى ( تعرج الملائكة والروح إليه ) وما كان مثله مما تلونا من الآيات في هذا الباب وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة
رد ادعائهم المجاز في الاستواء
وأما ادعاؤهم المجاز في الاستواء وقولهم في تأويل استوى استولى فلا معنى له لأنه غير ظاهر في اللغة ومعنى الاستيلاء في اللغة المغالبة والله تعالى لا يغالبه أحد وهو الواحد الصمد ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل الينا من ربنا تعالى إلا على ذلك وإنما يوجه كلام الله عز وجل على الأشهر وإلا ظهر من وجوهه ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ما ثبت شيء من العبادات وجل الله أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب من معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين والاستواء معلوم في اللغة مفهوم وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكن فيه قال أبو عبيدة في قوله ( الرحمن على العرش استوى ) قال علا قال وتقول العرب استويت فوق الدابة واستويت فوق البيت وقال غيره استوى أي استقر واحتج بقوله تعالى ( ولما بلغ أشده واستوى ) انتهى شبابه واستقر فلم يكن في شبابه مزيد قال ابن عبد البر الاستواء الاستقرار في العلو وبهذا خاطبنا الله تعالى في كتابه فقال ( لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه )
وقال تعالى ( واستوت على الجودي )
وقال تعالى ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك )
وقال الشاعر
( فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة % وقد حلق النجم اليماني فاستوى )
وهذا لا يجوز أن يتأول فيه أحد استولى لأن النجم لا يستولي وقد ذكر النضر بن شميل وكان ثقة مأمونا جليلا في علم الديانة واللغة قال حدثني الخليل وحسبك بالخليل قال أتيت أبا ربيعة الأعرابي وكان من أعلم ما رأيت فإذا هو على سطح فسلمنا فرد علينا السلام وقال استووا فبقينا متحيرين ولم ندر ما قال فقال لنا أعرابي إلى جانبه إنه أمركم أن ترفعوا فقال الخليل هو من قول الله ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان ) فصعدنا إليه قال وأما من نزع منهم بحديث يرويه عبد الله بن داود الواسطي عن إبراهيم ابن عبد الصمد عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) قال استولى على جميع بريته فلا يخلو منه مكان فالجواب إن هذا حديث منكر على ابن عباس رضي الله عنهما ونقلته مجهولة وضعفاء فأما عبد الله بن داود الواسطي وعبد الوهاب بن مجاهد فضعيفان وإبراهيم بن عبد الصمد وجهول لا يعرف وهم لا يقبلون أخبار الآحاد العدول فكيف يسوغ لهم الاحتجاج بمثل هذا الحديث لو عقلوا وأنصفوا أما سمعوا الله سبحانه حيث يقول ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ) فدل على أن موسى عليه الصلاة والسلام كان يقول إلهي في السماء وفرعون يظنه كاذبا وقال الشاعر
( فسبحان من لا يقدر الخلق قدره % ومن هو فوق العرش فرد موحد )
( مليك على عرش السماء مهيمن % لعزته تعنو الوجوه وتسجد )
وهذا الشعر لأمية بن أبي الصلت وفيه يقول في وصف الملائكة
( وساجدهم لا يرفع الدهر رأسه % يعظم ربا فوقه ويمجد )
قال فإن احتجوا بقوله تعالى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله )
وبقوله تعالى ( وهو الله في السموات وفي الأرض )
وبقوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم )
وزعموا أن الله سبحانه في كل مكان بنفسه وذاته تبارك وتعالى جده قيل لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة أنه ليس في الأرض دون السماء بذاته فوجب حمل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجمع عليه وذلك أنه في السماء اله معبود من أهل السماء وفي الأرض اله معبود من أهل الأرض وكذا قال أهل العلم بالتفسير وظاهر هذا التنزيل يشهد أنه على العرش فالاختلاف في ذلك ساقط وأسعد الناس به من ساعده الظاهر
وأما قوله في الآية الأخرى ( وفي الأرض اله ) فالإجماع والاتفاق قد بين أن المراد أنه معبود من أهل الأرض فتدبر هذا فإنه قاطع
ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء ونصبوا أيديهم رافعين مشيرين بها إلى السماء يستغيثون الله ربهم تبارك وتعالى وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته لأنه اضطراري لم يخالفهم فيه أحد ولا أنكره عليهم مسلم وقد قال للأمة التي أراد مولاها عتقها إن كانت مؤمنة فاختبرها رسول الله بأن قال لها أين الله فأشارت إلى السماء ثم قال لها من أنا قالت أنت رسول الله قال اعتقها فإنها مؤمنة فاكتفى رسول الله منها برفع رأسها إلى السماء واستغنى بذلك عما سواه قال وأما احتجاجهم بقوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله وذكر سنيد عن مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) قال هو على عرشه وعلمه معهم أينما كانوا قال وبلغني عن سفيان الثوري مثله قال سنيد حدثنا حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه قال الله فوق العرش وعلمه في كل مكان لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ثم ساق من طريق يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام وما بين كل سماء إلى الأخرى خمسمائة عام وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام والعرش على الماء والله على العرش ويعلم أعمالكم
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 02:06 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.