سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 11/01/2003, 11:10 AM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
Post حلقات (( كيف نقرأ ؟ )) للشيخ محمد المعمري

الحلقة (( 1 )) ( كيف نقرأ ؟ )
المقدمة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أيها المشائخ الكرام .. أيها الأخوة الأحبة .. أيتها الأخوات ، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله تعالى وبركاته ، يقول الله سبحانه وتعالى : (( بسم الله الرحمن الرحيم . اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم )) موضوع هذا الدرس عن القراءة ، وبشكل أخص كيف نقرأ ؟ لا أحد يجادل في أهمية القراءة وأنها عنوان من عناوين التميز بين الأشخاص ، ولا أحد يجادل أيضاً أن الأمم المنتصرة هي الأمم التي تأخذ بزمام العلم والمعرفة وتهتم بالثقافة ، فإن هذا الاهتمام بهذه الجوانب هو الذي يقودها إلى أن تمسك بزمام القوة ، وليس سراً أن يقال بأن حركات الاستعمار التي اجتاحت الأمة العربية والإسلامية كانت منطلقة من مراكز البحوث والدراسات في الدول التي أرادت أن تغزو دولة ما وأن تستعمرها ، فإن المستعمر عندما أراد أن يغزو بلاد المسلمين وبلاد العرب أخذ يدرس تلك البلدان ، يدرس بعمق عن ثقافة ذلك البلد وعن دينه وعن طبيعته الجغرافية ويدرس كل الجوانب التي ربما تيسر له سبيل استعمار ذلك البلد ، فهذا من الأمور التي يعترف بها أولئك الذين استعمروا هذه البلاد ، فمنطلقات حركات الاستعمار وحركات الاستشراق بوجه عام إنما كانت من مراكز البحوث والدراسات في الدول التي استعمرت ، والأمم كما قلت تنتصر إذا أمسكت بزمام العلم والمعرفة وقادت أبناءها إلى الاهتمام بالعلم والمعرفة ومفتاح العلم والمعرفة يكون بالقراءة لذلك أمر الله سبحانه وتعالى في آياته الكريمة (( بإقرأ .. اقرأ بسم ربك الذي خلق ثم اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم )) . سنتناول في هذا الدرس خمسة عناصر :
- العنصر الأول : تساؤلات قبل أن نبدأ الموضوع .
- العنصر الثاني : سؤال لماذا نقرأ ؟ .
- العنصر الثالث : سؤال كيف نقرأ ؟ .
- العنصر الرابع : توصيات مهمة لقراءة مثمرة .
- العنصر الخامس والأخير : تجارب يمكن الاستفادة منها .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى

آخر تحرير بواسطة ابن المعلّم : 12/01/2003 الساعة 09:25 AM
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 12/01/2003, 09:29 AM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
تساؤلات قبل البدء

الحلقة (( 2 )) ( كيف نقرأ ؟ )

العنصر الأول في هذا الدرس : تساؤلات قبل البدء .
أول تساؤل يبرز أمامنا ونحن نريد أن ندرس موضوع القراءة في عالمنا الإسلامي ، هو ما هي قيمة الكتاب في حياتنا العامة والخاصة ؟ الآن تقام معارض للكتب ، هذه الكتب ما هي قيمتها لدينا ؟ ما هي قيمة هذا الكتاب عندما نمسك به بين أيدينا ؟ عندما تلمس أناملنا هذا الكتاب وهذه الأوراق ما الشعور الذي ينتابنا ونحن نمسك كتاباً سواءاً كان مجلداً كبيراً أو كتيباً صغيراً ؟ قيمة الكتاب هي التي تحدد قيمة الإنسان ذاته ونظرتنا لهذا الكتاب هي التي تبين لنا أو تدخلنا إلى الولوج في عالم القراءة وأهمية القراءة وكيفية القراءة ، إذا نظرنا إلى واقعنا ، قبل أن آتي إلى هذا الدرس أخذت جولة في هذه المنطقة التي نعيش فيها ووجدت أننا نملك في هذه المنطقة التي نعيش فيها خمس مكتبات ، بجانب هذه المكتبات توجد مئات المحلات التجارية من غير المكتبات ، أكثر من ثلاثين مقهى ومطعم ، وإذا جئنا إلى هذه المكتبات الخمسة الموجودة وألقينا نظرة بداخلها فنتعرف بكل وضوح بأنه لا توجد مكتبة بالمعنى الذي يخدم عملية الثقافة ويخدم عملية القراءة في المجتمع أو الحي الذي نعيش فيه ، لا نريد أن ندرس أسباب ذلك فليس هذا هو موضوع هذا الدرس ولكن لا شك أن هذا يعطينا مغزىً للإجابة عن هذا السؤال ما هي قيمة الكتاب في حياتنا ؟ إذا كنا نعيش في مجتمعات لا تهتم بالمكتبات ولا تهتم بالكتاب فإنه لا أقول من غير المعقول أن نأتي ونتحدث عن كيفية القراءة لأننا قبل أن نتحدث عن كيفية القراءة لا بد أن نتحدث عن أهمية الكتاب وعن موقع الكتاب في حياتنا العامة وحياتنا الخاصة وشعورنا بارتباطنا بهذه الصفحات وهذه الأوراق وهذه الكتب فإذا كانت علاقتنا بهذا الكتاب علاقة ندرك كنهها ونعرف مستواها وقيمتها فلا شك أننا بعد ذلك سنقبل على القراءة على هذه الكتب ، إذا جئنا أيضاً إلى موضوع آخر أو جانب آخر مما يظهر لنا قيمة الكتاب في حياتنا طباعة الكتب ، معدل طباعة الكتب في البلدان العربية والإسلامية لا يتجاوز ثلاثة آلاف نسخة في المعدل العام ، نحن هنا في عمان مثلاً إذا أراد ناشر أن ينشر كتاباً ما فإنه لا يزيد عن خمسة آلاف نسخة ، خمسة آلاف نسخة هذا يعتبر شيء كبير ونحن أمة عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة ، خمسة آلاف عدد الكتب التي تطبع وليس عدد القراء الذين يقرأون تلك الكتب ، وفرق بين من يزور معارض الكتاب ويشتري من الكتب العدد الكثير وبين ذلك الذي يكب على قراءة الكتب التي اشتراها فإن ذلك إنما هو إنسان يجمع الكتب أما الشخص الثاني فهو الإنسان الذي يقرأ ما بداخل هذه الكتب ويعرف قيمة الكتب .
- إذاً التساؤل الأول قبل أن نبدأ طرح موضوع القراءة ما هي قيمة الكتاب ؟ أو كيف ننظر إلى هذا الكتاب ؟
- التساؤل الثاني : ما هي النظرة التي نحملها عن القراءة ؟ كيف نعرّف القراءة ؟ أو ما هو تصورنا للقراءة ؟ نحن أتينا هنا لكي ندرس كيفية القراءة ولكن ما هي القراءة ؟ كيف نعرّف القراءة ؟ هل هي مجرد حركة العين والعقل تمر على الحروف أم أن القراءة شيء آخر وله تفسير آخر غير هذا التفسير هذا جانب ، الجانب الثاني : أن كلنا نريد أن نقرأ والكثير من الناس يأتون ويسألون نريد أن نعرف كيف نقرأ ، نريد أن نتعوّد على القراءة ، نحن نشتري الكتب ولكن لا نقرأها ، تساؤلات كثيرة والكثير من الناس عندهم حسن النية للإقبال على القراءة ولكن لا بد أن نقرر أن القراءة ليست حبوباً يتناولها الفرد تجعله يدمن على تلك الحبوب ( أي القراءة ) وإنما عملية القراءة : هي عملية تراكمية لمؤثرات كثيرة سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو حتى على المستوى العام للبيئة التي يعيش فيها الإنسان ، عملية القراءة عملية تكاملية تشترك في تأسيسها وفي بلورتها كثير من المعطيات التي لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار ، فالتربية التي نشأنا عليها أو التي ينشأ عليها الجيل الإسلامي لها تأثيرها على القراءة وعلى مفهوم القراءة لدى النشء ، فالطفل عندما ينشأ في مجتمع لا يعوده على القراءة لا يأخذ بيده إلى أن يتصفح كتاباً أو أن يقرأ مقالاً أو يتابع موضوعاً ما فإن هذا النوع من التربية السلبية لا يخدم عملية القراءة بحال من الأحوال فلذلك عندما يبلغ الإنسان مرتبة متقدمة من العمر ويكون في الثلاثين أو في الأربعين ثم يأتي بعد ذلك ويقول تصعب عليّ القراءة أو أنني أعاني من صعوبة المواصلة في عملية القراءة فإن العيب لا يكون في ذات الشخص وإنما العيب في العملية التربوية التي نشأ عليها هذا الشخص وينشأ وما يزال ينشأ عليها الجيل الإسلامي فلا بد ونحن ندرس هذا الموضوع ( موضوع القراءة ) أن نبدأ بالجيل الصغير لكي ننمي فيه عادة حب القراءة وهذا أيضاً موضوع يطول ومن أراد بحثه فهناك كتب متخصصة في هذا المجال ولكن لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ولا بد من التنبه إلى أن عملية القراءة ليست عملية مفاجئة أو أن ينتقل الإنسان من أنه إنسان غير قارئ إلى إنسان مدمن على القراءة كأنه يتناول حبة أو علاج ودواء ثم يتحول هذا التحول الكبير وإنما هناك لا بد من تدرج ولا بد من أن تكون عملية التربية التي ينشأ عليها الإنسان هي التي تخدم عملية القراءة ، كذلك جانب آخر من جوانب القراءة وهو التشجيع من قبل المؤسسات العامة والخاصة في الدولة ، هل هذه المؤسسات سواء كانت مؤسسات عامة أو مؤسسات خاصة تخدم عملية الثقافة وتخدم بشكل أخص عملية القراءة لدى الأفراد ؟ وسائل الإعلام ، المدارس ، الجامعات ، دور الثقافة ، المساجد ، كثير من المؤسسات لها دخل مباشر بعملية القراءة ، وإذا أردنا أن نبني جيلاً يحب القراءة فلا بد أن تتعاون هذه المؤسسات ، مؤسسات سواء كانت عامة أو خاصة لا بد أن تتعاون وأن تتكامل في بناء الإنسان القارئ ولا يمكن الوصول إلى الإنسان القارئ إلا بعد هذه العملية التكاملية بين المؤسسات العامة والخاصة ، قد يكون من غير المتوقع أو لا يتوقع الإنسان أن يقول هذا الكلام ولكن هذه معطيات نشرت ومراكز قامت بالبحث تقول أحد الإحصائيات وهذه إحصائية نشرت قبل ثلاث سنوات في أحد المجلات العربية وهي مجلة المعرفة ( ) تقول : (( إن معدل ما يقرأه المواطن العربي تصل إلى ثلاثين ثانية في الشهر بمعنى أن المواطن العربي يقرأ ثانية واحدة في اليوم ، هذا أمر مخجل وهو أمر أيضا مؤسف بدرجة كبيرة لأننا إذا كنا نعيش في عالم وفي أمة تبلغ أعداد سكانها الملايين الكثيرة ولا يقرأ أفرادها إلا ثانية واحدة في اليوم ثلاثين ثانية في الشهر فكيف يمكن أن تكون هذه الأمة أمة منتجة أو أن تكون هذه الأمة أمة فاعلة ومؤثرة في الصعيد الثقافي والصعيد الاقتصادي وكذلك الصعيد السياسي أيضا ، لا يمكن لأمة يقرأ أفرادها ثانية واحدة في اليوم أن يؤثروا في أنفسهم بلا أن يؤثروا في الآخرين فلا بد ونحن نبحث موضوع القراءة أن نغير هذه الإحصائية وأن نبدأ بتغييرها وعملية الثانية في اليوم لا تكفي إلا إذا حولناها إلى عشر ساعات في اليوم أو على اقل تقدير خمس ساعات في اليوم الواحد لا بد أن تكون القراءة همّاً في نفوسنا وأن ندرك قيمتها كما إننا نحمل هموما كثيرة في حياتنا ، هموم كسب العيش ، هموم بناء المسكن ، هموم شراء سيارة ، هموم دعوة الناس إلى الخير ، هموم كثيرة نحملها في داخلنا لا بد أن يأخذ همّ القراءة حيزاً في نفوسنا حتى نقبل على القراءة ، أن تكون القراءة شيء في داخلنا نحس أننا إذا لم نقرأ كأن شيئاً ما متغير في حياتنا أو أن أمراً غير عادي يسير بين حشايانا أن تكون القراءة همّاً وأن نحمل هذا الهمّ حتى نصل إلى كيفية القراءة ، وهذا لا يكون إلا بوجود الدافع الذي يحفزنا نحو القراءة وهذه الدوافع لا تأتي من فراغ وإنما من خلال قناعات معينة تجعل الفرد يقرأ ويتخذ القراءة عادة في حياته هذه القناعات تختلف من شخص إلى شخص ومن حال إلى حال ، قناعة طالب العلم بأنه يريد أن يطلب العلم ، قناعة الموظف في تخصص معين يريد أن ينمي فيه جانب ذلك التخصص فلذلك يقبل على القراءة ، قناعة التاجر الذي يقرأ عن التجارة أنما يريد أن يحقق ربحاَ ، في تجارته إذاً لا بد من وجود قناعات في داخلنا عن أهمية القراءة وليس هناك أعظم من قناعة من كون الإنسان يحس أنه عندما يقرأ أنه يعبد الله سبحانه وتعالى أنه يتقرب إلى الله عز وجل أنه ينال الخير والثواب من الله جل وعلا على قراءته ، ولعل في حث الكتاب العزيز وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قراءة القرآن وتدارس العلم وبيان أن من قرأ حرفاً في كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها إنما هو جزء من بناء الإسلام للفرد القارئ فيدمن الإنسان على قراءة كتاب الله عز وجل لينطلق بعد ذلك إلى قراءة كتب أخرى يستطيع من خلالها أن يفهم كتاب الله ويستطيع من خلالها أيضاً أن يفهم معنى الخلافة في هذه الأرض ويفهم مغزى وجوده في هذه الدنيا ، ومن بين القناعات الأخرى أيضاً بجانب هذه القناعة وهي كون معرفة الإنسان أن القراءة جزء من عبادته لله عز وجل إحساسه بالزمن فإن الإنسان عندما يعلم قيمة الزمن ويحس بقيمة الوقت فإنه لا بد أن يفعل أي شيء يجعله يحافظ على ذلك الوقت ويجعله أيضاً يستغل ذلك الوقت الاستغلال الأمثل ، أما إذا كان إنسان لا يهتم بالوقت لا يشعر بقيمة هذا الوقت لا يحس بالزمن الذي يمر به ، يمر به اليوم واليومان والثلاثة والأربعة لا يمسك كتاباً لا يقرأ في صحيفة لا يطالع خبراً يعيش هكذا سبهللاً ، فإن هذا لا يمكن أن نأتي ونحدثه عن أهمية القراءة وعن كيفية القراءة ، لا بد من الإحساس بقيمة الزمن وبالتالي لا بد أن نستغل ذلك الزمن .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
  #3  
قديم 13/01/2003, 01:27 PM
أبو مجاهد أبو مجاهد غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 26/02/2000
الإقامة: سلطنة عمان - مسقط
المشاركات: 932
Post

بارك الله فيك على هذا الكلام الطيب
  #4  
قديم 13/01/2003, 04:34 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
لماذا نقرأ ؟

الحلقة (( 3 ))
العنصر الثاني من عناصر الموضوع : لماذا نقرأ ؟

لماذا نقرأ ؟ تساؤل مهم وربما أجبنا عنه في المقدمات التي ذكرناها ، هذا التساؤل هو الذي يجعلنا نفهم عملية القراءة والاستفادة منها ، ولكن الإجابة عن هذا السؤال تختلف من شخص إلى آخر فهناك من يقرأ من أجل أن يوسع قاعدة الفهم لديه ، عنده معلومات عن موضوع معين هو متخصص في جانب معين من جوانب العلم يقرأ من أجل أن يوسع تلك القاعدة فهذا عندما تسأله لماذا تقرأ ؟ يقول لك : بأني أريد أن أستزيد من هذه المعرفة وأكوّن قاعدة أكبر من القاعدة العلمية التي أملكها ، هناك أناس آخرون إذا سألتهم لماذا تقرأون وتوجهت بالخطاب إلى واحد منهم لماذا تقرأ ؟ يقول لك : أقرأ للبحث عن معلومات معينة حول موضوع معين ، هو يدرس مثلاً قضية من قضايا الفقه في الزكاة مثلاً يمر على كتب الفقه وكتب الاقتصاد ويبحث موضوع الزكاة ، فهذا يقرأ من أجل أن يصل إلى معلومات معينة حول موضوع معين ، هنالك جوانب أخرى أيضاً للقراءة ، بعض الناس يتخذ القراءة من أجل التسلية ، من أجل ملء الفراغ ، من أجل المتعة والاستجمام وهذا لا شك أمر حسن ولكن من المؤسف أن تقول الإحصاءات أن العالم العربي أو أن مجمل القراءة أو معدل القراءة التي من هذا النوع تشكل سبعين بالمئة من باقي القراءات ، إذا جئنا إلى أن الثانية الواحدة التي ذكرناها في اليوم الواحد التي يأتي الإنسان إليها ويقرأ فيها ثانية واحدة هذه الثانية وانتهت ثم تكون هذه الثانية أيضاً من أجل ملء الفراغ ومن أجل التسلية ومن أجل المتعة كما يقال فإن هذا يزيد من الطين بلّة كما يقال ، هنالك أيضاً أناس يقرأون من أجل رفع متطلبات المهنة التي يمتهنونها ، فالطبيب يقرأ في مجال طبه ، والمهندس يقرأ في مجال هندسته ، وطالب العلم الشرعي يقرأ في العلوم الشرعية ، والسياسي يقرأ في العلوم السياسية ، والعسكري يقرأ في العلوم العسكرية وهكذا في كل المجالات ، فإذاً قبل أن نتوجه إلى سؤال كيف نقرأ ؟ لا بد أن نسأل أنفسنا لماذا نقرأ ؟ وقفت أمام الكتاب وأخذت كتاباً اقتنعت بأن هذا الكتاب مهم اشتريته من المعرض أو من أي مكتبة أو استعرته من صديق أو مكتبة خاصة أو عامة ، إذاً اقتنعت بأن هذا الكتاب له قيمته ، عندما أمسك بهذا الكتاب لا بد أن أسأل نفسي لماذا أقرأ ؟ سؤال لا بد أن توجهه إلى نفسك وأنت تمسك بالكتاب ، أنا الآن اشتريت هذا الكتاب أو استعرته ولكن لماذا نقرأ ؟ ما هو غرضك من القراءة ؟ ما هو هدفك من القراءة ؟ .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى .
  #5  
قديم 13/01/2003, 11:24 PM
الأوركيد الأوركيد غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 08/01/2003
المشاركات: 618
Thumbs up

كلام طيب وشجعني على القراءة لكن في الحقيقة انا أقرأ ,وأقرأ فقط ما يخص مهنتي وأتمنى أن أقرأ كتب الدين أو العلوم الأخرى المفيدة ولكن عندي مشكلة ( وهي أني ما أقرأه أنساه ولا أتذكر ما قرأت بالأمس ولهذا السبب كرهت القراءة في الكتب ذات الحجم الكبير تعجبني الكتيبات لانها بسيطة وذات معاني واضحة )
كيف اتغلب على هذه المشكلة ؟ هل بالقراءة المستمرة للكتاب ؟ اعطيني خطوات حل المشكلة ؟ وانا بمشيئة الله ساتابع معك هذه الدروس القيمة فسر وتابع بارك الله فيك ؟
  #6  
قديم 14/01/2003, 10:25 AM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
أخي العزيز الأوركيد :

تابعنا في الحلقة القادمة وستجد ما تسأل عنه بمشيئة الله وأتمنى لك التوفيق
  #7  
قديم 14/01/2003, 10:29 AM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
كيف نقرأ ؟

الحلقة (( 4 ))

العنصر الثالث : كيف نقرأ ؟
وهذا هو صلب الموضوع ، السؤال عن كيفية القراءة سؤال ملحّ لدى كل متعطش للثقافة وطلب العلم والمعرفة ولكن الإجابة على ذلك ليست باليسيرة وسبب ذلك هو الاختلاف في أمور كثيرة ، فالناس يختلفون في مداركهم فهنالك الإنسان المبتدئ ، وهنالك الإنسان المتخصص والمتخصصون أيضاً على درجات وعلى أنواع وعلى أشكال مختلفة كثيرة والمبتدئون أيضاً على مراتب متباينة فكل إنسان على حسب مرتبته تسألني كيف أقرأ هذا الكتاب ؟ أسألك ما هو المستوى الذي بلغت إليه ؟ هل أنت مبتدئ أم متخصص ؟ وإذا كنت مبتدئاً ففي أي مرتبة من مراتب الابتداء أنت ؟ وإذا كنت متخصصاً ففي أي مجال وفي أي مرتبة من التخصصات أنت ؟ كذلك مما يحكم عملية القراءة أو كيفية القراءة نوع الكتاب ، فهناك كتب مختلفة هذا كتاب مثلاً في الأدب ، هذا كتاب مثلاً في الفكر ، هذا كتاب في التربية ، هذا كتاب في الشعر الحديث ، هذا كتاب في الاقتصاد ، هذا كتاب في الفكر والفكر السياسي وقضايا الاستبداد ، هذا كتاب في تفسير الأحلام ، هذا كتاب في علم النفس ، هذا كتاب آخر في الفقه ، هذا كتاب في موضوع معين من الحركات الإسلامية وغيرها والقائمة تطول وما ذلك إلاّ نوع يسير فقط من التخصصات ، فنوعية الكتاب أيضاً تحكم على الإنسان كيفية القراءة ، فقراءتنا لكتاب في الفلسفة يختلف عن قراءتنا لكتاب في التاريخ ، قراءتنا لكتاب في التاريخ يختلف عن قراءتنا لكتاب آخر في الفقه ، قراءتنا لكتاب في الأصول ، أصول الدين يختلف عن قراءتنا لكتاب في علوم الحديث والمصطلح ، اختلاف هذه الأنواع من الكتب يحكم أيضاً عملية القراءة وكيفية القراءة ، فهناك كتب في الفلسفة تتطلب من الإنسان استعداداً ذهنياً وجسدياً وأن يكون الجو مهيئاً لأن يتكيف الإنسان مع مصطلحات الفلسفة ومع عمق ما تتناوله مجالات الفلسفة ، تختلف عن قراءة الإنسان لكتيب صغير أو كتاب مثلاً في قضية فكرية لا تحتاج إلى ذلك النوع من التهيؤ الذهني والجسدي ، كذلك قراءتنا لكتب معينة تطرح قضية معينة يختلف من قراءتنا لكتب عامة تتحدث عن موضوعات متباينة أو موضوعات عامة دون أن تدخل في التفاصيل ، فإذاً من المهم لنا كقراء أن نحدد مستويات هذه الكتب وأن نحدد أنواع هذه الكتب حتى نقبل على القراءة وهذا يتطلب وقفة حازمة حاسمة مع النفس ومع التعامل مع الكتاب حتى نستفيد منه وحتى نقرأه القراءة الصحيحة ، كذلك هنالك عوامل أخرى تؤثر في عملية القراءة ، الظروف المحيطة بالقارئ تؤثر أيضاً ، فظروف الزمان وظروف المكان وظروف الجو وظروف البيئة كل هذه العوامل لها علاقة مباشرة بعملية القراءة ونحن ندعو إلى القراءة ونقول : أن الإنسان لا بد أن يستغل وقته استغلالاً كبيراً فانتشار كتب الجيب مثلاً ، هذه الكتب الصغيرة التي يأخذها الإنسان حيثما سار كتب صغيرة للجيب ، كتاب كامل ولكن بحجم صغير ، هذه الكتب مهمة لأن الإنسان يستطيع أن يضعها في جيبه يقرأها متى شاء ، يقرأها وهو يركب في السيارة ، يقرأها وهو ينتظر الدور عندما يكون مثلاً في مستشفى أو عندما ينجز معاملات رسمية في دوائر رسمية يقف في الطابور لا يقف ينظر أمام المارة وينظر أمام الناس يأخذ معه كتاباً يقرأ في ذلك الكتاب ، فهذا من الكتب التي تفيد في ذلك ولكن نقول أن الظروف المحيطة بالإنسان تجعله لا يأخذ مثلاً كتاب في الفلسفة ويقرأه والناس في هرج ومرج أو يذهب إلى السوق والناس في صراخ وهذا يتحدث عن السلعة وذاك يجادل وذاك يخاصم ثم يأتي ويريد أن يقرأ كتاباً في أصول الدين أو كتاباً في الفلسفة في ذلك المكان ، نقول : لن تنفعك هذه القراءة لأن المكان الذي اخترته والزمان الذي اخترته لقراءة هذا النوع من الكتب لا يفيد وإنما نأخذ الكتب في مثل هذه الأماكن نأخذ كتباً سهلة ، كتباً يمكن أن نفهمها مع وجود ذلك الصخب واللغط من حولنا ، ولتسهيل الإجابة عن سؤال كيف نقرأ ؟ فرّق الباحثون بين أنواع القراءات ، وقالوا بأن أنواع القراءات خمسة : فهنالك القراءة الاكتشافية ، هنالك القراءة السريعة ، هنالك القراءة الانتقائية ، هنالك القراءة التحليلية ، وهنالك القراءة المحورية ، وهذه الأنواع من القراءات ذكرها الدكتور عبد الكريم بكّار في كتابه عن القراءة ، ونحن نأخذ هذه النقاط من هذا المرجع لمن أراد أن يستزيد في هذا الموضوع .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
  #8  
قديم 16/01/2003, 02:07 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
أنواع القراءات

الحلقة (( 5 ))

أنواع القراءات :
1. النوع الأول من القراءة : القراءة الاكتشافية :
القراءة الاكتشافية : نحن الآن دخلنا في صلب عملية القراءة نمسك الكتاب وتقرأ فتأتي هذه الأنواع الخمسة ، القراءة الاكتشافية : هي القراءة التي يريد المرء من خلالها اكتشاف الكتاب وأخذ صورة ومعرفة عامة عن مضامين هذا الكتاب وعما يتحدث هذا الكتاب لأن هذا يجعل الإنسان يعرف هل هو بحاجة إلى قراءة هذا الكتاب أم إنه ليس بحاجة إلى قراءة هذا الكتاب ، وأيضاً إذا كان في معرض فتفيده القراءة الاكتشافية من أجل أن يعرف هل أنا مضطر ولا بد أن اشتري هذا الكتاب أو لا اشتريه ، فمن المؤسف أننا عندما ندخل معرضاً أو عندما ندخل مكتبة من المكتبات نريد شراء الكتب ، بعض الناس لا ينظر إلاّ في الغلاف إذا كان الغلاف منمق وجميل وفيه صور بديعة اشتراه ، وبعض الناس يعجبه أن يشتري الكتب الصغيرة ويتعقّد من الكتب الكبيرة المجلدة هذه أو الكتب القديمة ، فهذا ليس مفيداً في عملية القراءة ، وهذا يحدد القارئ الجاد من غيره ، يقول الدكتور عبد الكريم بكّار : (( بأن الإنسان من خلال نصف ساعة يستطيع أن يحدد قيمة هذا الكتاب ويكتشف هذا الكتاب ، إذا أردنا أن نعرف هذا الكتاب عن طريق القراءة الاكتشافية فأول ما نفعله أن نقرأ مقدمة الكتاب ، كل كتاب له مقدمة لا يوجد كتاب من الكتب لا توجد به مقدمة وخاصة هذا الأمر صار الآن أمر متعارف عليه عند طباعة الكتب وعند نشرها ، لا بد من مقدمة لكل كتاب ، فنقرأ المقدمة أولاً لأنه غالباً ما يذكر المؤلف أو المقدم للكتاب موضوع الكتاب بشكل مختصر وبواعث التأليف وأهمية الدراسة التي يدرسها وما الذي يريد أن يصل إليه من نتائج في حدود الاختصار ربما لا تتجاوز بضع صفحات ، فهذه تعطي الإنسان قيمة أو معرفة كاملة عن الموضوع ، ثم بعد ذلك ينظر إلى فهرس الموضوعات كل كتاب له فهرس ينظر في الفهرسة أهمية النظر والقراءة في الفهرسة تجعل الإنسان يفهم المنهجية التي يسير عليها المؤلف في ذلك الكتاب وما هي الجزئيات التي سيذكرها وهل هذه الجزئيات مهمة أم غير مهمة وهل الكاتب متعمق في طرح الموضوع أم إنه سطحي وما إلى ذلك من التساؤلات ، هنالك أيضاً الأمر الثالث في عملية القراءة عندما نريد أن نكتشف كتاباً معيناً ، أن نأتي إلى فهرس المصادر أو المراجع التي اعتمد عليها المؤلف في كتابة هذا الكتاب ، نأتي إلى قائمة المراجع في كل كتاب تقريباً توجد هنالك قائمة للمصادر والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف في تأليفه لذلك الكتاب ، وهذا مهم جداً عندما يعرف الإنسان المصادر التي اعتمد عليها المؤلف في كتابه فإنه يستطيع أن يعطي أو أن يتعرف ويأخذ تصوراً عن عمق ذلك الباحث أو عدم عمقه وهل درس هذا الموضوع الذي أراد بحثه من المصادر الأولية أم من المصادر الأصلية وهل كانت مصادره مصادر جيدة في الموضوع الذي بحثه ؟ هل هي متعلقة بالموضوع الذي يبحثه أم أنها غير متعلقة ؟ فإن الإنسان عندما يبحث مثلاً في موضوع من مواضيع الاقتصاد ويأتي ويرجع إلى كتب التاريخ ويأتي إلى كتب الفلسفة ويرجع إلى كتب أخرى لها صلة بموضوعه ولكن هذه الصلة صلة غير مباشرة فإن ذلك لا أقول إن هذا كلام عام وإنما يختلف باختلاف الظروف ولكن بوجه عام فإن موضوع هذا الطرح هزيل لأن المصادر التي اعتمد عليها المؤلف مصادر غير مباشرة في الموضوع الذي هو بصدد الحديث عنه ، ثم بعد أن نقرأ المقدمة نقرأ فهرس الموضوعات نقرأ فهرس المصادر والمراجع ، نتصفح الكتاب تصفحاً عاماً نقرأ بعض الفقرات وبعض الملخصات ، حيث أن بعض الكتّاب يذكر في كل فصل من فصول الكتاب أو في كل باب من أبواب الكتاب يذكر ملخصاً لذلك الباب فمن المفيد أن نقرأ تلك الملخصات من كل باب حتى نأخذ تصوراً معيناً ، إذا أمضينا هذا الجزء من الوقت نصف ساعة وربما أقل وربما أكثر حسب حجم الكتاب فإننا نكون قد اكتشفنا موضوع الكتاب ، لا نقول قرأنا الكتاب وإنما اكتشفنا موضوع الكتاب ، ثم بعد ذلك يحدد الإنسان على ضوء معرفته بهذا الكتاب هل هو سيشتري هذا الكتاب أو أنه لا يشتريه ، هل هو سيقرأ هذا الكتاب أم أنه سيقرأ غيره ؟ فهذه هي القراءة الاكتشافية .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله
  #9  
قديم 18/01/2003, 06:43 PM
السهم المسدد السهم المسدد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 08/09/2002
الإقامة: شواطئ الصحراء
المشاركات: 1,007
بارك الله فيك

كيف يستطيع الإنسان أن يعطي الكتب والمهمة والمراجع أولوية ، وهو لا يستطيع أن يفرق بين المهم والأهم خاصة في غياب أهل الخبرة و الاختصاص عن التفاعل مع العوام أمثالي
  #10  
قديم 19/01/2003, 06:38 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
أنواع القراءات

الحلقة (( 6 ))

2. هناك أيضاً القراءة السريعة :
القراءة السريعة : هي القراءة التي تود أخذ معرفة بالموضوع من خلال قراءة سريعة ولا يراد منها التحقق من موضوع أو فكرة عميقة ، القراءة السريعة عندما يأخذ الإنسان جريدة مثلاً وهي أنسب مثال للقراءة السريعة ، عندما يمسك الإنسان الجريدة اليومية فإنه لا يقرأ كل الجريدة من أولها إلى أخرها ، لا يقرأ كل عمود ، لا يقرأ كل خبر ، وإنما يقرأ قراءة سريعة ، قراءة مسح يريد أن يتعرف على مجمل الأخبار ، يريد أن يتعرف على موضوع معين ، كيف طرح هذا الموضوع ؟ ما هي أخر المستجدات في موضوع معين ؟ هذه تسمى القراءة السريعة ، يقرأ الإنسان قراءة سريعة ليأخذ فكرة عامة عن الأحداث وعن مجريات الأمور التي تحدث وعن قضايا معينة ، ثم إذا أراد أن يدرس أو يقرأ قراءة معمقة فذلك نوع أخر من أنواع القراءة ، فهذه هي القراءة السريعة وهذه القراءة قراءة مهمة لأن عمر الإنسان عمر محدود والزمن الذي يملكه زمن محدود وعدد الكتب لا يقع تحت الحصر فإذا كان كل إنسان يريد أن يقرأ الكتاب من أوله إلى أخره بعمق وحسب ما سيأتي في أنواع القراءات الأخرى فإن ذلك ربما يمر على الإنسان عمره كله ولا يقرأ عدة كتب ، هذه القراءة السريعة مهمة من أجل أن يتعرف الإنسان على الموضوعات بشكل عام ولكن المهم في القراءة السريعة أن الإنسان لا يحكم على كتاب معين من خلال قراءته السريعة وحتى في قراءتنا للجرائد والمجلات إذا كانت قراءتنا لها سريعة لا نحكم على ذلك الكتاب أو لا ننقل ذلك الخبر من خلال قراءة العناوين الكبرى لذلك الموضوع ، فغالباً ما تكون العناوين مختلفة عمّا في داخل الموضوع ربما نفهم من العنوان من غير المراد في صلب النص ، فلذلك لا نحكم أو لا نأخذ تصوراً عنه ولا نعطي حكماً عن كتاب معين أو عن مقال معين إلاّ بعد أن نقرأ ذلك المقال وذلك الكتاب بعمق .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
  #11  
قديم 22/01/2003, 04:42 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
أنواع القراءات

الحلقة (( 7 ))

3. النوع الثالث من أنواع القراءة هي القراءة الانتقائية :
القراءة الانتقائية : هي القراءة التي يتعمق فيها المرء في موضوع معين ثم يقرأ في مجموعة مختلفة من الكتب ولكن ينتقي من قراءته ما يريد من مفاهيم وأفكاراً معينة ، أنا الآن مثلاً أو أي طالب علم يريد أن يبحث عن موضوع وعلى سبيل المثال الجمعيات التعاونية في سلطنة عمان ، هذا موضوع أريد أن أبحثه ، كثير من الكتب على سبيل التمثيل تحدثت عن هذا الموضوع كثير من الأطروحات لم تبحث هذا الموضوع بشكل خاص ولكن ذكرته في بعض أجزاء من الكتاب ، هنالك مقالات في الجرائد ، هنالك مثلاً مقالات في الإنترنت ، تتحدث عن هذا الموضوع ، قراءتنا لهذه المصادر بهذا الشكل هي القراءة الانتقائية ، أقرأ هذا الكتاب مثلاً على سبيل المثال عندنا كتاب في الاقتصاد ، هذا كتاب في الاقتصاد عنوانه لا يبيّن أنه سيتحدث عن الجمعيات التعاونية في سلطنة عمان ولكن ربما من ثنايا الكتاب وبعض فصول الكتاب يتحدث عن هذا الموضوع فأنا لست ملزماً بأن أقرأ هذا الكتاب كله إذا أردت أن أتعمق في النقطة التي أريد أن ابحثها وإنما أقرأ فيما يخص الموضوع الذي أنا أبحث عنه فهذه تسمى قراءة انتقائية ، أنتقي من الكتاب الذي بين يديّ ما أريد أن أبحثه وما أريد أن أصل إليه ، والقراءة الانتقائية لها أبعاد أيضاً كثيرة ومدلولات أخرى فمثلاً من أبعاد القراءة الانتقائية أنني مثلاً أقرأ في كتاب في التاريخ لأبحث عن فكرة تربوية ، قضية مثلاً ضرب الأطفال قضية تربوية أريد أن ابحثها أقرأ مثلاً بعض كتب التاريخ لا أقرأها من أولها إلى أخرها لأنني مثلاً قد أعطيت زمناً معيناً لقراءة ذلك الكتاب أو لإعداد ذلك البحث ومن غير الممكن أن أقرأ هذا الكمّ الهائل من الكتب المتعلقة بالموضوع تعلقاً مباشراً أو تعلقاً غير مباشر ، فأقرأ كتاباً في التاريخ وأجد فيه قصة مثلاً عن أحد العلماء أنه لم يضرب أحد من طلبة العلم فهذه القصة في ذلك الكتاب ربما يكون الكتاب في عدة مجلدات وفيه هذه القصة استفدت منها في موضوع البحث الذي أنا بصدده فهذه تسمى القراءة الانتقائية .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى .
  #12  
قديم 24/01/2003, 01:32 PM
ابن الرحيل ابن الرحيل غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 31/03/2002
المشاركات: 622
Post

يرفع للفائدة وجزاك الله خيرا
  #13  
قديم 26/01/2003, 07:42 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
أنواع القراءات

الحلقة (( 8 ))

4. النوع الرابع من أنواع القراءة وهي القراءة التحليلية :-
القراءة التحليلية : هي أفضل أنواع القراءة ، وهي الخوض إلى عمق النص والارتفاع إلى مستوى الكاتب والمؤلف بحيث عندما نقرأ ، نقرأ بعقلية المحلل والناقد وقليل هم من يقرأون هذا النوع من القراءة وهي قراءة من النوع الصعب وهي القراءة التي لا بد أن ندمن عليها القراءة التحليلية ، أمسك بهذا الكتاب أقرأه من أوله إلى أخره ليست قراءة سريعة ، ليست قراءة انتقائية وإنما هي قراءة تحليلية ، أقرأ هذا الكتاب بعمق وأكون مهيئاً ذهنياً ووجدانياً والظروف المحيطة مهيأة من حيث الزمان والمكان أقرأ هذا الكتاب قراءة تحليلية ، القراءة التحليلية معناها أنك تمسك بهذا الكتاب وتقرأه بعمق تحس وكأنك تخاطب المؤلف ، تناقش المؤلف في الأفكار التي يطرحها تنتقده على بعض ما يذكره في ذلك الكتاب ، تحاول أن تنمي في نفسك هذا الشعور وأنت تقرأ كتاباً معيناً فهذه هي القراءة التحليلية وهي أفضل أنواع القراءات ، والقراءة لابد أن ندمن عليها وهذا النوع من القراءة ليس بالأمر السهل أن يصل الإنسان إلى مستوى الكاتب ، أن يقرأ من أجل التحليل والنقد وأن يصل إلى عمق مراد الكاتب هذا ليس بالأمر السهل وإنما هو يأتي بعد قناعات وبعد تمرين وبعد طول مهارة في التعامل مع الكتب ومع المؤلفين والتعامل مع المصطلحات المعينة في تخصص معين وفي مجال معين ولكن لابد من هذا النوع من القراءة .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى .
  #14  
قديم 30/01/2003, 02:40 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
أنواع القراءات

الحلقة (( 9 ))

5. النوع الخامس من أنواع القراءة هي القراءة المحورية :
القراءة المحورية : هي التركيز على موضوع معين والتخصص فيه بحيث يقرأ من كتب عديدة ما يتصل بموضوع بحثه أو موضوع تخصصه ، وهذا النوع من القراءة مهم جداً وخاصة في هذا العصر لأننا في عصر التخصص ، كل إنسان يتخصص في مجال معين وفي فرع من فروع المعرفة ، وكما يقول بعض الباحثين : (( بأن زمن أن يكون الإنسان موسوعة في مجالات العلم المختلفة إن هذا العهد قد ولّى وذلك لأن مجالات العلم قد تطورت الآن تطوراً كبيراً ، صار لكل فرع من فروع المعرفة فروع كثيرة وفي كل فرع من تلك الفروع فروع أخرى توسعت العلوم وصار التخصص أمراً ملحاً في هذا العصر ، يتخصص مجموعة من الناس في العلم الشرعي في الفقه ، يتخصص مجموعة من الناس في الطب ، يتخصص مجموعة من الناس في العلوم الإنسانية ، يتخصص مجموعة من الناس في العلوم التطبيقية وفي العلوم التطبيقية يتخصص منها إلى علوم أخرى فالتخصص مطلوب ، والقراءة المحورية هي قراءة التخصص ، إنسان متخصص في الأدب يقرأ ما هو لصيق بقضية الأدب ، إنسان متخصص في علوم السياسة يقرأ ما هو لصيق بموضوع السياسة وما يتشعب منها ، ليس معنى ذلك أن يهمل الإنسان قراءته للكتب الأخرى وإنما نقول أن يأخذ الإنسان من حقول المعرفة أمرٌ حسن ولكن إذا تخصص في مجال معين فإنه يكون أحسن لأنه سيتخصص في مجال معين يبدع في ذلك المجال يكون إنساناً يرجع إليه في ذلك التخصص يستطيع بذلك أن ينتج أكثر من أن لو جمع علوماً كثيرة لا يتخصص فيها ولا يمكن أن ينتج النتاج الذي حققه في القراءة أو في التخصص ، فهذه هي أنواع القراءات الخمس وهي أيضاً كيفيات للقراءة ، وكل إنسان هو الذي يحدد أي نوع من أنواع هذه القراءات يريد أن يقرأ ، يريد أن يقرأ قراءة سريعة ، يريد أن يقرأ قراءة محورية ، يريد أن يقرأ قراءة تحليلية ، وقد يجمع الإنسان بين هذه القراءات في كتاب واحد وقد يسلك في ذلك في بعض الأوقات قراءة سريعة وفي بعض الأوقات قراءة تحليلية على حسب التهيؤ الذهني والنفسي للقراءة فمعرفة الإنسان بهذه الأنواع من القراءات وتحديده لكيفية قراءته لهذا الكتاب أو ذاك هو الذي يجعله يستفيد من عملية القراءة .

تابعونا في الحلقة القادمة .
  #15  
قديم 06/02/2003, 01:47 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
توصيات مهمة لقراءة مثمرة

الحلقة (( 10 ))

العنصر الرابع من عناصر الدرس : توصيات مهمة لقراءة مثمرة .
من أجل أن نستفيد من قراءتنا لابد أن نقرأ في جو من الارتياح النفسي وذلك لأن الحالة النفيسة التي عليها القارئ تؤثر بشكل أو بآخر في مدى الاستفادة التي يستفيدها الإنسان وهو يقرأ ، لذلك كثيراً ما نسمع التربويين أنهم ينصحون الطلاب الذين سيقبلون على الامتحانات ينصحونهم بأن يكونوا مرتاحين نفسياً وبأن لا يعيشوا جو الضغط النفسي ولا يحس بزخم الاختبارات وثقلها حتى يستفيد من المراجعة ومن القراءة نقول أن هذا الأمر أمر عام لا يتعلق بطلاب المدارس أو الطلاب الذين سيخوضون امتحانا ما ، التهيؤ النفسي والارتياح النفسي أثناء القراءة يجعل الإنسان يستفيد من قراءته لذلك هنالك ما يسميه بعض الباحثين الساعة الذهبية وهي الساعة التي يحس الإنسان فيها بقمة نشاطه ، هذه الساعة الذهبية لابد أن يستغلها الإنسان إذا أحس بأنه في هذه الساعة هو متهيئ للقراءة ومقبل على القراءة وبأنه سيستفيد من هذه الساعة فليذهب مباشرة ويمسك بكتابه ويقرأ فيه ، هذه الساعة الذهبية على كل واحد منا أن يحددها في حياته وأن يجعل لها مكانا في جدوله اليومي ، الأمر الآخر هو العمل بأسلوب التلخيص وأخذ الأفكار ، عموم الناس أو الكثير من الناس لا يملكون تلك العقلية التي تجعلهم يحفظون هذا الكتاب كآلة تصوير تخزن في الذاكرة فلذلك عندما نقرأ كتابا معينا نعتمد على أسلوب التلخيص وأخذ الأفكار أقرأ هذا الكتاب مثلاً ، أقرأ مثلاً في الفصل الأول ، أقرأ فقرة منه ثم ألخص بكلمة أو كلمتين أو عبارة ما يحدد فكرة ذلك المقطع الذي قرأته ثم اجمع هذه الأفكار لأنني إذا أردت بعد ذلك أن أعود إلى هذا الكتاب فإنه يكفي أن أرجع إلى العناوين التي وضعتها وإلى الملخص الذي وضعته من أجل أن أفهم أفكار الكتاب ولا أقول أن أنقل نصوص الكتاب لأن النقل من نص الكتاب لا بد أن ترجع إلى نص المؤلف الذي وضعه . عدم الحكم على الكتاب إلاّ بعد قراءته ومعرفة توجهات الكاتب ، كثير من الناس تسأله ما رأيك في هذا الكتاب ؟ يقول لك : كتاب جيد ، هل قرأته ؟ لا لم أقرأه ، لماذا لم تقرأه وتقول بأنه جيد أو بأنه غير جيد ؟ الحكم على الأشياء والحكم على الأشخاص هذا أمر مهم ولا يكون الحكم على الكتاب إلاّ بعد قراءتك لذلك الكتاب ، تقرأ الكتاب من أوله إلى أخره قراءة تحليلية ، قراءة معمقة ثم بعد ذلك تحكم على هذا الكتاب بأنه كتاب جيد أو بأنه كتاب غير جيد لا نتسرع في الحكم على الأشخاص وعلى الكتب بشكل عام حسب موضوعنا ، يجب أن لا نتسرع في الحكم على الكتب وإنما لا بد أن نتأنى فيه وأن ندرك أن الحكم على هذا الكتاب ربما يؤثر في الآخرين ولا نكون صادقين مع أنفسنا إذا اتخذنا حكماً سريعاً حول كتاب لم نقرأه أو أن نحكم على الكتاب من خلال عنوانه فإن العنوان ربما لا يعطينا الصورة الحقيقية عن ذلك الكتاب سواء كانت صورة سلبية أو صورة إيجابية فهنالك مجموعة كبيرة من الكتب تحمل عناوين براقة وكلمات معسولة ولكنها تحمل السمّ الزعاف وهناك كتب أيضاً ربما نفرّ من عناوينها وفيها الخير الكثير .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى .

آخر تحرير بواسطة ابن المعلّم : 06/02/2003 الساعة 01:54 PM
  #16  
قديم 17/02/2003, 04:25 PM
ابن الرحيل ابن الرحيل غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 31/03/2002
المشاركات: 622
Arrow

ننتظر نهاية الموضوع خاصة ونحن على أبواب معرض هام للقراءة:

اعلان عن ((معرض مسقط الدولي للكتاب))


معرض مسقط للكتاب على الأبواب فـ (( كيف تشتــري كتابا ؟!! ))
  #17  
قديم 02/03/2003, 08:38 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
اعتذار

أرجو المعذرة على طول الغياب
وسنتواصل معكم بإذن الله حتى نهاية الموضوع
  #18  
قديم 02/03/2003, 08:41 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
الحلقة (( 11 ))

الأمر الآخر أهمية تنظيم الوقت : فعملية تنظيم الوقت مهمة جداً في تنظيم عملية القراءة وكيفيتها ، وهذا هو الأمر المهم في كل عملية نريد طرحها وفي كل موضوع نريد طرحه ، ما دمنا لم نصل إلى مستوى تنظيم أوقاتنا فإن كل الأوراق تتبعثر وكل الجهود تتشتت وكل الأفكار تبقى غير مرتبة ولا يتحصل الإنسان على شيء ، يأتي ويقرأ فلا بد من الاهتمام بقضية تنظيم الوقت ما دمنا غير قادرين على تنظيم الوقت فإنه من باب أولى أن لا نستفيد من قراءتنا ، يأتي الإنسان ويقرأ في الصباح ربع ساعة ثم يمرّ عليه أحد الناس ويقول له خلا السوق بسم الله خلا ، يرجع من السوق يجلس أمام الكتاب ويقرأ خمس دقائق يرن الهاتف فلان أيش رأيك نمشي رحلة بسم الله خلا ، يرجع من الرحلة بعد يومين يمسك الكتاب خمس دقائق ثم يتصل به زميله ويبقى على الهاتف ربع ساعة ، هذا النوع من القراءة غير مفيد وكله بسبب عدم تنظيم الوقت والمشكلة هنا أننا نعطي القراءة فضول أوقاتنا ، عندما يكون الإنسان كما نقول بالعامية (( عندما يكون متفيّق )) يمسك كتاب ويقرأ ، إذاً القراءة صارت أمراً هامشياً في حياتنا ،لم تصل إلى مستوى الهمّ كما ذكرت في أول الدرس ، لم تصل إلى مستوى الهمّ الذي نحمله في نفوسنا وإنما صرنا نخصص لها بعض الأوقات ، خمس دقائق في اليوم ، عشر دقائق لا أقصد بذلك قراءة المجلات وقراءة الصحف وما إلى ذلك أو المطالعة في الإنترنت وإنما أقصد القراءة التي يستفيد منها الإنسان ، هذه القراءة لا تكون خمس دقائق في الساعة ثم يبقى الإنسان خمس وخمسين دقيقة بعيداً عن ذلك الكتاب ، ثم يرجع بعد ثلاث دقائق ويقرأ سطرين ثم يترك ذلك الكتاب ، لا القراءة الصحيحة تكون بأن يترتب الإنسان لقراءته زمناً معيناً ومدة محددة يكون ذلك الزمن بموضع المقدس عنده حيث لا يشغله عنه شاغل ولا يصرفه عنه أي صارف ، يكون جزءاً من وقته يحدده للقراءة تحت أي ظرف كان ، وهذا أمر ليس بالصعب وإنما الصعب هو أن نكلف أنفسنا عملية تنظيم الوقت وعملية تنظيم الوقت أيضاً ليست عملية شخصية وإنما هي عملية اجتماعية لا بد أن يشارك فيها كل أفراد المجتمع ، فربما ينظم الإنسان وقته ولكن يأتي إنسان آخر يضيع عليه برنامجه اليومي ، فلكي ندرك أهمية القراءة ونعرف مدى أو كيفية القراءة لا بد أن نعرف كيف ننظم أوقاتنا وكيف نعطي للقراءة الوقت الكافي الذي يجعلنا نصل إلى مستوى القارئ .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
  #19  
قديم 02/03/2003, 08:43 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
تجارب يمكن الاستفادة منها

الحلقة (( 12 ))
العنصر الخامس والأخير من عناصر هذا الدرس هو : تجارب يمكن الاستفادة منها .

وهي في الحقيقة تجربة لأحد المعلمين الذين مرّوا على تدريسنا في المدارس ، كان ذلك المعلم معلماً فذاً معلماً يدرك معنى العلم ومعنى القراءة بشكل أخص ، سألناه ذات يوم كيف تقرأ ؟ فقال : بأنه أول ما يمسك الكتاب يقرأ الكتاب من أوله إلى أخره قراءة واحدة ، ثم بعد ذلك يبدأ القراءة من جديد ويكون معه دفتر صغير يلخص فيه مادة ذلك الكتاب ، يقرأ مثلاً الفصل الأول ثم يلخص الفصل الأول في ذلك الكتيب ، ثم يترك الكتاب ويأتي إلى الملخص ويقرأ الملخص الذي كتبه مرة ثالثة ، يكون بذلك قد قرأ الكتاب ثلاث مرات ، وفي أثناء قراءته للكتاب إذا مرّ بنص يستحق الحفظ فإنه يحفظ ذلك النص ، نصاً يحفظه كما هو بداخل الكتاب ، وإذا مرّ بأبيات من الشعر تستوجب حفظها له فإنه يحفظ تلك الأبيات وهكذا فيكون بذلك قد قرأ الكتاب عدة مرات قرأه المرة الأولى قراءة عامة ، ثم قرأه بعد ذلك قراءة يأخذ منها عناصر الكتاب وأفكاره ويلخص ذلك الكتاب ، ثم في المرة الثالثة يقرأ الملخص الذي لخصه عن ذلك الكتاب ، أظن لو أن كل واحدٍٍ منّا اتبع هذا الطريق وهذه التجربة في قراءته للكتب فإنه لا شك سيستفيد من أي كتاب يقرأه ، ولكن هذا لا يكون بأن يقرأ الإنسان ساعة في اليوم أو ساعتين في اليوم ، أقل ما يمكن أن يخصصه الإنسان لقراءته ثلاث ساعات أو خمس ساعات ، أربع ساعات يقرأ الإنسان فيها من مجموع أربع وعشرين ساعة في اليوم ، أربع ساعات لا تشكل شيئاً ما بالنسبة للأربع والعشرين ساعة إذا التزم الإنسان بالقراءة كل يوم ثلاث ساعات قراءة تحليلية ، قراءة يكون الإنسان فيها متهيئاً نفسياً وذهنياً للقراءة ويأخذ بنموذج القراءة التي تفيده فإنه بلا شك سيستفيد وسيكون إنساناً قارئاً ، أما كما قلت أن تأتي ونقرأ خمس دقائق ثم نترك هذا الكتاب ونتحول إلى الكتاب الآخر ونقرأ عشر صفحات منه ثم نترك هذا الكتاب ونتحول إلى كتاب آخر ونقرأ منه صفحتين ثم نتحول إلى كتاب آخر ونقرأ منه صفحة واحدة و تتشتت الأفكار مثلاً نقرأ صفحة في الفقه وصفحة في الحديث وصفحة في الأصول وصفحة في الجريدة وصفحة في الإنترنت ، ثم بعد ذلك يكون الإنسان لم يتحصل على شيء إذا سألته عن مسألة لا يعرفها إذا سألته عن معلومة لا يفهمها إذا سألته عن كتاب معين لا يعرف مستواه إذا سألته عن فكرة معينة لا يعرف تفاصيلها كل هذا بسبب انه لم يقرأ القراءة الواعية المتأنية التي يستطيع من خلالها أن يصل إلى عمق النص ويصل إلى مستوى الكاتب ويعرف ما يريده الكتاب وأن يحلل ذلك النص ويصل إلى مرتبة انتقاد ذلك النص ، فهذا من الأخطاء التي نقع فيها أثناء القراءة .

تابعونا في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ( الحلقة الأخيرة )

آخر تحرير بواسطة ابن المعلّم : 02/03/2003 الساعة 08:47 PM
  #20  
قديم 02/03/2003, 08:46 PM
ابن المعلّم ابن المعلّم غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 31/12/2002
الإقامة: دار الحكمة والولاء
المشاركات: 63
تابع تجارب يمكن الاستفادة منها

الحلقة (( 13 )) ( الحلقة الأخيرة )

كذلك هنالك أمر آخر لا بد من الإشارة إليه وهو أن القراءة ليست فقط بأن يقرأ الإنسان الكتب الفقهية أو أن تعطي الإنسان جدولا معيناً يقرأ فيه يبدأ بالنحو ثم يقرأ بعد ذلك كتب في العقيدة ثم بعد ذلك يقرأ كتب في الفقه وهكذا ، هذا أمرٌ جيد جداً في المراحل الأولى من القراءة بأن يكون للإنسان قاعدة علمية ينطلق من خلالها إلى آفاق القراءة الواسعة ولكن بالنسبة للآخرين وخاصة الموظفين فإنهم لا بد أن يقرؤا فيما يخص مجالات التخصص التي هم فيها ، ومن المؤسف أن عدداً كبيراً من المعلمين مثلاً لا يهتمون بالقراءة لا أقول بالقراءة الشاملة وإنما في مجال التخصص الذي هم فيه نأتي إلى المهندسين مثلاً ، المهندس مثلاً المهندس ربما يتخرج من الجامعة وربما يتخرج من أي معهد كان ثم تكون معلوماته هي المعلومات التي درسها أيام الدراسة وانتهى الأمر على ذلك لا يقرأ في مجال تخصصه ، وهذا أمر مؤسف لأن عملية المعرفة عملية متجددة وخاصة الآن نعيش في عصر ثورة المعلومات تتجدد المعارف لا أقول سنوياً ولا شهرياً وإنما تتطور المعلومات بشكل يومي وتتغير المعطيات بشكل يومي وإذا ظل الإنسان راكداً على معلوماته الأولى التي استقاها أيام دراسته دون أن يطور تلك القاعدة التي كان عليها فإنه سيكون إنساناً يعيش خارج الزمن ، وإنسان لا يدري ما الذي يدور حوله من أحداث ومعطيات ، كل إنسان مطالب بأن يقرأ في مجال تخصصه وأن يحمل ذلك الهم ( هم القراءة ) وأن يدرك أن إبداعه في مجال تخصصه يكون بالقراءة في ذلك التخصص وهو عندما يقتنع بأن القراءة في مجال التخصص مهمة فإنه بعد ذلك يكون عنصراً فاعلاً في مجتمعه يستطيع أن يبدع وأن يعطي وأن يكون إنسان يناقش الموضوعات التي يتخصص فيها أما أن نعيش هكذا لا نقرأ لا نتصفح الكتب لا نكون أصدقاء مع هذه الكتب التي تفرزها آلات المطابع يومياً بالآلاف وعشرات الآلاف سنوياً فإننا بذلك نكون أناساً نعيش خارج الزمن وبالتالي لا نحقق مفهوم الخلافة ، خلافة الإنسان في هذه الأرض وكونه إنسان يؤدي العبودية لله عز وجل ويطالب الناس بأن يرجعوا إلى دين الله سبحانه وتعالى ويدعوا الناس إلى الدخول في هذا الدين وإلى الالتزام بمنهاج هذا الدين وبأحكامه وتشريعاته هذا كل ما لدي حول موضوع هذا الدرس .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا الرشد وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما ، ونسأل الله تعالى العون والتيسير للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
  #21  
قديم 03/03/2003, 09:10 PM
فالح الحربي فالح الحربي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 06/08/2002
المشاركات: 1,098
الموضوع طيب ولكن
كيف نجعل الناس تقرأ في كل وقت
وليس في مواسم معارض الكتاب
  #22  
قديم 24/09/2003, 12:07 PM
موقع الأمل المشرق موقع الأمل المشرق غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 30/06/2000
الإقامة: عمـــــــــــــان
المشاركات: 1,074
Lightbulb

من أراد هذا الموضوع منسقا:

http://216.221.185.71/ktob/how2readmamri.zip

مع تحيات أخوانكم في موقع الأمل المشرق

http://www.alaml.net


أيضا حلقات (( أدب الدعوة )) للشيخ محمد المعمري
http://om.s-oman.net/showthread.php?s=&threadid=49588
  #23  
قديم 12/11/2003, 09:17 PM
موقع الأمل المشرق موقع الأمل المشرق غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 30/06/2000
الإقامة: عمـــــــــــــان
المشاركات: 1,074
Lightbulb

اضغط هنا لسماع شريط (( كيف نقرأ ؟ )) للشيخ محمد المعمري :

الوجه الأول / الوجه الثاني
  #24  
قديم 16/02/2004, 07:55 PM
almohlab almohlab غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 21/11/2003
المشاركات: 92
للرفع و الفائدة
  #25  
قديم 18/02/2004, 07:06 PM
الغيور جدا جدا الغيور جدا جدا غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 18/11/2002
المشاركات: 163
نفع الله بكم
  #26  
قديم 23/02/2004, 05:09 PM
الضوء الساطع الضوء الساطع غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2000
الإقامة: بلدة عربية
المشاركات: 1,743
للتثبيت
  #27  
قديم 27/02/2004, 09:02 PM
المنهل الصافي المنهل الصافي غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2002
المشاركات: 1,063
اجركم الله.....

المشكلة أراها مزدوجة بين قلة القراء..... والذي نتج عنه قلة المعروض.....فالعلاقة طردية.....
  #28  
قديم 05/03/2004, 12:45 PM
الضوء الساطع الضوء الساطع غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 02/07/2000
الإقامة: بلدة عربية
المشاركات: 1,743
Thumbs up

نرفع التثبيت لنفسح المجال لمواضيع جديدة
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 06:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.