عرض المشاركة وحيدة
  #56  
قديم 05/03/2006, 06:26 AM
الجيطالي الجيطالي غير متواجد حالياً
مسؤول الإفتاء بالسبلة
 
تاريخ الانضمام: 28/02/2003
المشاركات: 1,209
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة dEsTrOyEr
هل يجوز الحديث مع الفتاة في الانترنت مثلا عن طريق الماسنجر او الرسائل الخاص ؟
واذا يجوز ما هي الحدود الشرعيه لذلك ؟
وهل تعبر خلوه ام لا في حالة الحديث ؟
هذا جواب لفضيلة شيخنا الجليل عبدالله بن سعيد القنوبي حفظه الله:

السؤال الأول
من منطلق الآية الكريمة -وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا- ما حكم التعارف بين الجنسين ،أي ان يتعرف كل من الشاب و الشابه الى الآخر سواء عن طريق الهاتف أو المراسلة أو الإنترنت؟؟؟

السؤال العشرون /
هل الاستحداث المعنى الدردشة ( الشات ) بين الذكر والأنثى يجوز أولا يجوز؟؟؟؟



الجواب:
ان التعارف من شعارات هذا الدين القويم ، وعليه قام المجتمع المسلم رجالا ونساء، وقد كان ذلك واضحا في اجلى صوره في عصر الصحابة رضوان الله عليهم، ولكن المعاملة بين الرجال والنساء لا بد ان تحاط بسياج من الاخلاق والفضيلة، وقد ادب الله الصحابة رضوان الله عليهم بأدب رفيع في مخاطبتهم لأمهات المؤمنين زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث قال لهم : ( واذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم اطهر لقلوبكم وقلوبهن ) فإذا كان هذا الامر لأطهر الرجال وهم الصحابة رضوان الله عليهم في مخاطبتهم لأطهرالنساء وهن زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي اطهر زمان وهو زمانه صلى الله عليه وسلم، ورغم ذلك شدد عليهم هذا التشديد طهارة لقلوبهم وسلامة لنفوسهم، فما بالكم بزماننا هذا الذي كثرت فتنه ، وزادت احنه ، فكثر مرضاء القلوب، وانتشر المفسدون يخدشون الكرامة ويقوضون بنيان المجتمع الطاهر، لحري بهم ان يشدد عليهم اكثر من غيرهم.

ولا يقال: بأن طهارة القلوب تكفي لرفع الحواجز بين الرجال والنساء، فلا يوجد في الدنيا بأسرها اكثر سلامة وطهارة من قلوب الصحابة وقلوب زوجاته عليه الصلاة والسلام ورغم ذلك اُمروا بما اُمروا به من الاحتشام والتصون .

ومن هنا نعلم بأن علاقة الشاب بالشابة هي علاقة لا بد ان تحاط بضوابط الاخلاق وقيود الفضيلة، فهو يعاملها معاملة الأجنبية ، وقد سئل سماحة الشيخ عامة عن محادثة المرأة الأجنبية بالهاتف إن كان بقصد النصح والإرشاد فأجاب سماحته:
" مع امن الفتنة ، وكون الحديث بريئاً ، حديث حق ، لا يمنع من ذلك ، فأمهات المؤمنين رضي الله عنهن مع ما فرض الله سبحانه وتعالى عليهن من مضاعفة القيود في معاملتهن مع الناس ، كن يتحدثن إلى المؤمنين من وراء حجاب ، ويتلقون عنهن العلم" اهـــ.
إذن يُفهم من ذلك بأن الحديث البريء لا بأس به مع:
التزام الحشمة والعفة والتصون عند الحديث.
وكذا إن أدَّى إلى مشاكل بين الأسرتين ، كعدم رضاهم بمحادثة ابنتهم في الهاتف ولو كان خطيبها ، ولا شك بأن الإنسان مأمور بأن يدفع عن نفسه الريب والتهم.
ولا يصح بحال من الأحوال أن يفكر فيها تفكيراً جنسياً ، فضلاً أن يأتي بالعبارات التي تصرّح بذلك.

كلمة لابد منها حول برنامج المحادثة ( التشات ) :

اما برامج المحادثة فهي اشد خطرا واكثر ضررا، فكم من جريح وجريحة بسبب برامج المحادثة، وكم من ضائع وضائعة بسبب برامج المحادثة، وانتم ايها الاخوة اعرف مني بكثير من القصص التي تمثل مآسي ما يسمى ( بالتشات ) ، ضياع بيوت ، وفساد اعراض، وآهات وأنات، وحسرات تتبعها حسرات، فالجدير بالمسلم ان لا يسمح لنفسه بأمثال هذه المحادثة مع الجنس الاخر، وتبقى محادثة الرجال مع الرجال والنساء مع النساء، ذلك اسلم واحسن، والتواصل عن طريق البريد اسلم واحسن مع الاحتشام والادب، وعدم خضوع المرأة في حديثها فيطمع الذي في قلبه مرض، وللضرورة احكامها ، فالضرورة تقدر بقدرها .
اما ان يطلق الحبل على غاربه للفتاة تحادث من تشاء بدون مراقبة ولا قيود فذلك ليس من الاسلام في شيء، والمرأة اذا سدت باب الشيطان من اول الامر صانت نفسها، وان سمحت لنفسها ولو بخطوة واحدة في الحديث الجانبي ساعتها لا تملك نفسها ، ولا تدري بحالها الا بعد ما تفقد عزتها وشرفها .
وما يقال عن المرأة يقال عن الرجل ، فليتقِ الله في نفسه وفي اخواته المؤمنات ولا يكون سببا للفساد او الافساد، فرحم الله امرأ كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورحم الله امير المؤمنين عمر اذ قال : ( لا تجالس امرأة وحدها ولو كنت تعلمها القرآن ) .
اما قضية الثقة بالنفس فينبغي ان تضبط بقيود الاحتشام التام ، والتصون في الحديث ، والعفة في المعاملة، مع غض البصر وتحصين الفروج، والتزام منهج الاسلام .

ولا شك بأن تعرف الرجل بامرأة يريد ان يقترن بها يتم عبر اهله، او عن طريق الامناء من الصالحين، وربما يحدث ان يتعرف رجل بامرأة عن طريق الشبكة ولكن عليه بعد ذلك ان يبحث عن اخالقها بنفسه ويأتي البيوت من ابوابها ويتقدم اليها خاطبا ، لا ان يواصل معها الاحاديث الغرامية، والعواطف الجياشة، وربما يمل منها ويتركها فريسة الضياع ونهبة الاحزان ، فليقطع الشك باليقين، وعليها ان لا تسترسل معه في ذلك حتى يتبع القول العمل، مع غفلتنا بأن الذين نتحادث معهم عبر الشبكة هم خيالات واشباح، فالرجل يدخل باسم امرأة ، والمرأة تتقمص شخصية الرجل، وهذا امر حاصل، فكيف اذن يرتبط شخصان برباط مقدس طاهر، وهو لايعرف عنها الا بأن حديثها جاد وافكارها سليمة، ثم تترك العواطف تعمل عملها، فيأتي الحب ويتبعه الغرام ويتلوه العشق والهيام، فإذا اتضح انه يلعب بعواطفها كانت نهايتها وهلاكها، ان تصدم صدمة تظل جروحها لا تبرا على مرور الازمان، اذن ما الداعي الى ذلك لولا الغفلة التي عمت وشملت الا القليل من عباد الله الصالحين، فليتق الله كل شاب، ولتتقي الله كل فتاة، والله يحمينا من كل ما يورث الندامة ويعقب العذاب يوم القيامة .