سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع التقييم: تقديرات الموضوع: 2 تصويتات، المعدل 5.00.
  #1  
قديم 13/07/2006, 12:48 AM
عميد المظلومين عميد المظلومين غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 17/08/2005
الإقامة: في قلب 23 يوليو( يوم النهضة المباركة )
المشاركات: 4,279
Thumbs up الفرق بين الإباضية والخوارج والمعتزلة

بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين الإباضية والخوارج والمعتزلة ( )
" … قد عبر عبد الله بن إباض بشكل موجز عن موقف الإباضية تجاه علاقاتهم ببقية الأمة الإسلامية بقوله الشهير " لا نقول فيمن خالفنا أنه مشرك لأن معهم التوحيد والإقرار بالكتاب والرسول، وإنما هم كفار بالنعم، ومواريثهم ومناكيحهم والإقامة معهم حل، ودعوة الإسلام تجمعهم" ثم إن هذا القول أكدته وكررته المراجع الإباضية التالية ـ المعاصرة واللاحقة ـ أمثال سير سالم بن ذكوان وعبد الله بن يحيى الكندي، وأبي حمزة المختار بن عوف …( )، وإن كان ثمة خلاف بين الفرق الإسلامية اليوم فجدير بأمتنا وهي تواجه أعتى طواغيت الأمم إبادة و أكثرهم قوة واجمعهم كلمة، أن ترص صفوفها وتجمع شتاتها، وتزرع الوئام بين أبنائها، وتفك عنها الإصر التي لفته حول عنقها، ولذا أجدني لست بحاجة إلى توسيع الخلاف في القضايا التي بين الفرقة الوهبية وبين أهل السنة خاصة( ) في مسألة نفي الرؤية وخلود صاحب الكبيرة في النار وفي قضية خلق القرآن فذكر الخلاف مبسوط في كتب علم أصول الدين فليراجع عند الحاجة إليه، وهي من فروع العقيدة ـ إن لم تكن عند البعض من الاجتهادات التي يصح فيها الخلاف ـ وأكتفي بذكر الفروق بيننا وبين الخوارج من جهة والمعتزلة من جهة أخرى، لسبب مهم ( ) ألا وهو حشرنا مع زمرة الخوارج والذي من كان عداؤنا معهم مريرا فلسنا نمت إلى الأزارقة والنجدات والصفرية والمعتزلة وغيرها( ) من الفرق إلا كما يمت فرق الإسلام بعضها ببعض.
أضف إلى ذلكم السبب ما يعشش في رؤوس بعض من الكتَّاب وغيرهم وكيلهم وكيدهم للمسلمين وتشتيتهم مذاهب متناحرة، ومحاولتهم في إقصاء الحق وأهله، وبجانب ذلك كله أعداء الإسلام الذين يبثون الفرقة من خلال الكتَّاب المأجورين قديما وحديثا، فهلا يعي المسلم الدرس.
ولذلك اكتفيت( ) بذكر الفرق بيننا وبين الخوارج من جهة وبيننا وبين المعتزلة من جهة أخرى في بعض المسائل التي أرى من الضرورة الإشارة إليها ولو باقتضاب.
الفرع الأول : الفرق بين الإباضية والخوارج ( )
ومن الصعب بمكان أن يـُـكوِّن غير الإباضي نظرة واضحة عن الحركة الإباضية وطبيعة علاقتها بالخوارج لتكتم نشاطات ومخططات التي وجَّـهتها الحركة في بدايات نشأتها مع وجود الاضطهاد من خصومهم السياسيين و الفكريين .. ( ) وهذه السير الإباضية حفظت بالشرح المفصل لآرائهم وتطور الفكر عندهم سياسيا واجتماعيا وفكريا كالبرَّادي والوسياني والدرجيني وغيرها أضف إلى هذه سير سالم بن ذكوان وسير ة شبـيب بن عطية العماني وسيرة أبي قحطان خالد بن قحطان الهجاري وما إلى ذلك من خطب لعبد الله بن يحيى وللمختار بن عوف مسجلة ومحفوظة( ).
… قال العلامة ابن إسحاق أطفيِّش ـ رحمه الله ـ في رسالته " الفرق بين الإباضية والخوارج " : الإباضية اتجهوا إلى خدمة الإسلام علماً وعملاً، منذ ابتدأت الفتنة، فاشتغلوا بالتدوين، فكانوا أول من دوَّن الحديث، فإمامنا جابر بن زيد أول من( ) دون الحديث وأقوال الصحابة في ديوانه، الذي وصفه انه حمل بغير ثم تلاميذه من بعد، وهم حملة العلم في المشرق والمغرب.
والخوارج جنحوا إلى إراقة الدماء، وإخافة السبل وتعطيل الأحكام، ولم يذكر من أحد من الخوارج ألف كتاباً، والذين يذكرون المؤلفات للخوارج إنما يذكرون الإباضية وهم دون شك يريدون بهم التشنيع والتشغيب، أما الصفرية والأزارقة والنجدية، فلم تذكر لهم رواية ولا تدوين، ولو انفرد نجده بن عامر برواية حديث، ونافع بأسئلة سألها ابن عباس … أهـ ( ).
وأما مسألة التحكيم وما آل إليها من فتن فقد تناقلها كل بسنده، ويصعب البت فيها، إلا أنها أحدثت هوة كبيرة بين المسلمين… وبناء على ما قال جابر بن زيد أن عليا بن أبي طالب حين لحظ أن مناصريه قلقوا لمقتل المسلمين الأتقياء في معركة النهروان وندموا على ما فعلوه طلب منهم في اليوم التالي للمعركة أن يبحثوا عن شيطان بين قتلى أهل النهر، جاءوه برجل كان عضه الجمل في صدره، فقال لهم علي: ذاك هو الشيطان وحين نبهه ابنه الحسنُ إلى أن هذه الرجل هو الصحابي نافع مولى الصحابي تُرْملة اسهم بالجهاد، أسكته علي وقال له: إن الحرب خدعة ومن شان هذه المعلومات أن تدل أن المرجع الإباضية الأولى اعتقدت أن عليا بن أبي طالب لم يكن على حق في محاربة أهل النهر، وان موقفه آنذاك كان مبنيا على طموحات دنيوية، لا على أسس دينية كما هي الحال بالنسبية لأهل النهر، وهكذا يرى الأوائل منا بقولهم: "… فامرنا تبع لائمة المسلمين قبل نزول الفتنة للمسلمين يوم قتلوا عثمان، ويوم الجمل، ويوم أنكروا تحكيم الرجال في دينهم. ورأينا اليوم لرأيهم تبع يومئذ، وتأويلنا القران اليوم لتأويلهم يومئذ تبع، لسنا من يزعم أنه أفاد علما في القرآن والسنة حتى غلبهم … " ( ).
" … هكذا فهم الإباضية حكمهم الذي لم يكن بالنسبة لهم سوى استمرار لحكم المحكمة قبل انفصال نافع والخوارج المتطرفين ولذلك نظروا إلى الخوارج المتطرفين بأنهم "المارقة" أي الذين جاوزوا الدين، وطبقوا عليهم الوصف المعروف المذكور في حديث شهير للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم، يقرؤون القران ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، تنظر في النصل فلا ترى شيئا ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئا ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئا، وتتمارى في الفوق ..( ).

ومن نقاط الخلاف أيضا "... مسالة الخروج فنافع بن الأزرق اعتقد بوجوب الخروج أو بالهجرة إلى معسكرهم بأمر إلزامي واعتبر بلاد خصومهم من المسلمين "المخالفين " دار حرب، ونظر إلى أولئك الذين لا يقومون بأي عمل "القـعدة "باعتبارهم مشركين على أساس الآية القرآنية "وان أطعتموهم إنكم لمشركون" وهذه العقيدة مناقضة للعقيدة التي قال بها المحكمة وهي إن معارضيهم من المسلمين هم محض "كفار نعمة" لا مشركون وأن إخوانهم المسلمين قادرون على الحياة بين خصومهم وسمحوا بالقعود( ) … المسألة الثانية: هي موقفهم بالنسبة لخصومهم المسلمين " المخالفين " لقد اعتقد الأزارقة أن خصومهم كفار ونظروا إلى دارهم دار الحرب فقتلوا الرجال وسبوا الذرية واستولوا على ممتلكاتهم ولا توارث لأتباعهم ولا تزاوج.

في حين يرى الإباضية تلك العقائد كضلالات تعارض آراء المسلمين وتناقض سيرهم، و إنها بدع فانفصلوا عن حركاتهم ورفضوا آرائهم وخاضوا حروباً ضدهم في رد العدوان كحروبهم في عُـمان على شيبان زعيم الصفرية وحروب الإمام أبي الخطاب عبد الأعلى، وحروبهم ضد الصفرية في ورفجومة في القيروان …" ( ).
وفارق نجدة وأنصاره الصفرية في الزواج من نساء مخالفين الذين اعتبرهم كفاراً وسمحوا بأكل ذبائحهم ومنعوا أخذ الجزية منهم للحماية وقاموا بواجبات خصومهم نحو أهل الذمة مع انهم اعتبروا خصومهم المسلمين مشركين . ورأوا وجوب الهجرة من بلاد خصومهم كما هاجر الرسول من مكة …" ( ).
و إذا عرفنا هذا أدركنا سبب حرص الإباضية على عدم تسميتهم بالخوارج أو إدراج فرقتهم ضمن فرق الخوارج…( ).
الفرع الثاني : الفرق بين الإباضية والمعتزلة ( )
"هناك فارق أساسي بين الإباضية والمعتزلة هو أن المعتزلة معرفون باستخدام الأساليب العقلانية في الكلام، وبقلة مراعاة الحديث، في حين أن الإباضية لم يأخذوا بالمنطق عند توفر الحديث الموثوق أما بالنسبة للنشأة فإن غالبية وجهات النظر الإباضية كانت قد استقرت قبل وقت طويل من وجهات نظر المعتزلة …" ( ).
ومن ناحية أخرى عارض الإباضية بقوة بعض وجهات نظر المعتزلة الأساسية حول القدر ( )، والإرادة الإلهية والمنزلة بين المنزلتين وبالنسبة للمسألتين الأوليين، أي القدر والإرادة الإلهية( )، قال الإباضية إن الله خالق الإنسان وأعماله، وان الإنسان هو الذي يقوم بعمله( )، وبالنسبة للإرادة الإلهية قال الإباضية إن كل شيء يحدث في هذا العالم سواء كان صالحاً أم سيئاً هو بإرادة الله، ثم إن هذين الرأيين تبناهما الأشاعرة وطور المعتزلة المنزلة بين المنزلتين للحالة التي تقع بين الإيمان والشرك ورفضوا أن يعتبروا مرتكب الكبيرة مؤمناً كما فعل المرجئة، وكذلك رفضوا أن يعتبروه كافراً كفر نعمة، واعتبره فاسقاً في منزلة بين المنزلتين، قاصدين بذلك انه لا هو بمؤمن ولا هو بكافر وميز الإباضية موقفهم حيال هذه المسألة بالمبدأين التاليين:ـ
ـ إن المنزلة بين المنزلتين تفترض منزلة نفاق بين الإيمان والشرك وهو موقف معارض للمرجئة الذين رفضوا النظر إلي مرتكب الكبيرة بأنه غير مؤمن، وهو معارض للخوارج الذين نظروا إلى كل من يرتكب الكبائر انه مشرك.
ـ لا منزلة بين المنزلتين، أي انه لا منزلة بين الإيمان والكفر، وعندهم إن اولئك الذين لا يمارسون تعاليم الدين هم " كفار النعم " وهو موقف موجه ضد نظرة المعتزلة إلى هذه القضية. وبالنسبة للإباضية أن عبارات الفسق والنفاق وكفر النعمة واحدة وهي تعنى نفاقاً إن الذي يقع في هذه الفتنة لا هو بمؤمن ولا هو بمشرك لكنه كافر كفر نعمة، أو منافق كالمنافقين في زمن الرسول …"( ).

قلت( ): ينبغي أن تكون المعادلة واحدة حيال مسألتنا هذه فمن حيث انه منزلة بين المنزلتين باعتباره عاصياً أو ظالماً أو منافقاً أو كافراً كفر نعمة بأي من هذه الأسماء أو لنقل انه مرتكب كبيرة فحكمه عندنا أنه غير مشرك فلا يعامل معاملة المشركين في الدنيا فلا يحل دمه ولا ماله ولا عرضه إلا بموجب اقتضته الأحكام الفقهية بالحدود الشرعية الثابتة للزاني وقاتل النفس وغيرهما، وفي نفس الوقت هو ليس بمؤمن فحينئذ تنزع منه الولاية( ) في الدين فالمؤمنون منه برآء فيجب بغضه بالقلب ولا يدعى له بخير الآخرة، ويطلق عليه أنه موحد أو من أهل القبلة، و لنا مناكحته وحلٌ طعامه.. الخ من الاحكام من ميراث وبيع وشراء وغيرها مما هو للمسلمين فيما بينهم، فهذه منزلته وكفى بها خسة.
أما انه لا منزلة بين المنزلتين باعتبار مآله إلى النار فمن عصى ولم يتب مات على خطيئته التي يستحق فيها تسميته بمرتكب الكبيرة فهو مخلد في النار، حاله فيها كالمشرك بدركة تختلف عنها، فللنار دركات … " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " ونعوذ بالله من عذاب الله. وللاستزادة في هذه القضية راجع كتب علم الكلام تجد بغيتك المنشودة في عقائد كل فرقة والتزم الإنصاف في تناول القضية بالرجوع إلى مؤلفات أصول الدين لكل فرقة .. فلكل مراجعه.
راجع كتاب جهود علماء الاباضية في التفسير للكندي

آخر تحرير بواسطة عميد المظلومين : 25/07/2006 الساعة 08:18 PM
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 13/07/2006, 02:52 AM
(بدر الزمان) (بدر الزمان) غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/03/2006
المشاركات: 301
الحمد لله الذي هدانا وما كنا بمهتدين لولا أن هدانا الله.
بوركت أخي وجزيت خيرا على هذا الموضوع.
  #3  
قديم 17/07/2006, 09:26 AM
السهم المسدد السهم المسدد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 08/09/2002
الإقامة: شواطئ الصحراء
المشاركات: 1,007
الخلاف بين الإباضية والمعتزلة أقرب ما يكون إلى الخلاف اللفظي.

فهم قالوا أن الإنسان مريد لفعله وخالق له ونحن قلنا هو مريد لفعله وليس خالق له وإنما هو (مكتسب) لفعله.

وهم قالوا أن الفاسق ليس بمؤمن وليس بمشرك ونحن قلنا أن الفاسق ليس بمؤمن وليس بمشرك بل هو في منزلة بين المنزلتين اسموها هم (الفسق) ونحن اسميناها (الفسق والنفاق وكفر النعمة).

وهذا مصدر فخر واعتزاز للمعتزلة قبل كل شيء فهم عقلاء السنة بشهادة عقلاءهم.
  #4  
قديم 17/07/2006, 12:39 PM
موسى الكليم موسى الكليم غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ الانضمام: 22/06/2006
المشاركات: 123
الحق رغم عدم اعترافى بالمذاهب إلا أن المعتزلة والإباضية الأقرب إلى الإسلام

والله أعلم
  #5  
قديم 17/07/2006, 07:22 PM
المعافري المعافري غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 17/06/2002
الإقامة: سلطنة عمان
المشاركات: 3,157
للمزيد من النقاش والإطلاع يثبت الموضوع
  #6  
قديم 18/07/2006, 08:59 AM
صورة عضوية سمد نزوى
سمد نزوى سمد نزوى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 10/07/2006
الإقامة: جامع سمد نزوى
المشاركات: 84
الفرق بين الإباضية والخوارج من كتاب جهود علماء الاباضية للكندي

الفرق بين الإباضية والخوارج ( )
ومن الصعب بمكان أن يـُـكوِّن غير الإباضي نظرة واضحة عن الحركة الإباضية وطبيعة علاقتها بالخوارج لتكتم نشاطات ومخططات التي وجَّـهتها الحركة في بدايات نشأتها مع وجود الاضطهاد من خصومهم السياسيين و الفكريين .. ( ) وهذه السير الإباضية حفظت بالشرح المفصل لآرائهم وتطور الفكر عندهم سياسيا واجتماعيا وفكريا كالبرَّادي والوسياني والدرجيني وغيرها أضف إلى هذه سير سالم بن ذكوان وسير ة شبـيب بن عطية العماني وسيرة أبي قحطان خالد بن قحطان الهجاري وما إلى ذلك من خطب لعبد الله بن يحيى وللمختار بن عوف مسجلة ومحفوظة( ).
… قال العلامة ابن إسحاق أطفيِّش ـ رحمه الله ـ في رسالته " الفرق بين الإباضية والخوارج " : الإباضية اتجهوا إلى خدمة الإسلام علماً وعملاً، منذ ابتدأت الفتنة، فاشتغلوا بالتدوين، فكانوا أول من دوَّن الحديث، فإمامنا جابر بن زيد أول من( ) دون الحديث وأقوال الصحابة في ديوانه، الذي وصفه انه حمل بغير ثم تلاميذه من بعد، وهم حملة العلم في المشرق والمغرب.
والخوارج جنحوا إلى إراقة الدماء، وإخافة السبل وتعطيل الأحكام، ولم يذكر من أحد من الخوارج ألف كتاباً، والذين يذكرون المؤلفات للخوارج إنما يذكرون الإباضية وهم دون شك يريدون بهم التشنيع والتشغيب، أما الصفرية والأزارقة والنجدية، فلم تذكر لهم رواية ولا تدوين، ولو انفرد نجده بن عامر برواية حديث، ونافع بأسئلة سألها ابن عباس … أهـ ( ).
وأما مسألة التحكيم وما آل إليها من فتن فقد تناقلها كل بسنده، ويصعب البت فيها، إلا أنها أحدثت هوة كبيرة بين المسلمين… وبناء على ما قال جابر بن زيد أن عليا بن أبي طالب حين لحظ أن مناصريه قلقوا لمقتل المسلمين الأتقياء في معركة النهروان وندموا على ما فعلوه طلب منهم في اليوم التالي للمعركة أن يبحثوا عن شيطان بين قتلى أهل النهر، جاءوه برجل كان عضه الجمل في صدره، فقال لهم علي: ذاك هو الشيطان وحين نبهه ابنه الحسنُ إلى أن هذه الرجل هو الصحابي نافع مولى الصحابي تُرْملة اسهم بالجهاد، أسكته علي وقال له: إن الحرب خدعة ومن شان هذه المعلومات أن تدل أن المرجع الإباضية الأولى اعتقدت أن عليا بن أبي طالب لم يكن على حق في محاربة أهل النهر، وان موقفه آنذاك كان مبنيا على طموحات دنيوية، لا على أسس دينية كما هي الحال بالنسبية لأهل النهر، وهكذا يرى الأوائل منا بقولهم: "… فامرنا تبع لائمة المسلمين قبل نزول الفتنة للمسلمين يوم قتلوا عثمان، ويوم الجمل، ويوم أنكروا تحكيم الرجال في دينهم. ورأينا اليوم لرأيهم تبع يومئذ، وتأويلنا القران اليوم لتأويلهم يومئذ تبع، لسنا من يزعم أنه أفاد علما في القرآن والسنة حتى غلبهم … " ( ).
" … هكذا فهم الإباضية حكمهم الذي لم يكن بالنسبة لهم سوى استمرار لحكم المحكمة قبل انفصال نافع والخوارج المتطرفين ولذلك نظروا إلى الخوارج المتطرفين بأنهم "المارقة" أي الذين جاوزوا الدين، وطبقوا عليهم الوصف المعروف المذكور في حديث شهير للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم، يقرؤون القران ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، تنظر في النصل فلا ترى شيئا ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئا ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئا، وتتمارى في الفوق ..( ).

ومن نقاط الخلاف أيضا "... مسالة الخروج فنافع بن الأزرق اعتقد بوجوب الخروج أو بالهجرة إلى معسكرهم بأمر إلزامي واعتبر بلاد خصومهم من المسلمين "المخالفين " دار حرب، ونظر إلى أولئك الذين لا يقومون بأي عمل "القـعدة "باعتبارهم مشركين على أساس الآية القرآنية "وان أطعتموهم إنكم لمشركون" وهذه العقيدة مناقضة للعقيدة التي قال بها المحكمة وهي إن معارضيهم من المسلمين هم محض "كفار نعمة" لا مشركون وأن إخوانهم المسلمين قادرون على الحياة بين خصومهم وسمحوا بالقعود( ) … المسألة الثانية: هي موقفهم بالنسبة لخصومهم المسلمين " المخالفين " لقد اعتقد الأزارقة أن خصومهم كفار ونظروا إلى دارهم دار الحرب فقتلوا الرجال وسبوا الذرية واستولوا على ممتلكاتهم ولا توارث لأتباعهم ولا تزاوج.

في حين يرى الإباضية تلك العقائد كضلالات تعارض آراء المسلمين وتناقض سيرهم، و إنها بدع فانفصلوا عن حركاتهم ورفضوا آرائهم وخاضوا حروباً ضدهم في رد العدوان كحروبهم في عُـمان على شيبان زعيم الصفرية وحروب الإمام أبي الخطاب عبد الأعلى، وحروبهم ضد الصفرية في ورفجومة في القيروان …" ( ).
وفارق نجدة وأنصاره الصفرية في الزواج من نساء مخالفين الذين اعتبرهم كفاراً وسمحوا بأكل ذبائحهم ومنعوا أخذ الجزية منهم للحماية وقاموا بواجبات خصومهم نحو أهل الذمة مع انهم اعتبروا خصومهم المسلمين مشركين . ورأوا وجوب الهجرة من بلاد خصومهم كما هاجر الرسول من مكة …" ( ).
و إذا عرفنا هذا أدركنا سبب حرص الإباضية على عدم تسميتهم بالخوارج أو إدراج فرقتهم ضمن فرق الخوارج…( ).
  #7  
قديم 18/07/2006, 09:01 AM
صورة عضوية سمد نزوى
سمد نزوى سمد نزوى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 10/07/2006
الإقامة: جامع سمد نزوى
المشاركات: 84
الفرق بين الإباضية والمعتزلة

الفرع الثاني : الفرق بين الإباضية والمعتزلة ( )
"هناك فارق أساسي بين الإباضية والمعتزلة هو أن المعتزلة معرفون باستخدام الأساليب العقلانية في الكلام، وبقلة مراعاة الحديث، في حين أن الإباضية لم يأخذوا بالمنطق عند توفر الحديث الموثوق أما بالنسبة للنشأة فإن غالبية وجهات النظر الإباضية كانت قد استقرت قبل وقت طويل من وجهات نظر المعتزلة …" ( ).
ومن ناحية أخرى عارض الإباضية بقوة بعض وجهات نظر المعتزلة الأساسية حول القدر ( )، والإرادة الإلهية والمنزلة بين المنزلتين وبالنسبة للمسألتين الأوليين، أي القدر والإرادة الإلهية( )، قال الإباضية إن الله خالق الإنسان وأعماله، وان الإنسان هو الذي يقوم بعمله( )، وبالنسبة للإرادة الإلهية قال الإباضية إن كل شيء يحدث في هذا العالم سواء كان صالحاً أم سيئاً هو بإرادة الله، ثم إن هذين الرأيين تبناهما الأشاعرة وطور المعتزلة المنزلة بين المنزلتين للحالة التي تقع بين الإيمان والشرك ورفضوا أن يعتبروا مرتكب الكبيرة مؤمناً كما فعل المرجئة، وكذلك رفضوا أن يعتبروه كافراً كفر نعمة، واعتبره فاسقاً في منزلة بين المنزلتين، قاصدين بذلك انه لا هو بمؤمن ولا هو بكافر وميز الإباضية موقفهم حيال هذه المسألة بالمبدأين التاليين:ـ
ـ إن المنزلة بين المنزلتين تفترض منزلة نفاق بين الإيمان والشرك وهو موقف معارض للمرجئة الذين رفضوا النظر إلي مرتكب الكبيرة بأنه غير مؤمن، وهو معارض للخوارج الذين نظروا إلى كل من يرتكب الكبائر انه مشرك.
ـ لا منزلة بين المنزلتين، أي انه لا منزلة بين الإيمان والكفر، وعندهم إن اولئك الذين لا يمارسون تعاليم الدين هم " كفار النعم " وهو موقف موجه ضد نظرة المعتزلة إلى هذه القضية. وبالنسبة للإباضية أن عبارات الفسق والنفاق وكفر النعمة واحدة وهي تعنى نفاقاً إن الذي يقع في هذه الفتنة لا هو بمؤمن ولا هو بمشرك لكنه كافر كفر نعمة، أو منافق كالمنافقين في زمن الرسول …"( ).

قلت( ): ينبغي أن تكون المعادلة واحدة حيال مسألتنا هذه فمن حيث انه منزلة بين المنزلتين باعتباره عاصياً أو ظالماً أو منافقاً أو كافراً كفر نعمة بأي من هذه الأسماء أو لنقل انه مرتكب كبيرة فحكمه عندنا أنه غير مشرك فلا يعامل معاملة المشركين في الدنيا فلا يحل دمه ولا ماله ولا عرضه إلا بموجب اقتضته الأحكام الفقهية بالحدود الشرعية الثابتة للزاني وقاتل النفس وغيرهما، وفي نفس الوقت هو ليس بمؤمن فحينئذ تنزع منه الولاية( ) في الدين فالمؤمنون منه برآء فيجب بغضه بالقلب ولا يدعى له بخير الآخرة، ويطلق عليه أنه موحد أو من أهل القبلة، و لنا مناكحته وحلٌ طعامه.. الخ من الاحكام من ميراث وبيع وشراء وغيرها مما هو للمسلمين فيما بينهم، فهذه منزلته وكفى بها خسة.
أما انه لا منزلة بين المنزلتين باعتبار مآله إلى النار فمن عصى ولم يتب مات على خطيئته التي يستحق فيها تسميته بمرتكب الكبيرة فهو مخلد في النار، حاله فيها كالمشرك بدركة تختلف عنها، فللنار دركات … " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " ونعوذ بالله من عذاب الله. وللاستزادة في هذه القضية راجع كتب علم الكلام تجد بغيتك المنشودة في عقائد كل فرقة والتزم الإنصاف في تناول القضية بالرجوع إلى مؤلفات أصول الدين لكل فرقة .. فلكل مراجعه.

راجع كتاب جهود علماء الاباضية في التفسير للكندي
  #8  
قديم 18/07/2006, 09:12 AM
صورة عضوية سمد نزوى
سمد نزوى سمد نزوى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 10/07/2006
الإقامة: جامع سمد نزوى
المشاركات: 84
حياك الله صاروخ توم هوك
ونحن معاك
  #9  
قديم 18/07/2006, 09:16 AM
صورة عضوية سمد نزوى
سمد نزوى سمد نزوى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 10/07/2006
الإقامة: جامع سمد نزوى
المشاركات: 84
الحق الابلج

[الاخ الكريم موسى الكليم يقول: ]الحق رغم عدم اعترافى بالمذاهب إلا أن المعتزلة والإباضية الأقرب إلى الإسلام والله أعلم
تعلم وثابر وادعو الله لنصرة أهل الحق والمجاهدين في كل مكان. وحياك الله
  #10  
قديم 18/07/2006, 02:32 PM
موسى الكليم موسى الكليم غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ الانضمام: 22/06/2006
المشاركات: 123
أخى سمد نزوى

المعيار الذى نقيس به الحق والباطل هو كتاب الله

واللهم اصر أهل الحق والمجاهدين فى كل مكان

بارك الله فيك
  #11  
قديم 18/07/2006, 03:35 PM
محّب الصحابة محّب الصحابة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 15/05/2006
المشاركات: 303
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا

هل من الممكن ان نعرض بحياد هنا نبذه عن الاباضية والمعتزلة والخوارج
بحياد تام وبدون تعصب او تدليس لان تثبيت الموضوع اثارني للمشاركة
ليس بقصد التقليل او الانتقاص معاذا الله ولكن بهدف انتشار المعرفة .

والله اعلم بصواب .
  #12  
قديم 20/07/2006, 11:05 AM
وعري وعري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 09/07/2006
المشاركات: 52
تعود نشأت الفكر الاباظي إلى العاملين الديني والسياسي، وذلك بمبايعة الامام عبدالله بن وهب الراسبي من قبل الصحابة والتابعين الذين أنكروا التحكيم في عهد الامام علي بن ابي طالب وقد سموا انفسهم بالمحكّمة
بعد وفاة أبي بلال مرداس بن حدير التميمي بثلاث سنوات (64هـ) حدث أنقسام نهائي في صفوف المحكّمة فقد مال فريق منهم الى التطرف ,ومال الفريق اللآخر الى الاعتدال وهم جماعة القعدة الذين آثروا القعود على مواجهت الامويين وبطشهم الشديد وعدم إشهار السلاح إلا في وجه المعتدين مع عدم تخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرعن طريق السر والكتمان ومن جماعة القعدة ظهرت الأباظية التي أصبح لها شأن كبير في التاريخ السلامي
  #13  
قديم 22/07/2006, 03:15 PM
untold story untold story غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 13/08/2002
الإقامة: ***بينكـــم***
المشاركات: 3,059
Lightbulb

بـــــارك اللــــه فيك على الموضوع القيــــم ...

متـــابعين لأي إضـــافة ...
  #14  
قديم 23/07/2006, 11:09 PM
صورة عضوية المحضري
المحضري المحضري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 11/03/2002
الإقامة: أرض الكنانة
المشاركات: 200
Thumbs up الحقيقة الدامغة..

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة صاروخ توم هوك
الفرق بين الإباضية والخوارج والمعتزلة ( )
" … قد عبر عبد الله بن إباض بشكل موجز عن موقف الإباضية تجاه علاقاتهم ببقية الأمة الإسلامية بقوله الشهير " لا نقول فيمن خالفنا أنه مشرك لأن معهم التوحيد والإقرار بالكتاب والرسول، وإنما هم كفار بالنعم، ومواريثهم ومناكيحهم والإقامة معهم حل، ودعوة الإسلام تجمعهم" ثم إن هذا القول أكدته وكررته المراجع الإباضية التالية ـ المعاصرة واللاحقة ـ أمثال سير سالم بن ذكوان وعبد الله بن يحيى الكندي، وأبي حمزة المختار بن عوف …( )، وإن كان ثمة خلاف بين الفرق الإسلامية اليوم فجدير بأمتنا وهي تواجه أعتى طواغيت الأمم إبادة و أكثرهم قوة واجمعهم كلمة، أن ترص صفوفها وتجمع شتاتها، وتزرع الوئام بين أبنائها، وتفك عنها الإصر التي لفته حول عنقها، ولذا أجدني لست بحاجة إلى توسيع الخلاف في القضايا التي بين الفرقة الوهبية وبين أهل السنة خاصة( ) في مسألة نفي الرؤية وخلود صاحب الكبيرة في النار وفي قضية خلق القرآن فذكر الخلاف مبسوط في كتب علم أصول الدين فليراجع عند الحاجة إليه، وهي من فروع العقيدة ـ إن لم تكن عند البعض من الاجتهادات التي يصح فيها الخلاف ـ وأكتفي بذكر الفروق بيننا وبين الخوارج من جهة والمعتزلة من جهة أخرى، لسبب مهم ( ) ألا وهو حشرنا مع زمرة الخوارج والذي من كان عداؤنا معهم مريرا فلسنا نمت إلى الأزارقة والنجدات والصفرية والمعتزلة وغيرها( ) من الفرق إلا كما يمت فرق الإسلام بعضها ببعض.
أضف إلى ذلكم السبب ما يعشش في رؤوس بعض من الكتَّاب وغيرهم وكيلهم وكيدهم للمسلمين وتشتيتهم مذاهب متناحرة، ومحاولتهم في إقصاء الحق وأهله، وبجانب ذلك كله أعداء الإسلام الذين يبثون الفرقة من خلال الكتَّاب المأجورين قديما وحديثا، فهلا يعي المسلم الدرس.
ولذلك اكتفيت( ) بذكر الفرق بيننا وبين الخوارج من جهة وبيننا وبين المعتزلة من جهة أخرى في بعض المسائل التي أرى من الضرورة الإشارة إليها ولو باقتضاب.
الفرع الأول : الفرق بين الإباضية والخوارج ( )
ومن الصعب بمكان أن يـُـكوِّن غير الإباضي نظرة واضحة عن الحركة الإباضية وطبيعة علاقتها بالخوارج لتكتم نشاطات ومخططات التي وجَّـهتها الحركة في بدايات نشأتها مع وجود الاضطهاد من خصومهم السياسيين و الفكريين .. ( ) وهذه السير الإباضية حفظت بالشرح المفصل لآرائهم وتطور الفكر عندهم سياسيا واجتماعيا وفكريا كالبرَّادي والوسياني والدرجيني وغيرها أضف إلى هذه سير سالم بن ذكوان وسير ة شبـيب بن عطية العماني وسيرة أبي قحطان خالد بن قحطان الهجاري وما إلى ذلك من خطب لعبد الله بن يحيى وللمختار بن عوف مسجلة ومحفوظة( ).
… قال العلامة ابن إسحاق أطفيِّش ـ رحمه الله ـ في رسالته " الفرق بين الإباضية والخوارج " : الإباضية اتجهوا إلى خدمة الإسلام علماً وعملاً، منذ ابتدأت الفتنة، فاشتغلوا بالتدوين، فكانوا أول من دوَّن الحديث، فإمامنا جابر بن زيد أول من( ) دون الحديث وأقوال الصحابة في ديوانه، الذي وصفه انه حمل بغير ثم تلاميذه من بعد، وهم حملة العلم في المشرق والمغرب.
والخوارج جنحوا إلى إراقة الدماء، وإخافة السبل وتعطيل الأحكام، ولم يذكر من أحد من الخوارج ألف كتاباً، والذين يذكرون المؤلفات للخوارج إنما يذكرون الإباضية وهم دون شك يريدون بهم التشنيع والتشغيب، أما الصفرية والأزارقة والنجدية، فلم تذكر لهم رواية ولا تدوين، ولو انفرد نجده بن عامر برواية حديث، ونافع بأسئلة سألها ابن عباس … أهـ ( ).
وأما مسألة التحكيم وما آل إليها من فتن فقد تناقلها كل بسنده، ويصعب البت فيها، إلا أنها أحدثت هوة كبيرة بين المسلمين… وبناء على ما قال جابر بن زيد أن عليا بن أبي طالب حين لحظ أن مناصريه قلقوا لمقتل المسلمين الأتقياء في معركة النهروان وندموا على ما فعلوه طلب منهم في اليوم التالي للمعركة أن يبحثوا عن شيطان بين قتلى أهل النهر، جاءوه برجل كان عضه الجمل في صدره، فقال لهم علي: ذاك هو الشيطان وحين نبهه ابنه الحسنُ إلى أن هذه الرجل هو الصحابي نافع مولى الصحابي تُرْملة اسهم بالجهاد، أسكته علي وقال له: إن الحرب خدعة ومن شان هذه المعلومات أن تدل أن المرجع الإباضية الأولى اعتقدت أن عليا بن أبي طالب لم يكن على حق في محاربة أهل النهر، وان موقفه آنذاك كان مبنيا على طموحات دنيوية، لا على أسس دينية كما هي الحال بالنسبية لأهل النهر، وهكذا يرى الأوائل منا بقولهم: "… فامرنا تبع لائمة المسلمين قبل نزول الفتنة للمسلمين يوم قتلوا عثمان، ويوم الجمل، ويوم أنكروا تحكيم الرجال في دينهم. ورأينا اليوم لرأيهم تبع يومئذ، وتأويلنا القران اليوم لتأويلهم يومئذ تبع، لسنا من يزعم أنه أفاد علما في القرآن والسنة حتى غلبهم … " ( ).
" … هكذا فهم الإباضية حكمهم الذي لم يكن بالنسبة لهم سوى استمرار لحكم المحكمة قبل انفصال نافع والخوارج المتطرفين ولذلك نظروا إلى الخوارج المتطرفين بأنهم "المارقة" أي الذين جاوزوا الدين، وطبقوا عليهم الوصف المعروف المذكور في حديث شهير للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم وأعمالكم مع أعمالهم، يقرؤون القران ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، تنظر في النصل فلا ترى شيئا ثم تنظر في القدح فلا ترى شيئا ثم تنظر في الريش فلا ترى شيئا، وتتمارى في الفوق ..( ).

ومن نقاط الخلاف أيضا "... مسالة الخروج فنافع بن الأزرق اعتقد بوجوب الخروج أو بالهجرة إلى معسكرهم بأمر إلزامي واعتبر بلاد خصومهم من المسلمين "المخالفين " دار حرب، ونظر إلى أولئك الذين لا يقومون بأي عمل "القـعدة "باعتبارهم مشركين على أساس الآية القرآنية "وان أطعتموهم إنكم لمشركون" وهذه العقيدة مناقضة للعقيدة التي قال بها المحكمة وهي إن معارضيهم من المسلمين هم محض "كفار نعمة" لا مشركون وأن إخوانهم المسلمين قادرون على الحياة بين خصومهم وسمحوا بالقعود( ) … المسألة الثانية: هي موقفهم بالنسبة لخصومهم المسلمين " المخالفين " لقد اعتقد الأزارقة أن خصومهم كفار ونظروا إلى دارهم دار الحرب فقتلوا الرجال وسبوا الذرية واستولوا على ممتلكاتهم ولا توارث لأتباعهم ولا تزاوج.

في حين يرى الإباضية تلك العقائد كضلالات تعارض آراء المسلمين وتناقض سيرهم، و إنها بدع فانفصلوا عن حركاتهم ورفضوا آرائهم وخاضوا حروباً ضدهم في رد العدوان كحروبهم في عُـمان على شيبان زعيم الصفرية وحروب الإمام أبي الخطاب عبد الأعلى، وحروبهم ضد الصفرية في ورفجومة في القيروان …" ( ).
وفارق نجدة وأنصاره الصفرية في الزواج من نساء مخالفين الذين اعتبرهم كفاراً وسمحوا بأكل ذبائحهم ومنعوا أخذ الجزية منهم للحماية وقاموا بواجبات خصومهم نحو أهل الذمة مع انهم اعتبروا خصومهم المسلمين مشركين . ورأوا وجوب الهجرة من بلاد خصومهم كما هاجر الرسول من مكة …" ( ).
و إذا عرفنا هذا أدركنا سبب حرص الإباضية على عدم تسميتهم بالخوارج أو إدراج فرقتهم ضمن فرق الخوارج…( ).
الفرع الثاني : الفرق بين الإباضية والمعتزلة ( )
"هناك فارق أساسي بين الإباضية والمعتزلة هو أن المعتزلة معرفون باستخدام الأساليب العقلانية في الكلام، وبقلة مراعاة الحديث، في حين أن الإباضية لم يأخذوا بالمنطق عند توفر الحديث الموثوق أما بالنسبة للنشأة فإن غالبية وجهات النظر الإباضية كانت قد استقرت قبل وقت طويل من وجهات نظر المعتزلة …" ( ).
ومن ناحية أخرى عارض الإباضية بقوة بعض وجهات نظر المعتزلة الأساسية حول القدر ( )، والإرادة الإلهية والمنزلة بين المنزلتين وبالنسبة للمسألتين الأوليين، أي القدر والإرادة الإلهية( )، قال الإباضية إن الله خالق الإنسان وأعماله، وان الإنسان هو الذي يقوم بعمله( )، وبالنسبة للإرادة الإلهية قال الإباضية إن كل شيء يحدث في هذا العالم سواء كان صالحاً أم سيئاً هو بإرادة الله، ثم إن هذين الرأيين تبناهما الأشاعرة وطور المعتزلة المنزلة بين المنزلتين للحالة التي تقع بين الإيمان والشرك ورفضوا أن يعتبروا مرتكب الكبيرة مؤمناً كما فعل المرجئة، وكذلك رفضوا أن يعتبروه كافراً كفر نعمة، واعتبره فاسقاً في منزلة بين المنزلتين، قاصدين بذلك انه لا هو بمؤمن ولا هو بكافر وميز الإباضية موقفهم حيال هذه المسألة بالمبدأين التاليين:ـ
ـ إن المنزلة بين المنزلتين تفترض منزلة نفاق بين الإيمان والشرك وهو موقف معارض للمرجئة الذين رفضوا النظر إلي مرتكب الكبيرة بأنه غير مؤمن، وهو معارض للخوارج الذين نظروا إلى كل من يرتكب الكبائر انه مشرك.
ـ لا منزلة بين المنزلتين، أي انه لا منزلة بين الإيمان والكفر، وعندهم إن اولئك الذين لا يمارسون تعاليم الدين هم " كفار النعم " وهو موقف موجه ضد نظرة المعتزلة إلى هذه القضية. وبالنسبة للإباضية أن عبارات الفسق والنفاق وكفر النعمة واحدة وهي تعنى نفاقاً إن الذي يقع في هذه الفتنة لا هو بمؤمن ولا هو بمشرك لكنه كافر كفر نعمة، أو منافق كالمنافقين في زمن الرسول …"( ).

قلت( ): ينبغي أن تكون المعادلة واحدة حيال مسألتنا هذه فمن حيث انه منزلة بين المنزلتين باعتباره عاصياً أو ظالماً أو منافقاً أو كافراً كفر نعمة بأي من هذه الأسماء أو لنقل انه مرتكب كبيرة فحكمه عندنا أنه غير مشرك فلا يعامل معاملة المشركين في الدنيا فلا يحل دمه ولا ماله ولا عرضه إلا بموجب اقتضته الأحكام الفقهية بالحدود الشرعية الثابتة للزاني وقاتل النفس وغيرهما، وفي نفس الوقت هو ليس بمؤمن فحينئذ تنزع منه الولاية( ) في الدين فالمؤمنون منه برآء فيجب بغضه بالقلب ولا يدعى له بخير الآخرة، ويطلق عليه أنه موحد أو من أهل القبلة، و لنا مناكحته وحلٌ طعامه.. الخ من الاحكام من ميراث وبيع وشراء وغيرها مما هو للمسلمين فيما بينهم، فهذه منزلته وكفى بها خسة.
أما انه لا منزلة بين المنزلتين باعتبار مآله إلى النار فمن عصى ولم يتب مات على خطيئته التي يستحق فيها تسميته بمرتكب الكبيرة فهو مخلد في النار، حاله فيها كالمشرك بدركة تختلف عنها، فللنار دركات … " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " ونعوذ بالله من عذاب الله. وللاستزادة في هذه القضية راجع كتب علم الكلام تجد بغيتك المنشودة في عقائد كل فرقة والتزم الإنصاف في تناول القضية بالرجوع إلى مؤلفات أصول الدين لكل فرقة .. فلكل مراجعه.
راجع كتاب جهود علماء الاباضية في التفسير للكندي
تشكر على هذا الطرح الرائع وهذه هي الحقيقة الدامغة والله ولي التوفيق..
  #15  
قديم 26/07/2006, 11:57 PM
بحر الطلاسم بحر الطلاسم غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 24/03/2006
الإقامة: لا ادري !!
المشاركات: 2,460
انا لين اليوم ما فاهم ليش الناس تقول ان الاباضية خوارج !!

لم ولن يثبت انهم خوارج ابدا ابدا ابدا

صح ان العقل نعمة
  #16  
قديم 28/07/2006, 01:20 PM
عبد المولى عبد المولى غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ الانضمام: 23/07/2006
المشاركات: 191
أحسنت بحر .. وأنا لا أرى بأن هناك شئ اسمه خوارج أصلاً ..

لا كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد أحد من الصحابة رضوان الله عليهم إلى وفاة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

على كل حال نداء سريع لصاحب الموضوع

وين الهوامش يا اخينا؟




اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة موسى الكليم
المعيار الذى نقيس به الحق والباطل هو كتاب الله
يا مولانا القرآن صعب جداً تفهمه وأنت ما شاء لا تحفظه ولا حتى تعرف إعرابه

طيب ابدأ بالتمكن من الكتاب وشوف ايش يصير لك، اوعدك ستؤمن بالسنة لو فهمت سورة واحدة من القرآن.
  #17  
قديم 31/07/2006, 05:56 PM
أنفاس ثائرة أنفاس ثائرة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/05/2006
المشاركات: 203
يقول الله سبحانه وتعالى (كل حزب بما لديهم فرحون),,,,,
عجبا لما هذا الاتهام لنا نحن الإباضية بأننا خوارج؟؟؟؟
وملتقانا ان شاءالله يوم العرض الأكبر وسينبؤنا الله فيما كنا فيه نختلف....
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه....وجزاك الله خيرًا على الموضوع..
أختكم...
  #18  
قديم 31/07/2006, 05:58 PM
أنفاس ثائرة أنفاس ثائرة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 02/05/2006
المشاركات: 203
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة عبد المولى
أحسنت بحر .. وأنا لا أرى بأن هناك شئ اسمه خوارج أصلاً ..

لا كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد أحد من الصحابة رضوان الله عليهم إلى وفاة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

على كل حال نداء سريع لصاحب الموضوع

وين الهوامش يا اخينا؟






يا مولانا القرآن صعب جداً تفهمه وأنت ما شاء لا تحفظه ولا حتى تعرف إعرابه

طيب ابدأ بالتمكن من الكتاب وشوف ايش يصير لك، اوعدك ستؤمن بالسنة لو فهمت سورة واحدة من القرآن.
يا أخي الكريم كلامك هذا يغاير ما قلته أعلاه
وماذا تقصد بقولك ستؤمن ؟؟ أرجو التوضيح.
  #19  
قديم 03/08/2006, 12:28 PM
أبو إسماعيل أبو إسماعيل غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 20/09/2005
المشاركات: 44
Exclamation

السلام عليكم ورحمة الله

قد قرأت في سنة 2003 بحثا للبنانية في موضوع رسالة عبد الله بن إباض انيل درجة الدكتوراه أثبتت فيها بالأدلة القاطعة بأن الرسالة ملفقة ومنسوبة لعبد الله بن إباض للاختلاف الكبير في مضمونها بين المؤرخين الإباضية وغيرهم والباحثة هي لطيفة بكاي .
  #20  
قديم 05/08/2006, 01:02 AM
بحر الطلاسم بحر الطلاسم غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 24/03/2006
الإقامة: لا ادري !!
المشاركات: 2,460
السلام عليكم ,,,

السياسة وما ادراكم ماهي السياسة ,,, بنت دول وخربت دول و بنت مذاهب وهدمت مذاهب !!

السياسة النتنة هي ادعت ان الاباضية خوارج !!

وذالك لمصلحة رؤوها تتناسب مع تحقيق اهدافهم ولا يحاسبهم احدا على قتلهم لماذا !! لانهم خوارج على حد قولهم !!

لم ينطق احدا ساكنا لقتل الالوف من الناس ايام الدولة الاموية والعباسية ,,, فقتل كل شريف يحاول اعادة الحق الى نصابه بتهمة انه خارجي او رافضي !!

من اجل كرسي بالي و حكم فاني !! هل يسوى !! لا اعتقد

ودمتم في رعاية الله
  #21  
قديم 20/08/2006, 10:33 PM
عميد المظلومين عميد المظلومين غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 17/08/2005
الإقامة: في قلب 23 يوليو( يوم النهضة المباركة )
المشاركات: 4,279
للرفع والافادة
  #22  
قديم 28/08/2006, 04:01 AM
صورة عضوية سمد نزوى
سمد نزوى سمد نزوى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 10/07/2006
الإقامة: جامع سمد نزوى
المشاركات: 84
الفرع الثاني : الفرق بين الإباضية والمعتزلة ( )
"هناك فارق أساسي بين الإباضية والمعتزلة هو أن المعتزلة معرفون باستخدام الأساليب العقلانية في الكلام، وبقلة مراعاة الحديث، في حين أن الإباضية لم يأخذوا بالمنطق عند توفر الحديث الموثوق أما بالنسبة للنشأة فإن غالبية وجهات النظر الإباضية كانت قد استقرت قبل وقت طويل من وجهات نظر المعتزلة …" ( ).
ومن ناحية أخرى عارض الإباضية بقوة بعض وجهات نظر المعتزلة الأساسية حول القدر ( )، والإرادة الإلهية والمنزلة بين المنزلتين وبالنسبة للمسألتين الأوليين، أي القدر والإرادة الإلهية( )، قال الإباضية إن الله خالق الإنسان وأعماله، وان الإنسان هو الذي يقوم بعمله( )، وبالنسبة للإرادة الإلهية قال الإباضية إن كل شيء يحدث في هذا العالم سواء كان صالحاً أم سيئاً هو بإرادة الله، ثم إن هذين الرأيين تبناهما الأشاعرة وطور المعتزلة المنزلة بين المنزلتين للحالة التي تقع بين الإيمان والشرك ورفضوا أن يعتبروا مرتكب الكبيرة مؤمناً كما فعل المرجئة، وكذلك رفضوا أن يعتبروه كافراً كفر نعمة، واعتبره فاسقاً في منزلة بين المنزلتين، قاصدين بذلك انه لا هو بمؤمن ولا هو بكافر وميز الإباضية موقفهم حيال هذه المسألة بالمبدأين التاليين:ـ
ـ إن المنزلة بين المنزلتين تفترض منزلة نفاق بين الإيمان والشرك وهو موقف معارض للمرجئة الذين رفضوا النظر إلي مرتكب الكبيرة بأنه غير مؤمن، وهو معارض للخوارج الذين نظروا إلى كل من يرتكب الكبائر انه مشرك.
ـ لا منزلة بين المنزلتين، أي انه لا منزلة بين الإيمان والكفر، وعندهم إن اولئك الذين لا يمارسون تعاليم الدين هم " كفار النعم " وهو موقف موجه ضد نظرة المعتزلة إلى هذه القضية. وبالنسبة للإباضية أن عبارات الفسق والنفاق وكفر النعمة واحدة وهي تعنى نفاقاً إن الذي يقع في هذه الفتنة لا هو بمؤمن ولا هو بمشرك لكنه كافر كفر نعمة، أو منافق كالمنافقين في زمن الرسول …"( ).

قلت( ): ينبغي أن تكون المعادلة واحدة حيال مسألتنا هذه فمن حيث انه منزلة بين المنزلتين باعتباره عاصياً أو ظالماً أو منافقاً أو كافراً كفر نعمة بأي من هذه الأسماء أو لنقل انه مرتكب كبيرة فحكمه عندنا أنه غير مشرك فلا يعامل معاملة المشركين في الدنيا فلا يحل دمه ولا ماله ولا عرضه إلا بموجب اقتضته الأحكام الفقهية بالحدود الشرعية الثابتة للزاني وقاتل النفس وغيرهما، وفي نفس الوقت هو ليس بمؤمن فحينئذ تنزع منه الولاية( ) في الدين فالمؤمنون منه برآء فيجب بغضه بالقلب ولا يدعى له بخير الآخرة، ويطلق عليه أنه موحد أو من أهل القبلة، و لنا مناكحته وحلٌ طعامه.. الخ من الاحكام من ميراث وبيع وشراء وغيرها مما هو للمسلمين فيما بينهم، فهذه منزلته وكفى بها خسة.
أما انه لا منزلة بين المنزلتين باعتبار مآله إلى النار فمن عصى ولم يتب مات على خطيئته التي يستحق فيها تسميته بمرتكب الكبيرة فهو مخلد في النار، حاله فيها كالمشرك بدركة تختلف عنها، فللنار دركات … " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " ونعوذ بالله من عذاب الله. وللاستزادة في هذه القضية راجع كتب علم الكلام تجد بغيتك المنشودة في عقائد كل فرقة والتزم الإنصاف في تناول القضية بالرجوع إلى مؤلفات أصول الدين لكل فرقة .. فلكل مراجعه.

راجع كتاب جهود علماء الاباضية في التفسير للكندي
  #23  
قديم 28/08/2006, 04:03 AM
صورة عضوية سمد نزوى
سمد نزوى سمد نزوى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 10/07/2006
الإقامة: جامع سمد نزوى
المشاركات: 84
الفرق بين الإباضية والمعتزلة

الفرع الثاني : الفرق بين الإباضية والمعتزلة ( )
"هناك فارق أساسي بين الإباضية والمعتزلة هو أن المعتزلة معرفون باستخدام الأساليب العقلانية في الكلام، وبقلة مراعاة الحديث، في حين أن الإباضية لم يأخذوا بالمنطق عند توفر الحديث الموثوق أما بالنسبة للنشأة فإن غالبية وجهات النظر الإباضية كانت قد استقرت قبل وقت طويل من وجهات نظر المعتزلة …" ( ).
ومن ناحية أخرى عارض الإباضية بقوة بعض وجهات نظر المعتزلة الأساسية حول القدر ( )، والإرادة الإلهية والمنزلة بين المنزلتين وبالنسبة للمسألتين الأوليين، أي القدر والإرادة الإلهية( )، قال الإباضية إن الله خالق الإنسان وأعماله، وان الإنسان هو الذي يقوم بعمله( )، وبالنسبة للإرادة الإلهية قال الإباضية إن كل شيء يحدث في هذا العالم سواء كان صالحاً أم سيئاً هو بإرادة الله، ثم إن هذين الرأيين تبناهما الأشاعرة وطور المعتزلة المنزلة بين المنزلتين للحالة التي تقع بين الإيمان والشرك ورفضوا أن يعتبروا مرتكب الكبيرة مؤمناً كما فعل المرجئة، وكذلك رفضوا أن يعتبروه كافراً كفر نعمة، واعتبره فاسقاً في منزلة بين المنزلتين، قاصدين بذلك انه لا هو بمؤمن ولا هو بكافر وميز الإباضية موقفهم حيال هذه المسألة بالمبدأين التاليين:ـ
ـ إن المنزلة بين المنزلتين تفترض منزلة نفاق بين الإيمان والشرك وهو موقف معارض للمرجئة الذين رفضوا النظر إلي مرتكب الكبيرة بأنه غير مؤمن، وهو معارض للخوارج الذين نظروا إلى كل من يرتكب الكبائر انه مشرك.
ـ لا منزلة بين المنزلتين، أي انه لا منزلة بين الإيمان والكفر، وعندهم إن اولئك الذين لا يمارسون تعاليم الدين هم " كفار النعم " وهو موقف موجه ضد نظرة المعتزلة إلى هذه القضية. وبالنسبة للإباضية أن عبارات الفسق والنفاق وكفر النعمة واحدة وهي تعنى نفاقاً إن الذي يقع في هذه الفتنة لا هو بمؤمن ولا هو بمشرك لكنه كافر كفر نعمة، أو منافق كالمنافقين في زمن الرسول …"( ).

قلت( ): ينبغي أن تكون المعادلة واحدة حيال مسألتنا هذه فمن حيث انه منزلة بين المنزلتين باعتباره عاصياً أو ظالماً أو منافقاً أو كافراً كفر نعمة بأي من هذه الأسماء أو لنقل انه مرتكب كبيرة فحكمه عندنا أنه غير مشرك فلا يعامل معاملة المشركين في الدنيا فلا يحل دمه ولا ماله ولا عرضه إلا بموجب اقتضته الأحكام الفقهية بالحدود الشرعية الثابتة للزاني وقاتل النفس وغيرهما، وفي نفس الوقت هو ليس بمؤمن فحينئذ تنزع منه الولاية( ) في الدين فالمؤمنون منه برآء فيجب بغضه بالقلب ولا يدعى له بخير الآخرة، ويطلق عليه أنه موحد أو من أهل القبلة، و لنا مناكحته وحلٌ طعامه.. الخ من الاحكام من ميراث وبيع وشراء وغيرها مما هو للمسلمين فيما بينهم، فهذه منزلته وكفى بها خسة.
أما انه لا منزلة بين المنزلتين باعتبار مآله إلى النار فمن عصى ولم يتب مات على خطيئته التي يستحق فيها تسميته بمرتكب الكبيرة فهو مخلد في النار، حاله فيها كالمشرك بدركة تختلف عنها، فللنار دركات … " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " ونعوذ بالله من عذاب الله. وللاستزادة في هذه القضية راجع كتب علم الكلام تجد بغيتك المنشودة في عقائد كل فرقة والتزم الإنصاف في تناول القضية بالرجوع إلى مؤلفات أصول الدين لكل فرقة .. فلكل مراجعه.

راجع كتاب جهود علماء الاباضية في التفسير للكندي
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 12:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 126
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.