سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة السياسة والإقتصاد

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 19/10/2004, 06:27 PM
صورة عضوية فوز
فوز فوز غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/02/2003
المشاركات: 301
Lightbulb العمالة الوجه الآخر لظاهرة الإرهاب

الإرهاب تلك الظاهرة التي تشغل العالم ، والتي تختلف حولها التأويلات والتفسيرات ، تنقسم بين إرهاب منظم ومبرمج ومدروس ، وإرهاب فوضوي إعتباطي . بين إرهاب أفراد أقدموا عليه بفعل تربية ، أو بفعل واقع مستبد ، أو بفعل التعبير عن الأفق المسدود أمامهم على المستوى الإجتماعي أو الإقتصادي أو السياسي ، وكل ذلك تتحمّل مسؤوليته مجموعة النظم التربوية والثقافية والسياسية التي تحكم المجتمعات التي ينتمي إليها هذا الصنف من الناس . وبين إرهاب الدولة المنظّم والمبرمج والذي يسير وفق خطة منهجية مرسومة بواسطة مراكز الدراسات ورسم السياسات الإستراتيجية ، والذي يهدف إلى قمع الشعوب ، والسيطرة عليها وعلى ثرواتها عبر إرهابها وإخافتها وترويعها ، وكل ذلك قد يحدث تحت عناوين إنسانية وحقوقية ، وفي كثير من الأحيان بغطاء من القرارات الدولية . ويبقى أن نذكر أن الفرق واضح وبيّن بين الإرهاب الذي يستهدف المدنيين ، وبين حق الشعوب في تقرير مصيرها ، وتحرير أراضيها المحتلة بكافة الوسائل والطرق المتاحة بما فيها المقاومة ، وهذا ما هو حاصل في كل من فلسطين والعراق وأفغانستان .
إن الحديث عن إرهاب الدولة المنظّم الذي يزرع الخوف في صدور الأطفال ، والذي يروّع النساء والشيوخ والمدنيين حديثٌ يطول ، لأن ممارسات إرهاب الدولة ممارسات يومية ، ففي كل يوم ، بل في كل ساعة عمل إرهابي يذهب ضحيته عشرات القتلى والجرحى ، وتـُدمّر بفعله عشرات المنازل . هذا الإرهاب الذي لم تسلم منه دور الشفاء ، ولا دور الحضانة ، ولا دور الثقافة ، ولا دور العبادة ، لم يسلم منه البشر ولا الحجر والشجر ، وما يجري على أرض العراق وفلسطين خير دليل على إرهاب الدولة المنظّم الذي يغتال البسمة من على شفاه الأطفال ، ويسرق النوم من عيونهم .
إن الحديث عن إرهاب الدولة يقودنا إلى الحديث عن الوجه الآخر له ، أي العمالة ، التي تشكل مع إرهاب الدولة وجهين لعملة واحدة . العمالة هذه الجرثومة الفاسدة والمفسدة في آن ، والتي تمثّل عين العدو التي يرى بها ، وأذنه التي يسمع بها ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، لولاها هو أعمى وأصم وأبكم ومقعد ، فكم هي عظيمة تلك الخدمات التي نظنّها بسيطة والتي يقدمها العملاء إلى أسيادهم الإرهابيين ، فإذا بها تـُذهب أرواحاً وأبرياء ومدنيين لا صلة ولا علاقة لهم بما يجري في عالم العصر . كيف تستطيع طائرة أباتشي أن تستهدف سيارة في زقاق من أزقة غزّة لولا تعقّب العملاء لها ؟ وكيف لها أن تصيب محلاً بسيطاً لصناعة الألمينيوم في عمق الأحياء المأهولة لولا إحداثيات العملاء ؟ وكيف لطائرات أف 16 الأمريكية أن تسقط صواريخها على مبنى في الفلوجة أو النجف أو أية مدينة عراقية لولا قلة ضمير أولئك الذين يبحثون عن الدولار ولو في أكوام القمامة ؟ وكيف وكيف وكيف 000؟؟ أسئلة لا تنتهي ، ففي كل يوم جريمة جديدة لإرهاب الدولة المنظّم ومع كل جريمة بصمة عميل قبض حفنة من الدولارات . وإن آخر الجرائم المنظّمة التي ارتكبها إرهاب الدولة الصهيونية ، إغتيال قائد من قادة حركة حماس المبعدين إلى دمشق عز الدين الشيخ خليل بواسطة عبوّة استهدفت سيارته ، فنالت من جسده ، كما جرحت اثنين من المدنيين ، وقد فاخر قادة الكيان الصهيوني بعملهم القذر واعتبروه عملاً بطولياً . والطبع فإن بصمة العملاء ستكون حاضرة في هذا الإعتداء والأيام ستثبت ذلك .
إن العمالة ذاك الوجه الآخر للإرهاب الصهيوني والأمريكي ، ذاك الذراع المستعد لزرع الخوف والدمار في كل مكان دون استثناء ، يجب أن نعيد النظر في التعامل معه . يجب أن تـُقطع هذه الذراع عبر إجراءات صارمة بحق العملاء ، تـُطهّر المجتمع منهم ، وتترك إرهاب الدولة بدون عين يرى بها وأذن يسمع بها ورجل يمشي بها ويد يبطش بها ، وعندها فقط سننال منه ، وسنلحق به شر الهزائم . وأما ما نراه في عالمنا العربي اليوم ، من تكريم لهم ، وحفظ لأدوارهم ، ودفاع عنهم ، وجعلهم في المناصب المرموقة ، فإن ذلك سيزيد من مآسينا ، وسيجعل إرهاب الدولة أكثر قدرة على النيل من قادتنا ورموزنا ومؤسساتنا ومدنيينا ، ولكن الأمل كل الأمل في مقاوماتنا الصامدة في كل من فلسطين والعراق ، والتي لا تبخل على أمتنا بقادة جدد يجددون عهد مواصلة المسير من أجل إنجاز التحرير .

منقول.....
وائل نجم
  مادة إعلانية
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 05:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.