الليل ... يضم في سكونه أفئدة العاشقين , وينير بدره دروب التائهين , فيأنس الخِــــلُّ بأطياف خليله الذي يتراءى له في الظلام, وتعشق النفس ( الرحيل إلى الذات ) , لتقول لها ( ردي السلام ) على ( غريب ) جاء من أجل ( لقاء ) أحب إليه من نفسه , جاء ليقول ( عدت إليك ) ( عندما دمع القمر ) , و( كيف أنسى ) أن ( الهوى قدر ) ...
اول القصائد الشعرية الفصيحة سنحياها مع ( سيف العرب ) ، وحامل ( رسالة إلى العراق وأهله ) و ( رسالة إلى شهيد ) شاعر العروبة , و ( هوى الأوطان ) ...
الشاعر / هشام مصطفى ( الليل وآخره )
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
إلى ولدي
مــدَّ اليـديـن فما الحـيـاة ســوانـا = مـاذا سيـبْـقى لـو تُــردُّّ يـــدانــا
ألـــقُ النــهارِ بـغيـــرنــا كظلام = وتـعانـقُ الآمــال ِ دربُ خطانا
لا أنْـتَ وحــدك في الحياة تعيشُ = وأنــا بــدونـك لا يـــدوم هنانا
كنْ في غدي يكنِ الزمان زماني = نكن ِ الحقيـقة في سراب دُجانا
لا شيءَ يمنــع ُ أو يــردَّ صباحي = فالشمسُ تشرقُ في سماء لقانا
ولــدي وبعضُ دمــي وكلُّ حياتي = وسنـــا النهارِ إذا النهار جفانا
وغــدي الذي حَـلُـمَتْ بـه كلـماتي = وحروفُ صِغْتُ مدادها بهوانا
أمـلي ابـتـسامُـك يـا بـنيَّ فـكـنْــه = فعلى جبينك صبحنا و مسانا
زمن ُ البراءة ِمِنْ ربيـعـك عِـشْـه = تجدِ السعـادةَ تسْـتـظـلُّ سمـانا
مــا أجْمل ِ الدنــيا و أنْتَ ضياها = ما أجْملِ الضحكات تسكنُ فانا
مــدَّ اليـديـن فما الحـيـاة ســوانـا = مـاذا سيـبْـقى لـو تُــردُّّ يـــدانــا
ألـــقُ النــهارِ بـغيـــرنــا كظلام = وتـعانـقُ الآمــال ِ دربُ خطانا
لا أنْـتَ وحــدك في الحياة تعيشُ = وأنــا بــدونـك لا يـــدوم هنانا
كنْ في غدي يكنِ الزمان زماني = نكن ِ الحقيـقة في سراب دُجانا
لا شيءَ يمنــع ُ أو يــردَّ صباحي = فالشمسُ تشرقُ في سماء لقانا
ولــدي وبعضُ دمــي وكلُّ حياتي = وسنـــا النهارِ إذا النهار جفانا
وغــدي الذي حَـلُـمَتْ بـه كلـماتي = وحروفُ صِغْتُ مدادها بهوانا
أمـلي ابـتـسامُـك يـا بـنيَّ فـكـنْــه = فعلى جبينك صبحنا و مسانا
زمن ُ البراءة ِمِنْ ربيـعـك عِـشْـه = تجدِ السعـادةَ تسْـتـظـلُّ سمـانا
مــا أجْمل ِ الدنــيا و أنْتَ ضياها = ما أجْملِ الضحكات تسكنُ فانا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الرحيل إلى الذات
بدأتْ على دربِ الرحيلِ خُطـايـا = فحملْـتُ مِنْ أمسي البعـيد بقـايــا
وغَـدا يـُلـَفُّ نـهـاره بـضـبــــابٍ = وهــوىً تـحـوَّلَ حُـلـْمُهُ لشـظـايـا
ولـظىً لجُرْحٍ لمْ يزلْ يتــعــالــى = فـوْقَ السـنـيـنَ لَـهـيـبُـهُ بِـدِمـايـــا
أبــتــاه ...ما أقسى الرحيل لذاتي = فسُرى الطريقِ كماالمُدى لخـطايا
وأنـا الغـريـبُ وقـدْ وهتْ قدمـاه = و أنا الـذي أبـتِ الـحـيـاةُ منـايـــا
وأنا المُسافِرُ في حقائبِ رحْــلـي = حُلـُمٌ تبعـْثـرَ بيـْنَ دربِ سُــرايــــا
أمـضي وخـلفي عُمُرنـا يتـهـاوى = وجـراحُ أمْــسٍ لـمْ تـزلْ بـحشايـا
شيءٌ تغيَّـرَ في القــلـوبِ فصْرنـا = لا أنـتَ أنـتَ و لا أنــا بـرجـايـــا
شفتـاكَ تحمـلُ ألـفَ ألـفَ ســؤالٍ = و دمـوعـكَ الـحُـبـْلى تـلُفُّ غِنـايـا
وهنـاكَ يرْقـدُ في السطورِ جوابٌ = خَشِيَ المِـدادُ حـروفَــهُ و نـدايــــا
والشوقُ يعصفُ... يستبيح كياني = و البعـدُ سـوطٌ لا يـمـسُّ سـوايـــا
من باع بعضي ثمَّ بعثر بعضي ؟! = من ساقَ في ظُلَمِ الضلالِ هُدايا؟!
من مزّقـتْ سـعـفَ النـخيـلِ يـداه = حين احتوتْ عبثَ الرياحِ يدايا؟!!
من قيّـدَ الكـلمـاتِ داخــل حـلـْقي = فَغَـدتْ قـصائِدُنا تخافُ شِفـايـا؟!!
من يشتري حُلْما أضاعَ غريبــــا = و يـبيـعَـني وطـنـا يعـيـد صبايـا؟
و رحلْتُ يـا أبـتـاه أحملُ جـرحي = بيْنَ الدروبِ و بيْنَ تيـهِ خَـطـايــا
ويذوبُ في صخبِ المدائنِ حلْمي = شيـئا فـشيـئا بعْـدَ نـورِ رؤايـــــــا
فغداالرحيلُ خريفَ يسرق عمري = حتّى بدوْتُ وقد أضعْتُ هــوايــــا
عـبـثـا أُلَـْمـلِـمُ مــا تمـزَّقَ مـنّـــي = وأعـودُ يـوْمـا أو يـعـود صبـايــــا
فـكـأنّــني جـــذْرٌ يـحـــنُّ لأرضٍ = فحـلمْتُها و أبـى الزمـانُ رضايـــا
آهٍ مِــــنَ الأيّـــــامِ حيــنَ تُـــريــدُ = لا شــيءَ يــدفـعُ أو يـردُّ عَـدايـــا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الهوى قدر
ذهب الهــــــوى و الدمــع ينحدر = و القلب خـــلف الجــرح ينفطــرُ
مــا ضــــرّهــا الأيّام لو عطفت = هــل كـــانت الأيــّام ينكســــــــرُ
أو أنّنــــا بالحـــــبّ نعتـــــــرف = مـــا كــانت الأحـــزان تزدهـــرُ
كـــلّ الجـــراح مصيرها العــدم = إلاّ حــــــراح الحـــب ّ تنتصــــرُ
و أنا الــــذي بالجـــرح أرتحـــل = زادي حنيـــــنٌ هــــــدّه السفـــــرُ
قــــدرٌ أعيــــش الحبّ مغتـــرب = لا ينتــــهـي التـــــرحـال والسهـرُ
أمــــضي و خلفي العمر يحتـرق = فكــأنّني غصـــــنٌ ولا شجــــــــرُ
هــانت على الأيــّام قصتــــــــنا = فغــــدت كمـــا الأحلام تستتـــــــرُ
يـــا كــلّ الدمــــــع يــا ألـــــــــم = يـــاعمــرنــا المكلــــــوم يا بشــــرُ
قـــد كنــت أخـش الحبّ من زمنٍ = حتـــى أتـــى أن الهـــــوى قـــــدرُ
سمــــراء هاب الحسن فتنتـــــها = فـــدنا إليـــــها الحســن يعتــــــــذرُ
لمّــــا أزاحــت ستــرها سحرت = و تحيّـــــرت في وصفـــها الفكــــرُ
كـــانت لقلــب العاشق الأمـــــل = مثــــل الربـــــى إذْ ينــــزل المطـرُ
تـــلك العيـــون الســود أذكـرها = حيـــن التقـــى بجمـــاها النــظــــــرُ
وهــــجٌ من الأشـــواق يملــوها = حـــربٌ على عشّـــاقـــها خطــــــــرٌ
عيــــن المـــها كـانت لها حسـدٌ = مــا إن تبيّــــن للمــــــها الحــــــــورُ
مــا زلــت أذكــر دفء راحتها = إذْ بالســـلام أتيــــت أبتــــــــــــــــدرُ
مـــدّت يــــدا قد لامست وتــرا = للقـلب ذاب لدفــــئهــا الحجـــــــــــرُ
لمّــــا تبسّــــم ثغرها فتنـــــــت = ثّــم اشتكــــت من نظمـــها الــــــدررُ
و الحســن بيــن جـمالها خجــلٌ = فكــأنّــــــه لجمــــالهــــا الكــــــــــدرُ
قالـت و صوت الخوف يسبقها = إنّــــي أخـــاف الغـــــدر يأتمــــــــــرُ
هـل للعهــود حمـىً من الزمن = أم أنّـــنـا بلصمــــت نصطـبــــــــــــرُ
إنّّــــي على الهجـران لا أجــد = عـــزمـا إذا مـــا شـــــاع ذا الخبـــــرُ
هـــذا الهــوى في القلب أكتمه = بيــن الضلــوع يــــلفّـــــه الحــــــــذرُ
عهـــد الهــوى ألاّ أضيّــــــعه = حتـــى و إنْ وقفــــت لــه البشـــــــــرُ
هــات اليـــديـن و شدّ قبضتها = دعنــــي أرى الأحـــلام تفتخـــــــــــرُ
روحـان في دنيا الهوى التقيـا = كـالليـــل إنْ زانــــــــــه القمــــــــــــرُ
و على الوفـــاء تعاهد الأمــل = في قصّـــةٍ للــــدمع لا تـــــــــــــــــذرُ
غــــدر الهــوى أم خــاننا الزمن = أمْ باليــــديــــن تمـــــّزق العمـــــــرُ
لا فــرق عند الموت للجســـــــد = أنْ بـــات ذكـــرى مـــا لــه أثـــــــرُ
فالحــبّ إنْ ضــاعــت روابطـه = أضحـــت بــه الأمـــــال تحتــضـــرُ
يبـــدو كــمن ذهبــت بصيـــرته = فقـــد الـــرؤى لا يجْــــده البصـــــرُ
يبـــقى حـديــثا ضــاع رونقــــه = لا يعجـــب السّمـــــــار و السمـــــرُ
هــل ظـــلّ مــــاءٌ جفّ رافـــده = أمْ دام غصـــــنٌ مـــا لــه شجـــــــرُ
أنّ الحيــــاة بــلا هـــوى عبــثٌ = مثـــــل الــــذي للمـــوت ينتظـــــــرُ
و الصّمــــت للأشــواق مقبــرةٌ = كـــمْ مــن هــوىً بالصمــت ينتحــرُ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ردي السلام
ردي السلام و حاذري الهجر == فالهجر نارٌ يحرق العمـــرَ
ردي على المشتاق محيــــاه == وكفى حنيــنا أنطق الصخرَ
كوني ابتسام الفجر في ليـــل == أبكى النجوم و خاصم البدرَ
لاترحلي عن عاشـــق صبٍ == عشقت عمــان لشعره السمرَ
أو كلّ من صان الهوى هــان == يمضي شريدا يلعـــق الصبرَ
يامن أباح الـــدمع للعيـــــــن == حسب الفتى مـا تفعــل الذكرى
علّمتني كيف الهوى يــأتـــي == فأتـــى و مـا علّمتــــني الهجرَ
و تركتني و القلـــب لا يدري == أجفــــاك نصحبـــه أم القبــــرَ
إذْ كنت تبغي الدمـــع يختــال == أو كنت تبغي ما عـــلا العــذرَ
فاعلم بأنّ الـــدمـع قد فـــاض == حتى غـــدا من فيضــه البحـرَ
و الشعر يصــرخ حرفه عذرا == أفلا تردّ و ترحــــم الشـــــعرَ
يا قاضيا بالحــــبّ رحمـــاك == إنّ الظنون تــلاعـب الفـــــكرَ
هــب للفؤاد حيـــاتــه وصــلا == فإذا أبــيـت فهب لنـــا الصبــرَ
ألأنّــنا لهــواك لانــــرضــــى == إلاّ ابتســـامك يصحب الفجــرَ
تصدي الحروف وتشقي المعنى == حتــى المداد يفــارق السطـــرَ
ما لي أرى الدنيا و قد صــارت == تدمي العيـــون وتلهب الصـدرَ
ياأيّــها المختـــــال بــالحســن == والحـســن عنـدك يشبــه السحرَ
داري العيــون فلحظها يشقــي == كالشوك يحمي في الربى الـزهـرَ
إنْ كان وجــهك من سنا البدر == فالثغر حــاكى حسنـــــه الــــدرَ
والقدّ ميّـــــــــــــال مع الخطو == يخطو دلالا ينشــــــر العطــــرَ
هذا الجمـــال متى بـــدا يسبي == كالشمـــس يهتـــك ضيّها السترَ
وأنــا الذي بالحســن قد هـــام == لمّــا رأى من حسنـــها الســــــرَّ
كانــت له الأحــلام كــالــورد == ثمّ انتهـــت أحلامــــه تتـــــــــرا
هل للهوى في العمـر ما يبقى == أمْ أنّــــه قد ضيّــــــع الأمـــــــرَ
لو أنّنـــي خُيّـــرت لاختــرت == أفـــدي الهـــوى وأبيـــعه العمــرَ
يا من عليــه توقّـــف الشعــر == إنّ اليــــالي تـــــرصـــد الــــــردَّ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
رسالة إلى أهل العراق
الـيوم يـومك يــا عــراق فلا تهن = وكفى العروبة ذِلةً وكفى وهنْ
اليوم يومك... لا تراجع وانـتفض = فغدا سيأتيك الخلاص من المحنْ
الـيوم يـومـك والـخـيــار خيـارك = إمّا تكون لهم ردىً أو لا تكنْ
إمّا تعيش على الدوام بعزةٍ = أو أن تضيع مدى الحياة بلا ثمنْ
فكن البطولةحيث يصرخ عجزنا = وكنِ الدواء لما يعربد في البدنْ
نـهـر العروبة لـن يجف بأرضك = ما دام يجري فيك دجلة والزمنْ
مـادام يـسـكـن فـي ربـاك مجاهدٌ = صدق العهود وما يخالطه الشجنْ
ثـمـن الـخـلاص دمـاؤنـا وشبابنا = إنّ الدماء رخيصةٌ لفدا الوطنْ
لاتسـتـمـع مـهْـمـا تـلـوّن قـولُـهـم = كذبا ... متى وفت الذئاب ولم تخنْ ؟!!
سقط القناع عـن الوجوه وزيفها = وتعرّت الكلمات تكْشف ما بطنْ
عـاد الـتـتـار إلـى ربـوع بـلادنــا = نشروا الدمار وأشعلوا نار الفتنْ
عـاد الـتـتـار إلـى الـعراق مجددا = مرحى.. فليس سوى القبور لهم سكنْ
عـاد الـتـتـارولـن يـغـادر حقدهـمً =حتى يطول من الفرات إلى عدنْ
فـإلـى مـتـى نـدع الـغزاة بأرضنا = أوليس في وطن العروبة ( ذي يزنْ )
أولم يحن زمن الخلاص وشمـسه = وعلام نحيا في الورى إن لم يحنْ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
رسالة إلى شهيد
مُـتْ واقفـاً فـالمـوتُ أكْرم مَنْ فــدى = لا تَحْنِ هامَ الرأس ما بَقِـيَ الـعـدا
مُتْ تَحْتَ رايات الشهادة وامتطـ ِ = خيــلَ الجهـادِ إذا تسّـرجَ بـالنــــدا
ألـقُ الدمـاءِ علـى الـدروبِ نهـارُنا = وحطامُ جسمِكَ في الربى صـنع الـغدَ
لاسِـلْــــــمَ إِنْ فـقـد الكـرامـةَ أهـلُـهُ = إنّ الحيــاةَ بـلا كـرامـة كـالــــردى
لا ترضَ مِنْ وهـن السياســة وانتفضْ = زمنُ الذئابِ دواؤه صخبُ المــُدى
فـالـجـالسون عـلى الموائد صمْتُهمْ = لم يبقِ من عبق الفدا إلاّ الصــــدى
مُـتْ واقـفـاً فـشـمـوخُ مـوتِـكَ عزةٌ = واجعل دماءك في الدجى سُبُلَ الهـدى
واسألْ (جنين) عـن الرجال وأهلها = فســلاحُـها الإيـمـانُ أيــْقظ مــاردا
تـحـت الـركـام وفـوق هام شهيدها = أكليـلُ مجـدٍ قــد تـعـطّـرَ بــالـفــــدا
ضـربـتْ مـثـالاًًلايـحـقُّ لـغـيـرهــا = و غدتْ إلى حـلـم العروبة مُنْـشِــدا
وتـحـوّلـتْ فـيـهـا الـمـعـاني أَحْرُفا = وسقتْ صحاري عجزنا شهدَ الندى
مُـتْ واقـفـاً ودعِ الـهـوانَ لأهـلِـــهِ = ما ضاعَ حـقٌّ يُشْـترى بـدمٍ سُـــدىً
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سيف العرب
هلْ ضاع سيفُ العُرْبِ يا عربُ = أمْ أنَّ سيفَ العُرْبِ مُحْتَجَبُ
هـذا الشـهـيـدُ دمـــاؤه شـهـــدتْ = ما كان في ( سيْناء) يُكْتَتَبُ
عُــرْسِ العـروبــة بــات في ألم ٍ = مِنْ هضْبةِ( الجولانِ) يَنْسَكِبُ
أضـحـتْ جـدائـلُ شعــرِها سلبا = في قبضة الأنــذال تُـسْـتَــلَبُ
هـانـتْ عـلـى الأيـام عـزتـــُـها = فكانَّــها مـن دهــرهـا حطبُ
واليوم َ تبكي القـدسُ محـنـتـَها = وعلى مصير القدس ِ تَنْتَحِبُ
فـتـحـتْ لهـم أبـواب َ مسجـدِها = فتغطرسوا واستسـلم العـربُ
هــذا (صــلاح الدين ) يسألني = أيـن الـعـوالـي حينما تَـجِــبُ
قــدْ كنْتُ في (حطّين ) أرقُبُها = تـــرنــوا إلى الأعـداء ترْتَقِبُ
حتــى إذا نــاديــْتُ أطــلُبُـــها = كانتْ لـــديـن الله تـسْـتَـجِــبُ
فتــحـتْ لهمْ بالشوق ِ أذرُعَها = فتحقّــق النصــر الذي يَهِــبُ
ماذا عـلى الأيــام لو نطقــتْ = لبــكتْ دمـــاً مِنْ حالِنا الحِقَبُ
مَـنْ ذا يُــداوي الجرح يا عربُ = ألــــم ٌ و أحــزان ٌ ولا غَضَبُ
هلْ كانتِ الأمجاد من ورق ٍ ؟!! = أمْ أنَّنــا وسيـــوفَنــــا خـشَــبُ
طــفْلُ الحجــارة قام في شِمَم ٍ = يأبـــى على الأمجـاد تُغْتَصَبُ
قـدْ علَّـــم الأعــداء ما جَهلوا = كيف الفـــداءُ إذا عــلا الأربُ
مَـنْ ظـنَّ أنّ العُرْبَ قد ذهبوا = ( فمحمّــد ٍ ) بدمائــه العَجَــبُ
غــذّى العروبة بعدما وهموا = أنّ العروبة شابها النـــضَــبُ
يا أيّها التـــاريــخ و القـــلـــمُ = عُـــذْرا إذا ما انتابنا الكُــــرَبُ
إنّ الطُفـــولةَ عنــــدهم لَعِبٌ = أمّــا الطفـــولة عنـــدنا تَعَــبٌ
مــاذا أصــاب ضميرَ عالمنا = حتـــى يــرى الحُرُمات تنْتهبُ
يبْكـــي حيــاءً ثمّ يــنْشــــغِلُ = عــنْ قـــاتــلٍ بدماء تُصْطَلَبُ
مــا كان عهــــد الله يا أمـــمُ = أنْ يســتوى الإحسـانُ والكذبُ
عجـــبا إذا ينْتابك العــجــبُ = لا يُــشْـتَكى إنْ يُـعْرَف السببُ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عندما دمع القمر
ونسيْتُ أنّكِ في الحياة مِنَ البشــــرْ = ورؤاكِ في دنيا الهوى بيدالقــــــدرْ
فغدوتُ سيّدتي إلى زمن ٍ مضـــى = شِبْه المسافر حيـن يبدأ في السفرْ
أحيا صدىً بعضي يخاصم بعضه = وتعربد الذكرى تصاحبها الفِكرْ
فأنا وأنْتِ مسافران بلا هـــــــــدىً = مِثْلُ الطيور إذا يفارقها الشــــجرْ
صخب ُ المدينة والزحامُ يلفّنــــــــا = وبوارق ُ المجهول ِ تنحر ُ بالعُمُـــــرْ
فهناك َ حيث ُ تضيع ُ مــلامحــــــــي = ويذوب ُفي غسق ِالدجى أمل السحرْ
ويحط ُّ طائرنا على شجر ِ النـــوى = ويسوق أشرعتي غد ٌ فقد البصرْ
أَبَتِ الحروفُ بأنْ تزور َ قصائـدي = وتناثرت ْ بُقَع ُ الظلامِ على الصورْ
زمــن ُ البــراءة ِ تــاه بيـن ظنـونـــنـــا = وغدُوتُ في زمنِ الضياعِ بلا نظرْ
سقط القناع ُ عــنِ الوجوهِ وزيفِــها = ورأيْت ُوجْهكِ كالوجوه مِنَ البشرْ
وتمـزّقـتْ كلُّ العـهـودِ وصدْقـــــها = وتعرّتِ الكلماتُ في وهج ِ السهــــرْ
ما أثقــلَ الدنيـا إذا شـقـي الـمـنى = ضحكتْ عيونُك ِعندمابكي القمرْ
سمراءُ قد ضاع الطريقُ إلى الغدِ = وتحـوّلـتْ كلُّ الــدروبِ إلــى حُــفَرْ
مزّقْتُ كلَّ دفاتري وقصائـدي = فمـدائــنُ الأحلامِ يـهجـرها المــطرْ
وغـزا المساءُ سماءَ نــــهارِنـــــا = وتلـوّنـتْ بــدمائـنــا سُبُـــلُ النَــهـــرْ
إنْ كان قد ذهب الهوى فعزاؤنا = إنّي نقشْتُ سطورَ حُبِّكِ في الحجرْ
وتغنّتِ الألحانُ باسمكِ في الورى = وتجمّعتْ شَتَتُ القلوبِ على الوترْ
فالحبُّ قد وهب القلوبَ حياتَها = وقوائمُ العشّاقِ تشهدُ في السمــــــرْ
الحبُّ ـ سيّدتي ـ الخلودُ متى أتـى = كيف الهروبُ إذا جرى حكمُ القدرْ ؟!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
غريب
غريبٌ وما غربتـي نـأيُ دار= ولكنّني فـي الحيـاة غريـبٌ
وما غربةُ المرءِ بعـدُ الديـارِ= فكمْ غربـةٍ للغريـبِ طبيـبٌ
وقد تنأى نفسٌ وإنْ لم تفارق= ولكنّـهـا للبعـيـد قـريـبٌ
فيا ويل نفـسٍ إذا خاصمتْهـا = دروب المنى أوغزاها المشيب
ترى كلَّ أمرٍ إلى العدم مـاضٍ = فهل بعد موت المنى مايطيـب
فلا الناس نـاسٌ إذا قاربتهـم = و لا الغدر غدرٌلديهـم يعيـبُ
يقولون صبرا على كـلِّ أمـرٍ = يحيد عن الحقِّ أو منه ريـبُ
ولا تركنـنّ إلـى خـائـنٍ أو = إلى مَنْ يهون عليه الحبيـبُ
ولا مَنْ إذا قال أخلـف قـولا = وإنْ عاهد العهدَ عنه يـؤوبُ
كلاهم يعيشون زهـرَ الحيـاة = وما للحيـاة لديهـم نصيـبُ
إذا هانتِ النفسُ يوما تمـوت = ومَنْ مات يوما فهل يستجيبُ
على أنّ بعضَ الوفاء لمَـنْ لا = يعي حقَّه أو سبتـه العيـوبُ
كمَنْ يزرع الشوكَ في قلبه وا = هما أنّه قـد حمتـه الذئـاب
يكـونُ كمَـنْ رامَ ودّا لأفعـى = وما للأفاعي هوىً أو حبيـبُ
إذا المرء بات ولم يخشَ ربّـا = فماذا عساه ـتُرى ـقد يهابُ
فلا يُشْتكى غدرُ مَنْ شبَّ غـدرا = لكلِّ الـذي قـد فعلْـتَ إيـابُ
غدا سوف يأتي و يأتي الشفاء = على جرح ِسؤلٍ أذاه الجـوابُ وما كان صدقا فحتما سيبقـى = فما كلُّ ما مِنْ تـرابٍ تـرابُ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كيف أنسى...؟!!
بعد عــــام من رحيل الحـــب عـنـّــا *** باتت الذكــــرى رفيقــــــاً لـــــم يدعنــــــا
بعـــد عــام والهوى ما زال يســـرى *** فــي عروقــي رغــم كــل البعــد عـنـــّــا
بعـــد عــام والفــؤاد فـي ضلـوعــي *** نبــضــه صــوت لـعمـــر ضــــاع منــــّــا
يســـأل الأيــام عــن حبـــّي وعنـــك *** ثــم يحـــكى--- هــــل ترانـــا قــد سلونـــا
كيــف أنسى حبنــــا والشــوق فينـا *** قــــد ســـقـانـــا كـأســه حــتى سكــرنـــــا
صـــار في يومي وأمسي كالحريـق *** يشــعـل الذ كـرى قصــيــــداً إن نسيـنـــــا
هــــاك قلبي فاسأليــــه إن ســـــلاك *** أو لـغيــر الحـــــب فيــــــك قـــــد تغــنـــى
أنــت فــي نفسـي وروحـي قد سكـنت *** كيـف يســلـو المــرء روحـا إن أردنــــــا؟
أنــت فــي دربـي وعمـري زاد حلمي *** مـن سيــحيــــا دون حــلــم لـو رضيـــنـــا
أنـت فــي صمـتي وحرفي نبض فكري *** كلـّمـا بـنـــّـــا أتــى شـــوقـــا إليــــنــــــا
كـــــــل شــيء حــولنــا يـحيـــا لحبـي *** لــــو نــسيـنـــا مـا الــذي يــبقى لدينـــــا
كـــل حّـيً فــي الدنــا للمــوت يمـضي *** غيــر حبـــي *** شــئت هــذا أم أبينـــا
لاتـخــافــي يافتـــاتــــي مــن زمانــــي *** فـالـــزمــان لـم يـــزل يحـنــو عليـنـــــــا
إن حبـــي في ضلــوعــــي لا يـــــــزال *** ذلـك الـحــــــب الـــذي يـبـقـــى ونفنــــى
لــــو أردنـــــا وأده يـــومـــــاً نـمــــوت *** أو عشــقـــنــــا غيـــــره للتيـــه صرنـــــا
نـحــن فــي دنيــــا الــهوى قلـبان نحيا *** قــــــد تــلاقــــــي نـبــضهم ثم التقينــــا
إن نفــــــارق فالـــهــوى يـــأبى الفراق *** هـــــل بــأيــدينــا التـقيــنــــا أو عشقنــا
لا تـظــنـــي المـــوت فــقــــدا للــحيــاة *** إنــمـــــا النــسيـــان مــــوت لـو فعلنـــــا
ســوف يحيــا الحــب فــينا سـوف يحيا *** لــيــس كــل الـحـــب يمــضى إن مضينـا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لقاء
جــاءتْ لــنـــا يــومـاً تـعـانـقُ شـوقـَهـا = وصدى الحنينِ إلى هواي يقودُها
فـضـحـتْ خُـطـاهـا مـــا تـكتّمه الهوى = فسرى السكوتُ ... وقد تكلّم قلبُها
والـقـلـبُ يـحـكـي مـــا تـعـذّرَ نـطـقـُــه = فإذا تلعْثمَ ... فالعيونُ لسانُها
مـدّتْ يـداً لـعـبـتْ بـهـا لـجـجُ الـمـنـــى = بعثتْ إلى قلبي رسائلَ شوقِها
فــتــعــانــقــتْ نــظــراتـُنـا بـسـلامِـنـا = وتهامستْ لغةُ اليدينِ بكفِها
وغــدا الـكـلامُ عــلى الشفـاهِ بـلا هـدى = فكأنّما الكلماتُ ضاع َحروفُها
عـصـف الـغـرامُ بـمـا نـخـافُ ونـحـذرُ = حين الْتقى نظري وخاطبَ حسنَها
سكــرتْ حروفـي مِـنْ كـؤوسِ جمالِهـا = وترنّحتْ فوقَ السطورِ مدادُها
شـمــسُ الـنـهــارِ أم ِالـعـيــونُ تـُخـادِعُ = أمْ كان مِنْ وهجِ المفاتنِ نورُها
حـتـّى كـــأنّ الـعـيـنَ تـُنـْكِـرُ مـــا رأتْ = لمّا أزاحتْ عنْ سناها ستْرَها
خـشـعَ الـجـمـالُ أمـامَ مـعْـبـدِ حـسـنـِهـا = فدنا يكبّرُ حين أشْرقَ وجهُها
لاخـيـرَ فــــي شـعـرٍ يـضـيـقُ بـحـورُه = وعَنِ المحاسنِ لا يُوفّي حقّها
قـالـتْ:أحـبُّـك...قــلْـتُ أهـلاً بــالـهـوى = أهلا بما وهبَ الحياةَ ربيعَها
قـالـتْ: عـشـقْـتُكَ... قلْتُ قدْ نطق اللمى = ما أجْمل َالدنيا وأنْتِ عبيرُها
قـالـتْ : وحـبـُّكَ... قـلْـتُ لـيـس مـثـالُـه = شبها يُقارنُ في السماء و أرضها
قـالـتْ : هـواكَ...فـقـلْـتُ أحـفـظُ عـهدَه = حتّى وإنْ روحي تفارقُ جسْمَها
فـمـتـى نـفـارقـُه وقـــدْ ســكــن الـــــدم َ = وقضى بأنّكِ للنفوس ِحياتُها ؟ !!
وبـــداالــلـقــاءُ كــأنـَّــه حـلـمُ الـكـــرى = فتن َ الجفونَ دجىً وداعبَ رمْشَها
عـزفــتْ أصـابـِعُـه عـلـى وتـرِ المنــى = فدعوْتُ ربّي أنْ يطولَ نشيدُها
ومشيْتُ درب َالحبِّ تسبقني الخُطى = يدُها تعانقُها يداي وروحُها
نخطو فيهتفُ في الوجودِ جمادُه = ويداعبُ الخطوات ِ فرْحُ لقائها
وعلى الشفاهِ يهيم صوتُ مخاوف ٍ = خشي الوداع ُبأنْ يمزّقَ فرْحَها
حتى أفقْنا والفراق ُيلفّنا = وأطلَّ مِنْ غسقِ اللقاءِ رجاؤها
نظرتْ وفي سحرِ العيونِ مقالة ٌ = أنّ الأحبّةَ لا تَهابُ فراقَها
ما قيمةُ الأشواقِ لولا فرْقةٌ = مَنْ يعْشقِ الزهراتِ عانى شوكَها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هوى الأوطان
وطنٌ يعربد في ثنى الوجــــــدانِ = ملك القلــــوبَ و هام في الشـــريانِ
وطنٌ ينـــازع حبــُّـــه الإحساسَ = فعلا الحـــروفَ وضـــاق بالأوزانِ
وطنٌ إذا شغـــل الهوى الإنسـانَ = أبتِ القلــوبُ ســوى هواه الحـــــاني
كتــبتْ خطــاه على دروبِ المجدِ = قصــصَ الفــدا منْ سالفِ الأزمــاني
و تتوّجتْ قمــمُ العلا بــالعـــــــِّز = حيــن اعتــلى قابوسُ ذو الإحســان
لبــستْ عمانُ ثيـابَها من فخـــــرٍ = و تزيّنــتْ بفضـــــائلِ الإيمــــــــان
فالرأى شــــورى والحجا منهاجٌ = و العلم صـــرحٌ شـــامخُ البنيـــــــان
وسنـا الحضارة قد سرى كالشمس = ضرب المثالَ لسائــــرِ البلــــــــدا ن
فترى سواعدَ شعبِـــها الأبطــالِ = كستِ الحيــاةَ بثــــوبها الفتّــــــــــان
صدقتْ عزائــمُهمْ فهان الصعبُ = إنّ الصعـــابَ تهـــونُ للشجعـــــــان
همـــمٌ تصاحب جـدَّّها الأمجـادُ = فغــدا العلا لعمـــانَ كالعنـــــــــــوان
أُسْدُ الفلاة يقــــــودهمْ قــــابوسُ = شهدتْ لـــــه الأعمـــالُ في الميــدان
هبــتْ نسائمُ حكمـِـــهِ بالفجـــر = فأزاح عن غَــــدِنا دجــــى النسيـــــان
وهــب البلادَ حضـــارةً تختال = وبنـــى عمـــانَ قـــويّة الأركـــــــــان
شـــاد الأماني واقعــا برّاقـــا = حفظ العهـــودَ برفعـــة الإنســــــــــان
أكـــرم به ِمنْ قائـــــدٍ مغــــــــوار = بــــذّ تْ خطــاه مـــآثرَ الفرســـان
لو أنّ بعــضَ خصاِلـهِ تُكْتـــالُ = لعلا بهــــا في كفّــــــة الميـــــــــزان
وكفاه مــا عرفتْ يـــدُ التاريــخ = عشقـــــا لـــه إلاّ هـــوى الأوطـــــان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وعدت إليك
وعـدت إلـيـك أبـحـث عـن هـوايــا = أفتش عنــه في كـلّ الـزوايــــــا
أقـلـب دفـتـري وسـنـيـن عـمـــري = وصـوت الشوق نــارٌ في حشايا
أنــــادي فــيــك أيــامــاً وحـلـمــــاً = وحبّــا صار يســري في دمــايـا
وشـوقـاً أيـقـظ الإ حـسـاس حـرفــاً = روي شــعـرا مــداده مـن أســايا
وذكـرى لـم تـزل فـي الـقـلب تحيا = تمــدّ القـلب نهـــرا مـــن شجايــا
تــذكّــرنــي بــحــبٍ ضــاع مـنّـي = غـــدا كالطيـف في سطر الحكايا
أداري دمـعـة كـالـجـمـر تـجـــري = فيــروي حرّها ذكـــــرى صبايـا
هـنـا كـانـت لــنــا دنــيــــا تـغـنــي = هنــا بالحــبّ قد بـــدأت خطـــايا
هنــا سمعـــت يــداك ندا يـــــديّـــا = هنــا ولــد الهـوى بيــــن الحنـايـا
ولـيـد فـي ربـى الـحـرمـان عــاش = تلحّــف صمتــه خــوف المنــــايـا
يـداوي جـرحـه بـالـصـبـريـومــــاً = ويــوما يكـسر الغـــضب المرآيـــا
وبــيــن رجــائــه وجــراح أمــــس = يعيــش على أمـــانٍ مـــن بـقايــــا
فــلا الآمــال لـــلآلام تــشــفــــــى = ولا النســـيان تمــلكـــه يــــــدايـــا
(عــمــان)أتــذكــريـن فـتـىً أتــاك = بنــى للحـــبّ مــن دمـــه السرايـا
أنــا ذاك الــفــتـــى لـــو تـذكـريـن = أعـــود ألــيك يـدفعــني هــــوايـــا
أتيت وفــــي ضلوعي فيض شوق = فهـــل من ســامــعٍ لبّــى نـــــدايــا
غـريبٌ جــاء فـــي زمنٍ غـريـبٍ = غـــدا فيـــه الهـــوى درب الخطايا
تــحــمــل إثــم دنــيــا لـم يـعـشـهـا = وعـــاش عـلـى جـراحٍ من ســوايـا
يــمــزق عــمــره مــن أجـل حـبٍ = يهــون بــه ويطـــربــه بــــــكايــــا
أيـا سـمـراء إن الـعـمـر يـمـضـــي = وليــس بغـيـر لقـــيانـــا دوايــــــــــا
تـعـالـي نـرشـف الأيـام شـهـــــــداً = و نهــدي للهـــوى أحـــلى غنـــايــا
فـفـي عـيـنـك أوطـانـي وذاتـــــــي = وبيـــــن يــديــك قــد نـامـت منــايـا