|
#1
|
||||
|
||||
العمالة الوجه الآخر لظاهرة الإرهاب
الإرهاب تلك الظاهرة التي تشغل العالم ، والتي تختلف حولها التأويلات والتفسيرات ، تنقسم بين إرهاب منظم ومبرمج ومدروس ، وإرهاب فوضوي إعتباطي . بين إرهاب أفراد أقدموا عليه بفعل تربية ، أو بفعل واقع مستبد ، أو بفعل التعبير عن الأفق المسدود أمامهم على المستوى الإجتماعي أو الإقتصادي أو السياسي ، وكل ذلك تتحمّل مسؤوليته مجموعة النظم التربوية والثقافية والسياسية التي تحكم المجتمعات التي ينتمي إليها هذا الصنف من الناس . وبين إرهاب الدولة المنظّم والمبرمج والذي يسير وفق خطة منهجية مرسومة بواسطة مراكز الدراسات ورسم السياسات الإستراتيجية ، والذي يهدف إلى قمع الشعوب ، والسيطرة عليها وعلى ثرواتها عبر إرهابها وإخافتها وترويعها ، وكل ذلك قد يحدث تحت عناوين إنسانية وحقوقية ، وفي كثير من الأحيان بغطاء من القرارات الدولية . ويبقى أن نذكر أن الفرق واضح وبيّن بين الإرهاب الذي يستهدف المدنيين ، وبين حق الشعوب في تقرير مصيرها ، وتحرير أراضيها المحتلة بكافة الوسائل والطرق المتاحة بما فيها المقاومة ، وهذا ما هو حاصل في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان .
إن الحديث عن إرهاب الدولة المنظّم الذي يزرع الخوف في صدور الأطفال ، والذي يروّع النساء والشيوخ والمدنيين حديثٌ يطول ، لأن ممارسات إرهاب الدولة ممارسات يومية ، ففي كل يوم ، بل في كل ساعة عمل إرهابي يذهب ضحيته عشرات القتلى والجرحى ، وتـُدمّر بفعله عشرات المنازل . هذا الإرهاب الذي لم تسلم منه دور الشفاء ، ولا دور الحضانة ، ولا دور الثقافة ، ولا دور العبادة ، لم يسلم منه البشر ولا الحجر والشجر ، وما يجري على أرض العراق وفلسطين خير دليل على إرهاب الدولة المنظّم الذي يغتال البسمة من على شفاه الأطفال ، ويسرق النوم من عيونهم . إن الحديث عن إرهاب الدولة يقودنا إلى الحديث عن الوجه الآخر له ، أي العمالة ، التي تشكل مع إرهاب الدولة وجهين لعملة واحدة . العمالة هذه الجرثومة الفاسدة والمفسدة في آن ، والتي تمثّل عين العدو التي يرى بها ، وأذنه التي يسمع بها ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، لولاها هو أعمى وأصم وأبكم ومقعد ، فكم هي عظيمة تلك الخدمات التي نظنّها بسيطة والتي يقدمها العملاء إلى أسيادهم الإرهابيين ، فإذا بها تـُذهب أرواحاً وأبرياء ومدنيين لا صلة ولا علاقة لهم بما يجري في عالم العصر . كيف تستطيع طائرة أباتشي أن تستهدف سيارة في زقاق من أزقة غزّة لولا تعقّب العملاء لها ؟ وكيف لها أن تصيب محلاً بسيطاً لصناعة الألمينيوم في عمق الأحياء المأهولة لولا إحداثيات العملاء ؟ وكيف لطائرات أف 16 الأمريكية أن تسقط صواريخها على مبنى في الفلوجة أو النجف أو أية مدينة عراقية لولا قلة ضمير أولئك الذين يبحثون عن الدولار ولو في أكوام القمامة ؟ وكيف وكيف وكيف 000؟؟ أسئلة لا تنتهي ، ففي كل يوم جريمة جديدة لإرهاب الدولة المنظّم ومع كل جريمة بصمة عميل قبض حفنة من الدولارات . وإن آخر الجرائم المنظّمة التي ارتكبها إرهاب الدولة الصهيونية ، إغتيال قائد من قادة حركة حماس المبعدين إلى دمشق عز الدين الشيخ خليل بواسطة عبوّة استهدفت سيارته ، فنالت من جسده ، كما جرحت اثنين من المدنيين ، وقد فاخر قادة الكيان الصهيوني بعملهم القذر واعتبروه عملاً بطولياً . والطبع فإن بصمة العملاء ستكون حاضرة في هذا الإعتداء والأيام ستثبت ذلك . إن العمالة ذاك الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني والأمريكي ، ذاك الذراع المستعد لزرع الخوف والدمار في كل مكان دون استثناء ، يجب أن نعيد النظر في التعامل معه . يجب أن تـُقطع هذه الذراع عبر إجراءات صارمة بحق العملاء ، تـُطهّر المجتمع منهم ، وتترك إرهاب الدولة بدون عين يرى بها وأذن يسمع بها ورجل يمشي بها ويد يبطش بها ، وعندها فقط سننال منه ، وسنلحق به شر الهزائم . وأما ما نراه في عالمنا العربي اليوم ، من تكريم لهم ، وحفظ لأدوارهم ، ودفاع عنهم ، وجعلهم في المناصب المرموقة ، فإن ذلك سيزيد من مآسينا ، وسيجعل إرهاب الدولة أكثر قدرة على النيل من قادتنا ورموزنا ومؤسساتنا ومدنيينا ، ولكن الأمل كل الأمل في مقاوماتنا الصامدة في كل من فلسطين والعراق ، والتي لا تبخل على أمتنا بقادة جدد يجددون عهد مواصلة المسير من أجل إنجاز التحرير . منقول..... وائل نجم |
مادة إعلانية
|
أدوات الموضوع | البحث في الموضوع |
|
|
تقييم هذا الموضوع | |
تقييم هذا الموضوع:
|
|
|