عرض المشاركة وحيدة
  #19  
قديم 19/10/2006, 09:01 PM
السهم المسدد السهم المسدد غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ الانضمام: 08/09/2002
الإقامة: شواطئ الصحراء
المشاركات: 1,007
11- الإشكالات الاجتماعية التي خلقتها الرواية(1-5):

جاء الإسلام بشريعة غراء حققت كرامة الشيخ والطفل والمرأة والرجل، فقد كانت المرأة مسلوبة الحقوق لا حق لها في مال ولا اختيار شريك حياتها، وكانت تعامل على أنها عورة يجب الحجر عليها في البيوت، وجاء الإسلام وأزال كل هذا الظلم عن المرأة وأكرمها وأبطل كل نكاح لا يأخذ فيه رأيها وفرض لها قسطاً من الميراث،

إلا أن أهل الحديث حاصروا المرأة من جديد، وجردوها من الميزات التي أكرمها بها الإسلام، حتى صرنا نسمع أصوات ودعوات تطالب بتحرير المرأة من جديد!

وأهل الحديث يتهمون هذه الأصوات بأنها خارجة عن الإسلام!،

وهي في الحقيقة خارجة عن الرواية التي شوهت سمعة الإسلام والمرأة المسلمة، فالإسلام بريء من هذه التهم براءة الذئب من دم يوسف، والمتهم الحقيقي الذي لم يدركه هؤلاء إنما هي مرويات أهل الحديث التي قالت في المرأة ما يلي:


أولاً: المرأة مخلوقة من ضلع أعوج.

زعم أهل الحديث أن النبي r قال: (إن المرأة خلقت من ضلع، وأن أعوج شيء في الضلع أعلاه)([69]).
علماً بأن عقيدة خلق المرأة من الضلع توراتية المنشأ،

فقد جاء في سفر التكوين: (فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلي آدم. فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرأ أخذت. لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً)([70]).

لقد بين الله تعالى أن الأنثى خلقت من الذكر {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} النساء: 1، فهذه حقيقة يقينة لا مراء فيها، أما طريقة هذا الخلق وطبيعته وموضعه فلم يخبرنا الله تعال به، فهو يقع في دائرة الغيب التي لا يجوز اختراقها إلا بالدليل القطعي اليقيني،

وليست روايات التوراة المحرفة ومرويات أهل الحديث التي شوهت موقف الإسلام من المرأة إلا محاولة فاشلة لاختراق حجب الغيب الذي لم يأذن الله تعالى للإنسان بولوجه لانعدام المصلحة في حصول هذه المعرفة.


يتبع: