قال الأستاذ أبو غدة في تعليقاته على الأجوبة الفاضلة عن ابن القيم ص130 ـ 132 : أما ابن القيم : فمع جلالة قدره ونباهة ذهنه ويقظته البالغة ؛ فإن المرء ليعجب منه كيف يروي الحديث الضعيف والمنكر في بعض كتبه كـ " مدراج السالكين " من غير أن ينبه عليه ؟! بل تراه إذا روى حديثا جاء على ( مشربه ) المعروف بالغ في تقويته وتمتينه كل المبالغة ، حتى يخيل للقارىء أن ذلك الحديث من قسم المتواتر في حين أنه قد يكون حديثا ضعيفا أو غريبا أو منكرا ولكن لما جاء على (مشربه ) جمع له جراميزه ، وهب لتقويته وتفخيم شأنه بكل ما أوتيه من براعة بيان وقوة لسان .
وأكتفى ــ على سبيل المثال ــ بالإشارة إلى حديث واحد من هذا النمط ، رواه في كتابه : " زاد المعاد في هدي خير العباد " أثناء كلامه عن ( وفد بني المنتفق ): (3/54 ـ57 ) فقد ساق هناك حديثا طويلا جدا ، جاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ثم تلبثون ما لبثتم ، ثم يتوفى نبيكم والملائكة الذين مع ربك فأصبح ربك عز وجل يطوف في الأرض ! وخلت عليه البلاد ... )) .
وبعد أن ساق الحديث المشار إليه أتبعه بكلام طويل في تقويته استهله بقوله : ( هذا حديث جليل كبير ، تنادي جلالته وفخامته وعظمته على أنه قد خرج من مشكاة النبوة ، لا يعرف إلا من حديث عبدالرحمن بن المغيرة المدني ... ). ثم استرسل في توثيق ( عبدالرحمن ) ومن رواه استرسالا غريبا ! كما أنه سرد الكتب التي روي الحديث فيها ، وهو من أعلم الناس بحالها ، ولكن غلبته عادته ومشربه ، فذهب
ـ35ـ
آخر تحرير بواسطة الضوء الساطع : 13/02/2004 الساعة 07:50 PM
|