عرض المشاركة وحيدة
  #21  
قديم 01/07/2006, 08:47 PM
صورة عضوية سرب
سرب سرب غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 11/12/2001
الإقامة: عمان
المشاركات: 6,488
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة الحكيم العماني
السلام عليكم

العمل

مما تعلمناه في قوانين الفيزياء في أيام خلت (ولعل القانون لا يزال هو نفسه!) أن:

الشغل = القوة X المسافة

لو أردنا أن نطبق هذا القانون الفيزيائي على الشغل أو العمل كإصطلاح لوجدنا الآتي:

•هناك حاجة إلى قوة وإرادة ودافعية من أجل إنجاز العمل!
•حتى يسمى عملا (أو شغلا) يجب أن يتضمن حركة تنقل "الشيء" من وضع إلى وضع آخر (المسافة)
•المسافة تتطلب إتجاها محددا، فلا يمكن أن تكون في أكثر من اتجاه في ذات الوقت!


فحتى نطلق على "أداء ما" عملا، لا بد أن يحقق العناصر السابقة من قوة وحركة واتجاه محدد! إذن فذلك الذي يمتلك وظيفة ليس أهلا للقيام بها وليس لديه من القوة أو الدافعية لها ما يؤهله لأدائها لا ينجز عملا! وذلك الذي يخرج من بيته في الصباح ثم يعود إلى المساء "وكأنك يا بو زيد ما غزيت" فلم يتحرك أو يحرك ساكنا، أو كان يدور حول نفسه بلا تقدم وحراك لم ينجز عملا! ومثل ذينك ذاك الذي يذهب لا يعرف لم وإلى أين ولماذا يفعل ما يفعله، لأنه ببساطة بلا إتجاه واضح محدد فليس ما يفعله عمل!

العمل كمفهوم حضاري يمثل :
- حاجة إنسانية تمليها ضرورة التكامل البشري وحاجة كل فرد في حياته إلى الآخرين
- قيمة :
1. إقتصادية
2. سياسية
3. اجتماعية
4. دينية
5. صحية
- أخلاقيات ومباديء تترتب عليها أفعال
- إنتاجا قبل أن يكون استهلاكا!


فهل نجد لدى "العاملين" في بلادنا عناصر العمل ومبادئه حتى نسمي ما يقومون به عملا؟

لعل بإمكاننا التوسع باستفاضة أكثر حول القانون الفيزيائي لأنه يحمل -لا زال- الكثير من المعاني التطبيقية الجيدة لشرح مثالنا! أنتظر مشاركة الفيزيائيين والنسبيين

دمتم بعافية

...يتبع...

أعجبني التحليل الجميل يا دكتور..خاصة فيما يتعلق بتطبيق المفهوم الفيزيائي.

أنا أتفق معك أن بالذات قضية : الاتجاه...أي الى أين تريد الوصول بعملك الذي تقوم به هو قضية مهمة جدا.

فمثلا ( من السلك التربوي أضرب مثلا )..

الكثير من المعلمين حين كانوا لا يزالون طلابا في كلية التربية كانوا يدرسون النظريات التربوية ويحلمون بالطريقة التي سيقومون بتطبيق أهم النظريات التي أحبوها واقتنعوا بها..

لكن حين يصلون للواقع الفعلي داخل المدارس.

يكتشفون ..ويصل الاكتشاف الى أن يكون له أثر الصدمة ( مثلما حدث معي حين انصدمت أول عام لي في التعليم )

ينصدمون أن لا اتجاه حقيقي للنظام التربوي الا على صعيد : مشي حالك.

فطالب ضعيف التحصيل ...مشي حالك...اجتماع أولياء الأمور عشان تحصل المدرسة تبرعات وعشان تقول الادارة أنها سوت اجتماع أهم.
طالب يعاني من مشاكل سلوكية ونفسية...مشي حالك ..مسابقة النظافة اهم.
طلاب غير متفاهمين مع أستاذهم...يغيبوا غابت عينهم هي المدرسة مال أبوهم
..

يعني كله من البداية للنهاية نظام مقصود به المظاهر ..لا التحقيق والانجاز الفعلي..
يعني لا نقطة نهائية للوصول اليها ولا مسار حقيقي يمشي عليه العمل.

وبالتالي : الانجاز ( أي الشغل ) يساوي : صفر.