عرض المشاركة وحيدة
  #3  
قديم 10/11/2006, 01:28 PM
السفير الحزين السفير الحزين غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 20/06/2002
الإقامة: في قلوب الأوفياء
المشاركات: 2,678
الجزء الأخير

وبعد الحديث عن حقوقها في التركة وامتيازاتها التي دبرتها ببراعة ... طبع على يدها قبلة عطشى وهو يستأذن في الانصراف ... واندفع يقول لها بصوت فيه لهفة " أنا خائف عليك من الحزن , أريد أن أساعدك على النسيان ... اخرجي معي في سهرة صغيرة .. ردت عليه وهي بين الرفض والموافقة " وكلام الناس"؟؟؟ أجابها " وهل من الضروري أن يعرف الناس ساختبي بك في مأمن من العيون .... وبعد انصرافه جاء آخر , السيد المهذب الذي بكى صديقه الراحل بقصيدة تقطر أسى .. وكيف كان يلف حول عنقه رباطا أسود أشار إليه وهو يقول إليه بانفعال " سيبقى هذا ما بقي الثوب الأسود على عودك الذي لم يخلق للحزن " وجلست تصغي إليه وتدرس تأثير صدرها المفتوح في وجه العاشق ويديه المرتعشتين . ولم يغب عنها أن ينزلق من كرسيه رويدا رويدا وهو يتحدث ... ولم تفاجأ به عندما جثى أمام قدميها واحتضن ساقيها وقد تحولت أشعاره على قبلات إلى قدميها !!!... وصرخت به " هل جننت " وأجاب بعزم " في حياة زوجك كنت مسلوب اللب وضاع عقلي ... ولم أجده إلا بعد موت زوجك" أنا أيضا أرمل .. والحلم المستحيل أصبح حقيقة ؟؟ وليس حراما أن نتقاسم أحزاننا .. وقالت له مؤنبة " وكلام الناس " فأجاب وهو يلثم قدميها ثم يصعد بقبلته إلى يدها وإلى ركعتها ... " نتزوج سرا ؟؟ الزواج العرفي من اختراع المعذبين من أمثالنا " ... وأجابته برقة وهي تندفع إلى الباب " دعني أفكر " ... أني أنتصر الآن ابن زوجي للحديث في مشاكل التركة , وانصرف وهو يجفف عرق لهفته بمنديله .... وقابله نجل الفقيد عند باب الفيلا , واكبر منه أنه لا يزال حزينا على أبيه ...

واستقبلت الأرملة نجل زوجها للعشاء وقال لها وهو يدفع إلى شفتيه كوب البيرة وهما على المائدة " يا زوجة أبي المسكينة , أشد من حزني على أبي لترملك وأنت في هذه السن , لن يكف الذئاب عن اللف حولك , وحول نصيبك في التركة " وبعد أن شربا القهوة اقترحا على أن يكملا السهرة في الحديقة .... وفي أقصى الحديقة جلست على مقعد جميل وقالت له " هنا كان أبوك يحب أن نسمر بعد العشاء " وظهرت الدموع في عينيها , وأخذ رأسها الجميل وضمه إلى صدره مواسيا ,,, ولدغ قلبه حزنها الدافي .. وبحثت شفتاه عن دموعها ولكنه ضل الطريق إلى عينيها وتاه في شفتيها ... وبقي طويلا هناك وهمست مذعورة وهي ترتعد " هل جننت " وبعد أن قالت ذلك سكتت .. وخيل إليها أنها سقطت في إغماء طويل .... ولكنها فتحت أخيرا عينيها وغمغم الشاب " يا زوجة أبي المظلومة لن أتركك للحزن أبدا سأقاسمك الأحزان .... سأبقى هنا , وغمغمت وهي تتشبث به " وكلام الناس "؟؟ أجابها بسرعة " وهل يكره الناس أن أرعى أخي الصغير " ... ومل البلبل حديثهما لأن حديثهما صار همسا غير مسموع ..... وانطلق في الطريق إلى عشه وأثناء انطلاقه صدر منه صوت عجز عن استبقائه في قلبه .... وكان يريد بالتغريد أن يشكر الله لأنه لم يخلقه إنسانا ..؟؟ .


تأليف / ..........
8 / 10 / 2005
سلطنة عمان