عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 17/09/2005, 11:15 PM
الشريك الشريك غير متواجد حالياً
خــــــاطر
 
تاريخ الانضمام: 30/08/2005
المشاركات: 6
خطبة عن الزكاة مفيدة ومؤثرة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي فرض الزكاة و أوجبها على من كان غنياً من عباده المسلمين و جعلها من فضله جزاءاً قليلاً و مبلغاً يسيراً على الموسرين وتطهيراً للأموال و رفقاً بالضعفاء و مواساة للفقراء و مساعدة للمساكين، فيا سعادة من أداها و يا شقاوة من منعها و ترك القيام بالواجب و المسنون. و أشهد أن لا إله إلا الله الناهي عن الإسراف و التبذير و أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله المحذر من البخل و التقتير، اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد النبي البهي البشير النذير و على آله و صحبه عدد ما كان و ما يكون .
أما بعد:
فيا عباد الله أوصيكم و نفسي أولاً بتقوى الله تعالى و طاعته فاتقوا الله و راقبوه و امتثلوا أوامره ولا تعصوه و اعلموا أن الله تعالى شرع الزكاة في الأموال بعد فروض الأبدان و جعلها حقاً واجباً للفقراء في أموال الأغنياء حكمة ألف بها بين قلوبهم لتبعثها على التعاون في إدراك مطلوبهم و نيل محبوبهم. و الزكاة قنطرة الإسلام و طهارةُ للعبد من الآثام قرن الله سبحانه و تعالى فرضها بالصلاة و أفردها بالذكر عن سائر الخيرات تنبيهاً على أنها من أعظم القربات فقال تعالى مخبراً عن فضله بالرسل عليهم من الله الصلوات { و أوحينا إليهم فعل الخيرات و اقام الصلاة و إيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين} وروي عن رسول الله -  - أنه قال:" حصنو أموالكم بالزكاة وداوو مرضاكم بالصدقة واستدفعوا أنواع البلايا بالدعاء" و عنه عليه أفضل الصلاة و السلام قال:" ما نقص مال من صدقة و ما تواضع عبد إلا رفعه الله تعالى و ما عفا عبد عن أخيه مظلمة إلا زاده الله تعالى بها عزا" .
و اعلموا عباد الله أن الكيس من الناس من أطاع الله في سره و علانيته و قام بأوامر الله في سقمه بما قدر و في عاقبته. و انتهى عن ما نهى الله عنه من جميع معصيته و قنع من الدنيا بقوت حلاله إلى آخر مدته و قام في الخلق ناصحاً لهم ليسيروا بمثل سيرته و لم يلتفت إلى جمع المال و رفع البنيان لشغله بحلول منيته. فكم بانٍ للقصور و جامع للمال يتمنى بلوغ المراد فحال الحِمام دون أمنيته فسلِّم أمورك أيها العبد إلى الله تعالى و توكل عليه فإن لم يتهيأ لك الجمع و لم تصل إلى ما تريده من الطمع فاشكر الله تعالى اذا اختار لك ما هو أخف لك في الدنيا و الآخرة ففي الدنيا اذا كنت فقيراً كنت أقل الناس شغلاً و أحقهما ندماً و حزناً إذ صاحب المال كثير الإشتغال بالجمع أولاً و بالبذل آخراً و مسئول عن ما جمع يوم القيامة من أين جمعته و فيما أنفقته و ما بين ذلك من الحسنات و الحفظ للمال و الخوف و الشغل به في البر و البحر و ليس للجامع إلا القوت. و ان يسر الله لك جمع المال و لحِقتَ منه مرادك فلا تغفل عن شكر الله تعالى اذ أعطاك المال و أغناك عن الرجال و عافاك في الحال و جعل بعض الناس إليك محتاجين يسألونك القليل مما أعطاك الله تعالى و لفضلك راجين ففكر و انظر كيف لو أغناهم عنك و أحوجك اليهم أما كان عدلا منه تعالى .
فإذا عرفت هذا فالزم الشكر ليلا و نهارا لمن أعطاك و خف منه ان قصرت ذهاب ما خولك به و حباك و أدل بما أمرك به تاما ان لم تسمح نفسك بالمزيد فإنما أنت أمين مستخلف فيه فانفق منه ما دام في يدك قبل أن ينتقل إلى يد غيرك
أيها المؤمنون دعاكم الله إلى فعل الخيرات و عمل البر و الإحسان فما أجبتم مع المحسنين، أمركم بإخراج الزكاة التي فرضها عليكم في محكم القرآن فنسيتم و كنتم من الغافلين " و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * و إنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ".
حذركم من التهاون فيها و البخل و الحرمان و خوفكم من الوعد و الوعيد و النار و الصراط و الحساب و الميزان، فما أجبتم و أبيتم و نسيتم قول الملك الدّيان " و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون"
و يحكم جمعتم الأموال من الحرام و الحلال و منعتم منها حق مولاكم الكبير المتعال و ستتركونها تصرف في أودية الفسوق و الفساد و الضلال و ستندمون يوم لا ينفع ندم يوم يقال " هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" .
عباد الله كيف تمنعون الزكاة و هي أحد أركان الإسلام أم كيف تبخلون بها على الفقراء و المساكين و الضعفاء و الأيتام كيف تهملون في إخراجها و تمنعونها من مستحقيها و تنفقون أموالكم في الحرام إن كان هذا ديدنكم فقد أصبح الإسلام غريباً " إنا لله و إنا إليه راجعون" أما سمعتم قول نبيكم الكريم رسول الله -  - : " ما هلك مال في بر ولا بحر إلا كان سبب هلاكه منع الزكاة "." و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم... "
فمتى يحصل لكم الانتباه " إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون" نعم لو أخرجتم الزكاة لما وجدتم فقيراً يطوي الضلوع و من ألم الجوع يتألم، لو أخرجتم الزكاة ما رأيتم مسكيناً يشكو إلى الله ظلم الأغنياء و يتظلم، لو أخرجتم الزكاة ما رأيتم سائلاً يتكفف الناس راجياً عطف كريم يتكرم، لو أخرجتم الزكاة لحسن حالكم و كثر مالكم و لما كنتم من الذين نسو الله فأنساهم أنفسهم لو أديتم الزكاة لما رأيتم هذا الجفاف القاحل في البلاد، لو أخرجتم الزكاة لما رأيتم النخل و الزرع يموت يوماً بعد يوم، لو أخرجتم الزكاة لما حل عليكم غضب الجبار، لو أخرجتم الزكاة لما منع الله عنكم الأمطار؛ لكنكم جمعتم الأموال و كنزتم الذهب و نسيتم اللهب و ظلمتم الفقراء حقهم العظيم و منعتم الزكاة . و اعلموا أن الله قد توعد مانعي الزكاة بأصناف كثيرة من العذاب؛ يقول الحق تبارك و تعالى { ... و الذين يكنزون الذهب و الفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم* يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و جنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون}.
قال بعض العلماء إنما سمي الذهب ذهباً لأنه يذهب ولا يبقى و سميت الفضة فضة لأنها تنفض أي تتفرق و لا تبقى. و قال عليه السلام " ما من صاحب ذهب ولا ورق فلا يؤدي زكاتها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فيحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جبهته و جنباه و ظهره حتى يقضي الله بين الخلائق في يوم كان مقداره خمسين ألف عام و ما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر أوقر ما كانت تسير عليه فتطؤه بأظلافها و تنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء ولا جلحاء كلما مضت عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يقضي الله بين الخلائق في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون". و عن إبن عباس أن النبي – صلى الله عليه و سلم – قال:"لا صلاة لمانع الزكاة" قالها ثلاثا، و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – " ما من عبد يكون له مال فيمنعه من حقه و يضعه في غير حقه إلا مثل الله له شجاع أقرع منتن الريح لا يمر بأحد إلا استعاذ منه حتى يدنو من صاحبه، فيقول له: أعوذ بالله منك ، فيقول: لم تستعذ مني و أنا مالك الذي كنت تبخل عليه في الدنيا فيطوّق في عنقه حتى يدخله الله جهنم" و تصديق ذلك في كتاب الله العزيز قوله تعالى:{ سيطوقون ما بخلو به يوم القيامة}. و يقال من منع خمساً منع الله عنه خمسا : من منع الزكاة منع الله عنه حفظ المال و من منع الصدقة منع الله عنه العافية و من منع العُشر منع الله منه بركة أرضه و من منع الدعاء منع الله منه الإجابه و من تهاون بالصلاة منع الله منه كلمة التوحيد عند الموت.
فاتقوا الله أيها المؤمنين ما استعطتم و توبوا إلى الله جميعا و أنفقوا من طيبات ما كسبتم و اسمعوا و أطيعوا و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة كما أمرتم، { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون و اللذين هم عن اللغو معرضون و اللذين هم للزكاة فاعلون}. و حاسبوا أنفسكم قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار يوم تعظم الأهوال و تظهر الأحوال بين يدي العزيز الجبار يوم ينظر المرء ما قدمت يداه و يستوي العبيد و الأحرار { ثم توفى كل نفس ما كسبت و هم لا يظلمون}.
أقول قولي هذا و أستغفر الله العظيم لي و لكم فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم و ادعوه يستجب لكم إنه هو البر الكريم .

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد :
أيها المسلمون : إن فرض الزكاة أكيد ووعيدً تاركها شديد و مانعها عند الله مهين و إنها مال قليل يًعطى لها أجر جزيل و يُرفع بها عذابٌُ وبيل مهين ألا و إن الله في غنىً عنها و ليس في حاجة إليها و إنما شُرعت تطهيراً لنفوس المنفقين فرَضها حفظاً للبلاد و صوناً للعباد من شر أهل الفساد شرعها لأنها السبب الأعلى لزيادة الأموال و تطهيرها و حفظها من ضياعها و صرفها في طُرق الضلال و تكفيرها أوزار المذنبين و أنها فرض من أنكره فقد كفر و من أقر به و منعه فقد فسق و فجر و كان على لسان رسول الله من الملعونين فو الله ما نزلت آفة سماوية و لا ظهرت متالِف برّيَّة و لا بحرية إلا بحبس الزكاة عن المستحقين فحصنو أموالكم بها فإنها نعم الحصن الأعظم و لا تضيعوا حق الله و اعملوا بكتابه وسنة رسوله الأكرم و اعلموا أنكم أيها الأغنياء و كلاء الله في إعطاء عباده السائلين فلا تبخلوا بمال الله الذي آتاكم و اشكروه بالإعطاء يزدكم فيما أولاكم و أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ولا يخدعنكم الشيطان بمخافة الفقر فإنكم لم تنالوا المال إلا بفضل من له الأمر، ذلكم الله رب العالمين . " يا مانع الزكاة " هل أنت مؤمن حقيقة بقول الله تعالى :{ و ما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه و هو خير الرازقين } و هل أنت مصدق بقول ربك في الحديث القدسي : ( يا عبدي أنفق أُنفِق عليك) يقول نبيك الكريم – صلى الله عليه و سلم - :" ينزل في كل ليلة إلى سماء الدنيا مَلَكان فيقول أحدهما : أللهم أعط منفقاً خلفا، و يقول آخر أعط ممسكاً تلفا "، تالله إنها لخيبةٌ قوية . تجمعون الأموال لغيركم يتمتع بها و تعذبون في النار بسببها. يا عجباً تطيعون الشيطان و تُغضبون الدّيّان :{ الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء و الله يعدكم مغفرةً منه و فضلاً و الله واسع عليم}
فحاسبوا أنفسكم عليها قبل أن يأتي يوم يشتدُّ فيه غضب الجبار و تعظمُ الحسرات و تتزايد الزفرات و لا تنفع الأنصار و يجلُّ الهول و يُلجِمُ العرق بالمجرمين يوم تنادي جهنم : أين تاركو الصلاة ؟ أين مانعو الزكاة؟ أين من أعرض حتى أتاه اليقين ؟ يوم يقف الظالم و المظلوم بين يديه و الأمر كله راجع إليه و هو أرحم الراحمين فاتقوا الله ما استطعتم و اسمعوا و أطيعوا و أنفقوا كما أمرتم : { و ما أنفقتم من شيء فهو يخلفه و هو خير الرازقين }،{ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلةٍ مائةُ حبة} و في الحديث : " و يل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة . يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول الله عز و جل و عزتي و جلالي لأُدنينكم و لأُبعدنهم "
هذا و صلوا و سلموا على إمام المرسلين و قائد الغر المحجلين فقد أمركم رب العالمين في محكم التنزيل حيث قال عز قائلاً عليما : { إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه و سلموا تسليما} اللهم صلّ على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد و بارك على سيدنا إبراهيم و على آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد و ارض اللهم عن خلفائه الراشدين و عن أزواجه أمهات المؤمنين و عن سائر الصحابة أجمعين و عن المؤمنين و المؤمنات إلى يوم الدين و عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين و انصرهم على عدوك و عدوهم يا رب العالمين . اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما و اجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما و لا تدع فينا و لا معنا شقياً و لا محروما . اللهم إنا نسألك الهدى و التقى و العفاف و الغنى . اللهم إنا نسألك أن ترزق كلاً منا لساناً صادقاً ذاكرا و قلباً خاشعاً منيبا و عملاً صالحاً زاكيا و علماً نافعاً رافعا و إيماناً ثابتاً راسخا و يقينا صادقاً خالصا و رزقاً حلالاً طيباً واسعا يا ذا الجلال و الإكرام. اللهم أعز الإسلام و المسلمين ووحد اللهم صفوفهم و أيد راية المؤمنين و اكسر شوكة أعدائهم و اكتب السلام و الأمن للعالم الإسلامي في كل ربوعه و اجعل العزة و الرفعة للإسلام و جموعه . اللهم ربنا إسقنا من فيضك المدرار و اجعلنا من الذاكرين لك في الليل و النهار المستغفرين لك بالعشي و الأسحار. اللهم أنزل علينا الغيث و لا تجعلنا من القانطين (ثلاث) اللهم أغثنا غيثاً مغيثا غدقاً طبقا نافعاً غير ضار تنبت به الزرع و تدر به الضرع و تحي به الأرض الموات حتى لا يدع وادياً إلا أساله و لا مصراً للمسلمين إلا أعشبه . ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب الله . ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب . ربنا ظلمنا نفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين . اللهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات إنك سميع قريب مجيب الدعاء .
عباد الله : { إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون}.