سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية > سبلة الدعوة والإعلام

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 20/09/2006, 09:46 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
واجب الأمة في تحديات القرن الـ21/محاضرة لسماحة الشيخ الخليلي

واجب الأمة في تحديات القرن الـ 21

محاضرة لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام لسلطنة عمان



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حق حمده، الحمد لله ولي كل نعمة وأهل كل حمد الذي خلق فسوى وقدر فهدى والذي منه المبدأ وإليه الرجعى، سبحانه هو الإله الواحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله أرسله الله بالطريقة السواء والشريعة السمحاء والملة الحنيفية الغراء، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح هذه الأمة وكشف الله بطلعته عنها الغمة، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد،،،

فبتحية الإسلام الطيبة المباركة أحييكم أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة وسائر الإخوة والأخوات الحضور فالسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته. وأحمد الله سبحانه الذي جمعنا في هذا البلد العريق وفي هذا المكان الغالي العزيز وفي هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة الغراء وفي هذا الفصل الممتع الجميل فصل الخريف، وفي هذه الفترة التي نحن أحوج ما نكون فيها إلى أن نتدارك مشكلاتنا ونعرف ما يتحدانا ونعرف المخرج من كل أزمة والمتنفس من كل ضيق.

يتبع،،،
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 20/09/2006, 09:47 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
لا ريب أن الأمة الإسلامية كما نعلم جميعاً تمر الآن بمرحلة المخاض، مرحلة امتحانٍ وبلاء، هذا مع التراكمات الماضية من عهود سحيقة جعلتها تتخلف عن الأمم مع أنها هي الأمة الوسط التي يجب عليها أن تكون رائدةً في كل خيرٍ ما بين الأمم وقائدةً إلى كل صلاح وإصلاح لأنها الأمة التي نيط بها أمرٌ جلل في حياة هذه الإنسانية كما أخبر سبحانه وتعالى عندما قال: (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ))، وقال : (( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ))؛ نعم هذه الأمة إنما هي أمةٌ مسؤولةٌ عن الأمم لأن الله سبحانه وتعالى اختصها بأعظم رسالة وبعث فيها أعظم رسول وأنزل عليها أجل كتاب، فهي جديرة مع هذا التكريم الذي نالته من قبل الله سبحانه وتعالى أن تتحمل هذه الأمانة بصدق وبقوة وبتعاضدٍ وتحالفٍ وبثباتٍ وصبر وبقين بأن الله سبحانه وتعالى سيكتب لها النجاح.

يتبع،،،
  #3  
قديم 20/09/2006, 09:48 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى جعل في هذه الحياة سنن (( ولن تجد لسنة الله تبديلاً ))، فإن الله لا يحابي أحداً من خلقه إذ ليس بينه وبين أحدٍ من الخلق نسب وليس بينه وبين أحدٍ من الخلق سبب إلا التقوى، فمن استمسك بالتقوى فقد استمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وهذه الأمة بما أنها محملة هذه الأمانة العظيمة يجدر بها أن تحرص على أدائها لأنها أمانة تُسأل عنها يوم القيامة يوم الحسرة والندامة.

والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان خلقاً عجيباً كما هو واضح للجميع وجعله متميزاً على بقية المخلوقات سواءً ما يشاركه الحياة في هذا الكوكب المظلم أو المخلوقات الأخرى، وبسبب هذه المزايا التي أودعها في طبع الإنسان والملكات المتنوعة التي جعلها في فطرته جعله الله سبحانه وتعالى مسؤولاً مسؤولية كبرى، فجديرٌ بالإنسان أن يدرك تبعات هذه المسؤولية وكيف يتصرف فيها.


يتبع،،،
  #4  
قديم 21/09/2006, 09:20 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
ومن المعلوم أن الحياة حياة تنافي وتزاحم وتدافعٍ وتجاذب، فهذه هي سنتها التي جعلها الله سبحانه وتعالى في أهلها، وهذه الأمة كغيرها من الأمم معرضةٌ لذلك كله فالأمم الأخرى تدافعها وتزاحمها وتجاذبها، فإن لم تأخذ بأسباب القوة وأسباب النجاح كان الفشل نصيبها وهذا الذي وقع عبر الزمن الماضي في هذه القرون الأخيرة بسبب بعد هذه الأمة عن سنن الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة. ونحن إن عجبنا فإننا نعجب أيما عجب أن تكون هذه الأمة بهذا القدر من التخلف والضياع مع أنها الأمة التي اختصها الله سبحانه وتعالى بهذا الهدى المبين وبالذكر الحكيم وبالصراط المستقيم، فكيف تزيغ بها الأهواء وتتشعب معها الآراء وتنحرف ذات اليمين وذات الشمال ثم بجانب ذلك يأخذنا العجب ويذهب بنا كل مذهب عندما نرى أن هذه الأمة أُفتتحت رسالتها بقول الحق تبارك وتعالى : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علقٍ * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم * )) ونرى مع ذلك أن هذه الأمة على مائدة العلم إنما تعيش على فتات ما يتساقط من أيدي الآخرين، فكيف تتخلف هذا التخلف وترجع إلى الوراء مع أن كتابها يدعوها إلى العلم والأخذ بأسبابه؟!!.

يتبع،،،
  #5  
قديم 21/09/2006, 09:21 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
مع هذا كله نرى أن الأمة التي جاء كتابها محقراً للعلم ورامياً إياه بأنه سببٌ للضلالة والانحراف حيث يجعل الشجرة التي أكل منها آدم فانحرف هي شجرة العلم وأن سعادة الإنسان هي في أن يبتعد عن العلم، نجد أن هذه الأمة تتقدم غيرها، تتقدم الأمم الأخرى في صناعاتها وتتقدم الأمم الأخرى في قوتها مع حملتها، فما الذي جعلهم يتقدمون مع أن كتابهم يقتضي أن يتأخروا عن غيرهم من الأمم وما الذي جعلنا نتخلف مع أن كتابنا يدفع بنا إلى الأمام؟!! هذا مما يستدعي العجب.

كذلك نجد أن هذه الأمة جعلها الله سبحانه وتعالى أمةً وسطاً في كل شيء حتى في الأرض التي شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون مباءةً لها ومستقراً فإنها هي سرة الأرض وكبدها وقلبها، فيها الخيرات الكثيرة سواءً ما يتدفق من أعماق الأرض أو ما هو على ظهر الأرض، وبإمكانها أن تتكامل في بناء حياتها الاقتصادية فكيف مع ذلك تعيش عالةً على غيرها في هذا الجانب؟!! كل هذا إنما يستدعي العجب العجاب ويقتضي أن يحير الإنسان في هذا الأمر.



يتبع،،،
  #6  
قديم 21/09/2006, 09:23 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
ولكن عندما نرى أن عزة هذه الأمة وشرفها وكرامتها مبنية على استمساكها بحبل ربها المتين واتباعها نوره المبين والعض بالنواجذ على هذا الهدى للمتقين نجد أن أسباب ذلك تعود إلى أن هذه الأمة أفلتت يدها من الاستمساك بهذا الحبل المتين فلذلك مُنيت بما منيت به؛ ولئن كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول للعرب: ( نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا الهدى في غيره أذلنا الله )، فإن هذه الأمة جميعاً إنما اجتمع شتاتها بالإسلام، اجتمعت جميعاً في ظل الإسلام عرباً وعجماً، بيضاً وسمراً كلهم جمعهم الإسلام دين الله تعالى الحق الذي وحد ما بين هذه الشعوب بل ألف بين القلوب المتنافرة وجمع بين الفئات المتدابرة وكون منها أمة هي خير أمةًٍ أُخرجت للناس. فإذن هذه الأمة لا تجتمع إلا في ظل الإسلام دين الله الحنيف ولا تهتدي إلا بهذا الكتاب المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا تعز إلا عندما تأتم بنيها الكريم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم بحيث تجعل سيرته وسنته نصب عينيها تحرص كل الحرص على تطبيق القليل والكثير والدقيق والجليل منهما، عندئذٍ تكون هذه الأمة آخذة حقاً بأسباب القوة.

يتبع،،،
  #7  
قديم 21/09/2006, 09:25 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
ونحن نرى أن هذه الحالة التي نحن عليها قد أنذرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أمدٍ بعيد عندما قال: " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها . قيل: أمن قلةٍِ يا رسول الله؟ قال: لا، إنكم كثير ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم وليقذفن الوهن في صدوركم. قيل له: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهة الموت ". نعم حب الدنيا وكراهة الموت هما اللذان أوقعا هذه الأمة في هذا المنزلق وهبطا بها إلى هذا الحضيض الذي وصلت إليه ولا أدل على ذلك من هذا الواقع المرير الذي نعايشه الآن في هذه الأيام، فكيف تخاذلت هذه الأمة مع كثرتها ومع وجود أسباب القوة عندها وأصبحت لا تستطيع أن تقول وهي تُظلم بأنها مظلومة ولا تستطيع أن تقول للظالم بأنه ظالم؟!! وصل بها الأمر إلى هذا الحد بحيث تداهن عدوها هذه المداهنة إلى حد أنها لا تجرأ وهي يجرأ على ظلمها أن تقول له بأنك ظلمتنا !!.

يتبع،،،
  #8  
قديم 21/09/2006, 09:26 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
وليس ذلك فحسب بل هنالك تقاذفٌ بالاتهامات ومع هذا كله فإن فتاوى تصدر من هنا وهناك لتسوغ هذا التخاذل في مواجهة العدو المشترك، فما لهذه الأمة وهذه السقطة التي سقطت إليها؟!! على أن هذه الفتاوى مهما يكن شأن مصدرها فهي فتاوى لا تدل إلا على ضيق الأفق وقصر النظر وعدم التفكر في العواقب وعدم التعمق في الفقه في دين الله سبحانه، فيكفي أن يكون هنالك ظالمٌ ومظلوم ليجب على الأمة أن تقف مع المظلوم ضد الظالم مهما كان هذا المظلوم مهما كان ذلك الظالم حتى ولو كان المظلوم من غيرها والظالم منها فإنها عليها أن تساند الحق وتقف بجانب الحق من غيرها التفافٍ إلى الشنآن إذ الله سبحانه وتعالى يقول: (( يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ))، ويقول : (( يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )). وليس ذلك فحسب وإنما القرآن الكريم ضرب أروع الأمثال في مناصرة المظلوم والوقوف بجانبه ولو كان من ألد الخصوم، عندما نزلت منه آياتٌ تتلى في الصلوات وفي غيرها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لتكشف حقيقة تهمةٍ أُلصقت ليهودي وهو منها براء مع أن اليهود أشد الناس عداوةً للذين ءامنوا وهذا ما نشاهده ونراه إلى وقتنا هذا، ولكن نزلت آياتٌ بينات لتبرئ ساحة اليهودي، هذا في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يحكم بحسب ما يظهر له كما أخبر بنفسه وليس هو مسؤولاً عندما تكون حجة أحدٍ من الخصوم في الظاهر أقوى من حجة الآخر فيحكم النبي صلى الله عليه وسلم بحسب ما يسمع من حجته، ليس هو مسؤولاً – عليه أفضل الصلاة والسلام – عن ذلك وإنما المسؤول الخصم الذي حاول أن يكابر الحقيقة وأن يطمسها وأن يزورها حتى يأكل حق غيره هو المسؤول عن ذلك إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكون في ذلك عبرةٌ لهذه الأمة كيف ينزل قرآنٌ يتلى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لتبرئة ساحة يهودي من تهمة ألصقت به وهو منها بريء.

يتبع،،،
  #9  
قديم 21/09/2006, 09:30 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
هذا بجانب أن هنالك اعتباراتٌ شتى يجب على من يُفتي أن يدركها منها أن الأمة إنما يجمعها أمورٌ مشتركة، فهي قبل كل شيء تعبد رباً واحداً وتؤمن بكتابٍ واحد وتأتم برسولٍ واحد وتتجه إلى قبلةٍ واحدة وتؤمن بأركان الإيمان التي هي معلومة للجميع وتؤمن بأركان الإسلام التي تشترك فيها جميعاً، فكيف مع ذلك تُقام اعتبارات للفوارق التي تمزقها كل ممزق في هذه الأوقات الحرجة التي هي أحوج ما تكون فيها إلى ما يجمع شملها ويوحد صفها ويرأب صدعها ويلملم شتاتها؟!! هذه الأمة بحاجة إلى أن تتكاتف. ولئن كان الله سبحانه وتعالى ينزل في كتابه الكريم ليبشر المؤمنين بانقلاب الأمور إلى عكس ما بدى لهم بادئ ذي بدء في الصراع الذي كان بين الروم والفرس حيث حزن المسلمون لانتصار الفرس المجوس المشركين على الروم الذين هم من أهل الكتاب وكان المشركون على عكس ذلك فأنزل الله سبحانه وتعالى قرآناً يتلى لتبشير المؤمنين بانقلاب الأمر إلى الضد بحيث يتحول الغالب إلى مغلوب والمغلوب إلى غالب فكيف إذا كان الصراع بين طائفةٍ من الأمة وبين عدوٍ مشتركٍ للأمة!. فهذا التمزق وهذا الاختلاف هو من التحديات التي صنعتها الأمة بنفسها، ولا ريب أن للعدو أصابع في صنع هذا الأمر ولكن الأمة استجابت لهذا العدو ورضخت له وأخذت تتزلف إليه بمثل هذه التصرفات.

يتبع
  #10  
قديم 21/09/2006, 09:32 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
هذا على أن القرآن الكريم يرشدنا إلى أن الوحدة هي مصدر القوة ويبين لنا أن الفرقة هي مصدر الضعف : (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ))، يحذرنا الله تبارك وتعالى من التنازع لألا يؤدي التنازع إلى الفشل وذهاب الريح، فإذن التنازع ما بين الأمة في كل وقتٍ من الأوقات هو غير محمود، والتنازع في هذه الساعات الحرجة التي هي بحاجة فيها إلى أن تتآلف قلوبها وتتوحد كلمتها ويجتمع صفها وتزول السخائم والأحقاد من صدورها التنازع في هذه الساعات الحرجة إنما يزيد عمق الخلاف بين الأمة ويقضي على أسباب عزتها وأسباب قوتها وأسباب انتصارها.

يتبع،،،
  #11  
قديم 23/09/2006, 05:04 PM
الدرر النهروانية الدرر النهروانية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 29/07/2006
الإقامة: في قلب النهروان
المشاركات: 85
بارك الله فيك ياقطار











للرفع
  #12  
قديم 24/09/2006, 07:26 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
الدرر النهروانية: جزاكم الله كل خير وشكراً على المرور والمتابعة، ولو إن المتابعين نادرين جداً...

رغم هذا سأواصل كتابة المحاضرات حتى ولو لم يقرأها أي أحد في القرن الحادي والعشرين فقد يستفيد منها أناس في القرن القادم عندما يريدون العودة لما خلفه علماء القرون السابقة .
  #13  
قديم 24/09/2006, 07:27 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
هذا ولا ريب أن الأمة إنما هي بأفرادها، إذ الأمة كالأسرة وكالمجتمع تتكون من الأفراد فصلاح الأفراد ينعكس على الأمة ايجاباً وفساد الأفراد ينعكس على الأمة سلباً، فرقي الأمة وانحطاطها وتقدمها وتأخرها وعزتها وذلتها وكرامتها ومهانتها بحسب ما يكون عليه الأفراد هذا مع كوننا لا ننكر أن للقيادات السياسية والقيادات الفكرية والدينية تأثيراً في أحوال الأفراد، فالأفراد يجب أن يكونوا أقوياء لتتكون منهم أمةٌ قوية، فلذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير ".نعم المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف لأنه يتحقق على يد هذا المؤمن القوي ما لا يتحقق على يد المؤمن الضعيف ولأن اجتماع هؤلاء الأقوياء من المؤمنين على كلمةٍ سواء ووضع بعضهم أيديهم في أيدي البعض الآخر مما يدعم هذه القوة قوة الأمة ويوحدها فتكون قوتهم لصالح الأمة جميعاً. فمن هنا كان تكوين الأفراد الأقوياء من هذه الأمة أمراً لا مناص منه، وهذا إنما يكون ببناء الفرد المؤمن الموصول بالله سبحانه وتعالى المتسلح بالعلم العارف بفرص هذه الحياة وكيفية التعامل معها، فنحن لم نُسبق من قبل الآخرين إلا لأننا أهملنا هذا الجانب، أهملنا هذا الجانب ولا نقول بأن الآخرين هم شرٌ منا فكيف تمكنوا ولم نتمكن؟! ذلك لأننا أصحاب عقيدة فإن تخلينا عن هذه العقيدة كان ذلك سبباً لضعفنا. نحن لا تجمعنا جامعة كالعقيدة عقيدة الإيمان التي تجمع الشتات وتوحد المؤمنين ولذلك عندما خاطب الله سبحانه وتعالى هذه الأمة لم يخاطبهم أبعاضاً وإنما خاطبهم جميعاً، خاطبهم بلفظ ( يا أيها الذين ءامنوا ) لم يخاطب العرب وحدهم ولم يخاطب العجم وحدهم وإنما خاطبهم جميعاً بلفظ ( الذين ءامنوا ).

يتبع،،،
  #14  
قديم 24/09/2006, 07:28 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
فإذن التنادي بالقوميات الضيقة وجعلها هي الرابطة التي تربط ما بين هذه الأمة أمرٌ يتنافى مع الواجب الذي يفرضه الإسلام من اعتبار العقيدة هي الجامعة، ونحن نرى أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ترى المؤمنين .." والمؤمنون لفظ عام يشمل العرب والعجم يشمل القاصي والداني .. يشمل الذكور والنساء، " ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "؛ وقبل كل شيء القرآن الكريم يقول لنا : (( إنما المؤمنون إخوة ))، بل ليس ذلك فحسب، القرآن الكريم يبين أن الإيمان هو الصفة التي تجعل المؤمن يتولى المؤمن، الإيمان هو الرابطة التي تشد المؤمن إلى المؤمن بهذا الرباط الوثيق المتين، على أن هذا الرباط إنما يتم بأسباب بينها القرآن الكريم وذلك في قوله عز من قائل: (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيزٌ حكيمٌ )).


يتبع،،،
  #15  
قديم 25/09/2006, 04:31 PM
الدرر النهروانية الدرر النهروانية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 29/07/2006
الإقامة: في قلب النهروان
المشاركات: 85
متابعون للرفع
  #16  
قديم 25/09/2006, 04:53 PM
الطاهرة الطاهرة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 19/09/2006
المشاركات: 37
ما شاء الله

هيا أكمل أخي بارك الله فيك

نحن في الانتظار ان شاء الله
  #17  
قديم 29/09/2006, 10:26 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
الأختان الدرر النهروانية والطاهرة: أشكركما على المرور الطيب على الموضوع ومتابعته وعسى أن يكتمل قريباً إن شاء الله ...

بارك الله فيكما وفي كل من يتابع الموضوع ويقرأه ولو لم يرد...
  #18  
قديم 29/09/2006, 10:28 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
نعم المؤمنون والمؤمنات بينهم هذه الرابطة العظيمة رابطة ولاية بعضهم لبعض، كلٌ منهم يتولى الآخر، هذه الولاية إنما تقوم على هذه المقومات المذكورة في هذه الآية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله، فطاعة الله ورسوله تشمل الجميع ولكن ذُكر قبل كل شيء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولماذا قُدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة؟ إنما قُدم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة لأن المحافظة على إقام الصلاة وعلى إيتاء الزكاة والمحافظة على أمر الله سبحانه وتعالى ونهيه إنما تتم مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في حال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون التطبيق العملي الدقيق لتعاليم الإسلام فيُحافظ على إقام الصلاة وعلى إيتاء الزكاة ويحافظ على طاعة الله ورسوله في كل أمرٍ وفي كل نهي، فلذلك قُدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هنا على أعظم ركنين عمليين من أركان الإسلام وهما إقام الصلاة وإيتاء الزكاة.

يتبع،،،
  #19  
قديم 29/09/2006, 10:29 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
هذا، ولئن كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذا القدر في التأثير في حياة الأمة فهل الأمة الآن هي أمةٌ أمرٍ بالمعروف ونهي عن المنكر؟ إنما الأمة أُتيت من تعطيلها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله سبحانه وتعالى وعد بالنصر والتمكين الذين ينصرونه، ونصر الله تعالى إنما هو بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : (( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقويٌ عزيزٌ * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور * ))؛ فإذن من أعظم واجبات هذه الأمة في الرجوع إلى النهج الصحيح لتتبوأ المكانة الرفيعة ما بين الأمم إنما في مقدمة هذه الواجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجانب إقام الصلاة وإيتاء الزكاة. وبهذا تتبوأ هذه الأمة مكان الإمامة والقيادة ما بين الأمم بحيث تكون أمة رائدة أمة قائدة أمة عزيزة أمة تقول فيُنصت لها وتأمر فيُأتمر بأمرها وتنهى فيُنتهى عن نهيها وهكذا كان السلف الصالح، فإن السلف الصالح إنما تمكنوا بهذا كانوا أهل أمرٍ بالمعروف ونهي عن المنكركما هو معلوم وبهذا تبوأوا مكان القيادة والإمامة بين الأمم ولا أدل على ذلك من تلك الوصية العظيمة البالغة التي كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحرص على تزويدها جنده وهم يواجهون أقوى قوة وأقوى عتاد للعدو عندما وجه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه الجند لمقاومة الإمبراطورية في فارس زود هذا الجند تلك النصيحة البالغة التي خاطب بها قائدهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حيث قال له: ( أوصيك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال فإن تقوى الله أفضل العدة في الحرب وأقوى المكيدة على العدو، وأوصيك ومن معك من الأجناد بأن تكونوا أشد احتراصاً من المعاصي منكم من عدوكم فإن ذنوب الجند أخوف عليهم من عدوهم وإنما يُنصر المسلمون بمعصية عدوهم لله فإن عددنا ليس كعددهم ولا عدتنا كعدتهم فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة وإلا ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا، واعلم أن في سيركم عليكم من الله حفظة يعلمون ما تفعلون فاستحيوا منهم ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ولا تقولوا إن عدونا شرٌ منا فلن يُسلط علينا فرب قومٍ سُلط عليهم من هو شرٌ منهم كما سُلط على بني إسرائيل إذ عملوا بمعاصي الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، واسألوا الله العون على أنفسكم كما تسألونه النصر على عدوكم أسأل الله ذلك لي ولكم ).يتبع،،،
  #20  
قديم 30/09/2006, 11:24 AM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
نعم، هذه الوصية هي القوة الفاعلة، هي الذخيرة الحية، هي العتاد الذي لا يُمكن أن يُقرب من تزوده، هذه الوصية هي التي طبقها الجند فلذلك استطاعوا أن يهزموا العدو في وقتٍ كانوا فيه يواجهون عدوين خطيرين يتقاسمان معظم العالم المتحضر في ذلك الوقت، فأولئك السلف إنما انتصروا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كانوا يأمرون بالمعروف وهم مأتمرون به وينهون عن المنكر وهم منتهون عنه فلذلك كانت حياتهم حياة أمرٍ بمعروفٍ ونهيٍ عن منكر، حياة تطبيقٍ للإسلام، كان الإسلام يتجسد في كل جزئية من جزئيات حياتهم.

يتبع،،،
  #21  
قديم 30/09/2006, 11:25 AM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
هذا وإن من أهم ما يبني هذه الأمة ،وهذا البناء كما قلت إنما يبدأ من الأفراد حتى ينعكس أثره على الأمة بأسرها، الاعتزاز بالإسلام، فنحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله، نعم نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام هذا الاعتزاز بالإسلام يقتضي أن يكون المؤمن حقاً مستمسكاً بهذا الإسلام لا يرى العزة في غيره بل يرى كل ذلٍ وكل شرٍ في الانحراف والبعد عنه، والسلف الصالح كان حراصاً على ذلك فبسبب هذا كان يحرصون على التكيف وفق تعاليم الإسلام ويحرصون أيضاً على البعد عن منهج الآخرين لأن احتلال النفوس أخطر من احتلال الأرض واستعمار الفكر أخطرمن استعمار الأرض، الفكر إن احتُلَّ ذهب كل شيء إذ الإنسان بالفكر، والأمة إنما أُصيبت بسبب الغزو الفكري الذي تسلّط عليها من قِبَلِ أعدائها، سُلِّط عليها من قبل أعدائها فلذلك هي تحرص على أن تتقرّب من هؤلاء الذين غزوها بكل الوسائل، تحرص على أن تظهر بمظهر الرقي وبمظهر المدنية وبمظهر الثقافة عندما تقلد أعدائها، مع أن الواجب بخلاف ذلك، ورجال الفكر من هذه الأمة أدركوا هذا الأمر وسجلوا هذا ببيانهم الباهر فشاعر الإسلام محمد إقبال يقول محذراً هذه الأمة من الانسياق وراء الآخرين، يقول: ( إن المسلم لم يُخلق ليندفع مع التيار ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار بل خُلِق ليوجه العالم والمجتمع والمدنية ويفرض على البشرية اتجاهه ويملي عليها إرادته لأنه صاحب الرسالة وصاحب الحق اليقين ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه فليس مقامه مقام التقليد والاتباع، إن مقامه مقام الإمامة والقيادة، مقام الإرشاد والتوجيه، مقام الآمر الناهي، ولئن تنكر له الزمان وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة لم يكن له أن يخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر بل عليه أن يثور عليه وينازله ويظل في صراعٍ معه وعراك حتى يقضي الله في أمره، إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاصرة والأوضاع القاهرة من شأن الضعفاء والأقزام أما المؤمن القوي فهو نفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يُرد ).

يتبع،،،
  #22  
قديم 30/09/2006, 11:27 AM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
ولا ريب أنه مع تسامح الإسلام الذي لا يوجد مثله في أي دينٍ من الأديان نجد في أمر الولاية يحصرها فيما بين المؤمنين ويحذر من موالاة أعداء الله الكافرين، فالله سبحانه وتعالى يحذر هذه الأمة من أن تتخذ عدوها وعدوه ولياً : (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل *))، ثم يبين ما هي العاقبة : (( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون *))؛ هذه أمنية الكفرة أن يكفر المؤمنون ككفرهم، ولئن كان التحذير من موالاة جميع أعداء الله فإن الله سبحانه وتعالى خص أهل الكتاب مع ما جعله لهم من ميزة في سياسة الأمة الإسلامية في معاملتهم يخصهم أيضاً بالتحذير من موالاتهم لأن هذه الموالاة تجر ما بعدها، فالله تعالى يقول: (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين *))؛ ثم يبين مم تنشأ موالاتهم فيقول : (( فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرةٌ فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين * ويقول الذين ءامنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين * ))، ثم يبين أن هذه الموالاة تؤدي إلى الارتداد عن الإسلام والعياذ بالله إذ هي تُسرع في دين المسلم بحيث تجره إلى الكفر شيئاً فشيئاً حتى ينفلت من إسلامه ويصبح خارجاً من هذه الملة إذ الله تعالى يقول في هذا السياق بعدما تقدم : (( يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليم ٌ *))، هذا التحذير من الارتداد عن الإسلام في هذا السياق دليلٌ على أن هذه الموالاة تُسرع في دين الإنسان حتى تجعله ينفلت من دين الله تعالى تماماً. ثم يبين بعد ذلك من يجب على المؤمن أن يحصر ولاءه له فيقول : (( إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون *))، ثم بعد ذلك يبين عاقبة هذه الولاية التي تشد المؤمنين بعضهم إلى بعض عندما يقول : (( ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون * ))، نعم هذه الولاية التي تربط بين المؤمنين تجعلهم حزب الله وحزب الله تعالى لا بد من أن ينتصر وأن ينهض على عدوه وعدوهم، فلذلك كان على المؤمنين أن يحرصوا على هذه الموالاة التي تشد بعضهم على بعض وأن يحرصوا على مقومات هذه الولاية وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله؛ عندئذٍِ تترابط هذه الأمة برباطٍ واحدٍ يشد بعضها إلى بعض حتى تكون أمةٌ قويةٌ تحس بآلام غيرها، فالآن هي أمةٌ مقطعة الأوصال ممزعة الأشلاء ولذلك لا يحس بعضها بما يصيب الآخرين لأنها أصبحت أمة ميتة أوصالها مقطعة وأشلاءها ممزعة فمن هنا كانت الضرورة إلى جمع هذا الشتات تحت راية القرآن وتحت راية السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

يتبع،،،
  #23  
قديم 30/09/2006, 11:35 AM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
على أن ذلك كله إنما ينبني كما ذكرت على الإيمان الراسخ في النفوس، هذا الإيمان لا بد من أن يُدعم بما يثبته وما يقويه وهو الصلة بالله سبحانه وتعالى فإن الله عز وجل شرع العبادات جميعاً لتغذي الإيمان.. لتدعم الإيمان .. لتكون وقوداً لشعلته .. لتكون مدداً لطاقته، جميع هذه العبادات المشروعة في الإسلام إنما تؤدي إلى هذه الغاية، ومع هذا لا بد من أن يكون التلقي عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم عن فهمٍ وعن وعي، ونحن ندرك أن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابه بلسانٍ عربيٍ مبين وأرسل رسوله صلى الله عليه وسلم من ضئضئ القبائل العربية، لسانه كان لساناً عربياً مبيناً هو لسان القرآن، فمن هنا كان التلقي عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم يتوقف على الفهم الصحيح لهذا الكتاب العربي.

واللغة هي رباطٌ كما أن العقيدة رباط، اللغة تشد الإنسان إلى الإنسان بل اللغة هي وعاء الثقافة وهي الجسر التي تعبر عليه الثقافة من شعبٍ إلى شعب ومن أمةٍ إلى أمة، ولذلك نحن نرى أن المستعمرين أدركوا هذا فحرصت كل طائفةٍ منهم على نشر لغتها في مستعمراتها، نرى أن كل طائفةٍ من المستعمرين تمكنت في الأرض حرصت على نشر لغتها لتنشر من خلالها ثقافتها وفكرها فلذلك كان من الضرورة أن تكون للمسلمين جميعاً لغة تجمع شتاتهم، هذه اللغة التي تجمع هذا الشتات ما بين هذه الشعوب الكثيرة من شعوب الإسلام ذات الألوان المختلفة والبيئات المتعددة والألسنة المتنوعة لا يمكن أن تكون هذه اللغة إلا اللغة التي خاطبها الله تعالى بها والتي أمرها أن تخاطبه بها عندما تقف بين يديه، يقف الواحد بين يدي الله تعالى ليقول : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) بلسانٍ عربيٍ مبين.


يتبع،،،
  #24  
قديم 30/09/2006, 11:37 AM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
وقد قلت أكثر من مرة بأنه من العار على المسلم أن يتقن لغة المستعمر الذي استعبده ولا يتقن اللغة التي خاطبه الله تبارك وتعالى بها ليحرره من العبودية لغيره وليجعله سيداً كريماً بين الناس، فالمسلم عليه أن يحرص على هذه اللغة، وقد أدرك السلف ذلك من جميع فئات هذه الأمة فحرصوا على هذه اللغة حرصهم على عقيدتها لأنهم أدركوا أن هذه اللغة ليست لغة قومية، نعم كانت لغة قومية قبل أن ينزل بها القرآن أما بعد أن نزل القرآن بلسانٍ عربي مبين وجعلها الله سبحانه وتعالى وعاءً لكلامه المنزل للهداية والإعجاز لم تعد لغة قومية وإنما هي لغة عالمية يجب على المؤمنين جميعاً أن يحرصوا عليها وأن يغاروا عليها أكثر مما يغارون على أي لغةٍ من اللغات وهذا الذي حصل عند السلف عندما حرصوا على هذه اللغة حتى أن العجم كانوا أحرص عليها من العرب والذين بحثوا هذه اللغة وبحثوا فنونها وحرصوا على ابتكار هذه الفنون إنما كانوا من العجم، فسيبويه والفرّاء والكسائي والأخفش وابن علي الصارفي وغيرهم وغيرهم إنما كانوا عجماً، ونجد الزمخشري الأعجمي يقول في فاتحة كتابه المفصّل : ( اللهَ أحمد على أن شرفني بأن جعلني من علماء العربية )؛ وهذا الذي أقوله ليس هو تعصباً، قلت أكثر من مرة بأن هذا ليس تعصباً ولئن جاز أن يُسمى ذلك تعصباً فإنه تعصبٌ للإسلام وليس هو تعصباً للقومية العربية فإنني لا أؤمن بالقوميات الضيقة التي تفرق الأمة وتجعلهم أشلاء ممزعة إنما أؤمن بالعقيدة الواحدة التي تجمع العربي والأعجمي وأرى أن الأعجمي هو أخٌ للعربي ليس بينهما تفاضل إلا بقدر ما يكون أحدهما أقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالتقوى والعمل الصالح فإن الله تعالى لم يدع من جانب التفاضل بين الناس إلا التقوى عندما قال : (( يا أيها الذين ءامنوا إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ))، والله سبحانه يسر هذه اللغة تيسير القرآن للذكر لأنها كما قلت هي وعاءٌ لكتاب الله سبحانه وتعالى ..لكلامه المعجز، فلذلك كانت ميسرة فمن طلبها تيسرت له؛ وقبل نحو ربع قرن من الزمن حضرت بنفسي مؤتمراً في غرب أفريقيا بالسنغال وكنت من الضيوف الذين حضروا هذا المؤتمر للاطلاع ولم أكن ضيفاً مشاركاً لأن المؤتمر كان ما بين الإخوة المسلمين الأفارقة بحيث حرصوا على تجميع جهودهم والتنسيق ما بين مؤسساتهم الدعوية في غرب إفريقيا، فالمؤتمر أُدير هنالك بلسانٍ عربي مبين من غير ترجمة ما بين الشعوب الإفريقية شعوب غرب إفريقيا، أُدير بلسانٍ عربيٍ مبين من غير ترجمة ، ولعلكم علمتم أنه في نهاية القرن الرابع عشر الهجري وبداية القرن الخامس عشر نظم القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية مسابقة شعرية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم باللسان العربي المبين واشترك في هذه المسابقة 1200 من الشعراء وكان الفائز الأول من هؤلاء الشعراء جميعاً كان الفائز إفريقياً سنغالياً وهو الشاعر عبدالله باء الذي مدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة عصماء استهلها بقوله :
هجرت بطاح مكة والهضابا .... وودعت المنازل والرحابا
تخذت من الدجى يا بدر ستراً..... ومن رهبوت حلكته ثيابا
ومن عجبٍ تسيء إليك أرضٌ ....نشأت فما أسأت بها شبابا

فما الذي جاء بهذه القصيدة شيئاً من العجبةإنما هي قصيدة في منتهى القوة قوة التعبير باللسان العربي المبين وفيها من السلاسة ما لا يخفى على من تذوق الشعر العربي وذلك يدل على أن هذه اللغة ميسرة لجميع من أراد أن يتكلم بها كما يسر الله سبحانه وتعالى القرآن للذكر.


يتبع،،،
  #25  
قديم 30/09/2006, 11:38 AM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
فإذن جديرٌ بالمسلمين جميعاً أن يحرصوا على هذه اللغة التي تجمع شتاتهم، وهذا لا ينافي أن تكون لكل شعبٍ لغته أو لكل قوميةٍ لغتها وإنما هنالك لغة يجب أن تكون مشتركة ما بين الجميع توحد الشتات وتجسد لهم التفاهم إذ الإنسان خُلق ليتفاهم مع الآخرين وكيف يتم التفاهم ما بين هذه الأمة وهم لا يتقن بعضهم لغة بعض! الحرص على هذه اللغة مما يجب أن يكون أمراً مشتركاً ما بين جميع شعوب هذه الأمة الإسلامية هذا مع أن الدَّين الذي هو في أعناق العرب في ذلك أعظم مما في أعناق الآخرين فهم عليهم أن يتقنوا هذه اللغة أيما إتقان ثم عليهم أن ينشروها في بقية الشعوب حتى تنتشر من خلالها ثقافة الإسلام وينتشر من خلالها الفكر الإسلامي الصحيح .. الفكر القرآني .. الفكر النبوي .. حتى تكون هذه الأمة على بينةٍ من أمرها وبصيرةٍ من دينها.

يتبع،،،،
  #26  
قديم 30/09/2006, 11:39 AM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
فهذا مما يجب أن يدركه المسلمون جميعاً مع ما يجب عليهم من الحرص على انتزاع السخائم والأحقاد التي في صدورهم وكسر الحواجز التي تفصل بعضهم عن بعض ليكونوا أمةً واحدة، على أن كون هذه الأمة أمة واحدة لا يتم إلا في ظل العبادة والتقوى فإن الله تبارك وتعالى يقول : (( إن هذه أمتكم أمةً واحدة وأنا ربكم فاعبدون *))، ويقول : (( وإن هذه أمتكم أمةً واحدة وأنا ربكم فاتقون * ))، فيجب على الجميع الحرص على حكم عبادة الله تبارك وتعالى وعلى التقوى، بسبب ذلك يكون الترابط ما بين هذه الأمة وبسبب هذا تستعلي على الرغبات الضيقة التي تجعل كل واحد يستقل عن الآخرين وبهذا تكون هذه الأمة بمشيئة الله تعالى أمة عزيزة..أمة كريمة..

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعز هذه الأمة وأن يجمع شتاتها، اللهم ربنا اجمع شتاتنا على ما تحبه وترضاه، اللهم ألف بين قلوبنا ووحد صفوفنا وانزع ما في صدورنا من السخائم والأحقاد اجعلنا خير أمةٍ أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتقيم حدودك وتنفذ أحكامك وتطبق شريعتك، اللهم اهدنا للهدى ووفقنا للتقوى وعافنا في الآخرة والأولى، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واقطع اللهم دابر أعداء الدين وشتت شملهم أجمعين، اللهم مزقهم كل ممزق وشتتهم كل مشتت وافعل بهم كما فعلت بثمود وعاد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد، اللهم صب عليهم سوط عذاب وحل بينهم وبين ما يشتهون واجعل بأسهم بينهم شديداً وخلص اللهم ربنا جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من قهرهم واجمع شتات المسلمين على ما تحبه وترضاه، اللهم اردد كيد أعدائهم في نحورهم وأعذنا وإياهم جميعاً من شرورهم وامحوا آثارهم وأورثنا أرضهم وديارهم واطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم إنك ربنا على كل شيءٍ قدير وإنك بالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير، وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين .



انتهت المحاضرة ..
  #27  
قديم 30/09/2006, 11:41 AM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
المحاضرة موجودة بالملف المرفق ..
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc واجب الأمة في تحديات القرن الـ 21.doc (82.5 كيلوبايت, 10 مشاهدات)
  #28  
قديم 30/09/2006, 07:41 PM
*الملكة العمانية* *الملكة العمانية* غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 10/07/2005
الإقامة: *((المملكةالعربية العمانية)) *
المشاركات: 515
بوركت اخي العزيز لاعدمت اجره
  #29  
قديم 01/10/2006, 11:35 PM
برهان الحق برهان الحق غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 19/04/2002
المشاركات: 88
جزاك الله خيرا على هذا الجهد الطيب ، ونرجو من الله العلي القدير أن يكثر من أمثال هذا الشيخ الجليل ، وأن يوفقه في جهوده الداعية للم شتات هذه الأمة وانتشالها من الضياع ، إنه سميع مجيب وبالإجابة قدير، نعم المولى ونعم النصير .
  #30  
قديم 22/10/2006, 03:17 PM
قطار الأيام قطار الأيام غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/11/2004
المشاركات: 442
الملكة العمانية وبرهان الحق :

الشكر موصولٌ لكما وجزاكم الله خيراً.
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 02:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.