عرض المشاركة وحيدة
  #2  
قديم 16/05/2006, 10:37 AM
الزمن القادم الزمن القادم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/03/2006
المشاركات: 242
فنجان قهوة(جريدة الخليج)
مواطنون من الروبوتات ...................... أبو خلدون

نشرت مجلة يو أس إيه تو داي في عددها الأخير تحقيقا مدعما بالوثائق عن مصادرة الحريات الشخصية والعامة في الولايات المتحدة، بموجب قانون باتريوت، قالت فيه إن هواتف ما يعادل 200 مليون أمريكي تخضع للمراقبة، وعندما يتلقى أحد هؤلاء مكالمة هاتفية، أو يحاول الاتصال بصديق يكون هنالك من يتنصت على مكالمته ويسجلها ويراقب كل همسة وسكنة فيها. وقالت المجلة إن لدى الإدارة الأمريكية قاعدة بيانات عملاقة عن كل المواطنين. وقد رد الرئيس بوش شخصيا على هذا التحقيق فقال: “إننا لا (ننبش) في الحياة الشخصية لملايين الأمريكيين الأبرياء، وخصوصيات الأمريكيين العاديين مصونة في كل النشاطات التي نقوم بها”.
ولكن بوش لم يوضح مفهوم إدارته للأمريكيين “الأبرياء” و”العاديين”. وهل الصحافي الذي كتب التحقيق الذي نشرته المجلة عن مراقبة الهواتف يدخل في هذه الفئة؟ وهل الذين يعارضون سياسة بوش في العراق أمريكيون أبرياء وعاديون، وهل الذين يعارضون سياسته في الشرق الأوسط أبرياء وعاديون؟ وهل رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة هارفارد ورئيس الدائرة السياسية في معهد كنيدي اللذان كتبا مقالا عن اللوبي “الإسرائيلي” في الولايات المتحدة أمريكيان بريئان وعاديان؟
وإدارة بوش تستشرس في معاقبة معارضيها، فقد أقالت السفير جوزيف ويلسون من منصبه بسبب معارضته للحرب في العراق، وطلب بوش شخصيا من نائبه ديك تشيني تزويده بوثائق تقول إن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، لكي يرد بها على الحجج التي طرحها السفير، وكشف أحد موظفي البيت الأبيض أن زوجة السفير عميلة لوكالة المخابرات المركزية، وفي جلسة المحاكمة التي جرت في 5 ابريل/نيسان الماضي للنظر في الشكوى التي رفعتها زوجة السفير حول الكشف عن شخصيتها قال المحامي باتريك فيتزجيرالد إنه حصل على وثائق حكومية تكشف خطة للانتقام من السفير ويلسون ومعاقبته وتلويث سمعته.
وفي تحقيق نشرته الصحيفة الفنلندية “سبيكولا” كشفت الصحيفة عن خطة لتحويل المواطنين الأمريكيين والأوروبيين إلى روبوتات يبصمون على كل قرار تتخذه حكوماتهم، وقالت الصحيفة إن الحكومة الأمريكية تعد حاليا لتنفيذ الخطة، وطلبت من الحكومات الأوروبية تنفيذها على المواطنين الأوروبيين أيضا، وهي: زرع شريحة الكترونية متطورة في جسم كل طفل حديث الولادة، أو كل شخص يراجع أحد المستشفيات لإجراء عملية جراحية، والهدف من الشريحة هو التحكم بسلوك الإنسان ونشاطاته الاجتماعية والسياسية، والسيطرة على تفكيره، وهي موصولة بالأعصاب، وتتصل لاسلكيا بجهاز كمبيوتر مركزي عملاق. وحذرت البروفيسورة راوني-لينا لوكانين-كيلد، كبيرة الأطباء في وزارة الصحة الفنلندية من خطورة عمل من هذا النوع، ودعت زملاءها الأطباء في فنلندا وأوروبا إلى التمرد على تعليمات حكوماتهم ورفض زرع الشريحة تحت أي مبرر، وقالت في بيان أصدرته ونشرته صحيفة سبيكولا: “عندما يجري ربط وظائف أدمغتنا بكمبيوتر عملاق، سيكون الأوان قد فات على الاحتجاج، والسبيل الوحيد لإيقاف إجراء من هذا النوع هو منعه قبل حدوثه”. وقالت البروفيسورة: إن التكنولوجيا الخاصة بالسيطرة على العقل ظلت سرا من أسرار الحكومات الغربية حتى الآن، لأن أهدافها خبيثة ولا إنسانية وأجهزة الإعلام تلتزم الصمت المطبق بشأنها، ولكن النتيجة ستكون خلق جنود ومواطنين هم في الحقيقة روبوتات ينفذون ما يصدر لهم، ولا حيلة لهم بذلك طالما أن كمبيوترا مركزيا يسيطر على تفكيرهم”.
وها نحن نصل إلى نهاية التاريخ وآخر رجل، ولكن لا لنشهد هيمنة الليبرالية، وإنما هيمنة الحكومات الغربية على مواطنيها وتحويلهم إلى روبوتات.