عرض المشاركة وحيدة
  #18  
قديم 28/09/2006, 02:08 PM
خط الوسط خط الوسط غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 14/04/2006
المشاركات: 105
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الحزين
كما أشار أخي العزيز محمد الأول ، بأن هذه الثقافة موجودة منذ القدم أو منذ الأزل ...

و لكن تريدون رأيي ?

أنا أعتقد بأن ثقافة الخوف ليست مشكلة السلطة، و لكنها مشكلة الفرد أو المثقف أو الكاتب أو الداعية.
إنها مشكلة الشخص الذي لا يستطيع التعبير عما في داخله لأنه يخشى المسائلة أو يخشى المحاكمة أو يخشى ذهاب رزقه و خراب بيته.
هي مشكلة هذا الفرد الذي يدعي أن الحكومة تمنعه من الكلام، و لكن الحقيقة أن لسانه حر طليق و قلمه في يده يخط بها ما يشاء.

هي مشكلتنا لأننا لا نستطيع أن نستوعب أننا إن أردنا حرية التعبير عن مكنونات أنفسنا، و إن أردنا إنتقاد أو نقد سير الحكومة، أو أردنا التحدث بجراءة في واقعنا المعاصر : علينا أن ندفع ثمنا !

و إن كنا نؤمن بما نقول ، فمن المفترض أن لا نهتم بالثمن الذي ندفعه، فلتكن حرية أجسادنا ما دام مدادنا حرا، و ليكن الثمن ذهاب رزقنا ما دمنا نؤمن بأن الله هو الرازق، و في أسوأ الأحوال فلتكن دمائنا الثمن لمبدأ سيبقى حين تندثر أجسادنا.

ثقافة الخوف هي زرع خبيث زرعناه نحن في أنفسنا لعدم قدرتنا على تحمل تبعات ما نؤمن به. أو ربما لعدم إيماننا بما نؤمن به !

حين مات خالد بن الوليد في فراشه، و في جسده ما لا يحصى من أثر طعنة لسيف أو جرح لسهم قال قولته الشهيرة : لا نامت أعين الجبناء !

و لا أجد عبارة أفضل منها لتشخيص مرض "ثقافة الخوف" التي تعاني منها شريحة كبيرة من الناس مهما كانت أوطانهم. ولو أنهم فهموا ووعوا عبارات كـ : التضحية ، أو الكرامة ، أو الحرية ، لما سمحوا للخوف بأن يأسرهم.
و حسبنا شهيد الإسلام - سيد قطب - الذي سجن و عذب و من ثم أعدم بسبب فكره الذي كان يسطره دون وجل، فلم يمنعه الأسر من بلوغ أعلى مراتب الحرية و الإنعتاق من الخوف، وهو حبيس في سجنه و معلق في مشنقته !
صدقت أخي العزيز وبارك الله فيك ولكن ما يخشاه عشاق التغير والإصلاح والمتشوقين للحرية ليس فقدان جماجمهم إذا كانت تلك الجماجم ستتحول الى قناطر يعبر عليها الأحرار بل ما يخشونه أن تصبح تلك الجماجم مجر طعام رخيص تعافه الديدان .
ربما تقول لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ولكن لماذا لا تعيش تلك الشاة كمثيلاتها اذا ايقنت بأن موتها لن يغير من طريقة عيش القطيع