سباحة في بحر المونديال - فرنسي فكر وفرنسي آخر أحيا الفكرة ونفذها

[عماني وافتخر]

الجميع بطبيعة الحال يتذكر الفرنسي جول ريميه الذي تبنى فكرة إقامة بطولة كأس العالم

ولكن ..

هناك فرنسيا آخر ربما يغيب عن بال الكثيرين أن الفكرة الأولى لإقامة تجمع لشباب العالم كانت من بنات أفكاره

إنه ..

الفرنسي ألين جيرر

الذي وجد أن اللعبة التي بدأت تتصاعد يوما بعد آخر تحتاج إلى من يجمع شمل ممارسيها في بطولة تجمع المنتخبات

تلك كانت أمنية فهل كل ما يتمنى المرء يدركه ؟

لا بكل تأكيد .. فباءت المحاولة الأولى بالفشل

وسويسرا كانت القبلة الأولى التي اتجهت إليها الأنظار لتنظيم المونديال الأول عام 1906 م فتدخلت بريطانيا لتجهض الفكرة دون أسباب واضحة

ثم ..

نشبت الحرب الكونية الأولى فأصابت تفكير البشر بالشلل إلا التفكير في الموت والدمار والمواجع والآلام .

وخيم الظلام على الفكرة عشر سنوات بعد أن وضعت الحرب الطاحنة أوزارها كان الجميع خلال الفترة التي تلت الحرب مشغولا بإعادة البناء والبحث عن لقمة العيش بعد دمار أصاب البشر والحجر .

فماذا حدث بعد ذلك ؟

[عماني وافتخر]

بعد أن صمت صوت الرصاص
وهدأ أزيز الصواريخ
وتلاشت رائحة الموت والقتل

كان لا بد من انقلاب في المفاهيم يحل بموجبها مكان الحرب سلما ومكان العداوة محبة وتسامح

فانتصر الفرنسي جول ريميه ذلك المحامي القادم من جنوب فرنسا لفكرة مواطنه ، وبعد انتهاء دورة الألعاب الألمبية عام 1928 م تم الإتفاق على إقامة نهائيات كأس العالم مرة كل أربع سنوات في موعد يتوسط الألعاب الأولمبيه .

المعارضين لكل فكرة جديدة كان لهم صوت أيضا خاصة أولئك الحريصين على الألعاب الأولمبية الذين خشوا أن تسحب هذه البطولة البساط من تحتهم وهو ما حدث بالفعل لا حقا .

صوت المعارضة كان ضعيفا أمام إصرار أصحاب الفكرة على تنفيذها

وبدأت فكرة المونديال ترى النور فعلا

الكأس عهد بها للفنان الفرنسي أبيل لافلور للقيام بنحتها ، والكأس الذهبية الأولى التي أطلق عليها كأس جول ريميه تقديرا للدور الكبير الذي لعبه تزن 4 كيلو غرام وطولها 30 سم وسعرها 50 ألف فرنك فرنسي وهي تمثل صورة تمثال ضغير .

إذا كانت بطولات كأس العالم قد أنجبت النجوم وأبرزت المتميزين فإن نجم نجوم المونديالات جميعها سيبقى جول ريميه ذلك الفرنسي صاحب الحماس الكبير الذي صمد امام كل الصعوبات ليخرج لنا بطولة كأس العالم التي ينتظرها الجميع مرة كل أربعة اعوام .


في المرة القادمة .. الأورجواي تدخل التاريخ من الباب الواسع وتظفر بالتنظيم والكأس معا فكونوا معنا