سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 19/09/2006, 10:57 AM
خالد الأغبري خالد الأغبري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 03/08/2003
المشاركات: 183
Lightbulb أفغير دين الله يبغون

أردت هنا أن أجمع بعض الردود على التساؤلات التي تدور حول الإسلام، والتي تعمق علماؤنا أثابهم الله خيرا في توضيحها.

كحال جميع الشرائع السابقة فإن هذا التشريع ليس من عند النبي (صلى الله عليه وسلم) لكنه من عند الله وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) مجرد وسيط بيننا وبين الله، والحقيقة أن جميع شرائع الله قائمة على أساس الاستسلام والانقياد المطلق لله بفهم أو بدون فهم، والله تعالى شرعها لأجل أن يمتحن إسلامنا. وجعل بعضها بهذا الشكل الذي لا يستسيغه أكثر الناس لتكون معلومة أنها عبادة مخصوصة يتبين فيها المسلم من غيره. وهذه إجابة لمن قد يقول: لماذا لم يجعل الله تعالى العمل الذي نأخذ منه المال هو نفسه الصلاة التي تقربنا إلى الله وبذلك نوفر الوقت ويلتزم به جميع الناس ونخدم به المجتمع بدلا من هذه الصلاة الغريبة الحركات. أو أن التشريع الإسلامي لا يفهم بالعقل.

ولنوضح معنى الإسلام يجدر بنا أن نذكر قصة إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) عندما قال له ربه: {أسلم}، فقال: {أسلمت لرب العالمين}، فأراد الله أن يمتحن إسلامه فأراه في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد العزيز، وتكررت تلك الرؤيا، وطبعا كنبي كان عليه أن ينفذها لأنه يعرف أنها وحي من عند الله. فقال لابنه: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}. قال له ابنه المسلم: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}. فأخذ برأس ابنه وهم بذبحه. عندها وصفهما الله تعالى بأنهما أسلما {فلما أسلما وتله للجبين}، وقال له لا تفعل إنما كانت تلك الرؤيا امتحانا لكما.

والله تعالى لم يطلب منا ما لا نستطيعه، وهذه العبادات لا تؤثر سلبا على أعمالنا، ومنافعها كثيرة. فالذي يقوم لصلاة الفجر يحرص على أن ينام من وقت مبكر ويبدأ يومه بنشاط، كما أن هذه الصلوات تغني عن جميع الرياضات، وهي تقضي على الجرائم لأنها تقوي صلتنا بالله، وبالصيام نسيطر على رغباتنا، ونتذكر حال الفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى فوائده الصحية الكثيرة، والزكاة تأصل فعل الخير في نفوس الناس وتقضي على الجرائم التي يكون سببها المال، وتشيع المودة بين الناس، وفي الحج يتساوى جميع الناس، كلهم يأتون بلباس واحد ويقفون في مكان واحد يتذكرون اليوم الذي يحشرهم فيه الله.

وكما أمرنا الله تعالى بالفضائل مثل حسن الخلق والصدق والأمانة والحياء والقناعة والكرم والبر والشجاعة والإيثار ومساعدة المحتاجين، وكل ما هو حسن. ونهانا عن الرذائل مثل الكذب والخيانة والغيبة والنميمة والسرقة والقتل بدون حق والسحر والزنا والرشوة والغش والكبر، وكل ما هو سيء.

أما بالنسبة للحرب في الإسلام فهي تختلف عن الحروب المعروفة التي تدمر كل شيء وتستهدف كل إنسان ولا يعرف لها مدى، نعم لقد شرع الله تعالى الجهاد لأهداف سامية ووضع له بدائل ومقدمات وضوابط، وهدف الجهاد الرئيسي هو إعلاء كلمة الله في الأرض، ومن أهدافه الأخرى نشر الخير ومكافحة الفساد ورفع الظلم عن المظلومين، ولا يجوز أن يكون الهدف السيطرة وبسط النفوذ والاحتلال، كما لا يجوز استهداف غير المقاتلين {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}، وحتى المقاتلين أنفسهم يكون لديهم فرصة للنجاة، فقط بأن يقولوا: لا إله إلا الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: <أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله>. فعندما نسمع أن الجيش الإسلامي الفاتح سيأتي إلى بلادنا فهذا مما يدعو للفرح ونحن بإذن الله سنكون في مأمن ما لم نواجههم، بل عينا أن نقف معهم، وحالنا سيكون أفضل ومشاكلنا ستنتهي وحياتنا ستتغير وسننعم بالقسط والعدل وسيأخذ كل ذي حق منا حقه. والدليل على ذلك هو أن البلدان التي فتحها المسلمون استقر فيها الأمن وارتاح الناس وتمسكوا فيها بالإسلام بعد أن عرفوه، أما البلدان التي احتلها غيرهم فظلت تقاسي حروبا طاحنة على امتداد عشرات السنين.

وقد جمع الله تعالى الشرائع السابقة في نسخة واحدة متكاملة هي الإسلام. فهو يلزم المسلم أن يؤمن بجميع أنبياء الله ورسله، وعليه أن يعتقد فيهم المعتقد الصحيح. والله تعالى يصحح الأخطاء التي تظهر في تشريع في الرسالة التي يليه، فمما يذكر أنه عندما أتى المسيح (صلى الله عليه وسلم) صحح الأخطاء التي ظهرت قبله، وكذلك بعد المسيح ظهرت أخطاء بينها الله تعالى في رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، فوضح الله تعالى أنه واحد لا إله غيره وأن المسيح ليس ابنا له وإنما هو عبده ورسوله وكلمته (كلمة كن، خلقه كما خلق آدم، فالله تعالى قادر على كل شيء، إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون)، وأيده بروح القدس وجعله يتكلم بعد ولادته {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا، لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا}، {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}. وكان أول ما قاله لقومه: {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا}، وأنزل الله عليه الإنجيل وأيده بالكثير من الآيات الدالة على صدق رسالته {ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين}. لذلك علينا أن نتقبل هذه التصحيحات.

وهناك بعض التنبيهات لمن يدرس الإسلام فليس كل ما يكتب عن الإسلام صحيح والكتب الإسلامية فيها بعض الأخطاء، فيجب أن تكون دراستنا على أساس القاعدة التالية: القرآن الكريم كله صحيح والسنة النبوية صحيحة بنسبة عالية نقبل كل ما هو حسن ولا يتعارض مع القرآن منها مما لم يثبت أنه موضوع، طبعا كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) كله صحيح إلا أن هناك بعض الأحاديث المنسوبة كذبا إليه. وكل شيء له أصل من القرآن أو السنة الصحيحة نقبله، أما ما ليس له أصل من القرآن أو السنة فنأخذ الحسن منه ونترك القبيح، كما أن علينا أن نتجنب ما ينسب إلى الإسلام وهو ليس منه ليظل نقيا من الشوائب. وهناك بعض المسائل التي تحتاج إلى التعمق في دراسة مقاصدها.

وبشكل عام فإن التشريع الإسلامي تشريع راق وهو صالح إلى يوم القيامة وليس فيه ما هو سيء أبدا، والفوائد التي يمكن أن نجنيها منه أكثر من أن تعد أو تحصى، فهو الحل لجميع مشاكلنا، وفيه بين الله تعالى تفصيل كل شيء، ويعتبر الطريقة الوحيدة للنجاة من عذاب الله، وهو يوفر الكثير من القدرات المذهلة التي لا يمكن الحصول عليها بغيره، وبه نحيا حياة طيبة، لذلك فهو يعتبر ثروة لا تقدر بثمن، وهو من حق كل إنسان، فعلينا أن نسارع إلى الدخول فيه دون تردد. وعلينا أن نعمل على تقوية إيمان الناس وتوثيق صلتهم بالله لتنتهي جميع مشاكل مجتمعاتنا. والدول التي تقول أنها مسلمة وهي لا تطبق الإسلام أو أنها تطبق نسخة محرفة منه إنما هي في الواقع تخادع نفسها وإسلامها مردود عليها. كما أن على الدارسين للتاريخ الإسلامي أن لا ينسبوا كل ما وجدوه فيه إلى الإسلام، فهذه الأمة قد سلكت بعد عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه الكثير من طرق الضلال.

كما أن الله تعالى قد يسر هذا الدين إلى أبعد الحدود ولم يجعله أحكاما صارمة كما هو الحال في الكثير الأنظمة، فالله تعالى يعامل الناس على قدر استطاعتهم واختلاف أحوالهم، فالمريض الذي لا يستطيع أن يصلي قائما مثلا يمكنه أن يصلي وهو جالس أو أن يصلي وهو مستلق على قدر استطاعته، ومن نسي صلاة يصليها عندما يذكرها، والمريض الذي لا يستطيع الصوم يمكنه أن يقضيه في أيام أخرى، والذي أكل ناسيا في نهار رمضان فصومه صحيح إلا أن عليه أن يتابع صيام يومه، وهكذا، كما جعل الله باب التوبة والإنابة إليه مفتوحا، فمن اقترف شيئا من المعاصي عليه أن يسارع في التوبة والإنابة ولا ييأس، والله تعالى مع كل إنسان يعلم كل أحواله.

فدعونا الآن جميعا نقول (لا إله إلا الله) فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي في الناس بأعلى صوته ويقول: <يا أيها الناس قولوا (لا إله إلا الله) تفلحوا>.

آخر تحرير بواسطة خالد الأغبري : 19/09/2006 الساعة 04:58 PM
  مادة إعلانية
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.