سارعتُ للتسجيلِ لمَّـا رأيتُ اسمَ
الذئبِ الأبيضِ.
شدَّنـي العنوانُ " عندما
يسقط الأديب ... !!! " مفترضًـا جدلاً سقوطَ الأستاذِ الذئبِ الأبيضِ
،
بدايَـةً أرانِـي
أختلفُ معكَ يا أستاذِي منذُ البدَايةِ
، " ماهية النتاج الكتابي الذي من الممكن أن يؤطر بالوصف بأنه نتاج مهني يمكن نشرة".
أختلفُ معكَ في وصفِ الأدبِ بالمهنيةِ.
الصحَـافةُ و العملُ الصحفي يوصفُ بالمهنيةِ و لكنَّ النتاجَ الأدبيَّ
لا يعتمدُ المهنيةَ منهاجاً و أساساً لدربهِ ، فإنْ حادَ عنهُ نقولُ عنهُ خرجَ و سقطَ.
و عليهِ سوفَ نعتمدُ المقاربةَ هذهِ في إجابةِ تساؤلاتِـكَ مفرقينَ بينَ " ما هوَ صالحٌ للبوحِ وَ ما هوَ واجبُ الكتمانِ" .
• هل من أدب أصفر في النتاج الأدبي ؟
قطعًـا لا .
• هل من حق الأديب أن يخفي أدبه الأصفر ؟
السؤالُ لا وجودَ لهُ في نظـرِي بناءً على جوابِ السؤالِ الأولِ.
• هل ظهور نتاج الأدب الأصفر – دونما ترتيب – فيه إنقاص لقيمة الأديب ؟
.. الجوابُ محيِّـرُ.. ، سنفصِّـلُ سريعًـا.
،
الأدبُ الأصفـرُ و أظنُ أن الكاتبَ أتانَـا بهذا الاسمِ اشتقاقًـا من
الصحافةِ الصفراءِ .
الأدبُ
لا يعرفُ حدوداً أخلاقيَّـةً أو موانعًـا فكريَّـةً عندَ تخلُّقِـهِ. أيَّ أنَّ الأديبَ عندمَـا يلدُ نصًّـا لا يحدُهُ مانعًـا. بعدَ تشكلِ المنتوجِ الأدبي ترتهنُ قضيةُ نشرهِ و انتشارهِ بالمحيطِ القيمِـي و الأخلاقي للأديب. نرجعُ قديمًـا إلى شُعراءِ الغزلِ و المجونِ ابتداءً من إمرئ القيس و ( فاطمُ ) و عمر بن أبي ربيعَـة و ( غزلهِ ) و أبو نواسَ و ( خمريَّـاتهِ ) ، نرى في كُـلِّ منهمُ
خارجًـا على النظامِ الأخلاقي لبيئتهِ التي شبَّ و عاشَ فيهَـا. نتحدثُ هنَـا خروجٍ أخلاقي ، و لكنَّنَـا قدْ نرى أدباً أخطرَ بمقياسِ المجتمعِ قدْ يخرجُ على
القيمِ الدينيةِ أو العقيديةِ ، و نرى هذا تجسدَ قديمـاً في أبو العلاءِ المعرِّي .
تعتمـدُ ردَّةُ فعلِ المجتمعِ تجَـاهَ نصِّ الأديبِ على
مستوى السلمِ و الوئامِ و الاستقرارِ في المجتمعِ ، فكُّلمَـا كانَ المجتمعُ أكثرَ استقراراً انكمشتْ ردَّةُ الفعلِ.
- انتهـى -
خارجُ النصِّ :
أستاذي ، تمنيتُ نفسي في حواركَ الرائعِ معَ محاورِكَ.
و بالمناسبةِ سببَ بيتيُّ الشعري إشكالاً لي.
تحيَّتِـي العطرةُ