بسم الله الرحمن الرحيم
مواكبة لبدء تدشين الحملة الاعلامية لانتخابات مجلس الشورى للفترة السادسة المعلن عنها في جريدة عمان ليوم الثلاثاء 6/9/2006م، وكوني ضمن المعنيين بالمساهمة الايجابية، لاثراء هذه المناسبة الوطنية التي تهدف خدمة هذا الوطن العزيز بقيادة المسيرة المظفرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- فانه يسرني تقديم هذا الطرح الذي بادر به احد ابناء الولاية بهذه الناسبة، وهو كالاتي:
إلى الأفاضل الكرام ممن يهمهم أمر انتخابات أعضاء
مجلس الشورى ( رجال ونساء ) بولاية المصنعة المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
يسرني أن أضع بين أياديكم الكريمة هذا الإعلان المتضمن رغبتي في الترشح لعضوية مجلس الشورى خلال الفترة القادمة ـ بإذن الله تعالى ـ وقد سبق لي أن قمت بطرح مشابه لهذا الإعلان ، وعلى ضوئه وقفت على عدة تساؤلات ، ولذا رأيت أنه من المناسب عرض هذه التساؤلات من جديد ، بعد التعليق عليها حسب أهميتها ، منها:
(1) في حالة الحصول على العضوية ، ما الذي يمكن تقديمه لأبناء الولاية ؟.
الجواب : إنني قد نذرت لله تعالى بنصف المبلغ النقدي الذي سوف أحصل عليه من العضوية بصفة مستمرة ما دمت في عضوية المجلس ، سواء أكان ذلك شهريا أم سنوياً وفق آلية يتم الاتفاق عليها ، بالتنسيق مع أصحاب الأفكار المستنيرة ، وبمساهمة وتعاون أصحاب الأيادي البيضاء ، أينما تواجدوا بمن فيهم مديرو ومديرات المدارس بالولاية ، ويشمل الموجهين وغيرهم من المعلمين والمعلمات..
بالإضافة إلى الآخرين ممن يعملون في القطاعين العام والخاص ، وكل من يحمل هماً وطنياً ، ليكون ذلك تطوعاً منهم يدخل ضمن الصدقة الجارية بإذن الله تعالى ، كإنشاء صندوق تكافل اجتماعي ، بما يتفق مع القوانين والأنظمة المعمول بها في السلطنة
على أن يكون صرف المبالغ على أوجه البر المتعددة ، وبأن يعم النفع مختلف أبناء الولاية ـ دون تمييز أو تفرقة ـ عملاً بقوله تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " .
ومن أوجه البر المتعددة أذكر منها على سبيل المثال: (الشباب الراغبون في الزواج ، حالات الضمان الاجتماعي ، الظروف الطارئة ـ كنصب خيم أوقات العزاء ـ المدارس . جمعيات المرأة العمانية ، الطرق والإنارة ممن هي بحاجة ، ... ).
(2) ما هي المؤهلات العلمية والعملية لنيل ثقة أبناء الولاية ؟.
الجواب : إنني ممن يحمل مؤهلاً جامعياً في مجال الحقوق ، مع تجربة متواضعة في العمل الحكومي والتي تشارف على ثلاثين سنة ، حيث كان لي شرف التدرج في العمل بدءاً من ... ، ثم ...، وحالياً أعمل في وظيفة...
كما إنني غير مرتبط بأي نشـاط أو مصالح خاصـة ، لا بداخل الولايـة ولا بخارجها وهذا مما يـُساعد لتولي المهمــة بما يرضي الله والضمير ، لأكون متواصلاً باستمرار مع أبناء الولاية من خلال فتح مكتب للتواجد فيه ، أو من خلال فتح مكتب محاماة بالولاية الذي سوف يكون رافداً مهماً في سبيل تفعيل المجلس بالطرق القانونيـة ، علماً بأنني قد أديت يمين القسم حول الانضمام إلى نقابة المحامين بهدف الترافع أمام القضاء.
(2) ما هو الدافع لتقديم هذا الطرح وبمثل هذا الالتزام ، وما هي ردود الفعل ، وهل من إغراءات ...؟.
الجواب : إن كل إنسـان يتصرف وفق قناعات معينة ، وهذه القناعات خاضعة لدرجة الإيمان ، وعليه رأيت أن أبادر بمثل هذا العمل المتواضع ، وأرجو ـ متى تحقق ـ أن يكون خالصاً لوجه الله ، بعيداً عن الرياء أو السمعة التي تحبط الأعمـال مهما كان حجمها ، ونسأل الله تعالى حسن التوفيق والسداد في التمكن من أداء رسالة هذه الحياة على الوجه الأكمل ، وموضوع رسالة الحياة قد أشار إليها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه.
وباعتبار أن طرحاً كهذا يقدره العقلاء ـ على أقل تقدير ـ حيث يتوفر فيه قدر من المصداقية ، وأن استمرارية النفع غير مرتبط بالأقوال ، وبالتالي فإن الأمر يتوقف على جدية المدركين ، وبالذات عموم المثقفين من الذكور والإناث ، ومدى سعيهم المخلص في نقل الإدراك للآخـرين ، وهو أمر ممكن في حالة الترفع عن المحسوبيــة والمصالح الشخصيـة ، كون هذا ضمن رسالتهــم في الحيـاة ، والذي يحمل همّ الرسالة لايتقاعس عن أدائها ، خشية أن يـُـعتبر مقصراً ، إذ أن كل مقصر لا يُعفى من المسؤولية.
وبالنسبة لرضا الناس :
إنها غاية لا تدرك ، فأفراد العائلة الواحدة لديها وجهات نظر قد تكون غير متطابقة ولذا نلاحظ وجود فئات : فئـــة يسرها هذا الطرح ، ومن ثم عليهـا أداء رسالتهـا تطوعاً إن لم يكن واجباً ، وليكن ذلك في ميزان الحسنـات .
وقد توجد فئة يغيظها ربما مثل هذا الطرح ، لكن من المؤمل منها أن تكون قدوة في كظم الغيظ والتحلي بالصبر والحلم ، " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.." ، كمساهمة في تحقيق مصلحة الوطن ، حيث أي مجتمع لا يخلو من حاقد أو حاسد أو ثرثار ، وبالذات ممن يشعر أن مثل هذا الطرح يتضارب مع مصالحه وحساباته الخاصة.
ومن وجهة نظري أن اتباعي لهذه الطريقة في المخاطبة هي لتفادي الإحراجات وتتسم بالجدية ، مع ترشيد للجهد والوقت ، وكذلك البعد عن ثرثرة الكلام ، أو التردد المزعج أو مضايقة الآخرين في أوقات الإنشغال أو الراحة أو النوم ، فهذه انتقادات معروفة ، والذي لديه وعي وإدراك ويحمل هماً وطنياً ، تكفيه الإشارة التي تلامس كل عقل مستنير ، تجنباً عن طرق الأبواب المسببة للإزعاج.
وبالنسبة للإغراءات.. : فإنني أؤكد بأن شراء الأصوات يتنافى والمنافسة الشريفة ومن هذا المبدأ انطلقت ، ملتزماً بالنذر المتقدم للوفاء به لصالح مختلف أبناء الولاية ، دون تفرقة بين أحد كما أوضحت ، والذي يطمح في التصدي لمثل هذا الموقع عليه أن يعي رسالته في الحياة ، بحيث يكون قدوة حسنة حتى لا ينظر إليه كالدابة همها علفها ويحتقره العقلاء ـ وإن تكلفوا بمجاملته في الظاهر أحيانا ـ باعتباره شخصاً غير مؤتمن لإيصـال رسالة أبناء الولاية أو رسالة المجلس إليهم ، فمثله لا يستحق نيل الثقـة ، فضلاً عن أن التصرف ـ آنف الذكر ـ مذموم شرعاً وقانوناً وعرفاً ، بل ومعاقب على من يقدم عليه.
لذلك ومن باب التنبيه ـ لا التهديد ـ قد ألجأ إلى تحريك دعوى عمومية ضد الأشخاص الذين لهم علاقة بهذه الممارسات الهدامة ـ أيا كانوا ـ بمن فيهم الأشخاص الذين يقومون بالترويج لصالح من يعدهم بإغراءات... ، لكي لا تتأصل هذه التصرفات لتصبح ظاهرة وبعدهـا يكون الولاء ليس للوطن وقيادته بقدر ما يكون لمن يدفع المبالغ ، فالغاية أصبحت لدى ضعاف النفوس ـ كما هو ملاحظ في بعض الدول ـ هي تحقيق المكاسب المالية فقط ، وقد وصل بهم الأمر إلى التخريب بل إلى إهدار دم الآخرين بكل بساطة.
وبالنسبـة لمدى القناعة من دور مجلس الشورى ، وهو ما ينتج عنه من عزوف البعض فإن هذا يعود لوجهات نظر كل شريحة ، باعتبار أن لها قناعاتها ، لكن بالتعاون يمكن إزالة أي شبهة . حيث من خلال تشخيص السبب ومعرفة المتسبب تتم المعالجة ، فلربما يعود ذلك لوجود أشخاص منتفعين غير مؤتمنين . وبما أنني حالياً أترأس مجلس .... ، وأيضاً عضو في ...، فقد طالبت المعنيين بمثل هذا فيما يعود لهم من اختصاص .
في المقابل توجد وجهات نظر مختلفة ـ نتيجة قناعات ـ ترى أن هذه المجالس وأمثالها هي بمثابة الأرض الصالحة للاستثمـار ، وأن الدور الأكبر يتوقف على المستثمر ، فمتى أحسن الاستثمــار أو تنازل لمن هو جدير به ، كان هذا إيجابياً .
عليه فإن وجهة النظر هذه هي الراجحـة عندي ، بحكم واقــع تجربتي المتواضعة المقترنة بالعلم والعمل كما تقدم ، وعلينا تحري الموضوعية في كل شيء ، خشية إصدار أحكام مسبقة في أمور ليس لنا فيها مساهمة ولا مشاركة.
لنسمو بأنفسنا ، ترفعاً عن التجني ، ولنسعى صادقين بمطالبة المعنيين بجدية حرق المراحل ، لأجل مواكبة التطور المتسارع إن لم نكن جديرين بأن نكون في مقدمة الركب ، وذلك وفق أسلوب حضاري متميز ، تعلمناه من القيادة الرشيدة ، وعُمان وهي عزيزة على قلوبنا جميعاً ، يشهد لها الجميع بالتميز الإيجابي ، وبالتالي يتوجب علينا بذل أقصى الجهد في سبيل التطوير إلى الأفضل من خلال المساهمات الإيجابية . ومن المؤكد أن من يضيء شمعة خيرٌ ممن يلعن الظلام.
ولعل من أعجب المفارقات وجود أشخاصٍ بعينهم ينتقدون ذوي الاتجاهات السلبية في حين أنهم يقفون إلى جانبهم في مختلف المواقف ، وهذا لا يليق بمن هم في مستوى المسؤولية ، وأن هذه المناسبة هي فرصة ملائمة لكشف حقيقة أصحاب المواقف والمبادىء من غيرهم .
هذا وقد سبق لي أن كنت ضمن الأشخاص الذين نالوا شرف الموافقة في الفترة السابقة للدخول في منافسة العضوية ، وقمت بتوجيه إعلان بهذا الشأن ، إلا أنه نظراً لظروف السفر ـ وقتئذ ـ إلى الخارج... ، تقدمت بطلب الانسحاب .
وكون النذر المتقدم هو مع الله الخالق وليس مع المخلوقين ، فإنني أسأله تعالى حسن التوفيق والسداد ، متطلعاً لمؤازرة المخلصين لهذا الوطن العزيز ، وتقديم كل مساندة من عموم المعنيين من أهالي ولاية المصنعة (رجالاً ونساءً) ، وأن من لديه رغبة في معرفة المزيد حول هذا الطرح ، فيمكنه الاتصال والتواصل....
مؤكداً أن هذا الموقع إن لم يشغله الثقاة والأكفاء ـ أياً كانوا ـ فإن من المحتم أن يشغله المنفعيون وأصحاب الأهواء الضيقة ، ولهذا فإنني على أتم استعداد للتفاهم إذا تقدم أحد بطرح مماثل أو أفضل منه ، حتى ولو تطلب الأمر مني الانسحاب لأجل المصلحة العليا ولتكن المصارحة و تبادل الثقـة هي عنوان التواصل.
عذراً للإطالة ، إنما عقول المخاطبين ليست كلها في نفس المستوى ، والمناسبة تستاهل . مع التأكيد على ضرورة وأهمية حرق المراحل ـ دون خلق أعذار ـ إذا كنا حقاً ملمين بمفهوم الحكومة الالكترونية ، آملين المزيد من التقدم لرفعة هذا الوطن العزيز الذي يرعى مسيرتــه المباركة حضرة صاحــب الجلالة السلطـان قابوس بن سعــيد المعظم حفظه الله ورعاه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مع أطيب التمنيات / ..........