سبلة العرب
سبلة عُمان الصحيفة الإلكترونية الأسئلة الشائعة التقويم البحث مواضيع اليوم جعل المنتديات كمقروءة

العودة   سبلة العرب > السبلة الدينية

ملاحظات

 
 
أدوات الموضوع البحث في الموضوع تقييم الموضوع
  #1  
قديم 10/10/2006, 09:54 AM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
Unhappy لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي.

عزمت بسم الله،

يقول المولى تعالى:

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ(1)وَالَّذِين� � آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ(2)ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ(3). محمد.

عند التأمل في هذه الآيات الثلاث يفهم منها أن الإنسان الآخذ الأمر بجدية يصبح محكوما عليه بأن يدير ظهره بلا تردد لكل قول أو فعل نسب إلى الرسول محمد "عليه الصلاة و التسليم" مما يتعارض مع ما نزّل على محمد لأنه هو الحق، و الحق أحق أن يتّبع.

و إلّا فإن هذا الإنسان سيقع حتما تحت طائلة الآية " 9 " من نفس السورة ( محمد) و يوصف بأنه من الذين كرهوا ما أنزل الله فتحبط أعماله. يقول تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ(8)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(9). محمد.

يبين المولى تعالى في كتابه المبين و يقول: أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(40)فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ(41)أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ(42)فَاسْتَمْس ِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(43)وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ(44). الزخرف.

.1 يبين تعالى أن الرسول ما عليه إلا البلاغ و التذكير بما أنزل إليه من ربه، فلا يمكنه أن يسمع الأصم، المتعنت المصر على ما ورثه من آبائه، و لا أن يهدي الأعمى الذي أقفل قلبه فعمي بصره فهو في ضلال مبين، بل يأمره المولى أن استمسك يا محمد بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم، و بلغه و أنذر به و إنه لذكر لك و لقومك، و سوف تسألون عنه لا عن غيره.

.2 لعله من الاستمساك الذي أمر به الله أن نرفض كل قول و كل حديث و كل فعل منسوب إلى الرسول محمد " عليه أصلي و أسلم" عندما يأتي مخالفا للوحي، حتى نضمن عدم الانحراف عن الصراط المستقيم المذكور في الآية " 43 ".

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ(5)يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(6). المجادلة.

.1 أن يعصى الله و يستخف بالرسول ( محمد البشر، و الرسالة التي أتى بها) و يحادّ الله و الرسول إلى هذه الدرجة التي ذكرها المولى ليس بالشيئ الهين، و لعله هو الارتداد؟ و مع ذلك فإن المفهوم هو حسابهم يوم البعث لا غير و لا قبل، و لذلك فيمكن أن يستنتج من ذلك أن الذين يميلون إلى الحكم بالموت لمن اتهم بالارتداد ليسوا على شيء و لا يستندون إلى أي دليل.

.2 يقول سبحانه: وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ(3)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(4). الحشر.

فكذلك الأمر بالنسبة لهذه الآية التي بين فيها المولى تعالى الحكم على من يشاق الله و رسوله، فقد حكم عليهم بالعذاب في الدنيا و الآخرة، و لم يفوض الخالق أحدا من خلقه على الحكم عليهم أو عذابهم، مثل أمره سبحانه و حكمه بعذاب الزانية و الزاني بالجلد مئاة جلدة، سواء كان محصنا أو غير ذلك.

يقول السميع البصير:

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(18)إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(19)فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(20). آل عمران.

.1 بعد أن شهد الله أنه لا إله إلا هو، و شهد الملائكة و أولو العلم أنه القائم بالقسط و هو العزيز الحكيم، و شهد الله أن الدين عنده هو الإسلام له وحده لا شريك له، و ما اختلاف الذين أوتوا الكتاب من اليهود و النصارى و الأميين إلا بغيا بينهم من بعد ما جاءهم العلم.

.2 و من يكفر بآيات الله و كتبه و رسله و أراد أن يحاجك فجوابه في قول الله تعالى إذ يقول: فقل أسلمت وجهي لله وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد. معنى ذلك أنما على الرسول البلاغ فقط دون أن يذهب نفسه عليهم حسرات، لأن الرسل لا يملكون هدى الناس، و لا يملكون الشفاعة إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهدا.

يقول ملك يوم الدين: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا(85)وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا(86)لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا(87). مريم.

يقول الرحيم:

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا. ثم يقول: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(104). إلى أن يقول: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105)يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ(106)وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(107)تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعالَمِينَ(108). آل عمران.

.1 بعد التأمل في هذه الآيات البينات يتبادر إلى الذهن أن هذه الآيات تنطبق على حال المسلمين في هذا العصر و منذ عدة عصور ما داموا و لا يزالون إلى اليوم مختلفين في كل شيء بل متعادين كل حزب بما لديهم فرحون.
.2 الآية " 108 " تبين أنها الحق من الله و أنه لا يرد ظلما للعالمين بغض النظر عن إيمانه و كفره لأن الحكم أولا و أخيرا يرجع إليه وحده.

يقول الرحمن:

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَانِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا(26)وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27)يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا(29)وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30). الفرقان.

.1 يومئذ، أي يوم الدين" لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا". " وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا". ففي ذلك اليوم يعض الظالم على يديه لأنه اتخذ فلانا خليلا فأضله عن الذكر " أي القرآن" بعد أن جاءه، و لم يتخذ مع الرسول سبيلا، بل هجر و أعرض عن القرآن و استبدله بقول البشر المختلف.

.2 ما دام الله قرر أن الرسول قال أو سيقول في يوم من أيام الله أن قومه اتخذوا هذا القرآن مهجورا، و ما دام الذين ينطقون اللسان العربي يعتبرون هم قبل غيرهم ( قوم الرسول) فيمكن أن يفهم في الأخير أن هجر القرآن يكون بالالتفات إلى أي حديث زعم و نسب إلى الرسول محمد " عليه التسليم" فما بالك بالحديث الذي يتعارض و يتناقض مع أحسن الحديث ( القرآن).
باختصار شديد فإن (القرآني) لا يمكن أن يتهم بكونه هاجرا للقرآن، بل الصحيح أنه يوصف أو (يتهم بالقرآني) أو يوصف بذلك لأنه في الحقيقة – اتخذ هذا المنسوب إلى الرسول مهجورا_
و السلام عليكم.
  مادة إعلانية
  #2  
قديم 22/10/2006, 12:02 AM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
يرفع لعلنا نستفيد من معلق.
  #3  
قديم 22/10/2006, 01:12 AM
أبو إسماعيل أبو إسماعيل غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 20/09/2005
المشاركات: 44
مرحبا بعد غياب

سلام الله عليك أخي دادي
مرحبا بك في السبلة ومرحى لعودتك ومزيدا من النقاش والحوار الهادف ونرجو من الإخوة في السبلة توسيع القلوب واستعمال العقل قبل العاطفة مع مداخلات دادي الجريئة ونقاشه بالتي هي أحسن
  #4  
قديم 22/10/2006, 04:07 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة daddi
يرفع لعلنا نستفيد من معلق.
السلام عليكم

تقبّل الله صيامكم وكل عام وأنتم بخير،

طالما غايتك الاستفادة، فإنا نفيدكم بأن الآية الكريمة {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } بعيدة كل البعد عما استنتجتم أخي الحبيب فالقرآن المهجور المقصود ليس كتاب الله عز وجل وإنما هو الثقل الثاني كما جاء عن النبي (ص) في الحديث الشريف " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي" وأمر بالتمسك بهما. فكتاب الله عز وجل القرآن الصامت الثقل الأول، وعترة أهل البيت الثقل الثاني وهو القرآن الناطق، أي العالمين به وأسراره. ولذلك أمر النبي (ص) بالتمسك بهما لكن قومه ( الأكثرية ) تركوا الثقل الثاني ( القرآن الناطق ) ولذلك يقول النبي (ص) في الآية الشريفة ( هذا القرآن ) حيث يأتي لفظ القرآن بعد أسم إشارة ( هذا ) والذي يفيد في اللغة التمييز بين شيئين اثنين.
  #5  
قديم 22/10/2006, 09:27 AM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
Lightbulb

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة أبو إسماعيل
سلام الله عليك أخي دادي
مرحبا بك في السبلة ومرحى لعودتك ومزيدا من النقاش والحوار الهادف ونرجو من الإخوة في السبلة توسيع القلوب واستعمال العقل قبل العاطفة مع مداخلات دادي الجريئة ونقاشه بالتي هي أحسن
شكرا جزيلا أخي الكريم أبو إسماعيل على الترحيب، والحمد لله على سلامتك و العودة أنت أيضا، و نرجو كما تفضلت أن يتسع صدر المشرفين و المتحاورين في هذا المنتدى المبارك الممتاز، لأن هدفنا الوحيد هو رضى المولى تعالى بالعمل الصالح مع صدق النية و احتساب الأجر عنده تعالى، وهو العليم بما تخفي الصدور.

أما الأخ غلوم الحسين فبعد التحية و السلام، أقول له إن كان لديك ما تثبت به أن الله تعالى أنزل على رسوله كتابا غير القرآن المجيد، أو أمره أن يبلغ للناس غير ما أنزل عليه في ليلة القدر في الشهر المبارك، و أن يشرك كتاب الله بكتاب غيره، فأتي به على أعين الناس لعلهم يشهدون.

يقول تعالى: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15).يونس.


و السلام عليكم.
  #6  
قديم 22/10/2006, 10:44 AM
المزروعي ساهر المزروعي ساهر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 12/08/2006
المشاركات: 133
[QUOTE=غلوم الحسين]السلام عليكم

تقبّل الله صيامكم وكل عام وأنتم بخير،

عن النبي (ص) في الحديث الشريف " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي" وأمر بالتمسك بهما.

هلا تكرمت وأتيت بسند الحديث والمتن ومن الذي أخرجه
حدثنا ‏ ‏عفان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عوانة ‏ ‏عن ‏ ‏عاصم ‏ ‏عن ‏ ‏زر بن حبيش ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏
رفع الحديث إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من جهنم
مسند أحمد
  #7  
قديم 22/10/2006, 08:22 PM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
الأخ الكريم المزروعي ساهر شكرا لكم وتقبل الله طاعتكم ودمتم للخير. أما بعد فحديث الثقلين قد روي بعدة ألفاظ لسنا الآن في معرض التطرق لأسانيده حتى لا يتشتت أصل الحوار بيني وبين الأخ الكريم دادي. فما أردت بلفظ (عترتي) هو (عترة أهل البيت) أي التذكير بحديث الثقلين ( كتاب الله وعترة أهل البيت ). ويمكنك المتابعة حتى نهاية الحوار للخوض في هذه الجزئية إذا رغبت بذلك. وأما الآن فالحوار ينصب حول دلالة لفظ (هذا القرآن) في الآية الكريمة التي استشهد بها الأخ دادي. وشكرا لكم.


الأخ الكريم دادي حفظكم الله ورعاكم
نحن لم نذكر أن هناك كتاب آخر غير كتاب الله عز وجل لكي تطالبنا ببيانه، وإنما أثبتنا أن اللفظ في الآية يعود إلى القرآن الناطق وهم عترة أهل البيت عليهم السلام.

نحن في أول الحوار يا سيدي الكريم، ونريد أن يستمر بتعقل في الأسلوب والمطالب لا في التعامل فقط، لذا أرجو منك التأني في فهم مقاصدنا وتقبل تحياتي،

ننتظر ردك الكريم قبل أن نتوسع في بحث الدلالة على ما نقول.
  #8  
قديم 24/10/2006, 09:26 AM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
Lightbulb

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
الأخ الكريم المزروعي ساهر شكرا لكم وتقبل الله طاعتكم ودمتم للخير. أما بعد فحديث الثقلين قد روي بعدة ألفاظ لسنا الآن في معرض التطرق لأسانيده حتى لا يتشتت أصل الحوار بيني وبين الأخ الكريم دادي. فما أردت بلفظ (عترتي) هو (عترة أهل البيت) أي التذكير بحديث الثقلين ( كتاب الله وعترة أهل البيت ). ويمكنك المتابعة حتى نهاية الحوار للخوض في هذه الجزئية إذا رغبت بذلك. وأما الآن فالحوار ينصب حول دلالة لفظ (هذا القرآن) في الآية الكريمة التي استشهد بها الأخ دادي. وشكرا لكم.


اقتباس:
الأخ الكريم دادي حفظكم الله ورعاكم
نحن لم نذكر أن هناك كتاب آخر غير كتاب الله عز وجل لكي تطالبنا ببيانه، وإنما أثبتنا أن اللفظ في الآية يعود إلى القرآن الناطق وهم عترة أهل البيت عليهم السلام.
نحن في أول الحوار يا سيدي الكريم، ونريد أن يستمر بتعقل في الأسلوب والمطالب لا في التعامل فقط، لذا أرجو منك التأني في فهم مقاصدنا وتقبل تحياتي،

ننتظر ردك الكريم قبل أن نتوسع في بحث الدلالة على ما نقول.
عزمت بسم الله،

أخي الكريم سلام الله عليكم، وحفظنا الله و رعانا جميعا، ونتوسل إليه أن يهدينا صراطه المستقيم.
يسعدني أن أتحاور معكم ما دام أسلوب الحوار بيننا على هذا المستوى من الرقي و الاحترام للرأي الآخر.

ـ لقد قدمت لكم آية من كتاب الله يقول فيها المولى تعالى: وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ.

فكان جوابكم كما يلي:
اقتباس:
نحن لم نذكر أن هناك كتاب آخر غير كتاب الله عز وجل لكي تطالبنا ببيانه
.
طيب أخي الفاضل أنت اعترفت أنه لا يوجد كتاب غير كتاب الله تعالى و هذا اعتراف موحد لله سبحانه، لأن هذا الكتاب هو آخر ما أنزل الله للعالمين.
لكنك تريد أن تثبت أن دلالة لفظ ( هذا القرآن) في الآية الكريمة يعود إلى القرآن الناطق وهم عترة أهل البيت عليهم السلام.
ـ أخي الكريم بما أن القرآن العظيم هو الكتاب الوحيد الذي تؤمن وتعتقد أنه من عند الله، و أنه لا يوجد كتابا غيره، فسؤالي الواضح هو:
1. أي الكتب يقضي على الآخر كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل، أم الكتاب الناطق الذي يعود إلى عترة أهل البيت عليهم السلام؟

2. هل لك أخي الفاضل أن تدلنا على آية بينة يأمر المولى تعالى فيها عباده بالتباع غير كتابه؟

3. كيف تفسر أخي الفاضل تكملة الآية التي طلب فيها الذين لا يرجون لقاء الله (أي الذين لا يؤمنون بيوم الحساب) و التي أمر المولى تعالى رسوله أن يقول: قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15) يونس.
4. فهل يمكن للرسول أن يتقول على الله فيقول غير الذي أنزل إليه من ربه، و يقال عنه أنه قال: ( تركت فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي،) ( و لقوم آخرين: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله و سنتي) فأي الفريقين أهدى؟

يقول تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ(162). الأعراف.

وما عليه المسلمون على البسيطة لخير دليل لعذاب الله الشديد، لما بدلوا القول وهجروا القرآن، فهم أشداء فيما بينهم متفرقين متعادين بغيا بينهم بعد ما جاءتهم البينات، لكنهم رحماء على الكافرين فهم يوادونهم و يستغيثون بهم ضد إخوانهم.

يقول سبحانه:

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا [COLOR="red"]فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ(15)وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(16)وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنْ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(17)ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ[/COLOR](18). الجاثية.

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ(31).سبأ.

قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ."19" الأنعام.

إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا(9). الإسراء.

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ(26). فصلت.

وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30). الفرقان.

في نظري لا توجد أية دلالة و لا ذكر لغير كتاب الله الوحيد لا شريك له، ولا يعني و لا يدل في نظري قوله تعالى: " إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا". أن هناك قرآنا آخر ناطق وهم حسب فهمكم عترة أهل البيت عليهم السلام.
فإن كان لديك ما يدل على ذلك فأتي به لعلنا نعلم ونتعلم.


أكرمك الله أخي الكريم، و عيدكم مبارك و السلام عليكم.
  #9  
قديم 25/10/2006, 04:28 PM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

بداية أود أن أؤكد على أن القرآن الكريم كتاب أُنزل على نبينا محمد (ص) من لدن العليم الخبير ليس فيه زيادة أو نقصان، ولو اجتمع الأنس والجن على أن يأتوا بسورة مثله ما استطاعوا، وليس هناك كتاب غيره أُنزل على محمد (ص). لذلك ينبغي ألا يُساء الفهم في هذا المبدأ.

أما بعد،

أولا – فيما يتعلق بسؤالك أي الكتب يقضي على الآخر كتاب الله أم كتاب العترة؟!
فالجواب عليه إن المسألة ليست مقارنة بين كتابين يا سيدي وإنما بين الكتاب وعلم الكتاب نفسه، فالقرآن الكريم هو الكتاب والعترة الطاهرة عليهم السلام هم الوارثون علم الكتاب. وبعبارة أخرى هم الناطقون بعلم ذلك الكتاب. فالكتاب صامت لا ينطق بما فيه من علم وأسرار، وهم ينطقون بعلمه وأسراره لكونهم وقفوا عليها وورثوها عن النبي (ص).

أرأيت الذي قال الله تعالى عنه في قصة سيدنا سليمان عليه السلام " وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " ؟
ذلك الشخص أعتمد على علم الكتاب ليحقق الغرض المطلوب، فالكتاب فيه العلم القادر على تلبية طلب سيدنا سليمان عليه السلام لكنه صامتٌ لا يحقق الهدف وحده، وأنطقه من كان عنده علم منه ليحقق به الهدف.
فالكتاب صامتٌ والعالم بالكتاب هو الكتابُ ناطقٌ، فالقرآن الكريم كتاب صامت عن أسراره وعلومه، ومن عنده علم القرآن كاملا هو قرآن ناطق ( ناطق به وليس بغيره ).


ثانيا – فيما يتعلق باستفسارك عما إذا كانت هناك آية تدعو إلى اتّباع غير كتاب الله عز وجل .. فأقول هناك آيات تأمر بإتّباع الرسول (ص) " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ..... وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (الأعراف : 157 ).
وكذلك قوله تعالى " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ".( الحشر : 7 ). وإذا لم نأخذ بما آتانا به الرسول (ص) فقد ضربنا الآية بعرض الحائط والعياذ بالله.
ربما تستشكل علينا فتقول هذا كتاب الله العزيز عندنا فأين كتاب الرسول (ص) لكي نأخذ به ؟!
الجواب هو أن الرسول (ص) لم يترك كتابا لهذه الأمة تُحفظ في خزائن السلطات المتعاقبة، بل ترك لهم كتاب الله تعالى وأهل بيته عليهم السلام الذين أورثهم علمه ينطقون بما فيه. والغاية في ذلك الخشية من تحريف أقواله لو أعتمد كتابا بعد فراقه (ص). ويكفي للدلالة علي ذلك ما روي عنه (ص) كثرت عليّ الكذابة ...". فمن أجل ذلك ترك الرسول (ص) للأمة أهل بيته ناطقين رسميين عنه –كما نعبر بمفهومنا المعاصر- فكما كان هو (ص) قرآن ناطق يحمل علمه وأسراره ويقود الأمة بمقتضى نوره وحقائقه، كذلك ترك للأمة خلفه قرآن ناطق آخر يحمي الأمة من الضلال بعده، ليتفادى بذلك خطط المنافقين والكذّابين والذين في قلوبهم مرض، فترك (ص) الثقلين ما أن تمسكت بهما الأمة لن تضل بعده أبدا، كتاب الله ( القرآن الصامت ) وعترة أهل البيت ( القرآن الناطق ). وقد تمكن رسول الله (ص) بذلك من مد جذور أسباب الهداية ونجاة الأمة من الضلال عبر زمن طويل، واتسم ذلك الزمان بالنهي عن الحديث تارة والكذب على النبي (ص) تارة ثم جمع الغث والسمين. ودونما يؤثر ذلك على القرآن الناطق الذي تمثل في اثني عشر ناطق من أهل بيته، لتصل الحقيقة الجليّة إلى عصر التدوين فتغرس الحقائق في الكتب وتثبت، وبذلك يزول خطر المنافقين والكذابين على رسول الله (ص).


ثالثا – فيما يتعلق بالآية الخامسة عشر من سورة يونس " قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ".

فمراد الآية عدم اشتراك النبي (ص) مع الله تعالى في صياغة القرآن الكريم، ولا الإضافة إلى القرآن من تلقاء نفسه (ص). وهذا مما لاشك فيه، فرسول الله (ص) دور كان التلقي للوحي. بل طُلب منه ألا يحرك لسانه ليعجّل بما يوحى إليه "لا تحرك به لسانك لتعجّل به". وبالرغم من ذلك طلب المشركون أن يبدل النبي (ص) القرآن بقرآن آخر لعلهم يقبلون بشيء آخر.

وأما مسألة السنن النبوية الشريفة فلا علاقة لها بهذه الآية، بل هي توصيف وتنوير لما أمره الله تعالى في كتابه الكريم.

أضف إلى ذلك ربما هناك أمور دارت بين النبي (ص) وجبرائيل عليه السلام ولم يرد ذكره في القرآن بالرغم أنه وحي يوحى، فتكون بمثابة أسرار بين النبي وربه خاصة فيما يتعلق بالأشخاص كالمنافقين أو بالأحداث القريبة التي ينبغي الحذر منها وما شابه ذلك. ومثل هذه الحالات كانت غالبا تثير النبي فيصعد المنبر ويتحدث ويحذر فيكون حديثا وليس قرآنا، لكنه في الأساس وحي قد أوحى إليه. فما الذي يمنع أن يكون حديث الثقلين في هذا الإطار؟
أليس لا ينطق عن الهوى؟ فلماذا إذن نفترض أنه ليس وحيٌ لمجرد أن القرآن الكريم لم يصرّح بحديث الثقلين؟ ناهيك عن الأدلة القرآنية الأخرى التي تشير إليه ضمناً.

وأما استشهادك بحال الأمة وزعمك بأنه دليل على أنهم هجروا القرآن الكريم .. فغير صحيح يا سيدي لأن الأمة حدث لها ما حدث بسبب انحرافها عن الصواب في كل شيء. فهم يتخذون أسوأ القرارات بسبب سوء فهمهم للدين. فمن ناحية يتولون حكام الجور ويضفون الشرعية عليهم، ثم يهلكون الحرث والنسل ويسعون فسادا في الأرض باسم الدين. فهم ينطلقون من الدين والقرآن لكن وفق معتقدات منحرفة.
ثم لو سلمنا جدلا أن حال الأمة ناجم عن تمسكها بكتب الحديث، فهل سيصلح حال الأمة لو تركت كتب الحديث وتمسكت فقط بالقرآن؟!
وحينها ألن يقل الرسول (ص) إن قومي اتخذوا القرآن مهجورا ؟!
لا أظن أن القرآنيين وفق مفهومك واستنتاجك هم بمنأى عن اتهام الآية.


دعنا يا أخ دادي نناقش مكوّنات الآية وأود أن أطرح عليك السؤال التالي:

تقول الآية "وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا".

لو رفعنا كلمة ( هذا ) من الآية وأصبحت كالتالي :

( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا القرآن مهجورا )

فما الاختلاف الذي ترتب في المعنى؟


تحياتي.

آخر تحرير بواسطة غلوم الحسين : 25/10/2006 الساعة 04:31 PM
  #10  
قديم 27/10/2006, 09:54 AM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

اقتباس:
بداية أود أن أؤكد على أن القرآن الكريم كتاب أُنزل على نبينا محمد (ص) من لدن العليم الخبير ليس فيه زيادة أو نقصان، ولو اجتمع الأنس والجن على أن يأتوا بسورة مثله ما استطاعوا، وليس هناك كتاب غيره أُنزل على محمد (ص). لذلك ينبغي ألا يُساء الفهم في هذا المبدأ.
أخي الفاضل سلام الله عليكم،

ـ هذه شهادة مؤمن بالذي أنزل الكتاب على آخر الأنبياء و المرسلين، و قد كلف رسله بتبليغ ما أنزل إليهم دون زيادة ولا نقصان، و بما أن القرآن العظيم هو آخر الكتب المنزلة فقد جعله الله ميسرا للذكر وجعله كتابا مبينا ومفصلا. فمن الذي جاء بالكتب التي وضعت ندا لكتاب الله تعالى سواء كان ناطقا أو غير نطاق؟


اقتباس:
أما بعد،

أولا – فيما يتعلق بسؤالك أي الكتب يقضي على الآخر كتاب الله أم كتاب العترة؟!
فالجواب عليه إن المسألة ليست مقارنة بين كتابين يا سيدي وإنما بين الكتاب وعلم الكتاب نفسه، فالقرآن الكريم هو الكتاب والعترة الطاهرة عليهم السلام هم الوارثون علم الكتاب. وبعبارة أخرى هم الناطقون بعلم ذلك الكتاب. فالكتاب صامت لا ينطق بما فيه من علم وأسرار، وهم ينطقون بعلمه وأسراره لكونهم وقفوا عليها وورثوها عن النبي (ص).

أرأيت الذي قال الله تعالى عنه في قصة سيدنا سليمان عليه السلام " وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك " ؟
ذلك الشخص أعتمد على علم الكتاب ليحقق الغرض المطلوب، فالكتاب فيه العلم القادر على تلبية طلب سيدنا سليمان عليه السلام لكنه صامتٌ لا يحقق الهدف وحده، وأنطقه من كان عنده علم منه ليحقق به الهدف.
فالكتاب صامتٌ والعالم بالكتاب هو الكتابُ ناطقٌ، فالقرآن الكريم كتاب صامت عن أسراره وعلومه، ومن عنده علم القرآن كاملا هو قرآن ناطق ( ناطق به وليس بغيره ).
ـ أخي الكريم ما معنى " علم من الكتاب " في الآية؟ لأنه سبحانه لم يقل: " علم بالكتاب". أظن أن الفرق شاسع بين " علم من الكتاب" و "علم بالكتاب".

يقول سبحانه:
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1). الفرقان.

قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ(86)ِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ(87).ص.

وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ(52). القلم.

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(6).سباء.

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(52).الشورى.

قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ(30). الأحقاف.

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا(1)يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا(2). الجن.
لاحظ سيدي الكريم لا توجد أية دلالة لغير كتاب الله، و لو كان ما تقول صحيحا لذكر الله الكتاب مثنى، و لا يقول " نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ" . "عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ" " وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ" " الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ" " جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا". فالكتاب ذكره الله مفردا ولا نجد أية إشارة إلى غيره.


اقتباس:
ثانيا – فيما يتعلق باستفسارك عما إذا كانت هناك آية تدعو إلى اتّباع غير كتاب الله عز وجل .. فأقول هناك آيات تأمر بإتّباع الرسول (ص) " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ..... وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " (الأعراف : 157 ).
وكذلك قوله تعالى " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ".( الحشر : 7 ). وإذا لم نأخذ بما آتانا به الرسول (ص) فقد ضربنا الآية بعرض الحائط والعياذ بالله.
ربما تستشكل علينا فتقول هذا كتاب الله العزيز عندنا فأين كتاب الرسول (ص) لكي نأخذ به ؟!
الجواب هو أن الرسول (ص) لم يترك كتابا لهذه الأمة تُحفظ في خزائن السلطات المتعاقبة، بل ترك لهم كتاب الله تعالى وأهل بيته عليهم السلام الذين أورثهم علمه ينطقون بما فيه. والغاية في ذلك الخشية من تحريف أقواله لو أعتمد كتابا بعد فراقه (ص). ويكفي للدلالة علي ذلك ما روي عنه (ص) كثرت عليّ الكذابة ...". فمن أجل ذلك ترك الرسول (ص) للأمة أهل بيته ناطقين رسميين عنه –كما نعبر بمفهومنا المعاصر- فكما كان هو (ص) قرآن ناطق يحمل علمه وأسراره ويقود الأمة بمقتضى نوره وحقائقه، كذلك ترك للأمة خلفه قرآن ناطق آخر يحمي الأمة من الضلال بعده، ليتفادى بذلك خطط المنافقين والكذّابين والذين في قلوبهم مرض، فترك (ص) الثقلين ما أن تمسكت بهما الأمة لن تضل بعده أبدا، كتاب الله ( القرآن الصامت ) وعترة أهل البيت ( القرآن الناطق ). وقد تمكن رسول الله (ص) بذلك من مد جذور أسباب الهداية ونجاة الأمة من الضلال عبر زمن طويل، واتسم ذلك الزمان بالنهي عن الحديث تارة والكذب على النبي (ص) تارة ثم جمع الغث والسمين. ودونما يؤثر ذلك على القرآن الناطق الذي تمثل في اثني عشر ناطق من أهل بيته، لتصل الحقيقة الجليّة إلى عصر التدوين فتغرس الحقائق في الكتب وتثبت، وبذلك يزول خطر المنافقين والكذابين على رسول الله (ص).
ـ يتمثل القرآن الناطق حسب قولك: إلى اثنا عشر ناطق من أهل البيت. فمن هم هؤلاء أرجو ذكر أسمائهم واحدا واحدا؟

ـ من يضمن لنا أن في عصر التدوين لم تكن فيه تجاوزات و افترآت على أهل البيت؟

ـ ما قصة رزية يوم الخميس التي قيل فيها أن الرسول " عليه أصلي و أسلم" طلب أن يكتب كتابا حتى لا يضل قومه من بعده أبدا!!!! رغم أنه كان يبلغ عن ربه الكتاب الذي فيه الهدى للناس و الذكرى و البشرى، فهل يعقل أن يحصل هذا من نبي أرسله الله ليبلغ للعالمين الكتاب المبين، ثم يقول في آخر أيام عمره هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا.!!!!؟؟؟؟. و يتمثل هذا الكتاب بالنسبة للشيعة (الكتاب الناطق) و هم أهل البيت عليهم السلام، و "بالسنة" بالنسبة لمن يسمون أنفسهم بأهل السنة و الجماعة فعندهم الهدى فيما تحمله ( الصحاح) من الروايات؟؟؟!!!.


اقتباس:
اقتباس:
ثالثا – فيما يتعلق بالآية الخامسة عشر من سورة يونس " قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ".

فمراد الآية عدم اشتراك النبي (ص) مع الله تعالى في صياغة القرآن الكريم، ولا الإضافة إلى القرآن من تلقاء نفسه (ص). وهذا مما لاشك فيه، فرسول الله (ص) دور كان التلقي للوحي. بل طُلب منه ألا يحرك لسانه ليعجّل بما يوحى إليه "لا تحرك به لسانك لتعجّل به". وبالرغم من ذلك طلب المشركون أن يبدل النبي (ص) القرآن بقرآن آخر لعلهم يقبلون بشيء آخر.

وأما مسألة السنن النبوية الشريفة فلا علاقة لها بهذه الآية، بل هي توصيف وتنوير لما أمره الله تعالى في كتابه الكريم.

أضف إلى ذلك ربما هناك أمور دارت بين النبي (ص) وجبرائيل عليه السلام ولم يرد ذكره في القرآن بالرغم أنه وحي يوحى، فتكون بمثابة أسرار بين النبي وربه خاصة فيما يتعلق بالأشخاص كالمنافقين أو بالأحداث القريبة التي ينبغي الحذر منها وما شابه ذلك. ومثل هذه الحالات كانت غالبا تثير النبي فيصعد المنبر ويتحدث ويحذر فيكون حديثا وليس قرآنا، لكنه في الأساس وحي قد أوحى إليه. فما الذي يمنع أن يكون حديث الثقلين في هذا الإطار؟
أليس لا ينطق عن الهوى؟ فلماذا إذن نفترض أنه ليس وحيٌ لمجرد أن القرآن الكريم لم يصرّح بحديث الثقلين؟ ناهيك عن الأدلة القرآنية الأخرى التي تشير إليه ضمناً.
صدقت أخي الكريم في الثالثة و أنا أتفق معك تماما فلا يمكن لمخلوق أن يتقول على الله، و لا أن يزيد أو ينقص في كتاب الله المحفوظ من لدن عليم خبير، ففي نظري البسيط المسلمون المتبعون النبي الأمي قد حاذوا عن صراط الله المستقيم وذلك لأنهم اتبعوا غير ما أنزل الله على رسوله محمد " عليه صلاتي و تسليمي بما جاء به ".


وأما استشهادك بحال الأمة وزعمك بأنه دليل على أنهم هجروا القرآن الكريم .. فغير صحيح يا سيدي لأن الأمة حدث لها ما حدث بسبب انحرافها عن الصواب في كل شيء. فهم يتخذون أسوأ القرارات بسبب سوء فهمهم للدين. فمن ناحية يتولون حكام الجور ويضفون الشرعية عليهم، ثم يهلكون الحرث والنسل ويسعون فسادا في الأرض باسم الدين. فهم ينطلقون من الدين والقرآن لكن وفق معتقدات منحرفة.
ثم لو سلمنا جدلا أن حال الأمة ناجم عن تمسكها بكتب الحديث، فهل سيصلح حال الأمة لو تركت كتب الحديث وتمسكت فقط بالقرآن؟!
وحينها ألن يقل الرسول (ص) إن قومي اتخذوا القرآن مهجورا ؟!
لا أظن أن القرآنيين وفق مفهومك واستنتاجك هم بمنأى عن اتهام الآية.


دعنا يا أخ دادي نناقش مكوّنات الآية وأود أن أطرح عليك السؤال التالي:

تقول الآية "وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا".

لو رفعنا كلمة ( هذا ) من الآية وأصبحت كالتالي :

( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا القرآن مهجورا )

فما الاختلاف الذي ترتب في المعنى؟


تحياتي.
أظن أن سؤالك الأخير يؤيد عدم وجود أي كتاب آخر مع كتاب الله كما لا يوجد إله آخر مع الله.
و لعلمك سيدي الكريم فانا لا أتعصب لمذهب و لا لطائفة و إنما أحاول جادا أن أجد الملاذ في كتاب الله وحده لا شريك له، فأحل حلاله وأحرم حرامه، و آخذ من جميع الكتب ما يوافقه و لا يتناقض مع أحسن الحديث كتابا.
هذا رد على عجالة، و الله ولي التوفيق و الهداية و السلام عليكم.
  #11  
قديم 28/10/2006, 04:43 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،


أخي الكريم دادي با ستثناء سؤالك الثاني، كل أسئلتك مشروعة وسوف أجيبك عليها الآن مختصرا لأنني سوف أتبع ذلك شرحا عندما نصل إلى موضع كل سؤال في بحثنا. فنحن كما تعلم نتحدث الآن حول آيات القرآن الكريم وللحديث بقية حولها، فإذا انتهينا من بحث الآية واتضحت الحقيقة وتبيّن أن الآية الكريمة تتحدث عن شيء خلاف كتاب الله الكريم حينها نتحدث في جزئيات ذلك الشيء.
فما أرجوه منك ألا تنشغل بما ذكرته لك في بداية مشاركتي بالموضوع. فقد كان ذلك استنتاجا مقابل استنتاجك. وأما الآن فنحن في مرحلة التدبر والبحث فيما تقصده الآية الشريفة. أنا أطرح عليك نقاطا واستمع لرأيك فيها، فما توافقني منها أمضيتها، وما تعارضني فيها نُناقشها حتى نتفق.



تقول حفظك الله:
فمن الذي جاء بالكتب التي وضعت ندا لكتاب الله تعالى سواء كان ناطقا أو غير نطاق؟


أقول :
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ .
َبلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ.
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ.



تسأل يا أخ دادي :
ما معنى " علم من الكتاب " في الآية؟ لأنه سبحانه لم يقل: " علم بالكتاب". أظن أن الفرق شاسع بين " علم من الكتاب" و "علم بالكتاب".


أقول نعم كلامك صحيح هناك فرق شاسع لكن ليس ذلك بيت القصيد وإنما القصد أن علم الكتاب هو شامل وليس محصور في أمور دون أخرى. فعلم الكتاب هو مجموع العلوم الإنشائية والخبرية إضافة إلى العلم اللّدُني الذي يأتيه الله تعالى لمن اصطفى من عباده.

أنظر إلى بعض آيات القرآن الكريم حيث يضرب الله تعالى الأمثال للناس كهذه الآية الشريفة:
( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ) ( الرعد : 31 ).

أنظر أخي الكريم ماذا يقول المولى عز وجل عن أي قرآن؟
أليس معنى كلامه تعالى أن قرآننا يمكن به أن تُسيّر الجبال ويمكن به أن تقطع الأرض ويمكن به تكلم الأموات، وربما غير ذلك بكثير لم يذكره لأسباب.
أفتظن أنه تعالى أنزل علما ومنعه عن صاحب الرسالة (ص) الذي أنزلها إليه؟
هل يُعقل ذلك ؟
فلماذا أنزل هكذا علم إذن؟

ذلك من علم الكتاب. وما يعلم علمه إلا الله والراسخون في العلم.
فمن هم الراسخون في علم تسيير الجبال وتقطيع الأرض وتكليم الموتى؟

أفتظن أن ذلك العلم قد فارق الأمة ولم يورّث؟
فمن هم الراسخون في العلم؟



عودة مجددة للآية الكريمة ..

وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30). الفرقان.

لقد طلبت منك أن تجيبني على السؤال الذي وجّهته إليك بشأن كلمة ( هذا ) لو تم رفعها وأثر ذلك في المعنى لكنك تركت الإجابة. وأنا الآن مضطر أن استرسل في البحث لأضف شيئا آخر إليه. ولو كان لك رأي مخالف في شيء منه نناقشه حتى نتفق.


البحث عن دلالة لفظ " هذا القرآن " في قوله تعالى " وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا "


لقد ورد في القرآن الكريم لفظ ( هذا القرآن ) 14 مرة. وورد اللفظ بزيادة حرف جر ( بهذا القرآن ) مرة واحدة. و أيضا ( لهذا القرآن ) مرة واحدة.

جميع الآيات التي أوردت اسم الإشارة ( هذا ) مسبوقا لكلمة القرآن سواء مع حرف جر أو بدونها ( لهذا – بهذا – هذا ) لو دققت فيها لوجدت أن أسم الإشارة ( هذا ) يهدف التمييز بين القرآن الكريم وغيره من الكتب السماوية الأخرى ما عدا الآية 30 من سورة الفرقان " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " التي نتحاور حولها وسوف نوافيك بشيء من التفصيل لاحقا.

ولقد وردت كلمة ( القرآن ) دون أن يسبقها اسم إشارة ( هذا أو لهذا أو بهذا ) 27 مرة. ولو دققت في تلك الآيات ستجد أن سياق الآيات واضحة الدلالة على هذا القرآن الذي بين أيدينا. لذا لم تكن هناك حاجة إلى كلمة ( هذا ) للإشارة إليه والتمييز بينه وبين غيره من الكتب السماوية.

فلماذا تأتي كلمة ( هذا ) في الآية " وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " إذا كان القرآن لا يحتاج تمييزه عن غيره من الكتب السماوية الأخرى؟
فما دام الرسول (ص) لم يُنزل عليه سوى القرآن الكريم، وقومه هم المسلمون لا ينبغي لهم غير القرآن الكريم، فإن الألف واللام للتعريف كاف للإشارة إلى القرآن الكريم.
فهل قومه هجروا فقط القرآن الكريم دون أن يهجروا التوراة والإنجيل فاحتاج النبي (ص) إلى الإشارة إلى ما هجروه فقط لكي لا يظلمهم في عدم هجرانهم للتوراة والإنجيل ؟!!
نعم هي أسئلة مشروعة نسوقها إليكم طالما أننا نؤمن بأن كل كلمة في القرآن الكريم لها غاية بل كل حرف. ونحن كمسلمين ليس لدينا سوى كتاب قرآن واحد، ويكفي الإشارة إليه بأل التعريف ( الــ قرآن ) فاللفظ دال عليه. ولو كان القصد في الآية كتاب الله لما صح القول بأن القرآن ليس فيه زيادة حرف في سياق آياته. وتبقى كلمة ( هذا ) شاهدة على ما نقول. لكن الواقع خلاف ما يعتقده الكثيرون، فالغاية من كلمة ( هذا ) في الآية – كما أسلفنا – للتمييز بين شيئين مطلوب من القوم ألا يهجروا أحدهما. ولا بد أن يكون القوم قد هجروا أحدهما فيحتاج الرسول ( ص ) أن يشير إلى ما هجروه القوم فيقول ( هذا ).

فما هو هذا الذي هجروه قومه وأطلق عليه لفظ القرآن؟

لا بد أن يكون ذلك الشيء رديفا وثقلا وناطقا بالقرآن ليتصف به، ولم يرد عن رسول الله (ص) وصفا يليق بذلك إلا لأهل بيته عليهم السلام في حديث الثقلين، ولا بد أن تكون الإشارة إليهم وأن القوم هجروهم ولم يقتدوا بهم.


وقفة مع الآيات القرآنية:

إن الكتب السماوية التي أنزلها الله تبارك وتعالى جميعا يطلق عليها القرآن لأن الناس أمروا أن يقرؤونه ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) (القيامة : 18 ). ويبقى ذلك الكتاب السماوي قرآنا ما لم يُحرّف.
فمفهوم لفظ القرآن هو أن الله تعالى يقرأه على رسوله كما يقال فلان يقرئك السلام أي يبلغك السلام.
الله تبارك وتعالى حينما ذكر كتبه السماوية بما فيها هذا القرآن الذي بين أيدينا أطلق على القرآن لفظ الفرقان ( وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ) (آل عمران :3 - 4 ). ونفس لفظ الفرقان أطلقه على التوراة في وقته قبل أن يُحرف ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ ) (الأنبياء : 48 ). ويقول تعالى ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً ) (الشورى : 7 ). فكلمة ( عربيا ) صفة لكلمة ( قرآنا ) أي أن هناك قرآنا عبريا وهكذا ، لأن لو كان لفظ قرآنا وحده يدل على الذي بيد المسلمين لأصبحت كلمة عربيا زائدة وهذا مستحيل، فكان يكفي أن يقول تعالى وجعلناه قرآناً.

فالكتب السماوية كل منها قرآن ولها نفس التسميات ولذلك يستخدم القرآن الكريم كلمة ( هذا ) للإشارة إلى القرآن الذي يتحدث منه أو عنه وليس كل قرآن أنزله. فحينما يريد أن يخص قرآننا بشيء يقول تعالى ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )(الحشر : 21 ).

كذلك يستخدم لفظ هذا القرآن على لسان المشركين والكفار لأنهم لا ينكرون الأديان السابقة وكتبهم ولكنهم ينكرون هذا القرآن وإليك بعض الأمثلة:


( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) ( فصلت :26 ).

هنا يستخدم القرآن كلمة ( هذا ) لبيان عدة أمور أهمها من لا يؤمن بهذا القرآن فهو كافر. وإن هؤلاء قصدوا هذا القرآن فقط دون الكتب المحرّفة الأخرى. فمن ناحية لا يريد الله عز وجل أن يظلمهم بما قالوا وقصدوا بقولهم، ومن ناحية لبيان أن هؤلاء لا مشكلة لديهم مع الكتب المحرّفة الأخرى، ولذلك هم يقصدون هذا القرآن تحديدا.
فكان من اللزوم أن يأتي القرآن بكلمة ( هذا ) لأمانة النقل وتحديد الظلم الذي اقترفوه بقولهم في حق القرآن الذي أُنزل على محمد (ص).


( وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيم ) ( الزخرف : 31 ).

كذلك ينطبق هنا ما جاء قبله، فهؤلاء الذين قالوا ذلك لا يعترضون على ما أُنزل على أنبياء اليهود وإنما اعتراضهم على النبي (ص) فهم لا مشكلة لديهم أين يجعل الله تعالى رسالته في بني إسرائيل أينما شاء، لكنهم لكونهم عرب الجاهلية فتفكيرهم في التفاضل ينصب على المال والنفوذ. فهم رأوا أن اختيار محمد (ص) للرسالة لا يمكن أن يكون صحيحا مع أن الأنبياء السابقين كانوا مثل محمد (ص) رعاة أغنام. فيا له من تناقض عجيب وجهل مركّب.

وهكذا فكل آية في القرآن فيها لفظ القرآن مسبوقا بكلمة ( هذا ) إنما استعمل لتحديد القرآن الذي أُنزل على محمد ( ص ) دون غيره من الكتب السماوية الأخرى.


ننتظر تعليقكم أخي الكريم دادي على ما تقدم قبل أن نكمل باقي البحث.
تحياتي.
  #12  
قديم 29/10/2006, 10:37 AM
Sheia Sheia غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 09/05/2006
المشاركات: 163
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين المعصومين الأبرار



أشكر الأخ / غلوم الحسين (ع) ، والأخ daddi على المناقشات والطرح الجميل للحوار وعلى الأسلوب الراقي جداً من كلا الطرفين .

أخصك بالشكر أخي الكريم // غلوم الحسين ، جعلنا الله من أنصار الحسين وأتباعه وشيعته إلى يوم الدين ونفعنا الله بعلم آل البيت الأطهار ( عليهم الصلاة والسلام ).




لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله
  #13  
قديم 29/10/2006, 11:07 PM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة Sheia
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين المعصومين الأبرار



أشكر الأخ / غلوم الحسين (ع) ، والأخ daddi على المناقشات والطرح الجميل للحوار وعلى الأسلوب الراقي جداً من كلا الطرفين .

أخصك بالشكر أخي الكريم // غلوم الحسين ، جعلنا الله من أنصار الحسين وأتباعه وشيعته إلى يوم الدين ونفعنا الله بعلم آل البيت الأطهار ( عليهم الصلاة والسلام ).




لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله

شكرا لك أخي الكريم Sheia على ما تفضلت به.

نرجو أن نكون عند حسن ظنك بنا.

تحياتي.
  #14  
قديم 30/10/2006, 08:23 AM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
أخي الكريم غلوم الحسين سلام الله عليكم،
أولا: أشكركم على مواصلة الحوار الهادئ المفيد، و أشكر الأخ الفاضل SHEIA الذي أيد مثل هذا النقاش الجاد و المثالي في طرح الرأي المخالف، و محاولة الإقناع بالتي هي أحسن دون التعرض لما يعكر صفونا، و الحط من قيمة المسلم المؤمن بالله وحده لا شريك له، و هذا واجب كل مؤمن وما ينبغي أن يكون عليه كل مسلم موحد.
و ما عدا هذا فكل نفس مسؤولة عن نفسها، ولا تزر وازرة وزر أخرى و سوف تحاسب وحدها يوم الجمع و الفصل الذي لا ريب فيه، فريق في الجنة و فريق في السعير.

ثانيا: بالنسبة للآيات الثلاثة التي تستدل بها ففي نظري هي آيات صالحة لكل من كتب شيئا و ادعى أنه من عند الله و ما هو من عند الله.

ثالثا: سيدي الكريم غلوم الحسين أرجو أن نتفق على أرضية النقاش لنقف على أرض صلبة، فأرجو أن نتفق على من هم أهل البيت عليهم السلام الذين تعنيهم الآية الكريمة : " وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا" فأرجو ذكر أسمائهم واحدا واحدا.

رابعا: ما معنى وما مدلول كلمة : " قَوْمِي" فهل أهل البيت عليهم السلام يعتبرون من قوم محمد النبي " عليه أصلي و أسلم" ؟

يقول تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ(44) الزخرف.
تقبل أخي الكريم غلوم الحسين أزكى التحيات و أزكى السلام.
  #15  
قديم 31/10/2006, 04:21 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا - أشكرك أخي الكريم دادي على ردك والذي تضمن القبول بما تقدم من البحث.

ثانيا – فيما يتعلق بطلبك ضرورة الاتفاق على من هم أهل البيت (ع)، سوف نؤجله إلى المشاركة القادمة.

ثالثا – بالنسبة لسؤالك عن معنى ومدلول كلمة ( قومي ) في الآية وعما إذا كان أهل البيت (ع) من قوم محمد (ص)، سيأتي الجواب عليه في تتمة البحث إن شاء الله تعالى.

لذا أرجو أخي الكريم المعذرة في تأخير بعض تلك الإجابات قليلا.


عودة مجددة للآية الكريمة ..

وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30). الفرقان.

ذكرنا فيما سبق أن كل الآيات القرآنية التي جاءت بلفظ القرآن مسبوقا بكلمة ( هذا ) إنما لأجل تمييز القرآن الكريم عن غيره من القرآن الذي أنزل من قبل، ما عدا الآية التي في سورة الفرقان ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) (الفرقان : 30 ). ففي هذه الآية لا يحتاج القرآن الكريم إلى التمييز إن كان المقصود القرآن الكريم نفسه. لأن الرسول (ص) لم يُوحى إليه غيره ولا القوم ينبغي لهم غيره. فلماذا تحتاج الآية إلى اسم الإشارة ( هذا
وقد أثبتنا وجود التمييز في الآية الكريمة وأن ذلك التمييز ليس بين الكتب التي أُنزلت، وإنما هو تمييزٌ بين كتاب الله ( القرآن الصامت ) والعترة النبوية الطاهرة ( القرآن الناطق ).


إن تلك الآية الكريمة بلا شك تحذّر من هجرة شيء، وقد أثبتنا أن ذلك الشيء هو عترة أهل البيت عليهم السلام كما ورد في حديث الثقلين. ولو بحثنا منطق هذا التحذير في آيات أخرى من القرآن الكريم، سنجد في سورة الإسراء يقول تبارك وتعالى ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (الإسراء : 71 - 72 ).
هنا نجد أن التحذير في الإمامة جليٌ. وإن من كان في هذه أي الإمامة أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا. فإتيان الكتاب باليمن مرهون بالإمام الذي يأتي معه بدليل الجملة الشرطية في سياق الآية.
ويقول تعالى في مكان آخر ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً )(النساء : 41 ).
واضح أن هذه الآية أيضا تشير إلى نفس الموقف ولكن بدون شرح لتبعاته.
وحيث أن قول الرسول (ص) في الآية وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا هو أيضا يوم القيامة، فلذلك لا بد وأن يكون حول نفس الموقف. وبمثابة شهادة النبي (ص) حينما يأتي شهيدا فيقول يا رب إن قومي هجروا من أمرتهم أن يتمسكوا بهم وهم أئمة أهل البيت. فالأئمة من غير أهل البيت يقف خلفهم الغالبية العظمى من قومه ولذلك يستخدم لفظ قومي للتضخيم.


لقد ورد عن رسول الله (ص) إنه قال في علي (ع): إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله.
أنظر لتلك الألفاظ وضع خطا تحت ( كما ).
فعلي (ع) علم ناطق للقرآن كما أنزل وليس كما يتعلمه الناس. وأن هناك صراع في الأمة على التأويل.
ويقول الله تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) (طه : 124 ). أي من يعرض عن منهج الله تعالى يحشره يوم القيامة أعمى.
ولذلك يقول تعالى عن يوم القيامة ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الإسراء : 71 - 72 ).
لأن الإمام الحق هو العالم بتأويل منهج الله تعالى كما أُنزل تماما دون زيادة من عنده أو نقصان منه أو التعديل عليه لأن كل ذلك شركٌ مع الله تعالى في المنهج. والله لا يغفر أن يُشرك به.
فمن أين يضمن المسلم التأويل الصحيح لمنهج الله حتى يأخذه فلا يُحشر يوم القيامة أعمى؟


نكتفي بهذا القدر من البحث للدلالة على أن القرآن المهجور في الآية موضع البحث هم (القرآن الناطق)، عترة أهل البيت عليهم السلام الذين ورثوا علم القرآن وكانوا أوصياء الرسول (ص) للأمة كي لا تضل بعده أبدا.

وأما بالنسبة لسؤالك الذي طلبت فيه معنى ومدلول لفظ ( قومي ) ..
فالقرآن الكريم قد استخدم لفظ ( القوم ) دون الإشارة إلى كل القوم كما ورد في قوله تعالى ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ ) (الأعراف : 148 ).
فالقوم هنا للتضخيم لبيان الغالبية من القوم وليس كل القوم. فقد كان هناك هارون وقليل اتّبعوه ولم يتخذوا العجل ولم يكونوا ظالمين.
وكذلك ورد على لسان موسى (ع) ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ ) (البقرة : 54 ).
فليس كل قومه اتخذوا العجل.
ولو لم يرجع موسى (ع) إليهم لكان اليهود الذين اتبعوا السامري قد اتخذوا القرآن مهجورا منذ ذلك الزمن. ولقال أحدهم عن السامري يوم القيامة: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي. ولقال موسى أيضا عن قومه منذ ذلك الزمن: يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.
فيوم يدعو الله عز وجل كل أناس بإمامهم كما ورد في سورة الإسراء، ولو استمر اليهود مع السامري فمن سيقف خلف السامري يوم القيامة أكثر بكثير ممن سيقف خلف هارون وهكذا.


شكرا لك وتقبّل تحياتي،
  #16  
قديم 31/10/2006, 10:44 PM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
Question

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا - أشكرك أخي الكريم دادي على ردك والذي تضمن القبول بما تقدم من البحث.

ثانيا – فيما يتعلق بطلبك ضرورة الاتفاق على من هم أهل البيت (ع)، سوف نؤجله إلى المشاركة القادمة.

ثالثا – بالنسبة لسؤالك عن معنى ومدلول كلمة ( قومي ) في الآية وعما إذا كان أهل البيت (ع) من قوم محمد (ص)، سيأتي الجواب عليه في تتمة البحث إن شاء الله تعالى.

لذا أرجو أخي الكريم المعذرة في تأخير بعض تلك الإجابات قليلا.


عودة مجددة للآية الكريمة ..

وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30). الفرقان.

ذكرنا فيما سبق أن كل الآيات القرآنية التي جاءت بلفظ القرآن مسبوقا بكلمة ( هذا ) إنما لأجل تمييز القرآن الكريم عن غيره من القرآن الذي أنزل من قبل، ما عدا الآية التي في سورة الفرقان ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) (الفرقان : 30 ). ففي هذه الآية لا يحتاج القرآن الكريم إلى التمييز إن كان المقصود القرآن الكريم نفسه. لأن الرسول (ص) لم يُوحى إليه غيره ولا القوم ينبغي لهم غيره. فلماذا تحتاج الآية إلى اسم الإشارة ( هذا
وقد أثبتنا وجود التمييز في الآية الكريمة وأن ذلك التمييز ليس بين الكتب التي أُنزلت، وإنما هو تمييزٌ بين كتاب الله ( القرآن الصامت ) والعترة النبوية الطاهرة ( القرآن الناطق ).


إن تلك الآية الكريمة بلا شك تحذّر من هجرة شيء، وقد أثبتنا أن ذلك الشيء هو عترة أهل البيت عليهم السلام كما ورد في حديث الثقلين. ولو بحثنا منطق هذا التحذير في آيات أخرى من القرآن الكريم، سنجد في سورة الإسراء يقول تبارك وتعالى ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (الإسراء : 71 - 72 ).
هنا نجد أن التحذير في الإمامة جليٌ. وإن من كان في هذه أي الإمامة أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا. فإتيان الكتاب باليمن مرهون بالإمام الذي يأتي معه بدليل الجملة الشرطية في سياق الآية.
ويقول تعالى في مكان آخر ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً )(النساء : 41 ).
واضح أن هذه الآية أيضا تشير إلى نفس الموقف ولكن بدون شرح لتبعاته.
وحيث أن قول الرسول (ص) في الآية وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا هو أيضا يوم القيامة، فلذلك لا بد وأن يكون حول نفس الموقف. وبمثابة شهادة النبي (ص) حينما يأتي شهيدا فيقول يا رب إن قومي هجروا من أمرتهم أن يتمسكوا بهم وهم أئمة أهل البيت. فالأئمة من غير أهل البيت يقف خلفهم الغالبية العظمى من قومه ولذلك يستخدم لفظ قومي للتضخيم.


لقد ورد عن رسول الله (ص) إنه قال في علي (ع): إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله.
أنظر لتلك الألفاظ وضع خطا تحت ( كما ).
فعلي (ع) علم ناطق للقرآن كما أنزل وليس كما يتعلمه الناس. وأن هناك صراع في الأمة على التأويل.
ويقول الله تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) (طه : 124 ). أي من يعرض عن منهج الله تعالى يحشره يوم القيامة أعمى.
ولذلك يقول تعالى عن يوم القيامة ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الإسراء : 71 - 72 ).
لأن الإمام الحق هو العالم بتأويل منهج الله تعالى كما أُنزل تماما دون زيادة من عنده أو نقصان منه أو التعديل عليه لأن كل ذلك شركٌ مع الله تعالى في المنهج. والله لا يغفر أن يُشرك به.
فمن أين يضمن المسلم التأويل الصحيح لمنهج الله حتى يأخذه فلا يُحشر يوم القيامة أعمى؟


نكتفي بهذا القدر من البحث للدلالة على أن القرآن المهجور في الآية موضع البحث هم (القرآن الناطق)، عترة أهل البيت عليهم السلام الذين ورثوا علم القرآن وكانوا أوصياء الرسول (ص) للأمة كي لا تضل بعده أبدا.

شكرا لك وتقبّل تحياتي،
عزمت بسم الله،
أخي الكريم سلام الله عليكم،

يقول تعالى:
أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ(17).هود.

أخي الفاضل هذه الآية بين المولى تعالى فيها أن كتاب موسى (ع) إماما و رحمة ولم يشر إلى غيره، فالإمام هو الكتاب الذي أنزل من الله تعالى، فالمؤمنون يؤمنون به و من يكفر به من الأحزاب فقد أعد لهم وعيدا، ثم توجه إلى النبي فقال: " فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ". أي من الكتاب الذي أنزل إليك وهو القرآن العظيم لا غير. حسب مفهومي طبعا، و تفسيرك لقوله تعالى: "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً". النساء : 41. فالإمام هو الكتاب كما أسلفت وقد ذكره المولى تعالى مفردا، و أما شهادة الرسول فيوضحه قول الله تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا"."143" البقرة.
فيكون المؤمنون شهداء على الناس بتبليغهم لرسالة الله بعد الرسول، و يكون الرسول شهيدا على ذلك يوم القيامة بأنه قد بلغ الرسالة.

قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ(9)قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(10)وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ(11)وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ(12)إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(13)أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(14). الأحقاف.

في هذه الآيات يبين الخالق سبحانه أن الرسول لم يكن بدعا من الرسل فهو لا يدري ما يفعل به و لا بنا إن يتبع إلا ما يوحى إليه و ما هو إلا نذير مبين، و من قبله كتاب موسى (ع) إماما و رحمة، و هذا كتاب أي القرآن هو كذلك إماما و رحمة بلسان عربي لينذر أي الكتاب أو الرسول الذين ظلموا وبشرى للمحسنين. فالذين ظلموا هم المشركون و المحسنون هم الذين آمنوا به أي بالكتاب.

قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15)قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(16)فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ(17) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(18). يونس.

وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(105)وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا(106)قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا(107)وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا(108). الإسراء.

هل أشار المولى تعالى في كتابه إلى اتباع غيره؟

فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(50)وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(51)الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ(52)وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ(53)أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(54). القصص.
أخي الفاضل كل هذه الآيات تدل بوضوح على أن السؤال و الحساب في اليوم الموعود لن يكون إلا على الكتاب المنزل على آخر الأنبياء و المرسلين، لأنه خلاصة كل الكتب المنزلة من قبل، (إن صح التعبير) و في اتباعه و العمل به يكون فوزنا، و في هجره و اتباع غيره تكون الحسرة و الندامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أخي الكريم فقول الله تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً". الفرقان : 30. لا يفهم منه إلا تأكيدا و تميزا لآخر الكتب المنزلة و هو القرآن لا غيره، فنحن سوف نسأل عنه و نحاسب به لأنه الكتاب الأخير المحفوظ من قبل الله تعالى، و المبلغ من عند الله بواسطة الروح الأمين على لسان محمد " عليه أصلي و أسلم".

و اسمح لي أخي الكريم لأنني لم أقتنع بعد بتأويلكم لهذه الآية العظيمة، و أتوسل إلى العلي القدير أن يهدينا الصراط المستقيم قبل الرجوع إليه لنجد ما عملنا حاضرا و نجزى عليه إما بالجنة و نعيمها، و إما بالنار و عذابها و العياذ بالله.
فالكيس منا من تمسك بكتاب الله الحق الذي لا ريب فيه فأحل حلاله و حرم حرامه و تعبد به ربه لا يشرك به شيئا، و دعا الناس إليه بالتي هي أحسن ثم تركهم و شأنهم فمن شاء فليؤمن به وحده، و من شاء فليشرك به غيره، ولا يذهب نفسه على الناس حسرات، لأن الله وحده سوف يفصل فيما اختلف فيه عباده يوم التناد.

بالنسبة للاتفاق على من هم أهل البيت فأنا في انتظار ذلك من فضلكم.
و السلام عليكم و تقبل مني أخلص التحيات و السلام.
  #17  
قديم 01/11/2006, 05:55 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخي الكريم
هذه الآيات التي تذكرها لا علاقة لها بالبحث هنا.
نعم هي آيات قرآنية تتحدث عن عظمة القرآن الكريم وغيره من الكتب السماوية الأخرى وهذا محل اتفاق لا خلاف فيه. فشأن هذه الآيات شأن غيرها التي تعظّم الأنبياء. وهناك آيات تعظّم المؤمنين أيضا فليس معنى ذلك أن تعظيم كتب الله عز وجل ينقض تعظيم أولياء الله تعالى، أو أن تعظيم القرآن الكريم دليل على عدم وجود وعد ووعيد وتحذير وتبشير. أو أن مجرد إطلاق لفظ الإمام على كتاب من كتب الله عز وجل ينقض أن القرآن أمر بإتّباع أئمة يهدون إلى الحق وغير ذلك.
فحقيقة لا أدري ما علاقة هذه الآيات ببحثنا. فلو تكرمت وربطت بين آية واحدة على الأقل مع نقطة من نقاط البحث وقمت بشرحها بشكل علمي مشكورا.

سوف أوافيك بالجواب حول من هم أهل البيت فور أن ننتهي من هذا البحث القرآني أولا. وبعد أن نجيبك عما تستفسر منه.

تحياتي.
  #18  
قديم 01/11/2006, 11:19 AM
بحر الطلاسم بحر الطلاسم غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 24/03/2006
الإقامة: لا ادري !!
المشاركات: 2,460
السلام عليكم ,,,

كم افتقدنا لمثل هذه الحوارات الجميلة ,,, تابعوا بارك الله فيكم

ومنكم نستفيد
  #19  
قديم 01/11/2006, 03:12 PM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخي الكريم
هذه الآيات التي تذكرها لا علاقة لها بالبحث هنا.
نعم هي آيات قرآنية تتحدث عن عظمة القرآن الكريم وغيره من الكتب السماوية الأخرى وهذا محل اتفاق لا خلاف فيه.
و عليكم السلام و رحمة الله،
عزمت بسم الله،

أخي الكريم الآيات التي جئت بها مستدلا على أن الله تعالى يشير إلى اتباع الكتاب المنزلة على الرسل، ولا نجد في كتاب الله ولو إشارة إلى اتباع أهل بيت أحد من الرسل، و بما أن الرسول محمد " عليه أصلي و أسلم لم يكن بدعا من الرسل و لم يأمر الله عباده باتباع غير كتابه المنزل المحفوظ، فقول الله تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً". الفرقان : 30. في نظري لا يفهم منه إلا تأكيدا و تميزا لآخر الكتب المنزلة و هو القرآن لا غيره، لأن الله تعالى حفظه بقدرته حتى لا يأتي بمثله أي مخلوق لا من الجن ولا من الإنس، وسوف نسأل عنه وحده و نحاسب به لأنه الكتاب الأخير المبلغ من عند الله بواسطة الروح الأمين على لسان محمد " عليه أصلي و أسلم"، أما أهل بيت الرسول محمد (ع) ففي نظري لا نسأل عنهم ولا هم يسألون عنا، و قد شهدوا بوحدانية الله تعالى و لمحمد بالرسالة، فهم في رحمته ورضوانه سبحانه.

يقول المولى سبحانه: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(134/141) والغريب أن هذه الآية الكريمة مكررة في نفس السورة، سورة البقرة.
مع أخلص تحياتي و احترامي.
  #20  
قديم 01/11/2006, 10:23 PM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
أخي الفاضل إليكم ملاحظة بسيطة و هي:
لو كان قول الله تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً". الفرقان : 30. فهذه الآية العظيمة جاءت لتنذر يوم الفرقان بعد تبين المولى تعالى لمصير الكافرين بالرسالة، و بالذكر المنزل على رسوله محمد " عليه أصلي و أسلم" أقول لو كان يراد به أهل البيت عليهم السلام لما أورد العليم الحكيم هذه الآية التي هي أصلا غنية عن أي تعليق. قال سبحانه:
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَانِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا(26)وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27)يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا(29)وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30). الفرقان.
مع أخلص تحياتي.
  #21  
قديم 02/11/2006, 06:36 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
وعليكم السلام أخي الفاضل بحر الطلاسم

حياك الله،

شكرا لك.
  #22  
قديم 02/11/2006, 06:37 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخي الفاضل دادي

تقول حفظك الله أنك تجد آيات تحث على إتّباع الكتب التي أُنزلت على الرسل ولا تجد آيات تحث على إتّباع أحد من أهل بيت الرسل.

أقول:
الرسل في بني إسرائيل من أهل بيت واحد وكل منهم أمر بإتباع الذي يليه من أهل بيته وأوصوا بذلك وخير دليل قوله تعالى ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (آل عمران : 34 ). وسيأتي ضمن البحث الروائي أن هناك آيات قرآنية أيضا تحث على إتّباع أهل بيت النبي (ص). ناهيك عن أمر النبي (ص) الصريح بإتّباع أهل بيته في جملة من الأحاديث كحديث الثقلين وحديث السفينة.

أخي الكريم دادي .. هناك محور أساسي في بحثنا الآن وهو لفظ ( هذا القرآن مهجورا ) في الآية وعلاقته بالإمامة. وقد قمتُ فيما سبق بإثبات العلاقة بينهما دون الخوض في بحث من هو الإمام تحديدا. ورأيت تأجيل ذلك ليكون ضمن جواب سؤالك من هم أهل البيت؟ وسيأتي الجواب ضمن بحث روائي على غرار هذا البحث القرآني.
لذلك أرجو أن يتم التركيز حاليا على المحور الأساسي. فإما تتفق في ذلك وإما تنقض الأدلة بشكل علمي.

فقولك أن لفظ إمام ورد بشأن كتاب موسى (ع) أو غيره من الكتب السماوية وبالتالي فـ ( هذا القرآن مهجورا ) يعني كتاب الله ..الخ. فهذا الكلام لا ينفع دليل لأن حقيقة وجود لفظ أئمة أو إمام واقع لغير الكتب السماوية، فيطلق اللفظ على أولياء الله تعالى وأعدائه أيضا. كما في قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (البقرة : 124 ).
وكذلك قوله تعالى ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ) (القصص : 41 ).
وبالتالي فليس كل لفظ إمام يعني كتاب سماوي كما تزعم، فلا ينفع ذلك نفي أن الناس يوم القيامة ينقادون للحساب خلف إمامهم الذي تولوه. فالقرآن الكريم يصرّح بهذه الحقيقة وإليك بعض الأمثلة:
1- (فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (هود : 97 - 98 ).
فيوم القيامة يوم يدعو الله كل أناس بإمامهم، يقف مجموعة خلف إمامهم فرعون الذي كان يدعو إلى النار.

2- ( يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً ) (مريم : 85 ). والمتقون ضمن وفد خلف إمامهم.
فلا أدري كيف جزمت بأن الإمام الذي يقود كل أناس هو كتاب الله تعالى.
ثم أن الآية تقول ( وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الإسراء : 72 ). فهل يصح أن يطلق على الكتاب ( هذه )؟!!


وأما بالنسبة لإضافتكم في المشاركة الثانية فكما تعلم أن هناك الكثير من الآيات القرآنية لا تتقيّد بأسباب نزولها ومنها هذه الآية موضع الحوار، فهناك آيات نزلت في كفار قريش وهي سارية المفعول حتى كفار اليوم كقوله تعالى ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) (الرعد : 43 ).
فالكفار إلى اليوم ينكرون رسالة النبي (ص) فيقولون ليس مرسلا، وآخرهم بابا الفاتيكان!
فيرد عليهم المولى عز وجل أنه كفاه هو تعالى شهيد بأنه رسوله ومن عنده علم القرآن الكريم.


ننتظر تعليقكم أخي الكريم قبل أن نخوض في البحث الروائي.

تحياتي.
  #23  
قديم 02/11/2006, 03:47 PM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اقتباس:
أخي الفاضل دادي

تقول حفظك الله أنك تجد آيات تحث على إتّباع الكتب التي أُنزلت على الرسل ولا تجد آيات تحث على إتّباع أحد من أهل بيت الرسل.

أقول:
الرسل في بني إسرائيل من أهل بيت واحد وكل منهم أمر بإتباع الذي يليه من أهل بيته وأوصوا بذلك وخير دليل قوله تعالى ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (آل عمران : 34 ).
أخي الفاضل غلوم الحسين أكرمك الله، ألم يبعث الله في الأميين الرسول بالفرقان ليكون للعالمين نذيرا، و ليس لأهل بيت و أتباعهم فقط. يقول المولى تعالى:
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1) الفرقان.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(107).الأنبياء.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(107).ص.
وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ(52).القلم.
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ(27). التكوير.
كل هذه الآيات المحكمات تدل بوضوح على أن الرسول أرسل للعالمين بشيرا و نذيرا و أنزل إليه الكتاب الذي ينذر و يبشر به لا بغيره سواء ما يدعيه الإمامية أو من سموا أنفسهم بأهل السنة و الجماعة.

و أما الدليل على أن القرآن هو الإمام لا غيره الذي يجب أن يتّبع ألخصه فيما يلي:

1. قول الله تعالى " إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا" الذي تستدل به على أن المقصود منه أهل البيت (ع) لم يأت إلا مفردا و أهل البيت هم جماعة.
2. ذكر سبحانه ما سوف يحدث يوم لا يخفى على الله منهم شيء و الملك يومئذ للواحد القهار، فصور لنا المشهد العظيم و قال ما سوف يقوله الرسول و أشار إلى القرآن بقوله " هذا القرآن " فلا يمكن في نظري إلا أن يفهم من هذا الحديث و الواقعة إلا القرآن الإمام، إمام العالمين.
يقول تعالى:
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12).يس. إن الإمام المبين هو الكتاب،و الكتاب هو القرآن العظيم. إلى أن يثبت العكس بالدليل.

مع أخلص تحياتي، وجزاكم الله على تشجيعكم لي للبحث في هذا الأمر فأنا أستفيد من البحث و التفكر في كتاب الله الإمام المبين.
ننتظر تحديد من هم أهل البيت لنتقدم بالحوار المفيد هذا، و شكرا لك مرة أخرى. محترمكم دادي والسلام عليكم.
  #24  
قديم 04/11/2006, 09:39 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة daddi
أخي الفاضل غلوم الحسين أكرمك الله، ألم يبعث الله في الأميين الرسول بالفرقان ليكون للعالمين نذيرا، و ليس لأهل بيت و أتباعهم فقط. يقول المولى تعالى:
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1) الفرقان.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(107).الأنبياء.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(107).ص.
وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ(52).القلم.
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ(27). التكوير.
كل هذه الآيات المحكمات تدل بوضوح على أن الرسول أرسل للعالمين بشيرا و نذيرا و أنزل إليه الكتاب الذي ينذر و يبشر به لا بغيره سواء ما يدعيه الإمامية أو من سموا أنفسهم بأهل السنة و الجماعة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بداية أعتذر عن تأخري في الرد وذلك بسبب وجع الأسنان الذي قال فيه عمر ( لا هم إلا العرس ولا وجع إلا الضرس ). صححه غلوم الحسين وقال صحيح لغيره!!
نسأل الله لكم وللجميع الصحة والعافية.

أخي الحبيب دادي،
في الاقتباس الذي تقدم كلام لا نختلف فيه.
نعم الرسول (ص) بشير ونذير لكل الناس، والإمامية أو أهل السنّة لا ينكرون ذلك أبدا. لكن الدين لا ينتهي هنا، أي بالتبشير والتنذير. فليس الدين يتوقف على العلم بما جاء من التبشير والتنذير، بل علم وعمل، علم بالبشرى والنذر، وعمل بطاعة الله لما أمر.
الدين ينبغي أن يُؤخذ بكماله، وكمال الإسلام أركانه، والإمامة ركن من أركان الإسلام، فرضه الله تعالى في كتابه الكريم وأمر المسلمين بطاعة إمامهم، وجعل طاعته كطاعة رسوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ) (النساء : 59 ).
فلا يُمكن أن نرفض أولى الأمر لكونهم ليسوا صاحب الرسالة الذي جاء للعالمين كافة مُنذر ومبشر.



اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة daddi
و أما الدليل على أن القرآن هو الإمام لا غيره الذي يجب أن يتّبع ألخصه فيما يلي:

1. قول الله تعالى " إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا" الذي تستدل به على أن المقصود منه أهل البيت (ع) لم يأت إلا مفردا و أهل البيت هم جماعة.
2. ذكر سبحانه ما سوف يحدث يوم لا يخفى على الله منهم شيء و الملك يومئذ للواحد القهار، فصور لنا المشهد العظيم و قال ما سوف يقوله الرسول و أشار إلى القرآن بقوله " هذا القرآن " فلا يمكن في نظري إلا أن يفهم من هذا الحديث و الواقعة إلا القرآن الإمام، إمام العالمين.
يقول تعالى:
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12).يس. إن الإمام المبين هو الكتاب،و الكتاب هو القرآن العظيم. إلى أن يثبت العكس بالدليل.
.
أولا أخي الكريم دادي مسألة المفرد والجمع لم يتقيّد بها القرآن الكريم في كثير من المواضع، وبالتالي لا يمكن الاحتجاج بهذه المسألة. ثم أن ( أهل البيت ) مفرد وليس جمع! فجمع أهل البيت ( أهالي البيوت ). ثم أن عترة أهل البيت الذين ورد ذكرهم في الحديث وصفهم النبي (ص) بالثقل ( مفرد ) كما وصف القرآن الكريم بالثقل. فهما ثقلان مفرد كل منهما. فالثقل الأول القرآن الكريم ( القرآن الصامت )، والثقل الثاني عترة أهل البيت عليهم السلام ( القرآن الناطق ). فهذا قرآن وذاك قرآن كل منهما ثقل بمفرده.

ثانيا لو صح - كما تقول - أن ( هذا القرآن مهجورا ) إنما هو القرآن الكريم .. لزم أن تكون كلمة ( هذا ) زائدة!
وقد سألتك فيما سبق عن الحاجة إليها في سياق الآية فلم تستطيع الإجابة. وتبقى هذه الكلمة التي تفيد التمييز بين شيئين أو أكثر والتي جاء بها القرآن الكريم والذي لا يأتي بحرف زائد عن حاجة السياق في آياته، دليل على عدم صحة ما تعتقد.
فهل تستطيع بيان غرض كلمة ( هذا ) في الآية ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان : 30 ) ؟


ثالثا بالنسبة لاستدلالك بالآية الكريمة إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12).

فالعبارة ( إمام مبين ) في الآية الكريمة لا تعبّر بالضرورة بالقرآن الكريم لسببين:
1- جاء لفظ إمام نكرة بدون أل التعريف وللمفرد، والحال أنك تقول أن كتاب موسى إمام، وهذا القرآن إمام، وكل الكتب السماوية مثلها. فأي منها الإمام؟ فإذا ثبت أنه إمام فغيره ليس إمام لأنه لم يحصى كل شيء فيه!

2- لا يمتنع اللفظ عن اللوح المحفوظ.


تحياتي،
  #25  
قديم 05/11/2006, 09:53 PM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
و عليكم السلام أخي الكريم غلوم الحسين و تحية طيبة،
شفاكم الله من ألم الأسنان، وعافاكم من كل بلاء، و أعتذر عن الرد عليكم في الحين، لأنني مشغول و غدا بحول الله أجيبكم على ما تقدم.
أخلص تحياتي.
  #26  
قديم 06/11/2006, 09:19 PM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
Question

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


أخي الحبيب دادي،
في الاقتباس الذي تقدم كلام لا نختلف فيه.
نعم الرسول (ص) بشير ونذير لكل الناس، والإمامية أو أهل السنّة لا ينكرون ذلك أبدا. لكن الدين لا ينتهي هنا، أي بالتبشير والتنذير. فليس الدين يتوقف على العلم بما جاء من التبشير والتنذير، بل علم وعمل، علم بالبشرى والنذر، وعمل بطاعة الله لما أمر.
الدين ينبغي أن يُؤخذ بكماله، وكمال الإسلام أركانه، والإمامة ركن من أركان الإسلام، فرضه الله تعالى في كتابه الكريم وأمر المسلمين بطاعة إمامهم، وجعل طاعته كطاعة رسوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ) (النساء : 59 ).
فلا يُمكن أن نرفض أولى الأمر لكونهم ليسوا صاحب الرسالة الذي جاء للعالمين كافة مُنذر ومبشر.
أخي الفاضل غلوم الحسين أكرمك الله و السلام عليكم، وأرجو أن يكون ألم أسنانك قد شفاك الله منه.

ـ نعم سيدي الكريم لقد قرن المولى تعالى طاعته مع طاعة الرسول و أولي الأمر ولا جدال في ذلك.
1. الجدل يكمن في تعريف (الرسول) وما مدلولها في لسان العرب؟

2. من هم أولي الأمر الذين استوجب الله طاعتهم مع طاعة الرسول و طاعته؟

أخي الكريم إذا فهمنا الفهم الصحيح و السليم لمعنى ( الرسول) ومعنى (أولي الأمر) فإن أغلبية الإشكالات سوف تتضح لنا جلية واضحة، أما إذا حسرنا مفهوم ( الرسول) و (أولي الأمر) حسب ما تقتضيه مصالحنا و أفكارنا، وأحكامنا المسبقة فلن نصل إلى كلمة سواء بيننا.

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
أولا أخي الكريم دادي مسألة المفرد والجمع لم يتقيّد بها القرآن الكريم في كثير من المواضع، وبالتالي لا يمكن الاحتجاج بهذه المسألة. ثم أن ( أهل البيت ) مفرد وليس جمع! فجمع أهل البيت ( أهالي البيوت ). ثم أن عترة أهل البيت الذين ورد ذكرهم في الحديث وصفهم النبي (ص) بالثقل ( مفرد ) كما وصف القرآن الكريم بالثقل. فهما ثقلان مفرد كل منهما. فالثقل الأول القرآن الكريم ( القرآن الصامت )، والثقل الثاني عترة أهل البيت عليهم السلام ( القرآن الناطق ). فهذا قرآن وذاك قرآن كل منهما ثقل بمفرده.
ـ نعم سيدي غلوم الحسين كلمة ( أهل البيت) ذكرت في القرآن العظيم بالمفرد، ونحن نعلم أن أهل بيت النبي يضم أزواجه و أبناءه و بناته و من يعولهم، فمن هم أهل بيت النبي محمد؟ " عليه أصلي و أسلم" أرجو تحديدهم و ذكر أسمائهم كلهم ليتبين لنا حقيقة مفهوم تفسيركم ( هذا القرآن) الذي تعنون به أهل البيت عليهم السلام، و أنها لا تعني القرآن العظيم وحده.
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
ثانيا لو صح - كما تقول - أن ( هذا القرآن مهجورا ) إنما هو القرآن الكريم .. لزم أن تكون كلمة ( هذا ) زائدة!
وقد سألتك فيما سبق عن الحاجة إليها في سياق الآية فلم تستطيع الإجابة. وتبقى هذه الكلمة التي تفيد التمييز بين شيئين أو أكثر والتي جاء بها القرآن الكريم والذي لا يأتي بحرف زائد عن حاجة السياق في آياته، دليل على عدم صحة ما تعتقد.
فهل تستطيع بيان غرض كلمة ( هذا ) في الآية ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان : 30 ) ؟
ـ في نظري ميز المولى تعالى آخر الكتب مشيرا إليه ب (هذا القرآن) و لم يقل ( هذا الكتاب) و لا غير ذلك، لأنه أحسن الحديث و أصدق الحديث، و هو ( أي القرآن) الرسالة المباشرة من عند الله تعالى التي نقلها إلى النبي محمد " عليه السلام" الروح الأمين ليبلغها للعالمين، ولا يمكن أن يحاسب الله عباده إلا به لأنه بلغ للعالمين، فاليوم لا يمكن لإنسان أن يقول لم أسمع بهذا القرآن، أما أهل بيت النبي فقد قضوا نحبهم و لا ينتظر منهم أحد، و آخرهم الإمام الثاني عشر الذي دخل السرداب منذ قرون و لم يخرج و لن يخرج إلى يوم الدين يوم ينفخ في الصور حسب سنة الله التي لا تبديل لها. و هذا دليل واضح على انقطاع نسل أهل البيت بغياب الإمام الثاني عشر الذي لم يلد حسب ما توصل إليه الباحثون و منهم أحمد الكاتب، فعليه فالقرآن الناطق لم يعد له وجود!!! أما كتاب القرآن فلن يغيب من بين أيدي الناس إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، لأنه حجة عليهم و بشيرا و نذيرا.و هذه وجهة نظري طبعا.

ـ و الدليل الثاني هو من القرآن نفسه حيث يقول المولى تعالى: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(101). آل عمران.
فلو كان تأويل معنى (هذا القرآن) كما تبين يقصد به أهل البيت عليهم السلام و أنهم هم القرآن الصامت كما تقول، لكانت صيغة هذه الآية العظيمة بصيغة غير التي هي عليها.
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين

ثالثا بالنسبة لاستدلالك بالآية الكريمة إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12).

فالعبارة ( إمام مبين ) في الآية الكريمة لا تعبّر بالضرورة بالقرآن الكريم لسببين:
1- جاء لفظ إمام نكرة بدون أل التعريف وللمفرد، والحال أنك تقول أن كتاب موسى إمام، وهذا القرآن إمام، وكل الكتب السماوية مثلها. فأي منها الإمام؟ فإذا ثبت أنه إمام فغيره ليس إمام لأنه لم يحصى كل شيء فيه!

2- لا يمتنع اللفظ عن اللوح المحفوظ.
ـ أخي الفاضل غلوم الحسين محاولة تأويل قول الله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان. بأن الآية تعني أهل البيت عليهم السلام تستوجب منا إلغاء كثير من المعطيات، و أهمها العقل السليم الذي يفهم بالفطرة الآية الكريمة أنها لا تعني شيئا غير القرآن المنزل المحفوظ إلى يوم الدين، وكلمة (هذا) غير زائدة فهي تأكيد صارخ للقرآن المنزل فقط.

ـ سيدي الفاضل، الإمام المبين له عدة معاني منها: أنه الكتاب، و منها الطريق الواضح أو السبيل يقول العليم: فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ(74)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ(75)وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ(76)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ(77)وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ(78)فَانْتَقَمْ نَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ(79). الحجر.

و لنفرض أخي الكريم كما تقول أن القرآن المهجور يقصد به أهل البيت عليهم السلام فهل الرسول يقول: "يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً". يوم القيامة عندما يجد الكثير من أمته قد خالفوا القرآن و هجروه و اتبعوا غيره؟
فإذا كان المقصود من الهجر الذي يشتكي منه الرسول هو كتاب القرآن المشير إليه فإن الآية صحيحة و مبينة، و أما إن كان المقصود بأهل البيت فهل الآية تعتبر واضحة و مفصلة؟

على العموم أخي الكريم لقد حاولت أن أفهم مثل ما فهمت من الآية أنها تعني أهل البيت عليهم السلام، لكن الله لم يفتح علي بعد فهم ما فهمت من الآية ربما لأنني متجرد من كل الأحكام المسبقة و من كل ما يخالف الفطرة السليمة، ومع ذلك فأنا أحترم رأيك و ما تعتقد به، لأن الله وحده هو الذي يفصل بين عباده فيما هم فيه يختلفون.

يقول تعالى: أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ(3). الزمر.
مع أزكى سلام و تحية.

آخر تحرير بواسطة daddi : 06/11/2006 الساعة 09:23 PM
  #27  
قديم 07/11/2006, 04:29 PM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

شكرا لك أخي العزيز، والحمد لله على كل حال، وإذا مرضتُ فهو يشفينِ.

وأما بعد،

فبالإشارة إلى ما تفضلتم به استفسار حول الرسول (ص) وأولي الأمر، أود أن أوضح مسألة دقيقة وإن كنا نود تأجيل ذلك إلى البحث الروائي الذي وعدنا به بعد أن ننهي هذا البحث القرآني .. نقول بأن الرسول (ص) - بما هو رسول – وإضافة إلى أنه كان مُبشّراً ومُنذراً، كان دوره (ص) أيضا يرتكز على إرساء قواعد الشريعة. ولذلك قال تعالى ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ). فهذه أدوار الرسالة.

هناك دور آخر للرسول (ص) ليس بصفته الرسالية وإنما بصفته ولي أمر المسلمين ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) ( الأحزاب : 6 ) وهي صفة استحدثتها الشريعة وليس انطلاقا من كونه النذير البشير. وهذا الدور يتمثل في إدارة مصالح الأمة في ظل تلك التشريعات بما يحفظ كل فرد في الأمة من الوقوع في مستنقع المصلحة الشخصية على حساب التشريعات ومصلحة الأمة. وفي هذا الصدد يكون النبي (ص) بصفته ولي أمر المسلمين حاكما وقاضيا فهو يقضي الحكم ويأمر بتنفيذه. وجعل الله تعالى إيمان الفرد المؤمن مرتبط بالذي قضاه وحكم به النبي كولي أمر المسلمين، فلا إيمان لمن شك في ما قضاه أو حكم به (ص). ولذلك يقول تعالى ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) (النساء : 65 ).
حينما نأتي إلى الآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) (النساء : 59 )، فإننا نجد أن لفظ أطيعوا جاء لله تعالى منفرداً ثم جاء للرسول (ص) وأولي الأمر مشتركاً، وذلك للاشتراك بالدور بين الرسول (ص) وأولي الأمر في هذه الجزئية ( ولاية أمر المسلمين ). فكما أن الإيمان مرتبط بالتسليم لقضاء وحكم النبي (ص) في الآية ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )، كذلك لأولي الأمر. ولذلك جاء أمر الطاعة على حد سواء.

إذاً فولي أمر المسلمين له دور مرتبط بالإيمان لا يقل عن دور الرسول كمُنذر ومُبشّر. وهذا الدور لا يتوقف على الرسول بما هو رسول فيتوقف برحيل الرسول (ص)، بل يستمر ما بقي الإسلام. ولذلك حينما شعر النبي (ص) بأنه مفارق الأمة، استخلف علياً (ع) يوم غدير خم فقال ( من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه ). وسيأتي الحديث حوله تفصيلا في البحث الروائي إن شاء الله تعالى.



اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة daddi
ـ في نظري ميز المولى تعالى آخر الكتب مشيرا إليه ب (هذا القرآن) و لم يقل ( هذا الكتاب) و لا غير ذلك، لأنه أحسن الحديث و أصدق الحديث، و هو ( أي القرآن) الرسالة المباشرة من عند الله تعالى التي نقلها إلى النبي محمد " عليه السلام" الروح الأمين ليبلغها للعالمين، ولا يمكن أن يحاسب الله عباده إلا به لأنه بلغ للعالمين، فاليوم لا يمكن لإنسان أن يقول لم أسمع بهذا القرآن، أما أهل بيت النبي فقد قضوا نحبهم و لا ينتظر منهم أحد، و آخرهم الإمام الثاني عشر الذي دخل السرداب منذ قرون و لم يخرج و لن يخرج إلى يوم الدين يوم ينفخ في الصور حسب سنة الله التي لا تبديل لها. و هذا دليل واضح على انقطاع نسل أهل البيت بغياب الإمام الثاني عشر الذي لم يلد حسب ما توصل إليه الباحثون و منهم أحمد الكاتب، فعليه فالقرآن الناطق لم يعد له وجود!!! أما كتاب القرآن فلن يغيب من بين أيدي الناس إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، لأنه حجة عليهم و بشيرا و نذيرا.و هذه وجهة نظري طبعا.
أنا أحترم وجهة نظرك ولكن مسألة بهذه الخطورة حيث يُبعث الناس يوم القيامة بعضهم أعمى لمجرد أن استدعوا بإمامهم .. تستدعي الانتباه والابتعاد عن الظن إلى ما هو يقين لتفادي ذلك المصير. وواقعا أنا مستغرب كونك لم تجد إلى الآن جوابا شافيا حول لفظ ( هذا القرآن ) ليكون مبررا لك على الأقل في نفي الإمامة من اللفظ بغض النظر عن دلالاته.
وأما فيما يتعلق بما تفضلتم به بشأن أهل البيت فقد ذكرنا لك سابقا أن البحث ينصب الآن على الإمامة ودورها يوم القيامة دون الخوض في من هم الأئمة، لذا نؤجل هذه النقطة في الحوار إلى وقتها.


اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة daddi
ـ و الدليل الثاني هو من القرآن نفسه حيث يقول المولى تعالى: وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(101). آل عمران.
فلو كان تأويل معنى (هذا القرآن) كما تبين يقصد به أهل البيت عليهم السلام و أنهم هم القرآن الصامت كما تقول، لكانت صيغة هذه الآية العظيمة بصيغة غير التي هي عليها.

سيدي الكريم،
هل أوضحت لي كيف يفترض أن تتغير الصيغة استنادا إلى الآية السابقة؟


اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة daddi
ـ أخي الفاضل غلوم الحسين محاولة تأويل قول الله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان. بأن الآية تعني أهل البيت عليهم السلام تستوجب منا إلغاء كثير من المعطيات، و أهمها العقل السليم الذي يفهم بالفطرة الآية الكريمة أنها لا تعني شيئا غير القرآن المنزل المحفوظ إلى يوم الدين، وكلمة (هذا) غير زائدة فهي تأكيد صارخ للقرآن المنزل فقط.

كيف يا سيدي إلغاء معطيات؟ وضّح؟
كيف هي كلمة ( هذا ) تأكيد صارخ على القرآن الكريم؟ ما الدليل على ذلك؟
أنت لم تقتنع بأدلة قرآنية كثيرة فكيف تريدني أن أقتنع بدون دليل؟


اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة daddi
ـ سيدي الفاضل، الإمام المبين له عدة معاني منها: أنه الكتاب، و منها الطريق الواضح أو السبيل يقول العليم: فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ(74)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ(75)وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ(76)إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ(77)وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ(78)فَانْتَقَمْ نَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ(79). الحجر.

و لنفرض أخي الكريم كما تقول أن القرآن المهجور يقصد به أهل البيت عليهم السلام فهل الرسول يقول: "يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً". يوم القيامة عندما يجد الكثير من أمته قد خالفوا القرآن و هجروه و اتبعوا غيره؟
فإذا كان المقصود من الهجر الذي يشتكي منه الرسول هو كتاب القرآن المشير إليه فإن الآية صحيحة و مبينة، و أما إن كان المقصود بأهل البيت فهل الآية تعتبر واضحة و مفصلة؟

نعم فيما يتعلق بالإمام نعم أنا أقر بأن لفظ الإمام جاء في القرآن الكريم لعدة أطراف. وليس ذلك محل خلاف بيننا، لكننا نبحث في مورد خاص يتعلق بالإمامة التي هي خلافة النبي دون سواها.
وأما التساؤل الذي أبديته حول أهمية وضوح المعنى وعدم وضوحها .. فالقرآن الكريم قد صرح بهذه الحقيقة إذ قال تعالى:

(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) (آل عمران : 7 ).

وقال تعالى:
(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) (الأعراف : 53 ).

وقال تعالى :
( بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ) (يونس : 39 ).


فيا أخي الكريم هناك في القرآن سر عظيم جعل الله تعالى فيه وهو إن لم يأتي المسلم إليه بالباب الذي يفتح له القرآن، لن يجد القرآن مفتوحا. بل مغلق مغلق حتى يأتي من الباب الذي أمره الله تعالى وهو باب ( الراسخون في العلم ). وهم كما أشارنا إليهم في مكان سابق من هذا البحث ( أئمة أهل البيت عليهم السلام ).

تحياتي،

آخر تحرير بواسطة غلوم الحسين : 07/11/2006 الساعة 04:35 PM
  #28  
قديم 07/11/2006, 04:32 PM
كلمه الحق كلمه الحق غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 25/07/2006
الإقامة: حيث انعم الله علي ولله الحمد في كل مكان وحين
المشاركات: 423
جزاكم الله خير

اللهم اهدينا الى الخير والى الحق


اللهم امين
  #29  
قديم 08/11/2006, 09:30 AM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
Question

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غلوم الحسين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

فبالإشارة إلى ما تفضلتم به استفسار حول الرسول (ص) وأولي الأمر، أود أن أوضح مسألة دقيقة وإن كنا نود تأجيل ذلك إلى البحث الروائي الذي وعدنا به بعد أن ننهي هذا البحث القرآني .. نقول بأن الرسول (ص) - بما هو رسول – وإضافة إلى أنه كان مُبشّراً ومُنذراً، كان دوره (ص) أيضا يرتكز على إرساء قواعد الشريعة. ولذلك قال تعالى ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ). فهذه أدوار الرسالة.
عزمت بسم الله،

سيدي الكريم غلوم الحسين تحية طيبة و السلام عليكم،

ـ الظاهر أن أصل هذه الآية الكريمة يتحدث المولى تعالى فيها عن الفيء، وفصّل فيها الأصناف الذين يؤتوا من الفيء. يقول الملك: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(1)هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ(2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ(3)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(4) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ(5)وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(6) مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(7). الحشر.

سيدي الكريم في نظري فإن هذه الآية العظيمة تتحدث عن الغنائم التي أفاء الله على رسوله دون قتال و لا تعب ولكن الله سلط رسله على من يشاء.
و السبب في تقسيم الله للفيء هو: (كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ). ثم يأتي قوله تعالى آمرا: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا). معنى ذلك أن الرسول عندما يقسم الفيء فإنه يقسم ذلك حسب ما أراه الله تعالى في الكتاب.

و يمكن أن يفهم منها كذلك أن على المؤمنين طاعة الرسول فيما أتاهم من غير الفيء ، و هنا يسأل سائل فيقول: بما أتى الرسول ؟ فلا شك أن الجواب على هذا السؤال لا يعزب عن أحد و لا يختلف فيه اثنان، فما أتى به الرسول هي الرسالة التي أنزلت إليه من ربه و هو القرآن العظيم لا غير، و هو الكتاب مبين ( وقد تكرر ذلك في حوالي 7 مرة) و (مفصل الآية 114 الأنعام). فعليه لا ينبغي في نظري أن نخرج من إطار ما أتى به الرسول في القرآن، فلو كان حديثه تعالى: "يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً". يقصد المولى تعالى به أهل بيت النبي عليهم السلام، لذكرهم سبحانه بصريح العبارة و لكان مبينا و مفصلا، لأن الله لا يستحي أن يضرب مثلا، أو يحكم أمرا فهو سبحانه الفعّال لما يريد و لا يسأل عما يفعل و يحكم.

مع أزكى سلامي و تحياتي.
  #30  
قديم 09/11/2006, 08:22 PM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بداية نشكر الأخ الكريم ( كلمة الحق ) على ما تفضل به.


أخي العزيز دادي،

تفضلت وقلت بأن العبارة ( وما آتاكم الرسول ... ) خاصة بالفيء، وتظن أنها لغير الفيء أيضا. وللحقيقة فإن العبارة تفيد العموم والإطلاق، إذ لو كانت للفيء خصوصا لأُتبعت بفاء السببية لتصبح فما آتاكم، وبذلك تكون العبارة ذات علاقة بما جرى في الفيء.

أما بشأن ما تفضلت به فيما آتانا الرسول (ص) وزعمك بأنه القرآن فقط فلنا وقفة قصيرة أرجو أن تتمعن فيما أقول ..

لقد قال الله تعالى ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ )( الرعد : 7 ).
وقال تعالى ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )( الأنعام : 90 ).
ومن خلال الآيتين يتضح أن كل قوم لهم هاد واحد، وأمر الله الناس بالاقتداء بهم. فمن هم هؤلاء؟

إن قلنا الهاد هو الله تعالى، لزمنا أن نقول أن الله تعالى هدى نفسه وأمرنا أن نقتدي به!
وإن قلنا الهاد هو القرآن الكريم، لزمنا أن نقول أن الله تعالى هدى القرآن!!
فمن أولئك الذين لكل قوم واحد منهم؟ وأمر الله تعالى الناس أن يقتدوا بهم؟



( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )(النجم : 3-4 ).

إن هاتين الآيتين الكريمتين في سورة النجم واضحتا الدلالة على أن النبي (ص) نطقه قرآن. فهو قرآن ناطق بشهادة القرآن الصامت. ولذلك يقول تعالى ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)(الحشر : 7 ). فكما أنه ينبغي علينا أن نأخذ بما يأمر به القرآن، وننتهي عما ينهي القرآن عنه، كذلك علينا تجاه ما يأمر به وينهي عنه النبي (ص). لأن الرسول (ص) لا يفارق منطقه منطق القرآن الكريم، ولذلك تقول أم المؤمنين عائشة كان النبي (ص) خُلقه القرآن.
فالقرآن مع الرسول (ص) مصدرا الأمر والنهي، كلاهما يأمر وينهي بوحي من السماء. فالشريعة على الرغم من أنها منظومة متكاملة من الكتاب والسنّة، إلا أنها في حقيقة الأمر هي كلها وحي وتوجيه من السماء وليست خليط من رأي السماء والبشر.


إن الحديث النبوي – إن صح التعبير- وسيلة لأجل توازن القرآن الكريم. بمعنى أن الله تعالى أراد للقرآن الكريم أن يكون مُعجز من المعاجز، فجعل كلماته وحروفه فيه موزونة بميزان يرتبط بأمور كثيرة تتعلق بنظام الكون والتكوين، ونظام السرية وغير ذلك من أمور التي نقر بها ولا نعلمها. وكل ما كان يخل بذلك النظام جعله على لسان نبيّه فأوحى إليه ليبلّغ به كرسول وليس كقرآن. لذلك جاءت الشريعة من الطريقين الكتاب والسنّة، وفي بعض الأحيان يكونا مكمّلين لبعضهما حيث تجد شطر شيء في القرآن وشطره الآخر في السنّة، أي ليس ما ورد في السنّة شرح للشطر الذي في القرآن ولا القرآن شرح للشطر الذي جاء في السنّة، بل شطر السنّة يكمل الشطر الذي ورد في القرآن كما في مسألة الهاد والهداية من الضلال.
فمثلا الآية التي قال تعالى ( وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )( البقرة : 150 ). حيث يذكر الله سبحانه وتعالى بشكل صريح أن في إتمام نعمته على المسلمين مسألة تتعلق بهدايتهم. فيأتي حديث الثقلين ( كتاب الله وعترة أهل البيت ) في نهاية المطاف يتعلق بهداية المسلمين من الضلال، ثم بعده ينزل قوله تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ).

إن حديث الثقلين جزء لا يتجزأ عن السياق القرآني وإلا لزمنا أن نستشكل على الله تعالى والعياذ بالله. فكيف يقول أن في إتمام نعمته مسألة تتعلق بالهداية كما ورد في الآية ( 150 البقرة ) ثم يختم القرآن بإتمام النعمة دون أن يبيّنها؟!

إن هذا التساؤل الذي تقدم في حد ذاته يُفسير سبب قوله تعالى ( لعلّكم ) كما في الآية. أي لعلّ الناس يدركوها فيهتدوا، وبالتالي لا يستشكل أحد على الله تعالى مثل ذلك.
ولكن هل هذا الاستدارك مهم للناس أم هو مجرد عذر لله تعالى بوعده في إتمام نعمته؟

لو تدبرنا القرآن سنجد أن هذا الاستدراك إنما هو استدراك للصراط المستقيم والذي ينبغي أن يدركه الناس للنجاة يوم القيامة.

الناس الذين يقرؤون فاتحة الكتاب في صلواتهم ( سورة الحمد ) ويسألون الله أن يهديهم الصراط المستقيم .. بعضهم لا يريد الصراط المستقيم!
إذ ما معنى أنهم يعلمون بأن الصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم ثم ينكرون نعمة الله التي أتم بها نِعمه والتي كانت لأجل أن يهتدوا كما وعد ( وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ).
فالمفروض أن يقبلوا بكل نِعم الله التي أنعم بها على عباده، لكنهم لا يريدون ولذلك لن يقبل الله عذرهم حتى يهتدوا ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى )( طه : 82 ).
فلا مغفرة إلا أن يهتدوا إلى كل نِعم الله فيأخذوا بها ليصح القول بأنهم ممن أنعم الله عليهم. وبذلك أصبحوا من الذين أنعم الله عليهم الذين يدعون بمثل صراطهم. فيكونون منهم وحينئذ هم على الصراط المستقيم.


تحياتي.
  #31  
قديم 09/11/2006, 09:16 PM
بحر الطلاسم بحر الطلاسم غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 24/03/2006
الإقامة: لا ادري !!
المشاركات: 2,460
يا جماعة الخير ارجوا تثبيت هذا الموضوع المميز

متابعين لكم بارك الله فيكم

ومنكم نستفيد
  #32  
قديم 09/11/2006, 11:52 PM
daddi daddi غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 05/04/2000
الإقامة: ALGERIE
المشاركات: 1,939
أخي الكريم غلوم الحسين سلام الله عليكم ،
في الحقيقة الحديث معكم ذو شجون و لا أشك أنني أستفدت منكم و تعلمت ما لم أكن أعلم، لكن أشغالي و ضيق الوقت لا يمكنني مواصلة هذا الحوار معكم، فمعذرة على انسحابي قبل أن تذكر لنا أهل البيت بأسمائهم لنعرفهم.
و فقنا الله لما يحب ويرضى والسلام عليكم.
  #33  
قديم 10/11/2006, 11:00 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

نعذرك أخي العزيز، ونشكرك على هذا الوقت الثمين الذي خصصته للحوار معنا.

ونسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتك.

على أي حال سوف أكمل البحث الروائي عن قريب إن شاء الله تعالى وأرجو أن تتابعة حينما تسنح الفرصة.

تحياتي.
  #34  
قديم 12/11/2006, 10:09 AM
غلوم الحسين غلوم الحسين غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 23/06/2005
المشاركات: 216
البحث الروائي

كلمات حول علم الرواية:

يعتبر علم الرواية من أشرف العلوم الدينية نظرا لأنه يساهم في التحري عما هو صحيح من الروايات أو مكذوب على رسول الله (ص). لكن شرف هذا العلم ليس بالضرورة موصول لكل من اشتغل أو يشتغل به. فمن الناس من اشتغل بهذا العلم لأجل مذهبه، فكان الخط المذهبي هو المقياس الأساس والإطار العام في قبول الروايات، وما كان يخالف مذهبه يعتبره شاذ أو منكر! وهناك من استضعف كل راوي ليس على مذهبه، وآخرون يوثقون الراوي وفق مقتضيات المذهب. وهكذا مما يطول المقام ذكر أصنافهم، فلم يكن علم الرواية عندهم سبيل للوصول إلى الحقائق وإنما لدعم المذهبية والعصبية وما تهوي الأنفس.

لقد أمرنا رسول الله (ص) بأن نعرض كل حديث على كتاب الله العزيز، فما وافقه نقبل به وما عارضه نضرب به عرض الحائط. وبالرغم من ذلك لم نجده المقياس الأساس في قبول الحديث، وإنما سند الرواية حتى صار البعض يعبد السند من حيث لا يدري.

نحن لا نقلل من أهمية سند الرواية، خاصة إذا لم يتدخل فيه عوامل الهوى والعصبية، لكن السند ليس كاف وحده لتصحيح حديث. بل متن الحديث ودلالاته ومدى ارتباطه بالسياق التاريخي للحادثة التي أنجبت ذلك الحديث.
فكما أننا نرفض أن يكون الحديث صحيحا ما لم يرتبط بالعهد النبوي، كأن يأتي الحديث -مثلا- بمدح أبي حنيفة، وأبو حنيفة لم يكن على عهد النبي ولم تقود حادثة للتطرق إليه.. كذلك ينبغي أن نرفض كل حديث لا يوجد له حدث تاريخي أو ليس له أساس في القرآن. كرواية ( لا تسبوا أصحابي ) حيث لم يرد تأريخياً أن هناك من المسلمين من كان يسب صحابة رسول الله (ص) فأمر بعدم سب صحابته، مما يدل بوضوح أن هذه الرواية وليدة العصر الأموي وما بعده حيث بدأ سب الصحابة على المنابر وبذلك استحدثت روايات ( لا تسبوا أصحابي ).
وإذا كان علينا أن نرفض مثل ذلك الحديث الذي لا يتوفر له مقوّمات الحدث والنشوء، فمن باب أولى أن نرفض كل رواية تخالف كتاب الله العزيز.

فكم من وضع ذلك في اعتباره ممن اشتغل بعلم الرواية؟

إننا لو اتبعنا طريق التحقيق المدني المُتّبع في المحاكم فقط، لاكتشفنا تزويراً يعلم بها ربنا –كما يقول المصريون- لأن التحقيق المدني غايته الحقيقة وليس حب المجني عليه أو بغض المتهم. إلا من كان في قلبه مرض فيزيغ عن الحق ومثله لا يُحسب على المحققين.


مقدمـة البحث:

جاء الإسلام كرسالة شاملة لكل ما سبقها من الرسالات، وقد ورد في القرآن الكريم الشيء الكثير حول تلك الرسالات ومن جملتها مسألة الهداية والضلال. والحث على التمسك بأئمة يهدون إلى الحق، والحذر من أئمة يهدون إلى النار. واستخلفت الرسالات لذلك السبب خلفاء بأمر الله تعالى ليكونوا هداة مهديين إليه تعالى ( لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ )(النور : 55 ).
وقد وردت نماذج من عصيان بعض الأقوام بالرغم من ذلك، فقد استخلف موسى (ع) أخاه هارون ( وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي )(الأعراف : 142 ). لكن قومه اتبعوا السامري وتركوا هارون. ولك أيها القارئ الكريم أن تتخيّل ما دار بين هارون (ع) والسامري والقوم والذي لم يتطرق إليه القرآن الكريم وإنما أشار إليه ضمنا على لسان هارون ( قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي ) (الأعراف : 150 ).

إن ما حدث لهارون (ع) نموذج مكرر في كل الرسالات السماوية حيث يُترك النص على الاستخلاف ويُؤخذ بالرأي والغَلَبة. وحينئذ لا قيمة لِما تم الحذر منه في تلك الرسالة، فالضلال واقع لا محالة.

لقد جاء الإسلام ومعه موروثات تلك الرسالات بيضاء نقية، ومبيناً لكل ما طرأ عليها ليكون للمسلمين موعظة. واستخلف لهم ما أن تمسكوا به لن يضلوا أبدا، لكن القوم استضعفوا من استخلفه النبي (ص)، وكادوا أن يضربوا عنقه فيقتلوه كما حدث لهارون (ع) وورد على لسانه في الآية.

إن ما حدث في صدر الإسلام ذو علاقة بما حدث بعده وإلى اليوم وغدا حتى يوم القيامة. ولو كانت المسألة لا تتعلق بالمصير يوم القيامة لصح القول فيها ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (البقرة : 134 ).
لكن المسألة تتعلق بالصراط المستقيم. فكما أن عبادة العجل لو استمرت في اليهود لكانوا مسئولين عن ذلك دونما أن يكونوا مسئولين عما جرى بين السامري وهارون من استضعاف وتهديد بالقتل. فالحادثة قد خلت لهم ما كسبوا ولا يسألون عنها لكنهم مسئولون عما يعبدون كنتيجة للحادثة.
لذلك ينبغي علينا أن لا نخلط الآية الشريفة بما هو مطلوب منا.

يتبع ...،
 

أدوات الموضوع البحث في الموضوع
البحث في الموضوع:

بحث متقدم
تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

قواعد المشاركة
ليس بإمكانك إضافة مواضيع جديدة
ليس بإمكانك إضافة ردود
ليس بإمكانك رفع مرفقات
ليس بإمكانك تحرير مشاركاتك

رموز الصور لا تعمل
رموز لغة HTML لا تعمل

الانتقال إلى


جميع الأوقات بتوقيت مسقط. الساعة الآن 10:49 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
سبلة العرب :: السنة 25، اليوم 127
لا تتحمل إدارة سبلة العرب أي مسئولية حول المواضيع المنشورة لأنها تعبر عن رأي كاتبها.