عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 05/11/2006, 10:30 PM
خط الوسط خط الوسط غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 14/04/2006
المشاركات: 105
ليلة سقوط الجبل

جبل هامته عانقة السحاب ولامست جذوره قعر الأرض وأدخلت هيبته الرهبة في نفس كل طاغية وأورثت الطمأنينة لكل مظلوم ينشد العدل، كان يقصده الجميع وكان الإطمأنان رفيق كل مظلوم والخوف والرهبة رفيق كل طاغية .
برق يخطف الأبصار ورعد يخرم الأذان وريح يقتلع الحجر والشجر لا يزيد هذا الجبل الا ثباتا وشموخا وتألقا مما جعل الشرفاء والضعفاء ينامون واعيونهم قريرة بينما يحاول الظلمة والطغاة النوم فلا يجدوه .
وفي ليلة زينها القمر بنوره وسالمت الريح أغصان اشجارها ما خلا بعض المداعبة ، إذا بذلك الجبل يهوي بقدرة قادر دون أن يسمع لسقوطه دويا ولأحجاره هيجانا في تلك البحيرات الراكدة يتناسب مع حجمه لم يحدث إلا أخاديد غار العدل فيها الى غير رجعة .
كان صباحا قاتما مكفهرا للشرفاء وعشاق العدل والمتفانين في حب الوطن وصباحا ضحوكا بهيجا لمن قض مضاجعهم ذلك الجبل .
يوم غريب عجيب وموقع فارغ وابصار شاخصة ذاهلة غير مصدقة وايد تخطط للبديل .
تلال اسفنجية تحط في ذلك الموقع تتلاعب بها الرياح كما تتلاعب ايادي المفسدين والمتاجرين بمقدرات ذلك الشعب تدعي بأنها ازالت ذلك الجبل الذي عطل العدل.
وتقزيم لتلك التلال الإسفنجية البديلة حتى اصبحت تخجل من ظألة حجمها وقوة لتلك القوة التي اسقطت الجبل وفتتت المتصلب من احجاره