سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث

العودة   سبلة العرب > سبلة السياسة والإقتصاد

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع التقييم: تقديرات الموضوع: 25 تصويتات، المعدل 5.00.
  #51  
قديم 10/09/2002, 10:44 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

إصلاحات في جهاز الحكم واتخاذ القرارات <br /><br />مع كل البدائل المذكورة أعلاه ترافق تغيير في أجهزة الحكم العماني، ومرحلة انتقال وقفت أمام محاولة إقامة الحكم الحديث. وتبدي أن جهاز الحكم المقلص للدولة القبلية السعيدية، حيث عمل موظفوها في إطار الأوامر السلطانية التي تحدد بحزم حدود الصلاحيات، لم يعد يناسب متطلبات الواقع.<br /><br /> وظهر بعد الانقلاب أنه لا يوجد في عمان جهاز حكم كفؤ يأخذ علي عاتقه المهمة التي توجبها عملية تنمية واسعة النطاق وأنه لا توجد قوة بشرية مدربة كفوءة لاتخاذ القرارات وشغل المناصب الكبري. ورغم نيات وخطط التطوير الطموحة للسلطان فلم يكن قابوس ناضجاً لأخذ زمام السلطة . فقد كان يعرف قلة فقط من العمانيين، ولم تكن له علاقات مع القبائل، وعملياً كان يفتقد لأي بؤرة إخلاص في المجتمع العُماني. وفي محيطه القريب وجد مستشارون وضباط بريطانيون، وكان قابوس يدرك ارتباطه بهم وفهم أنه ليس بالإمكان تحديد سياسات بدون تأييدهم. <br /><br />وفي الفراغ الذي تولد بعد الانقلاب أصبح الحكم في يد لجنة من المستشارين الأجانب (مجلس استشاري مؤقت) وقف علي رأسه سكرتير الدفاع، يوأودلمان(106). وهذا المجلس هدف الي أن يكون جسرا في مرحلة الانتقال من جهاز الحكم المقلص للدولة القبلية السعيدية للنظام الجديد الذي بدأ يؤسسه قابوس، وأخذ المجلس علي عاتقه تخطيط السياسات وعمل لفترة انتقالية قصيرة لمدة أسابيع كجهة جيدة لاتخاذ القرار، من خلال عمله باسم السلطان الصغير وقليل التجربة (107). <br /><br />ومن بين الأهداف التي وضعها المجلس لنفسه إشراك عم السلطان الموجود في المنفي، سيد طارق بن تيمور، وتعيينه من جديد رئيس حكومة (108)، ومع عودته - أي طارق - لعمان في أغسطس سنة 1970 تم حل المجلس وتعيينه رئيساً للحكومة العمانية (109). الحكم القديم الذي كان قائماً في السلطنة غير وجهته لتصبح الإدارة حديثة وواسعة. وفي بداية أغسطس طلب من أغلب المستشارين الأجانب (110) ورجال الإدارة السابقة أن يخرجوا من البلاد. <br /><br />موظفو الحكم العماني القدامي، مثل سيد أحمد بن إبراهيم البوسعيدي وزير الداخلية الذي تولي من سنة 1939 إلي سنة 1970 إدارة الدولة القبلية والسيد شهاب بن فيصل ال سعيد، وإسماعيل بن خليل الرصاصي، أُقيلوا أو استقالوا بأنفسهم. وفي 8/8 أعلن طارق عن تعيين الوزراء الأوائل للحكومة العمانية وكانوا أعضاء صغارا من عائلات مؤيده لآل ألبوسعيد أو أعضاء العائلة الواسعة لآل ألبوسعيد الذين عملوا ولاة وسكرتيرين شخصيين وامتلكوا تجربة إدارية في مجال القضاء والتجارة والزراعة. وهكذا تم تعيين سعود بن علي الخليلي في وزارة التعليم ود. عاصم الجمالي في وزارة الصحة والسيد بدر بن سعود ألبوسعيدي في وزارة الداخلية والسيد محمد بن أحمد ألبوسعيدي في وزارة العدل (111).<br /><br />وبموازة إقامة الحكومة برزت الحاجة لقوي عاملة ماهرة ومدربة. ورغم الطابع الحديث نسبياً للنظام الجديد، فإن وجود عُمانيين في الحكومة ما زال ظاهرة نادرة وطريقة تجنيد القوي العاملة في عملية إقامة الدولة كانت مختلفة ومتطورة أكثر من طريقة سعيد، ورغم التفضيل الذي منح لاعتبارات مثل (الإخلاص الشخصي والاصل المعروف )، أرادت الحكومة الجديدة إدماج العُمانيين في الجهاز الحكومي كذلك، لأسباب كثيرة، منها ضم أشخاص من أصل عربي عملياً. ولقد شكل حكم قابوس نظاما مختلطاً للدولة القبلية إلي جانب أسس مميزة لدولة منظمة أكثر. <br /><br /> يتبـــــــــــــــــــــع
  مادة إعلانية
  #52  
قديم 11/09/2002, 11:32 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

وبالاضافة الي مستشارين أوروبيين كانوا ناشطين، خاصة في المجال العسكري وأعدوا خطط التطوير. ظهرت في السنوات الأولي من عام 1970 ستة قطاعات محلية مميزة حازت وظائف عالية الدرجة :-<br /><br />1-أعضاء العائلة المالكة الذين دمجوا في الجهاز الحكومي الجديد بغض النظر عن مؤهلاتهم، والذين كانوا من الناحية الاقتصادية المفضلين الأساسيين في منح الحقوق للشركات الأجنبية.<br /><br />2-أعضاء العائلة الموسعة لآل بوسعيد الذين عملوا ولاة وسكرتيرين شخصيين وامتلكوا خبرة في إدارة المجتمع المحلي وفي مجالات القضاء والزراعة والمجالس المحلية ( الديوان).<br /><br />3- التجار العمانيون العرب وأبناء شبه القارة الهندية الذين تحدد موقعهم حسب الأغلبية علي أساس الإنجازات وليس علي أساس الانتماء، بسبب مؤهلاتهم كرجال أعمال.<br /><br />4-أعضاء القبائل الذين دمجوا في صفوف الحكم المحلي الجديد.<br /><br />5-عُمانيون من العامة، الذين اعتمد تقديمهم علي ثقافتهم (ومن بين هؤلاء برز أعضاء جماعات المهجر)، ووزن العمانيين المحليين في هذا الخصوص كان قليلاً، خصوصاً بسبب غياب قوة عاملة مدربة.<br /><br />6-عُمانيون من زنجبار الذين جاءوا إلي عُمان مع تغيير الحكم فيها (112).<br /><br />وبجانب إدماج شخصيات من بيت ألبوسعيد للإدارات الجديدة، فقد بذلت جهود لتجنيد عمانيين من المهجر لصفوف النظام الجديد بأمل أن يحتل هؤلاء مراكز رئيسية في عملية بناء قيادة إدارية جديدة. وجماعة العمانيين في المهجر انقسمت إلي ثلاث مجموعات أساسية واحدة منها انتسب إليها أولئك الذين غادروا البلاد في الخمسينات والستينات في محاولة لامتلاك وسائل معيشة أفضل (73). <br /><br />وبينهم كانت بالأساس قبائل من المناطق الداخلية ومن الجبل من منطقة ظفار (جبليين) الذين سافروا إلي دول الخليج التي كانت المصدر الأساسي لإستيعاب القوي العاملة. وهؤلاء المهاجرون عملوا من أجل الحصول علي سبل معيشة معقولة، وكانوا يرسلون مساعدات مالية لعائلاتهم في ظفار والداخل. وفي نهاية الستينات قُدر عددهم في دول الخليج المختلفة بحوالي 50 ألفا (114).<br /><br /> وكان هناك الشباب أبناء مسقط وأيضاً أبناء ظفار والداخل في دول عربية كمصر والعراق والكويت ( وأحيانا إلي الولايات المتحدة ) وذلك للتعلم (115). ومع الزمن ترجم هؤلاء عدم رضاهم عما يدور في عُمان بالانخراط في دوائر المعارضة للنظام السعيدي في عُمان كما ذكر سابقاً، وذلك في الحركات السياسية التي نشط ممثلوها في دول الخليج (معسكر الأمامية) وكذلك حركات ناصرية مثل حركة القوميين العرب التي شكلت ملاذاً ملائماً لنفس المثقفين. <br /><br />والمجموعة الثالثة في جماعة المهجر كانوا عمانيين من أصل زنجباري (116 )، الذين تركوا زنجبار بعد انقلاب 1964 وجزء منهم عادوا الي عمان واندمجوا في الأطر القبلية أو القروية التي ينتمون إليها(117)، ومع ذلك فإن أبواب البلاد أغلقت في وجه جزء من مهاجري زنجبار ( حسب أغلبية المثقفين منهم ) وهؤلاء انضموا لعشرات آلاف المهاجرين الذين بحثوا عن فرص جديدة في دول الخليج الغنية أو في وسط دوائر مثقفة وأكاديمية في مصر وموسكو.<br /><br /> ومع هؤلاء تم احتساب جزء من أعضاء العائلة المالكة وآخرين من آل بوسعيد، الذين قرروا الخروج من عُمان مع تعاظم إحباطهم من سياسات الاضطهاد التي مارسها السلطان ضد أفرع العائلة التي ينتمون إليها(118). ومع تغيير الحكم العُماني عادوا للبلاد، التي احتاجت الي مؤهلاتهم. ومن ناحيتهم تحولت عُمان بعد الانقلاب من قطعة ارض شعروا نحوها بالانتماء إلي هدف جذاب بالإمكان أن يفرغوا فيه كل مهاراتهم ويشاركوا في عملية بناء عُمان .<br /><br />ان عملية بناء الحكم الجديد بدأت فوراً بعد الانقلاب واستمرت طيلة سنوات الحكم الأولي لقابوس، وبالإضافة إلي الوزارات الأربع التي أعلن عن إقامتها طارق بن تيمور في أغسطس 1970، أقيمت إدارات تهتم بالشؤون الخارجية والاقتصاد والإعلام والخدمات الجماهيرية والاتصالات وشؤون المجتمع والعمل وأمور عقارية والدين والوقف وديوان السلطان. وعلاوة علي ذلك أقيمت وكالات إدارية من بينها إدارة ظفار والحرس الملكي وإدارة النقد العُماني (119).<br /><br /> وفي الجهاز الحكومي للمقاطعات لم ينفذ السلطان قابوس تغيرات بعيدة المدي، فهذا الجهاز أدير كما في الماضي من قبل حكام ، عددهم أربعون، لكل إقليم وضم إلي ذلك شخص أو رجل قضاء(قاض).وفي المدن الرئيسية أقيمت مجالس بلدية تم تعيين أعضائها من قبل الحاكم في مسقط باستشارة واحدا من رؤساء العائلات المحترمة علي قاعدة اعتبارات تقليدية مثل:أصل القبائل والإجماع (120) . <br /><br /> يتبــــــــــــع
  #53  
قديم 14/09/2002, 10:37 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

إن تعيين الوزراء للوزارات عكس اتجاهات أساسية في أنماط حكم النظام الجديد. فالنظام تطلع لأن يحتفظ بالسيطرة علي الوظائف المهمة - الجيش والأمن الداخلي والنفط والأموال - وأراد إيجاد جهاز رقابة وإشراف علي القبائل(121)، الأمر الذي تجسد في إبعاد السيد أحمد بن إبراهيم، وزير الداخلية في الحكم السابق وأحد مهندسي الدولة القبلية السعيدي، الذي احكم قبضته بسبب تجربته ودرايته بالجهاز القبلي، وبواسطة شبكة سيطرة إقليمية ضمت حوالي 40 حاكما إقليما. <br /><br />وقرر قابوس عزل السيد أحمد - أحد رموز الحكم السعيدي- الذي كان من المحتمل أن يثير استنكارا جديدا في وسط السكان القبليين وأن يفتتت نطاق الصلاحيات التي تحت إمرته لوزارتين :- الداخلية والعدل (122)، وذلك حتي لا يسقط في شبكة الخلافات والنزاعات القبلية، وعين قابوس في الوزارتين اثنين من العائلة المالكة الذين اعتبروا فوق الخلافات، وهذه كانت بداية في طريق بناء المؤسسة الحكومية. <br /><br />وبموازاة ذلك لم يفتقر الجهاز البنيوي الجديد أيضاً إلي تعيينات خضعت لاعتبارات قبلية عائلية. وهكذا استمر النموذج التقليدي للدولة القبلية في كيان الدولة المنظمة واكتسي صورة أكثر اتقاناً حيث أصبح الجهاز الجديد غلافاً تنطوي تحته سلوكيات وأنماط نشاط قديمة. وكانت هذه الظاهرة من الناحية العملية مرحلة مميزة أثناء الانتقال من دولة قبلية إلي دولة منظمة.<br /> <br />وبني النظام الذي أقامه سعيد في عمان علي أساس اتصالات شخصية بين السلطان وبين هذه المجموعات، وأكثر من مرة بذلت محاولات لضرب الواحدة بنظريتها. في عهد قابوس علي الأقل غيَّر الجهاز السلطوي في عمان وجهه . وتشابه بمصطلحات تنظيم الارتباطات وتفسيم العمل في الأجهزة الحكومية الغربية، لكن شكل أداء الحكم الجديد كان مثقلاً بالمشاكل التي نتجت عن إقامته المستعجلة، وبسبب خلط الغلاف الحديث بانماط الدولة القبلية. <br /><br />هذه العملية التي نضجت بالمجتمعات الغربية ببطء علي مدي مئات السنين فرضت علي عمان في عدد من السنوات، مؤسسات الحكم التي تطورت علي مدي سنوات في مجتمعات أخري وكانت تعبير عن عمليات مركبة ومزاجات جماهيرية. وهكذا فإن هذه العمليات وغيرها تأسست في عمان في ليلة واحدة، وأحياناً بحالة من الارتباك.<br /><br /> يتبــــــــــــــع
  #54  
قديم 15/09/2002, 06:16 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

عانت الوزارات الجديدة من فقدان الهدف المحدد ومن الواضح أن هذا نبع من فقدان السياسات الحكومية. كما أن حدود الصلاحيات للوزراء المختلفين لم تكن واضحة. وبرزت نقطة ضعف أخري متعلقة بمسألة الميزانية والاستثمار، فالقرارات اتخذت أحياناً دون أن تؤخذ بالاعتبار أبعادها الاقتصادية. (123) فوزارة التربية علي سبيل المثال كانت تفتقر للطاقات المدربة، ورغم أنه في أول سنتين بعد الانقلاب تم توسيع (وبشكل يثير الانطباع ) نطاق الجهاز التعليمي من خلال تجنيد الكفاءات من مصر والأردن، إلا أن الأمور تمت بدون خطة تعليمية منظمة ودون تنظيم إداري مناسب.(124)<br /><br />وعلاوة علي ذلك فإن الأجسام التنسيقية والتعاونية بين الوزراء عقدت بشكل غير رسمي وأحياناً بشكل عشوائي (125) ولم يعتد السلطان ورئيس الحكومة علي التشاور بينهم وبين أنفسهم أو مع السكرتير للشؤون المالية بشأن مسائل الميزانية، ولم يتأكدوا من وجود موارد كافية لتنفيذ هذا المشروع أو ذاك. وبهذا فإن سلوكيات الدولة القبلية استمرت رغم وجود الغلاف الجديد.<br /><br />إضافة إلي ذلك فإن توزيع الصلاحيات بين السلطان ورئيس الحكومة لم يحدد بدقة، وطريقة توزيع الصلاحيات اتفق عليها مبدئياً منذ البداية، مع تعيين طارق، وكان قابوس من المفترض أن يعالج الشؤون المالية والنفط والأمن القومي والأمن الوطني، وطارق يأخذ علي عاتقه معالجة مسألة التنمية في شمال عمان والنشاط في مجال السياسة الخارجية.(126) <br /><br />لكن مع خروج طارق من حدود عمان في خدمة الدولة، عقد قابوس اجتماع لمستشاريه البريطانيين واتخذ قرارات وضعت طارق أمام حقائق جاهزة. وهكذا, وعلي سبيل المثال, تم تغيير وزير الدولة للشؤون المالية في سبتمبر 1971م دون علم طارق، ووضعت خطة التنمية لمدينة مطرح دون علمه، وفي هذه الظروف تطورت الشكوك وعدم الثقة المتبادل بين السلطان ورئيس الحكومة وأحياناً بينهما وبين البريطانيين (127). <br /><br />ومع أن طارق نفسه اعتبر في الدوائر العربية المتطرفة كألعوبة بريطانية،(128) إلا أن البريطانيين عملوا دون أن يستشيروه (129) واتخذوا لأنفسهم موقعاً نهائياً في مسائل النفط والأمن، وبواسطة علاقاتهم المباشرة بالسلطان قابوس اتخذوا القرارات من وراء ظهر طارق. وفي هذه الظروف فإن هجوم طارق علي "طائفة البريطانيين وتدخلاتهم" (031) ازدادت والتوصيات لتنفيذ تغيرات في البنية الحكومية أو تعيين خبراء في مجالات التنمية المختلفة لم يؤخذ بها(131).<br /><br /> حسياسية طارق المفرطة تجاه التدخلات البريطانية نبعت من حقيقة أنه خدم كضابط في الجيش في الهند في السنوات العاصفة قبل الاستقلال (1937-1945م) وانكشفت أمامه القسوة التي تتسم بها الإمبريالية البريطانية، ومرارته من البريطانيين تم التعبير عنها بقوله "إذا كان البريطانيين أوصوا السلطان بتعييني فعليهم أن يعلموا أنه ليس بإمكانهم إدارة الحكم دون الاستعانة بخدماتي"(132). <br /><br />وكان قابوس قد قابل عمه طارق ولأول مرة بعد الانقلاب. وحتي تلك اللحظة فإن قابوس اعتبر أن عمه يفكر في أن يكون بديلاً محتملاً للسلطان سعيد، بسبب آرائه المتقدمة وانفتاحه علي الثقافة الغربية، والمثير أنه أيضاً بعد الانقلاب قلل الاثنان لقاءاتهما، (133) وتحديد قابوس في خطابه الذي قاله في بداية طريقه أن وجهة نظره هو وطارق في مسألة مستقبل السلطنة متشابهة (134) لم تكن إلا افتراض وأمل.<br /><br /> وللحقيقة فقد افتقرت إلي أي أساس واقعي. وعملياً وحتي منتصف أكتوبر لم يجر الإثنان أي نقاش في مسائل جوهرية مثل طريقة الحكم المرغوبة في عمان أو طريق إدارة النضال ضد الجهات المعارضة, أو المسائل التي كانت معالجتها من الأمور التي ستحدد مصير السلطنة سلباً أو إيجاباً. (135) وكان غياب المظهر المؤسسي في العمل الحكومي في أساس الأمور. وظاهرياً علي الأقل, فإنه يبدو ان قابوس وطارق قدما نماذج متعارضة، ورغم الحساسية الكبيرة التي أبداها الإثنان في مسائل السلالة والتراث، فقد بدي طارق منفتحاً (رجل العالم الكبير) بطريقة مطلقة للثقافة الغربية وقيمها، وكعماني عاش في المهجر وكمن اختزن في داخله مرارة كبيرة ضد استبداد أخيه السطان سعيد أظهر طارق اهتماماً بأنماط الحكم علي الطريقة الغربية، ودعي إلي إقامة نظام برلماني وأعلن أنه ديمقراطي، واعتبر أن أي إنجاز لن يكتمل في البلاد دون دستور أو برلمان. وقال أيضاً أنه في نهاية المطاف "أنا اجتماعي وجمهوري, أؤمن أن كل الملكيات ستختفي في نهاية الأمر ". (136)<br /><br /> مقابل ذلك, فإن قابوس تصرف بطريقة رسمية وأخفي مشاعره، ورغم ضعف ثقته بنفسه فقد كان يعرف جيداً موقعه كسلطان, ويعرف التراث السلطاني السائد في المؤسة السلطانية. ووضع قابوس ثقته في دائرة مقلصة من المؤيدين وهؤلاء هم الذين عرفهم قبل الانقلاب والذين ساعدوه في إحراز أهدافه وطارق لم يكن بالطبع منهم.<br /><br /> يتبـــــــــــــــع
  #55  
قديم 16/09/2002, 06:50 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

يمكن القول أن هذا لم يكن فقط صراع قوة ، لكن صراع تواجهت فيه نظريتان مختلفتان بخصوص المسيرة المرغوبة تجاه إقامة الدولة في عمان بعد سعيد. قابوس وطارق آمنا بوجهات نظر مختلفة في مجال السياسة الداخلية، مثل بداية تطبيق عملية التحديث وإيقاع إدخالها للدولة، ورغم أنه لم يكن رجل تنظيم ودولة فإن طارق عمل بكل قوته في مجال التنمية وكان من بين الأوائل الذين تنبهوا لأهمية الغاز الطبعي كمصدر طاقة الذي بإمكانه توسيع القاعدة الاقتصادية للسلطنة ، وهو ايضاً نادي بضرورة الحاجة للتخطيط المنظم وبناءاً عليه طلب من مستشاريه إعداد خطة خمسية مع نهاية 1970م . <br /><br />وكان أبرز ما جاء فيها يتمثل في نقل العاصمة لمدينة نزوي في السنة الرابعة. ورأي طارق أن انتقال كهذا من المحتمل أن يخدم جيداً جهود الدمج وأن يلغي الفجوة التي تكونت خلال السنوات بين قطاعات الساحل والداخل في عمان. ومن الصعب تحديد إلي أي مدي وضع طارق خطة شاملة لتنظيم وبنية دولة مختلفة ، لكن طرح الفكرة بحد ذاته لحكم برلماني كان بمثابة تحدي لنظرية قابوس عن الدولة ، وعلي أية حال لم يكن طارق يملك قوة تضمن له تطبيق هذه الأفكار، ومن بين أشياء أخري بسبب حقيقة أنه مكث فترات طويلة في الخارج ولأداء مهماته الأساسية لم يتمكن من تكوين مراكز قوة مؤيدة له في الساحة العمانية (137) . <br /><br />في ديسمبر 1971م استقال طارق وغادر إلي ألمانيا . (138) واستقالته كانت شاهداً علي فشل المحاولة لتطوير نظام حكم حسب النظام الغربي ويبدو أنه من البداية فإن فكرة تعيين رئيس حكومة لم تحظ بموافقة قابوس ومع ذلك وعلي ضوء حقيقة أن عمه اعترف به كسلطان وأن وجود طارق في قيادة الحكم العماني كان مهماً لتوسيع القاعدة الشرعية للسلطان الصغير، وطالما ان قابوس امتلك الصلاحيات الكاملة بشأن الجيش والأمن والمال فإنه لم ير أن مؤسسة رئاسة الحكومة ستشكل خطراً علي موقعه. لكن عندما وصلت الأمور إلي حد إمكانية التنازل عن مراكز قوة زادت لديه ميول الحكم الفردي ورفض تقسيم الصلاحيات حتي مع واحد من أبناء عائلته <br />عمي هو رجل مؤهل ، ومنذ صعودي للحكم حرصت علي أن أبقي في يدي الصلاحيات كاملة لكن منذ تعيينه ظهرت بيننا خلافات، فاعتقد هو ان الأمور المالية والأمنية يجب أن تكون كاملة من صلاحياته وأنا أعتقد أنني المسؤول وأنا الحاكم .. لا يعقل أن يقال لحاكم " كن ملكاً ولكن لا تحكم " فأنا المسؤول عن البلاد وأملاكها وأمورها والأمن فيها (931). وطارق في المقابل لم يكن مستعداً لأخذ منصب تمثيلي وبدون مضمون .<br /><br />إن مغادرة طارق للحكم أفسحت المجال للتطبيق الكامل لنظرية الدولة التي آمن بها قابوس. و جهاز الحكم المقلص للدولة القبلية السعيدية أفسح المجال لنظام الحكم الفردي حيث ظهرت شخصية للسلطان قابوس متفردة، إن نهج السلطان قابوس في مسائل الحكم والجمهور حظي بتنفيذ مضاعف من نظرته لإمكانية تنفيذ نظريات الحكم التمثيلي وبالفعل فإن مسألة المشاركة السياسية الواسعة لم تطرح مطلقاً للنقاش في هذه المرحلة. وإذا كانت مصطلحات مثل " نظام برلماني دستوري " قد طرحت من جانب طارق, فإن قابوس لم يتعامل معها ولم يجر يطور فكرة إشراك المواطنين في الحكم. لكن حقيقة أن طارق استخدم بشكل متكرر اللغة المستمدة من مناهج الحكم الغربية، وقال عن نفسه أنه ديمقراطي كانت كافية لتنكر قابوس ولأن يضع مجال آخر للخلاف بين الاثنين. فقد أكد قابوس أنه ليس بإمكانه أن نذهب علي خطي التراث الغربي الذي يستند إلي جهاز ديمقراطي فالعمانيون ليسوا جاهزين لخطوة كهذه، ولا يوجد لدينا دستور ولا برلمان (140) . <br /><br />وعلي طريقة أبيه الذي برر تركيز القوة بيديه بعدم جاهزية الشعب فإن قابوس صد كل نقد بشأن الحكم وطبيعته في عمان، وأيضاً قام بتحييد طارق من خلال التعليمات الواضحة التي أعطيت لرجال المجلس بألا يشركوه في الشؤون المالية والتمويل كشفت طبيعة الحكم الذي أراد قابوس ترسيخه في عمان. (141) ومثل أبيه حرص قابوس علي منع خروج أي معلومات بشأن دخل الدولة لأبناء شعبه، وفي الاقتصاد الذي اعتمد بصورة حاسمة علي عوائد النفط تسربت الدخول للحساب الشخصي للسطان الذي تصرف فيها كما يشتهي وفي الإجابة علي السؤال المتعلق بغياب قانون ميزانية، علي سبيل المثال ، قال قابوس :- " من أجل ماذا؟ أليس هذا أمراً تقنياً وأغلب الشعب لا يعرف عنه شيئاً " (142) . <br /><br />يتبـــــــــــع
  #56  
قديم 17/09/2002, 06:33 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

وهكذا وكما استبطن قابوس الشذوذ المميز للعملية السياسية في عمان، فإن السلطنة أعربت عن التزامها بعمليات التحديث حسب المدرسة الغربية ، لكن في نفس الوقت اعترضت السلطنة علي الكثير من القيم الذي تقدمها العملية السياسية في الغرب التي تستند إلي سيادة الشعب ومستوي مشاركة سياسة عالية للشعب.<br /><br /> وحسب نظرية الدولة التي آمن بها قابوس فإن جهاز الحكم هو عبارة عن ميكانيزم بواسطته يجب توزيع جزء نسبي من الثروة القومية وذلك لتأمين الحاجات المادية الأساسية للسكان ، وهكذا تم توسيع قاعدة الشرعية للسلطان. (143) وفي أساس هذه النظرية يوجد الاعتراف بأن العلاقات والإخلاص الشخصي المستمد من الفوائد التي تنطوي عليها دولة الرفاه مهمة أكثر من مؤسسات حديثة لتأمين شرعية النظام. <br /><br />هذا الجهاز الحكومي يقوم علي تعيينات شخصية خصوصاً للأقرباء والوظائف الرئيسية الكبري تمنح من قبل علي يد الحاكم لمجموعة صغيرة من المقربين الذين يشكلون نخبة مقلصة. <br /><br />وعلي كل حال فإن مغادرة طار ق الحلبة السياسية كانت بمثابة مفترق طرق في تطور الحكم في عمان وانطوت علي أبعاد مهمة بخصوص مكانة قابوس، وسيطرته علي عمان أصبحت راسخة ، ووجود السلطان برز أيضاً لأنه اضطر إلي إظهار تدخل كبير في شئون السلطنة . وبنا ءعليه بدأ قابوس باللقاء بنفسه مع الوزارء وهؤلاء كانوا يجتمعون مرة في الأسبوع بشكل دائم كمجلس للوزراء. <br /><br />ورغم أن هذا المجلس كان من المفروض أن ينسق بشكل عام السياسات المختلفة لكن هذه اللقاءات لم تكن منظمة، وافتقدت إلي جدول اعمال رسمي والوثائق لم تسجل والبروتوكولات لم تسجل أيضاً (144) ، ويمكن القول أن النزاع بين قابوس وطارق هو نزاع بين نظريتين مختلفتين لإقامة الدولة انتهي بانتصار نظرية قابوس أو علي الأقل تعزيزها. <br /><br />إن المركزية الضعيفة التي وسمت نظرية الدول القبلية السعيدية أخلت مكانها لمركز سلطاني أراد أن يبتلع صلاحيات إضافية، والتي حتي الآن ، حسب طبيعة الدولة القبلية السعيدية أديرت بانتظام بأيدي " الناس في المكان" ، وعند انتها ء1971م استعان قابوس باستشارة مستشارون عرب ليبيين مهاجرين جزء منهم من ابناء المذهب الأباضي ، الذين خدموا في حكم الملك الليبي المعزول إدريس ، واكتسبوا خبرة كبيرة في مجال السياسة العربية والدولية. (145 )<br /><br /> إن إقامة جهاز من المستشارين العرب كان من المحتمل أن يهدئ بشكل جزئي توترات كامنة في وسط مجموعات اجتماعية :- أعضاء صغار من بيت البوسعيد ، الذين دمجوا في جهاز الحكم العماني ، وعائلات تجارية كبيرة أصولها من شبه القارة الهندية الذين أداروا طوال السنوات نشاطات اقتصادية في مسقط وحازوا علي مراكز محورية في الاقتصاد العماني ، ومهاجرين عمانيين مثقفين عادوا إلي عمان واندمجوا في جهاز الحكم والذين أعربوا عن عدم رضاهم بسبب الاعتماد الواسع علي المستشارين البريطانيين، وجاء تعيين المستشارين العرب ليدحض التشابه الذي وجد بين قابوس وأبيه في هذه النقطة. <br /><br />يتبـــــــــع
  #57  
قديم 19/09/2002, 12:04 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

تقلص تأثير المستشارين البريطانيين بالتدريج وانحسر في المجال العسكري خصوصاً وفي هذا الخصوص أيضاً حرص قابوس علي التركيز علي مرحلية الوضع وأن يعطي انطباعاً ان المقصود هو مرحلة انتقالية إجبارية، من خلال تحديد هدف مستقبلي هو الذي ستنقل في إطاره كل مستويات القيادة في الجيش ليد عمانية. أضاف أنه من اجل مواجهة التهديد الوجودي الذي تواجهه عمان فإنه ليس بمقدورها التخلي عن الخبرة الأجنبية المتقدمة (146). و في كل الأحوال فإن قابوس أشار أنه بالإضافة إلي الخبراء البريطانيين يوجد خبراء باكستانيين بنفس المستوي ، وهذا ما يحدث في اغلب الجيوش العربية إن لم يكن في جميعها (147) .<br /><br />ولم يتردد قابوس في أن ينقل المستشارين الذين لم يثق بهم من مناصبهم ،ومثال ملموس علي ذلك ، هو إقالة يوأودلمان الذي كان سكرتير الدفاع وأحد الذين ساعدوا في صعوده للسلطة. إن تقليص ارتباط السلطان بالبريطانيين تجلي من بين أشياء أخري في تنمية قنوات التعاون في المجال الاقتصادي مع جهات اجنبية خاصة مع الأمريكيين . (841) وبالفعل سادت أجواء عدم الرضا وبدأ ينتشر في أوساط المستشارين البريطانيين أن قابوس - وليس كما في الماضي - لم يعد يستمع دائماً لنصائحهم ، وحسب الأسبوعية البيروتية " الحوادث " أعطي هؤلاء في مذكرة سرية للندن 1973م تعزيز لبداية انفتاح الاقتصاد العماني أمام المصالح الأمريكية.<br /><br /> هذه الظاهرة كانت شوكة في أعين البريطانيين لكن كل المحاولات لمنعها في عمان لم تفلح (149) ، ومكانتهم هبطت إلي مجرد مستشارين ، واتخاذ القرارات انتقل بشكل مطلق تقريباً إلي يد السلطان الذي أشار إلي أن " اليوم لا يوجد في الحكم المدني مستشارين بريطانيين .. ولكن خبراء . وقد كانت مختلف الآراء والاستشارات والادعاءات تقع في المجال التقني وليس في المجال السياسي وبخصوص اتخاذ القرارات فإنه في مجال صلاحياتي ، فقط أنا الذي أقرر (150) . <br /><br />ويمكن القول في هذه المرحلة الانتقالية أن حكم قابوس تميز بالنشاط السريع ، الذي ملخصه تنفيذ اهداف الانقلاب وحل المشاكل العمانية التي تبلورت في فترة حكم سعيد ، قمع التمرد في ظفار ( انظر الفصل الثاني ) بداية الجهد التحديثي وخصوصاً في مجال البنية التحتية ، وإلغاء رزمة النظم المعيقة التي فرضها السلطان سعيد بكل ما يتعلق بحرية الحركة للسكان أو التعلم وامتلاك المعرفة، كل هذه الأشياء عبر عنها الجهد العماني في المرحلة الانتقالية . <br /><br />لكن هذه الفترة أثر فيها اقتصاد نظرية الدولة التي تبناها قابوس ويبدو أن هذه النظرية واضحة عبرت عن اتجاهات الاستمرار والتغيير فيما يخص الدولة القبلية للسلطان سعيد وفي أساسها وضعت شبكة جهاز حكم فردي برزت فيها الشخصية الفردية للسلطان قابوس، وتوجيه عوائد النفط لإطار خطة التنمية الطموحة وتغيير المرافق في جهاز الحكم العماني ، من خلال تبني نظم مترابطة وتقسيمات العمل المميزة لأجهزة الحكم الغربية. وكان ذلك كله من الملامح المميزة لهذه المرحلة, بما يشير إلي تحول في النظرة للدولة القبلية السعيدية ومع ذلك (وكما ذكر) فإن الجهاز البنيوي الجديد لم يفتفر للتعيينات علي أسس قبلية عائلية ، والنموذج التقليدي للدولة القبلية السعيدية استمر متغلغلاً في اعماق الدولة الحديثة . واكتسي صورة متطورة اكثر استخدم فيها الجهاز الحديث كغطاء او إطار لسلوكيات وأنماط عمل قديمة . <br /><br /> يتبـــــــــــع
  #58  
قديم 21/09/2002, 06:18 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

الانفتاح علي العالم الخارجي <br /><br />انقلاب يوليو 1970م أشار إلي بداية مرحلة جديدة في علاقة عمان مع العالم الخارجي (وكما ذكر ) فإنه في عهد الانعزال السعيدي لم يوجد أي اتصال مع منظمات إقليمية أو دولية ، وباستثناء العلاقات الخاصة مع بريطانيا كدولة حماية ، رفض السلطان سعيد السماح بقيام اتصالات ديبلوماسية مع أية دولة أخري باستثناء الهند والولايات المتحدة . <br /><br />ومن خلال الوعي بالحاجة لتوسيع قاعدة الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري للسلطنة بذل قابوس ورئيس حكومته جهود كبيرة في تطوير العلاقات مع الجيران في المنطقة وفي العالم بشكل عام. <br /><br />كما بذلت جهود كبيرة وتخطيط مسبق لتشكيل سياسة خارجية، وفي هذا السياق كان السلطان قابوس ورئيس الحكومة سيد طارق علي قناعة ان اندماج السلطنة في دوائر السياسة العربية والدولية عوامل مهمة في عملية بناء الدولة العمانية والعضوية في مؤسسات مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية كانت بناء علي ذلك هدفاً معلناً للسياسة الخارجية العمانية, والاعتراف بالحاجة لتنمية العلاقات الخارجية واستغلال الموقع الاستراتيجي لعمان كانت بمثابة تعبيرات جديدة وكان مكانها مفقود في عمان أيام سعيد . (151) <br /><br />ومنذ البداية عكست السياسة الخارجية التي تبنتها السلطنة فهماً كاملاً لعوامل القوة والضعف لعمان ، أهمية بلاده بالنسبة للغرب لم تغب عن أعين السلطان قابوس وقد حاول الاستفادة من ذلك كرافعة لبناء سياسة خارجية ناجعة . <br /><br />وقد وضعت السلطنة علي جدول أعمال العالم الغربي لسببين جوهريين اقتصادي وجيوبولوتيكي. فأهمية عمان في اعين الغرب نبعت من كونها دولة نفط، علي ضوء استخراج النفط المحدود 1970 م استخراج النفط بلغ ( 16.6 مليون طن ) وليس مثل لدول النفط العربية الأخري مثل السعودية والكويت والعراق (152) لكن الأهمية الكبري التي منحها الغرب لموقع عمان الاستراتيجي لأنها تسيطر علي مضيق هرمز أحد المعابر المائية المهمة في الخارطة الدولية.<br /><br />وقد لعبت عمان دور رأس الجسر بين المعبر المائي الخليجي وبين أجزاء أرضية في آسيا وأفريقيا وفي الفترة الحديثة ازدادت أهمية الموقع الاستراتيجي لعمان بشكل كبير وموانئها أصبحت مواقع حيوية في الاستراتيجية البريطانية ، وفي فترة متأخرة أصبحت نقطة استناد جيوبولوتيكي مهمة في سياسة الإمبراطورية البريطانية في كل ما يتعلق بالوجود العسكري لـ " شرق السويس " .(351)<br /><br /> وفي هذا السياق اعتبرت القاعدة الجوية البريطانية في جزيرة متسيرة الموجودة قبالة الساحل في عدن وفي العراق النقطة الإرتكازية لمستوطنات الإمبراطورية البريطانية في الشرق الأقصي خاصة سنغافورة وهونج كونج (154) . <br /><br /> يتبـــــــــــع
  #59  
قديم 22/09/2002, 11:50 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

ومنذ الحرب العالمية الثانية أصبح المحيط الهندي والخليج الفارسي وإيران بؤر مواجهة للحرب الباردة . (155) وفي هذه الظروف بدأ الاهتمام المباشر للولايات المتحدة بالمنطقة يتضاعف. وبغرض منع التوسع السوفييتي اجتهدت الولايات المتحدة لتحتفظ بالوضع القائم في الدول التي لم تحسب عليالمعسكر السوفييتي. <br /><br />شكلت إيران والعربية السعودية وشبه الجزيرة العربية بشكل عام ( باستثناء جنوب اليمن ) أهدافاً للدفاع والتأييد من قبل (U. S.A). ولكن في الخمسينات والستينات تركت (U. S.A) التعامل المباشر في المنطقة في يد بريطانيا التي كانت مغروسة في الساحة المحلية إلي الحد الكافي للحفاظ علي الأفضلية المتضمنة في السيطرة علي المنطقة. وكانت النظرة الأمريكية مختلفة تجاه المحيط الهندي.<br /><br /> وهناك لم تكن بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية قادرة علي توفير موارد وبنية تحتية تستطيع الحفاظ علي المصالح ذات الأهمية الجيوبوليتيكية. في المقابل, ركزت الإدارة الأمريكية ركزت اهتمامها عليتعزيز وتغيير تدريجي للوجود المائي البريطاني في المحيط الهندي وبإيجاد قاعدة ملائمة للعمل السياسة الأمريكية عبرت عن نفسها نظرية الجزر الاستراتيجية والتي أساسها إيجاد قواعد مائية وجوية تستطيع أن تمنح الدعم للمصالح الأمريكية في المنطقة والقول جزر متباعدة مثل نموذج ديجور وحاجوس الموجودتين علي بعد 1500 كم من الطرف الجنوبي للهند وحوالي 5000 كم من مسقط (156) .<br /><br />أدت التطورات إلي التغير في الموقف الأمريكي تجاه منطقة الخليج, عشية الإعلان البريطاني في يناير 1968م علي النية لإفراغ المنطقة من القوات البريطانية مع نهاية 1971م . (157) وبالمصطلحات الجيوبولوتيكية ، كانت هذه واحدة من القرارات الحازمة جداً التي اتخذت بخصوص المنطقة في الفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، والتي زعزعت استقرار النظام الدولي الذي حوفظ عليه طوال سنوات طويلة واجبرت علي إيجاد نظرة مختلفة عن السابق من جهة عوامل قوة في المنطقة وخارجها ، واهتمام الولايات المتحدة بعمان تزايد بانتظام.<br /><br />يتبـــــــــع
  #60  
قديم 28/09/2002, 06:05 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

وبموازاة سقوط الإمبراطورية العمانية البحرية حوالي منتصف القرن التاسع عشر ضعفت العلاقات العمانية الأمريكية وأيضاً التمثيل الديبلوماسي الأمريكي في السلطنة الذي بدأ 1833م وانقطع عام 1915م. وكان التعاون الأمريكي السعودي في القرن العشرين كما تجسد في التأييد الصامت من قبل الأمريكيين تجاه المطالبات السعودية لمنطقة بريمي قد خلق رواسب للشبهه في العلاقات بين عمان والولايات المتحدة.<br /><br /> لكن تغير الحكم في عمان 1970م والانسحاب البريطاني المخطط عمل كرافعة للتقارب العماني الأمريكي والذي سيؤدي إلي انطواء عمان تحت مظلة الامن الأمريكية. ولاحقاً, اكتسب موقع عمان الاستراتيجي اهمية متزايدة عن طريق مضيق هرمز الذي تحت سيطرتها والذي يمر منه كل يوم حوالي 1/3 إلي الحاجات العامة من النفط الغربي. أدي ذلك إلي تشكيل سياسة أمريكية جديدة والتي أعتبرت العربية السعودية وإيران كمواقع مؤيدة للغرب يجب تأييدها وحمايتها, والذي صاغ أسس السياسة الأمريكية الخارجية هو الرئيس ريتشارد نيكسون في بداية السبعينات ووسع نظرته لدول الخليج الأخري (158) . وبخصوص هذه الدول أدعي أنه يجب تشجيع استمرار الاعتماد علي بريطانيا لضمان الأمن. <br /><br />أما الولايات المتحدة من جهتها فبدلاً من التواجد العسكري كان من المحتمل ان تساعد دول المنطقة في تطوير قواتهم وجيوشهم من خلال بيع الأسلحة وتقديم الاستشارات التقنية. ومع مرور الوقت احتياج العمانيون لحلفاء جدد كما أن الأمريكيين أرادوا تحسين نمط التعاون في الخليج الفارسي وهكذا تولدت فرصة مناسبة لحاجات الطرفين. فعمان فازت بتوسيع قاعدة التأييد الديبلوماسي والسياسي والاقتصادي والعسكري في المواضيع الحيوية لسلامتها واستقرارها ، والولايات المتحدة من جهتها فازت بتواصل من التأثير في دولة عربية مجاورة العربية السعودية والتي تعتبرالموقع الاستراتيجي الأكثر أهمية في الخليج وفي شبه الجزيرة العربية. <br /><br />أما المنطقة المستهدفة الثانية التي وجهت السياسة الخارجية العمانية اهتمامها لها فقد كانت العالم العربي، وقد أدرك قابوس جيداً ان الطريق لتوحيد عمان عملياً تعبر عن طريق استئصال المطالبة الإمامية وقمع التمرد في ظفار وأن هذه الهداف تتطلب نشاطاً مكثفاً أيضاً في الدوائر الديبلوماسية العربية حيث من هناك استمد زعماء الإمامية وبقدر معين أيضاً متمردي ظفار الوحي والتشجيع. وفي العالم العربي نظر كثيرون إلي أن عن عملية دمج عمان كانت تعني دمجها في المحمية البريطانية, كما أعتبر كثيرون أن انقلاب قابوس كان نتيجة لتخطيط بريطاني (159) خاصة بسبب الوجود البريطاني في القطاعات العسكرية والمدنية في عمان. <br /><br />وكان البروز البريطاني الواضح في عمان قد شكل لها ورطة بشكل عام خلال سنوات كانت فيها فكرة وجود سلطة غير عربية عامل مهم في الهجوم الإعلامي الذي شنه زعماء الإمامية بواسطة أبواق الدعاية في القاهرة التي وضعت تحت أيديهم. وقد بذل جهد سياسي إعلامي خاص لإزالة المعيقات في طريق تقدم عمان بإتجاه المجموعة العربية. <br /><br />كما أن انهيار مكانة المستشارين البريطانيين (160) والاستعانة بنصائح مستشارين عرب مهاجرين من ليبيا ( أنظر أعلاه ) (161) هيأ الأرضية لقبول عمان في الجامعة العربية، وكان هذاعاملاً إضافياً في المحاولة لتخليص عمان من صورتها " كألعوبة بريطانية " والتي التصقت بقابوس علي يد دوائر عربية راديكالية لإبراز موقعه كحاكم مستقل. <br /><br />يتبع
  #61  
قديم 29/09/2002, 07:39 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
Post

إن الخروج من العزلة السياسية وجدت تعبيراً لها في مبادرة ديبلوماسية أعدت لإحراز اعتراف عربي بالحكم الجديد في السلطنة, كما أن " مسالة عمان " (162) وضعت للنقاش في الأمم المتحدة في الجلسة الرابعة 1970م ولكن رفعت من جدول الأعمال بقرار لدراسة الموقع المستقل لعمان. وفي نهاية السنة من هذه الفترة الزمنية خرجت وفود عمانية لأغلب الدول العربية بهدف تهيئة الأرضية لقبول السلطنة كعضو في الجامعة العربية وأيضاً لإنهاء معارضة جنوب اليمن والإمام المعزول.<br /><br /> ولسخرية القدر حظي ممثل عمان في الجامعة العربية بتأييد أغلب الدول العربية له علي ضوء السياسة الخارجية الانعزالية التي فرضها السلطان سعيد في أيامه علي الدولة القبلية، وبموازاة ذلك بذلت محاولة لإيجاد بؤرة تأييد عربية بإمكانها أن تشق الطريق أمام عمان لمجموعة الشعوب المنتظمة في الأمم المتحدة . <br /><br />وفي مارس 1971 قدمت سلطنة عمان طلب للعضوية في الجامعة العربية لكن النقاش في هذه المسألة أجل إلي سبتمبر 1971 بسبب معارضة جنوب اليمن وفي يونيو من نفس السنة اتخذت الوفود العربية في الأمم المتحدة قرار بمقتضاه اجلوا تأييدهم لانضمام سلطنة عمان للمنظمة حتي يتخذ قرار في الجامعة العربية في هذه المسألة. وفي ذلك الوقت استقرت الاتصالات علي محاولة لإنهاء الخلاف بين السلطنة وبين الإمام في المنفي، لكن هذه الاتصالات لم تثمر علي ضوء رفض قابوس الشرط التحريري الذي وضعه الإمام غالب والذي يقول بعودته إلي عمان والاعتراف به كإمام للسلطنة, فقابوس رفض بشدة كل محاولة من جانب الإمامية لإثارة الشكوك حول شرعية حكمه او لإيجاد جهاز حكم مركزي قوي في عمان، كما كانت بالفعل عمان علي مر الأجيال ، ولهذا ساق قابوس من الأدلة والحجج المختلفة ما يمنحه السلطات الروحية والسياسية معاً وادعي قابوس :- <br /><br />الإمامية بالشكل الذي تصرفت فيه تفتقر للقاعدة الدينية وليس لها مكان في دولتنا .. وأن الحاكم هو المسؤول الوحيد عن تطبيق العدل وحماية الدين، وعن امور المسلمين وعن العمل لأجل تحسين الأوضاع وحماية العمانين كل هذه الأشياء هي واجبات الحاكم والإمام (361) . <br /><br />وفي أغسطس 1970 ذهب إلي بيروت وفدين :- واحد لعمان الإمامية برئاسة الإمام غالب بن علي واخيه طالب ، والثاني لعمان السلطانية برئاسة وزير الإعلام والعمل والرفاه العماني عبد الله الطائي لنقاش شروط الإمام للتنازل عن مقعده في الجامعة العربية لصالح السلطنة. وحسب الأسبوعية اللبنانية " الحوادث " وضع الإمام شرطين والتي وضعت شكوك حول تمسكه بمواقفه الدينية والسياسية: أخذ وكالة " بيبسي كولا " في عمان ووحدانية توزيع منتجات شركة النفط الضخمة ( شل ) في عمان ورغم أنه اتضحت منذ البداية أن السلطنة ستكون مستعدة لإعطاء الإمام مكانة واحترام خاصين, إلا إنها رفضت بشدة شروط الإمام, وهي الحصول علي الوكالات التي طلبها الإمام لنفسه.<br /><br /> فقد كانت وكالة" بيبسي كولا " ملكاً لشقيق رئيس الحكومة شبيب بن تيمور، ووكالة "شل" لمستشار السلطان المقرب ثوميني بن شهاب (164). وهكذا,ومن ناحية عملية, فقد كان في هذه الإجابة ما يكشف المضمون الاقتصادي للنظام الجديد. وعلي أي حال فقد تم الوصول إلي اتفاق تسوية (تفاصيله لم تكتب) في النهاية في بيروت الأمر الذي شق الطريق لإنهاء المعارضة من قبل العربية السعودية في مسألة دمج عمان في الجامعة العربية وفي الأمم المتحدة (165) . <br />وفي سبتمبر 1971م أصبحت عمان عضواً في جامعة الدول العربية(661)) لكن رمزية الأمر أن المرحلة الانتقالية تنتهي بحادث بشر ببداية عهد جديد في السياسة الخارجية العمانية, وتغيرت الرؤية التقليدية لعمان تجاه شبه القارة الهندية تغيرت الآن بالتوجه للعالم العربي. وانتهت 1500سنة من الانعزال النسبي عن العالم العربي.<br /><br /> و بتأييد الدول العربية قبلت عمان في 7-10-1971م العضو (13) في الأمم المتحدة . (167) والعالم الكبير الذي بقي حتي اللحظة مغلق امام أبناء عمان بدأ ينفتح الآن أمام سكانها وحكامها. كما رفعت "مسألة عمان" رفعت من جدول أعمال الأمم المتحدة. ومع ذلك استمر قابوس العمل بنشاط لتحسين العلاقات مع السعودية التي رغم رفع الاعتراض في المؤسسات المذكورة أعلاه بقيت ثابتة في نظرتها لعمان، حيث انها استمرت لسنوات في منح الدعم السياسي والعملي لزعماء الإمامية. ومن هنا فلم يكن إعتباطاً أن كانت زيارة السلطان قابوس الأولي للعواصم العربية تبدأ من الرياض، حيث ان لقاء قابوس مع الملك فيصل في ديسمبر 1971 (168) أشار إلي بداية التقارب العماني السعودي, هذا رغم أن القضية الأهم التي نوقشت في ذلك اللقاء كانت مسألة إقامة دولة اتحاد الإمارات العربية، دولة فدرالية علي حدود عمان والسعودية (169).<br /><br /> كانت أهمية اللقاء تكمن في مجرد انعقاده. وعكست المشاعر الودية التي قوبل بها قابوس في الرياض نهاية موقفه إزاء إحدي التحديات الإشكالية التي واجهت حكمه, ألا وهو التهديد الأساسي الذي استهدف زعزعة أساس الشرعية للسلطنة من الناحية العملية. <br /><br /> يتبـــــــــــع
  #62  
قديم 03/10/2002, 10:58 AM
صورة عضوية sckod
sckod sckod غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 08/01/2002
الإقامة: USA
المشاركات: 89
Post

مشكور على المجهود الكبير<br /><br />وين الغيبه الأخ الأدغال ستة ايام<br /><br />لو سمحة اعطينا المصدر لاني اريد ان اعمل للموضوع<br />(PRINT)برنت
  #63  
قديم 09/10/2002, 08:43 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
الفصل الثاني

فترة النزاع وتقوية الحكم:

يناير 1972م - مارس 1976م


واجه قابوس عند تسلمه مقاليد الحكم تحدياً أساسياً تمثل في التمرد الذي نشب سنة 1964م، أيام حكم أبيه، في منطقة ظفار جنوب غرب عُمان. وكما ذكر سابقاً فقد شكلت هذه المقاطعة الجنوبية المعزولة تحدياً أكبر من ذلك الذي مثلته الإمامية. وذلك لأن هذه المقاطعة التي عكست نموذج التخلف العماني، أصبحت - مع نشوب التمرد - موضوعاً مركزياً علي جدول أعمال شبه الجزيرة العربية خاصة والعالم العربي عامة. وقد زاد التهديد الأيديولوجي المنهجي في ظفار، إلي جانب استخدام السلاح الحديث، من مدة الحرب ووسع دائرة الخسارة في الأرواح والممتلكات. وأستلزم ذلك من الحكم العماني في تلك الظروف مضاعفة نشاطه وتوظيف موارد جديدة لقمع التمرد، وأصبحت النتائج المترتبة علي هذا النزاع حاسمة بشأن مستقبل السلطنة.

الخطوات الأولية

أوضح قابوس، وبشكل مباشر، لدي تسلمه مقاليد الحكم أن في نيته إجراء تغيير جذري في السياسات التي مارسها أبوه من خلال وضع حد للتخلف في ظفار وجعل المقاطعة جزءاً لا يتجزأ من سلطنة عمان(1). واتخذت المنطقة العازلة التي بناها أبوه بينه وبين الناس في عمان بصفة عامة وأهل المنطقة بصفة خاصة، شكلاً منفتحاً وواسعاً بالنسبة للسلطان الشاب.

فقد أوضح منذ صعوده للحكم، أنه سيكون مستعداً للعفو عن المتمردين الذين يضعون سلاحهم وأن يطلق سراح المعتقلين السياسيين من المعتقلات(2). وطبق قابوس سياسة " العصا والجزرة "، من خلال محاولة تقليص الأضرار التي تسببت بها القيود الخطيرة التي فرضها أبوه علي السكان المحليين، وفي نفس الوقت بناء قوة عسكرية من شأنها تغيير موازين القوي. وأبدي السلطان اهتماماً بإقامة مدارس ومستشفيات في ظفار وجهاز توزيع مياه للقبائل هناك، وفتح أبواب صلالة للظفاريين، الذين حتي تلك اللحظة لم يسمح لهم بدخولها.

وقد عرف قابوس كيف يستغل الانقسام الفكري في أوساط"الجبهة" ومنذ البداية أخذ يبث رسائل قوبلت بالترحيب في أوساط قسم من "الجبهة". فقد عرض نفسه كعضو في حركة المقاومة وشريك كامل في الجهود التي أطاحت بأبيه، وهكذا فقد حاز تأييدا في أوساط الكثير من المتمردين "من أهل القبائل"، أصحاب التوجه المحافظ بدون التزام أيديولوجي. وقد تجسد هذا الخط السياسي في الشعار الذي ردده قابوس: "كلنا كنا متمردين ضد سعيد"(3). وبناء علي ذلك فإن الخطوات الأولي للسلطان قوبلت بالترحيب من قبل عدد معين من المتمردين الذين وضعوا سلاحهم وجزء منهم تجند في الجيش.

وحسب وجهة نظر قابوس فإن عدد المقاتلين الذين هربوا إلي جيشه حتي عام 1972م يقدر بـ 700 رجل(4)، وهؤلاء حُسبوا حسب الأغلبية مع "الوطنيين المحليين" الذين أصلهم من "جبهة تحرير ظفار"، والذين يرون أن الهدف المركزي - عزل سعيد - قد تحقق منذ مدة(5). ويُعتبر مسلم بن نوفل أحد المتمردين الأوائل الذين هربوا إلي معسكر السلطان، وهو من زعماء "الجبهة" الذين عارضوا الخط الماركسي الجديد الذي تبنته حركة التمرد في المؤتمر الثاني في نهاية 1968م(6). والشخصية المركزية الإضافية التي تجاوزت الخطوط هي يوسف بن علوي الذي كان من أبرز زعماء "الجبهة" وأحد دعاتها البارزين. وعلوي، مثل مسلم بن نوفل هرب إلي معسكر السلطان عام 1970م واشترك في الحكم العماني نائب وزير الدولة للشؤون الخارجية(7). ومن الواضح أن التحسينات السريعة في مجالات الحياة العامة وشعارات توحيد عمان زادت من رضا الناس المحليين الذين رأوا في قابوس حاكماً يهتم بمصالح المجتمع وليس بمصلحة حكمه فقط.
لكن بالنسبة للأيديولوجيين ( أنصار الاتجاه الماركسي

يتبـــــــــــــع
  #64  
قديم 14/10/2002, 01:14 PM
أمواج بحر العرب أمواج بحر العرب غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 23/08/2001
الإقامة: الوطن العربي الكبير
المشاركات: 2,965
ها أنا ذا اليك الموضوع الذي تبحث عنه ؛ ولا تقل كان أبي 0
  #65  
قديم 14/10/2002, 03:34 PM
ko3ko3 ko3ko3 غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 10/09/2002
الإقامة: Seeb
المشاركات: 105
مشكور اخي على الموضوع
  #66  
قديم 14/10/2002, 10:43 PM
صورة عضوية sckod
sckod sckod غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 08/01/2002
الإقامة: USA
المشاركات: 89
اخي الادغال مشكور على الجهد الكبير الذي قمت به
عندي سؤال فقد ذهبت الى موقع القدس
فلم اجد الا كتاب يسمى
الهام مانع في السياسات الاقليمية في العالم النامي

فاذا كان هذا هو الكتاب الرجاء اخباري عن طريق البريد
الاكتروني واذا الم يكن هو الكتاب الرجاء ارسال الوصله
الاكترونيه الى بريدي الاكتروني
ولك خالص الشكر على المجهود الذي قمت به


http://195.138.228.147/alquds/displa.../10-04/g13.htm
  #67  
قديم 15/10/2002, 12:15 PM
ها أنا ذا ها أنا ذا غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 01/09/2001
الإقامة: من كل بلاد الدنيا
المشاركات: 235
شكراً جزيلاً أخي الأدغال
ونفع بك الله البلاد والعباد

آميييين

أستأذنك أخي لأني في صدد
إعادة إعداد الموضوع بتنسيق وإصلاح الأخطاء الإملائية
وبعد أن أنتهي سوف أطرح إمكانية إرسال الموضع عن طريق البريد الأكتروني لمن يرغب من أعضاء السبلة
وأكرر شكري لك
  #68  
قديم 15/10/2002, 06:43 PM
صورة عضوية sckod
sckod sckod غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 08/01/2002
الإقامة: USA
المشاركات: 89
اقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ها أنا ذا
شكراً جزيلاً أخي الأدغال
ونفع بك الله البلاد والعباد

آميييين

أستأذنك أخي لأني في صدد
إعادة إعداد الموضوع بتنسيق وإصلاح الأخطاء الإملائية
وبعد أن أنتهي سوف أطرح إمكانية إرسال الموضع عن طريق البريد الأكتروني لمن يرغب من أعضاء السبلة
وأكرر شكري لك

pleas send me the subject at
[email protected]
thank you
  #69  
قديم 16/10/2002, 03:07 PM
صورة عضوية losser
losser losser غير متواجد حالياً
Registered User
 
تاريخ الانضمام: 14/10/2002
الإقامة: Oman
المشاركات: 214
Dearالادغال i rad the book wardah it is nice and interseting to know about oman before the sultan i did not understand when they used to tell us in school about that pro. in dhofar but after reading book i understand more and thanks for having all this time to do this it is nice to know about your past before going forward to your futuer
  #70  
قديم 16/10/2002, 04:26 PM
بن دارس بن دارس غير متواجد حالياً
علي الزويدي
 
تاريخ الانضمام: 27/11/2000
الإقامة: سلطنة عمــــــــــــان
المشاركات: 8,395
الآخ Losser

أرجو في المرات القادمة ان تكتب باللغة العربية الفصحى حتى يتسنى لمن هم ليسوا ضليعين فل اللغات الاخرى فهم مشاركتك
  #71  
قديم 18/10/2002, 03:26 AM
صورة عضوية sckod
sckod sckod غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 08/01/2002
الإقامة: USA
المشاركات: 89
اخي الادغال مشكور على الجهد الكبير الذي قمت به

اخي الادغال مشكور على الجهد الكبير الذي قمت به
عندي سؤال فقد ذهبت الى موقع القدس
فلم اجد الا كتاب يسمى
الهام مانع في السياسات الاقليمية في العالم النامي

فاذا كان هذا هو الكتاب الرجاء اخباري عن طريق البريد
الاكتروني واذا الم يكن هو الكتاب الرجاء ارسال الوصله
الاكترونيه الى بريدي الاكتروني
ولك خالص الشكر على المجهود الذي قمت به


http://195.138.228.147/alquds/displ...0/10-04/g13.htm

كتب بواسطة هاذا انا


أستأذنك أخي لأني في صدد
إعادة إعداد الموضوع بتنسيق وإصلاح الأخطاء الإملائية
وبعد أن أنتهي سوف أطرح إمكانية إرسال الموضع عن طريق البريد الأكتروني لمن يرغب من أعضاء السبلة
وأكرر شكري لك

my e-mail is
[email protected]




آخر تحرير بواسطة sckod : 18/10/2002 الساعة 03:29 AM
  #72  
قديم 19/10/2002, 07:48 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
لكن بالنسبة للأيديولوجيين ( أنصار الاتجاه الماركسي ) فإن الإطاحة بسعيد لم تكن سبباً كافياً لوقف التمرد، وقابوس اعتبر في نظرهم "عميلا للإمبريالية"(8) ويخدم نفس القوات والمصالح التي خدمها أبوه، ومثل أبيه يحاول أن يؤسس حكمه علي تأييد القبائل، علاوة علي ذلك فإن "الجبهة" عرضت الانقلاب في عمان والسياسة الجديدة لقابوس كشهادة حية علي النجاح الذي أُحرز علي يد الثوريين في ظفار وللأصداء الإيجابية التي أثارتها رسائلهم في وسط الجمهور العماني(9).

وإخلاصاً لمبادئ مؤتمر حمرين ( انظر أعلاه في الفصل الأول ) فقد واصل المتمردون توجيه سهامهم ضد النظام التقليدي، ورأوا أن قابوس والقبائل المؤيدة له أساس لكل الخطايا. هذه الحقيقة كانت ستشكل ضربة لمعسكر المتمردين، الذي وضع في صلب اعتباراته ادعاءات معادية للقبائل، ولكنه في نفس الوقت أراد تجنيد الدعم والتأييد في أوساط نفس السكان القبائليين.

لقد أدرك قابوس أن التمرد هو رأس الحربة لعمل متطرف، وأن الصراع معه ونتائج هذا الصراع ستحدد مستقبل عمان سلباً أو إيجاباً؛ وبما أن هذه الأزمة استدعت كل الجهد وكل موارد السلطنة، فقد كان من الواضح أن استمرار الأزمة لن يمكن عمان من إحراز الاستقرار السياسي والنماء الاقتصادي. ولهذا فإن إنهاء الأزمة أصبح الهدف الأول للسلطنة. إن التربية العسكرية التي تلقاها السلطان والحاجة الملحة لدحر التمرد جعلت الصراع في ظفار في بؤرة سياساته.

وعلي ضوء التحدي الوجودي الذي وقفت أمامه الدولة اتخذ قابوس لنفسه في ديسمبر 1971م منصب رئيس الحكومة وأمسك بيديه الشؤون المالية. ويبدو أن قابوس شعر بأن صراعه مع " الجبهة " كان صراعاً جذرياً وجوهرياً وأصبح الآن لا يمكن تفاديه علي ضوء عملية التنمية واكتشاف آبار النفط في المنطقة (10) وبناء علي ذلك فقد طور قابوس استراتيجية برزت فيها ثلاثة أبعاد :-

1- البعد العسكري :- إلي جانب تعزيز القوة العسكرية العمانية، فقد طور قابوس سياسة خارجية تهدف الي جلب المساعدات. وقد حظيت السلطنة بتأييد جوهري من جانب القوي الإقليمية مثل إيران والأردن ومن خلال الاعتماد علي ضباط بريطانيين لتدريب جيشها النامي.

2- البعد الدبلوماسي :- علي الجبهة الدبلوماسية بذل قابوس جهداً إعلامياً تجاه العالم العربي بهدف الحصول علي تأييده في نزاعه ضد متمردي " الجبهة ". وقد شكل انضمام عمان للجامعة العربية عاملاً مساعداً لتنمية علاقات التعاون بين عمان و الأنظمة العربية المعتدلة مثل السعودية وإمارات الخليج والأردن.

3- البعد السوسيوبوليتيكي ( الاجتماعي السياسي) :- بشكل موازٍ أدار السلطان الشاب معركة مختلفة ضد " الجبهة " في ظفار، وكانت معركة ذات طابع سوسيوبوليتيكي،قد هيأت الحكومة في مسقط نفسها من دون ملل للمطالب الظفارية المتنوعة، أثناء إبدائها الاهتمام بمشاريع البناء والتطوير، وذلك لإحلال الأمل مكان اليأس ولبث الحياة الجديدة في وسط السكان المعزولين خلال الحكم الاستبدادي والإهمال المستمر.

وتوجه السلطان قابوس لبناء قوة عسكرية تستطيع إحداث تغيير في ميزان القوي لأنه أراد أن يحارب بلا هوادة من يرفض الاستسلام(11). وعند صعوده للسلطة كانت قواته متوازنة مع قوات "الجبهة"؛ حيث بلغ عدد جنود الجيش السلطاني 2700 رجل وجيش "الجبهة" وميليشياتها حوالي 2300 رجل(12). وقد بدأت السلطنة توجيه عائدات النفط لبناء قوة عسكرية منظمة واسعة ومزودة بأفضل الأسلحة الحديثة.

وبدأ أيضاً في إعداد ضباط من وسط أبناء المكان، وتأسست وحدات جديدة وبعضها تم تحصينها علي يد الظفاريين الذين تدربوا علي حرب العصابات. ولغة الأوامر تغيرت من الإنجليزية إلي العربية وتغير اسم الجيش كذلك من "القوات المسلحة للسلطان" إلي "جيش عمان"(13). وفي مارس 1973 أقيم "مجلس دفاع" لتنسيق الحرب بين الأذرع الأمنية المختلفة ( انظر لاحقاً). وقد تزايدت نفقات الأمن حتي وصلت 50% من ميزانية السلطنة ومن الطبيعي أن تستمر النفقات علي نفس المستوي حتي انتهاء التمرد.

يتبــــــــــــــع
  #73  
قديم 19/10/2002, 08:49 AM
ها أنا ذا ها أنا ذا غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 01/09/2001
الإقامة: من كل بلاد الدنيا
المشاركات: 235
سككككككككود sckoooooooooooood

أخي العزيز sckod سوف أقوم بإرسال الموضوع على عنوانك البريدي
حال الإنتهاء من الموضوع بالكامل وشكراً لك

بس على مهلك لا تنفجر فينا
  #74  
قديم 19/10/2002, 02:50 PM
صورة عضوية losser
losser losser غير متواجد حالياً
Registered User
 
تاريخ الانضمام: 14/10/2002
الإقامة: Oman
المشاركات: 214
الآخ بن دارس
مشرف

الآخ Losser

أرجو في المرات القادمة ان تكتب باللغة العربية الفصحى حتى يتسنى لمن هم ليسوا ضليعين فل اللغات الاخرى فهم مشاركتك

from losser___________________________________________
الآخ بن دارس

How many times shell i tell you that i can not write in arabic coz i donot have arabic here and do not read whatever i write ok that would be better ok .....
الآخ and i am not
ok
thanks



  #75  
قديم 20/10/2002, 08:06 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
البعد العسكري :- أبعاده علي السياسة الخارجية

إن تحليل الديناميكة العسكرية خلال تمرد ظفار يصلح موضوعاً لبحث شامل، لكن الاهتمام هنا سيقتصر علي علاقته بالموضوع الحالي. ومع ذلك وبسبب مركزية النزاع وتأثيره في تشكيل طابع السياسة العمانية، فإنه يوجد مكان لنقاش أبعاده هنا، وخاصة تأثيره في السياسة الخارجية التي هدفت الي جلب المساعدات في هذا المجال. وفي هذا الإطار سيجري التطرق لوصف بعض المجالات العسكرية المركزية(14).

وقد بدأ وضع "الجبهة" يتدهور بعد فترة قصيرة من تسلم قابوس للحكم. والوسائل غير الشعبية التي استخدمتها قيادة "الجبهة"(15)، مثل الوعظ الديني وتصفية زعماء القبائل والشعارات لتحرير المرأة وقمع السكان أججت الخلافات بسرعة في وسط الحركة، حيث أن بعضهم عارض الطابع العلماني للحركة وأيد وقف القتال والانضمام للسلطان. وفي سبتمبر 1970م بدأت نزاعات مسلحة بين فصائل " الجبهة " الماركسية مقابل الجماعات المحافظة، لكن ورغم الثغرات التي بدأت تظهر في صفوف "الجبهة"، فإن الحرب ضد السلطنة استمرت (16).

وجد جنود السلطان الذين أُعدوا لخوض المعارك التقليدية أنفسهم أكثر من مرة في وضع ضعيف من الناحية التكتيكية، في مقابل حرب العصابات التي استخدمها المتمردون، وفي السنوات الأولي لحكم قابوس، أي في النصف الأول من عقد السبعينات، لم ينظر سكان عمان، خاصة الجماعات القبلية في الداخلية وفي شمال عمان، للنشاطات العسكرية في ظفار كنزاع يعتمد علي جهات محلية في دحر التمرد. وسياسة التعمين (نسبة إلي عمان) التي هدفت إلي جعل الجيش يعتمد علي القوي المحلية - والتي أيدها البريطانيون كذلك لاعتباراتهم الخاصة، كانت في بداية طريقها.

وبالفعل فقد حاول السلطان قابوس إيجاد عوامل أيديولوجية ثقافية مشتركة ضد التمرد بلورت نوعاً من التضامن الجديد حول مفهوم إقامة دولة، لكن نجاحه كان محدوداً، وأيضاً نداءه للعمانيين الشباب الذين يسكنون في دول الخليج للعودة لوطنهم والمشاركة في الحرب(19)، حتي إن حظيت بتأييد معين، فلم يكن بمقدورها تغيير ميزان القوي بشكل جوهري.

تحرك قابوس منذ بداية حكمه بدافع الخوف من امتداد الثورة الظفارية إلي المناطق الداخلية سواء علي المستوي الأيديولوجي أو العملي. وشكلت مظاهرات العمال المؤيدة "للجبهة"، التي بدأت تنفجر في سبتمبر 1971، ظاهرة جديدة في تاريخ السلطنة، وكشفت مدي التهديدات الكامنة التي بإمكان "الجبهة" أن تفجرها أمام النظام(20). أما تجذر الأيديولوجية الراديكالية في وسط قطاعات مختلفة من السكان، التي ترافقت مع سيطرة عملية " للجبهة " علي مناطق واسعة في الداخلية فقد كاد يقترب من شل ضخ النفط المنتظم وبالتالي إغلاق دوران عملية التنمية العمانية.

يتبــــــــــــع
  #76  
قديم 20/10/2002, 03:38 PM
صورة عضوية losser
losser losser غير متواجد حالياً
Registered User
 
تاريخ الانضمام: 14/10/2002
الإقامة: Oman
المشاركات: 214
الأدغال


I want to asked you how you know all this information there are no books about that so how come you know this all are you CID???
  #77  
قديم 21/10/2002, 01:30 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
اقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة losser
الأدغال


I want to asked you how you know all this information there are no books about that so how come you know this all are you CID???
ذكرت في بداية المقال أن المعلومات هنا من مجلة (القدس العربي) الالكترونية التي تصدر بلندن، وانا أحتفظ بالوصلة حتى الانتهاء من الموضوع
  #78  
قديم 21/10/2002, 01:36 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
وكما ذكر فقد أصبح التمرد في ظفار محل اهتمام مركزي وخلاف في الدوائر العربية والدولية. واعتمد معسكر المتمردين علي مساعدات خارجية مهمة (خصوصاً من جنوب اليمن، وبدرجة أقل من الصين والاتحاد السوفييتي) (21) لاستمرار قتاله المسلح. وكنتيجة لذلك، وقفت عمان أمام حاجة أخذت في الازدياد للبحث عن تأييد خارجي لنفسها. وقد خدمها اتساع النزاع بشكل ينطوي علي مغارتها وأيضاً المصلحة العمانية، والسلطان قابوس استخدم ذلك بشكل متقن لجلب التأييد من الدول الغربية ومن الدول المجاورة التي خشيت من أبعاد التمرد. وبمبادرة قابوس خرج النزاع من حدوده الأصلية واتخذ طابعاً إقليميا.

وبهدف الفوز بمساعدة عسكرية حاول قابوس إثارة اهتمام دول المنطقة بالنزاع الداخلي في بلاده بتبرير أن نضاله ضد " الجبهة " يهدد كل النظم الملكية في المنطقة(22). وهذه الجهود التي قام بها السلطان توجت بالنجاح وذلك عندما انضم عدد من الدول للنزاع سنة 1971م.
عولت عمان علي مسألة المساعدات الخارجية كثيراً بخصوص النضال ضد "الجبهة". وكانت بريطانيا من أبرز الدول التي قدمت المساعدات، واستمرت في لعب دور مهم وحاسم في الشؤون الأمنية للسلطنة.

وكانت القوات المسلحة للسلطان لا تزال عملياً تحت قيادة بريطانيين (23) وخبراء مختلفين، وعلي رأسهم ضباط كبار في قوات الكوماندوز البريطانية ساعدت قوات السلطان تحت غطاء"طاقم تدريب عسكري بريطاني"،لاحقاً: "الطاقم"(24) ولذات التسمية كانت هناك أهمية كبيرة، حيث كانت الأمم المتحدة في ذلك الوقت (المرحلة الانتقالية من يوليو 1970 إلي ديسمبر 1971م) لا تزال تناقش مسألة عمان واستغربت من التدخل البريطاني في عمان. وأدار البريطانيون نشاطهم، خاصة في المراحل الأولي للحرب في ظفار، بشكل محدود.

وخلال السنتين الأوليين من حكم قابوس لم يجر نقاش التطورات في هذه المسألة في الصحافة العمانية أو الصحافة الأجنبية. و" الطاقم " لم يشتمل إلا علي عشرات الضباط - علي الأكثر 90 لكن شكّل إضافة نوعية لجيش السلطان. وبمجيئهم إلي صلالة مباشرة بعد الانقلاب، وجد الضباط البريطانيون جيش السلطان بمعنويات منخفضة بسبب فشلهم مؤخراً في ساحات المعركة، خاصة في منطقة الجبل. وفي هذه المنطقة اصطدم جنود السلطان مع قبائل الجبل، ذوي التجربة الطويلة في نزاعات البقاء بين القبائل. إن نجاح " الجبهة " في هذه الفترة يجب إسناده إلي المساعدات التي قدمها السكان المحليون. ومنطقة الحرب التي كانت ذات معطيات طبوغرافية خاصة ومناخية كذلك، شكلت ساحة مثالية لإدارة حرب العصابات التي توفر أماكن اختباء وتمكن من تنفيذ عمليات "اضرب واهرب" ووضع ألغام. وفي وسط جيش السلطان، الذي لم يدرب جنوده بشكل مناسب لقتال في منطقة كهذه، نمت روح انهزامية وضعف إيمان المقاتلين بنضالهم ضد سكان الجبل(25).

وكان ضباط "الطاقم" مع ذلك خبراء في خبايا القتال ضد السكان الجبليين، وقائدهم اللفتنانت كولونيل جون واتس، أيضاً قام بدور في قمع التمرد الذي نشب في الجبل الأخضر في الخمسينات. ومكنت استراتيجية الحرب التي طورها ضباط "الطاقم" قوات السلطان من التواجد في منطقة الجبل والسيطرة عليه. وتوجت هذه المهمة بالنجاح في أكتوبر1971 في "عملية جاقوار "(26)، وعندما قاد ضباط " الطاقم " قوات السلطان بمساعدة قوي موقعية تمكنوا من احتلال أوكار الجبل. وقد شكلت "عملية جاقوار " بداية التحول في مسار الحرب، ونقلت قوات السلطان لوضع هجومي مستمر حتي الدحر النهائي للتمرد. وكان هذا الأمر دعماً بريطانياً نوعياً، وليس فقط كمياً (27)، وكانت أساس التغيير في ميزان القوي في الحرب الشاملة التي دارت في ظفار.

يتبــــــــــع
  #79  
قديم 22/10/2002, 05:26 PM
صورة عضوية losser
losser losser غير متواجد حالياً
Registered User
 
تاريخ الانضمام: 14/10/2002
الإقامة: Oman
المشاركات: 214
sorrrrryyyyy
  #80  
قديم 23/10/2002, 01:20 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
وبدأت قوات السلطان - منذ سنة 1971م - التي كانت حتي تلك اللحظة في وضع دفاعي، في نقل ساحة المعركة باتجاه مناطق سيطرة المتمردين. وبسبب وضعهم المتدهور اتحدت الحركات الثورية في عمان في ديسمبر 1971م وشكلت " الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي "(28). وتوالت الهجمات علي قاعدة سلاح الجو في صلالة وعلي قري الساحل مرباط وطاقة، هذه الهجمات نفذت فوراً بعد إقامة "الجبهة الجديدة"، وجسدت الانقلاب في ميزان القوي. ومنذ ذلك الوقت تراجع موقف المتمردين باستمرار(29).

وإحدي الطرق الناجعة في كسر قوة المتمردين تمثلت في الإضرار المستمر بقواعدهم الاقتصادية. وبمساعدة البريطانيين سيطرت قوات السلطان علي مصادر المياه، وأحياناً أغلقتها واحياناً أخري قامت تلك القوات بتلويثها، وبموازاة ذلك تم تدمير مصادر الغذاء الأساسي للسكان، مثل قطعان البقر وحقول القمح. وفي ربيع 1972م نظم هجوم إضافي لقوات السلطان في ظفار (30).

وهذا الهجوم الذي عرف باسم " عملية سمبا " استهدف عزل محاور إمداد المتمردين بواسطة القصف الجوي لمراكزهم الساحلية والجبلية(31). وبموازاة ذلك تم تحسين خطوط الإمداد لقوات السلطان وبسرعة. وحتي نهاية السنة تمت تقوية السيطرة علي المنطقة من خلال تطهير أوكار المتمردين في منطقة الجبل الشرقي والأوسط (32).
حظيت عمان طوال هذه الفترة بمساعدات غير مباشرة من جانب الولايات المتحدة. وكما ذكر فإن تغيير الحكم في عمان والانسحاب البريطاني المخطط كانا عاملين مهمين باحتواء عمان تحت مظلة الأمن الأمريكي. والاهتمام الدولي تركز وقتها علي الحرب في ظفار، علي ضوء حقيقة أن هذا النزاع يشكل مخاطر في منطقة ذات أهمية جيواستراتيجية في هذه المنطقة الغنية بالنفط.

وخوفاً من أن انتصار المتمردين ستهيأ الأرضية لاختراق سوفييتي في الخليج، فقد اهتمت الولايات المتحدة بضمان انتصار السلطنة في النزاع. ومع ذلك وفي ظل احداث فيتنام كان من الصعب علي الأمريكيين إظهار تدخل نشيط. وكنتيجة لذلك فقد شجعت بريطانيا لتأييد مكثف للسلطنة. ولأنها المؤتمنة علي " مبدأ نيكون " فقد شجعت الولايات المتحدة حلفاءها المحليين للعب دور نشيط وإبداء مسؤولية تجاه النزاع. وهكذا لعبت إيران، وإلي حد ما الأردن، مهمات إضافية في تقديم المساعدة للسلطنة لقمع التمرد والمشاركة الأمريكية المباشرة قلصت لمجرد زيارات متباعدة لوفود عسكرية ومستشارين أمريكان الذين ألحقوا بجيش المساعدة الإيراني (أنظر لاحقاً)، وتقديم عدد من المروحيات والصواريخ(33).

ولوحظ تدخل نشيط لسلاح البعثة الإيرانية في نهاية 1973م، عندما احتلت قوات السلطان من جديد طريق صلالة - تمريت. لكن المساعدة الإيرانية لم تحدث فقط بسبب النيات الأمريكية. فمنذ البداية طلب السلطان قابوس مساعدات من قوات إقليمية لأنه يستطيع أن يجد معهم قواسم مشتركة وتماثلا في المصالح، ورسائله بهذا الصدد وجدت آذاناً صاغية في إيران. والتدخل الإيراني النشيط عكس قلقا متزايدا لدي الشاه، محمد بهلوي، علي ضوء إمكانية اختراق التأثير السوفييتي ومن حليفها العراق. ولأنها تري نفسها مسؤولة عن أمن الملاحة في الخليج ولأنها تدرك أن انتصار الشيوعيين علي الضفة الاخري لمضيق هرمز سيعرض نظامها للخطر، فقد انضمت إيران للنزاع وقدمت لقابوس المساعدات العسكرية الشاملة(34).

وقد أدي هذا القلق علي أمن المضائق إلي القيام بمناورات عمانية إيرانية مشتركة. وفي مقابل المساعدات التي أعطيت لعمان فقط قدمت الاخيرة تسهيلات لإيران في مجال الإشراف علي الملاحة في مضيق هرمز وفي المياه الإقليمية لعمان(35). إن الحفاظ علي استقرار النظام في عمان وتصفية حركة التمرد التي تحظي بدعم يمني والتي تطمح لزعزعة الأنظمة الملكية الأخري في الخليج أصبحت ضرورة واقعية من ناحية الأنظمة الأخري في المنطقة إضافة إلي سلطنة عمان.

يتبــــــــع
  #81  
قديم 23/10/2002, 02:10 PM
ها أنا ذا ها أنا ذا غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 01/09/2001
الإقامة: من كل بلاد الدنيا
المشاركات: 235
سكود17 مستعد
ترى صدام راح يقوم بإطلاق جميع صواريخ السكود قريباً

على كل حال منشان ما تنفجر رسلتلك بريد ألكتروني عسى
يكون مصلك


شكراً
  #82  
قديم 23/10/2002, 05:44 PM
صورة عضوية sckod
sckod sckod غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 08/01/2002
الإقامة: USA
المشاركات: 89
اقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ها أنا ذا
سكود17 مستعد
ترى صدام راح يقوم بإطلاق جميع صواريخ السكود قريباً

على كل حال منشان ما تنفجر رسلتلك بريد ألكتروني عسى
يكون مصلك


شكراً
اخي ها أنا ذا
شكرا على التواصل
لكن للاسف لم يصلني بريك
لو تفضلت وحاولة ان ترسله
مره ثانيه يجزيك الله خير
شكرا


بريدي الاكتروني في ياهووو
[email protected]

  #83  
قديم 27/10/2002, 06:35 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
علي كل حال فإنه حتي الحرب الإسرائيلية- العربية في أكتوبر 1973م فقد امتكلت إيران في عمان قوة رمزية فقط. لكن التطورات التي تلت الحرب، وفي مركزها ازمة الطاقة، والبدائل الدراماتيكية في اقتصاد النفط قاد بإيران إلي تعزيز وجودها العسكري في عمان (36). إن تعزيز التعاون تجسد في سلسلة اتفاقات تمنح التواجد العسكري الإيراني وزناً إضافياً واشتراكا في مهمات القيادة والأركان، خاصة في المجال الجوي وحرب العصابات في ظفار(37). وقيادة القوات الإيرانية اتخذت لها موقعاً في جزيرة قشم ( الواقعة قرب الجانب الفارسي من مضيق هرمز)، ومن هناك أدارت بشكل مستقل، وليس بتنسيق دائم مع السلطان الجهود الحربية الإيرانية(38). إن القوة الإيرانية الموجودة في ظفار استبدلت بشكل منتظم مرة كل 3 اشهر، وذلك لتمكين أكبر عدد من الجنود اكتساب التجربة قدر الإمكان.

هذه السياسة ضاعفت من نسبة الخسائر في الجيش الإيراني (39). وعمان اعدت في عام 1974م في قاعدة سلاح الجو في تمرايت مساراً مناسباً لنشاط الطيران الإيراني، الذي من المفروض أن يدافع عن عمان في حالة تصعيد النزاع ونشوب مواجهة مفتوحة بين عمان واليمن الجنوبي. ورغم التكلفة العالية لهذه الخطة والاعتراض الذي أثارته في أوساط المستشارين بقي قابوس مصمماً علي رأيه(40)، الأمر الذي دل علي خوفه من الإخلال بوعد لحليف مخلص، وكذلك علي مدي الحساسية العالية التي أظهرها تجاه مواضيع متعلقة بأمن السلطنة.
ولوحظ أيضاً نشاط إيران في المجال الدبلوماسي.

وكان ذلك في مجال اقناع الصين لسحب تأييدها ومساعدتها لحركة التمرد وتطوير قناة للتعاون مع دول الخليج، وذلك لصد استمرار التسلل السوفييتي للمنطقة (41). كما ساهم" اتفاق الجزائر " الذي وقع بين إيران والعراق في مارس 1975م في إخراج الأخيرة من دائرة التأييد لمتمردي ظفار وشق الطريق لتكوين علاقات دبلوماسية بين مسقط وبغداد (42).

وحتي لا يثير الأمر أي انتقاد محتمل في أوساط الدول العربية تجاه عمان بسبب اعتماد الأخيرة علي إيران، اجتهد قابوس في تصوير المساعدة الإيرانية لعمان كضرورة واقعية. وقد أعلن قابوس انه إذا أرسل العرب قوة عربية بديلة للسلطنة، فإنه سينهي اعتماده علي إيران (43). وهكذا علي سبيل المثال تم تبرير وجود كتيبتين من الجيش الأردني في عمان في بداية 1973م (44) كجزء من عملية تعريب الجيش العماني. ولأن الأردن يري نفسه حليفاً لدول الخليج وبتشجيع الولايات المتحدة مدتإيران (43). وهكذا علي سبيل المثال تم تبرير وجود كتيبتين من الجيش الأردني في عمان في بداية 1973م (44) كجزء من عملية تعريب الجيش العماني.

ولأن الأردن يري نفسه حليفاً لدول الخليج وبتشجيع الولايات المتحدة مدت ا انها تمثل جسراً بين معسكر المتمردين والعالم الشيوعي فقد أصبحت عدن عدواً معلناً للسلطنة. ومع ذلك فإن السلطنة أوضحت انه ليس في نيتها الدخول في مواجهة مباشرة مع عدن وانها لن تفعل ذلك إلا إذا هوجمت. وهذا التصريح اكتسب أهمية إضافية في منتصف 1972م عندما قصفت عمان بسلاح الجو في عمق اليمن الجنوبي كرد فعل علي القصف اليمني للمناطق العمانية. (49)

وقدم الاتحاد السوفييتي والصين وكوبا مساعدات معنوية ومادية "للجبهة" وكذلك طواقم تدريب (خاصة كوبا) التي دربت جنوداً من اليمن الجنوبي وظفاريين أيضاً. والدعم العربي (خاصة المعنوي والدبلوماسي) منح للمتمردين الظفاريين من جانب العراق (علي الأقل حتي إقامة العلاقات الدبلوماسية بين العراق وعمان في نهاية 1975) وكذلك قدمت ليبيا لهم دعماً هامشياً، حيث سحبت اقتراحاتها منذ عام 1972 بشأن تقديم مساعدة للسلطنة، وبدأت بإرسال وسائل قتالية " للجبهة " بما يشمل صواريخ من إنتاج سوفييتي(50).

يتبـــــــــع
  #84  
قديم 28/10/2002, 06:30 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
وكلما استمر النزاع تزايد فشل الجبهة وضوحاً. ومن هذا الموقع الضعيف أوضحت "الجبهة " أنها مستعدة للتعامل مع كل محاولة وساطة من قبل الجامعة العربية. لكن إحدي لجان الوساطة التي وصلت لمسقط 1974م (51)، لم تأخذ تصريحاً لدخول جنوب اليمن، وهذه المبادرة لم تنجح والهزيمة في ساحات المعركة ترافقت مع انشقاقات في الجبهة بين المؤيدين لاستمرار حرب العصابات والمعتدلين الذين أرادوا العمل كمعارضة سياسية ممأسسة(52). والقرار الذي كان محل خلاف حول التركيز علي النشاط العسكري في عمان تجسد في تغيير اسم التنظيم في يوليو 1974، وبحذف كلمة " الخليج العربي" من اسم " الجبهة " الذي أصبح " الجبهة الشعبية لتحرير عمان" (53) أرادت " الجبهة" إعطاء إشارة بشأن تقليص جديد لأهدافها وتأملت أن تحظي من خلال ذلك بتأييد ومساعدة دول الخليج الغنية.

إن احتلال البلدة الساحلية، رخيوت، في يناير 1975م، واحتلال القري غرب ظفار علي يد قوات السلطان بعد ذلك كان بمثابة المراحل الحاسمة الأخيرة في إخفاق المتمردين. ومع نهاية السنة حاول اليمن الجنوبي أن يضخ دماء جديدة في عروق " الجبهة " عندما وضع تحت تصرفها حوالي 1000 مقاتل، لكن من دون فائدة. وكل المناطق التي كانت تحت سيطرة الجبهة عادت للسيادة العمانية. وفي 11 ديسمبر 1975، اعلن قابوس لعشرات آلاف المستمعين المتحمسين في مسقط أن الحرب انتهت بشكل رسمي(54).

ومنذ ذلك الوقت تم إعلان ذلك اليوم "يوم القوات المسلحة للسلطان ". والصراع انتهي رسمياً في 11 مارس 1976 بتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار بين عمان واليمن الجنوبي. وفي ذلك الوقت، وطوال شهرين، أعلن عفو عن المتمردين الذين استمروا في حمل السلاح. هذه المبادرة زادت عدد الهاربين من صفوف " الجبهة "، منذ صعود قابوس للسلطنة، إلي حوالي ألفي رجل واستمرت بقايا ضئيلة من جنود " الجبهة " بالعمل في عدة مناطق في ظفار، حتي اختفوا عام 1978م .

وفي موازاة تدمير قوة المتمردين بدأت ترتفع أسهم السلطان الشاب. وقابوس استمد تشجيعاً كبيراً من نجاحاته في المجال العسكري وتزايدت ثقته بنفسه. والتطورات في ساحة المعركة التي كانت متواضعة في السنتين الأوليين لحكم قابوس، أصبحت وقتها مصدراً لجذب الصحافيين العرب والأجانب بتشجيع السلطان(55)، الذي أراد ان ينشر أمر انتصار السلطنة وإعلام المجتمع العربي والدولي بما حدث. واجتهد قابوس في رسم صورة لنفسه كقائد منتصر، ورجل جيش مزين بزيه وإبراز ثقافته العسكرية. والمسيرة العسكرية التي نظمت أول مرة في الذكري السنوية الرابعة للسلطنة في نوفمبر 1974 تحولت إلي تقليد بهدف إبراز السيطرة القوية لقابوس - اتجاه الداخل واتجاه الخارج في كل مجالات الحياة في عمان. وثقته بنفسه تزايدت وتجسدت باتخاذ قرارات عبرت عن وعيه المتزايد لأساس قوته المتعاظمة. وهكذا علي سبيل المثال، لم يتردد قابوس بإقالة يو اودلمان، سكرتير الدفاع الذي كان من مؤيديه البارزين قبل الانقلاب بحجة انه لم يكن يقظاً بما فيه الكفاية للتنظيمات المعادية للسلطنة في الشمال والجنوب في بداية 1973م هذه الحقيقة التي تجسدت في محاولتين للانقلاب ضد السلطان منيتا بالفشل(56). علي ضوء تشعب تمرد ظفار أقام قابوس "مجلس الأمن القومي"، هذا الجسم الأمني الذي برز فيه وجود الشخصيات العمانية مثل عمه فهر بن تيمور(57).

ورغم ان الاعتماد علي البريطانيين كان لا يزال جوهرياً، فقد جاءت هذه الخطوة منسجمة مع السياسات الهادفة لتقليص ارتباط السلطة بالبريطانيين وتقوية اتجاه التعريب، الذي هدف الي وضع حد للتحريض العربي ضد السلطنة وكذلك لتسهيل اندماج السلطنة بالعالم العربي. وقد خدمت هذه التطورات بدرجة كبيرة نظرية الدولة التي تبناها قابوس وأبرزت إلي حد كبير احد أسس الدولة الذي يهدف الي الانتقال من الحالة التي يوجد فيها جهاز حكم مقلص للدولة القبلية الموحدة إلي حكم فردي، برزت فيه شخصية السلطان قابوس كحاكم وحيد.

يتبــــــــــع

آخر تحرير بواسطة الأدغال : 28/10/2002 الساعة 06:34 AM
  #85  
قديم 28/10/2002, 08:46 PM
صورة عضوية سماء الشرق
سماء الشرق سماء الشرق غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 16/09/2001
الإقامة: كلنا عرب
المشاركات: 4,783
وهذا الاخر يتحدث عن حقبه تأريخيه بدون أن يمر على مقص الرقيب ويمكن الاستفاده منه لارشيف مكتباتكم كمرجع تأريخي 0
  #86  
قديم 29/10/2002, 09:12 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
البعد الدبلوماسي

إن اتساع النزاع، خدم كما ذكر أعلاه، السياسات العمانية، التي استخدمته بشكل ذكي كوسيلة لجلب الدعم من الدول الغربية التي انتابها القلق من أبعاد التمرد. ولفهمها للأهمية الجيوبولوتيكية والاقتصادية المستمدة من موقع عمان الاستراتيجي، سارعت السلطنة لتأكيد قبول الشعب والعالم لموقفها من النزاع. وهنا كان السلطان قابوس يقول " إنني أحارب للشيوعية "و "سنستمر في النضال ضد كل محاولة سرية علي أمل أن يعلم أصحاب هذه المحاولات خطأهم وبسرعة " (58 ). وبشكل عام فقد استخدم المذهب الماركسي كأداة بهدف تشويش صورة السلطنة. إن معادلة الشيوعية والوقوف ضد محاولات الاتحاد السوفييتي توسيع تأثيره في المنطقة وكذلك مهمة عمان كحامية لمضيق هرمز دفعت السياسيين العمانيين للتفكير بطريقة استراتيجية واسعة.

وكان أن اكتسب الجهد الذي قام به قابوس تعاطفاً إقليمياً. ومنذ تخلص عمان من عزلتها ومن حزام الأمن البريطاني، ركزت علي المجال الدبلوماسي والإعلامي من خلال عرض هدفين محددين: إدماج عمان في دوائر العمل العربي والاعتراف بها كدولة شرعية،وإيجاد تأييد في أوساط العالم العربي لنضالها ضد متمردي ظفار. وبما يتناسب مع ذلك، وبموازاة التغيير في موازين القوي في ساحة المعركة، عززت الجهات فعالياتها الإعلامية.

وبمحاولات يائسة لتوحيد صفوفها حاولت "الجبهة" أن تعرض نفسها بصورة جديدة تمكنها من اكتساب التأييد الشعبي. وهكذا علي سبيل المثال، حاولت الجبهة وبشكل واسع في بداية 1974م إزالة المصطلحات الدينية من منشوراتها (59) وقد برز في دعاية " الجبهة " تأكيد علي التعاون العماني الإيراني بهدف دق اسفين بين عمان والعالم العربي ولتشويه سمعة قابوس في الساحة العربية. وهكذا قيل ان عمان نقلت لإيران مواقع استراتيجية وذلك لتعزيز السيطرة الإيرانية علي مضيق هرمز وكخطوة تمهيدية للسيطرة علي منطقة رؤوس الجبال في منطقة رأس الخيمة(60).

ومنذ البداية أراد قابوس تقديم مؤيدي "الجبهة" كمتسترين برداء ليس لهم. حيث ادعي قابوس"حسب علمي فإن هؤلاء المتمردين ليسوا ماركسيين، والضغط السياسي والإحباط الذي نجم عن النظام السابق جعلهم يبحثون عن شعار يجدون فيه الخلاص. وربما توجد قلة تؤمن بالمبادئ الماركسية ، لكن هذه القناعة ليست متجذرة بعمق "(61). وحاول قابوس كذلك تقديم زعامة " الجبهة " كجماعة تفتقر للصلابة الأيديولوجية، بدليل تغيير أهدافها ونظرياتها باستمرار حسب الواقع المتغير. وعلي سبيل المثال فقد ادعي قابوس انه طمعاً في اموال دول الخليج وجدت الجبهة " أنه من المناسب تغيير اسمها وإزالة كلمة الخليج العربي من ذلك الاسم"(62).

وقد استخدم قابوس بشكل واسع مسألة العروبة وأصبح العالم العربي مصطلحا دائما في خطاباته. وكذلك حاول عرض نضال الظفاريين في عمان كعمل يستهدف تمزيق التعاون العربي في الوقت الذي يشد أحزمته لمحاربة إسرائيل(63). وفي حرب أكتوبر 1973 أعلنت عمان مقاطعتها النفطية للدول الغربية مثل، الولايات المتحدة وهولندا، كرد فعل علي موقفهامن مسألة النزاع الإسرائيلي ـ العربي (64). وهدفت هذه الحملة الدبلوماسية الي كسب تأييد دول الخليج المجاورة، ومنذ تولي قابوس السلطة عمل علي إنهاء جذور القطيعة التاريخية التي أوجدها سلاطنة ألبوسعيد بين عمان وجاراتها في شبه الجزيرة العربية، فبدأ قابوس يعمل علي تحسين العلاقات مع هذه الدول مركزاً في خطابه علي روح الأخوة التي تربط بين هذه البلدان التي تسكن ذات المنطقة(65).

يتبـــــــــع
  #87  
قديم 30/10/2002, 12:06 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
وبناءً عليه طالب قابوس هذه الدول بابداء التعاطف والتأييد له في الصراع الجاري علي الأرض العمانية، وادعي قابوس أن الصراع الذي يخوضه لا يهدف الي الحفاظ علي النظام العماني وحده، بل علي النظام الخليجي بمجمله. وبهذا نبه قابوس دول الخليج للتهديد المتوقع لأنظمتهم بسبب التدخل السوفييتي، وجاءت حادثة الانقلاب الفاشل في رأس الخيمة سنة 1974م لكي تسهّل محاولات الإعلام العماني في الدعاية لموقفه(66).

ومن جهتها فإن دول الخليج أبدت خشية من امتداد الثورة من جهة ظفار، وتزايد قلق هذه الدول عندما تم اكتشاف خلايا "للجبهة" في أبو ظبي خلال سنة 1973م، وكذلك في البحرين ورأس الخيمة(67). وبالفعل فقد حاربت الدول الخليجية الأعمال التخريبية "للجبهة" من الداخل، وبموازاة ذلك قدموا مساعدات مالية للسلطنة (68). ولولا هذه المساعدات، إضافة للتطورات في مجال النفط في نهاية سنة 1973م(69) لعانت عمان من عجز مالي كبير(70). وشكّل لقاء الرياض بين الملك السعودي فيصل والسلطان قابوس في ديسمبر 1971م بدايةً لتطور العلاقات بين الطرفين.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت المملكة السعودية عاملاً أساسياً في منح التأييد لعمان. وكان ذلك الاجتماع قد ناقش موضوع تبني سياسات من شأنها أن تمنع تسلل أي قوة معادية للمنطقة. ورغم الخلاف بين الطرفين بشأن التدخل الإيراني في الأزمة (بسبب اعتراض السعودية علي توسيع التأثير الإيراني في شبه الجزيرة العربية) فقد تطورت بين الطرفين مصالح مشتركة فيما يخص أمن المنطقة.

وفي ذلك الوقت خطت السعودية خطوة مهمة لتعزيز دورها في المنطقة وذلك من خلال مساهمتها في حل النزاع الحدودي بينها وبين الإمارات العربية المتحدة من جهة وبين الامارات العربية وعمان من جهة ثانية، حيث تنازلت السعودية عن مطالبها التاريخية في إقليم بُرايمي المتنازع عليه(71). وجاء تنازل السعودية عن إقليم بُرايمي في أغسطس 1974م(72)، وتوصلت عمان والإمارات لتسوية بمقتضاها تحتفظ كل دولة بنصف المنطقة(73).

وساهمت السعودية في إيجاد جو من المصالحة تجسد في اتفاق وقف النشاط المعادي بين عمان واليمن الجنوبي في مارس 1975م، وذلك من خلال تقديم مساعدة مالية كبيرة لليمن الجنوبي(74). وطورت السلطنة، بعد زوال التهديد الوجودي الذي تعرضت له، علاقات التعاون مع جاراتها (باستثناء الكويت) في شبه الجزيرة العربية، وتم تتويج هذا التعاون بإقامة إطار دفاع إقليمي جماعي.

يتبـــــــــع
  #88  
قديم 02/11/2002, 09:52 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
ووسع السلطان قابوس جهوده الدبلوماسية إلي خارج منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، وأبدي حرصاً شديداً علي الظهور في الاجتماعات الاقليمية والدولية المختلفة، وشارك قابوس في سبتمبر 1973م في مؤتمر دول عدم الانحياز في الجزائر، والقمة العربية في الجزائر في نوفمبر 1973م، وفي مؤتمر القمة الاسلامي في لاهور في فبراير 1974م. وفشلت كل جهود ممثلي "الجبهة" في تعطيل مشاركة السلطنة في هذه الاجتماعات، الأمر الذي أوضح مكانة وأهمية عمان في الدوائر السياسية العربية والدولية (75).

وأبدي قابوس حذراً من التورط في حرب مع اليمن الجنوبي وذلك رغم إصراره علي هزيمة "الجبهة". وفي هذا الإطار لم يحاول استغلال الحرب بين اليمن الشمالي والجنوبي، وأعلن أن أي حرب بين الدول العربية لا تخدم المصلحة العمانية(76). وحاول قابوس دحض الادعاءات التي اعتبرت أن الصراع الدائر في عمان يعكس مصالح الدول الأجنبية.
واعتبر أن عدن كانت أداة في يد هذه القوي، وفي نفس الوقت كانت تعيش أزمة داخلية وأرادت أن تحرف اهتمام الرأي العام لمواضيع أخري(77).

وتمكنت عمان من خلال سياستها البراغماتية أن تكسب تأييد دوائر واسعة في العالم العربي، لأنها تناضل من أجل صد المد الشيوعي في المنطقة، وكانت معظم دول الخليج ودول عربية أخري تؤيد هذا التوجه. واستطاعت عمان أن تنشئ علاقات دبلوماسية مع كل الدول العربية باستثناء اليمن الجنوبي والعراق(78).

يتبــــــــــــــع

آخر تحرير بواسطة الأدغال : 02/11/2002 الساعة 09:55 AM
  #89  
قديم 03/11/2002, 12:05 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
البعد الاجتماعي السياسي:

استمرار النزاع بوسائل أخرى

أدار السلطان قابوس معركة من نوع مختلف ضد "الجبهة" في ظفار، وكانت هذه الحرب ذات طابع اجتماعي سياسي، حيث ركزت الحكومة المركزية علي مشاريع البناء والتنمية، وذلك للتأكيد علي طموح النظام الجديد "بتحويل اليأس إلي أمل ولبث الحياة الجديدة في أوساط سكان معزولين يعيشون تحت حكم استبدادي وإهمال متواصل" (79). ورغم الاهتمام الكبير الذي منح لظفار فإنها ما زالت تحتفظ بوضع يشبه الحكم الذاتي في السلطنة. وتعمل هناك ممثليات حكومية تحت إمرة الوالي المحلي، الذي تعتبر صلاحياته (في شؤون فض المنازعات بين القبائل خصوصاً) أكبر بشكل واضح من صلاحيات حكام المناطق الأخري في السلطنة. ومثال حي علي هذه الاستقلالية تتمثل في إقامة "دائرة تطوير ظفار" سنة 1971م، التي أُديرت بشكل مستقل عن الوزارات في مسقط (80).

وفي يونيو 1971م أعلن السلطان قابوس أن السلطنة في طريقها لتحقيق ما ينادي به المتمردون علي الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، مشيراً إلي أنه في القريب لن يتنازل إلا الشيوعيون الذين يجب اجتثاثهم عسكرياً(81). والإحساس بأن النظام الجديد مصمم علي إحداث التحسينات الاقتصادية ورفع مستوي المعيشة في ظفار اتخذ أهمية إضافية عندما عرضت حكومة عمان خطة تنمية ظفار بتاريخ 18-10-1972م. والهدف المعلن للخطة تمثل في إحراز استقلال اقتصادي في المقاطعة حتي سنة 1980م، وإضافة لذلك اشتملت الخطة علي الأهداف التالية(82):

1- بناء مجتمع يعيش بأمان وقادر علي إعالة نفسه.
2- تنمية الموارد الطبيعية في المقاطعة، وتطوير شبكات الكهرباء والاتصالات.
3- بناء شبكة طرق أرضية وجوية وبحرية من شأنها ربط المقاطعة بسائر البلاد.
4-ايجاد حالة من الاستقلال الاقتصادي للمقاطعة، بمعني أن كل الاستثمارات الحكومية، بما فيها الأمن والدفاع، تُمول من الموارد المالية الذاتية للمحافظة.
5- تعزيز وتوسيع الإدارة البلدية وتدريب الظفاريين علي المهمات الإدارية.
6- إقامة مدارس ابتدائية للأولاد من سن 7- 12 ولحوالي 15% من البنات.
7- إقامة وحدات متوسطة لحوالي نصف الأولاد في سن 15
8- تشجيع التعليم للكبار الذين لا يعرفون القراءة والكتابة.
9- إقامة مدارس تقنية تؤهل الكوادر في المجالات التي تتلاءم مع احتياجات المقاطعة.
10- تقديم خدمات صحية للمقاطعة وبصفة عامة محاربة الأوبئة.
11- زرع الإحساس بهوية الشعب العماني(83).

ساعد الارتفاع المثير لأسعار النفط بعد حرب 1973م قابوس علي تقديم خطة التنمية لظفار. وحظيت المقاطعة التي عانت كثيراً خلال الحرب، بنظرة تفضيلية لصالحها في توزيع الموارد المالية في السلطنة (84). وهكذا تم تخصيص ربع الميزانية المعدة لأهداف التنمية في الخطة الخمسية الأولي حوالي 600 مليون ريال عماني (الريال العماني =2.9دولار أمريكي) لظفار فقط(85). وبالفعل فإنه حتي نهاية النصف الأول من عقد السبعينات تم توجيه الجزء الأكبر للميزانية لأغراض عسكرية، وحتي ما تم تخصيصه لأغراض مدنية، فإنه كان أكبر عدة أضعاف من إجمالي جهود التنمية الذي تم توجيهه لشمال عمان(86).


يتبـــــــــــــــع
  #90  
قديم 06/11/2002, 11:32 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
وأوكل أمر تطبيق خطة التنمية ل "المجلس الأعلي للتنمية والتخطيط الاقتصادي" الذي تأسس في سبتمبر 1972م(87). ويتكون هذا المجلس من مديري الوزارات الحكومية المختلفة التي كان لها تمثيل في ظفار، وإلي جانبهم رؤساء الأقسام التابعون للوالي المحلي. والعضوية في المجلس تحددت تقريباً بدون الاهتمام بالانتساب للعائلات ذات التأثير مثل، "كسادة" و "قبيلي"، التي تقطن في قري الساحل الظفاري.

والمجلس أقام إدارة خاصة"إدارة المساعدات المدنية" (فيما يلي: الإدارة)، التي ستقوم بدور تنفيذ وتنسيق وتخطيط وسائل التنمية. و"الإدارة" بدأت العمل سنة 1973م، في الوقت الذي بدأ جنود السلطان يستعيدون بالتدريج سيطرتهم علي معظم مناطق ظفار. والاهتمام الجوهري "للإدارة" تركز في بناء قاعدة تأييد لجيش السلطان في وسط الجمهور، من خلال عرض خطة المساعدات المدنية للجماهير القروية والقبلية. وهكذا تم تعيين ضابط اتصال لمعالجة المشاكل الجارية لسكان الجبل، وآخر للسكان البدو في وسط وشمال ظفار.

إن بنية " الإدارة" وتقسيم العمل بداخلها عكس تركيبة ظفار: نجد ومنطقة الجبل ومنطقة الساحل. وأقامت الإدارة" اتصالاً قوياً مع مؤسسات حكومية أخري في تنفيذ عملية التنمية، وكانت مرتبطة مباشرة بالوالي. وخطة التنمية غطت سبعة مجالات أساسية: تكوين شبكة مواصلات، وشبكة مياه، وجهاز تعليم، ومنشآت صحية ومؤسسات دينية، وتقديم مساعدات مادية وتحسين الأوضاع التجارية. والنشاطات الأولي ل"الإدارة" تركزت في تقديم مساعدات طبية ومادية للسكان المدنيين في المناطق التي تمت استعادتها من جديد (88). وهكذا تم البدء في بناء جهاز إداري في ظفار الذي تجسد في مراكز محلية تسمي "مراكز إدارة".

وباستثناء دورها كجهاز تفتيش ومراقبة وتنمية في عملية السيطرة للجيش العماني، فقد استخدمت "مراكز الإدارة" كوسائل لشراء إخلاص سكان ظفار. والمنشآت الموجودة في كل مركز متشابهة، وشملت بصورة عامة بئر مياه واحدة أو أكثر في جوار خزان مياه يخدم كل السكان، إضافة إلي مدرسة ومركز طبي ومسجد، ومحطة راديو وبقالة حكومية تقدم تسهيلات لموظفي الحكومة(89). وتواجد في كل مركز طاقم عمل مدني(90)، شمل رجل إدارة ومدير مدرسة وعاملين في المجال الطبي وبقالات من قبل الحكومة. وكان تكوين هذه الأجسام، كما ذُكر سا بقاً، نتيجة للتطور العسكري في الأساس.

وتم إعداد ذلك لتحسين ضخ المعلومات الأمنية التي ضعفت مصادرها علي ضوء طرد قوات السلطان من منطقة الجبل. وكذلك استخدمت الإدارات، وفيما بعد "المراكز"، كقناة لتوصيل أوامر الحكومة المركزية للسكان المحليين. كما نُشرت المعلومات عن التطورات في الوضع القتالي ومبادرات التنمية المخططة لظفار في أرجاء ظفار بواسطة المناشير وجهاز الراديو (91).

أُقيمت "مراكز الإدارة" في البداية في المدن والقري في أعماق صلالة، بسرعة لكن الجهد لإنشائها في المناطق الجبلية التي تقلصت فيها مقاومة الحكم بدأ بالتحول. ففي منطقة الجبل وجد تركيز لسكان بدو وقرويين متفرقين إلي وحدات قبلية صغيرة وكثيرة، وكل واحدة منها أوجبت إقامة مركز منفرد.

وخلافاً "للجبهة" التي رأت في تدمير البنية القبلية هدفاً معلناً، فقد أظهر النظام العماني حساسية عالية للقيم والعادات القبلية. وبهدف منع الغليان في أوساط سكان المناطق الجبلية التي تم احتلالها منذ زمن، تم تأمين إقامة "مراكز إدارية" لكل واحدة من المجموعات المهمة وسط هذا القطاع. وحتي لا تثار مشاعر الاستنكار في وسط هذه المجموعات، عمل النظام حسب قواعد التنظيم الهرمي المعمول به لدي القبائل في ظفار. وهكذا فقد امتنعت السلطة من منح أحد المجموعات القبلية ذات المكانة الوضيعة مركزاً خاصاً بها (92)، وذلك حتي لا يثير غضب المجموعات القبلية الأكثر أهمية. ودُمجت المبادرة لإقامة إطار إداري حكومي أثناء عملية السيطرة علي ظفار مع تأسيس الحكم العماني بشكل عام. وملائمة التوجهات التحديثية والتخطيط مع الطرق التقليدية والعادات القبلية أبرز أبعاد التغيير والاستمرار في الانتقال من الدولة القبلية للسلطان سعيد إلي دولة قابوس.

ويمكن القول ان خدمات الرفاه والبنية التحتية هدفت، علي المدي البعيد، الي تحقيق ربط متزايد لقبائل ظفار بجهاز الدولة، أو علي الأقل لجعلهم يصلون إلي وضع يتناقص فيه ميلهم للعمل السياسي والاقتصادي المستقل بشكل يضع تحديات أمام الدولة(93). هذه النشاطات المميزة، كما ذُكر، لدولة ريعية(94) هدفت الي تعزيز قوة تأثير مسقط وإدخال طابع ملائم في رؤيتها لمجمل النشاطات الاجتماعية. وإضافة إلي الفوائد المتضمنة في سياسة توجيه الموارد إلي ظفار وشراء ولاء السكان البدو، أراد النظام في مسقط ضمان تأييد رؤساء القبائل، الذين كانوا حتي تلك اللحظة القادة الحقيقيين للسكان. وهذا التوجه انسجم مع سياسة قابوس، التي تسعي لإدماج الأسس التي يتوقع أن تشكل مخاطر كامنة في نظام حكمه. وقد برز هذا الخط في تعامله مع زعماء ظفار وزعماء القبائل المهمة، حيث اقترح عليهم الاندماج في جهاز الحكم، وهذه الخطوة لعبت دوراً مهماً في دحر التمرد في ظفار.

وهكذا فقد أودعت الإدارة المحلية في "المراكز الإدارية" في أيدي ممثلين محليين كانوا تابعين لمندوب (95). والمندوب كان حسب الأغلبية رئيس القرية المحلي ويتلقي راتبه من الحكم المركزي، وحظي بكل التشريفات التي تمتع بها موظفو الحكومة الكبار، سيارة حكومية وملكية لبقالة القرية الحكومية في المركز(96). وتعيين المندوب كان يقتضي موافقة والي ظفار، وهكذا فقد اختارت الحكومة ممثلين اظهروا منذ البداية إخلاصهم للسلطان. وهذه السياسة أشارت إلي محاولة شراء ولاء القبائل بدون إحداث تغيير في الأطر الداخلية ولكن من خلال ربطها بالجهاز السلطوي.

وفي التجمعات السكانية علي طول الساحل، كما في "المراكز الإدارية" المهمة في المناطق البدوية، تمريت علي سبيل المثال، تم تعيين نائب وال في الإدارة المحلية. وفي الوقت الذي عمل فيه المندوب مع "إدارة المساعدات المدنية"، فقد عمل النائب مباشرة مقابل والي ظفار. والنائب كان حسب الأغلبية زعيما قبائليا ذا تأثير كبير وتمتع بمورد مالي ملائم لوظيفته ولمخصص إضافي يدفع للزعماء المهمين في التركيبة القبلية (97)، وإضافة لذلك خصصت له الحكومة أراضي للبناء في صلالة وأحياناً في مناطق السيطرة التقليدية لقبيلته. وهكذا تم ضمان ولاء السكان للنظام الجديد بواسطة حكم غير مباشر وعن طريق زعماء القبائل.


يتبـــــــــع
  #91  
قديم 10/11/2002, 08:46 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
عمل المندوبون والنواب كحلقة وصل تنقل حاجات ورغبات السكان للقيادة في صلالة. وبجانب ذلك كان عليهم أن يخبروا الناس المدنيين في المركز بقرارات الحكومة، والتأكد من تطبيق التعليمات ومساعدة "إدارة تطوير ظفار" في تطبيق خطة التنمية. وشملت مهمتهم ايضا تجنيد سائقين وقوة عاملة لتقديم المساعدة الطبية، وباعة في بقالات الحكومة وعمال في محطات الوقود أو مكاتب الاتصال(98).

والهدف كان المساهمة، ولو قليلاً، في تحسين وضع التشغيل والتدريب وحث البدو علي الإقامة في مساكن دائمة. وبواسطة شبكة ممثليات التي كانت مهمتها جس النبض السياسي في نواحي ظفار أرادت الحكومة ضمان سيطرتها في أرجاء المقاطعة. واستمدت خطة تنمية ظفار فعاليتها من وجود شبكة كثيفة من المراكز الإدارية. ونشاط الحكم المركزي في ظفار ساهم بشكل جزئي علي الأقل في تغيير مستوي المعيشة وفي طريقة سلوك السكان البدو والقرويين.

وبموازاة إقامة "المراكز الإدارية"، تم البدء في إقامة شبكة مواصلات من شأنها أن تيسر التواصل بين المراكز المختلفة. وباستثناء طريق تمريت الذي قطع جبل القراء وعدة طرق في قطاع الساحل، لم توجد قبل الحرب شبكة مواصلات ملائمة من شأنها توفير حركة السيارات. وقد تم شق طرق اسفلتية وذلك لربط صلالة مع قري ساحلية أخري مثل تمريت وريسوت وطاقة، وقد أعطيت أهمية خاصة لبناء شبكة طرق في الأماكن الصعبة من سلسلة جبال ظفار(99).

وهذه النشاطات هدفت الي تحسين سيطرة النظام علي أرجاء السلطنة، رغم أن مناطق الصحار الممتدة شمالاً إلي سلسلة جبال ظفار (منطقة الرمال ونجند خصوصاً) بقيت غير متصلة، ومناطق واسعة داخل ظفار كان يمكن الوصول إليها فقط بسيارة ذات قدرة سير عالية. ولضمان التزويد المنتظم للسكان في هذه المناطق النائية، أقامت "الإدارة" اتصالا دائما عن طريق الجو مع كل أجزاء ظفار. وساعدت كذلك محطات التلفون التي أقيمت في"مراكز الإدارة" في جهود دمج الضواحي وساهمت في تعزيز قدرة السيطرة من طرف الحكم المركزي (100).

إن تحسين شبكة الطرق جعلت مشروع استخراج المياه ممكناً. وهذه الخطة حظيت بأفضلية من الدرجة الأولي في إطار التنمية العامة، وبدأ حفر الآبار منذ سنة 1973م في الجبل وفي الساحل الشرقي لظفار(101). كما زودت كل"مراكز الإدارة" بمعدات ضخ مياه حديثة وتحسن توزيع المياه، خصوصاً للسكان البدو، وبشكل ملموس. وكان من المحتمل أن يتسبب الارتفاع الملموس لاستخدام المياه بعد حفر الآبار الجديدة في إحداث ضرر كبير في التوازن البيئي في عمان(102). وبناء علي ذلك وضعت خطة لتحسين تقنية ضخ المياه واستهلاكها. وهكذا علي سبيل المثال تم بناء خزانات صغيرة في الأودية لجمع المياه بكميات كبيرة. وقد أدت سياسة تخطيط المياه الحكومية، إضافة إلي النشاط إلاعلامي إلي إحداث تغييرات حادة في نماذج استهلاك المياه في المناطق القروية في ظفار (103).

وبالتدريج استطاع قابوس أن يستميل إلي جانبه جزءا كبيرا من قوات المتمردين من خلال نشر خدمات الرفاه مثل، توزيع الغذاء والعلاج الطبي ومساكن من الخيام للسكان في المناطق التي تم احتلالها من جديد. والأيديولوجية ذات اللون اليساري التي تبنتها "الجبهة" كان من شأنها مخاطبة قلوب سكان ثائرين. لكن قابوس سحب البساط من تحت أرجل "الجبهة" بعمل التحسينات الدراماتيكية في الظروف المعيشية لجزء كبير من السكان في مدي سنوات معدودة (104).

هذه السياسة التي يشتري بمقتضاها الحاكم ولاء القبائل المتمردة مقابل تحسينات اقتصادية، كانت من مميزات الدولة القبلية وشكلت عاملا مهما في بناء دولة قابوس. ومع ذلك فإنه في دولة السلطان سعيد اقتصرت الفائدة علي زعماء القبائل، لكن في هذه الحالة استفاد أغلب السكان، بشكل مباشر أو غير مباشر من مساعدات الحكومة(105). وهكذا أعلن قابوس لأهل المنطقة أن ظفار ليست ملكاً لممارسة الاستبداد السلطاني، ولكنها جزء لا يتجزأ من الكيان العماني المتجدد، وسيخصص له جزء من كعكة الميزانية القومية (106).


يتبـــــــــــع
  #92  
قديم 13/11/2002, 12:06 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
لقد توسعت عملية بناء المدارس منذ صعود قابوس للحكم. وفي نهاية حكم السلطان سعيد وجدت في ظفار مدرسة واحدة للبنين المدرسة السعيدية، تعلم فيها 150 طالبا فقط. وتقع هذه المدرسة بجانب قصر السلطان في عاصمة الإقليم ،صلالة، وتخدم أبناء العائلات الغنية المعروفة بولائها للسلطان. وإضافة لهذه المدرسة وجد في صلالة عدد من المدارس التقليدية. وخارج منطقة صلالة لم توجد مؤسسات تعليمية من أي نوع، وسكان الإقليم الذين أرادوا تعليم أبنائهم اضطروا لإرسالهم الي خارج عمان (107).

وقد حظيت عملية بناء المدارس بأهمية كبري، خاصة في القطاع القروي، ومن بين 50 مدرسة أُقيمت في الإقليم بين سنة 1970-1977م أُقيمت 37 مدرسة خارج صلالة. والحد الأدني للتعلم تحدد بتسع سنوات لبنين، وست سنوات للبنات، ولكن الصعوبة التي واجهها التعليم في السنوات الأولي كانت بسبب عدم قناعة البدو ومحاولة فرض ذلك علي السكان. وبدأت الحكومة حملة واسعة هدفها إقناع الآباء بأن يرسلوا أبناءهم للمدارس. وفي بداية 1975م وصل عدد التلاميذ في ظفار الي أكثر من 3000، مقابل 200 فقط في بداية العقد (108).

وتميزت شبكة التعليم في ظفار بدفع مخصصات شهرية لأبناء الجبل وأبناء البدو. وخصصت خمسة ريالات لأبناء البدو، وعشرة ريالات لأبناء الجبل- أُعطيت كتشجيع لزيادة نسبة الحضور في المدارس (109). وكان هذا بلا شك عاملا إضافيا في نمط العمل لتوفير المزيد من الموارد للسكان، خصوصاً اولئك المعروفين بعدائهم للنظام بهدف ضمان ولائهم. إن علاقة السيد والرعية بنيت إلي حد كبير علي العطاء المتبادل، والحاكم الذي يستطيع توزيع الموارد (رواتب، ومخصصات) علي مواطنيه سيحظي بشكرهم ونشاطهم وإخلاصهم(110). وهذه الطرق التي بنيث عليها الدولة القبلية في عهد سعيد شهدت تغييراً لتلائم حاجات دولة قابوس.

وثمة بعد إضافي تم اكتسابه من سياسة التعليم في ظفار تمثل في إيجاد فرص عمل لطلاب المدارس في عطلة الصيف، حيث تم تشغيلهم في أعمال موسمية بأجر متواضع وكانوا شركاء، ولو بدرجة أقل، للشعور المتنامي في أوساط السكان العمانيين بالشراكة وتوزيع موارد الوفرة العمانية. ووقف وراء هذه السياسة اعتبار سياسي قوي؛ فالنظام العماني خلق في وسط الجيل الصغير تأييداً له وشق الطريق لتعزيز ارتباطه وولائه للدولة مستقبلاً. وشكل هذا فاتحة الطريق لمزيد من الأعمال والتشغيل الذي هدف الي منع حصول بطالة أو ضيق في المعيشة، التي من المحتمل أن تؤدي إلي نتائج جانبية غير مرغوبة من الناحية السياسية (111).

وقد توجت جهود السلطان بالنجاح، فحتي سنة 1977م دخل المدارس كل أبناء صلالة، إضافة إلي 80% من بناتها. وكان النجاح أكبر في منطقة الجبل، فهناك وصل حضور أولاد الجبليين في المدارس 95%. والقياس الدقيق لحضور أبناء البدو ينطوي علي إشكالية بسبب قلة المعطيات، لكن من المنطقي الاعتقاد بأن الحضور كان أقل بسبب التنقل الدائم للسكان. علي كل حال فقد تزايد عدد العائلات البدوية التي بذلت جهوداً لإبقاء أولادها بجانب "المراكز الإدارية" حتي يتسني لهم الحضور الدائم في المدارس. وبالإضافة للمدارس الحكومية وجدت مؤسسات تربوية خاصة، أُقيمت خاصة لعمال القصر سابقاً، ومدرسة في صلالة، للأيتام الذين توفي آباؤهم في معركة ظفار، سميت "مدرسة قابوس". وأيضاً صفوف مسائية نظمتها الحكومة للكبار، رغم أن المشاركة فيها كانت ضئيلة في البداية(112).

بني النظام العماني شبكة تعليم شاملة في ظفار بهدف أن تشمل كل السكان بكل أصنافهم (بدوا، جبليين، رجالا ونساء وكبارا) وعلي كل مستويات التعليم. وهدفت شبكة التعليم الي تزويد الناس بأدوات تساعدهم علي مواجهة شؤون الحياة المتغيرة وغرس صفات ومؤهلات في وسط الناس منسجمة مع "عمان الجديدة". وأراد النظام خلق حالة من التضامن والتعاون الاقتصادي والاداري كأساس لبلورة الدولة. وبهذا أراد السلطان قابوس إيجاد جو أكثر راحة لتذويب التوترات والتناقضات، التي عاني منها سكان المناطق الداخلية والساحلية كذلك سكان ظفار كنتيجة لتطورات تاريخية ومعطيات بيئية ودفع المجتمع العماني علي طريق الاندماج، الأمر الذي شكل بعداً إضافياً في عملية بناء الدولة.


يتبـــــــــــع
  #93  
قديم 17/11/2002, 12:39 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
وكما ذكر، فإن قابوس منذ البداية ترك السياسات التي اتبعها سابقوه، الذين رفضوا إدماج الظفاريين المسلحين في الخدمات الحكومية لأسباب أمنية. فقابوس منذ صعوده للحكم أعلن عن عفو عام وأوضح أنه ليس في نيته معاقبة المتمردين السابقين، وأنه مستعد لاستيعابهم في جيشه. ولم يبذل أي جهد لنزع سلاح المتمردين. مثل هذه الخطوة كان يمكن أن تلهب المشاعر، لأن السلاح الشخصي لم يكن فقط وسيلة للقتال أو الصيد، ولكنه رمز للقوة. والانتقال من مرحلة الصبا إلي مرحلة الرجولة كان بواسطة إعطاء الصبي أولاً خنجرا أو قطعة سلاح (113)، وهكذا فقد كان لخطوات قابوس مغزي رمزي مؤثر من وجهة نظر رجال القبائل، فقد كان إعطاء رجل القبيلة قطعة من السلاح بمثابة إعلان منح الثقة، وساعدت علي تخفيض الإحساس بالاحباط لديه بسبب الهزيمة. وهكذا حاول قابوس تفريغ شحنات التوتر التي وجدت بين العائلة الحاكمة والقبائل. وفي أغسطس 1970م استغل حوالي 200 من أبناء ظفار منح العفو وهربوا إلي معسكر قابوس(114).

وفي بداية 1971م قرر قابوس أن ينظم الهاربين إلي معسكره في إطار قوة ميليشيا محلية " قوات الفرقة المخلصة". وعملت كوحدة عسكرية مستقلة و أغلب أعضائها كانوا من الجبليين، أما البدو فقد كان عددهم قليلاً، وأغلب أعضائهم قاتلوا مع "الجبهة" في الماضي (115). أظهر تبادل الثقة، كما تجسد في الانتقال إلي جيش السلطان، استعداد الجماعات القبلية للعمل في إطار حكم السلطان قابوس. وكانت الفائدة تحت حكم السلطان سعيد تكمن في الانضمام "للجبهة" بشكل واضح، ولكن لأنها تبنت أيديولوجية يسارية فقد انحسر حماس القبائل لها.

ومع ذلك فإنه علي ضوء حقيقة أن سعيد أعلن أنهم خونة ويجب اقتلاعهم بقوة السيف، لم يبق لهم إلا التعاون مع "الجبهة"، وأيضاً في شكلها الجديد. وقابوس عكس والده أعطي بديلا علي شكل الفرقة.
الفرقة الأولي فرقة صلاح الدين تأسست في يناير 1971م. وتكونت إلي حد كبير من الفارين من "الجبهة" وتم تدريبها علي يد ضباط بريطانيين. وقام أعضاؤها بجزء كبير من الهجمات علي مواقع "الجبهة"، وكذلك خلال اعتقال ناشطي الجبهة (116). لكن سرعان ما برزت الخلافات القبلية من خلال الاحتكاك في وسط الفرقة.

وكان التعاون بين أبناء القبائل المختلفة مشروطاً بوجود مصلحة متبادلة أو شاملة، ورغم ذلك فإن هذا النوع من التعاون كان من الممكن أن يتعثر عندما يري بعض أعضاء القبيلة أن المنفعة المتوقعة من أمر معين قد انتهت. وقد استخلص السلطان ومستشاروه البريطانيون العبر، وتقرر من وقتها فصاعداً أن تقام الفرق بحيث تم تجنيد الأعضاء من المجموعات القبلية التي شكلت تاريخياً وحدات سياسية واجتماعية واقتصادية مميزة. وبإقامة وحدات من هذا النوع فقد استغل النظام البنية القبائلية بشكل محكم، بينما كانت قيادة الجبهة تهدف الي هدمه(117). ونبعت مبادرة السلطان هذه من ضرورات عسكرية، لكنها في نفس الوقت هدفت الي استغلال نقطة ضعف في سياسة "الجبهة" التي لم تكن مرغوبة.
إن إنتاج أطر الفرقة شكل تناقضاً مطلقاً مع السياسة التي هدفت الي إضعاف قوة الأطر القبلية، وتناقضت إلي حد كبير كذلك مع السياسات التي هدفت الي تعزيز سيطرة السلطة المركزية وتحقيق الاندماج في أوساط المجتمع العماني. لكن في أوج الحرب تم تهميش هذه الاعتبارات إلي أسفل سلم الأولويات العمانية. وفي هذه المرحلة فضّل قابوس ألا يضعف الإطار القبلي، وجهد في ربطه بالمركز، الأمر الذي حافظ علي أطر تقليدية مستقلة تحت أجنحة جهاز الحكم، ومن ناحية السلطان فإن "الفرق" هدفت الي تزويده بالتأييد المحلي وتقديم المساعدة لجهوده الحربية، وهكذا تعزز أمن السكان المحليين من خلال النظام الجديد (118).

وقد وصف مراقب غربي أعمال تعزيز السلطة في مخيم عسكري في إحدي القري الواقعة علي بعد تسعة كيلومترات شرق طريق صلالة من خلال إبداء الانطباعات التالية:

رغم الجهد الموجه لبناء بنية تحتية مدنية تم تخصيص أعمال التنمية في الجبل استجابة لحاجات عسكرية. وشق طرق واستخراج المياه أعدت لمتطلبات الجيش. وقامت وحدة هندسة بريطانية بشق طريق للقرية، وتواجد جنديان بريطانيان هناك لتزويد "الفرقة"التي تدربت كقوة عسكرية بالمهارات اللازمة، كقوة ميليشيا محلية. وقائد "الفرقة"، وهو من أهل المنطقة، يمتلك صلاحيات تحديد مناطق الرعي، ودفع مخصصات الحكم المركزي لرجال المليشيا وإعطاء وجبات غذائية لأهل القرية، ويتم إعداد وجبات الغذاء في المعسكر وذلك لمنع الوصول إلي وضع يُنقل فيه الطعام إلي العصابات. وكذلك هدف الأمر الي تسهيل عملية الحصول علي المعلومات من السكان الذين يتجمعون في المعسكر عن كل ما يتعلق بنشاطات رجال العصابات(119).
  #94  
قديم 19/11/2002, 09:05 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
إن تشكيل "الفرقة" ساهم إلي حد ما في النجاح العسكري لقوات السلطان. وقد اعتبر أعضاء الميليشيا أن أساس تشكيلها يعبر عن ثقة السلطان بهم، وبنفس القدر فقد ألزمهم بأن يقدموا الولاء والتأييد لنظامه. إن وجود القوات المحلية التي تجندت من أوساط القبائل والمخصصات الشهرية حوالي 90 ريالا شهرياً تُدفع للعضو في "الفرقة" عززت أمن السكان(120).

وخلال عملية بطيئة لكن متدرجة تلاشت رواسب العداء وبدأ السكان المحليون يطورون موقفاً مؤيداً تجاه حكومة مسقط. ولكونها وفرت مصادر عمل لآلاف الشباب العاطلين عن العمل، فقد شكلت "الفرقة" عائقا أمام موجات الاحتجاج التي يمكن أن تنشب علي خلفية وضع اجتماعي سياسي متدهور. والمهمة التي طُلب من رجال الميليشيا القيام بها كانت مريحة جداً. ولأنهم شكلوا قوة بديلة للقيام بمهمات الشرطة والأمن بانتظام ولكن بشكل بسيط، فقد تمكنوا من البقاء فترات طويلة عند عائلاتهم. وعلاوة علي ذلك فإن التموين والأجر الذي تلقاه هؤلاء وفر أحياناً حاجيات أقاربهم. والتعويض المالي أصبح قناة مهمة، عن طريقها وُجهت التحسينات الاقتصادية للسكان البدو، الذين عانوا كثيراً زمن الحرب.

وهكذا فلم يتم فقط ضمان ولاء أعضاء "الفرقة" وعائلاتهم، ولكن مُنحوا الاحساس بأنهم شركاء مباشرين في عملية التنمية. واتخذت حكومة مسقط إجراءات من شأنها إثارة الانطباع بشأن توزيع الثروة في أوساط مجتمع غني بالنفط (121). وكان لتشكيل الفرقة ذاته تأثير جيد بمفاهيم الحرب النفسية. ووجد متمردو الجبهة أنفسهم أكثر من مرة يقاتلون زملاءهم في الماضي أو حتي أقاربهم، الأمر الذي أثّر علي المعنويات المنخفضة لمقاتلي "الجبهة"(122). وليس غريباً بناء علي ذلك أن تشكيلات "الفرقة" استمرت في التواجد حتي بعد انتهاء التمرد. وفي سنة 1978م اشتملت الميليشيا علي 35 وحدة مختلفة، تضم كل واحدة منها بين 30-100 رجل، وهذا حسب حجم القبيلة(123).

كما وجد تشكيل شبه عسكري آخر أُطلق عليه اسم "المدنيون"وهم بدو مسلحون شغّلتهم الحكومة في الحراسة والإشراف علي النظام العام. ومثل حالة مجموعات "الفرقة"، فإن "المدنيون" أمضوا معظم وقتهم في مجموعتهم البدوية وفي إطار عائلاتهم، وهكذا استطاعوا تقديم المساعدة لجماعاتهم. والرواتب التي كان يعطيها النظام ل "المدنيون" - في المتوسط 65 ريالا شهرياً- ساهمت في تحسين الوضع الاقتصادي للعائلات البدوية في نجد. "والمدنيون" انضموا مع الوقت للعائلة المالكة التي رافقت قابوس في جولته السنوية التي يلتقي فيها مع زعماء القبائل في الداخلية (124).

ولأن النزاع حُسم مع انتهاء الحرب سنة 1975، فقد استمرت القيادة العمانية في مواجهة الاشكاليات الاجتماعية والاقتصادية في ظفار (125)، وذلك لتقريب السكان ولإيجاد قواسم مشتركة وخلق تضامن جديد. ونسبيا، فإن نصيب ظفار في ميزانية خطة التنمية كان أكبر من الذي خُصص للمناطق الأخري. كما أدمج الظفاريون أيضا في دوائر الحكم، وفي منتصف سنة 1975 كان هنالك أربعة من أصل 14 وزيرا من منطقة ظفار وحدها (126).


يتبـــــــــــع
  #95  
قديم 20/11/2002, 01:28 PM
ها أنا ذا ها أنا ذا غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 01/09/2001
الإقامة: من كل بلاد الدنيا
المشاركات: 235
Thumbs down

اله يعطيك القوة وبارك في يا أخي الأدغال

شكر خاص مني لك

ورمضان كريم وعساك من عواده إن شاء الله
  #96  
قديم 03/12/2002, 07:34 AM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
تأثير الحرب علي النظام القبلي التقليدي

عملت أُطر"الفرقة" و "المدنيون" علي تكريس البنية الاجتماعية القبلية، حيث عمل قابوس علي إخضاع الوحدات القبلية من خلال وضعها تحت جناحي الجهاز السلطوي. لكن رغم أنه لم تنظم محاولات في هذه المرحلة لتغيير البنية القبلية، فقد حدثت تغييرات علي ضوء الظروف الجديدة في أجهزة الاقتصاد والمواصلات والتعليم. والبدو إعضاء "الفرق" كانوا موظفين عند السلطان، وبدأوا يطورون معه علاقات تبادلية لم تكن قائمة من قبل. وفي موازاة ذلك، أدرك الجبليون والبدو الأبعاد الخطيرة لثقافة استهلاكية مختلفة. والمباني الحديثة التي احتلت مكان الخيام، والتحسن الجوهري في الخدمات الصحية، والمزايا التي تنطوي عليها شبكة المواصلات الجوية التي أثبتت حيويتها خاصة في إخلاء المرضي من صلالة، في الوقت الذي تشق فيه الطرق الأرضية بين منطقة الجبل ومركز السلطنة كل هذه العوامل أوجدت جوا مريحا ومؤيدا أكثر من طرف السكان القبليين الجبليين والبدو.

لكن الحرب في ظفار أجبرت، إلي حد ما، القبائل البدوية علي تغيير طريقة حياتهم والأنماط الاجتماعية - الاقتصادية التي شكلت أساس تكوين المجتمع القبلي البدوي وشبه البدوي. فخلال المعارك تضررت قطعان المواشي والأبقار التابعة للمتمردين، واحترقت حقول القمح، وهكذا فقد لحق الضرر بمصادر الغذاء الأساسية لمعظم السكان. وأيضاً تم تدمير قوافل من الجمال من الجو حتي لا تستخدم كوسائل نقل. في هذه الظروف لحق الأذي بالنمط التقليدي للتحرك من أجل البحث عن مصادر الرزق، بعد أن تحولت المنطقة إلي ساحة حرب مزروعة بالألغام. وإغلاق أغلب خطوط الحدود بين عمان واليمن الجنوبي منعت جماعات بدوية كثيرة في غرب ظفار من الوصول إلي حقول الرعي التقليدية في جنوب اليمن. وكذلك فإن إغلاق القطاع الساحلي علي يد الحكومة زعزع العلاقات التجارية التقليدية، والذي تضرر كثيراً من هذه الظروف هم السكان البدو الذين لم ينجحوا في تحريك تجارتهم. والضرر الكبير الذي لحق بنفس السكان البدو تجسد في منع إرساليات السردين المجفف الذي استخدم كمصدر لغذاء الحيوانات في الفصول الجافة، وكنتيجة لذلك نفق جزء من القطيع وخاصة البقر (127).

ونتيجة جانبية أخري للحرب تمثلت في التغيير الجوهري في أنماط التنظيم الاجتماعي للقبائل البدوية التي شاركت في الحرب. والجبهة الموحدة التي وقفت ضد عدو مشترك سعيد بن تيمور تفككت. والمحاولة لاستيراد أيديولوجيا ذات لون يساري وبناء نظام اجتماعي جديد أدي إلي ايجاد صراع واسع النطاق داخل القبائل وبينهم وبين أنفسهم. وبالفعل فإنه من الصعب الادعاء أن المجموعات التي توزعت تاريخياً علي أساس جينولوجي، تتوزع الآن حسب تصنيفات أيديولوجية تتجاوز القبيلة، أو أن التضامن بين الجماعات الإثنية المؤسسة علي قرابة الدم أخلت مكانها لصالح حلف جديد ذي اتجاه سياسي يتجاوز القبيلة.

وربما أن تصفية زعماء القبائل (في صراعات ذات طابع عشائري) دلت علي انهيار في قوة الصلاحيات التقليدية في أوساط هذه القبائل. وكذلك حدثت صدامات في داخل أو بين القبائل أحيانا علي خلفية صراعات بين الأجيال. ففي الوقت الذي رفض الجيل الكبير بشدة تبني النظرية الماركسية فإن جزءا كبيرا من الشباب وقفوا وراءها (128). وهكذا علي سبيل المثال وصف فريد هاليداي لقاءه مع أحد الشيوخ الشباب الناشطين في معسكر المتمردين في قرية رخيوت: في السابق عرض إمام مسجد في رخيوت نظرية متكاملة مطعمة بالمصطلحات الإسلامية وتؤيد الاشتراكية الماركسية وتعتبر أنها ملائمة للإسلام (129). وأوضح ناشطون آخرون أن القبلية ساهمت في تمزيق المجتمع وكانت مصدراً للعداء والشكوك في أوساط أبناء ظفار، وأن الثورة تحمل في طياتها حلاً محدداً لكل المشاكل التي أنتجتها القبلية (130).


يتبـــــــــــع
  #97  
قديم 03/12/2002, 08:26 AM
صورة عضوية حســـن
حســـن حســـن غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 28/08/2000
الإقامة: مســقط
المشاركات: 864
يا شباب حد فيكم يتكرم و يخبرني اسم الكتاب ( اذا كانت هذه المقالات منقولة من كتاب) و وين ممكن أحصلوا

بس أسألكم لماذا يتم التعتيم على تاريخ عمان ما قبل ال 70 ، كل ما نعرفه عن هذا التاريخ هو ما نسمعه من هنا و هناك و بعض الكتب القليلة التي في الغالب يمنع تداولها، أليس من حق الشعب أن يعرف تاريخه ؟؟؟ !!!!

و عيدكم مبارك
  #98  
قديم 14/02/2003, 10:00 PM
أمواج بحر العرب أمواج بحر العرب غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 23/08/2001
الإقامة: الوطن العربي الكبير
المشاركات: 2,965
أخي الادغال لماذا لم تكمل كتابة التأريخ المنسي 0؟ فهذا قد يستفيد منه طلاب التأريخ إلى جانب المهتمين بتأريخ البلاد 0
  #99  
قديم 02/07/2003, 03:52 PM
skareeb skareeb غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/04/2003
الإقامة: هنا وهناك
المشاركات: 238
وين بقية الموضوع؟
  #100  
قديم 05/07/2003, 01:42 PM
الأدغال الأدغال غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 05/08/2002
المشاركات: 149
وبصفة عامة تحولت ظفار الى ساحة مواجهة بين الاتجاهات التقليدية والاتجاهات الراديكالية العلمانية، وتمثلت احدىالمشاكل الكلاسيكية التي زعزعت بنية الحياة القبلية في مكانة المرأة في المجتمع، فمنذ سنة 1968 تبنت "الجبهة" شعار "تحرير المرأة" واتخذت عدة اجراءات عملية تنسجم مع هذا الشعار: فتم تحديد المهور "بهدف تمكين الرجال والنساء من اختيار ازواجهم بطريقة حرة وبدون اكراه وبدون تدخل من طرف ثالث" (131).

وتم منع تعدد الزوجات ولم يسمح للرجال ان يطلقوا نساءهم بشكل تعسفي قبل مرور فترة معينة على الزواج، وفي كل الاحوال، فإن الطلاق كان يجب أن يحظى بموافقة ممثلي "الجبهة" في المنطقة (132). وقامت النساء بناء على ذلك بجزء من الانشطة المختلفة "للجبهة" (133)، حتى لو ان المقصود هو تغييرات صغيرة وليس خلق واقع جديد، فإنه يمكن الاستنتاج بسهولة أنها أوجدت تصدعات في الاطار القبلي - الاسلامي. وقد قال أحد رجال الجبهة الفارين الى معسكر السلطان: "إنه ليس من عاداتنا ان تظهر نساؤنا أمام الرجال، حتى ولو كانوا من اصدقائنا المقربين، والشيوعيون يشجعون النساء على التحرر دفعة واحدة من كل هذه التقاليد، حتى ان المرأة بدأت تستقبل زملاء زوجها في الخلية الثورية في غياب زوجها" (134).

يتبــــــــــــــــــــــ ـــــع
 


قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 11:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 148
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.