عرض المشاركة وحيدة
  #62  
قديم 07/11/2006, 04:32 PM
تمرة تمرة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 26/08/2006
الإقامة: الأردن
المشاركات: 55
تحياتي الطيبة للجميع
عسى أن تكونوا جميعاً بخير وعافية، وتحية خاصة لصاحب الموضوع والأخ العزيز صاحب النظر الحاد والفكر النيِّر والأخلاق الرفيعة: الحكيم العماني.

شكراً لك أخي الكريم نبض الفقراء. دخلتُ المنتدى وأنا أفكر في الموضوع..ولا أعرف كيف أعود..فهو الموضوع الذي يشغل بالي..من زمن..ولكن!

حسناً،
المشكلة أني سئمت التنظير!

لا بد للكلمات أن تبقى متدفقة (ولكن بأي اتجاه؟)، ولا بد للتذكير أن يبقى مستمراً (ضمن أي مسيرة؟)، إنما الضجر المميت أن تبقى الكلمات أسيرة الكلمات..بلا عمل ولا توجه..تطير..مبعثرة..وتسقط لتنطمر..كأنها لم تكن يوماً..فيضيع الجهد..والوقت..ليكونا كما بدءا..عدماً.

وأنظر حولي، فأرى الشهوة العارمة تجذبني إلى دائرة التعبير الحُر عن فكري.. كغاية لا وسيلة!

لم أنضج بعد!

ما زلنا نعاني من عقدة الكبت وعدم الشعور بتقدير الذات..ونلجّ في تيه الطفولة.

المشكلة الأعوص (كما قد يلمس البعض من كلماتي)..أني ربما أضطر أن أتخلى عن رداء اللياقة..لذا، أبحث عن مدخل مقبول لا أندم على الدخول من خلاله، لأحلّ هذه المشكلة (مسبقاً) مع القراء والمشاركين.

كيف نحشد الطاقات باتجاه مُحدد(بفرض أنها مشحونة ومعدة للإنطلاق)؟!
بحيث يجد الفرد ملامح ذاته ويمشي بخطوات ثابتة ومستمرة نحو تحقيق غايته التي ما عادت غاية شخصية بل انصهرت بجمال ضمن غاية "جماعية.. بطولية"!

ليست مشكلة الإعلام*1 فقط في خلق وتكبير "الأبطال الفرديين" أو "الأبطال الوهميين" إنما المشكلة حقيقتها في ذلك الأثر البرمجي القوي والعميق الذي يتحكم في نفس*2 الإنسان البشرية (المتخبطة) .. وتلازماً في مصير الشعوب المتلقية ذات الوعي الطفولي أو الوعي الغائب؛

بفعل أدوات عاطفية وانفعالية كثيرة ومتنوعة نغرق في بحر لجيّ من العبثية والتخبط..في اللازمن!

اهتممنا جميعاً بمجزرة لبنان..وكيف لا..وغفونا جميعاً عن مجزرة بيت حانون،ولمَ لا.. مجزرة بيت حانون لم تحظَ بذلك الزخم الإعلامي الذي يوجهنا باتجاه معين وبسعة مركَّزة!

نحن نكتب ونتحدث ونفعل "على التساهيل"..بالصدفة..بحسب أهواءنا..والخطورة اليوم كما البارحة..أنّ مفتاح الهوى علمه بين يدي أعدائنا..لسنا له مالكين..وإن ملكناه لا نضعه موضعه المناسب لنا..والحكمة أن تضع الشيء موضعه بعد أن تعلم..!
فمن كان إلهه هواه (شهواته) أو كان وليه الشيطان (بأي شكل من أشكاله: الحيرة، الشك، الخوف، الغرور، الضعف، الجشع، الكسل، الخنوع...) كان أمره فرطاً، وهذا هوَ حالنا، لذا حتى إنتاجنا القيّم ضائع ضمن منظومة العبث التي نعيشها، فتبتلع إنتاجنا أو تطمر تلك القيمة السامية له، ونتآمر معاً وجميعاً (هنا نتوحد ونتفق) على وأد كل ما هوَ قيِّم وممكن أن ينفعنا في طريق خروجنا من الظلمات إلى النور.

لي عودة لأقول لماذا نحن لسنا أبطال! وضمناً أو ظاهراً كيف نبدأ، ومن هنا في هذه السبلة الطيبة (كمثال)..إن أردنا أن نحقق فتحاً ونصراً..وننجز تكليفنا الإنساني برقي كما أراد الله للإنسان العاقل والحُر.


السلام عليكم.
----------------
*1 الإعلام: السلاح الخطير المعبر عن الكامن فيه من جمال وقباحة تعبر عن مستخدمه.
*2 نفس الإنسان البشرية: أحاسيسه وانفعالاته ومشاعره وأفكاره ونواياه وتباعاً نتاج نفسه الظاهري: أقواله وأفعاله (أعماله).