عرض المشاركة وحيدة
  #3  
قديم 19/06/2006, 11:10 PM
صورة عضوية سرب
سرب سرب غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 11/12/2001
الإقامة: عمان
المشاركات: 6,488
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الحكيم العماني
السلام عليكم

باديء ذي بدء أنوه إلى خطأ مقصود في العنوان: فالأصح السؤال :"هل كان مفهوم البطولة سببا في الهزيمة؟" لأن المقصود هنا ليس الشخوص والأفراد بعينهم وإنما مفهوم المصطلح المنسوب إليهم!

ما أثار لدي الهاجس لهذا الطرح –وهو كان لما يخمد بعد- شائعة وفاة الشيخ أحمد الخليلي حفظه الله، فقد أعادتني تلك الشائعة وما صاحبها من قلق ومرج شديدين إلى فكرة أرقتني –ولا تزال- زمنا ليس بالقصير ألا وهي مفهوم البطولة في مجتمعاتنا.



القضية

لماذا يتمحور مفهوم البطولة في مجتمعاتنا حول أفراد بعينهم وأشخاص محددين؟ لماذا كل إنجازاتنا وإخفاقاتنا يتحملها أشخاص أفراد: لماذا يصبح صلاح الدين محرر القدس وطارق بن زياد فاتح الأندلس بينما عبدالله الصغير سبب سقوط الأندلس!

أليس ذلك تسطيحا بينا لتلك الإنجازات والإخفاقات وهروبا من تحمل الجماعة لمسؤوليتها في كلتي الحالتين؟ هل حرر صلاح الدين القدس بنفسه؟ وهل سقطت الأندلس بسبب عبدالله الصغير وحده؟

هل إنجازات بن لادن (لمن يراه بطلا) أو إخفاقاته (لمن يراه إرهابيا) هي نتاجات أعمال فردية أم أنها نتيجة جهد جماعي منظم؟

إننا جميعا نعيش حلم المخلص المنتظر، من لم يصوت لعبد الناصر أو تشيه غيفارا أو بن لادن أو الزرقاوي فإنه لا يعدو واحدا من إثنين: إما أنه صوت لآخرين على القائمة أو أنه بانتظار من يصوت له!

حتى لا يساء فهم الفكرة يجب علي أن أوضح أن القادة والأبطال الذين يقودون الأمم والحضارات شرط لازم لقيامها وتقدمها، ولكن هذا لا يعني إغفال المجتمع والمحيط الذي يكونون فيه ويقومون بأمره!

إن القائد وجمهوره –كما أراهما- هما وجهان لعملة واحدة، فلئن كان القائد هو الصورة على جانب العملة التي تعطيها مظهرا ورونقا، فإن جمهوره هو الجانب الآخر للعملة الذي يحمل القيمة الحقيقية لها، ولا يمكن لأي منا أن يذهب ليشتري بضاعة بعملة ذات وجه واحد، وكذلك سلعة الحضارة بحاجة ماسة إلى كلا وجهي العملة: القائد ومن يقودهم!

لماذا تتجه أمة شعارها "وأمرهم شورى بينهم" إلى الفردية؟ ولماذا تمجد فلانا وعلانا ورسولها الكريم صلى الله عليه وسلم يعتبر إطراءه عملا منافيا للشرع وتشبها بالنصارى؟ لماذا ينحرف قوم كان خليفتهم يقول : "إن أخطأت فقوموني" فيرد عليه شخص لا نعرف من هو في ميزان طبقات المجتمع : "والله لو أخطأت لقومناك بحد السيف"!

ولا زلنا حتى اليوم يحدونا أمل عارم لنعيد استنساخ أولئك "الأبطال": فوامعتصماه ما زالت تتردد على مسامعنا من على المنابر، ولا زال القوم
"كلهم ينادي أن يا صلاح الدين قم،
دعوا صلاح الدين نائما في قبره واحترموا سكونه،
فإنه لو قام بينكم مرة فسوف تقتلونه"!

نعم إنها الحقيقة، لو قام بيننا فسيقتل لا محالة لأنه لن يجد جيشه ذاك، لن يجد ما يزيد على 25 مدرسة في القرى والأرياف تخرج له الجنود، لن يجد العلماء الذين كانوا يحشدون له الهمم والنفوس قبل أن تحشد الأجساد! سيكون حال صلاح الدين لو قام بيننا اليوم كحال بطل نيتشه في "هكذا تكلم زرادشت" حين نزل من الجبل ميقنا أن الجمهور بانتظاره ثم فوجيء بانشغال الناس بالمهرج وألاعيبه!


دمتم بعافية

مرحبا اخي الحكيم ..

أولا اريد أن أثني بشدة على الموضوع الرائع ..وأود أن أثني كذلك على الطريقة المنظمة التي كتب بها الموضوع.

تاليا كنت أناقش احدى صديقاتي بهذا الموضوع وهذه القضية بالذات.

وأود أن أستطرد في فكرة هي حين يصبح البطل هو الاله المقدس ..

فنحن أمة لا تشرك بالله شيئا يفترض ..لا علانية ولا بالاضمار..

لكن هناك بعض من الأخوة أوصلوا البعض لرتبة اله كما حدث مع سيدنا علي وبعض الصحابة ، فان كان النبي ذاته قد خاف من أن يكون موضع تقديس ونهى المسلمين عن ذلك فما بال المسلمين اليوم يتنافسون في تقديس وتعظيم ابطالهم وشيوخهم وأحبابهم..

كان الاغريق يختارون أبطالهم ويسمونهم بأسماء ثم يمنحونهم الألوهية : كأدونيس وعشتار الأنثى..

واليوم يمارس بعض المسلمين ذات الشعائر لكن بشكل مضمر وغير معلن ، فهم لا يقولون ان هذا آلهتنا دون الله وبطلنا ومحررنا..لا يقولونها علانية..

الا أن أفعالهم هذ كذلك حقا..


أن تقديس الأفراد وانتظار الخلاص عبرهم ، وتعطيل قوى العقل الذاتية و تبع البعض كنعاج القطيع لهو دمار ما بعده دمار حقا ..

وهو ضد أهم مبدأ ديني :

مسؤولية الفعل الفردية التي توجب الجنة أو النار.