سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > سبلة السياسة والإقتصاد

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 30/08/2006, 02:27 PM
حفيف الظلام حفيف الظلام غير متواجد حالياً
خــــــاطر
 
تاريخ الانضمام: 29/08/2006
الإقامة: شمال عمان
المشاركات: 13
الإغراء الأنثوي!!

تظن بعض الشركات و المؤسسات و أخص هنا وكالات السيارات أن عملاءها ليسوا سوى مجموعة من الحمقى و المغفلين بالإمكان الاستخفاف بعقولهم و الضحك على ذقونهم بكل يسر سهولة، فتقوم بتوظيف مندوبات مبيعات ممن يتمتعون بجمال الشكل والأناقة في الملبس و حلاوة اللسان و بياض الأسنان من باب الإغراء و ابراز المفاتن-لا تشطحوا بخيالاتكم بعيدا فأنا أقصد إغراء الزبائن بالشراء و ابراز مفاتن السيارة!!- ففي إحدى جولاتي لمجموعة من تلك المعارض انقضت علي مندوبة حسناء من تلك الفئة إياها فلبرهة اعتقدت أنني أمام إحدى عارضات الأزياء أو ملكة من ملكات الجمال ، و الغريب أن ثلاثة من (الفحول) كانوا يجلسون بجانبها لكن أيا منهم لم يتحرك ساكنا، وبدلا من أن تعدد لي مواصفات السيارة كما درجت العادة، فوجئت بها منذ أن وطئت قدماي أرض المعرض و هي تستميت في جرجرتي إلى دفع مبلغ من المال كعربون للسيارة، زاعمة بأن سعرصرف اليورو في ارتفاع مستمر وأن قيمة السيارة قد ترتفع في أي لحظة! و بدبلوماسية شديدة كنت أحاول طوال الوقت أن (أتملص) من براثن تلك المندوبة (الرقيقة) و طلبها المحرج خوفا من أن أجرح مشاعرها واضعا إحدى يداي على قلبي و الأخرى في جيبي متحسسا محفظة نقودي الخالية!
و بالرغم من علمي مسبقا بمواصفات السيارة إلا أنني تعمدت أن أطرح عليها مجموعة من الأسئلة التقنية المختلفة لربما اقتنعت بشرائها، لكنني اكتشفت بأن حال تلك المندوبة في المعرض ليس بأفضل حال من حال (الأطرش في الزفة) فمع كل سؤال أطرحه أفاجأ بوجهها و قد تلون بجميع ألوان الطيف المختلفة و يختلط مع ألوان (المكياج) الذي امتلأ به وجهها المسكين وأخذت تتلعثم في الكلام و تبدأ بالتأتأة لتسارع إلى (الاتصال بصديق) من أولئك الفحول طالبة منى أحدهم المساعدة لإنقاذها من الموقف المحرج الذي وضعتها فيه، ذكرتني معها ببرنامج المسابقات الشهير(من سيربح المليون) الذي أغلب الظن أنها لو شاركت فيه ستسنفذ جميع وسائل المساعدة الثلاثة قبل الإجابة على السؤال الأول! و لما أيقنت بالورطة التي وقعت فيها أخذت تتعذر لي بأنها مازالت موظفة متدربة عينت للتو و معلوماتها عن السيارات (على قد حالها) و سرعان ما تعود إلى ترديد أسطوانة دفع العربون السابقة في محاولة يائسة منها لتغيير مسار الحوار و اتقاءا لشر أسئلة جديدة قد أطرحها عليها، مع من أن معظمها كانت أسئلة عادية جدا قد تطرح من قبل أي زبون راغب بالشراء!
خرجت من المعرض بعد أن نفضت فكرة الشراء من رأسي لأسباب عديدة أولها عدم اقتناعي بمواصفات السيارة حتى بعد الاستقبال (الحار) الذي قوبلت به، ثانيها قناعتي بأنه لو كانت إدارة ذلك المعرض تحترم زبائنها و عملائها ما جازفت بتعيين مندوبة أشبه ما تكون بدمى العرض الموجودة على (فاترينات) محلات الأزياء، لا تعرف( كوعها من بوعها) و ليس لها في أمور السيارات..لا ناقة و لا بعير فحتى أسعار تلك المعروضة داخل المعرض كانت تجهلها و أجزم أنه لو كانت هناك خيارات أخرى متوفرة لطلبت (حذف إجابتين)!
للأسف هذا الأسلوب الرخيص في التسويق لا يطبق في معارض السيارات فحسب بل كثير من شركات و مؤسسات القطاع الخاص تتبع نفس سياسة الإغراء الأنثوي مستغلين ضعف الرجل و قلة حيلته في مواجهة الجاذبية الأنثوية و أن( الديك صاحب العرف لا يحني راسه إلا لدجاجة)!، و الدليل أن أغلب إعلانات التوظيف تشترط على أي مرشحة تمتعها بالمظهر الحسن و الهندام الأنيق- ألف خط تحت كلمة حسن!- كما أن معظم شاغلي وظيفة الاستعلامات و البدالة هن من النساء (الحسناوات) على فرضية أنهن يعكسن صورة (مشرقة) لطبيعة عمل تلك الشركة أو المؤسسة و هن بمثابةعامل جذب )مغناطيسي) للزبائن و العملاء، فهناك فرق شاسع بين أن تتصل بك فتاة ناعمة الصوت تعرض عليك بكل رقة و دلال استثمار أموالك في مشروع تجاري (غير مضمون) لتهرول مسرعا إلى تلك الشركة راسما في خيالك ألف صورة و صورة لتلك (السنيورة)، و ما بين أن يتصل بك رجل صاحب صوت أجش و غليظ يكاد يخرق طبلة أذنيك -مع أن هؤلاء قلة قليلة في هذا الزمان!- يعرض عليك الاشتراك في دورات تدريبية بأسعار مغرية لتقفل السماعة في وجهه غير نادم على ذلك!
لقد أصبح نجاح أي منتج يقاس هذه الأيام بمدى اتصال المرأة بهذه السلعة، وظهورها في الصورة ضمان أكيد لرواجها حتى لو كان ذلك المنتج (مضروب) و صلاحيته منتهية،و بات وجه المرأة و جسدها يستغلان بشكل مبتذل و سافر في كثير من الأنشطة التجارية (المشبوهة) بدءا من محلات( الكوفي شوب) التي لا تقوم عادة بتوظيف إلا من يرتدين تنانيرفوق الركبة و قمصان ضيقة و شفافة بإمكانك أن تختبر بواسطتها جودة مسحوق الغسيل!…و مرورا بأغاني الفيديو الكليب -التي تعتمد بالأساس على (كم) الراقصات و (الكيفية) التي هن عليها- و انتهاء بالقنوات الفضائية و ما تعرضه من تفاهات ترتكز على الإثارة و الجنس، و شخصيا أنا أعرف أناسا لا يحلو لهم الجلوس إلا في مقاهي معينة لنوعية النادلات اللواتي يعملن فيها (طبعا هناك فرق في الأسعار!)، و آخرون لا يكترثون بما تعرضه تلك القنوات من برامج و لكنهم يتابعون بشغف كل ما هو جديد و مثير في هيئة و لبس مذيعاتها!
و يا دعاة تحرير المرأة و مطالبي المساواة مع الرجل، أهذه هي الحقوق التي تطالبون بها؟!
موجة
قالوا…و مازالوا :”وراء كل رجل عظيم .. امرأة عظيمة” و أنا أقول :”وراء كل مشروع تجاري ناجح…. امرأة فاتنة”…. ألا تتفقون معي في هذه المقولة؟
  مادة إعلانية
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 03:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 127
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.