عرض المشاركة وحيدة
  #19  
قديم 09/11/2006, 08:05 AM
صورة عضوية الحكيم العماني
الحكيم العماني الحكيم العماني غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 21/06/2002
المشاركات: 1,918
الفصل الثالث : الاستعداد للأبوة

السلام عليكم

تركز مقدمة هذا الفصل على أهمية الحوار بين الوالدين والمشاورة والنقاش حول كل ما يخص القادم الجديد لأنها ستؤتي ثمارها –ولا بد- طوال حياتهما. ولا بد أن تتحلى أجواء الحوار بالصراحة والوضوح حتى يكتب لها النجاح. وقد تختلف طباع الزوجين أحيانا حيث يحب أحدهما المشاورة والنقاش كثيرا ولا يرغب الآخر في ذلك، فهنا إذا كنت من النوع الأول فحاول ألا تكثر من هذا الأمر وتجنب محادثة الطرف الاخر في أوقات راحته أو تعبه أو انزعاجه أو انشغاله بعمل آخر.

أما إذا كنت من النوع الآخر الذي لا يحب كثيرا النقاش ولا ينشغل باله كثيرا، فعليك مراعاة الطرف الآخر وتذكر أن للناس طبائع مختلفة وأن مهارة الاستماع للآخرين من الأمور الجوهرية التي يقدمها الشخص للآخرين!

ومن الغريب أن نجد في أنفسنا القدرة على الحديث والنقاش والاستماع لأصدقائنا أو زملائنا أكثر من أزواجنا وأبنائنا!

ومن المهم في حياة الوالدين أن يسعيا ويخططا للتكيف مع المواقف والمشاعر السلبية منذ البداية لئلا تتفاقم مع مرور الوقت، ويجب أن ندرك أن مثل هذه المشاعر هي حالة طبيعية ستمر إذا ما أحسنا التعامل معها.

ومن العجيب أن الآباء يتوقعون أن يغير أبناءهم من تصرفاتهم السلبية ويرغبون في ذلك بشدة، إلا أنهم يتناسون أنهم هم أيضا يمكنهم أن يتغيروا مادام بمقدور أطفالهم ذلك! وهذه هي القاعدة التي يقوم عليها كل عمليات التعليم والتعلم سواء الرسمي منها (المدرسة) أو غير الرسمي (البيت، المجتمع، ...)


ولتغيير المشاعر السلبية علينا:
1.الإقرار بوجود هذه المشاعر السلبية، حيث أن أكثرنا يميل إلى إنكارها حتى على نفسه، وهذه قد تخلق نتائج غير محمودة مثل:
أ*.المشاعر لا تذهب لمجرد أننا ننكر وجودها، ولكنها تختفي تحت السطح لتظهر بشدة في أوقات الغضب والتعب والانفعال
ب*.إنكارها يجعلها تبدو أكبر من حجمها الحقيقي كالأشباح تتغذى في الخيال الطفولي وتتضخم!
2.إدراك أنه من الطبيعي أن نمر كآباء بمثل هذه المشاعر والمواقف السلبية أمام هذا الحدث الكبير في الحياة وأنها ردود أفعال طبيعية وليست موجهة ضد الطفل


كما يعرج الكاتب على نقطة أراها مهمة كثيرا وهي فقدان الإعداد والتدريب المناسبين لمهمة الأبوة العظيمة، فبينما يتم إعداد الأطباء والمهندسين والمعلمين وغيرهم لسنوات طوال حتى يتحملوا أعباء وظائفهم، نجد في المقابل أن وظيفة التربية والأبوة لا تلقى ذلك النصيب الذي تستحقه من الإعداد النفسي والعملي لتحملها! بل تترك غالبا للصدفة ونصائح الأهل والجيران! وينصح الكاتب هنا بقراءة كتب التربية والتنشئة وحضور دورات تدريبية في هذا المجال.

ولعلي أرى هنا أن تغير طبيعة المجتمع وتمدنه قد أضرت بهذا الإعداد والتدريب لأنها أغفلت في التغيير أن تغير أيضا مناهج الإعداد المناسبة. فقد كانت –على سبيل المثال- الأم سابقا تعد ابنتها طوال سنيها الأولى وخصوصا قبل الزواج لمهمة الأمومة وتوكل لها رعاية أخوتها الأصغر منها، ولكن هذا الدور تناقص بشكل كبير جدا لأن البنت صارت تقضي معظم وقتها في المدرسة ومراجعة الدروس بعدها، ثم تنتقل إلى الجامعة، وأوكلت مهمة رعاية الأطفال إلى عاملات المنزل في كثير من الأحيان، مما أفقد البنت الناشئة التعرض لأجواء التربية. وفي المقابل، لم يتم تغطية هذا الفقد بإيجاد جوانب أخرى تعدها لتحمل مسؤوليات الأمومة القادمة، فلا المدرسة ولا الجامعة ترى في ذلك أولوية لها، ولا نجد ما يناسب من الكتب التربوية والدورات الهادفة في هذا المجال! فأصبح الأمر رهنا فقط بالظروف ونفترض أن كلا من الأبوين القادمين سيمارس مهمته التربوية بنجاح ومن المرة الأولى بدون أي إعداد مسبق!

ويتعرض الكاتب أيضا لقلق بعض آباء من ناحية صحة طفله الجسدية والعقلية، ويشدد على أن وجود عيب أو نقص خَلقي ليس خطأ الوالدين أو ذنب الطفل، ولا مبرر هنا لشعور أي منهما بالذنب أو التقصير أو تأنيب الضمير، بل عليهما أن يوفرا الحب والرعاية كأقرب ما يمكن للحياة "الطبيعية".

ومن المهم أيضا أن يكون الأبوان واقعيين في وضع تصوراتهما لرعاية الطفل، فلا يبنيان قصورا من ورق على سعادة دائمة لا تتخللها صعوبات ولا عقبات، ولكن عليهما تذكر أن تلك مرحلة طبيعية في رحلة التربية وستنقضي مع مرور الأشهر والأعوام.

....يتبع ....

دمتم بعافية