سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة الثقافة والفكر

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 02/08/2006, 11:49 AM
هتّان هتّان غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 01/03/2003
الإقامة: الهتّان
المشاركات: 33
قصة جميلة جدا و مشوقة.. وتسلسل الاحداث منطقي ..
وحزنت على محمود لما ماتوا ابوه وامه في نفس الاسبوع
لكني قدرت استنتج من القاتل قبل آخر 3 مقاطع...
لكن في نقطة وحدة استغربتها وحسيت انها مو منطقية نوعا ما.. وهو دخول عمر على محمود في السجن وشجاره معه.. ما كان لها سبب واضح ...

اتمنى لك التوفيق واتشوق لقراءة جديدك...
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 15/08/2006, 02:25 AM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
" الإنتقام الدموي " - قصة من تأليفي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
كثيراً ما حاولت الدخول في عالم " الكتابة " وخصوصاً كتابة القصص والروايات ولكنني غالباً ما كنت أتوقف قبل أن أصل إلى المنتصف!!
وهذه المرة نجحت تقريباً في كتابة قصتي الأولى " الإنتقام الدموي ..سلسة جرائم القتل الغامضة "
وأنا سأعرض أجزاؤها في السبلة تباعاً لأرى نقدكم في إسلوبي وطريقة السرد والقصة ومختلف نواحيها ..
وشكرا لكل من سيتابعني
يتبع >>>
  #3  
قديم 15/08/2006, 02:28 AM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
مصيبة الحارة
الشيخ " حمود " في الحارة هو الشخص الأكثر سلطة وقوة ونفوذ ، ليس في الحارة فقط بل على مستوى الدولة والكل هنا يشير إليه بالبنان ويقصدونه لتسهيل معاملاتهم ، فصار محبوباً من الجميع لبشاشته وسماحة أخلاقه وذلك رغم هيبته وأن كلمته نهائية ولا أحد يراجعه فيها ، وكما أن للشيخ أصحاب وأصدقاء فكذلك له أعداء و خصوم منافسين في الحارة يسعون لاحتلال مكانته المرموقة ليزداد نفوذهم على حسابه.
والشيخ " حمود " لا يعمل في وظيفة رسمية بعدما توقف عن ترشيح نفسه ليكون عضواً في مجلس " الشورى " ، ولكنه ما زال يملك عدة شركات مقاولة وبناء في السلطنة بالإضافة إلى العديد من المزارع في الحارة وفي مختلف أنحاء السلطنة ، ويوم الشيخ " حمود " يكاد يكون تقليدياً فهو في أيام وسط الإسبوع يذهب صباحاً لتفقد مزارعه في البلد حتى وقت الظهر ليعود للصلاة ومن ثم للغداء لينام بعدهما حتى صلاة العصر وبعد ذلك يذهب للجلوس في سبلة منزله حيث يأتيه الزوار ليطلبوا مشورته أو مساعدته حتى المغرب ، وبعد ذلك يكون في منزله حتى صباح اليوم الثاني وهكذا دواليك ، وفي نهاية الإسبوع يذهب لمسقط ليتفقد بقية ممتلكاته وشركاته.
وبينما كان الشيخ يتجول يوم الأثنين في مزرعته المفضلة والتي تلاصق بيته ، وكالعادة لم يكن هناك أحد مع الشيخ فهو يحب أن يكون منفرداً وأن يردد بعض آيات القرآن الكريم الذي يحفظه عن ظهر قلب منذ صغره ، أو يردد بعض أبيات الشعر المشهورة..
وبينما كان يمشي جاءه صوتٌ من خلفه:
- حمود...
التفت الشيخ لخلفه ليعرف من ذا الذي يناديه وحينما رآه قال بدهشة واضحة وهو يتقدم نحوه :
- أنت؟؟ ولكن متى...
ولم يكمل الشيخ كلامه فقد انغرس سكين حاد في قلبه مباشرة ليخرسه وإلى الأبد..
وذهب الشخص المجهول كما أتى ..بدون أن يراه أحد..
****
كعادة الحارات الصغيرة انتشر خبر مقتل الشيخ حمود بسرعة وتحرك المجتمع بسرعة كمن اعتاد على هذه المواقف رغم أنها أول جريمة قتل تحدث هنا منذ زمن بعيد ، بل أن مشايخ الحارة تحدثوا وهم يذهبون لمكان الحادثة بأنهم لم يسمعوا بحادثة قتل حدثت هنا وهم الذين تتجاوز أعمارهم الثمانين والتسعين عاماً !!
وكما انطلق الرجال والشبان مجموعاتٍ و فرادا نحو مكان الحادثة ، اتجهت نساء القرية نحو منزل الضحية للتخفيف عن أهله ولمواساتهم..
وفي موقع الحادثة كانت الشرطة وصلت وأقامت حاجزاً حول مكان الحادثة لتمنع الناس من الإقتراب وتخريب أدلة المكان حينما وصل كبير محققي المركز " مازن " وهو أيضاً ابن الحارة نفسها .. والمحقق مازن ورغم قلة الحوادث الجدية التي حقق فيها إلا أن الجميع يشهد له بالذكاء الخارق ، وقوة الملاحظة ولم يفشل في أي قضية حقق فيها ، بل وأحياناً يتم استدعاؤه لمراكز أخرى للتحقيق في الجرائم الجدية التي تجري في بعض مناطق الدولة من حين لآخر.
وحينما وصل " مازن " أول ما فعله هو رؤية مكان الجثة التي لم تكن هناك ولكن تم تخطيط مكانها بدقة متناهية ، ومن ثم نظر إلى السكين المستخدمة في القتل ، وكانت سكين حادة طويلة لم ير مثلها من قبل ، و نادى أحد رجال الشرطة ليطلب منه رفع البصمات عن السكين ، قبل أن ينادي أحد المحققين ليسأله:
- أحمد .. هل كانت الطعنة في القلب أم بالظهر؟
- في القلب سيدي.
- وهل كان الضحية يحمل سلاحاً من أي نوع؟
- لا سيدي..
- وماذا كان يرتدي؟
- فانيله داخليه و إزار سيدي..
- ومن الذي عثر على الجثة؟
- ولده محمود ، وهو الآن في المركز للتحقيق معه ، وقد عثر على الجثة قرابة الساعة الواحدة إلا عشر دقائق وقد اتصل بنا مباشرة من تلفونه النقال دون أن يحرك الجثة على حسب كلامه.
- ومتى وقعت الجريمة حسب تقدير الطبيب الجنائي؟
- الساعة الحادية عشر قبل الظهر تقريباً.
شكر " مازن " المحقق ، ثم راح يجول حول المكان ، قتل الشيخ في منتصف المزرعة ، ولم يكن جالساً تحت ظل شجرة بل في مكان خالٍ من الأشجار تقريباً مما يعني أنه لم يتحاور مع قاتله طويلاً لأنه لا يمكن أن يكالمه تحت الشمس الحارقة بل من الطبيعي أن يدعوه للجلوس تحت ظل شجرة ، وكذلك لباس الشيخ يؤكد أنه لم يكن في موعد مع شخص ، فالشيخ معروف بأنه يقابل الصغير والكبير بلباس محترم وكل الناس معه سواسية في المعاملة ، رغم بأنه معروف بكثرة أعداؤه ككثرة أحباؤه ، ومن ناحية أخرى فإن السكين المستخدمة في القتل ليست خنجراً تقليدياً مما يقلل من احتمالية أن يكون أحداً من أعداؤه المشايخ قام بقتله لأن المشايخ معروفين بتقاليدهم العتيقة ورفضهم الإنخراط في الحياة العصرية وإن كان ذلك لا ينفي إحتمالية تورط أحدهم أو محاولتهم لتضليل الشرطة.
دارت هذه الإحتمالات بسرعة في رأس المحقق الذكي وهو يأمر رجاله بين فين وآخر ببعض الأوامر المحددة ، قبل أن يغادر مسرح الجريمة متجهاً نحو مركز الشرطة.
يتبع >>>
بانتظار رأيكم المبدئي..
  #4  
قديم 15/08/2006, 05:03 AM
صورة عضوية لاتعليق
لاتعليق لاتعليق غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 06/12/2005
الإقامة: ما كان يسمى سابقا بجزيرة العرب!
المشاركات: 4,764
انا لست ناقدا ادبيا ولا افقه في النقد شيئا ,,

رأيي كقارئ : واصل . وفي انتظار البقية
  #5  
قديم 15/08/2006, 02:37 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
شكرا لك أخي / لا تعليق على الرد..
وسأواصل بإذن الله ..وأنتظر آراء البقية
------
****
عندما دخل " مازن " مركز الشرطة كان أول ما عمله هو الأمر بإطلاق سراح " محمود " ليتابع مراسم دفن والده ومراسم العزاء على أن يعود مرة أخرى بعد ثلاثة أيام ، ثم فتح الملف الذي تم تسجيل فيه اعترافات " محمود" وأقواله ليجد فيها أن المتهم أثبت وجوده في المنزل مع زوجته ساعة وقوع الجريمة ومن ثم اتجه في موعد الغداء نحو منزل والديه لأنه تعود الغداء من هناك مرة كل يومين ، ومن ثم طلبت منه والدته الذهاب لنداء والده للغداء قائلةً بأنه ربما لم ينتبه للوقت ، وحينما شاهد والده قتيلاً اتصل مباشرةً بالطوارئ حيث تم إبلاغه باستدعاء الإسعاف وأنه يجب عليه عدم تحريك الجثة أو التحرك من موقع الحادثة وهو ما فعله بالضبط.
ولكن " مازن " لم يجد إجابات لعدة أسئلة تدور في خاطره فقرر أن يذهب ليسأل الحاجة " حسينة " أرملة المرحوم عنها ، ولكنه سرعان ما عدل عن رأيه نظراً للحالة التي تمر بها حالياً..
ولكنه لم ير البقاء مكتوف الأيدي فنادى أحد رجال الشرطة وطلب منه مخاطبة المسئولين لإصدار مذكرة توقيف بحق عدد من المشايخ والأشخاص المعروفين بعداوتهم للشيخ " حمود "..

وفرح الحارة
غالباً ما يمتزج الفرح بالحزن في القرى والمدن ، وفي اليوم التالي من مقتل الشيخ " حمود " عاد " عمر " أحد أبناء الحارة من دراسته في بريطانيا والتي دامت ثلاث سنوات.
كانت هذه اللحظات نادرة الحدوث في بيت الوالد " خميس " ، فقد اجتمع الأهل والأقرباء لأول مرة منذ سنين عدة لسبب غير محزن ، أو بدون وقوع مصيبة تدعوهم لذلك ، بل على العكس من ذلك اجتمعوا لمناسبة فرحة وهي عودة " عمر " من الدراسة في بريطانيا لمدة ثلاث سنوات و بدأه حياة عملية جديدة ، " عُمر " هو حفيد " الوالد خميس " الوحيد وقد فقد والديه في حادث سيارة مؤسف نجا منه بأعجوبة وهو لم يبلغ العاشرة بعد ، وقد تخرج من الثانوية العامة بمعدل ممتاز أحاله ليكمل دراسته العليا في بعثة لإحدى شركات النفط المرموقة في السلطنة.
كان المنزل صاخباً بما للكلمة من معنى ، وقد اجتمع في المنزل المتواضع ما لا يقل عن خمس أو ست عائلات مما دفع أصحاب المنزل لإقامة العشاء في حديقة المنزل بدلاً عن إقامتها في السبلة الضيقة نسبياً ، فانقسم القوم لفريقين فريق النساء وفريق الرجال ، وبينهما كان الأطفال يركضون ويمرحون..
وجلست مجموعة من الشباب في معزل عن بقية الرجال تقريباً ، وكان عمر هو الجالس في قلب المجموعة كما كان في قلب الحديث الذي يدور بينهم
علي : و أين ذهبت هناك في بريطانيا غير المدينة التي درست فيها؟
عمر : والله يا شيخ أنت تعرف أول شهرين ما مصدقين أنفسنا وزرنا نصف البلد ، وبعد ذلك نادراً ما خرجنا من مانشستر ..
سعيد : على الأقل خرجت من البلد ، ما مثلنا.. عن نفسي مسقط وما أعرفها زين
وضحك الشباب وقبل أن يعلق أحدهم على كلام سعيد رن تلفون " علي " ليدل على وصول رسالة إليه..
فهد : هيه يو زمن .. خلق الله ما عندهم تلفون و ود الشيخ " سالم " عاد معه آخر موديل
قام علي وهو يقول باسماً : ما فاضي أرد عليك الحين ..أنا أستأذن وأشوفكم على خير
قال سعيد وهو يضحك بصوت عالي : أكيد المدام ..قلنا لك ما تتسرع وتدخل القفص الذهبي ، تراه في النهاية مجرد قفص !!
لم يرد علي سوى بضحكة عالية وهو يذهب للاستئذان من الوالد " خميس "
ومضت الحفلة بين ضحك الشباب وكلام كبار السن المعهود عن أيام زمان وعن عمل النخيل والسفر للبلدان المجاورة قبل النهضة طلباً للرزق ، وأما من ناحية النساء فكانت الأحاديث كالمعتاد تدور عن آخر الأخبار في الحارة وسؤال النساء عن عمر وقولهن مازحات لجدته سعاد :
أما حان وقت تزويج الولد؟؟
ولكن الجدة ما لبثت أن حدقت نحو السماء وهي تقول غير عابئةٍ بسؤالهن:
يا ليت لو عاش والديه ليفرحوا به!!
ولكن النساء ما لبثن أن خففن عنها بسرعة ، وحولن مسار الموضوع لتعود الفرحة والبسمة البشوش إلى المرأة الطاهرة.
و قبيل منتصف الليل بدأت العائلات بالانصراف تدريجياً من المنزل ، والجميع يودعون عمر وأهله و يدعون الله أن ييسر له حياته ، وحينما هم عمر بالدخول إلى المنزل بعد أن انتهى من توديع أصدقاؤه ناداه جده خميس : عمر..تعال يا ولدي الشيخ " سالم " يريدك..
اتجه عمر نحو السيارة التي وقف بجنبها جده والشيخ وبعد السلام قال له الشيخ :
- عمر ..أنت تعرف بأنك بمثابة ولدي وأنا أعرف بأنك مشرف الحين على حياة جديدة وأنت بحاجة إلى عمل ، فإذا ما احتجت إلى أي مساعدة فلا تتردد واطلبها مني في أي وقت
عمر : ما تقصر عمي ..مشكور
الشيخ : إذن أنا استأذن ومشكورين على الدعوة ، وعسى الله يوفقك..
وحينما انطلق الشيخ قال الوالد " خميس " لحفيده :
سبحان الله كيف يعزك الرجال..رغم مقتل أخوه بالأمس إلا أنه رفض إلا أن يزورك ..
عمر : ما يقصر.. وإن شاء الله باكر بروح سبلة البلد حتى أعزي عائلته.
ودخلت العائلة الفرحة نحو المنزل ليناموا ما عدى الجدة التي انهمكت في ترتيب البيت وتنظيفه بهمة و نشاط لا يناسبان من في عمرها !!
****
يتبع >>>
  #6  
قديم 15/08/2006, 07:23 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
و نظراً لأن الأخبار تنتشر بسرعة في الحارات الصغيرة ، فقد صار " عمر " مشهوراً بين أقرانه و رجال حارته و أطفالها بأنه " العائد من أرض الإنجليز " وهو الشيء النادر في هذه الحارة الصغيرة ، بل في الحقيقة أن عمر هو الوحيد منها الذي ذهب ليدرس في الخارج!!
ومما لاحظه بعض مثقفي الحارة أن عمر عندما ذهب للدراسة في الخارج لم يعد من هناك خلال إجازات الصيف ولكنه استمر بالجلوس هناك ، وفي بداية الأمر ظهرت إشاعات كاذبة عن سبب هذا حتى وصل الأمر إلى القول بأنه تزوج من إنجليزية هناك!!
ولكن في نهاية الأمر توضح الأمر بأن " عمر " يعمل في شركة حاسب آلي مرموقة هناك ويدرس في نفس الوقت ، وأثناء إجازة الصيف يواصل " عمر " عمله ليكسب المال ..
ومن الأمور الذي صار الناس يتندر بها هو ما صار في دكان " أبو راشد " فمن عادة كبار سن الحارة أن يجتمعوا هناك بعض صلاة العشاء ليدردشوا مع بعضهم اليوم وفي أحد الأيام جاءت سيرة عمر على ألسنتهم فقال الوالد " حميد ":
عمر هذا ولد مجتهد ، فرغم أنه يتيم وظروفه صعبة إلا أنه نجح وذهب إلى بلاد العنجليز ( الإنجليز ) وأتى من هناك بأحسن وأفضل الشهادات العلمية..
الوالد عبد الله : اسمها بريطانيا .. بس لحد الحين هو ما اشتغل ؟؟
فرد أبو راشد بكل جدية : إذا معه أحسن الشهادات فليأت ليعمل عندي في الدكان بدلاً عن هذا الهندي الذي لا يفقه شيئاً وأنا مستعد أن أعطيه 100 ريال بدلاً عن 60
فانفجر القوم ضاحكين قبل أن يُفِهموا " أبو راشد " بأن " عمر " بشهاداته العلمية يستطيع أن يشتغل في وظائف مرموقة ويكسب راتب قد يصل لفوق الألف ريال عماني ولكن المسألة مسألة وقت ليس إلا..
يتبع >>>
------
ولم نر سوى رد واحد حتى الآن!!
  #7  
قديم 15/08/2006, 10:43 PM
ابتسامة ابتسامة غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 14/07/2003
الإقامة: مسقط الفكر ..
المشاركات: 7,697
أتابع ..
  #8  
قديم 16/08/2006, 02:04 AM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
شكرا لك أختي ابتسامة على تسجيل متابعتك وأرجوا أن أرى رأيك في القريب العاجل
---------
إنتحار الحاجة !!
كانت الليلة ليست كبقية ليالي بيت الشيخ " حمود " ، فالبيت نهاراً صار يضج بالنساء المعزيات ويمتد هذا الأمر حتى قبيل الساعة العاشرة ، حيث يخلوا البيت إلا من الحاجة " حسينة " وابنها " محمود " وزوجته " أمل " وابنهما الصغير " حسن "..
وفي ثالث أيام العزاء اجتمع هؤلاء للعشاء كعادتهم الجديدة صامتين قليلاً ما يتحدثون ، ولا يقطع صوتهم سوى صوت بكاء حسن بين فينة أو أخرى كأنما يستنكر هذا الصمت القاتل ، أو كأنه بدأ يحس بنقص أفراد العائلة فرداً واحدا..
وعلى غير العادة ألقت الحاجة سؤالاً على ابنها الوحيد :
- هل أمسكوا بقاتل أبيك؟
توقف " محمود " عن الأكل ولكنه لم يرفع رأسه ليجيب:
- كلا ..لم يملكوا دليلاً دامغاً ضد من أمسكوهم فأطلقوا سراحهم
وكأن الخبر كان على غير ما تتوقعه الحاجة ، قامت صامتة ً عن عشاؤها ، و راحت إلى غرفتها في الطابق الثاني ، لتكفكف دمعها ،و لتبث همومها إلى كتاب الله كما تعودت..
وفي الأسفل واصل الزوجان عشاؤهما ، وبعدها قامت " أمل " لتغسل الصحون بينما حمل الزوج " حسن " وراح يداعبه ليبث الضحك في نفس طفله وهو نفسه في أمس الحاجة لبسمة على وجهه ، ومن ثم اتجه نحو زوجته في المطبخ وقال لها :
- ما رأيك أن تذهبي لتسلي عن أمي قليلاً ..إني أراها حزينة جداً
- بل اذهب أنت..لقد ازداد حزنها منذ علمت أنك ستذهب لمركز الشرطة غداً وتخاف أن...
وصمتت الزوجة وكفكفت دمعتها وواصلت غسل الصحون..
ووافقها زوجها بصمت ، فترك " حسن " في الصالة ، واتجه نحو السلم ليصعد إلى الطابق الثاني ، حينما سمع صوت صراخ ثم صوت اصطدام شديد خارج المنزل ، فركض هلعاً نحو الباب الخارجي وتلته زوجته وهي تصرخ :
- ماذا حدث؟؟ ماذا هناك؟؟

****

كان المحقق " مازن " نائماً في منزله ، عندما ورده الإتصال الذي أيقظه وحمل سماعة التلفون قائلاً :
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وعليكم السلام ، سيدي هل أنت نائم؟؟
- نعم يا أحمد ، أنت تعرف أنني عائدٌ لتوي من مسقط وأنا مرهق جداً...ماذا هناك؟
- سيدي لقد وقعت جريمة قتل أخرى..
كان هذا كافياً ليطرد النوم من جفون محققنا ، ولينهض بسرعة من السرير وهو يقول :
- ماذا؟؟..أين؟؟
- في منزل المرحوم الشيخ " حمود " ..والضحية هي أرملته هذه المرة.
- نلتقي هناك..
أغلق " مازن " السماعة بسرعة وراح ليرتدي ثيابه ، وانطلق بسيارته نحو المنزل المقصود ، ليصله بعد خمس دقائق قضاها في التفكير في دوافع الجريمة ، وهل سلسلة الجرائم هذه المقصود منها الإنتقام من كافة أفراد العائلة ؟ أم الحصول على نصيب من الإرث؟..لقد استبعد فوراً فكرة الإنتقام الشخصي من الشيخ لأن قتل النساء هو عار بالنسبة لأفراد الحارة ، وما للشيخ من عداوات خارج الحارة ، بل إن عداوة الشيخ مع بقية المشايخ والرجال لم تكن جدية إلى التفكير بإيذائه فما بالك بقتله؟؟
ومسألة الحصول على فوائد مادية أو الإرث تحصل المشتبه بهم تقريباً في إبنه وشقيق الحاجة حسينة وربما زوجتيهما..
ولكن عندما وصل " مازن " طرد كل هذه الأمور من عقله وقرر التركيز على الجريمة الحالية ، التي وقعت بالأربعاء أي بعد يومين من جريمة الإثنين!!

هذه المرة لم يكن هناك عدد كبير من الناس ، واستطاع " مازن " أن يلقي نظرة أخيرة على جثة المرأة القتيلة قبل أن يحملها الإسعاف ، والتي تهشم رأسها تماماً ، وتبدوا آثار الرضوض واضحة على معظم أنحاء جسدها الهزيل ، والتفت " مازن " نحو المحقق " أحمد " وسأله :
- ما هو تقريرك عن الحادثة؟
- يبدوا أنها محاولة إنتحار سيدي ، لقد قفزت الضحية من شرفة المنزل لتقع هنا..
توجه " مازن " نحو المكان الذي أشار إليه زميله ليرى مخططاً لصورة الجثة وقت سقوطها وبجنبه تقبع نظارة الضحية المتهشمة ، ومن ثم نظر إلى الشرفة التي من المفروض أن تكون الضحية قد وقعت منها ، ولكن يبدوا بأن النظر من أسفل لم يكفه ، فشجرة " الأمباة " الطويلة والتي زرعت تحت الشرفة تغطي ببعض غصونها الغليظة جزءاً من المنظر ، فأشار لعدة محققين بأن يتبعوه للدخول إلى غرفة الضحية ، وفي الطريق إلى هناك استفسر عن أفراد المنزل فأخبر بأن "أمل" فقدت وعيها مباشرةً ونقلت إلى المستشفى وأن " حمود " أصر على مرافقتها قبل الذهاب لمركز الشرطة ، وأن ابنهما مع إحدى أخوات " أمل " ..
كان باب الغرفة مقفولاً بالمفتاح من الداخل ،مما اضطر رجال الشرطة لكسره للدخول ،ونظر " مازن " إلى الغرفة التي لم تكن بالأبهة والفخامة التي تصورها ، فهي تكاد أن تفتقر إلى أبسط حاجيات القرن الحادي والعشرين ، فهناك خزانة خشبية قديمة ، وفي جوارها سرير يبدوا أنه لم يعد يصنع مثله ، وفي المقابل هناك طاولة صغيرة توجد عليه بعض الأوراق والتي أمر " مازن" بفحصها لعلها تحوي رسالة انتحار ، وعلى الأرض هناك سجادة فارسية تبدوا كأنها أثمن ما يوجد في الغرفة ، وعليها كرسي خشبي صغير وضع عليه قرآن كريم مفتوح على سورة يس. ولعل السبب في بساطة الغرفة هو أن المرأة العجوز قد قضت نصيبها من الحياة ولم يبق لها إلا أن تعيش كناسك زاهدٍ في الحياة..
****
يتبع >>>
  #9  
قديم 16/08/2006, 02:08 AM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
أتمنى من كل شخص يقرأ الموضوع أن يضع رأيه بالقصة ، وأن يخمن الأحداث القادمة أو أن يحلل الأحداث السابقة ..
و لا بأس أن يخمن في اسم القاتل ..
وشكرا ،،
  #10  
قديم 16/08/2006, 08:49 AM
ADOOL ADOOL غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 26/08/2005
الإقامة: في النادي ... وين بعد ؟!
المشاركات: 914
متابع ........
  #11  
قديم 16/08/2006, 10:04 AM
جبّالي الغشيبة! جبّالي الغشيبة! غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 16/08/2005
الإقامة: بين أهل الحق والإستقامة
المشاركات: 2,566
قصة غاوية
لكن ما قرأتها كلها باقس جزئين
  #12  
قديم 16/08/2006, 02:47 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
شكرا عدول على المتابعة ، وياليت تعطي انطباعك الأولي عن القصة
وشكرا لك أيضاً أخ " جبالي " على رأيك .. والقصة ما زالت في بدايتها ، وأتمنى لو تخمن الأحداث القادمة أو تعطي رأياً في القصة
------
بعد فحص وتدقيق شديد للغرفة ولكامل البيت ، وبعد إغلاق التقرير على أساس أنها ليست سوى جريمة انتحار بعد يأس المرأة فيما يبدوا من الحياة بعد زوجها ، و رغم شكوك العديد من المحققين في صحة هذا الأمر خصوصاً من كان يعرف " الحاجة حسينة " حق المعرفة ، فهي امرأة شديدة الصبر والإيمان ، ويحكي البعض أنها منذ ما يقارب عشر سنين – أي عندما كانت في الخمسينيات تقريباً – تلقت خبر وفاة والدها مع أربعة من إخوتها في حادث سيارة فكانت أكثر أفراد العائلة المنكوبة تماسكاً ، بل جزم البعض أن زوجها المرحوم " حمود " كان أكثر تأثراً منها بوفاة صهره العزيز !!
و قبل أن يعود كبير المحققين الضابط " مازن " لمنزله تلقى بلاغاً بوجود إجتماع طارئ في مركز الشرطة بخصوص سلسلة الجرائم التي تحصل بالحارة ، فاتجه من فوره لمركز الشرطة ومن ثم لمكتب رئيس المركز حيث كان هناك مع أحد مبعوثي القيادة العامة للشرطة بالمنطقة وعدداً من زملائه المحققين ، وكان من الواضح أن الهدف من الإجتماع هو التضايق الشديد من الجرائم المتكررة وفشل الشرطة في إلقاء القبض على المجرمين.
وفي أثناء الإجتماع وبعد كلمة الضابط القادم من القيادة العامة عن الضغوط التي تواجهها القيادة وإحتمال تغيير بعض الضباط واتهام البعض بالتقصير وعن ضرورة إمساك المجرمين بسرعة وجه رئيس المركز سؤالاً لمازن:
- من تعتقد القاتل ؟؟ وما هي الدوافع المحتملة؟؟
وكأن مازن كان ينتظر هذا السؤال منذ فترة :
- بصراحة يمكننا إزالة إحتمال الثأر الشخصي من المرحوم " حمود " لأن جميع المتهمين يملكون دليلاً يثبت تواجدهم في مكان آخر وقت وقوع الجريمة الأخرى ، ويمكننا طرح إحتمال " القتل من أجل الحصول على الإرث " فهو الإحتمال الأقوى بعد مقتل الحاجة..
قاطعه المحقق أحمد : ولكن يا سيدي ، الحاجة انتحرت ولا يمكن ورود إحتمال قتلها لوجود الإبن وزوجته في نفس المنزل !!
الضابط المبعوث : ولكن ألا يمكن أن يكون الإبن والزوجة متواطئان في هذه الجريمة وذلك من أجل الحصول على الإرث؟؟
المحقق مازن : شيء وارد وبقوة خصوصاً أنهما كانا معاً وقت حصول الجريمة الأولى ، ولكن...
قائد المركز : ماذا هناك؟؟
مازن : لا يمكن أن تكون جريمة قتل قد حدثت ، خصوصاً وأن الباب قد قفل من داخل الغرفة ، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يدخل الغرفة ليقتل الحاجة!!
المحقق خلفان : من رأيي أن نضغط على " محمود " و زوجته فربما يعترفان نظراً لأنهما المستفيدان الأكثر من الحادثة..
قائد المركز : صحيح ، إذن يجب التحقيق مع " محمود " فوراً ، ويتم التحقيق مع زوجته في المستشفى من قبل أفراد الشرطة النسائية.
وهكذا انتهى الإجتماع وذهب كل واحد بشأنه ..
واعتقد الجميع أنهم ألقوا القبض على القتلة ..
إلا فرداً واحداً..
المحقق مازن..
يتبع >>>
  #13  
قديم 16/08/2006, 02:56 PM
جبّالي الغشيبة! جبّالي الغشيبة! غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 16/08/2005
الإقامة: بين أهل الحق والإستقامة
المشاركات: 2,566
القصة رائعة جدا
اعتقد ان القاتل محمود حسب يشل الورث
  #14  
قديم 16/08/2006, 08:24 PM
ADOOL ADOOL غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 26/08/2005
الإقامة: في النادي ... وين بعد ؟!
المشاركات: 914
سرد جميل ومشوق للأحداث ..........
  #15  
قديم 16/08/2006, 08:57 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
شكرا " جبالي " على رأيك ..وشكرا على تخمينك وبصراحة بعدني ما اعرف القاتل
" عدول "...شكرا لك وأتمنى أن تخمن الأحداث القادمة أو تبدي تساؤلاً ما يساعد في تحليل الأحداث التي حدثت ..
شكرا لكم من كل قلبي ..
----------
****

كانت الساعة الحادية عشر صباحاً من يوم الخميس ، أي اليوم التالي من حدوث الجريمة ، عندما خرج " مازن " من غرفة التحقيق مع " محمود " ، لقد كانت الأدلة لا تكفي لاتهام الرجل ، وقد استغل محامي " محمود " ذلك تماماً ، وفي النهاية اضطرت الشرطة إلى إبلاغه بأنه سيطلق سراحه بكفالة بعد عدة ساعات وسيتم تحديد موعد لمثوله أمام المحكمة فيما بعد إن اضطرت الشرطة لاتهامه ، ولم يكد " مازن " يصل لمكتبه حتى لمح من بعيد شخصاً يعرفه جيداً ..." عمر" .. فاتجه " مازن " نحو رفيق الطفولة وكان اللقاء حاراً بينهما وتعانقا وسط نظرات رجال الشرطة المستغربة وخصوصاً لمن لا يعرف علاقتهما الوثيقة منذ زمن بعيد ، وبعد السلام والسؤال عن الأخبار ، سأل " مازن" زميله :
- خير إن شاء الله ...ماذا هناك؟؟
- لا شيء يا صديقي ، ولكني سمعت بأن " محمود " ممسوك هنا فجئت لأطمأن عليه ولأعزيه بوفاة والدته فقد أتيت قبل قليل من مسقط ..ما هي أحواله الآن؟؟
طأطأ مازن برأسه وهو يقول :
- للأسف .. كل شيء ضده وسيتم محاكمته فيما يبدوا..
وفي محاولة واضحة منه لتغيير مجرى الموضوع أكمل مازن:
- وهل حصلت على عمل حتى الآن؟
أجابه عمر :
- لقد سلمت أوراقي بالأمس لشركة " تنمية نفط عمان" من أجل الحصول على وظيفة فيها ، وكان من المفروض أن أذهب لتسلم أوراق قبولي وتحديد موعد المقابلة اليوم ولكني آثرت العودة للبلد بعدما سمعت بالحادث المؤسف وانتحار الحاجة " حسينة " .. على العموم هل يمكنني أن ألاقي "محمود " الآن؟؟
- نعم..بالتأكيد ..تفضل من هنا
و دله " مازن " على الغرفة التي يوجد فيها " محمود " وأشار للشرطي الواقف بجنب الباب أن يسمح له بالدخول ليرى " محمود "..
وبينما هو مرة أخرى يحاول العودة لمكتبه رأى شخصاً غريباً يبدوا أنه ليس من أهل الولاية فاتجه إليه يسأله:
- هل من خدمة أستطيع أن أقدمها لك سيدي؟
أجاب الرجل باحترام واضح :
- نعم..أنا صديق " عمر " وقد دخل قبل قليل إلى هنا ليبحث عن صديق له بينما كنت ذاهباً إلى دورة المياه..أين يمكنني أن أجده؟
- أهلا بك ..أنا " مازن " صديق " عمر " أيضاً يمكنك انتظاره في مكتبي فهو مشغول حالياً..تفضل
ودخل الرجلان إلى مكتب مازن الذي قال:
- لم أتعرف على اسمك بعد!!
- وليد .. من مسقط وقد أتيت اليوم لمقابلة " عمر " ولكن كما سمعت منه فإن جرائم قتل عديدة حصلت في الفترة الأخيرة بالحارة!!
- نعم... هذا صحيح منذ يوم الإثنين تحديداً
ولكن بسرعة قام " مازن " بتحويل مسار الموضوع ليستفسر عن " وليد " وعمله ودراسته ببريطانيا..
****
كان " محمود " داخل الغرفة التي يحتجز بها في حالة نفسية شديدة ، فهاهو يفقد والديه في إسبوع واحد ، وذلك يهون بمقارنة أنه اتهم بقتلهما !!
وعندما فتح الباب رفع رأسه لينظر من القادم فقد كان يتوقع محاميه أو أحد الضباط ليطلق سراحه ويعلن له عن موعد محاكمته..
ولكنه فوجئ عندما دخل صديقه " عمر "..
إنها المرة الثانية التي يراه فيها منذ عودته ، مرة في العزاء وهذه الأخرى ، وتعانق الصديقان و قدم عمر تعازيه ..
وقبل أن يكمل حديثه انهار " محمود " وجلس بسرعة على كرسيه يبكي قائلاً :
- لقد فقدت والدي يا " عمر " ..في إسبوع واحد..يا إلهي
وحينما رفع رأسه متوقعاً عيوناً تملأها الدموع والشفقة فوجئ ببرود وجه عمر وهو يقول له :
- أنا فقدتهما في يوم واحد !!
لم يحر " محمود " جوابا ، ولا قولاً ، فراح يقول :
- ما ذنبهما؟؟ ..يا إلهي من الذي يجرأ أن يقتلهما ..أي نفسية هذه التي يمتلكها القاتل؟؟
ولكن " عمر " أجابه بهدوء :
- لم يقتل أحداً والدتك...لقد انتحرت..
رفع " محمود " رأسه مستغرباً ومندهشاً ليرى وجه "عمر " الجامد وقال:
- ولكن..مالذي تقوله..من المستحيل..
- وربما يكون أباك قد انتحر أيضاً فالسكين وجدت جنبه ولم يحملها القاتل المزعوم معه !!
إشتاط " محمود " غضباً هذه المرة وقام بسرعة وهو يضرب " عمر " في وجهه بقوة أطاحت بالأخير أرضاً ، وصرخ " عمر " :
- أيها الحقيــر..أقسم أنك أنت القاتل ..أيها..
ولكنه لم يكمل كلامه فقد ركض عدة رجال من الشرطة ليمسكوه وصفدوا يديه بالأغلال وهو يصرخ ، فرد عمر هادئاً :
- أنا لم أكن بالحارة في وقت حدوث الجريمتين يا هذا !!
وخرج من الغرفة بهدوء شديد ..
وخرج من مركز الشرطة مع صديقه " وليد " وكأنه لم يقل أي شيءٍ خطأ..

يتبع >>>
  #16  
قديم 17/08/2006, 02:19 AM
صورة عضوية سيباوي
سيباوي سيباوي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/12/1999
الإقامة: الســــــــــــــــــــيب
المشاركات: 438
جميل ..
  #17  
قديم 17/08/2006, 04:19 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
أهلا بك أخ سيباوي في جملة المتابعين
أتمنى لك قضاء وقت ممتع معنا...
-------------
الضربة الثالثة
خرج " محمود " من مركز الشرطة ، ولم يكن يعرف ماذا يفعل ، فقد حظر عليه زيارة زوجته في المنزل ، وأهل الحارة وإن كانوا عاملوه بلطف لدى استقباله ولكنه كان يرى في أعينهم تلك النظرات ، ويقرأ في عقولهم تلك الشكوك ، كانت ألسنتهم تسلم عليه وتحمد الله على سلامته ونظراتهم تقول " انظروا ها هو قاتل أبيه من أجل المال"..أم كان يتخيل هذا؟؟
لا أحد يدري ..فكل شيء جائز
فلابد أن يشك أحد به من أهل القرية ..ولا بد أن يبرأه أحدهم أيضاً..
لقد أُطلق سراحه قبل صلاة العشاء بقليل ، وهاهي الساعة تقارب الساعة الثانية عشرة ليلاً ولم يستطع أن ينام..
إنه يشعر برغبة شديدة في أن يرى منزل والديه!!
من يدري؟؟ لعلها المرة الأخيرة التي يرى المنزل فيها..
ولكن ماذا لو كان مراقباً؟؟
ماذا لو شكت الشرطة في أنه ذهب ليمسح دليلاً من هناك؟؟
ولكن كلا..
لقد علم من عمه " سالم " أنه أمضى الصباح هناك قبل أن يزوره في مركز الشرطة ثم يذهب لمسقط بسبب أعماله ..إذن فالشرطة انتهت من فحص المكان!!
وأخيراً حسم موقفه مقرراً الذهاب إلى المنزل وليكن ما يكون..
..
وبعدما وصل أمام المنزل تمنى أنه لم يأت!!
لقد كان شكل المنزل من الخارج موحشاً ، ومصابيحه التي لم تطفأ في يومٍ من الأيام لم يشتغل أحدها اليوم!!
فتح الباب بمفتاحه ، ودخل..
كان المكان مظلماً ، وقبل أن يفتح الضوء سمع صوت سقوط شيءٍ ما وصوت أقدامٍ تركض..
وصرخ: من هناك؟؟
ومد يده ليفتح الضوء ، وأدار رأسه نحو الصالة العريضة وصرخ :
- ماذا تفعلون هنا؟؟
جاء صوت غليظ ليقول :
- لقد رآنا ..
وقبل أن يأتي بأي حركة كانت مزهرية خشبية تهشمت فوق رأسه ، ليسقط مضرجاً بدمائه..
و لفظ الروح وهو يستمع لصوت الأقدام تركض مبتعدة..
يتبع >>>
  #18  
قديم 17/08/2006, 05:33 PM
جبّالي الغشيبة! جبّالي الغشيبة! غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 16/08/2005
الإقامة: بين أهل الحق والإستقامة
المشاركات: 2,566
يوم تخلص القصة
خبرني
  #19  
قديم 17/08/2006, 09:45 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
أخي " جبالي " أعصابك ..شوي شوي
التشويق من أهم عناصر القصة وأنا أنزلها هنا على شكل أجزاء حتى تتوقعوا الأحداث القادمة وتشعروا بالتشويق ..
أتمنى أن تواصل المتابعة..
وأنتظر آراء البقية..
-----------------
عمر تحت التحقيق
كانت الساعة العاشرة صباحاً عندما طرق الوالد " خميس " باب غرفة حفيده " عمر " ولما لم يسمع أي رد فتح الباب ليجد حفيده نائماً فراح يوقظه :
- عمر ..عمر
وتململ الشاب وهو يقول :
- ماذا هناك يا جدي؟؟
- الشرطة تريدك.
قالها الجد وهو يبلع ريقه ، وخرج من الغرفة بدون أن ينبس بأي كلمة ، في حين قفز " عمر " من السرير وهرع نحو الباب حيث وجد عدد من رجال الشرطة ، وحاول فوراً أن يبحث عن " مازن " ولكن قبل أن يتكلم بكلمة جاءه المحقق " أحمد " ليقول له :
- عمر.. نريدك في مركز الشرطة للتحقيق في جريمة قتل " محمود" ابن الشيخ " حمود "
وبكل دهشة واستغراب صرخ " عمر " :
- ماذا؟؟!! " محمود"!! ...ولكن متى؟؟
ولم يسمع جواباً من الشرطة ولكنه ما أن أتم عبارته حتى سمع جدته تبكي بصوت منخفض والتفت نحو صوت البكاء ليجد جده يهدئها ويطمئنها ، فالتفت " عمر " مرة أخرى وقال للشرطة :
- حسناً سألبس ثيابي وسآتي معكم
واتجه لداخل المنزل دون أن ينتظر رداً من أحد ..
وخلال نصف ساعة كان يجلس وحيداً في إحدى غرف مركز الشرطة بالمدينة ينتظر المحققين، ولم يطل انتظاره أكثر من دقيقتين عندما دخل إليه المحققَين " مازن " و " أحمد " وبدئا التحقيق معه ..
مازن : بالأمس كنت هنا وتشاجرت مع " محمود " ، صحيح؟؟
عمر : نعم هذا صحيح
أحمد : لأي سبب تشاجرت معه؟
عمر : لقد غضب عندما قلت له بأنه يوجد احتمال بأن والديه انتحرا ولم يُقتلا!!
قال مازن وهو يلف حول الطاولة حتى وصل خلف " عمر " ووضع يده على كتف الأخير :
- ولم قلت له هذا وأنت تعرف حالته النفسية؟؟
ورغم أن السؤال لا يبدوا إستفزازياً إلا أن " عمر " أجاب عنه بصورة عصبية واضحة :
- لقد كان يبكي كأنه الوحيد الذي فقد والديه ، لقد أثارني!!
ثم صمت وأخذ ينظر حوله بذهول قبل أن ينكس رأسه وهو يقول :
- وأنا أيضاً فقدت والدي في يوم واحد وفي حادث سيارة
صمت المحققين وكأنهما لم يتوقعا أن يصل النقاش إلى هذه النقطة ، ولكن " أحمد " ما لبث أن استعاد رباطة جأشه وهو يسأل " عمر " :
- أين كنت عند الساعة الثانية عشر ليلة الأمس؟؟
- عند أصدقائي : سعيد ، خالد ، و سليمان وبإمكانكم سؤالهم
كان " مازن " سارحاً تقريباً ولكنه ما لبث أن تكلم أخيراً ليسأل :
- أنت قلت أن الضحيتين الأوليتين يمكن أن يكونا قد قتلا أنفسيهما ، كيف تفسر ذلك؟؟
- بشكل بسيط ، المرحوم " حمود " طعن نفسه في صدره ولذلك لم تختف السكين ، والحاجة " حسينة " ألقت بنفسها من النافذة ، أي في الحالة الأولى كان يمكن أن تكون جريمة قتل أو انتحار لكن في الثانية لا!!
مازن : ولكن شخصيات الضحايا لا تؤيد نظريتك ، وكذلك فإن السكين التي قُتل بها "محمود" لم توجد بجانبه!!
لم يبدوا " عمر " مهتماً بتحطيم نظريته وهو يقول :
- حسناً ولكن لا يمكنكم إثبات أي شيء ضدي فلا يوجد بيني وبين الضحايا أي عداوة ، ثم أنني كنت في وقت الجريمة الأولى خارج البلاد ، وفي الثانية كنت بمسقط!!
مازن : حسناً يمكنك الذهاب الآن ، ولكن لا يسمح لك بمغادرة المدينة دون إذن من المركز.
كان " مازن " يفكر بعمق شديد عندما خرج من الغرفة ، وأمر الشرطة بالسماح لـ " عمر " بالخروج وذلك لعدم وجود أدلة قوية واتجه مباشرة إلى المكتب..
يتبع >>>
  #20  
قديم 18/08/2006, 03:43 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
نواصل معكم ...
---------
لا يوجد قاتل
كان اليوم هو اليوم الأكثر الذي بانت فيه تأثيرات جرائم القتل على مجتمع الحارة الصغير ، فما أن انتهت صلاة العصر وانتهى دعاء الإمام وبدأ الناس بالخروج حتى انعزل الشيخ " سالم " شقيق الشيخ " حمود "
بـ " أبو راشد " والد " أمل " زوجة القتيل " محمود " وصاحب الدكان ، وبدأ حوارهما والذي بدا عادياً في بادئ ذي الأمر حتى ارتفع صوت الشيخ " سالم " فجأة عالياً وهو يصرخ :
- أنا ما يهمني إذا بنتك أرملة أو لا..أنا أريد فلوسي ونصيبي من الإرث ، فهمت؟
- ولكن يا رجال ما ينفع بهذي الطريقة ، البنت ما كملت عدتها و أنت ما محرم لها
ولكن الشيخ " سالم " اتجه صوب سيارته وهو يصرخ : محرم .. ما محرم ..أنا ما يهمني ..بس أريد ابتعد عن هذي الحارة الملعونة وآخذ فلوسي اليوم قبل باكر..
وسرعان ما ركب السيارة واتجه مبتعداً..
كان الشيخ " سالم " مثقلاً بديون كثيرة ، وعليه مطالبات عديدة في المحاكم وموت شقيقه وزوجته ومن ثم ابنهما يزيد نصيبه في الإرث كثيراً..
ورغم المغالطات الشرعية ومخالفة التقاليد باجتماعه مع " أمل " زوجة ابن شقيقه ولكنه كان مصراً على ذلك ، فقد سمع عن إشاعات أن " محمود" كتب لها عدة شركات ومزارع باسمها وهو ما سيقلل بالتالي من نصيبه في الإرث ، وكان ينوي الضغط على " أمل " حتى تنكر وجود ممتلكات باسمها ، وكان واثقاً من أنه يستطيع ذلك فهو يعرف عدة أسرار عنها ، بل ويستطيع إثبات خيانتها لزوجها وأنها كانت تحب أحد شبان الحارة قبل زواجها..
ولكنه لم يطل التفكير والتريث في الأمر فرفع سماعة التلفون واتصل بتلفون " أمل " النقال:
- السلام عليكم ، أمل؟
- وعليكم السلام ...أ...من..كيف؟؟..
كان واضحا مدى توتر "أمل " في التلفون وعدم توقعها المكالمة ، وفي نفس الوقت خف الضجيج الذي يسمعه من طرفها والناتج عن أصوات النساء بين باكيةٍ ونائحةٍ ومعزية ..
- سمعي يا أمل ..ما بكرر كلامي ..أنا لازم ألاقيك اليوم..
- ولكن يا سالم..
- أنتي تعرفي ويش بيحصل لو رفضتي.. اليوم الساعة الثامنة بالليل في بيت " محمود " ، قصدي بيتكم..تمام؟؟
طال الصمت من الطرف الآخر ثم ما لبثت " أمل " أن تكلمت :
- سألاقيك الساعة الثانية عشرة ..أنت تعرف أنه لا يُسمح لي بالخروج
- حسناً ولكن أحضري جميع ملكيات الأراضي والمزارع والشركات..
وأقفل " سالم " سماعته وهو يشعر بنشوة الإنتصار..
ها هو أخيراً سيحقق المجد الذي يصبوا إليه..
ومن يدري فقد يستطيع إقناع "أمل " أيضاً بالتنازل عن نصيبها من الإرث..
****
يتبع >>>>
  #21  
قديم 18/08/2006, 08:33 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
وصلنا للزيارة المائة للموضوع ولم نر سوى عدة ردود من الأخوة !!
أتمنى من البقية المشاركة بآرائهم..
----------
كان " مازن " يدخل مكتبه في الساعة الرابعة عصراً بعدما عاد من " مسقط " للإستفسار عن عدة معلومات تتعلق بشأن سلسلة الجرائم التي حدثت مؤخراً في الحارة ، وكان يفكر بأنه بدأ إسبوع جديد وهاهو يوم السبت يكاد يمضي ولم يتم اتهام شخص ما إتهاماً جدياً ، وإن كان واثقاً بأنه قد توصل هذه المرة لحل معظم القضية ، وكان هذا واضحاً لكل من يراه بأنه يبتسم لأول مرة منذ حصول الجرائم ، ولكنه ما كاد يجلس في مكتبه خمس دقائق حتى دخل عليه المحقق " أحمد " قائلاً:
- أين كنت يا رجل؟؟ لم تلفونك مغلق؟؟
- آه ..صحيح..لقد كنت ذاهباً للتأكد من عدة أمور في مسقط.. وتلفون النقال معطل...ماذا هناك؟؟
كانت اللهفة والتشويق واضحان على " أحمد " وهو يقول :
- لدي خبران سيء وآخر جيد ..بماذا أبدأ؟؟
أجاب مازن مبتسماً : بما أن الوضع سيء فابدأ بالخبر الجيد..
- لا ...سأبدأ بالخبر السيئ كما يحدث في الأفلام..
صمت قليلاً ونكس رأسه وهو يقول بدون لهفة هذه المرة :
- لقد حدثت جريمة أخرى وكان ضحيتها الشيخ " سالم "
بدت الصدمة واضحة على " مازن " وهو يقول :
- لا حول ولا قوة إلا بالله!! متى؟؟ وكيف؟؟
لم يجب " أحمد " على تساؤلاته وهو يقول :
- والخبر جيد هو أننا حللنا القضية..
هنا بدت اللهفة على وجه " مازن " وكان يبدوا مصدوماً أكثر من أن يكون فرحاً :
- ومن؟؟...من القاتل؟؟
هنا ابتسم " أحمد " وهو يقول :
- لا يوجد قاتل!!
انصدم " مازن " بالإجابة أكثر ، ولكنه سرعان ما تماسك نفسه وهو يقول :
- إذن لم تُحل القضية لأنه لا يمكن أن تكون كلها جرائم انتح..
ولم يكمل كلامه فقد قاطعه "أحمد " :
- بل يوجد قاتلة ..
- ماذا؟؟ كيف؟؟
****
مضت ربع ساعة على الحوار السابق ، وهذه المرة كان مازن يقرأ التقرير الذي أعدته الشرطة عن الجريمة التي حدثت ما يقارب الساعة الثانية عشر من ليلة الجمعة ، فقد جاء في التقرير أن امرأة من أقارب " محمود " عُهد إليها متابعة أمور المنزل الغائب أصحابه ، اكتشفت جثة الشيخ " سالم" صباحاً بينما كانت ذاهبة لسقي المزروعات وإطعام بعض الحيوانات الداجنة التي كان أفراد العائلة يربونها ، وفور وصول الشرطة والطبيب الشرعي تم تحديد ساعة الوفاة بالثانية عشر ليلاً ، وهذه المرة تم رفع بصمات " أمل " عن ملابس الضحية وبصمات عن بعض أوراق إثبات ملكية لعدة أراضي ومزارع وإن لم يكن توجد بصمات على السكين ، وهكذا تم إثبات التهمة على "أمل " التي أكدت أثناء التحقيق معها أنه كان بينها وبين الضحية موعد لمناقشة أمور ملكية بعض الأراضي ، وأنهما اتفقا على اللقاء بعيداً عن أعين الناس منعاً للحرج الشرعي خصوصاً وأنها ما زالت في عدتها بعد مقتل زوجها و" سالم " ليس محرماً لها ، فاتفقا على اللقاء في بيت زوجها " محمود " ، حيث أنها كانت تسكن في بيت والدها " أبو راشد " ، وقالت بأنها عندما ذهبت إلى البيت وجدت " سالم " مقتولاً ولم تستطع التصرف فقررت نقل الضحية في بادئ الأمر وعندما لم تستطع ذلك نظراً لثقل وزن الضحية ، عدلت عن الأمر وقررت الخروج من المنزل ونسيت في غمرة الصدمة والذهول أن تحمل أوراق الملكية..
لم يكن مازن مقتنعاً جداً بما جاء في التقرير فاستدعى المحقق "أحمد " مرة أخرى :
- أين كانت طعنة السكين هذه المرة؟؟
- في الصدر..
- وهل توجد آثار عراك في المكان؟؟
- لا ..
- والسكين؟؟
- لقد وجدت بجنب الضحية.. وقد أكد الطبيب أن الضحية مات من شدة النزيف وأنه بقي حياً بعد طعنه بما يقارب الربع ساعة..
- حسناً..شكرا لك
لقد كان " مازن " شديد الإستغراق عندما خرج " أحمد " وكان من الواضح أنه لم يقتنع بالنتيجة التي توصل إليها التحقيق ، وكأن هناك حلقة ناقصة في الموضوع ..
وقاطعه صوت طرق على باب المكتب ..
- تفضل
مازن : يا هلا ..أهلا فهد ..كيف الحال؟؟ تفضل واجلس..
كان الإرتباك واضحاً على فهد وهو يقول له : الحمد لله...هل يمكنني أن أطلب مساعدتك يا مازن؟؟
جلس مازن وهو يقول متمعناً في وجه زميله : تفضل
توتر فهد واضحاً ، وعجزه عن الكلام بصورة جيدة كان أوضح ، والعرق يتصبب من وجهه ولكن " مازن " لم يستعجله بل انتظره بكل هدوء حتى بدأ بالكلام :
- مازن ..أنت تعرف إني عاطل عن العمل وأني شاب والشيطان يلعب بعقول الشباب...



****
حينما توقفت سيارة مازن أمام منزل الشيخ " حمود " هرع إليه الشرطي المكلف بحراسة البيت وهو يصرخ في بادئ الأمر :
- لا يمكنك الوقوف هنا بدون ..
ولم يكمل عبارته عندما خرج " مازن " ولكنه أدى التحية وهو يقول :
- آسف سيدي كنت أظنك..
- لا بأس..أريد معاينة المكان
- تفضل..
وما هي إلا لحظات حتى أصبح المحقق داخل البيت الذي حدثت فيه الجريمة الأخيرة ، وكعادته صار يتمعن المكان ..
وبعدما تفحص الصالة التي جرت فيها عملية القتل ، ورأى آثار الدماء التي تفحصها بدقة ، ومن ثم خرج من المنزل و ودع الشرطي..
ركب " مازن " سيارته مبتعداً ، واتصل للمحقق " أحمد " ، وقال له بسرعة :
- اطلب من رئيس المركز أن يعمل إجتماعاً عاجلاً في المركز بعد ساعة واحدة واطلب منه أن يستدعي جميع الأشخاص التالية أسماؤهم ...
يتبع >>>
  #22  
قديم 19/08/2006, 05:38 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
الجزء الأخير من القصة..
----
اللقاء الأخير
عندما دخل " مازن " قاعة الإجتماعات كانت ممتلئة بالأشخاص الذين بدا عليهم الملل وهم ينتظرونه منذ ما يقارب الربع ساعة أو تزيد فسلم على الجميع دون أن يترك لهم فرصةً للإنتقاد وقال بسرعة :
- اسمحوا لي تأخري أيها الأخوة والآباء ، فقد تأخرت في إجراء بعض المعاملات التي تسهم في حل القضية..
ارتفع صوت علي ابن الشيخ سالم وهو يقول :
- أي قضية؟؟.. القاتلة معروفة
- ستعرف مقصدي لو استمعت لي للحظات التالية ..
وأطال النظر للحضور ليتأكد من حضور الكل ، واطمأن من ذلك فرئيس المركز موجود والمحققين كذلك ، وعلي ابن الشيخ سالم ، وأبو راشد ، وعمر ، والوالد " خميس " كذلك..
- حسناً..سأبدأ بتحليل القضايا واحدة تلو الأخرى ، فالجريمة الأولى جريمة مقتل الشيخ " حمود " تمت في المزرعة ومن الواضح أنها حدثت بدقة تامة وتخطيط ذكي فلم يترك القاتل أي دليل على وجوده ولم يكن هناك من آثار عراك مما يدل على أن القاتل معروف من الشيخ " حمود "..
صمت قليلاً وهو يتأمل وجوه المستمعين إليه والمتشوقين لسماع كامل حديثه ، فلم يطل صمته حيث أكمل :
- ولو استبعدنا أعداء الشيخ نظراً للجرائم التي تلت ذلك ، وكذلك نتيجة أن الشيخ لم يكن له أعداء شديدو الخصومة بحيث يتمنون مقتله بل هي مجرد خلافات على السلطة توجد في كل حارة ، ونظراً لأن الإنتقام الدموي طال معظم أفراد عائلته ..
ومن ثم جاءت الجريمة الأخرى بمقتل الحاجة " حسينة "..
قاطعه " أبو راشد " ليقول : ولكن الحادثة فُسرت على أنها انتحار!!
- أرجوا أن لا يقاطعني أحد ..نعم هكذا أراد القاتل أن تبدوا القضية ولكن هناك عدة أمور تدل على عكس ذلك فنظارة الضحية وجدت بجانبها في الأرض ، والكل يعلم أن المنتحرين لا يحتاجون لناظرتهم لينتحروا!!
ومن ناحية أخرى فالباب قُفل من الداخل ، ونضيف إلى ذلك القرآن المفتوح وعدم وجود رسالة انتحار رغم إجادة الضحية للقراءة والكتابة ، ليكون معنا التحليل أكثر منطقية نقول بأن السيدة شدها منظر ما على الشرفة وربما كان ظهور قاتلها الذي تسلق أغصان " الأمباة " إلى هناك ، وحينما اقتربت منه وهي تلبس نظارتها قام بشدها وألقاها على الأرض ومن ثم تسلق هو نزولاً من الأمباة وابتعد في أشجار المزرعة القريبة وهو يدرك أن الجميع سينشغل بمحاولة إنقاذ الضحية والإنشغال بها وكذلك الإتصال بالشرطة .. وسننتقل لجريمة قتل الشيخ " سالم "..
قاطعه هذه المرة المحقق " أحمد " :
- ولكن ماذا عن جريمة قتل " محمود " ابن الشيخ " حمود "؟؟
لوح " مازن " بيديه وهو يقول :
- سنتكلم عنها لاحقاً فهي الجريمة التي أخرت إكتشاف القاتل وفي نفس الوقت ساعدتنا في الشك فيه !!
و عاد لينظر نحو الجميع قبل أن يكمل :
- إن جريمة الشيخ " سالم " هي الجريمة الأخيرة في سلسة جرائم القتل هذه ، وكان الهدف فيها تقريباً بالإضافة للإنتقام هو إلقاء التهمة على شخص آخر ، ولعلكم عرفتم من أقصد..السيدة " أمل " أرملة " محمود " ، هذه الجريمة حدثت بشكل غامض ، فكيف عرف القاتل أن الإثنان سيلتقيان؟ وكيف عرف متى وأين؟ ..ففي البداية افترضت بأنه تبع القتيل ..أقصد " الشيخ " سالم ولكني استبعدت الإحتمال فمن المستبعد أن لا ينتبه الشيخ لمن يتبعه في منتصف الليل في حارة يعتبر أهلها الخروج بعد الساعة العاشرة أمراً مستهجناً!!
إذن لا بد أن القاتل كان مع أحدهما ، وبالطبع نحن سنستبعد أن يكون قد أتى مع " أمل " لأن ..
هنا تكلم رئيس المركز :
- ولكن لماذا نستبعد بالأساس أن تكون " أمل " هي القاتلة في هذه الجريمة وما قبلها ؟؟!!
- حسناً..الأمر بسيط فلو كانت "أمل" هي القاتلة لاضطررنا لتوريط زوجها المرحوم " محمود " معها فهي كانت معه في الجريمتين الأوليتين ، وفي الحقيقة كنت أشك في أنهما شكلا ثنائياً قاتلاً ولكني استبعدت هذا الإحتمال لعدم وجود الدافع أولاً ، وثانياً في الجريمة الأخيرة كان المقصد منها وضع "أمل" تحت دائرة القاتل وساعده في ذلك إرتباك " أمل" بعد وصولها لمسرح الجريمة ورؤيتها لجثة الشيخ " سالم " ، ولكن ذلك الإرباك ساعد في تبرئتها فهي لو كانت تنوي قتل الشيخ " سالم " لما حملت أوراق الملكية أصلاً ناهيك عن نسيانها وترك الكثير من البصمات في الموقع على عكس الجريمتين الأولى والثانية !!
اسمحوا لي بأن أحصل عدة نقاط مشتركة بين الجرائم الثلاث السابقة فكل الجرائم السابقة : كانت تحتمل إمكانية الإنتحار ، ووجد السلاح المستخدم في القتل جنب الضحايا ، وكذلك عدم وجود آثار عراك في ساحات الجرائم ..
المحقق أحمد : هل يمكننا أن نعرف لماذا تجاهلت جريمة قتل " محمود "؟؟
- السبب بسيط للغاية ، فتلك الجريمة لم يكن مخططاً لها ، بل ولم ترتكب من نفس القاتل ، ولقد أثارت حيرتي الشديدة فأنا كنت بدأت أشك في القاتل وبعد حصولها كدت أستبعد القاتل لولا أنه كشف نفسه في الجريمة الثالثة و..
قاطعه علي : ولكن لم قُتل محمود إذن؟؟
- السبب أن المرحوم ذهب لبيت والده وقت حدوث عملية سرقة ينفذها عدد من شبان الحارة وأناس من خارجها ، فلما دخل عليهم وقت السرقة خافوا من كشفهم فقتلوه في ردة فعل غير محسوب لها..
المحقق أحمد : ولكن ما دليلك على ذلك؟؟
- لقد اعترف أحدهم لي بذلك قبل ساعات وقد وضعته تحت الحجز !!
وعند هذه الجملة سكت الجميع ولم يتكلم أحدهم للحظات قبل أن يقول الوالد " خميس " :
- ولكن من هو القاتل ؟؟
- حسناً ..سأقول لكم ولو أن ذلك صعب ، إن القاتل شخص يملك دافع جنوني لقتل ثلاثة أشخاص وهم : حمود ، حسينة ، وسالم ، دون أن يكون لقرابتهم علاقة ..
وعندما رأى الحيرة على وجوههم ، راح ووضع إحدى رجليه في كرسي فارغ ، والتفت نحو الوالد " خميس " :
- لنغير الموضوع ...كيف مات ولدك وزوجته؟؟
كان السؤال غريباً على الجميع ، ولكن الوالد " خميس " تنهد بسرعة وهو يتذكر الأيام البعيدة الحزينة :
- لقد توفيا في حادث سيارة قبل سنواتٍ عديدة
- ومن كان المتسبب في الحادث؟؟
عن هذا السؤال عم الصمت على جميع من في القاعة ، ففيما يبدوا فإن الجميع تقريباً يعرفون الإجابة ..
وهنا وفي لحظة الصمت الرهيب هذه ، ارتفع صوت تصفيق عالٍ جداً وعندما التفت الجميع نحو مصدر الصوت .. كان " عمر " هو من يصفق !!
وقال عمر بصوتٍ عال وهو يضحك ويصفق :
- تحليل رائع يا زميلي العزيز ، وقصة تنفع أن تمثل في حلقات بوليسية أو أن يعمل لها فلم سينمائي ..
ورغم استغراب الجميع من موقف " عمر " إلا أن " مازن " أكمل :
- أجل أيها السادة..إن " عمر " هو القاتل!!
وهنا قام الوالد " خميس " وهو يهتف بعصبي :
- ما هذا الكلام؟؟...حفيدي لم يكن في السلطنة وقت وقوع الجريمة الأولى ، وكان بمسقط عندما حدثت الجريمة الثانية ..
- إهدأ يا عمي .. لقد كانت هذه الأمور تبرأ حفيدك بالفعل ولكنه كشف نفسه عندما أحضر صديقه " وليد " معه ، فبينما كان حفيدك يتشاجر مع " محمود " كنت أتكلم مع " وليد " بشأن الدراسة في بريطانيا وجاء في الحديث صدفةً أنهم عادوا من هناك قبل إسبوع كامل من وقت حدوث الجريمة الأولى !! .. وهذا يؤكد كذب حفيدك ، وبالنسبة لكذبة التسجيل في إحدى شركات النفط فقد ذهبت للشركة بمسقط وتحققت أن أحد زملاء حفيدك هو الذي قدم أوراق " عمر " للعمل..
وهنا تكلم عمر : ولكنك لا تملك دليلاً حسياً واحداً تدينني به !!
- بل أملك...لقد كانت جريمتك الثالثة هي التي ساعدت في كشفك ، فأنا قبل لحظات قلت أن القاتل كان مألوفاً للشيخ " سالم " لأنه لم يحدث عراك رغم قوة الشيخ البدنية ، وكما تعلمون فالجميع يعرف بأن " سالم " طالب بلقاء " أمل " ليحدد نصيبه من الإرث بعد شجاره مع والد "أمل"
[ أبو راشد ] بعد صلاة العصر في يوم مقتله ، وكذلك كلنا نعرف بأن الضحية كان مثقلاً بالديون ويريد العثور على مصدر مال سريع ، فمالذي سيفعله بالمزارع والأراضي؟؟ يستثمرها؟؟ هذا شيء صعب نظراً لضرورة تسديد ديونه ، وهنا جاء الدور العبقري ل " عمر " فقد أقنع " سالم " بأنه يريد شراء تلك الممتلكات والمزارع وطلب منه أن يأخذه للقاء مع " أمل " كي يقنعها أيضاً ببيع بعض الممتلكات ، وهكذا عندما ذهب " سالم " للقاء " أمل " كان " عمر " معه وقتله قبل قدوم " أمل" وحدث ما قلته قبلاً..
عمر : ولكن أين الدليل؟؟
- الدليل هنا..
وأخرج " مازن " مسجلاً صغيراً ليفتح شريط تسجيل ..
شريط يحتوي تسجيل لاتصال هاتفي بين " عمر " و " سالم " يطلب فيه الأول من الأخير أن يبيعه بعض الأراضي وأن يسمح له بالمجيء ليقابل " أمل" حتى يتفق معها على شراء بعض الأراضي والمزارع على أن يعطيه نسبة من الأموال ..
بعد انتهاء التسجيل قال " أبو راشد " باندهاش كبير :
- عمر؟؟....مستحيل لا بد أن في الأمر خطأ ما ..إنه..
وقبل أن يكمل كلامه قام الوالد " خميس " قائلاً :
- هذا التسجيل لا يثبت شيئاً وحفيدي لا يمكنه أن يقو..
ولكن عمر ما لبث أن قاطعه وهو يقوم من مكانه قائلاً :
-يكفي..أجل أنا القاتل !!
في هذه اللحظة عم الصمت على الجميع ، وابتلع كُلٌ منهم ما كان يريد قوله حتى تكلم المحقق " أحمد " :
- ولكن لم؟؟
هنا ضحك " عمر " بشكل هستيري حتى ظن البعض أن كلامه كان مجرد مزاح وأنه لم يرتكب تلك الجرائم البشعة ولكنه تكلم أخيراً :
- نعم أنا القاتل..لقد قتلت الشيخ " حمود " لانتقم لوالدي ..لقد حرمني منهما ..
مازن : ولكن الحادث كان عن طريق الخطأ!!
- صحيح.. ولكن ذلك الأحمق المتعجرف رفض دفع الدية ، فرغم أنه غني وثري ولكنه رفض دفعها ، لقد استخدم كل سلطاته ليثبت أن الخطأ كان على والدي المسكين ..تباً له فليستفد الآن من تلك الأموال !!
- ولكن كيف..؟؟
- سأقول لكم كيف قتلتهم ..لقد وصلت إلى البلد قبل إسبوع تماماً من قتلي لـ " حمود " وعندما أتيت استأجرت شقة في المدينة بحيث تكون بعيدة عن الحارة ، حتى عرفت بأمر زياراته المتكررة لمزرعته فتربصت له وقتلته ، وبعدها بيومين من مراقبة منزله كنت في الشرفة عندما دخلت " حسينة " وبعدما بدأت بتلاوة القرآن قمت بعمل صوت حتى تأتي للشرفة ومن ثم رميت بها خارج النافذة ، وقتلي لـ " سالم " تعرفون تفاصيله..
وراح يضحك بشكل هستيري مرة أخرى وصرخ :
- لقد انتقمت لك يا والدي..لقد انتقمت لك يا أمي
..
النهاية
-----------
أعتقد أن النهاية ليست بذلك المستوى ربما
ولكنها مجرد نهاية
انتظر ملاحظاتكم ...
  #23  
قديم 20/08/2006, 05:32 AM
جبّالي الغشيبة! جبّالي الغشيبة! غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 16/08/2005
الإقامة: بين أهل الحق والإستقامة
المشاركات: 2,566
الحمد لله خلصت

يوم اخلص قارنها بنتقدها واخبرك ملاحضاتي
  #24  
قديم 20/08/2006, 04:10 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة هتّان
قصة جميلة جدا و مشوقة.. وتسلسل الاحداث منطقي ..
وحزنت على محمود لما ماتوا ابوه وامه في نفس الاسبوع
لكني قدرت استنتج من القاتل قبل آخر 3 مقاطع...
لكن في نقطة وحدة استغربتها وحسيت انها مو منطقية نوعا ما.. وهو دخول عمر على محمود في السجن وشجاره معه.. ما كان لها سبب واضح ...

اتمنى لك التوفيق واتشوق لقراءة جديدك...
أهلا أخي / أختي هتان [ سمحلي ما قدرت أعرف جنسك من الإسم ]
شكرا على قراءتك لقصتي المتواضعة..وبالنسبة للنقطة التي استغربتها فلو أنك حللتها عن طريق " علم النفس " لوجدتها طبيعية فالقاتل أو المنتقم خصيصاً يريد أن يرى ضحاياه وهم يتعذبون ، وفي حالتنا هذه ليس ذنب " محمود " المسكين سوى أنه ابن قاتلي والدي " عمر " ، فعمر عندما نفذ بعضاً من أهدافه أراد أن يرى " محمود " وهو يتعذب كما تعذب وهو صغير بسبب فقد والديه ..
أو بطريقة أخرى القاتل يريد أن يرى تأثير جريمته على أهل ضحاياه وكأنه يبلغهم رسالة وهو يقول " ها قد انتقمت وقد تعذب ولدكم كما تعذبت وأنا صغير !! "
شكرا لك مرة أخرى..وانتظر/ انتظري جديدنا في القريب العاجل بإذن الله
ملاحظة : بالنسبة لي يظهر ردك كأنه أصل الموضوع أي المشاركة رقم (1) ، فهل السبب عطل فني؟؟
  #25  
قديم 20/08/2006, 04:13 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة جبّالي الغشيبة!
الحمد لله خلصت

يوم اخلص قارنها بنتقدها واخبرك ملاحضاتي
الحمد لله..
تمام انتظرك أخي العزيز ..وانتظر جديدي من القصص في سبلة " الترويح " إن شاء الله
  #26  
قديم 22/08/2006, 03:55 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
بانتظار ردود الإخوة والأخوات..
  #27  
قديم 22/08/2006, 09:05 PM
المشرق العربي المشرق العربي غير متواجد حالياً
عضو فوق العاده
 
تاريخ الانضمام: 17/06/2002
المشاركات: 15,752
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة القـط الأسود
نواصل معكم ...
---------
لا يوجد قاتل
كان اليوم هو اليوم الأكثر الذي بانت فيه تأثيرات جرائم القتل على مجتمع الحارة الصغير ، فما أن انتهت صلاة العصر وانتهى دعاء الإمام وبدأ الناس بالخروج حتى انعزل الشيخ " سالم " شقيق الشيخ " حمود "
بـ " أبو راشد " والد " أمل " زوجة القتيل " محمود " وصاحب الدكان ، وبدأ حوارهما والذي بدا عادياً في بادئ ذي الأمر حتى ارتفع صوت الشيخ " سالم " فجأة عالياً وهو يصرخ :
- أنا ما يهمني إذا بنتك أرملة أو لا..أنا أريد فلوسي ونصيبي من الإرث ، فهمت؟
- ولكن يا رجال ما ينفع بهذي الطريقة ، البنت ما كملت عدتها و أنت ما محرم لها
ولكن الشيخ " سالم " اتجه صوب سيارته وهو يصرخ : محرم .. ما محرم ..أنا ما يهمني ..بس أريد ابتعد عن هذي الحارة الملعونة وآخذ فلوسي اليوم قبل باكر..
وسرعان ما ركب السيارة واتجه مبتعداً..
كان الشيخ " سالم " مثقلاً بديون كثيرة ، وعليه مطالبات عديدة في المحاكم وموت شقيقه وزوجته ومن ثم ابنهما يزيد نصيبه في الإرث كثيراً..
ورغم المغالطات الشرعية ومخالفة التقاليد باجتماعه مع " أمل " زوجة ابن شقيقه ولكنه كان مصراً على ذلك ، فقد سمع عن إشاعات أن " محمود" كتب لها عدة شركات ومزارع باسمها وهو ما سيقلل بالتالي من نصيبه في الإرث ، وكان ينوي الضغط على " أمل " حتى تنكر وجود ممتلكات باسمها ، وكان واثقاً من أنه يستطيع ذلك فهو يعرف عدة أسرار عنها ، بل ويستطيع إثبات خيانتها لزوجها وأنها كانت تحب أحد شبان الحارة قبل زواجها..
ولكنه لم يطل التفكير والتريث في الأمر فرفع سماعة التلفون واتصل بتلفون " أمل " النقال:
- السلام عليكم ، أمل؟
- وعليكم السلام ...أ...من..كيف؟؟..
كان واضحا مدى توتر "أمل " في التلفون وعدم توقعها المكالمة ، وفي نفس الوقت خف الضجيج الذي يسمعه من طرفها والناتج عن أصوات النساء بين باكيةٍ ونائحةٍ ومعزية ..
- سمعي يا أمل ..ما بكرر كلامي ..أنا لازم ألاقيك اليوم..
- ولكن يا سالم..
- أنتي تعرفي ويش بيحصل لو رفضتي.. اليوم الساعة الثامنة بالليل في بيت " محمود " ، قصدي بيتكم..تمام؟؟
طال الصمت من الطرف الآخر ثم ما لبثت " أمل " أن تكلمت :
- سألاقيك الساعة الثانية عشرة ..أنت تعرف أنه لا يُسمح لي بالخروج
- حسناً ولكن أحضري جميع ملكيات الأراضي والمزارع والشركات..
وأقفل " سالم " سماعته وهو يشعر بنشوة الإنتصار..
ها هو أخيراً سيحقق المجد الذي يصبوا إليه..
ومن يدري فقد يستطيع إقناع "أمل " أيضاً بالتنازل عن نصيبها من الإرث..
****
يتبع >>>>





متابعين ومستمتعين لكن هذي شويه ركيكه ما عجبتني متمنيا لك باعا طويلا في كتابة القصه القصيره 0؛ هل هذه بدايه على فكره ضحكت حين قلت ما حد رد حتى الان غير واحد لا عليك أستمر 0
  #28  
قديم 23/08/2006, 01:00 AM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة المشرق العربي
متابعين ومستمتعين لكن هذي شويه ركيكه ما عجبتني متمنيا لك باعا طويلا في كتابة القصه القصيره 0؛ هل هذه بدايه على فكره ضحكت حين قلت ما حد رد حتى الان غير واحد لا عليك أستمر 0
هلا أخوي / المشرق العربي
وكما يقول الشاعر :
أشرق الصبح وبانا .. يا مرحبا بمن أتانا

شكرا لمتابعتك ، وبالنسبة للجزء الركيك من القصة فإن كنت تقصد بعض العبارات التي جاءت في الحوار فأنا معك فلقد اضطررت لذلك لأن اللهجة العمانية هي ما تجعل القصة عمانية
وإن كنت تقصد شيئاً آخر فأخبرني
واسمح لي أسألك : هل بدايتي الضعيفة لم تعجبك أم ماذا؟؟
وبالنسبة للقصة فهي انتهت ولكن انتظر جديدي في سبلة الترويح إن شاء الله لأنني لم أجد الردود الكافية ولا النقد الذي تخيلته هنا للأسف الشديد
شكرا لك مرة أخرى أخي العزيز
  #29  
قديم 23/08/2006, 02:52 AM
المشرق العربي المشرق العربي غير متواجد حالياً
عضو فوق العاده
 
تاريخ الانضمام: 17/06/2002
المشاركات: 15,752
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة القـط الأسود
هلا أخوي / المشرق العربي
وكما يقول الشاعر :
أشرق الصبح وبانا .. يا مرحبا بمن أتانا

شكرا لمتابعتك ، وبالنسبة للجزء الركيك من القصة فإن كنت تقصد بعض العبارات التي جاءت في الحوار فأنا معك فلقد اضطررت لذلك لأن اللهجة العمانية هي ما تجعل القصة عمانية
وإن كنت تقصد شيئاً آخر فأخبرني
واسمح لي أسألك : هل بدايتي الضعيفة لم تعجبك أم ماذا؟؟
وبالنسبة للقصة فهي انتهت ولكن انتظر جديدي في سبلة الترويح إن شاء الله لأنني لم أجد الردود الكافية ولا النقد الذي تخيلته هنا للأسف الشديد
شكرا لك مرة أخرى أخي العزيز






با العكس بدايتك جيده وتبشر بكاتب قصصي متمكن أنسجمت جدا وأستمتعت حقا با الحلقات السابقه حتى وصلت للتي عقبت عليها وشويه ما مثل سابقاتها وقلت هنا أنقيله القط الاسود أرد عليه سر على بركة الله والله يحفظك من كل سوى ويوم أهاجمك في السياسه با غلك لخير وما تأخذ فخاطرك من المشرق العربي لبر
  #30  
قديم 23/08/2006, 06:16 AM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة المشرق العربي
با العكس بدايتك جيده وتبشر بكاتب قصصي متمكن أنسجمت جدا وأستمتعت حقا با الحلقات السابقه حتى وصلت للتي عقبت عليها وشويه ما مثل سابقاتها وقلت هنا أنقيله القط الاسود أرد عليه سر على بركة الله والله يحفظك من كل سوى ويوم أهاجمك في السياسه با غلك لخير وما تأخذ فخاطرك من المشرق العربي لبر
شكرا أخي على ردك الكريم الذي يرفع المعنويات حتى بات سوق الأسعم مهدداً بالإنهيار
لا تسألني مالعلاقة بينهما
يوم نتلاقى في السياسة يصير خير
  #31  
قديم 23/08/2006, 09:48 PM
BU SHIHAB BU SHIHAB غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 07/09/2003
الإقامة: أرض الله الواســعة
المشاركات: 153
konan very nice storry
  #32  
قديم 23/08/2006, 10:22 PM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة BU SHIHAB
konan very nice storry
انت الوحيد اللي اكتشفت أن " كونان " و " مازن " يتقاربوا
ففي الحقيقة أن " مازن " ابن خال عمة " كونان" غير الشقيقة لوالده
حاول تحلل الجملة السابقة
احم...احم..
شكرا على مرورك الكريم ، وأتمنى أن أرى رأيك
  #33  
قديم 23/08/2006, 10:59 PM
المجبور المجبور غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 09/12/2005
الإقامة: في بلاد العز (( عمان ))
المشاركات: 642
ما شأء الله قصة روعه
  #34  
قديم 24/08/2006, 04:57 AM
صورة عضوية القـط الأسود
القـط الأسود القـط الأسود غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/01/2006
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 1,110
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة المجبور
ما شأء الله قصة روعه
شكرا لك أخي ع الرد والتشجيع..
أسأل الله أن يجبر بخاطرك دايماً إن شاء الله
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 06:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.