عرض المشاركة وحيدة
  #22  
قديم 19/10/2006, 09:14 PM
السهم المسدد السهم المسدد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 08/09/2002
الإقامة: شواطئ الصحراء
المشاركات: 1,007
14- الإشكالات الاجتماعية التي خلقتها الرواية(4-5):


رابعاً: تحريم تولّي المرأة مناصب قيادية.


روى أهل الحديث عن أبي بكرة قال: (لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل، لمّا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارساً ملّكوا ابنة كسرى قال: لن يفلح قوماً ولوا أمرهم امرأة)([76]). فبنى أهل الحديث على هذه الرواية أحكاماً ظالمة للمرأة فمنعوها من مزاولة النشاطات القيادية، وصادروا حقها في الانتخاب، واسقطوا حقها في الترشح للمجالس الشورية، وحرموها من تولي مناصب قيادية!

مع أن هذه الرواية التي استدلوا بها تشي بالكثير من الدلالات الناسفة للقلاع والحصون التي أراد بها أهل الحديث محاصرة المرأة وعزلها عن الحياة والنشاط والإجتماعي والسياسي! منها:

أولاً: أبو بكرة نفيع بن مسروق راوي الحديث لا تقبل شهادته بنص القرآن الكريم! فقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}النور: 4،

وأبو بكرة هذا جلده عمر حدّ القذف ثمانين جلدة([77])، والراوي شاهد لما سمع ورأى.

ثانياً: رواية أبي بكرة في معركة الجمل ضد جيش السيدة عائشة يشي بتسيس الرواية ومحاولة فلّ جيش السيدة عائشة وهزيمته معنوياً.

ثالثاً: لو صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول فيوجه قوله صلى الله عليه وسلم إلى أنه يقرأ واقعة سياسية محددة ولا يعطي حكماً مطلقاً مخترقاً لحدود الزمان والمكان،

فالنبي صلى الله عليه وسلم علم أن الفرس سيغلبون سواء أكان ملكهم رجل أم امرأة لإن الله تعالى أخبر المؤمنين بهزيمة الفرس حين قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}الروم: 2-4.



يتبع:

آخر تحرير بواسطة السهم المسدد : 19/10/2006 الساعة 09:24 PM