سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 11/11/2006, 08:51 AM
صورة عضوية الأقدار
الأقدار الأقدار غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 22/09/2005
المشاركات: 585
الدين السماحة

المعاملات الإنسانية كثيرة ومتنوعة، بل متنامية ومتطورة، وهي متشبعة الاتجاهات، ولذلك لا تخلو يوميات الأفراد في المجتمع من التعامل المتبادل مع الآخرين، وهذه هي سنة الحياة وطبيعة الدنيا، غير أن هذه الحياة يتعكر صفوها ولا يمضي أهلها في تحقيق أهدافهم عندما تغيب أو تضعف الروح الإنسانية والأخلاق السامية والأذواق الرفيعة في المعاملات المتبادلة بين بني آدم، حيث يسود الغلو والعلو والغلظة والشدة والجفاف والنفور•• بدل المعاملة السمحة التي رفع من شأنها الإسلام وجعلها من علامات الإيمان ومن دعائم الحياة الكريمة في المجتمع المسلم، مَن تحلى بها فقد نال حظا وافرا من الإيمان والتدين الصحيح•• يقول صلى الله عليه وسلم ''أفضل الإيمان الصبر والسماحة''• وإذا كان للتدين أشكال وصور تتجلى في سلوكيات الناس، فإن السماحة في المعاملة أعظم صورة يجب أن يكون عليها المسلم الغيور على دينه، ومن العوج الذي أصاب تديّننا، أننا لا نرى التدين مهمّا في معاملة بعضنا بعضا، ونكتفي بأشكال وطقوس نحاكم عليها الناس ونقيّمهم ونزنهم بها، ومن لم ينتقل تديننا إلى معاملاتنا في أسواقنا وملاعبنا ووسائل نقلنا ومقاعد دراستنا ومجالس مساجدنا وإداراتنا، فإن الدين المعاملة، يبقى في واد ونحن في واد آخر لا يلتقيان إلا تظاهرا ورياء ونفاقا اجتماعيا لا يرضاه لنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، والذي دعا بالرحمة والنعمة للعبد السمح السهل، عندما ضرب مثلا للمعاملة الحسنة في أربعة أشياء فقال: ''رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى'' وفي رواية ''وإذا قضى''•
فهذه مواضع أربعة ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في سياق واحد• ونصوص القرآن والحديث كثيرة في الحث على السماحة في المعاملات مع الإنسان مسلما أو غير مسلم، حيا أو ميتا، بل وحتى مع عالم الحيوان والنبات والجماد• وقد بنى الإسلام المعاملة الحسنة على أسس وقيم نفسية تدور حول خلقي الرحمة واللين، إذا لم يوطّن الأفراد أنفسهم على التحلي بها بالمجاهدة والممارسة والمحاولة، لن يرى المجتمع مظاهر المعاملة الطيبة بين أفراده، ولن تسود فيه معاني الطمأنينة والسلامة والراحة . وفي وصف رسول الله للمؤمنين بالسماحة درس للمسلمين المتدينين الذين يصرّون على تقديم صورة مشوّهة للدين من خلال معاملاتهم التي تنقض الحكمة القائلة (الدين المعاملة)• يقول صلى الله عليه وسلم ''المؤمنون هيّنون ليّنون مثل الجمل الأنف (الذلول) الذي إن قيد انقاد وإن سيق انساق وإن أنخته على صخرة استناخ''• لقد آن لنا أن نذم نظريا وعمليا سلوكيات التنافر والتباغض والغش والتدليس والخداع والغلظة والتعسف••• وأن نشيع نظريا وعمليا معاملات طيب النفس وانشراح الصدر ولين الجانب وطلاقة الوجه وسهولة التعامل والتيسير ورفع الجرح والتواضع•
ولو لم يكن من فضل للسماحة بالنسبة للمؤمن بالله واليوم الآخر إلا النجاة من النار التي وقودها الناس والحجارة، وفضلا عن المصالح الدينية والدنيوية للسماحة لكفته، لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ''من كان سهلا هيّنا ليّنا حرّمه الله على النار''• وقال ''ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا، على كل لين قريب سهل''•
فمن كان يؤمن بالمصلحة الدنيوية فقط، ففي السماحة تحقيق لأهدافه كما يشهد الواقع الاجتماعي• ومن كان يؤمن بالمصلحة الدينية فقط، ففي السماحة تحقيق لأهدافه بشهادة الرسول الكريم• ومن كان يؤمن بخيري الدنيا والآخرة فعليه بالسماحة، ففيها تحقيق المسلم الإنسان، الذي اتخذ من قوله تعالى ''إني جاعل في الأرض خليفة'' و''ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
منقول
  مادة إعلانية
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 07:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.