|
#1
|
|||
|
|||
بابي هالدر خادمة هندية تقتحم السوق الأدبي
بين وقت وآخر تطالعنا الهند بمفاجأة أدبيــــة لا بـــد مــن ان تذكرنا بأفلامها الميلودرامية الغنائية حيث ينهض الفقير مــن عدمه الى المجد والثروة وينتصر الحب المسحوق على الظلم والبهتان، وبالطبع ترقص الأزهار طرباً للغناء والموسيقى الرقيقين.
تركها اهلها وهي في الرابعة من عمرها، تزوجت وهي في الثانية عشرة وباتت أماً بعد عام على زواجها، لكنها في كل ذلك واحدة من ملايين الهنديات الفقيرات العاثرات الحظ، فما الذي جعل بابي هالدر نجمة الموسم الأدبي في نيودلهي هذا العام؟ انها اليوم في الثانية والثلاثين، لها ثلاثة أطفال، وتعمل خادمة لدى اكاديمي عجوز يدعى برابوض كومار، وهو أستاذ انثروبولوجيا متقاعد. إلا انها عبرت قبل ذلك في تجارب قاسية لدى مستخدمين ارهقوها نقص في المسار البائس لحياتها. وذات يوم انتبه برابوض الى انها تستغرق وقتاً طويلاً في إزالة الغبار عن كتب مكتبته ولاحظها تسترق النظر الى محتوى الصفحات فأعطاها دفتراً وقلماً وترك لها حرية المطالعة في اوقات فراغها. «حياة اقل من عادية» عنوان الكتاب الذي سطرت حكاياته بابي هالدر بعد انتهاء الدوام والاهتمام بأطفالها الثلاثة، مجموعة ذكريات تلقائية تدفقت من قلب تخبط طويلاً في شقاء العيش روتها بابي في لغة بسيطة خالية من الانفعال، بادئة بلمحة عن امها التي أرهقها غياب زوجها وفشله في إطعام أسرته، وكيف خرجت ذات يوم الى السوق ولم تعد. ثم تتحدث في حيادية تجانب البرود والمبالغة على السواء عن ضرب والدها لها وعن سلسلة «الأمهات» البديلات اللواتي تعاقبن على البيـــــت، وعـــن عدم دفعــــه اقساط المدرســـة ما جعلها تتعلم في شكل متقطع. شقيقتها البكر تزوجت في سن مبكرة قبلها بسبب الفقر الذي اعترى العائلة، وهي لم تكن لتدرك معنى اقتراب موعد زواجها، فبعدما تعرفت إلى الرجل الذي اختاره لها الوالد عادت للتو لتلعب مع رفيقاتها، قيل لها «سيكون امراً طيباً ان تتزوجي لأنك عندئذ ستُشبعين جوعك وستقام لك حفلة». لكن حتى في الساعات السابقة لزواجها كانت بابي لا تزال تقفز وتلهو مع أترابها. ولم يكن زوجها المختار افضل حالاً من والدها، فبعد الطفل الثالث شجّ رأسها بحجر لأنها تكلمت امام الباب مع عابر سبيل! على الأثر حملت بابي اولادها واستقلت القطار هاربة الى دلهي. بلا مأوى ولا وجهة محددة. أرسلت ابنها البكر لينضم الى مئات الألوف مثله يقومون بأعمال يدوية بحسب التيسير وقرعت ابواب الطبقة المتوسطة بحثاً عن عمل. واجهت بابي مستخدمين من كل الأنواع، تصف بعضهم في طرافة تخلو من السخرية أو التهكم: «ما ان تجلس، سيدتي، أقدم لها الشاي، الشربات، وكل ما تأمرني بي، ثم أمسّد رأسها وقدميها وأي شيء آخر: العمل هنا لا ينتهي». اما غضبها فيترقرق عبر السطور متجمعاً، متجهماً مثل غيم بطيء ينذر بعاصفة عاتية، بل لعلها لا تدري بوقع نثرها العاري على القارئ، ولم تكن، بالتالي، تتوقع ان يزورها صحافيون او أن تكتب المجلات عن كتاب من توقيعها. جاد الحاج - الحياة اللندنية |
مادة إعلانية
|
#2
|
||||
|
||||
السلام عليكم
عزيزي البسيوي مرور أول ولي عودة دمتم بعافية |
#3
|
|||
|
|||
مشكور اخوي على الموضوع
|
#4
|
||||
|
||||
وكما يقال :
" الضغط يولد الإبداع " |
#5
|
|||
|
|||
صحيح 100 %
|
#6
|
|||
|
|||
جميل هذا الإختيار ...
المكافحون هم أكثر الناس ابداعاً متى ما أمسكوا بالقلم فقط لأن ثمة نزيف ألم يترجم واقعهم المعاش لحظة صدق... دمت بألف خير أختك شيء ما |
#7
|
||||
|
||||
موضوع جميل ... وفعلا الضغط يولد الابداع
|
#8
|
||||
|
||||
قصة بؤسها و شقائها تتجسد في ملايين من البشر يعيشون في نفس النفق المظلم لا يعلمون له نهاية سوى الموت
ربما كانت محظوظة و الحظ قليلا ما يزور مثلها فعملت مع رجل اتاح لها حق التعلم كم هي تعيسة هذه البشرية حينما لا يلقي الانسان بالا لحقوق اخيه الانسان قبل ستة اشهر زرت الهند لاسبوع و ترك الاسبوع في نفسي اثرا لن تستطع سنوات الغرب ان تنسيني البؤساء الذين رايت و حالا تذكرت ايضا ان اهلنا في عمان قبل اربعين سنة كان حالهم مشابها و لربما لازال البعض منهم رغم البساطة فلربما ستكون سانحة طيبة لو اتيحت لي فرصة قراءة عملها الادبي عزيزي البسيوي شكرا |
أدوات الموضوع | البحث في الموضوع |
|
|
تقييم هذا الموضوع | |
تقييم هذا الموضوع:
|
|
|