عرض المشاركة وحيدة
  #16  
قديم 11/09/2006, 03:24 PM
صورة عضوية بنت الشعب
بنت الشعب بنت الشعب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/02/2005
المشاركات: 277
كان مساعد جالس عند البحر.. والجو لم يكن بذلك المنعش الذي قد يبقيه عنده.. فاستغنى عن الجلوس خارجا وبقي في السيارة وهو يريح رأسه على كرسي القيادة..
يفكر بكلام امه المؤلم.. لم عليها ان تؤلمه هكذا.. لم عليها ان تكون قاسية الى هذه الدرجة.. ايعتقدون بانه لا يحس لكلامهم.. اليست بقلبهم أي حرمة لما يؤلمه وما يؤذيه.. ذكرى عالية تشجب قلبه وتحزنه والناس لا عليها منه.. ترميه بالكلام كما تريد.. وهو.. يستمع لهم وفقط..
ااااه يا عالية... ليتك اخذتني معك... ليتني رحلت معك ولم اعد.. لم كان علي العودة.. لم كان لابد لي من العودة.. اخوتي لم يكونو بحاجتي.. فما الذي ارجعني...

واخذ يفكر بفاتن... يتذكر وجهها وهي جالسة امامه في منزلهم.. لم يستطع ان يتمالك نفسه فما كان به الا ان سار امامها يمينا ويسار بلا هوادة.. لم يستطع ان يبقى وهو يتمنظر بوجهها.. فهي تربك سنه الكبير.. وتزعج هدوء باله .. كم هي استفزازية.. على الرغم من سكوتها ونظراتها الساذجة..الا انها تثير حفيظتي.. يا ويلي.. ماذا افعل بقلبي هذا.. الذي عشق هذه الصغيرة..

ااااه يا عالية.. اكان لك ان ترجعي في هذه الفتاة.. انها لا تشبهك.. على الرغم من تواجدك بها .. الا انها مختلفة عنك تماما.. انتي لم تخجليني قط.. ولم ترميني بتلك النظرات القاتلة.. . لم تربكني نظرات احدهم كما فعلت تلك العينان الداكنتان.. ما عرفته ان عيناها شفافتين.. لابد وانها دكنت بسبب الحزن... لم تعرفي يا عالية.. كانت تبدو مثلك وانتي حزينة.. لكن اخفائها لحزنها كان معجزة.. اعرف مدى حبها لاخيك.. لكنها كانت.. مذهله.. ومخيفة..

اهي هكذا.. ام قله معرفتي بها ما اوصلني لهذه الفكرة.. اااااه يا قلبي

خرج من السيارة وهو يحرك يديه للاعلى والاسفل.. ويتمطط.. قميصه الذي كان صبحا مكويا ومرتبا اصبح الان خربا ويتدلى من اعلى البنطلون الاسود.. جلس عند الرمل وهو يرفع في بنطلونه من الاسفل..يفكر بالدخول الى تلك الموجات ليكسرها.. لا بل يحطمها كما هو محطم بتلك اللحظة.. وبالفعل..
دخل الى الماء وتصارع معه.. احس بالروح القتالية به عنيفة وسبح في تلك الغياهب العميقة المظلمة.. غير عابئ بشي..
وبعد فترة خرج.. وتوجه ناحية السيارة وهو مبلبل تماما من راسه لاخمص قدميه.. ورفع جهازه المحمول ليجد 5 مكالمات لم يرد عليها.. من يا ترى؟؟
اذا بها مريم اخته تتصل..
مساعد يرد: هلا مريم
مريم: هلا مساعد.. امي تسالك بتيي على العشا
مساعد بظيق وهو يذكر كلام امه السابق: انا برد البيت الحين وبنام ما بتعشى..
مريم: اوكيه... مساعد؟؟
مساعد: هلا
فكرت مريم انه لربما من الخطأ ان تخبر اخاها ما تود قوله.. ولذا فكرت بشيء سريع: ييب لي بريد معاك..
مساعد: واللي في البيت؟
مريم بدلال: اللي انت تييبه غير.. بليز.
مساعد: اوكيه.. يالله باي
مريم: بايات..
بحث في قائمة الارقام التي لم يرد عليها ليجد رقما هلل وجهه.. انه جراح ابن العم عبدالله رحمه الله.. ما الذي دفعه الى الاتصال بي..
واتصل فورا به..
جراح: هلا مساعد
مساعد: هلا فيك بو محمد.. شخبارك.. عساك ابخير؟
جراح: الحمد لله ابخير شخبارك انت شمسوي؟؟
مساعد: والله هاه عايشين... وانتو شخباركم وشخبار البيت معاكم والوالدة
جراح بنبرة ملئ بالالم: للحين على حالها.. والبيت.. الله يخلي فاتن مو مخليتنا محتاجين لاحد غريب..

دقاته عادت الى الانحراف عن المسار والتشتت.. لم .. لم عليها ان تظهر في كل دقيقة في بالي لم.. وكان شغل الامواج ضاع هباءا بمجرد ان يذكر اسمها..

مساعد: الله يخليها لكم ان شالله.. خير جراح متصل فيني
جراح: الخير بويهك بس.. بس حبيت اقعد معاك واسولف وياك اكثر عن البعثة للي شركتكم مقدمتها لاختي.. اذا ما كان عندك مانع
مساعد: لا ابد والله أي وقت تبي انا حاظر لك.. ولو تبي اكثر اييب لك المسؤولة عن هالبرنامج والمنظمة له عشان تشرح لك ولفاتن اكثر عن الموضوع..
جراح: لالا في الوقت الحالي انا اللي ابيك اتكلمني وتقول لي عن هالموضوع لاني ابي ارعى مصلحة اختي وابي اوفي حقوقها وما اظلمها... مثل.. مثل ما كان الوالد يتمنى .. الله يرحمه

ابتسم مساعد من كلمة جراح.. انه فعلا لرجل.. صحيح ان المصائب تخلق الرجال..

مساعد: عيني عليك باردة.. خلك جذي سند وعون لاخوانك.. ترى مالهم الا انت ..
جراح: الله يخليك هذا واجبي واقل من واجبي لو فيني اسوي اكثر... بسويه
مساعد: يعطيك العافية وانا باجر العصر راح ازورك في بيتكم...
جراح: ايصير خير بنتظرك و الي فيه الخير الله يجدمه
مساعد: على قولتك.. يالله تامرني بشي؟
جراح: سلامتك ياخوي ما يامر عليك عدو... يالله مع السلامة
مساعد: الله يسلمك..

اغلق مساعد عن جراح وهو شبه سعيد.. لكن سرعان ما تعكر صفوه وهو يتذكر اصرار فاتن برفض البعثة.. تلك الفتاة لن تقبل بها ولو كانت اخر رمق في هذه الدنيا...

لم يجد فائدة من ان يبقى هكذا مبللا وسط الشارع.. اذا وضع ما يحمي الكرسي عن بلله وعاد للمنزل وهو يتمطط مللا...

جراح الذي كان جالسا في الصالة يفكر فيما قاله له مساعد عن البعثة.. كان يبدو مهتما فعلا بامرها.. ولكن السؤال الذي يحيرني.. لم فاتن اختي؟؟؟ لم هي بالذات..
غدا سيجيبه مساعد على كل أسالته.. قام من مكانه وهو على تلك الفكرة.. واثناء سيره ناحيه الدرج رن جرس الهاتف.. من ي ترى... وذهب ليرى من يتصل بهم..

جراح بصوت تعب: الووو
مريم بصدمة من الصوت: الوووو..
جراح: من معاي
مريم: اول شي السلام
عرفها جراح.. وابتسم في داخله لاتصالها: والله الناس يومنا تسمع الو تقول السلام ما ترد بالو
مريم: اسلام عليكم
جراح: وعليكم السلام يا هلا
مريم: فاتن اهني؟
متجاهلا سؤالها: أي بخير الحمد لله نسال عنج شخبارج انتي
مريم: ويييييو سوري.. شخباركم عساكم طيبين؟
جراح:الحمد لله ابخير طيبين طاب حالج.. وانتي شعلومج؟
مريم: عن الهذرة الزايدة وهات فاتن
جراح: ههههههههههههههههههههه

امسكت مريم على قلبها لضحكته.. كم تبدو ناعمة ورقيقه... وفجاه غاب نفسه عن الهاتف.. لابد وانه ذهب لينادي فاتن.. ليته بقى اكثر..

واذا بصوت فاتن الجميل: يااااااااا هلا وغلا..
مريم: هلا فيج ومسهلا بيج يا الغالية شلونج شخبارج
فاتن: ويه ويه ويه .. كل هالترحيب عشاني.. ماقدر..
مريم: لا قدري يباااااااا قدري.. هذي مريم مو أي وحده..
فاتن: هههههههههههه ماقدر عليج صراحة لا تحاولين معاي.. قدرليس (معناتها بلا قدرة عرب ماجلز..) معااج..
مريم: وي مالت عليج هههههههههههههههه

بعد الضحك والترحاب

مريم: ابقول لج؟
فاتن: سمي...
مريم: انتي متى تكونين فاظية؟
فاتن باستغراب: انا الحين فاظية .. ليش؟؟؟
مريم بمرح: لا بس حبيت ازورج واسال عن احوالج
فاتن: زين منج فكرتي يعني عمى بالعدو ما تخيلين انتي صار لج شهرين ما ييتي بيتنا
مريم باندهاش: عنبوووو الجذب.. مو قبل اسبوعين كنت معاج
فاتن: كانو سبوعين؟. والله ما هقيت.. والاسبوعين يعني وايد ويا ويهج هذا؟
مريم: ههههههههههههههه فديت معجباتي انا .. خلاص حبيبتي ولا يهمج انتي نقشي وانا عندج
فاتن: شنو.. عربي لو سمحتي مافهم تايلندي
مريم: خس الله بليسج.. امتى انتي فاضيه؟
فاتن: والله انا اليوم فاضية لن خالتي بتاخذ مناير وعبد العزيز معاها ويا عيالها..
مريم: ليش بعد؟
فاتن وهي ترفع رجليها عن الارض الى داخل الكرسي الكبير: تكشتهم شوي.. وتنفس عنهم...( بنبرة خائفة) والله اني خايفة على عزوز
مريم: ليش شفيه؟
فاتن بقلق: مادري.. بس من يوم... من يوم توفى.. ابوي.. الله يرحمه واهو مو طبيعي... يعني مو مثل عزوز اللي اعرفه.. وكانه مرحه مات.. ولا .. ولا كابت المشاعر كلها فيه.. ما يتكلم .. والاكل زين منه يبلع لقمتين..
مريم: اخوج فيه كل هذا ولا اتصرفين..
فاتن: مريم عزوز جذي ليمن يكون متظايق نفسه نفس جراح ما يحبون ايتكلمون.. طالعين على امي..
مريم: بعد فاتن لزم ما تخلين اخوج ايسوي جذي وتسكتين.. عنبوووووو هذا ياهل ماهووو ريال كبير اكبر عنج .. روحي له سايسيه وشوفيه شمنه يشكي..
فاتن: انا اليوم بخليه يطلع ويا خالتي ولي رد بسويلهم احلى عشا .. ابي ارد البهجة لبيتنا.. من زود الهدوء احس انه صار مقبرة..
مريم بحزن: معليه حبيبتي.. قدر الله وما شاء فعل.. وهذي بغيه ربج.. اقبلي فيها وتحمدي.. غيرج مصايبهم اكبر..

فاتن وهي تبلع غصة حارة مرت بحلقها.. أي مصيبة اكبر من مصيبتنا... لكن الحمد لله على كل حال..

فاتن التي غابت عن رفيقتها قليلا: شنو مريم؟
مريم: مو ماعطتني ويه يعني.. عيب يبا
فاتن تبتسم: لا بس كنت شوي سرحانه شفيج..
مريم: اقول لج شخبار اللي بيتهم بحذفة حصى؟
فاتن: شفيج تخربطين أي حذفه حصى؟
مريم: شعلة الحرية وشعلة المحبة والعشق والهيام
فاتن : مريم مو فاهمه عليج
مريم: وااااااي دقمة اقول لج اييج باجر ويصير خير
فاتن بحزن: ليش مو الحين تعالي بروحي بالبيت
مريم: مينونه انتي الناس ليل.. باجر اييج من الصبح لي الليل شرايج؟؟
فاتن بفرح: حلفي
مريم: ويييييييي ماصدقت بييج والله مشكله المعجبات.. هههههههههههههههه خلاص حبيبتي انا باجر عندج ..
فاتن: اوكيك.. بنتظرج
مريم: يالله بايووووووووووووووز
فاتن: باي..

انهت فاتن المكالمة عن مريم وهي تهب بالقيام... الا والهاتف يرن مرة اخرى..

فاتن: نعم؟
سماء بخجل: السلام عليكم
فاتن: وعليكم السلام يا هلا..
سماء: فاتن موجودة
فاتن: انا فاتن من معاي؟
سماء: وي فتووون هذي انتي والله ما عرفتج
فاتن: من؟؟ سماء؟؟
سماء بمرح: لا عمتها ههههههههههههه.. شخبارج؟
فاتن: ههههههههههههههههههههههه الله يحيج وانتي شخبارج؟
سماء: ملاااااااانه حدي حدي ..
فاتن: الحال من بعضه يا خويتي.. شرايج تيين بيتنا؟
سماء بفرح: صج والله.. عادي ايي بيتكم..
فاتن: لا والله اتصدقين.. خذي تصريح قبل..
سماء بسذاجة: من منوووو؟
فاتن: ههههههههههههههههههههه دقم ماقدر عليج.. تعالي أي وقت محد بيقول لج لاااء..
سماء: الوقت يعني مو متاخر؟
فاتن تنظر الى الساعة المحبوسة بمعصمها النحيل: والله توها الناس يعني وانتي بنت جيراننا .. عادي مافيها شي..
سماء: واااااااااااو الحين انا عندج...
فاتن: حياج الله هههههههههههه

اغلقت سماء عن رفيقتها الجديدة وهبت خارج غرفتها وهي مسرعة.. الا ومشعل على الدرج. وتصطدم به..
مشعل: هي شوي شوي.. يبا طقي بريك
سسماء: اوووبس.. سوري بس انا مستعيله؟
مشعل يبتسم لاخته الجميله: ليش ان شالله وين رايحة
سماء: بروح لارفيجتي اليديدة
مشعل بمفاجاه: اووووو مبروك انسه سمااء..
سماء بمرح: الله يبارك فيك..
مشعل: ومن صاحبة هذا الشـأن الرفيع الي لقت شرف صداقتج..
سماء: مو احد غريب.. (تغمز بعينها) اللي ساكنه بين ظلوعك..

انصدم مشعل من طريقة اخته في الكلام.. الساكنة بين ضلوعي؟؟ من ؟؟ فاتن؟؟ لحظه .. سماء تعرف بحبي لفاتن.. ؟؟ كيف.؟ ومن اخبرها..

غادرت سماء عنه وهو يتسائل ويوقفها وهي تجري: سمووووي
سماء: هلااا
ينزل لها مشعل بسرعة: انتي ليش قلتي اللي قلتيه
سماء وهي تضم ذراعيها وتقف على رجلها: يعني تبي تقول لي انك ماتحبها.. وان اللي قلته غلط؟؟
مشعل وهو محرج: ليش تكلميني جذي
سماء:coz boys are stupid (وهي تخرج لسانها) باي

لم يتسنى لمشعل ان يمسك اخته ويسالها عن الذي احضر هذه الافكار في بالها عنه وعن فاتن؟ الهذه الدرجة مشاعره تجاه فاتن مفضوحة.. وكيف حدث كل هذا.. لابد وانها لاحظت مشاعري ناحية فاتن بالمستشفى.. تلك الصغيرة الشقية.. وفاتن.. ياويلي لو تخبرها...

صحيح ان مشعل يحس بحب فاتن له.. ويعرف انها تحبه.. لكنه خائف لو حدث هذا الامر بالواقع وعرفت بالفعل انه يحبها.. لبلي بمصائب هو بغنى عنها.. اولها رفيقه جراح.. لا يريد ان يحدث شيئا بينه وبين فاتن كي لا تنهدم صداقته العريقة مع اخيها.. ولكن هو يحبها.. اتمنى ان لا تتفوه سماء بالتفااهات وتخرب كل شي..

كان خالد قادم للمنزل للتو وهو يحمل الادويه الخاصة بخالته من الصيدلية.. كان ينظر بما كان في الكيس يتاكد من احضاره لكل الادوية..فهو لايريد ان يوبخه جراح على نسيانه.. واصدم فجاة بشي رطم ما بيده في الارض...

سماء باحراج بالغ وهي واقفة ويديها على فمها.. وخالد بلغت منه العصبية القمة
خالد: عمية انتي ما تشوفين.. شلون تمشين وتضربين في الناس..
سماء باحراج: مادري... ما شفتك..
خالد: لا والله.. الحين كل هالجثه وما تشوفين.. سوي لعينج فحص اقول لج.. شوفي البربسةا للي سويتيها..
تنزل المسكينة وهي تجمع الكبسولات المتفرقة على الارض..: اسفه والله مادري...
انقرف خالد بطريقة غير معقولة منها وصرخ عليها بقوة: قومي .. انا بيمعهم..

انتفضت المسكينة ووقفت بعيدا عنه وهو جالس يجمع الحبوب من على الارض.. لم يصرخ عليها احدهم هكذا قط.. فمن هذا الصعلوك ومن الذي يعطيه الحق

سماء وهي تقضم انفاسها بغضب عارم لم تحس به قبلا.. غضبا ممزوج بالاحتقار لهذا الصعلوك النحيل..

بعد ان جمع خالد الادوية التي سقطت نظر اليها باحتقار: شتبين واقفتلي جذي..
لم تتمالك سماء نفسها الا وتهجمت عليه: انت واحد..... حقييييييييييييييييير ..
خالد وهو منصدم من هذه الكلمة.. لاول مرة بحياته ينادى بالحقير...

خالد: شنو شنو شنو؟؟؟؟؟؟؟؟؟ انا حقير؟؟؟؟؟؟
سماء وهي تكاد تنفجر وتخرج الكلمات منها ببطئ فضيع: انت ****.... وبايخ..... وسخيف.... و قليل ادب..
خالد: هي انتيييييييييي ..
سماء: وانا ...( ترقرت الدموع بعينيها كالجليد المهشم) ... انا .. اكرهك....... يالحقير...

وقف الاخر كالصنم مكانه... لم تفوهت بكل هذه الكلمات.. صحيح انها مجنونة..
غادرت سماء عنه وهي باكية... ومتغيضة منه.. لكم تكرهه.. ****** المستهتر..لكم استحقره كما استحقرني... بغيض سخيف...
دخلت المنزل وهي منفجرة بالبكاء.. الا وترتطم بالخادمة.. لتفرغ بها كل غضبها

سماء بغضب: انتي عميه ما تشوفيني طايفة وتدعميني جذي... ملعنج من خدامة.. ذلفي عن ويهي..

مشعل الذي كان جالسا في الصالة يقرا في كتاب يستمع لتلك المشادة العنيفة بين اخته والخادمة.. ما بالها سماء لتصرخ بتلك الطريقة.. للتو خرجت وهي فرحة. والان تصبرخ

يخرج خلفها ويه تصعد الدرج: سماااء.. علامج تصرخين جذي؟
تلتفت اليه سماء: ماحبكم.. اكرهكم.. كلكم...

وغادرت عنه لتتركه بحيرة من تصرفاتها المفاجأة.. هل حدث شيء بينها وبين فاتن لكي ... لكي تكون بهذه العصبية.. يا ويلتي.. لا اظن ان فاتن قد جرحتها باي شي.. ففاتن لا تستطيع ان تفعل شيئا بالدنيا.. فكيف باختي ..

الا وجرس المنزل يدق لينفض افكاره

ما هذه التصرفات المفاجأة من سماء.. لم هذا الكره.. ماذا حصل في منزل ابو جراح لكي تتصرف سماء بهذه الطريقة الغريبة.. لم يحدث يوما وان راها هكذا قط..

فتح الباب ليجد خالد ابن خالة فاتن عند الباب

مشعل: هلا خااالد
خالد بحرج: هلا فيك مشعل.. شلونك شخبارك..
مشعل: الحمد لله ابخير انتو شخباركم
خالد: الحمد لله ابخير...
يتلفت خالد بحرج بالغ.. لا يعرف كيف يقول ما اتى لقوله.. يا فشيلتي..
احس مشعل ان االموقف به قليلا من الاحراج.. والاستغراب من حضور خالد اخرج من فمه هذه الكلمات

مشعل: خير خالد في شي
خالد بحرج: والله شاقول لك ياخوي بس.. انا مساعة وصلت بيت خالتي وكنت منرفز ومعصب.. وكانت في يدي الادويه (يرفع يده ليريه الكيس) و... و... على ماظن اختك كانت طالعة من بيت خالتي بسرعة ودعمتني وطاح الجيس مني وتنثروا الحبوب.. و... انا عصب عليها..
مشعل يضيق بعينيه مستغربا.. هل يحاول ان يقول لي انه تشاجر مع سماء؟

خالد : والله شاهد علي اني ما كنت اقصد بس .. انا زفيتها مثل ما ازف اختي الصغيرة؟
مشعل: شنوو؟
خالد بحياء بالغ: والله اسف يا مشعل واختك عصبتني شوي والله اهي مالها ذنب بس.. والله العصبية من ابليس..
مشعل: ليش انت شقلت لها

احتار خالد ماذا يقول له.. أأقول لك اني صرخت عليها ونعتها بالمجنونة وبالغبية والعمياء و. . و .. و تستمر القائمة..
خالد: تعرف.. زف الاخوان...
مشعل: بس انت ما يصير ترفع الكلافة جذي بينك وبين اختي يعني ماتعرف للاصول

ابتلع خالد وجهه او بقاياه بعد كلام مشعل.. وتمنى لو ان الارض تنشق وتبلعه

خالد: انا اسف ولو سمحت وصل اعتذاري لاختك وقول لها انا بحسبة اخوها.. والله لو ما كنت حاس اني غلطان جان ما ييت لعتبه باب بيتكم واستسمحت منها.. ابليس شاطر والرطوبة ما ترحم ( وهو يمسح جبينه بمعصمه)
ابتسم مشعل له: لا عادي يا خوي اهي بحسبه اختك وانا اعترف لك ان اختي قرقة شوي وما تنتبه لكن صدقني ما بتحمل في قلبها بقول لها انا وان شالله يصير خير..
ابتسم خالد وكانه تخلص من عبء ثقيل على قلبه: مشكور يا خوي وما تقصر ومرة ثانيه انا اسف على الازعاج و... رمضان كريم
مشعل: ههههههههههههههههههههههههه ههه تو الناس على ارمضان
خالد بمزح: عادي كل يوم ارمضان.. ههههههههههههههههههههههههه ه
مشعل:هههههههههههههههههههه� �ههه حسبي الله على بليسك
خالد: يالله حبيبي اخليك الحين.. لا تنسى تيينا بديوانية بيت خالتي اليوم..
مشعل: ولا يهمك بكون عندكم قبلك
خالد: هههههههههه حياك الله بيتك ... يالله فمان الله
مشعل: في وداعته...

وغادر خالد وهو مرتاح بعد ان كان الهم جاثم على صدره.. حمل هم الفتاة.. فلا فتاة تثور هكذا الا وقد طفح الكيل عندها .. مسكينة .. لا تستحق ما قلته.. يا ليتها تسامحني.. وان لم تفعل.. فتستطيع ان تنقع نفسها بالماء.. هههههههههههههههههاي
*************

يوم اخر وجديد بحياة عائلة ابو جراح.. لكنه كان يوم مختلف.. كانت الاشراقة تنتشر بانحائه على الرغم من الحداد الحزين.. فاتن التي اعتادت منذ وفاة والدها ان تنهض من الصباح الباكر وتعد وترتب في المنزل المرتب.. وتحضر الاطعمة وتضعها بالثلاجة لكي تكون جاهزة للتسخين ثم الاكل .. وهكذا تضمن ان الكل سيأكل والكل سوف يشبع..

كانت جالسه في الصالة وهي تستمع الى صوت الدعاء الصادر من المسجلة عندما طرق الباب..
نظرات الى الساعة فاذا بها قد اصبحت الحادية عشر وهي لم تنتبه ابدا.. مر الوقت بسرعة اليوم.. اتجهت ناحية هاتف الباب لترد...

فاتن: نعم؟؟
مساعد بصوته العميق: صبحكم الله بالخير
انتفض قلب فاتن من الصوت: الله بالنور.. من معاي؟
مساعد: هذا انا مساعد... وينه جراح؟؟
فاتن: دقايق بس واناديه..
مساعد: لا ما يحتاج بس بحط لج اوراق خذيهم له.. وقوليله اني بييه العصر..

فتحت فاتن الباب بعد ان اغلقت السماعة.. وكان مساعد يضع الاوراق على صندوق البريد الخشبي.. المسافة بينهما كانت بعيده فهو على بوابة المنزل الصدئة وهي واقفة عند باب المنزل الخشبي..
الا انه احسها قريبة لقلبه كحبل الوريد..
ارتفع ذلك العملاق ليوجه نظراته الى تلك الضئيلة الجميلة..

مساعد: صباح الخير..
فاتن بنظرة غريبة: صباح النور...
مساعد: هذول الاوراق اللي ابيج تعطينهم جراح... وخبريه اني بييه اليوم العصر..
فاتن: ان شالله..

اشاح ببصره عنها لان نظرتها ازعجته قليلا.. لم تنظر الي هكذا.. هل انا غريب الشكل لهذه الدرجة..

مساعد: يالله مع السلامة..
فاتن الباقية امام الباب: مع السلامة..

عندما غادر مساعد بسيارته تحركت فاتن ناحية الاوراق وهي تنظر الى تلك السيارةوهي تبتعد.. يا ترى؟؟ ماذا لديه مع اخي كي ياتيه في الصباح... لحظه..
سحبت الاوراق وغادرت الى الداخل..

اغلقت الباب وقلعت الشال الابيض عن راسها.. رمت بالاوراق على الطاولة وذهبت للمطبخ.. وتجمدت عند بابه

لم تصدق ما رأته عيناها..

ارادت ان تحكهما..
ان تخرج وتعيد الدخول للمكان..

لان ما كان امامها كان اشبه بالحلم..

كانت والدتها واقفة عند المغسلة وعيناها تطل من خارج النافذة الصغيرة.. التي تطفر بعض الاحيان غصون الاشجار الى داخل المنزل منها..
هربت الكلمات من فم فاتن الى امها الواقفة تناديها: يمـــه

التفتت ام جراح لابنتها بشكلها المريض.. كانت عيناها الجميلتان الشفافتان داكنتين ومحمرتين.. ويداها الحنونتان ترتجفان .. وشفتاها الناعمتان ترتعشان.. لكنها بتلك اللحظه نطقتا بكلمة ارجعت الحياة الى ذلك المنزل..

ام جراح: يمه فاتن... حبيبتي فاتن..

ركضت كالمجنونة الى حضن امها .. لترتمي بعنف هز تلك المريضة ولكنها لم تسقط.. وكان القوى كانت في جسد ابنتها المسكينة... لكم عانت لوحدها.. ولكم واجهت صعوبات.. فهي ام وتعرف كبر مسؤولية رعاية مراسم مناسبة كهذه.. هي الكبيرة وتتعب فما بال هذه الصغيرة..

فاتن تقبل كتف امها ويديها: حبيبتي يمه.. عمري يمه .. يا روح هالبيت يا يمة... الحمد لله انج رديتي..
ام جراح تبتسم لابنتها البارة وتسحبها الى حضنها: تعالي يا حبيبتي.. تعالي في حظني يا قطعة من فوادي .. تعالي خليني اعوضج.. ادري فيج .. ادري فيج تعبانة بس ما تقولين.. تعالي يا ريحة الغالي تعالي..

لم تستطع فاتن ان تتمالك نفسها فكانت فرحتها اوسع مما تخيلت.. فبكت في حظن امها لا بكل انتحبت بعمق.. ولم تعرف لم هرب شكرها الى ذلك الرجل الذي اتاها من الصباح.. لقد كانت زيارته بشرى خير علينا لهذا الصباح... بشرك الله بالخير يا مساعد.. على حضورك المبارك هذا الصباح..

بعد لحظات في الصالة والابنة والام جالستان معا..

ام جراح: ما يحتاج اسالج عن البيت.. اشوفه قايم على ريله واحسن عن قبل
فاتن: لا والله حاولت اني اخليه مثل ترتبيج لكن ما قدرت
ام جراح تلم ابنتها: لا يمه البيت مرتب جذي وتسلمين ويعطيج العافية
فاتن: الله يعافيج يمه..
ام جراح: وينهم خوانج مريت عليهم بدورهم ما لقيتهم..
فاتن: باتو عند خالتي عزيزة.. ما رضت الا تاخذها معاهم.. عشان يغيرون جو...
ام جراح: عزوز شخباره.. مادري عنه.. ؟
لم ترد فاتن ان تخيف امها لكن تواجدها هذه اللحظه معاها بكامل وعيها جعلها ترغب بان تزيح القليل من الخوف الجاثم على صدرها..
فاتن: يمة عزيز اهو الي مخوفني اكثرهم.. صار ما ياكل ولا يتكلم وساكت وهادئ..ا
ام جراح بنظرة معبرة: اخوج كان يحب ابوج... ومدللـه .. مو سهل عليه يروح ابوه عنه وهو في هالعمر.. يحس انه ضايع..( جهشت الام بالبكاء) انا امج وما قدرت اشيل بعمري.. فشلون اخوج الصغير...

بكت الام بهدوء على روح زوجها الحبيب.. لكم تعشقه.. ولكم تحبه.. وها قد تركها في هذه الدنيا وحيدة بعد ان عاهدها بالبقاء معها طوال العمر.. أين الوعد يا ابا جراح.. أين الوعد!!

فاتن تمسح على خد امها: يمه لا تبجين.. تكفين.. بجينا كفاية.. خلينا انترحم عليه.. احسن..
ام جراح تمسح الدمع عن وجنتيها: ماقدر يمه... هذا ابووج.. هذا زوجي.. وهذا حبيبي... راح عني.. وخلاني...
فاتن: افا يمه.. واحنا .. انا وجراح.. مناير وعزوز.. وين رحنا عنج.. كلنا لج وحواليج..
ام جراح تمسح على ابنتها وتبتسم لها بحنان: الله يخليكم لي يا عيالي.. الله يخليكم لي..

لحظات تمر الا وجراح ينزل من على الدرج وهو فزع...

جراح: فتون وينها امي....؟؟؟
يلتفت الى تلك الملاك الجالس على الكرسي بجانب اخته.. فتتهلل عيونه وتتلألأ فرحا برؤيتها .. واذا به يطير من على الدرج الى حظنها الدافي..

جراح: يااااااااااااااااااا بعد هالدنياااااااااا ياام جراااااااح... يا حياااا شوفج يا امي يالغالية..
ام جراح تبتسم : يا بعد قلبي يا جراحي.. يا حياة امك..
فاتن تضرب امها بحنان: وانا يمه
تلمها ام جراح: ويييي يمه انتي قلبي وعيوني..

وكان الصدف شاءت ان تجمع العائلة بهذا اليوم السعيد.. فهاهي عزيزة قد حضرت ومعها مناير وعزيز.. وخالد الذي وصل معهم في نفس الوقت .. يدخلون المنزل.. لينصدمو بالجالسة في الصالة..

مناير بصراخ: يمـــــــــــــــــه
وتطير الى حظنها

ام جراح: عيوووووووووووووون يمه..

تقبل الاخرى امها وتلثم وجهها وتحظنها وتشم رائحتها: يا حبيبتي يا امي.. يا عمري يا مي.. تولهت تولهت علييييييييييييج يمه..
ام جراح: وهم انا تولهت عليكم يا حبايبي.. يا عزي في هالدنيا ويا دلالي...

عزيز لم يتحرك من مكانه بل بقي واقفا عند امه وخالد يدخل المنزل بعد ان كان جالسا في السيارة.. وعندما رأى خالته لم يصدق
خالد: ام جراح ما غيرها.. يا حيا.. يا حيااا الشوف يا هلا ومسهلا ... يا هالصبح المبارك ومن وين طالعة الشمس اليوم... تعالي بحضني يا حبيبتي دنتي وحشتيني اوي اوي
ام جراح: هههههههههههههههههههههه فديت ولد الغالية..
يقبل خالته ويبعد جراح عنها ويلتصق بها: فديت هالويه
جراح: قوم لا افججك اليوم..
خالد: روووووووووح يبا.. انا متوله عليها اكثر منكم.. انتو تنامون معاها انا اللي انام لحالي.. فديت هالويه خالتي.. سويلي فتوش
فاتن: صج رزيل..
خالد: مو شغلج تسوينلي خالتي صح؟
عزيزة: صج ما يستحي هالولد..
ام جراح: خلوووه.. اسويلك فتوش ومن عيوني هذي قبل هذي.. بس قبل قوم عني تراك خنقتني ..
خالد وهو يبتعد: ان شالله خالتي بس مو هاللون مو جدام العواذل

يخرج لسانه الى فاتن والاخرى تخرجه ايضا..
تهم ام جراح بالنهوض..

فاتن: وين رايحة يمة..

تربت على يد ابنتها الطيبة وتبتسم لها .. وتنهض بهدوء الى الشخص الوحيد الذي لم يستقبلها حتى الان..

ام جراح: ها عبد العزيز.. ما وحشتك؟؟

يهز الاخر راسه وهو ينفي هذا الشي.. والله اعلم لمدى شوقه الى امه..

ام جراح: افا.. ليش انزين.. عطنا ويه يالحبيب.. مانقدر عليك احنا..
عبد العزيز: مو شغلي...
ام جراح: زين تعال مسد ريلي.. تعورني من مساعة للحين..
عبد العزيز وهو يكاد ينفجر من البكاء: مابي..
ام جراح: تعال في حظني.. قلبي مشتاق لك.. تعال

تفتح الام الحنونة يديها وكانها اشارة انتظرها هذا المسكين منذ زمن.. ويهرج الى حظنها الدافئ ليبكي لاول مرة من بعد وفاة والده..
حظنته ام جراح بين يديها وكانها توثقه وتعطيه الاحساس بانه لن يفقدها كما فقد والده.. هي تعرف كم يعز على عبد العزيز ان يفقد والده.. على عكس جراح.. فعبد العزيز كان يفتخر بأبيه.. ويفخر بعمله حتى انه كتب تعبيرا في عيد العمال وهو يتغنى بعمل والده.. حتى انه تمنى لو انه يكبر ويستطيع ان ينفذ نصف ما ينفذه والده... لتلك القطعة النثرية تلقى ابنها جائزة من مدرسته تقديرا على المجهود الذي بذله..
*********
في منزل ابو مساعد..

مساعد ينادي اخته: يالله مريم مابي اتاخر على الريال
تلف مريم شالها باحكام وهي تنزل من على الدرج: والله انتوو يالرياييل ما عندكم سالفة ما تخلون الحريم يتكشخون والله حقوقنا ظايعة أمبينكم
مساعد: يالله جدامي وعن هالخرابيط...
لؤي الذي يخرج من المطبخ وهو يحمل الاطعمة المتخلفة: والله اختك هذي اكبر قرقة .. خاطري اعرف شنو فيها ومافينا الي مخليك تسوي لها كل هذا..
نورة الجالسة في الصالة: والله انا يوم بالثانوية اعجز منه خذني وصلني تعالي لي.. ابد .. ما كان حتى يرفع التلفون..
مساعد: انتي ولا مرة اتصلتي فيني.. والا انا جان ييتج.. وكل ما اتصل فيج اقول لج اذا تبين توصيلة قلتيلي لؤي بياخذني.. ولا ارفيجتي بتوصلني.. ولا عندي بحث ابي اخلصه..
لؤي: ههههههههههههههههههه وايد واثقه اني بوصلها مكان
تضربه على ذراعه: مو منك لكن مني انا اللي كنت ادبر لك وانت ما تحمد ربك
لؤي: يبراج عاد ويا هالتدبيرات.. كلهم جياكر .. طالعين عليج
نورة: أي بلى يهبووووووووووووون اييبون ظفر ( وترفع الخنصر) من هاليد..
لؤي يشير إليها ويكلم أخيه: مسكين والله فيصل.. بالشينا ويا هالبنيه
مساعد: ههههههههههههههههههههههههه ه (يكلم مريم) مريووووووم..
مريم: ويه كاااااااني يا ماردي العزيز.. (تلقي بنظرة فاحصة لاخيها) ويه ويه ... ماااقدر..يا ناس انعشوني بيغشى علي... انا اموت بالدخيليه كلهم دامك منهم..
مساعد بزهوو : شكرا اشكر شعورج يا الغالية
مريم: لا تشكرني هذي الحقيقة..
تكلم لؤي: الناس او البنات عموما لو يوو يحبون مايحبوون المعصقلين.. هاه.. هذول الدبيب اللي يعجبونهم..
لؤي:عارض ازياء انا علامج انتي.. وخل هالبنات اللي يبون الدببه..
مساعد: من صجكم انا دب؟
مريم: لااا اخوي انت مو دب..بس مشكلتك انك عملاق زيادة عن اللزوم ( تغمز له) لكن هذا هو المطلوب..
مساعد وكان المزاح اعجبه: شرايج عيل مريم انروح اليوم مجمع جذي بدل بيت بو جراح؟
مريم بابتسامة: يكووووووووووون احسن وناخذ معانا فتووون.. احلى واحلى..
مساعد: حلفي انتي بس.. حلفي... ما صدقت خبر.. يالله جدامي ماخرتني نص ساعة على الريال عنبو بليسج..
مريم: ها.. هذا انتو حسدتون زين جذي.. العواذل...

ضحكا الاثنان على اختهما الصغيرة.. وغادرت الاخيرة مع مساعد متوجهين الى بيت ابو جراح.. لمناقشة موضوع المنحة مع جراح.. وللتسالي مع فاتن...

ولكن.. هذه الزيارة... هل تخفي امورا اكبر من مجرد التسلية او المناقشة...

هل ستكون المستهل.. لبداية من الاحلام..

ام بداية العناء..

ام بدايه رحلة السفر... الى المستقبل القريب...