عرض المشاركة وحيدة
  #10  
قديم 16/05/2006, 12:36 PM
الزمن القادم الزمن القادم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/03/2006
المشاركات: 242
الصين - السودان: علاقة خطرة
نيكولا دي كريستوف، «كورييه انترناسيونال» الفرنسية الحياة - 03/05/06//
في غضون ثلاثين عاماً، تساند الصين سياسية إبادة للمرة الثانية. وكانت المرة الأولى في كمبوديا بول بوت، واليوم في دارفور. ومشتريات الصين من المحروقات مولت نهب دارفور بواسطة سودانيين مسلحين ببنادق أي كي –47 الصينية. وكانت هذه البنادق أدوات قتل مئات الآلاف من الضحايا. والى هذا، تتولى الصين حماية السودان في مجلس الامن. ولولا الرعاية الصينية لما تجرأ السودان، من غير خوف، على غزو تشاد، البلد الجار، بواسطة جيش من المرتزقة. وتتردد الولايات المتحدة في رفع مسألة دارفور الى صدارة مشاغلها الديبلوماسية. ولكنها، على رغم هذا التردد، نبهت الرئيس الصيني، في اثناء زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة، الى خطورة الحال في دارفور ودقتها. وهذا ما لم تقدم عليه دول اخرى. فأوروبا تغط في زاويتها. وجامعة الدول العربية، وهي جمعت قمة عربية منذ اسابيع قليلة في الخرطوم، ولم تتطرق الى الموضوع.
والصين هي العقبة الكأداء بوجه معالجة دولية. وآخر فصول سياستها هذه، معارضتها، هي وروسيا، معاقبة أربعة مسؤولين سودانيين مباشرين عن الإبادة، في مجلس الامن. ولا ريب في أن السبب الاول في هذه السياسة هو النفط. ويحملها عطشها الى منابعه على السعي في ربط هذه المنابع بانتاجها، بواسطة عقود واتفاقات مع البلدان المنتجة والمصدرة، وبعضها في افريقيا، ولما كانت معظم المصادر المتاحة مرتبطة بعقود قديمة، لم تبق إلا بلدان «خارجة على القانون»، أولها السودان وإيران وميانمار. وعليه، فـ60 في المئة من صادرات السودان من النفط تشتريها الصين. ويشتري السودان، لقاء صادراته من النفط، من الصين اسلحة خفيفة، وألغاماً مضادة (قاتلة) للأفراد، وقنابل مدفعية، ومدرعات، ومروحيات، وذخائر متفرقة. وبنت الصين 3 مصانع اسلحة في السودان. وبندقيتها، الى قواذف مضادات الدروع والبنادق الرشاشة، تعم السودان. ولعل دارفور مختبر سياسة الصين الخارجية الآتية، بينما تتحول قوة عظمى، وتقع عليها تبعات الدور الجديد هذا ومسؤولياته.
عن نيكولا دي كريستوف، «كورييه انترناسيونال» الفرنسية، 27/4-3/5/2006