عرض المشاركة وحيدة
  #15  
قديم 08/11/2006, 07:45 AM
صورة عضوية الحكيم العماني
الحكيم العماني الحكيم العماني غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 21/06/2002
المشاركات: 1,918
الفصل الثاني : الإثارة ورحلة الحياة العجيبة

السلام عليكم

يستعرض الكتاب في هذا الفصل أهمية إدراك أن الطفل في سنواته الأربع الأولى هو مكتشف للحياة بكل ما فيها، وهذه السنوات -بالنسبة للطفل- من أمتع سني حياته لأنه يتحرر فيها من مرحلة المعوقات الجسدية لينتقل إلى مرحلة التفاعل مع الذات ومع البيئة المحيطة ويكتسب السيطرة على ما حوله

وكل ما في الحياة مدعاة للاستغراب والإثارة عند هذا الطفل الناشيء، وبسبب هذا الحماس الزائد للاكتشاف فإن الطفل يشعر بسرعة بخيبة الأمل والإخفاق والملل عندما لا يحصل ما يريد وبشكل فوري لأنه لما يتعلم بعد كيف يتحمل الأمور ويتعايش معها


ومن العجيب أن هذه السنوات الأربع تغيب في طي النسيان عندما يكبر الشخص ربما حتى لا يظل هذا الفرد يعيش ذكريات الإخفاقات والعجز في تلك السنوات وتبدأ حياته الواعية فعليا في السن يستخدمونها!ة الرابعة أو الخامسة من العمر. ورغم ذلك فإن السنوات الأربع الأولى هي الأهم في تشكيل حياة الطفل فيما بعد كولد ومراهق وناضج راشد!

ولعلنا لو لم ننس ما كنا عليه حينها لما وصل الأمر بكثير منا إلى عقاب أبنائهم بل وضربهم وإيذائهم نفسيا وجسديا بسبب تلك الرغبة العارمة في اكتشاف كل جديد من حولهم بدلا من مساعدتهم على ذلك ومدهم بخارطة الطريق وتعليمهم كيف

ويشدد خبراء علم النفس على تقديم الحد المناسب من الإثارة للطفل في هذه المرحلة عن طريق إثارة الخيال والتصورات لأن ذلك يبني المنابع الداخلية الحيوية لقدرة الطفل على الإبداع والتجديد وعلى إغناء البيئة من حوله بالماديات والأشياء في حياته المستقبلية

ومن طرق إثارة خيال الطفل في هذه المرحلة القصص والحكايات والتي يمكن أن يبدأها الوالدان للطفل حتى في سنته الأولى مع الانتباه إلى أنه في البداية قد لا يرغب بسماعها لفترة طويلة حيث ما زالت قدرته على التركيز محدودة


وهنا أيضا من المفيد أن يخصص كل من الأبوين وقتا معينا لعضو الأسرة الجديد، بل وينبه الكاتب إلى خطورة بعض السلوكيات مثل أن يلعب الأب مع طفله وهو مشغول الذهن بقضية أو مشكلة ما لأن هذا يعني أنه لم يُدخل الطفل بعد إلى حياته الخاصة بشكل كامل!

وما أكثر ما نفعل ذلك ونظن أن ما يحتاجه الطفل هو بضع دقائق أو حتى ساعات نقضيها معه، ولكن الأمر أكبر من ذلك إذ أن أمامنا مشروع بناء جيل قادم ونحن لا نعيره إلا الاهتمام الظاهري!!!!

دمتم بعافية