عرض المشاركة وحيدة
  #35  
قديم 27/05/2006, 10:46 AM
الزمن القادم الزمن القادم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/03/2006
المشاركات: 242
فنجان قهوة
مخاوف الذين لا يخافون ...................... أبو خلدون


الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت كان يقول: “ليس لدينا ما نخافه، إلا الخوف”، ولكن الخوف يلاحق الأمريكيين هذه الأيام حيثما كانوا. والعرب في عصر العولمة والهيمنة الأمريكية يخافون حتى من ظلالهم ولذلك يتنمر الجميع عليهم. وحتى الذين اعطتهم الحياة بيديها الاثنتين وحجبت عنهم ما يخيف، لم يسلموا من بعض المخاوف، فقد كان أمير الشعراء أحمد شوقي يخاف ركوب السيارة والباخرة، وعندما قرر الخديوي عباس بن محمد توفيق تأدية فريضة الحج دعاه لمرافقته، فسالت الدموع من عيني شوقي، واعتذر، وكتب قصيدة من أجمل قصائده بهذه المناسبة يتوجه فيها إلى الرسول الكريم ويقول: “دعاني إليك الصالح بن محمد/ فكان جوابي صالح الدعوات / وخيرني في سابح أو نجيبة / إليك فلم أختر سوى العبرات / وقدمت أعذاري وذلي وخشيتي / وجئت بضعفي شافعا وشكاتي”.

وكان “الجنرال” الموسيقار محمد عبد الوهاب يخاف من شيئين: أولهما العدوى بالميكروبات، وثانيهما السفر بالطائرة، ولذلك فإنه كان يحتفظ في جيبه بزجاجة كولونيا لتطهير يديه بعد مصافحة أي شخص، كائنا من كان، ورغم أن السفر بالطائرة صار شائعا ومأمونا، إلا أنه لم يسافر جوا طوال حياته، وكان يستقل الباخرة من الموانئ المصرية إلى بيروت لتمضية إجازة الصيف في لبنان.

ومن الذين كانوا يخشون السفر بالطائرة عاصي الرحباني، وقد نقل هذه المخاوف إلى شقيقيه منصور والياس بالعدوى.

وبعض المشاهير يخافون من أشياء غريبة، ومثال على ذلك فإن بيلي بوب سانتا، نجم “باد سانتا” يخاف من الأشياء القديمة والقطع الأثرية، ويقول: “عندما أرى كرسيا قديما أتصور أنني تعرضت للضرب حتى الموت به”. وديفيد جيست، زوج الممثلة ليزا مانيللي مصاب بالفونوفوبيا، وهذه الفوبيا الغريبة تجمع بين شرين: أولهما الخوف من أجهزة الهاتف، وثانيهما خوف الإنسان من سماع صوته، وعلى العموم فإن ليزا مانيللي لجأت إلى المحكمة وطالبت بالانفصال عن زوجها بسبب فونوفوبيته، رغم أنها لم تذكر أن هذا هو سبب طلبها الانفصال.

والممثلة كريستينا ريشي تخاف من النباتات المنزلية، ولذلك فإنها لا تحتفظ بها في منزلها.

وتقول باتريشيا أوكونول، ابنة ألفريد هيتشكوك، مخرج أفلام الرعب: إن والدها الذي كان يخيف العالم بأسره في أفلامه كان يعاني من الخوف من البيض، أو (الأوفوفوبيا) ولم يكن يأكل البيض إلا مخلوطا مع أغذية أخرى بحيث يفقد شكله.

والفنان وودي ألين يضرب الرقم القياسي من حيث عدد الأشياء التي يخاف منها، فهو يخاف من الحشرات، والكلاب، والأماكن المرتفعة، والغرف الضيقة، والسرطان، والجماهير، ويخاف حتى من أشعة الشمس. والفقراء يخافون من الفقر وغدر الزمان أما الذين تعطيهم الدنيا بلا حساب فإن مخاوفهم على مقاسهم.. إنها مخاوف رفاهيّة.

الخليج الاماراتية