سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة السياسة والإقتصاد

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 08/10/2006, 01:40 PM
mymd mymd غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 24/06/2003
المشاركات: 391
هل تموت أمريكا بسكتة اقتصادية ؟

هل من الممكن أن تموت الإمبراطورية الأمريكية بسكتة اقتصادية قلبية ؟...
وإذا كان العالم بأسره لا يستطيع - على الأقل حتى الآن- أن يقول "لا سياسية" قوية في وجه أشد الإمبراطوريات غطرسة في التاريخ , فهل في وسعه أن يقول لها (لا اقتصادية) في شكل طعنة مالية ونقدية قاتلة من حيث لا تدري؟.
طرح وصول الغطرسة الأمريكية إلى ذروتها في أفغانستان ثم العراق , ثم تعانقها السافر مع نظيرتها الإسرائيلية في فلسطين, ثم لبنان... طرح هذه النوعية من التساؤلات.
البروفيسور روبرت ويد أستاذ الاقتصاد السياسي في كلية لندن للعلوم الاقتصادية ومؤلف كتاب "ترويض الأسواق" كتب قبل أيام مقالا في صحيفة الهيرالد تريبون الأمريكية الشهيرة طالب فيها العالم بأسره بوقف الاعتماد على الدولار كعملة عالمية , ودعا المجتمع الدولي إلى سك عملة جديدة تماما.
بالتأكيد لم يكن الرجل يقصد بدعوته هذه معاقبة أمريكا على موقفها المشين إزاء قضايانا العربية وإنما باختصار استفزه بشدة ما اعتبره ضمنا "ضحك أمريكا على ذقون العالم".
فأمريكا هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترى أنه من حقها أن تطبع ما تشاء من دولارات بدون حسيب أو رقيب , وبدون أن يكون لهذه الدولارات أي غطاء من الذهب أو غيره من المعادن النفيسة او العملات الصعبة الأخرى. هذا "الحق" دشنه الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في عام 1971 كي تطبع بلاده البنكنوت اللازم لتغطية تكاليف حرب فيتنام.
وكي نكون في الصورة فان حجم ما تم طبعه من أوراق البنكنوت الأمريكية خلال الفترة ما بين عامي 1950 و1970 ارتفع بنسبة 55% فقط ، بينما ارتفعت هذه النسبة الي أكثر من 2000% من عام 1971 عام 2000.
هذه الكميات المذهلة من الدولارت تشكل السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدلات التضخم في سائر أرجاء العالم خلال العقود الثلاثة الماضي.
وهكذا تحول الدولار الأمريكي إلى سلاح رئيسي في ترسانة الإمبراطورية الأمريكية.
فهذه العملة تحولت إلى عملة الاحتياط الأولى في العالم.
يقول "ويد" إن أكثر من ستين في المائة من احتياطيات العالم كله من النقد الأجنبي يجري الاحتفاظ بها في شكل أصول مقومة بالدولار الأمريكي , مثل أذون الخزانة الأمريكية. أي أن البنوك المركزية في العالم كله تجعل أكثر من ستين في المائة من غطاء عملتها المحلية عبارة عن دولارات وأذون خزانة أمريكية. كما أن السواد الأعظم من المعاملات التجارية العالمية تتم بالدولار.
وأصبح الدولار احد آليات الهيمنة الأمريكية على العالم.
ونتيجة لهذه السياسة قفز حجم أوراق البنكنوت الدولارية إلى أكثر من 2500 مليار دولار هي عبارة عن دين لحاملها دون فوائد للخزانة الأمريكية.
ولعل من أخطر القرارات التي اتخذها وزير المالية الأمريكي الجديد بن برنانكي بعد فترة قصيرة من توليه مهام منصبه هو التوقف عن كشف قيمة الدولارات التي تطبعها بلاده.
فالمحافظون الجديد الجاثمون على صدر البيت الأبيض مقتنعون تمام الاقتناع بأن القوة العسكرية هي أهم غطاء لعملتهم الوطنية.
إلا أن هذا الغطاء بدأ يتقلص مع توالي النكسات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
كما أصبحت الولايات المتحدة أكبر مستهلك في العالم وصارت تستورد أكثر مما تصدر
ووصل عجزها التجاري مع العالم الخارجي خصوصا الصين إلى مستويات قياسية تاريخية. كما أصيبت الميزانية العامة للدولة بعجز تاريخي مزمن كسر حاجز الخمسمائة مليار دولار بسبب تكاليف الحروب.
واضطرت الإدارة الأمريكية إلى طبع سندات أو أذون خزانة لتغطية هذا العجز.
وهكذا أصبحت أكبر قوة عسكرية في العالم هي أكبر دولة مدينة في العالم.
فاجمالي الديون التي يرزح تحتها الاقتصاد الأمريكي حالياً يتجاوز بكثير أزمة الديون في فترة الكساد العظيم خلال الثلاثينات منى القرن الماضي.
وطبقاً للاحصائيات الرسمية لبنك الاحتياطي الاتحادي فان القيمة الاجمالية لديون الولايات المتحدة تصل الي 34 تريليون دولار, وهو ما يعادل ثلاثة أمثال حجم الناتج القومي الإجمالي .
معنى هذا ان كل مواطن أمريكي بما في ذلك الأطفال مدين بنحو مائة وخمسة وعشرين ألف دولار.
كما تضاعفت قيمة الديون الاستهلاكية الشخصية ـ باستثناء الرهن العقاري للمنازل ـ منذ 1994 لتصل الي 9.4 تريليون دولار مسجلة بذلك رقماً قياسياً، وهذا يعني 37 ألف دولار لكل فرد أمريكي.
نفس الوضع ينطبق علي دين المؤسسات الذي يسجل رقماً قياسياً بدوره وصل الي خمسة تريليونات دولار، بينما وصلت ديون الحكومة الاتحادية الي 7 تريليونات دولار وهو رقم قياسي أيضاً.
بعضنا قد يطرح هذا التساؤل : ومن يغطي أمريكا مالياً؟
الإجابة باختصار...الدول الآسيوية....
فقد أظهرت بيانات نشرتها البنوك المركزية الآسيوية وبثتها وكالة رويترز أنه باستثناء الصين , بلغت قيمة احتياطيات آسيا من النقد الأجنبي نحو تريليوني دولار.
هذه الاحتياطيات الضخمة تستغلها الدول الآسيوية خاصة الصين واليابان في شراء سندات خزانة أمريكية.
هذه الدول تشتري هذه السندات وهي تعلم تمام العلم أن الفائدة عليها هزيلة لكنها تصر على شرائها لأنها قد تستغلها على المدى البعيد في تهديد الأمن القومي الأمريكي.
فتصورا لو قررت هذه البلدان بيع ما في حوزتها من سندات أمريكية مرة واحدة.
بالطبع ستعلن أمريكا عجزها عن الوفاء باستحقاقات هذه السندات وبالتالي سينهار الدولار والأسهم الأمريكية وستعلن أكبر قوة في العالم إفلاسها.
هذا السيناريو الكابوس بالنسبة لأمريكا دفع الكونجرس إلى تحذير وزارة المالية الأمريكية من شراء الآسيويين لهذا السندات.
وهكذا لم يبق للدولار سوى داعم استراتيجي واحد...إنه النفط....
فالمبيعات النفطية في شتى أرجاء العالم مقومة بالدولار.
هذا يعني أي دولة أو جهة في العالم تود أن تشتري نفطا يتعين عليها الحصول أولا على دولارات.
هذا الأمر يفسر لماذا قرر بوش ضرب العراق فور إعلان الرئيس العراقي السابق صدام حسين اعتزامه بيع نفط بلاده باليورو.
فقد كان قرار صدام القشة التي قصمت ظهر البعير.
بل إن إيران نفسها أحجمت عن خطط ترمي إلى فتح بورصة نفط يجري فيها تداول تلك السلعة الاستراتيجية باليورو خشية تصعيد الأمر بشدة مع واشنطن.
وقد دعا رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد الذي يصفه الغرب بأنه سليط اللسان إلى مقاطعة الدولار من خلال أمور مثل بيع جانب من النفط العربي بعملات أخرى مثل اليورو وتنويع احتياطيات البنوك المركزية بعيدا عن العملة الأمريكية كي يتحول الدولار من سلاح للهيمنة الأمريكية إلى معول هدم لغطرسة أسوأ إمبراطورية في التاريخ.
أما البروفيسور ويد فله رأي آثرت ترجمته حرفيا إذ يقول:
" يتعين علينا التفكير في سك وحدة عملة عالمية تحسب على أساس الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للاقتصاديات الكبرى معدلا حسب التضخم. فالحكومات والشركات ستصدر سندات مقومة بهذه العملة المقترحة وتحتفظ بها في احتياطياتها. وسيكون في وسع الدول انجاز مدفوعات عبر الحدود بعملتها الخاصة على أن تجري تسوية هذه المدفوعات داخل اتحاد مقاصة دولي باستخدام وحدة العملة الدولية كوحدة أساسية أو وحدة قياس قاعدية ,على أن يجري حساب أسعار الصرف محليا ,وطبقا للتغيرات في الاحتياطيات, وخلال فترات زمنية منتظمة. وستعكس أسعار الصرف التكاليف والإنتاج والطلب على السلع والخدمات وليس المضاربة على التحركات مستقبلا.
ورغم انه لا توجد حتى الآن أي تحركات صوب سك عملة عالمية , فانه منذ سنوات عديدة والدول العشر الأعضاء في اتحاد جنوب شرق آسيا إضافة إلى اليابان والصين وكوريا الجنوبية تستطلع أفق سك وحدة عملة أسيوية تحسب بناء على المتوسط المرجح لقيم العملات الإقليمية الرئيسية. الهدف من وحدة العملة الآسيوية هو أن تكون مقياسا مستقلا عن الدولار الأمريكي تستطيع البلدان الآسيوية أن تنسق حوله سياساتها على صعيد أسعار الصرف. فهذه الدول ستقوم أسعار صادراتها وقروضها وإصداراتها من السندات بوحدة العملة الآسيوية. ورغم كل الخلافات بين الصين واليابان, إلا أنهما مهتمتان اهتماما بالغا بالاقتراح." هنا ينتهي كلام ويد .... إن العالم يستطيع أن يقول لا" مدوية لأمريكا.
  مادة إعلانية
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 10:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.